تراثنا ـ العدد [ 5 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٠٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

آه شوقاً الى رؤيتهم» (٦٩).

ومنها : انه يجب أن يكون السؤال منهم (٧٠) ، والنفر إليهم (٧١) ، يقول عليه السّلام : «ردوهم ورود الهيم العطاش» (٧٢).

وهذه النقاط كلها من مداليل «حديث الثقلين» المتواتر بين الفريقين كما سنشير إليه.

وفي تشبيه الإمام أهل البيت بنجوم السماء إشارة الى حديث نبوي صحيح.

روى أحمد وغيره «النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء. وأهل بيتى أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (٧٣).

وقال السيوطي : «أخرج الحاكم عن ابن عباس قال : قال رسول الله ـ ص ـ : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لاُمتي من الإختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة اختلفوا ، فصاروا حزب إبليس» (٧٤).

ويشهد بهذا التشبيه قوله عزوجل : «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ» (٧٥) ، ففي الخبر عن الإمام عليه السّلام : «النجوم آل محمّد عليه وعليهم السّلام» (٧٦).

وفي قوله : «و إما خائفاً مغموراً» إشارة الى المهدي من آل محمّد صلّى الله عليه وآله ، الذي «يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ـ أو : كما ـ ملئت ظلماً وجوراً» وهذا من الاُمور الضرورية والأدلّة عليه كثيرة والمؤلّفات حوله لا تحصى (٧٧).

________________________________

(٦٩) نهج البلاغة : ٤٩٧.

(٧٠) إشارة الى قوله تعالى : «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» سورة النحل : ٤٣ ، اُنظر الكافي ١ / ٢١٠.

(٧١) إشارة إلى قوله تعالى : «فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ» ـ سورة التوبة : ١٢٢ ـ ، وانظر : الصافي في تفسير القرآن : ٢٤٣.

(٧٢) نهج البلاغة : ١١٨.

(٧٣) الصواعق المحرقة : ١٤٠.

(٧٤) إحياء الميت ، الحديث التاسع والعشرون.

(٧٥) سورة الأنعام : ٩٧.

(٧٦) الصافي في تفسير القرآن : ١٧٩.

(٧٧) اُنظر منها : منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر ، كشف الأستار عن وجه الإمام الغائب عن الأبصار ،

١٤١

ثم إنّ ائمة أهل البيت قاموا بواجب الإمامة ـ وهو حفظ الدين ورعايته وتعليمه والدعوة إليه ـ خير قيام ، قال عليه السّلام :

«بنا اهتديتم في الظلماء ، وتسنّمتم ذروة العلياء ، وبنا أفجرتم عن السرار» (٧٨) ، أي : خرجتم عن ظلمة الجهل والغواية الى نور العلم والهداية ، وهذا معنى كلامه الآخر : «بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى» (٧٩).

وروى الكليني في قوله عزوجل : «وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ».

قال : «هم الائمة صلوات الله عليهم» (٨٠) ، وعن أبي عبدالله : «قال رسول الله ـ ص ـ : إنّ عند كل بدعة تكون من بعدي يُكاد بها الإيمان ولياً من أهل بيتي موكلاً به يذب عنه ، وينطق بالهام من الله ، ويعلن الحق وينوره ، ويرد كيد الكائدين ...» (٨١).

وكم لهذا المعنى من مصداق !!

وما زال المتقمّصون للخلافة والمستولون على شؤون المسلمين يراجعون ائمة أهل البيت في معضلاتهم ، قال الحافظ النووي في ترجمة أميرالمؤمنين «ع» :

«و سؤال كبار الصحابة له ، ورجوعهم الى فتاواه ، وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات مشهور» (٨٢).

وكذا قال أعلامهم في ترجمة غيره من ائمة أهل البيت ، وما زالوا سلام الله عليهم : ينفون عن الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، وشبهات الكفار والملحدين ، فتلك احتجاجاتهم مع المخالفين ، ومواقفهم المشرفة في حفظ الدين ، مدوّنة في كتب المحدثين والمؤرخين ، وقد ذكر ابن حجر المكي في صواعقه في ترجمة الإمام أبي محمد الحسن العسكري عليه السّلام انه :

________________________________

المحجّة فيما نزل في القائم الحجة.

(٧٨) نهج البلاغة : ٥١.

(٧٩) نهج البلاغة : ٢٠١.

(٨٠) الصافي في تفسير الميزان : ٣٠٩.

(٨١) الكافي ١ / ٥٤.

(٨٢) تهذيب الأسماء واللغات ـ ترجمة أميرالمؤمنين علي «ع».

