تراثنا ـ العدد [ 5 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

Description: E:BOOKSBook-LibraryENDQUEUETurathona-part005imagesimage006.gif

٢٨١

حياة مسؤولة :

ولد رضوان الله عليه سنة ٣٥٩ هـ ، وتوفي سنة ٤٠٦ هـ ، أي أنه عاش عمراً لم يتجاوز ٤٧ سنة ، والعبقرية لا تعرف الأعمار ؛ نظم الشعر في بواكير عمره ، وكتب جملة كتب لم يتبقّ منها إلّا ثلّة قليلة لم تنل ـ بعد ـ الدراسة اللازمة والتحقيق المطلوب وقد عدّوا له هذه الكتب : ـ

١ ـ نهج البلاغة.

٢ ـ خصائص الائمة.

٣ ـ مجازات الآثار النبوية.

٤ ـ تلخيص البيان عن مجازات القرآن.

٥ ـ حقائق التأويل في متشابه التنزيل.

٦ ـ كتاب : سيرة والده الطاهر.

٧ ـ كتاب الرسائل.

٨ ـ كتاب مادار بينه وبين أبي إسحاق الصابي من الرسائل.

٩ ـ كتاب الزيادات في شعر أبي تمام.

١٠ ـ مختار شعر أبي إسحاق الصابي.

١١ ـ منتخب شعر ابن الحجّاج «الحسن من شعر الحسين».

١٢ ـ كتاب أخبار قضاة بغداد.

١٣ ـ كتاب تعليق خلاف الفقهاء.

١٤ ـ كتاب تعليقة على إيضاح أبي علي الفارسي.

١٥ ـ ديوان شعره.

سبعة وأربعون عاماً مثقلة بالمسؤوليات والنكبات ، ومحملة بأربعة عشر كتاباً ، مع ديوان ضخم من الشعر ، سبعة وأربعون عاماً تسمو عن أعوام الناس لأن صاحبها كان الذي أمضى الشريف وهو يتحدّى ذلك العصر الذي يتهاوى أكثر وأكثر في مواطن الذلِّ والإنهزام النفسي !!

هذه الحساسية ، وعظمة الشعور بسمو النسب الشريف ، شكّلت هاجساً يومياً نلمسه

٢٨٢

في كل مواضع شعر الشريف الرضي ، وكانت حلبة واسعة لفخره ، ذلك الفخر الذي يتمفصل على محورين :

المحور الاول : المحور الذاتي ؛ ويتمثل في الفخار بالخلق السامي ورفض الذل والتطلع الدائم الى الاُفق الأعلى من آفاق الكرامة الإنسانية التي تفرضها الذات المتسامية عن صغار الدنيا كقوله رضوان الله عليه :

مالي اذلّ ، وصارمي لم ينثلم

بطلى العِدى ، وقناي لم يتقصدِ

حيث يستفهم استفهاماً إنكارياً عن رضاه بالذلّ إن حاول بعضهم أن يسمه به ، فكيف سيرتضى ذلك ، وسيفه «صارمي» لم ينثلم من ضرب أعناق «طلىٰ» أعدائه ورمحه لم يتكسّر ، أي ان دون إذلاله حرب لابدّ أن تقع بالسيف الذي يضرب أعناق الأعداء حتى يتثلم ، وبالرّمح الذي يطاعنهم به حتى يتكسر.

وتبلغ حساسية الكرامة مداها الاوفى بصرخته الخالدة عبر الزمن :

ما مقامي على الهوان ، وعندي

مقول صارم وأنف حمي

وإباء محلّق بي عن الضَّنيـ

ـم كما راغ طائر وحشي

فانه يتساءل منكراً ان يرتضى الاقامة على الهوان والذل ، ولديه المعول الصارم والانف الحمي ، وإلاباء الذي يحلّق عن الضيم والظلم وكأنه الطائر الوحشي في نفوره وعلوّ طيرانه ، أوسمة رمزية يطرز بها الشريف رفضه للذلّ والهوان ، المقول الصارم رمز الى الجرأة في القول ، والحزم تجاه مناوئيه ومن يريد إذلاله وإلحاق الهوان به ، والأنف الحميّ : رمز الى العزة والكبرياء ، والأنف ـ عند العرب ـ من الأنفة والترفّع ، يستشعر ما يتطلبه منه نسبه ، ووضعه الإجتماعي ، من طهر ذيل ، وسمو نفس ، وعفة قلب ، وسعة علم ، إضافة للوازع الديني والمذهبي الذي لم يتخلّ عنه الرضي الشريف في أية خطوة خطاها في عمره الطيب.

لقد أدرك الشريف الرضي أن النسب الطاهر لن ينفع شيئاً إن لم تواكبه حياة طاهرة تكون أهلاً لحمل شرف الإنتساب الى دوحة النبوة :

إنْ أشِرَ الخَطْبُ فلا رَوعة

أو عَظُمَ الأمرُ فصبرٌ جميلْ

لِيُهْون المرء بأيّامهِ

إنّ مقام المرء فيها قليلْ

٢٨٣

هل نافعٌ نفسَك أَذْلَلتها

كرامةُ البيت وعِزُّ القَبيلْ

إنّا الى الله ، وإنّا له

وحسبُنا الله ، ونِعْمَ الوكيلْ

فمَال الأمر كلّه الى الله سبحانه وتعالى ، وكرامة البيت ، وعزّ القبيلة ، لن يغنيا المرء شيئاً إن أذلّ نفسه.

هذه الرؤية الدقيقة للحياة وحقائقها تكشف لنا أنّه (رض) كان ينظر الى الكرامة والعزة باعتبارهما أمرين إلهيّين لا محيد عنهما ، وإنّ الذلة طريق يناقض طريق الإيمان ، فما دام المقام في هذه الدنيا قليل فليستصغر المرء مجريات الحياة من آلامها وخطوبها ، بل فليستصغر الأيام ذاتها ، وحينذاك لن يبقى في وسع الذلة أن تتسرب الى موقف الإنسان مهما كان الخطب ، والأمر كله لله.

لاحظ هذه الحسّاسيّه تجاه مواقف الذلة ، واعتبارها نقيض كرامة النسب وعزّته ، ثم انظر تطبيقات هذه الحساسية في حياة الشريف وشعره ، وتصوّركم هو عمق الألم عن الصغار !؟. والإباء المحلّق عن الضيم ؛ رمز الى استسهال الصعاب في سبيل الحفاظ على العزّة والكرامة.

