علوم البلاغة البيان والمعاني والبديع

أحمد مصطفى المراغي

علوم البلاغة البيان والمعاني والبديع

المؤلف:

أحمد مصطفى المراغي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ٤
ISBN: 2-7451-1097-7
الصفحات: ٣٩٩

ثانيا : علم البيان في اصطلاح المتقدمين اسم جامع للعلوم الثلاثة (المعاني والبيان والبديع) وعليه قول الجاحظ : البيان اسم جامع لكل ما كشف لك المعنى ، وقول ابن المعتز : البيان ترجمان القلوب وصيقل العقول.

بعض الأئمة يسمي الثلاثة علم البديع لما فيها من بديع الصنعة ، كما يسمي بعضهم الأول علم المعاني ، والأخيرين علم البيان.

ثالثا : للمتقدمين في حدود البلاغة ورسومها ، كلمات مجملة تقرب لك بعضا مما فصلناه ، منها قول محمد بن الحنفية : البلاغة قول تضطر العقول الى فهمه بأيسر العبارة. وقول ابن المعتز : البلاغة البلوغ الى المعنى ولما يطل سفر الكلام ، وقول ابن الأعرابي : البلاغة التقرب من البغية ودلالة قليل على كثير. وقول بعضهم : هي قلة اللفظ ، وسهولة المعنى ، وحسن البديهة.

علم المعاني

هو قواعد يعرف بها كيفية مطابقة الكلام مقتضى الحال حتى يكون وفق الغرض الذي سيق له ، فبه نحترز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد ، فنعرف السبب الذي يدعو الى التقديم والتأخير ، والحذف والذكر ، والإيجاز حينا والاطناب آخر ، والفصل والوصل ، الى غير ذلك مما سنذكر بعد.

فمنه نعرف مثلا :

(١) أن العرب توجز إذ شكرت أو اعتذرت.

(٢) أن العرب تطنب إذا مدحت.

(٣) أن الجملة الاسمية تأتي لإفادة الثبات بمقتضى المقام.

فمتى وضع المتكلم تلك القواعد نصب عينيه لم يزغ عن أساليبهم ونهج تراكيبهم وجاء كلامه مطابقا لمقتضى الحال التي يورد فيها ، فالشكر حال يقتضي الايجاز وإيراد الكلام على هذه الصورة مطابقة لمقتضى الحال.

واضعة : أول من بسط قواعده الإمام عبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة ٤٧١ ه‍ ، فهو الذي هذب مسائله وأوضح قواعده ، وقد وضع فيه الأئمة قبله نتفا كالجاحظ وأبي هلال العسكري ، إلا أنهم لم يوفقوا الى مثل ما وفق اليه ذلكم الحبر الجليل.

٤١

فائدته

(١) الوقوف على أسرار البلاغة في منثور الكلام ومنظومه ، فنحتذي حذوهما ، وننسج على منوالهما ، ونعرف السر في افتخار النبي عليه‌السلام بقوله : «أنا أفصح من نطق بالضاد». وقوله : «أوتيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصارا». ونفهم وجه تعجب الصحابة من فصاحته عليه‌السلام ، فقد روي أن أبا بكر رضي‌الله‌عنه قال له : ما بالك يا رسول الله؟ أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا.

(٢) معرفة وجه إعجاز القرآن من وجهة ما خصه الله به من حسن التأليف وبراعة التركيب ، وما اشتمل عليه من عذوبة وجزالة وسهولة وسلاسة ، فنقتنع ببلاغته وندرك السر في فصاحته ، وكيف كان معجزة خالدة على وجه الدهر لا يبليها كر الجديدين ولا مرور الملوين.

وقد رتبنا الكلام في هذا الفن على اثني عشر بابا :

٤٢

الباب الاول في الخبر

وفيه خمسة مباحث

المبحث الأول في تعريف الخبر

الخبر ما احتمل الصدق والكذب لذاته ، قولنا ليدخل فيه الأخبار الواجبة الصدق ، كأخبار الله وأخبار رسله ، والواجبة الكذب كأخبار المتنبئين في دعوى النبوة ، والبديهيات المقطوع بصدقها أو كذبها ، فكل هذه إذا نظر اليها لذاتها دون اعتبارات أخرى احتملت أحد الأمرين ، أما اذا نظر فيها الى خصوصية في المخبر ، أو في الخبر تكون متعينة لأحدهما ، وإن شئت قلت الخبر ما لا تتوقف تحقق مدلوله على النطق به نحو : الصدق فضيلة ، وإنفاق المال في سبيل الخير محمود. وبضد هذين التعريفين الإنشاء.