١٤٢

«لمّا حبسه المعتمد بن المتوكل وقع قحط شديد ، فخرج المسلمون للإستسقاء ثلاثة أيام فلم يستسقوا ، فخرج النصارى ومعهم راهب ، فلمّا مدّ يده الى السماء غيّمت ، فأمطرت في اليوم الأول ، ثم في اليوم الثاني كذلك ، فشك بعض جهلة المسلمين وارتد بعضهم ، فشقّ ذلك على المعتمد ، فأمر بإحضار الحسن العسكري وقال له ادرك اُمة جدّك ـ ص ـ قبل أن يهلكوا. فقال الحسن في إطلاق أصحابه من السجن ، فاطلق كلّهم له ، فلما رفع الراهب يده مع النصارى غيّمت السماء ، فأمر الحسن رضي الله عنه رجلاً بالقبض بما في يد الراهب ، فإذا عظم آدمي في يده ، فأخذه من يده وقال : استسق ، فرفع يده الى السماء فزال الغيم ، وظهرت الشمس ، فعجب الناس من ذلك.

فقال المعتمد : ما هذا يا أبا محمد ؟

فقال : هذا عظم نبي قد ظفر به هذا الراهب ، وما كشف عظم نبي تحت السماء إلّا هطلت بالمطر.

وزالت الشبهة عن الناس ورجع الحسن الى داره».

هذا شأن «أهل البيت» وهذه منزلتهم ، يقول أميرالمؤمنين «ع» ، ـ ونقول معه لأهل الإسلام ـ :

«فأين تذهبون ! وأنّى تؤفكون ! والأعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة.

فأين يتاه بكم وكيف تعمهون !! وبينكم عترة نبيّكم ، وهم أزمّة الحق ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم العطاش ... ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر ؟» (٨٣).

وهم أحد الثقلين

وأشار عليه السّلام في آخر هذا الكلام إلى حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين :

أخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري ، قال : «قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : إنّي قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله عزوجل ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» (٨٤).

________________________________

(٨٣) نهج البلاغة : ١١٨.

(٨٤) مسند أحمد ٣ / ١٤.

١٤٣

وأخرج الترمذي عن جابر ، قال : «رأيت رسول الله ـ ص ـ في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا أيّها الناس إنّي تركتُ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي» (٨٥).

وعن زيد بن أرقم قال : «قال رسول الله ـ ص ـ إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما» (٨٦).

وأخرج الحاكم عنه قال : «لمّا رجع رسول لله ـ ص ـ من حجة الوداع ونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن فقال : كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض. ـ ثم قال ـ : الله عزّوجل مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ، ثم أخذ بيد علي رضي الله عليه فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من وآلاه وعاد من عاداه.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ...» (٨٧).

وهم راية الحق ، من تقدّمها مرق ، ومن تخلّف عنها زهق

والتمسك بالعترة هو : الإقتداء بهم والتسليم لأمرهم ، والإهتداء بهديهم ، والتعلّم منهم. وبذلك يظهر أن من يسبقهم يضلّ ومن يتأخر عنهم يهلك ، يقول عليه السّلام :

«لا تسبقوهم فتضلّوا ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا» (٨٨).

ويقول : «وخلّف فينا راية الحق ، من تقدّمها مرق ، ومن تخلّف عنها زهق ، ومن لزمها لحق» (٨٩).

________________________________

(٨٥) صحيح الترمذي ٢ / ٢١٩.

(٨٦) صحيح الترمذي ٢ / ٢٢٠.

(٨٧) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٩.

(٨٨) نهج البلاغة : ١٤٣.

(٨٩) نهج البلاغة : ١٤٦.

١٤٤

ومن قبل نهى النبي صلّى الله عليه وآله عن سبق أهل البيت والتأخّر عنهم ، ففي كلا الجانبين ضلالة وهلاك ، وقد جاء ذلك عنه في بعض ألفاظ حديث الثقلين.

وشبه «ص» أهل بيته بسفينة نوح ، فعن أبي ذر «انه قال ـ وهو آخذ بباب الكعبة ـ : سمعت النبي ـ ص ـ يقول : ألا ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك. رواه أحمد» (٩٠).

و قال ابن حجر المكي : «جاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضاً : إنما مثل أهل بيتى كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا. وفي رواية مسلم : ومن تخلّف عنها غرق. وفي رواية : هلك» (٩١).

ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثه

ويقول عليه السّلام : «ولهم خصائص حقّ الولاية» ، أي : إنّ للامامة شروطاً وصفات لم تتوفر في أحد سواهم ، ومن ذلك : العصمة ، وقد عرفت ان لا معصوم في هذه الاُمة بعد النبي إلّا في أهل البيت ، ومن ذلك : العلم ، وقد عرفت انهم أوعية علم الله ، وان الناس عيال عليهم فيه.

«وفيهم الوصية والوراثة» (٩٢).

أما «الوصية» فإنّ أميرالمؤمنين كان وصي النبي صلّى الله عليه وآله بلا خلاف ، وإنّ الائمة من بعده أوصياء واحدا بعد واحد ، واما «الوراثة» فهي تعمّ الخلافة والعلم والمال.