وهو لا يجد عذراً للقبول بالذلّ ما دام معه السيف :

أي عذر له الى المجد ؟ إن ذ

لّ غلام في غمده المشرفيّ

ثم ينتقل الى السبب الذي يحدوه لاعتبار مقامه حيث هو ذلاً ، إذ يقول :

ألبس الذّل في ديار الأعادي

وبمصر الخليفة العلويّ

من أبوه أبي ومولاه مولا

ي ، إذا ضامني البعيد القصيّ

لفّ عِرفي بعرقه سيّدا النّا

س جميعاً محمّد وعليّ

أرأيت ؟ ها هو ذا يبيّن لنا ان بذاخة نسبه سبب اعتباره ان مقامه حيث هو ذلاً ، فهناك حاكم علوى يلتقي بالنسب الباذخ معه ، فالأجدر أن يلتحق به.

وهكذا ينقلنا الشريف الى المحور الثاني الذي هو مدار فخره :

المحور الثاني : محور النسب ؛ وهو في قناعتنا الأساس الذي تتفرع منه مواقف الرضي في شعره وغير شعره ، فهو ينظر الى نفسه نظرة تاريخية باعتباره حلقة من سلسلة طيبة هو ملزم ذاتياً وموضوعياً أن يسير في حياته على مقتضيات ذلك.

٢٨٤

إنا ابن السّابقين الى المعالي

إذا الأمَدُ البعيدُ ثنى البطاء

إذا ركبوا تضايقت الفيافي

وعطل بعض جمعهم الفضاء

نماني من اباة الضَّيمْ نام

أفاض عليّ تلك الكبرياء

شأونا النّاس أخلاقاً لِداناً

وايماناً رطاباً ، واعتلاء

ونحن الخائضون بكلّ هول

إذا ذبّ الجبان به الضّراء

ونحن اللابسون لكلّ مجدٍ

إذا شِئنا ادّراعاً والاتِداء

أقمنا بالتّجاربِ كُلَّ أمر

أبى إلّا اعوجاجاً والتِواء

فبماذا يفتخر ؟ ما مادة فخره ؟

إنّ ما يميّز الشريف عن كثير من الشعراء ان افتخاره بآله ، وهو منهم ، متأتٍّ من المعاني الأخلاقية الإسلامية :

السبق إلى المعالي

البيت الأول

كثرتهم في الحرب

البيت الثاني.

إباء الضيم

البيت الثالث.

الكبرياء

البيت الثالث.

الأخلاق الكريمة

البيت الرابع.

الإيمان العميق

البيت الرابع.

العلو

البيت الرابع.

الشجاعة

البيت الخامس.

الجدّ في طلب المجد

البيت السادس.

الجد في طلب الإصلاح

البيت السابع.

وتنفصل هذه المعاني في سائر قصائد الشريف ، فيفكّكها الى مكوناتها الأساسية ويوضّح جزئيات أوصافهم ، ومثابة فخره بهم.

فما ولد الأجاربُ من تميم

نظيرهم ولا الشّعر الرّقابا

وإنّ المجدَ قد علمت مَعَدُّ

ودار العزّ والنَّسَبَ القُرابا

لأطولهم اذا ركبوا رماحاً

وأعلاهم إذا نزلوا قِبابا

٢٨٥

وأغزرهم إذا سئلوا عطاء

وأوحاهم إذا غضبوا ضرابا

حيث ذكر بعضاً من لوازم الشجاعة «طول الرماح» ، وعلوّ الذكر «القباب العالية» وكثرة العطاء «وأغزرهم ...» ، والقوة في الحرب «أوحاهم ضرابا».

وكيف لا يكونون كذلك وهم :

بنو عمّ النبيّ واقربوه

وألصقهُم به عِرقا لُبابا

حيث يبين الشريف صفاتهم الكريمة لأنهم من نسل النبيّ (ص) والمحافظين على القيم التي نادى بها ، ودعا النّاس اليها.

ويصل من ذلك الى أن المديح يجب أن يقتصر على الرسول (ص) وأهل بيته (ع) :

وما المدح إلّا في النبيّ وآله

يُرامُ ، وبعض القول ما يُجَّنبُ

وأولى بمدحي من أعزّ بفخره

ولا يشكر النعماء إلّا المهذَّبُ

أرى الشعر فيهم باقياً ، وكأنّما

تُحلِّق بالأشعار عنقاء مغربُ

اُعِد لفخري في المقام مُحمَداً

وأدعو عليّا للعلى حين أركبُ

فالشريف لا يرى له وجوداً مستقلاً عن هذا الوجود التاريخي لآل البيت (ع) ، ومن هنا تجذّر حبّهم في قلبه ، وخالط دمه ولحمه :

المجدُ يعلمُ أنّ الَمْجَد من اربي

ولو تماديت في غيٍّ وفي لَعبِ

إنّي لمن مَعْشَر إنْ جمّعوا لعُلى

تفرّقوا عن نبي أو وصيّ نبي

ويخاطب أباه فيقول :

وغيرك لا اُطريه إلّا تكلّفاً

وغير حنيني عند غيرك مُصْحِبُ

أبعْدَ النبي والوصي تروقني

مَناسب من يُعزى لمجد ويُنْسَبُ

يُقرّ بفضلي كلّ باد وحاضر

ويحسدني هذا العظيم المحجَّبُ

أُحبكُم ما دمتُ اعزى اليكمُ

و مادام لي فيكم مرادٌ ومطلبُ

فهذا الوعي الحادّ بالإنتساب الى أهل البيت (ع) أصبح جزءاً من حياة الشريف إن لم نقل انه غلف حياة الشريف كلها ، وتغلغل في شتى نواحيها ، فحق له أن يقول :

فمن ذا اُسامي وَجدي النبيّ

أم من أطاول أم من اُلاحي

أنا ابن الائمة ، والنازلين

كُل مَنيع الرّبى والبَراحِ

وأيد تُصافح أيدي الكرام

إنْ نَفَرتْ من أكفّ الشّحاح

٢٨٦

اذا استصرخِوا عَصفوا بالصبا

حِ بين الظبىٰ والوجوه الصِبّاحِ

وبذاك ، وبسبب من ذاك أصبح واحداً من سادة يهيمنون على حركة الناس :

إنّا نعيب ولا نُعابُ

ونُصيبُ منك ولا نُصابُ

آل النبي ، ومن تقلّـ

ـب في حجورهم الكتابُ

خُلِقَتْ لَهُمْ سمر القنا

والبيض والخيل العِرابُ

قومٌ إذا غمز الزّما

ن قنيهم كرموا وطابوا

فهؤلاء هم سادة الناس ومرشدوهم ، آل النبيّ (ص) الشجعان الذين لهم خلقت الرمان والسيوف والافراس ، هؤلاء القوم لا يزدادون إلّا كرماً وطيبة كلما اشتد الزمان عليهم ، فكان الصعاب محك على ضريبته يفوح عطر شمائلهم.

