تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣١٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عبد الأعلى ، وابن أخي ابن وهب ، والمسيب بن واضح ، وقتيبة ، وإسحاق بن راهويه ، وأبا كريب ، وهناد بن السري ، ومحمّد بن يحيى وغيرهم.

كتب عنه مسلم بن الحجاج وهو أكبر منه ، وروى عنه ابنه أبو عبد الله ، وأبو حامد ابن الشرقي ، وعلي بن حمشاذ ، ومحمّد بن صالح بن هانئ ، وأبو النضر محمّد بن محمّد بن يوسف الطوسي الفقيه ، وأبو زكريا يحيى بن محمّد العنبري ، وغيرهم.

قال الحاكم أبو عبد الله :

وقد كان أطال المقام بمصر ، وكان يكاتبه أبو إبراهيم المزني (١). وقد كان دخل على أحمد بن حنبل غير مرة. وكان ابنه يبخل بحديثه فلا يمكننا منه.

وكان الرجل كثير المال ، محتشما (٢).

ومات الأخرم في شعبان سنة سبع وثمانين ومائتين.

[١٠١٥٠] يعقوب بن يوسف

أبو يوسف الدمشقي

حدّثت عن عمار بن عبد الله الأموي.

روى عنه إسحاق بن عيسى بن يونس الجرجاني.

[١٠١٥١] يعقوب بن يوسف

من أهل دمشق.

روى عن إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا.

مات بدمشق لعشر خلون من المحرم سنة ثمان وستين ومائتين.

[١٠١٥٢] يعقوب بن يوسف أبو يوسف الكرماني

نزيل نيسابور.

__________________

(١) تحرفت في مختصر ابن منظور إلى : المري.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٧٠.

١٨١

سمع بدمشق : هشام بن عمار ، وحامد بن عمر البكراوي البصري.

روى عنه : محمّد بن صالح بن هانئ النيسابوري.

[١٠١٥٣] يعقوب مولى هشام بن عبد الملك

كان من أعيان مواليه. وكان يغزو عن هشام بن عبد الملك ، ويقبض عطاء هشام مائتي دينار ودينارا يفضل به الخليفة على رعيته.

١٨٢

ذكر من اسمه يعلى

[١٠١٥٤] يعلى بن الأشدق ،

أبو الهيثم العقيلي

من أهل بادية الطائف.

حدّث عن عمه عبد الله بن جراد ، وزعم أنّه له صحبة ، ورقاد بن ربيعة ، وزعم أن له صحبة ، والنابغة الجعدي ، وكليب بن جري بن معاوية بن خفاجة ، ويقال : كليب بن حزم ، وزعم أن له صحبة أيضا.

روى عنه : داود بن رشيد ، وأبو وهب الوليد بن عبد الملك الحراني ، وهاشم بن القاسم الحراني ، وعروة بن مروان العرقي ، وأيوب بن محمّد الوزان ، وغيرهم وقدم دمشق وحدّث بها ، وقال : أدركت عدة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

[قال أبو عبد الله البخاري] :

[يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد. روى عنه محمّد بن سفيان بن وردان الذهلي](١).

[قال أبو محمّد بن أبي حاتم](٢) : [يعلى بن الأشدق العقيلي روى عن عبد الله بن

__________________

[١٠١٥٤] ترجمته في ميزان الاعتدال ٤ / ٤٥٦ والتاريخ الكبير ٨ / ٤١٩ والجرح والتعديل ٩ / ٣٠٣ والكامل لا بن عدي ٧ / ٢٨٧ وسير أعلام النبلاء ٨ / ٢٧١ والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٥٧ ولسان الميزان ٦ / ٣١٢.

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن التاريخ الكبير ٨ / ٤١٩.

(٢) زيادة للإيضاح.

١٨٣

جراد ونابغة بني جعدة ، روى عنه الوليد بن عبد الملك بن مسرح ، وعمرو بن قسيط ، وداود بن رشيد ، ومحمّد بن سفيان بن وردان الكوفي سمعت أبي يقول ذلك.