وهم أحق الناس بهذا الأمر

يقول عليه السّلام : «إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله فيه ، فإن شغب شاغب اُستعتب ، فإن أبى قوتل» (٩٣).

________________________________

(٩٠) المشكاة : ٥٢٣.

(٩١) الصواعق المحرقة : ٢٣٤.

(٩٢) نهج البلاغة : ٤٧.

(٩٣) نهج البلاغة : ٢٤٧.

١٤٥

وقد عرفت من الأقوى عليه والأعلم بأمر الله فيه؟

وكذا أقربهم من رسول الله صلّى الله عليه وآله ، يقول عليه السّلام : «فنحن مرة أولى بالقرابة وتارة اولى بالطاعة» (٩٤) ، ويقول : «اما الإستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسباً والأشدون برسول الله ـ ص ـ نوطاً فإنها كانت أثرة ، سخت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس آخرين ، والحكم الله والمعود إليه القيامة» (٩٥).

ولما رجع الحق إليه قال : «الآن إذ رجع الى أهله ونقل الى منتقله» (٩٦).

ومن مات على معرفتهم وحبهم مات شهيداً

ويقول عليه السّلام : «من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته مات شهيداً ، ووقع أجره على الله ، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله ، وقامت النية مقام إصلاته لسيفه ، فإنّ لكل شيء مدة وأجلاً» (٩٧).

وهذا الكلام وإن كان ناظراً الى زمن المهدي المنتظر إلّا أنّ مورده غير مخصّص له ، فإنّ هذا الأثر لمعرفة حق أهل البيت ثابت في كل زمان.

ومن هنا يقول عليه السّلام : «ناصرنا ومحبّنا ينتظر الرحمة وعدوّنا ومبغضنا ينتظر السطوة» (٩٨).

وعن أبي جعفر عليه السّلام : «إنّ الله عزّوجل نصب علياً علماً بينه وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمناً ومن أنكره كان كافراً ومن جهله كان ضالاً ، ومن نصب معه شيئاً كان مشركاً ، ومن جاء بولايته دخل الجنة» (٩٩).

وبهذا المعنى نصوص عن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم كثيرة ونكتفي هنا بما ذكره جار الله الزمخشري في كشافه وأورده الرازي في تفسيره :

قال الرازي : «نقل صاحب الكشاف عن النبي ـ ص ـ أنه قال : من مات على حب

________________________________

(٩٤) نهج البلاغة : ٣٨٦.

(٩٥) نهج البلاغة : ٢٣١.

(٩٦) نهج البلاغة : ٤٧.

(٩٧) نهج البلاغة : ٢٨٣.

(٩٨) نهج البلاغة : ١٦٢.

(٩٩) الكافي : ١ / ٤٣٧.

١٤٦

آل محمّد مات شهيداً ، ألا ومن مات على حب آل محمّد مات مغفوراً له ، ألا ومن مات على حب آل محمّد مات تائباً ، ألا ومن مات على حبّ آل محمد مات مؤمناً مستكمل الايمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشّره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس الى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمّد فتح له في قبره بابان الى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمّد مات على السنّة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشمّ رائحة الجنة» (١٠٠). يقول الميلاني :

اللهمّ أحينا على طاعة محمّد وآل محمّد ومعرفتهم ، وأمتنا على معرفتهم ومحبتهم ، واحشرنا في زمرتهم ، وارزقنا شفاعتهم ، ووفّقنا لما وفّقتهم ، إنّك سميع مجيب.

________________________________

(١٠٠) تفسير الرازي ٢٧ / ١٦٥ ـ ١٦٦.