ومن هنا صار الشريف ذلك القمر الدائر في كون أهل البيت (ع) الرحيب ، وصار اعداؤه زمرة من الكلاب النابحة العاوية ، التي لم تجد فيه عيباً ، فحاولت أن تخلع عليه من عيوبها ، جرياً على «رمتني بدائها وانسلت» ، قال :

وإنّ مُقام مثلي في الأعادي

مُقامَ البدر تنبحه الكلابُ

رَمونى بالعيوب ملفقات

وقد علموا بأني لا اُعابُ

وانّي لا تدنّسني المخازي

وإني لا يروّعني السبابُ

ولمّا لم يلاقوا فيّ عيباً

كسَوني من عيوبهمُ وعابوا

أعد نظرك في الشعر الذي مرّ تجد الكرامة والكبرياء والعزّة ، ولو لم يقل (رض) إلّا «وإني لا يروّعني السباب» لكفاه دلالة على عظيم اعتداده بنسبه وثقته بنفسه ، والثقة بالنفس لا تتأتّى لكل الناس ، فإن منهم من يزلزله النقد ، ويفقده السباب صوابه ، لأنه لا ثقة له بنفسه ، فكأنه النبتة الهشّة التي ليس لها جذر مكين يمسكها أن تميل وأن تنقصف ، اما الشريف فكالسند يانة الشامخة ، عميقة الجذور ، متمكنة من الأرض ، قوية لا تتلاعب بها الرباح.

ولنا أن نقرر ان هذا الشعور بالإنتماء الى العترة الطاهرة (ع) هو المحرك لكلّ مشاعر الإباء والعزة والكرامة في نفسه.

ولكن ...

من هم اُولئك الذين ينتمي اليهم الشريف الموسوي ؟ هل ذكرهم في شعره ؟

٢٨٧

وكيف كان ذكره لهم ؟ وهل هو مقتنع بهم جميعاً أم متوقف ؟

والذي يحدونا لهذه الأسئلة ما حدّث هو به ـ رضوان الله عليه ـ في مفتتح رسالته «خصائص الائمة» إذ قال : «إنّ بعض الرؤساء ، ممن غرضه القدح في صفاتي والغمز لقناتي والتغطية على مناقبي والدلالة على مثلبة إن كانت لي ، لقيني وأنا متوجّه ليلة عرفة من سنة ثلاث وثمانين وثلثمائة هجرية الى مشهد مولانا موسى بن جعفر ومحمد بن علي بن موسى (موسى الكاظم ومحمد الجواد (ع) في الكاظمية في العراق) للتعريف هناك ، فسألني عن متوجهي فذكرت له الى اني قصدت ، فقال لي : متى كان ذلك ؟ يعني أن جمهور الموسويين جارون على منهاج واحد في القول بالوقف والبراءة ممن قال بالقطع ، وهو عارف بأن الأمانة مذهبي ، وعليها عقدي ومعتقدي وإنما أراد التنكيل لي ، والطعن على تديني فأجبته في الحال بما اقتضاه كلامه ...» ، ثم جعل الشريف ذلك علّة تجدد نشاطه لإكمال كتاب خصائص الائمة (ع) ، غير ان جمعه لنهج البلاغة ، ومعاجلة المنية له ، قد حالا دون اكمال خصائص الائمة ، فظل الكتاب محتوياً على فضائل أميرالمؤمنين (ع) فقط.

وإذا كان الكتاب ـ ونعني به خصائص الائمة ـ لم يستطع أن يستوفي ذكرهم جميعاً سلام الله عليهم ، فإن شعر الرضي قد استوفى ذلك فحفل بذكرهم وتعطّر بالإشادة بمناقبهم وصفاتهم ومواضع مراقدهم الطاهرة.

ولنفتح قلوبنا لبائيّته العذبة :

سقى الله المدينة من محلّ

لبَابَ الماء والنُّطفِ العذاب

فهو يدعو للمدينة بالسقيا ، وليس بمطلق السقيا ، إذ كانت تسقى بديم المطر العزيز مع الصواعق والرعود وما يروّع أهلها الآمنين ، بل هي السُّقيا بلباب الماء ، أي بجوهره وصافيه ونقيّه من غير أوشاب ولا أكدار ، ثم هي السُقيا بالقطر العذب السائغ.

ولا عجب أن يدعو للمدينة المنوّرة بذلك ، لأن فيها قبر جده الأعلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وفيها أيضاً شيء آخر عزيز على قلبه :

وجاد على البقيع وساكنيه

رضيُّ الذيل ملآن الوطابِ

ففي البقيع إضمامة من زهر لا يكفيها الطلّ ، بلا بد من الوابل ، لابد من أن يرخي السحاب عليها ذيله ، وأن يفتق وطابه الملآن ، فأولئك الائمة الأطهار ظلموا أحياء وظلموا

٢٨٨

أمواتاً ، والى اليوم تقوم شواهد الظلم الواقع عليهم ، فافترق حال محالهم عن قبر الرسول الاكرم (ص) ، وعن أزقة المدينة المنورة وساكنيها ، فهنا يكفي «الباب الماء والنطف العذاب» ، وهناك لا يكفي هذا بل يجب أن يكون منسجماً مع حال مراقدهم المقدسة من وفير السقي ، وعزيز المطر.