صدق الخبر

لكل خبر تتلفظ به نسبتان :

(١) نسبة تفهم من الخبر ، ويدل عليها الكلام ، وتسمى النسبة الكلامية.

(٢) نسبة أخرى تعرف من الخارج والواقع بقطع النظر عن الخبر وتسمى بالنسبة الخارجية ، فإن طابقت النسبة الكلامية النسبة الخارجية في الايجاب أو في النفي كان الكلام صدقا ، وإلا كان كذبا. مثلا اذا قلنا : «الشمس طالعة» وكانت هي في الواقع والخارج كذلك سمي الكلام صدقا ، وإن لم تكن طالعة سمي الكلام كذبا ، فصدق الخبر اذا مطابقته الواقع والخارج ، وكذبه عدمها.

تنبيه

ما تقدم من انحصار الخبر في الصادق والكاذب ، ومن تعريف الصدق والكذب بما ذكر هو مذهب الجمهور الذي عليه المعول.

٤٣

ويرى إبراهيم النظام ومن تابعه أن صدق الخبر مطابقته لاعتقاد المخبر به ، ولو كان خطأ غير مطابق للواقع ، وكذبه عدمها ، فإذا قال قائل : الشمس أصغر حجما من الأرض ، معتقدا ذلك ، كان صدقا ، واذا قال : الشمس أكبر من الأرض ، وكان غير معتقد ذلك ، كان كذبا.

واحتج لذلك بوجهين :

(١) أن من اعتقد أمرا فأخبر به ، ثم ظهر خبره مخالفا للواقع فإنه يقال : ما كذب ولكنه أخطأ ، كما روى أن عائشة قالت فيمن شأنه كذلك : ما كذب ولكنه وهم ، ورد بأن المنفي تعمد الكذب لا الكذب ، بدليل تكذيبنا اليهودي اذا قال : الإسلام باطل ، وتصديقنا إياه اذا قال : الإسلام حق.

(٢) قوله تعالى : (وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ)(١) ، فقد كذبهم في قولهم : إنك لرسول الله ، وإن كان مطابقا للواقع لأنهم لم يعتقدوه. وأجيب عن ذلك بوجوه :

(أ) أن المعنى نشهد شهادة وافقت فيها قلوبنا ألسنتنا كما يرشد الى ذلك التأكيد بأن واللام والجملة الاسمية في قولهم : إنك لرسول الله ، فالتكذيب راجع الى الشهادة باعتبار تضمنها خبرا كاذبا ، وهو أنها من صميم القلب ، وخلوص الاعتقاد.

(ب) أن التكذيب متجه الى تسمية إخبارهم شهادة ، لأن الإخبار اذا خلا عن المواطأة للاعتقاد لم يكن شهادة في الحقيقة.

(ج) أن المراد لكاذبون في قولهم : إنك لرسول الله ، لا في الواقع ، بل في زعمهم واعتقادهم لأنهم يعتقدون أنه غير مطابق للواقع ، فيكون كذبا باعتبار اعتقادهم ، وإن كان صادقا في الواقع والحقيقة ، فكأنه قيل إنهم يزعمون أنهم كاذبون في هذا الخبر الصادق.

ويرى تلميذه الجاحظ أن الخبر غير منحصر في القسمين الصادق والكاذب ، بل الأقسام الثلاثة : صادق وكاذب وواسطة بينهما ، لأن الحكم إن طابق الواقع مع اعتقاد المخبر أنه مطابق فهو صدق ، وإن لم يطابق الواقع مع اعتقاده أنه

__________________

(١) سورة المنافقون.

٤٤

غير مطابق ، فهو كذب ، وغير هذين (١) ليس بصدق ولا كذب.

واحتج لذلك بقوله تعالى : (أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ)(٢) ، فقد حصر المشركون إخبار النبي بالحشر والنشر في الافتراء ، والاخبار حال الجنون على طريق منع الخلو والاجتماع معا. ولا شك أن أخباره حال الجنون ليس كذبا لجعلهم الافتراء (٣) في مقابلته ، ولا صدقا لأنهم اعتقدوا عدم صدقه.

وقد رد هذا المعنى قولهم : (أَمْ بِهِ جِنَّةٌ) أم لم يفتر فيكون مرادهم أن اخباره عليه‌السلام إما مختلقة قصدا أو مختلقة بلا قصد ، فعبروا عن الأول بالإفتراء وعن الثاني بوجود الجنة لاستلزامه (٤) عدم الافتراء ، وعلى هذا يكون حصر الأخبار في الإفتراء وعدمه من قبيل حصر الكذب في نوعية العمد وغيره لا حصر الخبر مطلقا.