١٤٧

ذكرى الشريف الرضي

الدكتور الشيخ أحمد الوائلي

لكَ رغمَ الهجير روض خَضِيلُ

الشَّذى الغمرُ والنَّسيمُ البليلُ

والجِنانُ المفوفات لديها

اُكلٌ دائمٌ وظِلُّ ظَليلُ

مُنعشٌ من ربيعهِ يَبَسَ الدُّنيا

وبالغيثِ تستجيرُ الرُّمولُ

ومدى عشتَ بين بعدين منهُ

سَحَرَ الدهرَ فجرُه والأصيلُ

ليس عمراً بل عشتَه ألْفَ عُمْر

كلُّ عُمْر بهِ عَطآء جَزيلُ

سوف يبقى والرائعُ الفذُّ يبقىٰ

لم ينلْ روحَه المدى المستطيلُ

تَتساوى به الروائعُ لا يُعرف فيها مُقصِّرٌ وفضيلُ

السَّجايا به توائمُ بيضٌ

بعضُ أوصافها الأنيقُ الجميلُ

والمزايا بهِ لظى وهجيرٌ

وشموخٌ ورقَّةٌ وهَدِيلُ

(١٠) هو سرُّ الإعجاز أنْ يكبر المظروفُ ظرفاً ويصنعُ المستحيل

هكذا الأربعون عمرُك أغنانا وقد يفعلُ الكثيرَ القليلُ

* * *

أيُّها الواحدُ الذي بينَ بُرديه كثيرٌ ورُبَّ فرد قَبيلُ

دخلَ الكونَ خالداً ثمَّ لم يرحل عنه وللأنام الرحيلُ

وأخُ الفكر كالحقيقة يبقى

حالُهُ والأحوال طُرّاً تَحُولُ

حملته العيونُ بدراً مضيئاً

في الأماقي لا يعتريه أفولُ

ورأىٰ الوعيُّ فيه فكراً أصيلاً

وقليل في الكون فكرٌ أصيلُ

١٤٨

سكب الروحَ في إطار أنيق

فإذا الفكرُ للحياة عَديلُ

وأرانا تراثه صوراً منه

ويحكي الإنسان فكر وقيلُ

فإذا عفَّةٌ ومجدٌ وعزمٌ

بمدىٰ النَّجم حبلُه موصولُ

(٢٠) هِمَّةٌ تعبر النجوم لأسمى

وترى أنّ كل صعب ذلولُ

سِمةُ الصقرِ يحسنُ النَّزْعَ حتى

لو أضرَّتْ بأخمصيهِ الكُبولُ

سخرت من خلافة ليس إلّا

طيلسانٌ مزركشٌ وطبولُ

عندها المجد في دروب النبوّات فما بالكرسيّ عنه بديلُ

كان هذا وكان أكبر من هذا فأنّى يَطاله التفصيلُ

نسخةٌ من أبي تراب رؤاها

وعَلىٰ الفرع تَستَبين الاُصولُ

وانتساب الأنغام للعُود طبعٌ

ما بهِ خُدعةٌ ولا تمثيلُ

* * *

يايَراعاً ينمنم الورد من نهج عليٍّ والنهجُ سِفْرٌ جليلُ

دَلّلَ النبرُ أنّه لِعليٍّ

رُبَّ قول عليه منه دليلُ

إنّه في البيان شمسٌ فلا الفانوسُ من سِنْخهِ ولا القنديلُ

(٣٠) نَظَمَ الرائعات مَبنى ومعنى

فإذا الأحرفُ الشّذىٰ والخميلُ

كلُّ فصل أبو تراب بهِ يَبدو

فتهتزّ بالهَدير الفُصولُ

غير أن النفسَ المريضة تهوىٰ

أن يغطّي الحقائقَ التَّضليلُ

زعموه نسجَ الرضيّ ومَهْلاً

أين من هادر الفُحولِ الفصيلُ

لا تُعِرْ قَولَهم فما هو شيء

كي يصفيه الجرح والتعديلُ

إنَّه العَجْزُ والقُصور وماذا

غير أنْ يحسدَ المتينَ الهزيلُ

قد أفاضت «مصادرُ النهج» فيما رُدَّ فيه معاندٌ وجهولُ

ودرىٰ الباحثون في أنَّ دعوىٰ

عَزْوه للرضيِّ قولٌ عليلُ

وأبى الحاقدون أن ينظروا إلا ازوراراً وأعينُ الحقدِ حُولُ

ولو «النَّهجُ» نهجُ صَخْر بن حرب

فعلىٰ القَطْع إنّهُ مَقْبولُ

(٤٠) لكن النَّهجُ كان نهجَ عليٍّ

وَعَليُّ عَلىٰ الدَّنيِّ ثَقيلُ

* * *

١٤٩

إيهْ بغدادُ يارُؤى مترفات

مٰا مَحاها الزَّمانُ مَهْما يَطولُ

يومَ كانتْ وللفوارسِ فيها

ألف شوط وللخُيولِ صَهيلُ

والسَّرايا طيوبُها من نَجيع

ومن النَّقع فَوْقَها إكليلُ

فاتحات لم تعرف الزهو والبغيَّ ولا كان هَمَّها التقتيلُ

إنَّما همُّها حياةٌ عليها الحُكم نُعمى ، والعَدلُ ظلُّ ظليلُ