وينتقل الشريف من البقيع اقرب مشهد

من مشاهد أجداده الطاهرين

فما ان ينتهي ركب الحجيج الى أرض العراق حتى يتقرّى المرقد الطاهر لأميرالمؤمنين (ع) في النجف الاشرف ، أو الغري :

وأعلام الغَري وما استباحت

معالمها من الحسب اللَّباب

وأي حسب لُباب إن لم يكن حسب علي بن ابي طالب (ع) ؟ فتشمله دعوة السقي بوابل نمير المطر.

ثم يرحل الى كربلاء وهي المنزلة الثانية بعد النجف في طريق الحج العائد الى العراق :

وَقبْراً بالطفوف يضمّ شلوا

قضى ظماً الى برد الشراب

اُنظر الى هذا الحس المرهف ، وكيف قابل بين الدعاء بالسّقيا و «ظمأ» أبي عبدالله عليه السّلام في موقعة كربلاء ، فأي مطر ، وأي غيث ، وأي وابل ، وأي طلّ يكون في وسعه إرواء تلك المراقد المشرفة وقد «قضى» اُصحابها ظماً ، والماء على مرمى حجر منهم ؟

ويستمرّ الشريف في سفرته التي تطوي الأرض طيّاً بين سامراء ـ حيث الهادي والعسكري (ع) وموضع الغيبة الشريف ـ ، وبغداد ـ حيث الكاظم والجواد (ع) ـ ، وطوس ـ حيث علي بن موسى الرضا (ع) ـ ، فليسق المطر النمير تلك المشاهد المشرفة :

وسامّرا وبغداداً وطوساً

هطول الوَدْق منخرق العُباب

هذي مراقدهم ـ عليهم السّلام ـ وها هو الشريف الرضي يقف عليها بلوعة ويقول :

قبور تنطُف العَبرات فيها

كما نطف الصبَّيرُ على الرّوابي

إنّ دموع الرضيّ تمنعه من وصفها ، لكن ذكاءه وعظيم إحساسه بانتمائه الى الراقدين فيها ، يدفعه الى أن يشبّه للدموع التي يجريها محبو الائمة عليها بالسحاب الذي يسقي الروابي ويفيض عليها.

٢٨٩

إنّ فكرة السقيا لم تفارقه ، فكرة أن يستشهد الحسين (ع) وهو عطشان ويمنع من قطرة ماء ، فتتسع القطرة الى السحاب ، والى المطر الغزير ينهمر لا على قبر عطاشى كربلاء فحسب ، بل تتسع لتشمل كل أضرحة أجداده الائمة الأطائب (ع).

هذه الكفرة تجدها قوية السيطرة عليه ، حتى لتكون العمود الفقري للقصيدة كلها ، بين رفعة القبور المشبهة بالروابي ، وبين السقي الذي ينهمر عليها من السحاب ومن دموع العيون ، فإن لم يستجب السحاب لملتمس الشاعر فإنّ السراب سيستحيل ماء يتقطع على تلك القبور :

فلو بخل السّحابُ على ثراها

لذابتْ فوقها قطع السّراب

يجب أن ننتبه هنا الى المقابلة الذكية بين السحاب والسراب ، لا من حيث استحالة السراب الى سحاب تولّهاً بأهل البيت (ع) فحسب ، وإنما ايضا من حيث أن المسافر ـ آنذاك ـ بين هذه المشاهد المشرفة يطالع السراب أمامه وهو يطوي الفيافي والقفار فيأخذه الإحساس الرهيف ـ إن كان من أهله ـ الى اُمنية مستحيلة ، أن يتحول السراب المشعر بالعطش والموحي به الى سحاب يبلّ الثرى ويسقي القبور المطهّرة.

وتبقى فكره السُقيا والظمأ تجول في جنبات مشاعر الشاعر :

سقاك ، فكم ظمئتُ اليك شوقاً

على عُدواء داري واقترابي

فالسّحاب يسقي ، والسّراب يتقطع سحاباً ومطراً عليها ؛ والشاعر ظمىء إليها شوقاً في حالَي قربه وبعده ، وانظر الى لفظة «عدواء» وما فيها من اللآواء إشارة الى ألم البعد والظمأ لزيادتها ، والغلواء في حبّها والتبرك بها.

ثم انظر إلى اللّفتة الذكية بين بعد الدار واقتراب الشاعر ، فهو لم يقل انه بعيد عن تلك القبور ، فهو دائماً قريب منها ، وداره هي التي تبعد عنها.

واما قربه فيتمثل في زيارته لها ، وفي حمله معه دائماً شيئاً من ترابها :

تجافي يا جَنوبَ الريّح عنيّ

وصوني فضل بُردْك عن جنابي

ولا تسري اليّ مع اللَّيالي

وما استحقبت من ذاك التَّرابِ

وذاك التراب أيضاً ظمآن ، فالظمأ حسّ في كل ما يحيط بالشاعر ، ويبلغ الظمأ بالتراب المقدس حدّ أن يُقاد له الماء والسحاب :

قليل ان تُقاد له الغَوادي

وتنحرَ فيه أعناق السَحاب

٢٩٠

ويرتبط الظمأ عند الشاعر بالآلام التي عاناها أهل البيت (ع) حيث انتقلوا في دنياهم من مصاب الى مصاب ، فكان وفرة المصائب التي جابهتهم في حياتهم قابلها هذا الظمأ الذي يجلل أضرحتهم وتربتهم الطاهرة :

أما شرق التراب بساكنيه

فيلفظهم الى النعم الرغاب

فكم غدت الضغائن وهي سكرى

تدير عليهم كأس المُصاب

وبهذا البيت ندرك السبب الذي حدا الشاعر أن يستسقي المدينة لباب الماء ، وأن يستسقي قبور الائمة (ع) المطر الغزير ، لأن هذه الغزارة من الخير «والماء والسقيا رمزان له» قد ناسبت كؤوس المصائب التي نالتهم في حياتهم ، ولكن الشاعر يدرك أن الماء والسقيا غير كافيين أمام عظمة أهل البيت (ع) ، فينتقل منها الى تقرير حقيقة تناسب منزلة أهل بيت النبوّة عليهم السّلام :