المبحث الثاني في تأليف الجمل

لكل جملة ركنان أساسيان لا بد منهما في تكوينها (وهما المسند إليه) وهو المبتدأ ونحوه (والمسند) الخبر ونحوه ، وما زاد عليهما من مفعول وحال وتمييز فهو قيد زائد إلا صلة الموصول والمضاف اليه :

__________________

(١) وهو أربعة أقسام : المطابقة مع اعتقاد عدم المطابقة ، أو بدون الاعتقاد أصلا ، وعدم المطابقة مع اعتقاد المطابقة ، أو بدون الاعتقاد أصلا.

(٢) سورة سبأ الآية ٨.

(٣) وهو الكذب.

(٤) على طريق المجاز المرسل فقد أطلق اسم الملزوم وأراد اللازم.

٤٥

المبحث الثالث في الغرض من إلقاء الخبر

الأصل في الخبر أن يلقي لأحد غرضين :

(١) إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة ، ويسمى ذلك فائدة الخبر ، نحو : حروب المستقبل جوية.

(٢) إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بهذا الحكم ، ويسمى ذلك لازم الفائدة ، كما تقول لشخص أخفى عليك سفره فعلمته من طريق آخر :

أنت سافرت أمس.

وربما لا يقصد من القاء الخبر أحد ذينك الغرضين ، بل يلقي لأغراض أخرى تستفاد من سياق الكلام ، أهمها :

(أ) إظهار الأسف والحسرة على فائت نحو :

ذهب الذين يعاش في أكنافهم

وبقيت في خلف كجلد الأجرب

(ب) إظهار الضعف نحو :

فقد كنت عدتي التي أسطو بها

ويدي اذا اشتد الزمان وساعدي

(ج) الاسترحام والاستعطاف نحو :

رب إني لا أستطيع اصطبارا

فاعف عني يا من يقيل العثارا

(د) التوبيخ كما تقول للطالب المهمل الذي رسب في الإمتحان : «أنت رسبت في الإمتحان».

(ه) إظهار الفرح ، كما يقول من نجح في الإمتحان لمن يعرف ذلك : «فزت في الإمنحان».

(و) التنشيط وتحريك الهمة لنيل ما يلزم تحصيله نحو : الناس يشكرون المحسن.

(ز) التذكير بما بين المراتب من التفاوت نحو : لا يستوي كسلان ونشيط.

(ح) الوعظ والإرشاد نحو : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ)(١).

__________________

(١) سورة الرحمن الآية ٢٦.

٤٦

نموذج أول

اذكر ما يستفاد من هذه الأخبار :

(١)هناء محا ذاك العزاء المقدما

فما عبس المحزون حتى تبسما

(٢)أصبت بسادة كانوا عيونا

بهم نسقي إذا انقطع الغمام (١)

(٣) إلهي عبدك العاصي أتاكا

مقرا بالذنوب وقد دعاكا

(٤) أنا القائد الحامي الذمار وإنما

يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي

(٥) تقول للعاثر : المصباح في يدك

(٦) الحياة كطيف الخيال

الاجابة

(١) الفرح بالمقبل ونسيان الأحزان المدبرة.

(٢) الأسف والحزن على فقدان أولئك السادة الأمجاد.

(٣) الخشوع والضعف.

(٤) الفخر والشجاعة والحمية.

(٥) التوبيخ والتأنيب لوجود حال تقتضي ضد ما حصل.

(٦) العظة والاعتبار.

نموذج ثان

(١)أهبت بالحظ لو ناديت مستمعا

والحظ عني بالجهال في شغل

(٢)ذهب الشباب فما له من عودة

وأتى المشيب فأين منه المهرب

(٣) ما أنت بالذي يعول عليه

(٤) قيمة كل امريء ما يحسنه

(٥) كل امريء بما كسب رهين

(٦) تقول لضيف زارنا الغيث

__________________

(١) كانوا يطلبون الماء اذا انقطع الغيث بالاشادة بذكر العظماء والأشراف.

٤٧

الاجابة

(١) الأسف والحسرة على فوات ما كان مرجوا.

(٢) الأسف والحسرة على ما فات.

(٣) التوبيخ وإغاظة المخاطب.

(٤) تنشيط السامع ، وحثه على صالح العمل.

(٥) الحث والتنشيط على العمل.

(٦) الفرح والسرور بمقدمه.

تمرين (١)

ماذا يراد من هذه الأخبار :

(١) (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)(١).

(٢)وأنت الذي ربيت ذا الملك مرضعا

وليس له أم سواك ولا أب

(٣)ذل من يغبط الذليل يعيش

رب عيش أخفّ منه الحمام

(٤) تقول لمن يحث على الحرب : الحرب متلفلة للعباد. ذهابة بالطارف والنلاد.

(٥) يقول الطالب لأهله : نلت الجائرة الأولى.