عندَها للجهادِ سيفٌ وللرحمة قلبٌ وللهُدى تَهْليلُ

وببغدادَ سيّدٌ مَلأَ الدنيا صَدى والزمانُ عبدٌ ذَليلُ

ذاك عصرٌ مُحفّلٌ بصُدور

مُتْلَعات مازاحمتها الذّيولُ

من مزاياه مُرتضى ورَضيُّ

ونَصِيرٌ وصاحبٌ وخَليلُ

* * *

(٥٠) أيُّها الكرخ ألف باقة ورد من مَغانيك عطرها مطلولُ

خطرتْ حلوة فأنقت الدُّنيا

وَغَنَّتْ على رُؤاها الطُّلولُ

نَفَثَتْ سِحرَها علىٰ كلِّ ذِهْنِ

فَلها عندَ كلِّ ذِهْن مُثُولُ

وتبارت بالعلم والأدب المترف فيها قرائحٌ وعقولُ

في صُروح للعلم يسرح في أبعادها الفكر والفهوم تجولُ

ومحاريب عامرات بآل الله واللَيل ستره مسدولُ

كلّ حَبْر بَراهُ حسنٌ خَفِيُّ

فَهْوَ فيهِ المتيَّمُ المَتْبُولُ

إن تلا آي ذكر هزته منها رعدة فهو كالغصون يميلُ

جُنَّ بشر الحافي بها وعرى ابن الفارض العشق فهو نضو نحيلُ

وتسامى الحلاج فالله فيه حالةٌ ذاب عندها لا حُلولُ

(٦٠) عَرَفُوا أنَّ ما سِوى الله وَهمٌ

وبأنَّ الحياة مرعى وَبيلُ

وَحَداهُم حاد مِنَ الغيبِ فاشتاقوا

وَجُدَّ السُّرىٰ ولَذَّ القُفُوْلُ

ولنار الحبيب تومىء كف هذه النار نار ليلى فميلوا

رَتَعُوا بالحِمى فهامُوا بوجه

ذي جَلال جَلاله لا يَزولُ

* * *

وبوعيي يا كرخ في الطرف الثاني هوى ذاب في جواه رعيلُ

١٥٠

إذ مقاصير الف ليلة أسمار لديها الشهيُّ والمعسولُ

نَفَذَ الدَّهْرُ والمفاتِنُ مِنها

لمْ تَزَلْ في الزَّمان نَبْعٌ يسِيلُ

ولَيال تَنَوَّرتْ بنُجُوم

قمرُ الكرخ بَينَهُنَّ ضَئِيلُ

واللذاذاتُ مِن مفاتن قصر الخلد منع للصب او تنويلُ

رَسَمَتْها بِجبهة الدَّهر حُسْناً

طَلْعة حُلوةٌ وفَرعٌ رَسِيلُ

(٧٠) فَتَألّق فما عَهِدتُ ابْنَ ألف

مِثْلما أنت وجهُه مَصْقُولُ

هٰكذا أنتَ في خيال الليالي

الأمالي والشَّدْو والترتيلُ

للمصلي وللمغني وللعالم في كونه ذرى ومقيلُ

* * *

إيْه مَهَدَ الرَّضيِّ هَلْ تحفظُ العَهْدَ

وَحفظُ العُهُود غالَتْهُ غُولُ

هل تقولُ الصَّوابَ هذا أَصيلٌ

حِينَ يُنْمىٰ جذرٌ وهذا دَخيلُ

إن شر العقوق لو عاد رب البيت يُقصى ويستقر النزيلُ

والشّريفَ الرضيّ يا كرخُ فخرٌ

يوم تُدعىٰ بهِ ومجدٌ أثِيلُ

ولمحض انتمائه لك أمر أنت فيه على السهى تستطيلُ

أو لم ينظم النجوم على افقك عقدا تقلدته العقولُ

فإذا بالفرائدِ البكر سِفْرٌ

ضاء فيه المعقولُ والمنقولُ

(٨٠) وإذا بالقريض عُودٌ وسيفٌ

يَتَغنّىٰ هذا وذاك يصولُ

وإذا بالصفات تحسد راعيها ويزهو بالحامل المحمولُ

السماح الغني والأدب المفرط لينا والاعتداد النبيلُ

خُلُقٌ من محمّدٍ وعليٍّ

في كثير ممّا بهِ تَعليلُ

* * *

وسؤال عندي أبا الحسن اسمعه وقد يعرف الجواب السؤولُ

ليلة عشتها اقتصاصاً وزاداً

الدَّبور احتفىٰ بها والقبولُ

ثمراتُ العناق زادُك فيها

ورُضابٌ مزاجهُ زنجبيلُ

١٥١

حيثُ يهدي لموقع الّلثم ثغرٌ

ويمدُّ الظلام جعد أشيلُ

وأحبّ الظلال ما صنع الشّعرُ

ونعْمَ الدَّليلُ ثغرٌ دليلُ

أتراها كانت خيالاً من الحرمان يمليه عالمٌ مأمولُ

قد يغذّي الأحلامَ ليلٌ كريمٌ

حين يَقسو لَها نهارٌ بخيلُ

الخدودُ المُصعّراتُ نهاراً

نابَ عنها في الليل خدُّ أسيلُ