صلاة الله تخفق كلّ يوم

على تلك المعالم والقباب

ولا نجد فرقاً بين سحاب تنصل شآبيبه ، وسراب يستحيل قطع سحاب وخفقان الصلوات ، فكأن الصلاة عليهم طيور خافقة بأجنحتها ، والصلة وثيقة بين الماء والطيور فلا تحوم الطيور إلّا حول موارد الماء المشرعة الآمنة ، فكأن الشريف بهذا البيت ينقلنا الى جو استجابة دعائه بالسقيا ، بل الى ما هو أبعد من ذلك ، الى أن هذه القبور الطاهرة هي مشارع الماء الآمنة التي تخفق حولها الطيور ، وليست تلك الطيور طيوراً حقيقية بل هي صلاة الله سبحانه وتعالى ، وأين تخفق الصلاة إلا على أهلها وموطنها ومستقرها ؟

وبعد أن يصل الشاعر الى هذه الحقيقة يتحول الى ذاته يستنبط منها حبها ، وينقع غليلها ، ويروى أُوامها بزيارته لهم :

وإني لا أزال اُكرّ عزمي

وإن قلّت مساعدة الصِّحاب

وأخترق الرياحَ الى نسيم

تطلّع من تراب أبي تراب

بودّي أن تطاوعني الليالي

وينشبَ في المنى ظفري ونابي

فأرمي العيس نحوكم سهاماً

تغلغل بين أحشاء الرّوابي

لعلّي أن أبّل بكم غليلاً

تغلغل بين قلبي والحجاب

فما لقياكم الّا دليلٌ

على كنز الغنيمة والإياب

ثم يلتفت الى الإمامين اللذين كان خروجه لزيارتهما سبباً لنشاطه في كتابه

٢٩١

«خصائص الائمة» (ع) الإمام الكاظم والإمام الجواد (ع) ويصفهما بالملاذ فيقول :

ولي قبران بالزوارء اُشفي

بقُربهما نزاعي واكتئابي

أقودُ اليهما نفسي واُهدي

سلاماً لا يحيد عن الجوابِ

لقاؤهما يطهر من جناني

ويدرأُ عن ردائي كلّ عابِ

وبالطهر يختم ذكرهم كما بدأ بالماء والسُقيا ، والدعاء لمشاهدهم المشرفة لينتقل ـ بعد هذا كله ـ الى الافتخار بفضائل أميرالمؤمنين (ع) وهي فضائل جده :

قسيمُ النّار جدّي يوم يُلْقىٰ

به باب النّجاة من العَذاب

وساقي الخَلْق والمُهجات حَرّى

وفاتحة الصراط الى الحساب

لاحظ السّقي ، والظمأ ، وهذه المفارقة بين عطش الدنيا وآلامها ، وبين أن يكون ذلك العطشان والظمآن ساقي الخلق على الكوثر ، والاُخرى بين ريّ الدنيا وزخرف نعيمها ، وبين المهج الحرّى يوم القيامة ، وهو الساقي من كرم نفس ، وكرم طبع ، شهر بهما في الدنيا فكانا له نصيبين في الآخرة :

ومن سَمَحت بخاتمه يميني

تضن بكل عالية الكعاب

مفارقة اُخرى بين الكرم بالمال ، والبخل بعالية الكعاب كناية عن الشجاعة والبطولة لأن من اُولى صفاتهما الحفاظ على السيوف والرماح في اليد الصلبة القوية تواجه الأعداء فتقتلع حصونهم :

أما في باب خيبرَ معجزاتٌ

تصدّقُ ، أو مناجاة الحِبابِ

أرادتْ كيدَه والله يأبى

فجاء النّصرُ من قِبل الغُراب

أهدا البدرُ يُكسف بالديّاجي

وهذي الشمس تُطمس بالضّباب

وكان إذا استطال عليه جان

يرى ترك العقاب من العقاب

أرى شعبان يذكرني اشتياقي

فمن لي ان يذكّركم ثوابي

ثم يلتفت الى نفسه فيأخذها بالسير على نهج أجداده الطيبين ، ويجهر بحبه لهم متقبلاً فيهم كل سباب الأعداء ، لأنهم نسبه وعماده ومبرر كيانه :

بكم في الشعر فخري لا بشعري

وعنكم طال باعي في الخطاب

اُجلُّ عن القبائح غير أني

لكم أرمي واُرمى بالسّباب

فأجهر بالولاء ولا اُوري

وأنطق بالبَراء ولا اُحابي

٢٩٢

ومن أولى بكم منّي وليّاً

وفي أيديكُمُ طرف آنتسابي

محِبّكمُ ، ولو بُغضت حياتي

وزائركم ولو عُقِرتْ ركابي

تُباعد بيننا غيَرُ اللَّيالي

ومرجْعُنا الى النَّسب القَراب

إنها صرخات السجن الذي يعمقه الولاء حتى أدق خفاياه وحناياه ، والذي يظهر سطوراً من الهيام في صفحات القلب الذائب في حب آل البيت (ع) :

وما المدح إلّا في النبيّ وآله

يُرام ، وبعض القول ما يتجنَّبُ

أرى الشعر فيهم باقياً وكأنّما

تُحلِّق بالأشعار عنقاء مغربُ

اُعدّ بفخري في المقام محمّداً

وأدعوا عليّاً للعُلى حين اركبُ

*  *  *

وتصفح شعر هذا الشريف الرضي (رضي الله عنه) فلن تجد إلّا الكبرياء تستقي من حب أهل البيت (ع) ، والإنتماء الكامل لهم ، تعطراً بذكرهم ، وفخراً بالإنتساب إليهم ودموعاً حرّى تستحيل دماً وهي تطالع صفحات الوضح الإسلامي في كربلاء ـ.

ولهذا موضوع آخر ، إن شاء الله.

٢٩٣

من أنباء التراث

كتب ترى النور لأول مرة

* منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة

تأليف : القطب الراوندي ، قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي الكاشاني ، المتوفّى سنة ٥٧٣ هـ.

ينقل ابن أبي الحديد عنه في شرحه للنهج أحياناً.

عُني بطبعه لأول مرة الشيخ عزيز الله العطاردي ، وصدر في ثلاثة أجزاء من مطابع حيدرآباد في الهند سنة ١٤٠٤ هـ.

وأعاد تحقيقه السيد عبداللطيف القرشي الكوهكمري ، وصدر ضمن منشورات مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم في ثلاثة أجزاء أيضاً.

ويقوم بتحقيقه من جديد الاُستاذ لبيب بيضون.