(٦) يقول التاجر الذي خسر : ضاعت أتعابي سدى.

(٧)أودى الشباب فما له منقفر

وفقدت أترابي فأين المغبر (٢)

تمرين (٢)

(١) كل نفس ذائقة الموت.

(٢) ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا.

(٣) الظلم ظلمات يوم القيامة.

(٤) من حفر حفرة لأخيه المؤمن وقع فيها.

(٥)مررت على أبيات آل محمد

فلم أرها أمثالها يوم حلّت

(٦)رزئنا أبا عمرو ولا حي مثله

فلله ريب الحادثات بمن وقع

(٧)دفعنا بك الأيام حتى اذا أتت

تريدك لم نسطع لها عنك مدفعا (٣)

__________________

(١) سورة فصلت الآية ٤٦.

(٢) المنقفر المنتبع ، والأتراب جمع ترب ، وهو من في سنك ، والمغبر المهرب.

(٣) مدفعا أي دفعا.

٤٨

المبحث الرابع في طريق إلقاء الخبر

من مزايا اللغة العربية دقة التعبير واختلاف الأساليب ، بتنوع الأغراض والمقاصد ، فمن الخطل عند ذوي المعرفة البسط والأطناب ، اذا لم تكن الحاجة ماسة اليه ، والإيجاز حيث تطلب الزيادة ، وقد خفيت هذه الدقائق على الخاصة بله العامة ، ويرشد الى ذلك ما رواه الثقات من أن المتفلسف الكندي ركب الى أبي العباس المبرد ، وقال له : إني لأجد في كلام العرب حشوا ، فقال ابو العباس : في أي موضع وجدت ذلك؟ فقال : أجد العرب يقولون : عبد الله قائم ، ويقولون أن عبد الله قائم ، ثم يقولون أن عبد الله لقائم ، فالألفاظ متكررة والمعنى واحد. فقال أبو العباس : بل المعاني مختلفة لاختلاف الألفاظ ، فالأول إخبار عن قيامه والثاني جواب عن سؤال سائل والثالث جواب عن إنكار منكر قيامه ، فقد تكررت الألفاظ لتكرر المعاني ، فما أحار المتفلسف جوابا.

ومن هذا تعلم أن العرب لاحظت أن يكون الكلام بمقدار الحاجة لا زائدا عليها ، وإلا كان عبثا ، ولا ناقصا وإلا أخل بالغرض ، وهو الإفصاح والبيان ، وتعلم أيضا أن المخاطب لا يخلو من أن يكون واحدا من ثلاثة :

(١) خالي الذهن من الحكم ، ومن التردد فيه فيلقي اليه الكلام ساذجا غفلا من أدوات التوكيد التي سترد عليك ، ويسمى هذا الضرب ابتدائيا ، نحو : محمد مسافر.

(٢) المتردد في ثبوت الحكم وعدمه بألا يترجح عنده هذا على ذلك ، وحينئذ يحسن تقوية الحكم بمؤكد ليزيل ذلك التردد ، ويسمى هذا الضرب طلبيا.

ويرى عبد القاهر أنه إنما يحسن التوكيد اذا كان للمخاطب ظن على خلاف حكمك ، وله تشوف الى الوقوف على الحقيقة ، فيحسن تقوية الحكم له بأن ونحوها ليتمكن المعنى المراد في نفسه ويطرح الخلاف وراء ظهره.

ثم قال : ومن ثم يحسن موقع إن اذا كان الخبر بأمر يبعد في الظن مثله لأن العادة جرت بخلافه كقول أبي نواس :

عليك باليأس من الناس

إن غنى نفسك في اليأس

لما كان في مجرى العرف والعادة ألا يدع الناس الطمع والرجاء ويحملوا أنفسهم على اليأس ويجعلوا فيه الغنى كما ادعى ، أكده بأن.

٤٩

(٣) المنكر للحكم ، وهذا يجب أن يؤكد له الكلام بقدر إنكاره ، قوه وضعفا ، ذاك أن المتكلم أحوج ما يكون الى الزيادة في تثبيت خبره إذا كان هناك من ينكره ويدفع صحته ، فهو حينئذ يبالغ في تأكيده حتى يزيل إنكاره ، يدل على ذلك ما قصه الله تعالى علينا حكاية عن رسل عيسى عليه‌السلام حين بعثهم الى أهل أنطاكية فكذبوهم فقالوا لهم في المرة الأولى : (إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ)(١) وفي الثانية : (رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ)(٢) فأكدوا لهم أولا بأن واسمية الجملة ، وثانيا بالقسم (إذ ربنا يعلم في حكم ، علم الله وشهد الله) وان اللام والجملة الاسمية لما رأوا من شديد إنكارهم ، ويسمى هذا الضرب إنكاريا (٣).