أم تراها عن واقع ويقين

كلّ ليل لَديك عفُّ بتولُ

اظماتك التقوى ولو شئت تسقى لاستجابت واغرقتك السيولُ

فليالي الزوراء لو شئت فيها

نغماتٌ وكاعبٌ وشَمُولُ

غيرَ أنْ العِشقَ الكبيرَ صُعودٌ

وسماتُ العشق الصغير نزولُ

انت قلب الدنيا الكبير وطبع كل قلب عن الجسوم حمولُ

فإذا ما قستْ عليكَ الليالي

دونَ باقي الورى وصُبّتْ ذحولُ

فَسُراها مع الكرام وَجيفٌ

وسُراها لِلآخرينَ ذَميلُ

ولئن يُجتبى سواك وتنسى فَلَكم ساد فاضلاً مفضولُ

مِثلما الشمس اهملت واحاط القمر المدح والثناء المكيلُ

وهو من نورها استمدُّوكم يحرم كدحٌ وللنؤوم الحصيلُ

وكم ابتزت الحياة ادّعاءات وأكدى فضلٌ وسادت فضولُ

وحنانيك أنّ مجدَكَ حقُّ

وإن ازْوَرَّ عن عُلاه جهولُ

والذي رام ينحت الريح مجداً

سَلْهُ ماذا سينحتُ الإزميلُ

* * *

ويحُ بغداد إذ تذودُكَ عنها

هل دَرَتْ أنّ عرشَها المَثْلُولُ

أنت إن رمت تطردُ الغيث عن أرض فما بعد ذاك إلّا المحولُ

أنتَ بغدادُ حيثما كنتَ كانتْ

إنَّ بالأهل يشمخُ المأهولُ

والذي ظنَّ أنّه يقتل الفكر فلا شك أنّه المقتولُ

أو رأىٰ أن يذلَّ بالسوط فكراً

فسيبقى وهو المهينُ الذليلُ

إنّ للفكر حيثما حلَّ رَبْعاً

ورجالاً ودولة لا تدولُ

١٥٢

كل زيف سينتهي ولو استشرى دوي من حوله وصليلُ

وسريرُ المفكّرين رؤوسٌ

وسريرُ الموتى ترابٌ مهيلُ

فاتلق أيها الشريف فللأشراف دنيا خلودها مكفولُ

دمشق

٢٩ رجب الحرام ١٤٠٦ هـ

* * *

١٥٣

الشّريف الرضي في ذكراه الألفيّة

الشيخ جعفر الهلالي

كم توارى جيل ومرَّتْ عصُورُ

ولذكراك في الخُلود ظهورُ

ألفُ عام مضى وأنتَ شِهابٌ

بِسناه عوالمٌ تَستنيرُ

آية قد صُنعتَ يعجزُ عنها

حينَ يسمو إليك هذا الشُّعورُ

يَتَهاوى القَصيدُ في لُغةِ الشا

غِرِ حيران فهوعيّ حَصورُ

أنتَ في عالم الحقيقة دُنياً

من كمال بها تلوذُ الدُّهورُ

أتُراني اُوفيك إنّ رحتُ اُزجي

للقوافي مهما سَما التَّعبيرُ

أمّ ستَختار ريشتي لَكَ معنى

يتجلّى به لك التَّصويرُ

أنا حسبي ذكراكَ جئت اغنيها قواف تأتي بهن السطورُ

فتواضع يا شعر بين يدي رَ

بِّ القوافي فهو العَظيمُ الكبيرُ

* * *

(١٠) أيُّها المعرق (١) الذي أخذ المجـ

ـد بأطرافهِ لأنتَ الجديرُ

الشَّريف الأجلُّ ذو الحسبين انـ

ـدكَّ عنه خليفة ووزيرُ

قد ورثتَ الأمجادَ من آلك الأطـ

ـهار لا دعوةٌ هناك وزورُ

لك موسى بن جعفر كاظم الغيـ

ـظ أب في العُلى إليه تشيرُ

ومن الاُمِّ فاح للحسن السبـ

ـطِ شذاهُ غداة طابت حجورُ

________________________________

(١) العريق والمعرق : الذي له عرق ، أي أصل في الكرم.

١٥٤

نسبٌ حسبك النبيُّ منار الـ

ـفضلِ والمُرتضى الوصيّ الأميرُ

وإذا الأصل قد زكا طاب فرعاً

وتسامَى للخالداتِ مسيرُ

* * *

يا أبا المكرماتِ وافيتُ ذكرا

كَ وفي القلبِ بهجةٌ وسرورُ

كم قد ازدان في حديثك للتا

ريخ سفرٌ وكم أشادَ خبيرُ

قد تداوَلْتَها مناصبَ كانت

لك فيها شؤونُها والاُمورُ

ليسَ بدعاً إذا (النّقابة) حيّتـ

ـك وأنتَ الفتى الكميّ الوقورُ

وتكفَّلت بـ (المظالم) يحدو

كَ فؤاد على العباد غيورُ

ولركب الحجيج كنت (أميراً)