كما ينوي السيد عبدالزهراء الخطيب ـ مؤلف كتاب «مصادر نهج البلاغة» ـ تحقيقه أيضاً ، وسيصدر ضمن منشورات دار الأضواء في

بيروت.

* حدائق الحقائق في فَسْر دقائق أفصح الخلائق

في شرح نهج البلاغة

تأليف : قطب الدين الكيدري ، أبو الحسن محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي الكيدري ، من أعلام القرن السادس.

فرع من تأليفه سنة ٥٧٦ هـ.

طبع لأول مرة بسعي الشيخ عزيزالله العطاردي ، وصدر من مطابع حيدرآباد في الهند في ثلاثة أجزاء سنة ١٤٠٤ هـ.

* شرح نهج البلاغة

لمؤلف مجهول من أعلام الطائفة في القرن الثامن ، وينسب إلى العلامة الحلّي ـ المتوفّى سنة ٧٢٦ هـ.

وقد عُني بطبعه لأول مرة الشيخ عزيزالله العطاردي على نسخة فريدة من مخطوطات مكتبة

٢٩٤

الدكتور أصغر مهدوي في طهران ، وصدر في جزء واحد من مطابع حيدرآباد في الهند سنة ١٤٠٤ هـ.

كتب صدرت محقّقة

* خصائص الائمة

تأليف : الشريف الرضي ، أبو الحسن محمد ابن الحسين بن موسى (٣٥٩ ـ ٤٠٦ هـ).

تحقيق : الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني.

نشر : مؤسسة البحوث الإسلامية (بنياد پژوهشهاى إسلامي) التابعة للروضة الرضوية المقدّسة ـ مشهد.

وكانت المكتبة الحيدرية في النجف الأشرف قد طبعت الكتاب على الحروف باسم «خصائص أميرالمؤمنين عليه السّلام» إذ أنّ الشريف الرضي رحمه الله لم يتمّ تأليه ولم يكتب منه غير خصائص الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام.

كما أعادت مكتبة الرضي في قم طبعه بالاُفست على طبعة النجف الأشرف.

* نهج البلاغة

مع شروح الشيخ محمد عبدة

تحقيق وتعليق : محمد أحمد عاشور ومحمد إبراهيم البنّا.

نشر : دار ومطابع السقيا في مصر ، سنة ١٩٧٢ م.

وأعادت طبعه سفارة الجمهورية الإسلامية

في إيران ـ دمشق

* نهج البلاغة

مع شروح الشيخ محمد عبدة ، وفيه زيادات من شروح ابن أبي الحديد وابن ميثم البحراني.

تحقيق : عبدالعزيز سيد الأهل.

نشر : مكتبة الأندلس في بيروت ، في أربعة أجزاء.

* شرح نهج البلاغة

لابن أبي الحديد المعتزلي (٥٨٦ ـ ٦٥٦ هـ).

تحقيق : الشيخ حسن تميم ـ قاضي بيروت الشرعي ـ.

نشر : دار مكتبة الحياة في بيروت ، في خمسة مجلّدات.

صدر حديثاً

* نهج البلاغة

قامت بطبعه مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم بطريقة التصوير على مخطوطة نفيسة من نهج البلاغة تحتفظ بها المكتبة برقم ٣٨٢٧ ، مذكورة في فهرسها ١٠ / ٢٠٦ ، وقد كتبت سنة ٤٦٩ هـ ، وهي من أقدم مخطوطات نهج البلاغة إن لم تكن أقدمها.

وقد نشرته المكتبة بمناسبة الذكرى الألفية لوفاة الشريف الرضي.

*  *  *

٢٩٥

* المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة

تأليف : محمد دشتي وكاظم محمدي.

فهرست خاصّ بنهج البلاغة ضمّ إضافة إلى متن النهج : فهرس الألفاظ الغريبة المشروحة ، المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة ، مصادر ومراجع نهج البلاغة (جدول أسامي الكتب ومؤلفيها) مرتّبة حسب الحروف الأبجدية والتاريخ الهجري ، جدول اختلاف النسخ ، ومستدرك اختلاف النسخ في العبارات.

والكتاب يقع في ١٤٠٦ صفحة من القطع الوزيري ، صدر عن مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين في قم.

وتعيد المؤسسة ذاتها طبعه مع تصحيحات مهمّة عليه.

* الدليل على موضوعات نهج البلاغة

تأليف : علي أنصاريان.

دليل لموضوعات نهج البلاغة ، يقع في سبعة فصول ، وقد وضع المؤلف ١٣٢ عنواناً ، جمع تحت كل عنوان ما يتعلّق به الخطب والرسائل والحكم. والفصول السبعة هي : ١ ـ الإلٰهيّات ، ٢ ـ النبوّة ، ٣ ـ العقائد والأحكام ، ٤ ـ الخلافة والاُمّة ، ٥ ـ التاريخ ، ٦ ـ المجتمع والسياسة الإقتصاد ، ٧ ـ الأخلاق.

وقد صدر مؤخّراً في إيران في ١١٠٥ صفحة.

* الهادي إلى موضوعات نهج البلاغة

تأليف : الشيخ علي المشكيني.

فهرست موضوعي لنهج البلاغة ، رُتّب حسب الحروف الهجائية مع تقديم لفظ الجلالة «الله» ، وتأخير مادة «يهود».

وقد صدر الكتاب عن مؤسسة نهج البلاغة في طهران في ٦٢٠ صفحة.

وقام بتقديم الكتاب السيّد جعفر مرتضى العاملي.

* تصنيف نهج البلاغة

تأليف : لبيب بيضون.

فهرست موضوعي لنهج البلاغة ، صدر في دمشق وبيروت عام ١٣٩٨ هـ ، ثمّ أعاد المؤلف النظر فيه فطبع ثانية مع بعض الإضافات.

ويقع الكتاب في عشرة أبواب كالتالي : ١ ـ اُصول الدين (العقائد) ، ٢ ـ فروع الدين (العبادات والمعاملات) ، ٣ ـ الإمام والإمامة ، ٤ ـ سيرة الإمام علي عليه السّلام ، ٥ ـ حروب الإمام عليه السّلام أثناء خلافته ، ٦ ـ سياسة حكومة الإمام عليه السّلام ، ٧ ـ الشؤون الإجتماعية في نظر الإمام علي عليه السّلام ، ٨ ـ الإنسان وشؤونه المختلفة ، ٩ ـ المواعظ والنصائح ، ١٠ ـ الفهارس.