حدّثني أبي قال : سمعت محمّد بن يزيد أبا بكر الإسماعيلي قال : سمعت أبا مسهر يقول : كنا نسخر بيعلى بن الأشدق وكان يدور الآفاق.

سألت أبي عن يعلى بن الأشدق ، فقال : ليس بشيء ضعيف الحديث.

سئل أبو زرعة عن يعلى بن الأشدق ، فقال : هو عندي لا يصدق ، ليس بشيء ، قدم الرقة ، فقال رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال له عبد الله بن جراد ، فأعطوه على ذلك فوضع أربعين حديثا ، وعبد الله بن جراد لا يعرف ، وقرأ علينا كتاب الدلالات ، فانتهى إلى حديثه فترك قراءته](١).

قال دعلج بن أحمد : أخبرنا أبو أحمد بن عدي قال (٢) :

يعلى بن الأشدق العقيلي الجزريّ ، يكنى أبا الهيثم ، ويروي عن عمه عبد الله بن جراد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث كثيرة مناكير ، وهو وعمه غير معروفين.

قال دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال (٣) :

سألت أيوب الوزّان عن يعلى بن الأشدق ، فقال : كان من أهل البادية. قلت : يعلمون موضعه الذي كان يأوي إليه؟ قال : لا ، قلت : فكتب عنه أحد غيركم؟ قال : أهل حرّان. قال : ورأيت له ابنا كأنه أكبر منه ، ورأيت له ابنة ، وظننت أنّها أمه ، فقال : هذه ابنتي ولدت لي بعد المائة. وقال : إنما كان سيارة ، ولم أر أمره عنده على الصحة.

وسمعته مرة يقول : لا يعرف.

قال أبو وهب الحرّاني :

سمعت يعلى بن الأشدق وقيل له : كم أتى عليك؟ قال : مائة سنة وست وعشرون ، ونصف سنة (٤).

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح والتعديل ٩ / ٣٠٣.

(٢) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٨٧.

(٣) من طريق أحمد الأبار رواه الذهبي في سير الأعلام ٨ / ٢٧٢.

(٤) سير أعلام النبلاء ٨ / ٢٧٢.

١٨٤

قال الهيثم بن القاسم : حدّثنا يعلى بن الأشدق ، وكان ابن عشرين ومائة سنة :

قال أبو مسهر (١) :

قدم يعلى بن الأشدق دمشق ، وكان أعرابيا ، فحدّث عن عبد الله بن جراد سبعة أحاديث ، فقلنا : لعلّه حق. ثم جعله عشرة ، ثم جعله عشرين ، ثم جعله أربعين ، وكان هو ذا يزيد. وكان سائلا يسأل الناس.

قال ابن عدي (٢) :

وبلغني عن أبي مسهر أنه قال : قلت ليعلى بن الأشدق : ما سمع عمك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : جامع سفيان ، وموطأ مالك ، وشيئا من الفوائد ، فإن كانت [هذه](٣) الحكاية عن أبي مسهر صحيحة فرواية يعلى لهذه (٤) النسخة لا يجوز الاشتغال بها.

قال أبو نعيم بن عدي الحافظ حدّثنا أبو زيد يحيى بن روح الحراني قال : سألت أبا عبد الرّحمن بن بكار ابن أبي معاوية حراني من الحفاظ ثقة ، وكان مخلد بن يزيد يسأله عن الحديث من حفظه لم لم تكتب عن يعلى بن الأشدق؟ قال : خرجنا إليه إلى ربض ابن مالك ، وربض ابن مالك هو خارج من حران ، فسألناه عن شيء من الحديث ، فقال كذا كذا من ... (٥) في كذا وكذا ممن حدثكم ولم يكن ، ويحدّث بالفحش ... (٦) إلى صاحبي ، فقلت في الدنيا لسان يكتب عن هذا ، فتركناه وما كتبنا عنه شيئا.

قال البرقاني : هذا ما وافقت عليه الدارقطني من المتروكين : يعلى بن الأشدق ، ضعيف الحديث (٧).

[كان تالفا يدور النواحي ويشحذ.

وقال ابن حبان : وضعوا له أحاديث ، فحدّث بها ، ولم يدر](٨).