في شؤون سواكَ عنها قصيرُ

لم تزيّنك رتبة كنت تعلو

ها فخاراً والفاقد المغرورُ

* * *

يا رضيّ الفعال ذاكراك درسٌ

باركته أجيالُنا والعصورُ

عِشتَها سيرة الى الخير كانت

فلَها الخيرُ أوّل وأخيرُ

لَكَ في عالم الفضائل غرسٌ

فاحَ منه على الحياة العبيرُ

شرفٌ باذخٌ وعفّةُ نفس

وتقى قط ما بها تكديرُ

واحتضانٌ للعلم يُنبىء عنه

تلكَ (دارُالعلوم) وهي النّورُ

ووفاء الى الصديق وإن كا

نَ بعيداً فحبُّه موفورُ

واعتزازٌ يأبى الهبات من المُعـ

ـطي وذا فيكَ طابعٌ مأثورُ

وشموخ نحو الخلافة يُبديـ

ـه جهاراً مقالك المشهورُ

يا لِعلياكَ ما أجلّ وأسمى

فهي في اُفقنا الغداة بدورُ

* * *

يا أبا الشعر كم سَكبتَ القوافي

حكماً يزدهي بهنّ الشُعورُ

كنتَ والحقِّ عندها عبقريّا

قلَّ يُلفي بها إليك نظيرُ

عذبة كلّ لفظة حين يأتي

من صميم الفُصحى بها التَّعبيرُ

تُسحر السمعَ حين يبدو صَداها

مثلما يَسحر الخيالَ الخَريرُ

حين طوَّفت في المعاني فما قصَّـ

ـرَ شرطٌ ولا تَراخت بحُورُ

١٥٥

غَزَل لا تَرى الغَرام يغشّيـ

ـه ومدحٌ ما ذلَّ فيه الشعورُ

وحماسٌ بالمشرفيةِ إن لا

حَ فخارٌ فأنت ذاك الفخورُ

ورفضتَ الهجاء بالمنطقِ الفا

حِشِ يأباه منكَ مجدٌ وخيرُ

علويّ السمات ما عاش فيه الـ

ـحقدُ يوماً ولا استقرَّ الزّورُ

* * *

يا عزوفاً إلّا عن الشرف الأسـ

ـمى فما فيك عنده تأخيرُ

عشتَ في عالم تهالك فيه النّـ

ـاس فالكلّ خاضع مأسورُ

تلك دنياً تعجّ بالزّخرف الفا

ني ولهو تموج فيه القصورُ

والليالي الحمراء في حَلْبةِ الرقـ

ـصِ فكم عندَها استبيحت خُدورُ

اُمسيات قد عاش فيها بنوالعبّـ

ـاسِ فالجّو داعرٌ مخمورُ

وتداعى على الفتات اُناسٌ

حينَ ماتَ الحجى وماتَ الضّميرُ

وتَوالت مواكبُ الشعر يحدو

ها لحبّ الدُنيا هناك مَصيرُ

فإذا الشعرُ سلعة وامتداحٌ

وإذا الشاعرُ الطروبُ أجيرُ

هكذا كانت الحياة فبيعَ الـ

ـفِكرَ بخساً وذاك شيء خطيرُ

وإذا أنت جانبٌ مشمخرّ

لم تُضعضعه للحياة قُشورُ

لم تبع ذلك الشُّعور ليختا

لَ فخوراً خليفةٌ أو وزيرُ

بئست الصفقة التي تسترقّ الـ

ـمرء فهو الأذلّ وهو الحقيرُ

* * *

أيُّها الفارسُ الذي نالَ حقاً

قصب السبق لم يعقْهُ فتُورُ

همّة جازت الثّريا بما أنـ

ـجزتَ للآن نفعه مَشْهورُ

فهناك التأويلُ قد أظهرتهُ

حينَ وافتْ (حقائق) فهي نورُ

ومجاز القرآن في روعة (التلـ

ـخيص) ما مثله هنا مأثورُ

وعظيم الأعمال منك بما قَـ

ـدّمتَ (نهجٌ) وذاك فتحٌ كبيرُ

عنه نقّبتَ إذ بذلتَ جهوداً

مضنيات وأنت فيها الجديرُ

مكرمات إليك سجّلها التا

ريخ ذكراً ومجّدتها الدهورُ

* * *

١٥٦

يا بناة العرفان في دولة الاسـ

ـلام أنتم عمادنا المَذخُورُ

ثورةُ الفكر فجّرتموها

يقظة حولَها الزمانُ يدورُ

باركَ الله فيكم ذلك المسـ

ـعى ووافاكم بذاك الحُبورُ

انَّ إحياءكم لـ (نهج) علي

هو والحقِّ مكسبٌ مشكورُ

لم يكن للبلاغة اليوم نهجاً

بل لدى العلم ذاك بحرٌ غزيرُ

هو نهجُ العقيدة الصلبة الشمّـ

ـاء ينهارُ من صَداها الكفورُ

هو نهجٌ الآداب والخلق السا

مي به الرُّوح تزدهي والضميرُ

هو نهجٌ للحكم يبني السياسا

تِ نظاماً له الهُدى دستورُ

هو هذا نهجُ البلاغة حقّاً

من (عليٍّ) بيانه مَسْطورُ

* * *

عجباً ذلك التراث بهذا الـ

ـحجم يُقصى ومن سِواه نميرُ

ماالذي كان قد جناه (عليٌّ)