ويقوم مركز النشر في مكتب الإعلام الإسلامي ، الحوزه العلمية ـ قم بإعادة طبعه ، وهو في لمساته الأخيرة.

* بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

تأليف : الشيخ محمد تقي التستري ، نزيل تستر وعالمها.

٢٩٦

شرح لنهج البلاغة ، بدأ المؤلّف بطبعه منذ عام ١٣٩٠ هـ ، وقد صدر مؤخراً الجزء الرابع عشر والأخير منه ، وتعدّ مؤسسة نهج البلاغة في طهران لإعادة طبعه مع إجراء تعديلات بإذن من المؤلف.

وللمؤلف كتاب «قاموس الرجال» صدر في أربعة عشر جزءاً ، ويعدّ من حسنات العصر الحاضر ، ومن أفضل ما اُلف في علم الرجال ، وتقوم مؤسسة النشر التابعة لجماعة المدرّسين في قم بتحقيقه وطبعه.

كما وصدر للمؤلّف مؤخّراً جزءان من «النجعة في شرح اللّمعة» الذي هو شرح على كتاب «اللمعة الدمشقية» في الفقه ، للشهيد الأول شمس الدين محمد بن مكي ، المستشهد في دمشق سنة ٧٨٦ هـ ، وهو مستمر في تأليفه رغم شيخوخة وهرم.

* الشريف الرضي

تأليف : حسن أبو عليوي.

والكتاب يقع في جزءين ، يتناول الأول منهما : الرضيّ الناثر والعالم الديني ، بينما يتناول الجزء الثاني : الشريف الرضيّ الشاعر وأغراضه الشعرية.

نشر : مؤسسة الوفاء في بيروت.

* رؤى الحياة في نهج البلاغة.

تأليف : حسن موسى الصفار.

نشر : مؤسسة الأعلمي في بيروت.

*  *  *

* فهارس شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد

تأليف : أسدالله إسماعيليان.

يقع الكتاب في جزءين ؛ ضمّ الأول منهما الفهارس التالية : الأعلام ، الشعوب والقبائل ، الفرق والمذاهب ، الأماكن والبقاع ، الكتب ، الأيام المعروفة في التاريخ. ويضم الجزء الثاني فهارس الآيات القرآنية ، الأحاديث النبوية ، الشعر ، الأمثال ، المواضيع.

وقد صدر الجزء الأول من الكتاب عن مكتبة إسماعيليان في قم بطبعة سقيمة ، ولم يصدر الجزء الثاني بعد.

* السلم وقضايا الحرب في نهج البلاغة

تأليف : الشيخ محمد مهدي شمس الدين.

طبع في بيروت ، وترجم إلى الفارسية مؤخّراً.

* عهد الأشتر

تأليف : الشيخ محمد مهدي شمس الدين.

شرح لعهد أميرالمؤمنين عليه السّلام الذي كتبه لمالك الأشتر رحمه الله لمّا ولّاه مصر.

طبع في بيروت طبعة سقيمة ، ثم أعادت مؤسسة الوفاء البيروتية طبعه بشكل جيّد.

* حركة التاريخ عند الإمام علي عليه السّلام

تأليف : الشيخ محمد مهدي شمس الدين.

طبع في طهران ضمن منشورات مؤسسة نهج البلاغة في سنة ١٤٠٥ هـ ، وطبعته المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع سنة

٢٩٧

١٤٠٥ هـ أيضاً.

* نهج البلاغة نبراس السياسة ومنهل التربية

مجموعة بحوث ومقالات قامت مؤسسة نهج البلاغة في طهران بطبعها سنة ١٤٠٤ هـ ، وهي في ٣٧٤ صفحة.

* نهج الحياة

مجموعة بحوث ومقالات حول نهج البلاغة بقلم عدّة من العلماء وقد قامت مؤسسة نهج البلاغة في طهران بطبعه في ٢٦٣ صفحة.

* في رحاب نهج البلاغة

تأليف : الشيخ مرتضى المطهري.

تعريب : هادي اليوسفي ، تعريب لكتاب «سَيْري در نهج البلاغة» المطبوع غير مرّة ، وقد صدر في بيروت عن دارالتعارف.

* مفتاح السعادة في شرح نهج البلاغة

تأليف : السيد محمد تقي الحسيني النقوي الخراساني القائني ، نزيل طهران.

صدر الجزء السادس من الكتاب ، وما زال العمل فيه مستمراً.

* مائة شاهد وشاهد

تأليف : السيد عبد الزهراء الخطيب (مؤلف كتاب مصادر نهج البلاغة) جمع وشرح لـ (١٠١) بيت من أشعار أبي الطيّب المتنبي مستقاة من حكم أميرالمؤمنين عليه السّلام.

وقد صدر في طهران عن مؤسسة نهج البلاغة ، وفي بيروت عن دار الأضواء.

* شرح الخطبة الشقشقية

تأليف : الشيخ محمد رضا الحكيمي.

صدر عن مؤسسة الوفاء في بيروت في ٤٢٨ صفحة.

تجدر الإشارة الى أن أول من قام بشرح هذه الخطبة الشريف المرتضى علم الهدى أخو الشريف الرضي ، إذ أن له تفسيراً للخطبة الشقشقية وقد طبع هذا العام ضمن رسائله في المجموعة الثانية التي صدرت عن دارالقرآن الكريم في قم بإعداد السيد مهدي الرجائي ، وإشراف السيّد أحمد الحسيني.

وتقع هذه الرسائل في ثلاثة أجزاء ، وقد صدرت مؤخراً.

* إستناد نهج البلاغة

تأليف : إمتياز علي خان العرشي الرامفوري الهندي.

تعريب : عامر الأنصاري.

قدّم له وعُني بنشره الشيخ عزيزالله العطاردي.

نشر : مكتبة الثقلين ، القرآن والعترة ـ قم.

* روائع نهج البلاغة

تأليف : جورج جرداق.

ترجمه إلى اللغة الفارسية محمد رضا الأنصاري.

٢٩٨

كتب اُعيد طبعها بالاُفست

* نهج البلاغة

مع فهارس علميّة وضعها الدكتور صبحي الصالح.