والجري على هذا المنهج والسير على تلك الطريق في الأضرب الثلاثة يسمى : إخراج الكلام على مقتضى الظاهر.

وقد يلاحظ المتكلم اعتبارات أخرى خفية ، فيخرج كلامه على اعتبارها ، ويسمى ذلك إخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر ، ولذلك صور كثيرة ، منها :

(١) أن ينزل غير السائل منزلة السائل ، فيؤكد له الكلام اذا تقدم ما يشير الى حكم الخبر فتستشرف نفسه وتتطلع اليه استشراف الطالب المتردد ، وذلك كثير في القرآن الكريم وكلام العرب ، نحو قوله تعالى : (وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ)(٤) فحين تقدم قوله : واصنع الفلك بأعيننا ، وقوله : ولا تخاطبني ، صار المقام مقام تردد بأن القوم هل حكم عليهم بالإغراق؟ فقيل : إنهم مغرقون ، وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)(٥). وقوله : (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ)(٦).

__________________

(١ و ٢) سورة يس الآية ١٤ و ١٦.

(٣) واعتبارات النفي كاعتبارات الاثبات فيجرد عن المؤكدات فى الابتدائي ويقوي بموكد استحسانا في الطلبي ويجب التوكيد في الانكاري.

(٤) سورة المؤمنون الآية ٢٧.

(٥) سورة الحج الآية ١ ، فان أمرهم بالتقوى يشير الى جنس الخبر الآتي بعده وأن هناك أهوالا تؤمن التقوى من فزعها في ذلك اليوم ، فكان المقام مقام تردد في أنه هل هناك أمامهم أمر مهم يقع لهم أن لم يتقوا ، فقيل أن زلزلة الخ ، وهكذا يقال فيما بعده.

(٦) سورة التوبة الآية ١٠٣.

٥٠

وقول بعض العرب :

فغنها وهي لك الفداء

إن عناء الإبل الحداء

وقول بشار :

بكرا صاحبي قبل الهجير

إن ذاك النجاح في التكبير

(٢) أن ينزل من لا ينكر الخبر منزلة من ينكره تهكما به إذا لاح عليه شيء من أمارات الإنكار كقول حجل بن نضلة القيسي ، وهو من أولاد عم شقيق :

جاء شقيق عارضا رمحه

إن بني عمك فيهم رماح

فمجيء شقيق هكذا مدلا بنفسه معجبا بشجاعته ، واضعا رمحه عرضا (١) ، دليل على صلفه وزهوه ببسالته ، واعتقاده أنه لن يجد مقاوما من بني عمه ، حتى كأنهم عزل ليس معهم ما يدافعون به ، ومن ثم نزله منزلة المنكر ، وخاطبه بالشطر الثاني خطاب التفات بعد غيبة ، تهكما به ، ورميا له بالنزق ، وخرق الرأي.

(٣) أن يجعل المنكر كأنهم غير منكر ، فلا يعتد بإنكاره ، لأن أمامه من الدلائل الساطعة والبراهين القاطعة ، ما فيه مقنع له لو أزال تلك الغشاوة عن عينيه والتفت الى ما يحيط به ، وعليه قوله تعالى خطابا لمنكري الوحدانية : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ)(٢) إذ العقل قاض بأن تعدد الآلهة يقتضي تخالف أفعالهم لاختلاف علومهم وإرادتهم ، وكل منهم له التصرف في السموات والأرض ، والقدرة على إيجاد الممكنات فتتضارت أفعالهم ويفسد نظام الكون ، والمشاهد أنه على أتم نظام ، فهو الواحد لا شريك له.

(٤) أن ينزل العالم بالفائدة ولازمها منزلة الجاهل لعدم جريه على موجب العلم (وهو العمل به) كما تقول لمن يسيء الى أبيه ويقسو عليه : هذا أبوك فأحسن اليه. فكأنك تقول له : إن هذه المعاملة لتدل على أنك تجهل أبوته لك.

وهذا كله اعتبارات الإثبات ، وقس عليه اعتبارات النفي كقولك : ليس زيد منطلقا وبمنطلق ، وو الله ليس على المنطلق ، وهكذا.

__________________

(١) بأن يجعل الرمح على فخذيه وهو راكب بحيث يكون عرضه جهة العدو.

(٢) سورة البقرة الآية ١٦٣.

٥١

تنبيهات

(١) التوكيد تمكين الشيء في النفس وتقويته ، لإزالة الشكوك وإماطة الشبهات عما أنت بصدد الإخبار عنه ، والمراد به في هذا الباب تأكيد الحكم ، لا تأكيد المسند اليه ، ولا تأكيد المسند ، فلو قلت : على نفسه قائم ، أو جاء عليّ ، لا يكون مما نحن فيه.