عندَ قوم حتى استحرَّت صُدورُ

ألأنَّ الحقَّ الذي قد رعاه

كان مُرّاً والجاحدون كثيرُ

يالَها اُمة أضاعت حِجاها

حيثُ راحت خلفَ السَّرابِ تسيرُ

ولديها من ثورة الفكر ما يغـ

ـني ولكن أينَ السَّميعُ البصيرُ

فهي تعشو عن الحقيقة في المسـ

ـرى وفي بيتِها السراجُ المنيرُ

أخذت تطلب السواقي البعيدا

ت وفي جنبها تَفيضُ البحورُ

إنَّ هذا هو الخسار وهل يُفْـ

ـلح قوم ماتَ فيهم شُعورُ

١٥٧

ما ينبغي نشره من التراث

(٥)

إرشاد المؤمنين إلى معرفة نهج البلاغة المبين

شرح نهج البلاغة

ليحيى بن إبراهيم بن يحيى جحاف اليمني الحبوري ، المتوفّى سنة ١١٠٢ هـ ، كان من اُدباء عصره ، وتولى حكم مدينة حبور [ نشر العرف ٢ / ٨١٤ ].

١ ـ نسخة كتبت سنة ١٠٩٣ هـ ، في مكتبة الأمبروزيانا ، رقم ، مذكورة في مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن ص ٣٣٧.

٢ ـ نسخة في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ، في ثلاثة مجلّدات ، رقم ٣٧٣ كلام.

٣ ـ نسخة اُخرى في مكتبة الجامع الكبير أيضاً ، رقم ١٧٨

٤ ـ نسخة كتبت سنة ١٢٦٤ هـ ، في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ، رقم ١٩١٠ ، مذكورة في فهرسها ٤ / ١٦٧٥.

١٥٨

(٦)

الدرّ النضيد المنتزع من شرح ابن أبي الحديد

لعبدالله بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد اليمني الصنعاني الأديب ، المتوفّى سنة ١١٥٠ هـ [ نشر العَرف ٣ / ١٥٩ ].

١ ـ نسخة كتبت سنة ١٢٦٢ هـ ، في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ، رقم ١٥٤.

مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن ص ٣٤٥.

(٧)

الديباج الوضيّ في الكشف عن أسرار كلام الوصيّ

للمؤيّد بالله يحيى بن حمزة بن علي ، المتوفّى سنة ٧٤٩ هـ.

أوله : «الحمد لله الذي أنطق لسان الإنسان الحكيم ...».

١ ـ نسخة تاريخها ٨ ربيع الأول ١٠٧٢ هـ ، في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ، رقم ١٩٧٦ ، ذكرت في فهرسها ٤ / ١٦٤٧.

٢ ـ نسخة كتبت سنة ١٠٧٣ هـ ، في ٤٠٠ ورقة ، في مكتبة الجامع الكبير أيضاً ، رقم ٣٠٦ أدب ، مذكورة في فهرسها ٤ / ١٦٤٦.

مصادر الفكر العربي الإسلامي اليمن ص ٥٦٧ ، ومصادر ترجمة المؤلف ص ٥٦٤.

(٨)

العقد الفريد المنتزع من شرح ابن أبي الحديد

لعبدالله بن الهادي بن يحيى بن حمزة ، المتوفّى حدود سنة ٧٩٣ هـ.

مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن ص ٣٢٤.

نسخة كتابتها سَنة ١٠٨٠ هـ ، في مكتبة المجلس في طهران ، مذكورة في

١٥٩

فهرسها ١ / ١٦٧.

الذريعة ١٤ / ١٣٤.

(٩)

كشف اللآلي في شرح نثر اللآلي

لمحمد بن نعمة الله.

نسخة في مكتبة ملك في طهران ، مذكورة في فهرسها ١ / ١٩٩٣.

(١٠)

مختصر شرح نهج البلاغة

لمحمد بن عبدالله بن يحيى بن حمزة.

نسخة كتبت سنة ٩٩٥ هـ ، في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ، رقم ١٩٢٠ ، ذكرت في فهرسها ٤ / ١٧٠٠.

(١١)

نظم حكم الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام

لأحمد بن عبدالله الوزير ، المتوفّى سنة ٩٨٥ هـ.

وهي اُرجوزة توجد في مكتبة الجامع الكبير في صنعاء ، ضمن المجموعة رقم ٣٦ مجاميع ، ص ٢٧٥ ـ ٢٩٧ ، ذكرت في فهرسها ٤ / ١٧٢٠.

* * *

١٦٠