طبع الأول مرة في بيروت سنة ١٣٨٧ هـ ، وطبعته دارالكتاب اللبناني ومكتبة المدرسة للمرّة الثانية سنة ١٤٠٢ هـ بالاُفست ، كما أعادت دار الهجرة في قم طبعه في حجمين بالاُفست سنة ١٣٩٥ هـ على الطبعة البيروتية الاُولى.

* نهج البلاغة

مع شروح الشيخ محمد عبدة

أعادت مؤسسة الأعلمي في طهران و بيروت طبعه بالاُفست على طبعة مطبعة الاستقامة في مصر

كما أعادت دار الزهراء في بيروت طبعه بالاُفست على طبعه مصر.

* مصباح السالكين لنهج البلاغة من كلام أميرالمؤمنين عليه السّلام

تأليف : كمال الدين ابن ميثم البحراني ، المتوفّى سنة ٦٧٩ هـ.

وهو شرحه الكبير لنهج البلاغة ، وهناك نسخة منه في مكتبة التربية (تربيت) في تبريز كتبت سنة ٦٩١ هـ.

وكان قد طبع على الحجر في مجلّد واحد في إيران ، ثم طبع على الحروف في طهران في خمسة

مجلدات مابين سنتي ١٣٧٨ ـ ١٣٨١ هـ.

كما قامت دار العالم الإسلامي في بيروت بطبعه بالاُفست سنة ١٤٠١ هـ.

ثم أعاد مكتب نشر الكتاب (دفتر نشر كتاب) في طهران طبعه بالاُفست سنة ١٤٠٤ هـ.

* شرح نهج البلاغة

لابن أبي الحديد المعتزلي (٥٨٦ ـ ٦٥٦ هـ).

أعادت مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم طبعه بالاُفست على طبعة دار إحياء الكتب العربية في القاهرة ، الطبعة الثانية (سنة ١٣٨٥ هـ ـ ١٩٦٥ م).

كما أعادت مكتبة إسماعيليان في قم طبعه بالاُفست أيضاً على الطبعة الاُولى لدار إحياء الكتب العربية في القاهرة (١٣٧٨ هـ ـ ١٩٥٩ م).

* منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة

تأليف : العلامة السيّد حبيب الله الموسوي العلوي الخوئي ، المتوفّى سنة ١٣٢٤ هـ.

كان الكتاب قد طبع على الحجر وبالحجم الكبير في إيران ، ثمّ اُعيد طبعه على الحروف في طهران ، ولم يتمّ المؤلف رحمه الله تأليفه ، فأتمّه من حيث بلغ المؤلف الشيخ حسن زاده الآملي والشيخ محمد باقر الكمره إي ، وصدر المجموع في ٢١ جزءاً

ثمّ أعادت مؤسسة الوفاء في بيروت طبعه بالاُفست ، واُعيد طبعه بالاُفست أيضاً في طهران ، وصدر منه ثمانية أجزاء ثمّ توقّف لأنّ فيه مسّاً ببعض الحكّام الاُمويّين !!؟

٢٩٩

* مصادر نهج البلاغة

تأليف : السيد عبدالزهراء الخطيب.

كان قد طبع في النجف الأشرف في أربعة أجزاء ما بين سنتي ١٣٨٦ ـ ١٣٨٨ هـ ، ثمّ أعادت طبعه مؤسسة الأعلمي في بيروت سنة ١٣٩٥ هـ بعد إجراء تعديلات وإضافات على الطبعة الاُولى ، ثمّ أعادت دار الأضواء في بيروت طبعه بالاُفست سنة ١٤٠٥ هـ على الطبعة الثانية مع إجراء تعديلات وتصحيحات من قبل المؤلف.

* الكاشف عن ألفاظ نهج البلاغة في شروحه

تأليف : السيد جواد المصطفوي الخراساني.

نشر : دارالكتب الإسلامية.

وكان الكتاب قد طبع عدّة مرّات بالاُفست على الطبعة الاُولى بعد إضافات هامّة وتصحيحات من قبل المؤلف ، والكتاب يرشد القارىء إلى أيّ لفظ أراد من النهج في أيّ متن أو شرح مطبوع.

* الراعي والرعيّة

تأليف : المحامي توفيق الفكيكي ، المتوفّى سنة ١٣٨٩ هـ.

وهو شرح قيّم لعهد الإمام أميرالمؤمنين عليه السّلام إلى مالك الأشتر رحمه الله حين ولّاه مصر.

كان قد طبع الكتاب لأول مرّة في بغداد

سنة ١٣٥٨ هـ ، ثم اُعيد طبعه بها أيضاً سنة ١٣٨٢ هـ ، ثمّ طبعته مؤسسة الوفاء في بيروت بالاُفست على الطبعة الثانية سنة ١٤٠٣ هـ ، وأعادت طبعه بالاُفست أيضاً مؤسسة نهج البلاغة في طهران.

* حقائق التأويل

تأليف : الشريف الرضي (٣٥٩ ـ ٤٠٦ هـ).

كانت قد طبعته لجنة التأليف والنشر في منتدى النشر في النجف الأشرف سنة ١٣٥٥ هـ بتحقيق وإشراف ثلّة من كبار العلماء كالشيخ عبدالحسين الحلّي والشيخ مرتضى آل ياسين.

وأعادت دار الأضواء في بيروت طبعه بالاُفست سنة ١٤٠٦ هـ.

ثم أعادت مؤسسة البعثة ـ بالتعاون مع مؤسسة نهج البلاغة ـ في طهران طبعه بالاُفست بإخراج جديد وطباعة جيّدة.

* تلخيص البيان في مجازات القرآن

تأليف : الشريف الرضي (٣٥٩ ـ ٤٠٦ هـ).

كان السيد محمد المشكاة قد نشر الكتاب بطريقة الفوتو تايپ في إيران سنة ١٣٦٩ هـ ، وذلك بتصوير مخطوطة ناقصة قديمة قريبة العهد من الشريف الرضي. وألحق به فهارس جليلة.

ثم حقّقه محمد عبدالغني حسن وطبعه على الحروف في القاهرة سنة ١٣٧٤ هـ ، مع دراسة ضافية عنه وفهارس فنّية.

ثمّ عُثر على مخطوطة كاملة له في مدينة تستر في إيران فأعادت مكتبة الخلاني العامّة في بغداد

٣٠٠