(٢) التوكيد في الجمل الإسمية يكون بأن ، أو بأن ، واللام ، أو بأن واللام والقسم كما قد عرفت ، وفي الجمل الفعلية يكون بقد ، أو بقد والقسم ، كقول العباس بن مرداس :

لقد عظم البعير بغير لبّ

فلن يستغن بالعظم البعير

(٣) المؤكدات المشهورة هي : إن ، أن ، لام الابتداء ، نونا التوكيد ، القسم ، أما المشرطية ، أحرف التنبيه ، أحرف الزيادة ، ضمير الفصل ، تقديم الفاعل في المعنى ، نحو : محمد يقوم ، السين وسوف الداخلتان على فعل دال على وعد ، أو وعيد ، نحو : سأمنح المجتهد جائزة ، وسأعاقب المسيء ، قد التي للتحقيق ، تكرير النفي ، إنما.

(٤) الخطاب بالجملة الإسمية وحدها آكد من الخطاب بالجملة الفعلية ، فإذا أريد مجرد الأخبار فقط أتى بالفعلية ، وإن أريد التأكيد فبالإسمية وحدها ، أو بها مع إن أو بهما وباللام ثم بالثلاثة والقسم.

هذا والتأكيد كما يأتي في الخبر يأتي في الإنشاء كقول الشاعر :

هلا تمنن بوعد غير مخلفة

كما عهدتك في أيام ذي سلم

ولكنه لا يكون فيه لدفع التردد ، أو الإنكار ، لكن لدلالته على استبعاد الحكم من المخبر ، كما في قوله تعالى : (رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ)(١).

(٥) من فوائد إن غير التوكيد :

(أ) ربط الجملة بما قبلها ، كما تقدم في قوله : إن غناء الإبل الحداء ، فلو أسقطت إن ، لم يقل إلا بالفاء ، فيقال : فغناء الإبل الحداء.

__________________

(١) سورة الشعراء الآية ١١٧.

٥٢

(ب) تهيئة النكرة وصلاحيتها ، لأن تكون مسندا اليه كقوله :

إن دهرا يلف شملي بسعدي

لزمان يهم بالإحسان

(ج) غناؤها عن الخير في بعض المواضع كقولهم : إن مالا ، وإن ولدا ، وإن عددا يريدون إن لهم مالا ، وإن لهم مالا ، وإن لهم عددا ، وعليه قول الأعشى :

إن محلا وإن مرتجلا

وإن في السفر إذ مضوا مهلا (١)

(د) الدلالة على أن الظن كان من المتكلم في الذي كان أنه لا يكون كقولك للشيء هو بمرأى ومسمع من المخاطب : إنه كان من الأمر ما ترى ، وأحسنت الى فلان ثم إنه جعل جزائي ما ترى ، وعليه قوله تعالى : (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى)(٢). (رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ)(٣). قاله عبد القاهر في «دلائل الإعجاز».

(ه) أن لضمير الشأن معها حسنا لا يكون بدونها ، نحو : أنه من يتق ويصبر.

أنه من يعمل سوءا يجز به. أنه لا يفلح الكافرون.

تدريب أول

اذكر أضرب الخبر فيما يلي ، وبيّن المؤكدات التي في كل جملة :

(١)ما أن ندمت على سكوتي مرة

ولقد ندمت على الكلام مرارا

(٢)وإني لصبّار على ما ينوبني

وحسبك أن الله أثنى على الصبر

(٣)فما الحداثة عن حلم بمانعة

قد يوجد الحلم في الشبان والشيب

(٤)ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي

والنصح أغلى ما يباع ويوهب

(٥)فيوم علينا ويوم لنا

ويوم نساء ويوم نسر

(٦)وإني لحلو تعتريني مرارة

وإني لترّاك لما لم أعود

__________________

(١) تقدير المحذوف إن لنا في الدنيا محلا ، ولنا عنها الى الآخرة مرتحلا.

(٢) سورة آل عمران الآية ٣٦.

(٣) سورة الشعراء الآية ١١٧.

٥٣

الاجابة

تدريب ثان

(١)إن الحياة لثوب سوف نخلعه

وكل ثوب إذا ما رث ينخلع

(٢)أتتك الخلافة منفادة

إليك تجرر أذيالها

(٣) إن من البيان لسحرا ، وإن من الشعر لحكمة

(٤) قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه خلق

(٥)ألا إن أخلاق الفتى كزمانه

منهن بيض في العيون وسود

الاجابة

٥٤

تمرين (١)

من أي الأضرب الجمل الآتية ، وأيها جرى على خلاف مقتضى الظاهر؟

١ ـ (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ)(١).

٢ ـ (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(٢).

٣ ـ قال أبو بكر رضي‌الله‌عنه : أن البلاء موكل بالمنطق.

٤ ـ (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ)(٣).

٥ ـ الإسلام حق.

٦ ـ (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ)(٤).

تمرين (٢)

(١)ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها

إن السفينة لا تجري على اليبس

(٢) (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(٥).

(٣)إن على سائلنا أن نسأله

والعبء لا تعرفه أو تحمله

(٤)ولقد علمت لتأتين منيتي

إن المنايا لا تطيش سهامها

(٥)إن السلاح جميع الناس تحمله

وليس كل ذوات المخلب السبع

(٦)هي الأمور كما شاهدتها دول

من سره زمن ساءته أزمان

المبحث الخامس في الجملة الاسمية والفعلية

مما تمس الحاجة الى معرفته ، الفرق بين الجملة الاسمية والفعلية في الاستعمال ، لوعورة المسلك ودقة الصنع ، إذ قلما يفطن له الفصحاء ذوو الدراية في المنطق ، وبيان ذلك أن الجملة قسمان :

__________________

(١) سورة القصص الآية ٧٦.

(٢) سورة يونس الآية ٦٢.

(٣) سورة البقرة الآيتان ١ و ٢.

(٤) سورة المؤمنون الآية ١٦.

(٥) سورة آل عمران الآية ١٠١.

٥٥

(١) اسمية وتفيد بأصل وضعها ثبوت الحكم فحسب ، بلا نظر الى تجدد ولا استمرار ، فلا يستفاد من قولنا : علي مسافر ، سوى ثبوت السفر فعلا لعلي دون نظر الى تجدد ولا حدوث ، فالمعنى فيه شبيه بالمعنى في قولنا : محمد طويل ومحمود قصير ، فكما لا يقصدها هنا الى أن يجعل الطول والقصر يتجدد ويحدث ، بل يقصد إيجابهما وثبوتهما فقط ، كذلك لا يتعرض في قولنا : علي مسافر لأكثر من إثبات السفر فعلا لعلي.

ولكن قد تحف بها قرائن أخرى تستفاد من سياق الكلام ، كأن يكون في معرض مدح أو ذم أو حكمة ، أو نحو ذلك ، فتفيد الدوام والاستمرار حينئذ ، وعليه قول النضر بن جويرية يتمدح بالغنى والكرم :

لا يألف الدرهم المضروب صرّتنا

لكن يمر عليها وهو منطلق (١)

فهو يريد أن دراهمهم دائمة الانطلاق تمرق من الكيس مروق السهام من قسيها لتوزع على المعوزين وأرباب الحاجات ، كما يرشد الى ذلك ما قبله :

إنا إذا اجتمعت يوما دراهمنا

ظلت الى طرق المعروف تستبق

ونظيره قوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(٢) ، فسياق الحديث في معرض المدح دال على إفادة الاستمرار والدوام.

(٢) فعلية ، وتدل بأصل وضعها على التجدد في زمن معين مع الاختصار ، فلا يستفاد من نحو : طلعت الشمس ، إلا إثبات الطلوع فعلا للشمس في زمن مضى.

تفسير هذا أن الفعل يدل على أحد الأزمنة الثلاثة بذاته لا بقرينة (٣) خارجة عنه ، وهذا الزمن الذي هو أحد مدلوليه (مدلوله الثاني الحدث) لا تجتمع أجزاؤه في الخارج ، بل تتصرم وتنقضي شيئا فشيئا ، ومن ثم كان الفعل مع إفادته الزمن يفيد أيضا تجدد الحدث وحصوله بعد أن لم يكن ، بخلاف الاسم ، فإنه إنما يدل على الزمن المعين بقرينة أخرى ، كأن يقال : أمس أو الآن أو غدا.

__________________

(١) الصرة كيس الدراهم.

(٢) سورة القلم.

(٣) أما احتياج الفعل المضارع الى قرينة في تعيين الحال أو الاستقبال فهو تعيين للمراد لا تعيين للزمن لأنه دال عليه بالوضع.

٥٦

وقد تفيد الاستمرار التجددي شيئا فشيئا بمعونة القرائن اذا كان الفعل مضارعا ، ومن البيّن في ذلك قوله تعالى : (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ)(١) ، فالقصد الدلالة على حدوث التسبيح من الجبال آنا إثر آن ، وحالا بعد حال. ونحوه قول طريف بن تميم العنبري يتمدح بجرأته وشجاعته :

أو كلما وردت عكاظ قبيلة

بعثوا الى عريفهم يتوسم (٢)

إذ يريد أن كل قبيلة ترد سوق عكاظ تبعث عريفها ليتفرس في وجوه القوم مرة بعد أخرى ، ويتوسمها وقتا بعد وقت ، لعله يهتدي الى معرفتي. وقول المتنبي :

تدبر شرق الأرض والغرب كفه

وليس لها يوما عن الجود شاغل

فقرينة المدح تدل على أن تدبير الملك ديدنه وحاله المستمرة التي لا يحيد عنها.

تنبيهات

١ ـ الجملة الاسمية إنما تفيد الدوام والثبات بقرينة المقام اذا كان خبرها مفردا أو جملة اسمية ، نحو : محمد كريم ، على أبوه جواد. أما اذا كان خبرها جملة فعلية فإنها تفيد التجدد.

٢ ـ المسند تارة يكون مفردا فعلا كان أو اسما ، وطورا يكون ظرفا للأختصار ، نحو : البركة في البكور. وحينا يكون جملة للأسباب الآتية :

(أ) اذا قصد تقوية الحكم بتكرير الإسناد ، نحو قول المتنبي :

والله يسعد كل يوم جده

ويزيد من أعدائه في آله

(ب) اذا قصد قصر الحكم وتخصصه بالمسند ، نحو : أنا سعيت في حاجتك ، أي لا غيري.

(ج) اذا كان سببيا أي جملة معلقة على مبتدأ بعائد لا يكون مسندا اليه في تلك الجملة ، نحو : محمد أخوه نبيه ـ إبراهيم نجح ابنه.

__________________

(١) سورة ص الآية ١٨.

(٢) عكاظ أكبر الأسواق العربية التي كانت من أسباب تهذيب اللغة ، وفيها كانوا يجتمعون للتفاخر والتنافر ليلا ولتصريف المتاجر نهارا.

٥٧

تدريب أول

بيّن فائدة التعبير بالجملة الاسمية أو الفعلية في التراكيب الآتية :

١ ـ قال تعالى : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)(١).

٢ ـ نروح ونغدو لحاجاتنا

وحاجة من عاش لا تنقضي

٣ ـ وعلى إثرهم تساقط نفسي

حسرات وذكرهم لي سقام

٤ ـ الحلف منفعة للسلعة ممحقة للبركة (٢)

٥ ـ يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه ، أمن الحلال أم من الحرام

٦ ـ وتحي له المال الصوارم والقنا

ويقتل ما تحي التبسم والجدا (٣)

الاجابة

__________________

(١) سورة الرعد الآية ٣٩.

(٢) نفقت السلعة راجت في السوق ، والمحق الزوال.

(٣) الصوارم السيوف والقنا الرماح والجدا العطاء.

٥٨

تدريب ثان

١ ـ سلام على القبر الذي لا يجيبنا

ونحن نحيي تربه ونخاطبه

٢ ـ لا خير في ود امرىء متملق

حلو اللسان وقلبه يتلهب

٣ ـ (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ)(١)

٤ ـ ثمرة القناعة الراحة ، وثمرة التواضع المحبة

٥ ـ لعمري لقد لاحت عيون كثيرة

الى ضوء نار باليفاع تحرق

٦ ـ الأرض مظلمة والنار مشرقة

والنار معبودة مذ كانت النار

الاجابة

تمرين (١)

بيّن ما يستفاد من الجمل فيما يلي واذكر أضرب الخبر :

١ ـ فدعوت ربي بالسلامة جاهدا

ليصحني فإذا السلامة داء

٢ ـ (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً ، الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ)(٢).

٣ ـ يهوى الثناء مبرز ومقصر

حب الثناء طبيعة الإنسان

__________________

(١) سورة الفجر الآية ١٤.

(٢) سورة الفرقان الآيتان ٢٥ و ٢٦.

٥٩

٤ ـ بك اجتمع الملك المبدد شمله

وضمت قواص منه بعد قواصي

٥ ـ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(١)

٦ ـ العين ترى كل شيء ، ولا ترى نفسها إلا بمرآة.

تمرين (٢)

١ ـ يكفكف غيلة إحدى يديه

ويبسط للوثوب على أخرى

٢ ـ المجد عوفي إذ عوفيت والكرم

وزال عنك الى اعدائك السقم

٣ ـ السيف أصدق أنباء من الكتب

في حده الحدّ بين الجد واللعب

٤ ـ ليس الزمان وإن حرصت مسالما

خلق الزمان عداوة الأحرار

٥ ـ والشيخ لا يترك أخلاقه

حتى يواري في ثرى رمسه

٦ ـ هناء محا ذاك العزاء المقدما

فما عبس المحزون حتى تبسما

__________________

(١) سورة الحجر الآية ٩.

٦٠