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٣٠٣ وسير الأعلام ٨ / ٢٧٢.

(٢) الخبر رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٨٨٨.

(٣) زيادة عن ابن عدي.

(٤) في مختصر أبي شامة : هذه ، والمثبت عن ابن عدي.

(٥) غير مقروء في مختصر أبي شامة.

(٦) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.

(٧) الضعفاء والمتروكون ص ١٨٢.

(٨) ما بين معكوفتين زيادة عن سير الأعلام ٨ / ٢٧٢.

١٨٥

[١٠١٥٥] يعلى بن أمية أبو خالد ـ

ويقال : أبو خلف التميمي

له صحبة. روى عن : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

روى عنه : ابناه صفوان بن يعلى ، وعثمان بن يعلى ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، وخالد بن دريك.

وكان في غزوة مؤتة ، وخرج مع عمر إلى الشام في سفرته التي رجع فيها من سرغ (١).

وقال : جئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثاني يوم الفتح ، فقلت له : يا رسول الله ، بايع أبي على الهجرة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أبايعه على الجهاد ، قد انقطعت الهجرة» (٢) [١٤٤٢١].

وقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إذا أتتك رسلي فأعطهم ثلاثين بعيرا وثلاثين درعا» فقلت : يا رسول الله ، مضمونة؟ قال : «نعم ، والعارية مؤداة» [١٤٤٢٢].

قال ابن قعنب : سمعت مالك بن أنس يقول :

يعلى بن أمية ، هو يعلى بن منية (٣) ، أمية أبوه ، ومنية أمه.

وروي مثل هذا القول أيضا عن سفيان بن عيينة وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبي خيثمة.

قال خليفة (٤) : أمه منية بنت غزوان أخت عتبة بن غزوان يكنى أبا خلف من أهل مكة.

وقال أبو عبيد : أمه منية بنت جابر من بني مازن بن منصور ، وهو حليف بني نوفل بن عبد مناف.

__________________

[١٠١٥٥] ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٥٧ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٥١ وأسد الغابة ٤ / ٧٤٧ وطبقات ابن سعد ٥ / ٤٥٦ وطبقات خليفة ص ٢٩١ والتاريخ الكبير ٨ / ٤١٤ والجرح والتعديل ٩ / ٣٠١ وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٠٠ والإصابة ٣ / ٦٦٨.

(١) سرغ : بفتح أوله وسكون ثانيه ثم غين معجمة : أول الحجاز وآخر الشام (معجم البلدان).

(٢) كنز العمال رقم ٤٦١.

(٣) كذا ضبطت في مختصر أبي شامة بالقلم ، ونص في الإصابة على ضم الميم وسكون النون.

(٤) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٩٢ رقم ٢٩١.

١٨٦

قال ابن سعد في كتابه الصغير في تسمية من نزل مكة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعلى بن أمية ، وهو ابن منية ، وهي أمه ، وهو رجل من بني تميم حليف لقريش ، وكان يفتي بمكة (١) ، وقد روى عن عمر بن الخطاب أيضا.

وقال في كتابه الكبير (٢) في تسمية من نزل مكة : يعلى بن أمية ، وكان حليفا لبني نوفل بن عبد مناف ، أسلم هو وأبوه أمية وأخوه سلمة ، وشهد يعلى وسلمة ابنا أمية مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تبوك ، وروى يعلى عن عمر.

[قال :](٣) أخبرنا إسماعيل بن علية ، أخبرنا ابن جريج ، أخبرني عطاء عن صفوان بن يعلى عن يعلى بن أمية قال : غزوت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جيش العسرة ، وكان من أوثق أعمالي في نفسي.

وقال في الطبقة الرابعة : يعلى بن أمية ، وساق نسبه إلى تميم ، ثم قال : وأمه منية بنت جابر ، ورفع نسبها إلى مازن بن منصور ، ثم قال : وهي عمة عتبة بن (٤) غزوان بن جابر ، وعتبة بن غزوان ويعلى بن أمية حليفا الحارث بن نوفل بن عبد مناف بن قصي ، وأسلم يعلى بن أمية وأبوه وأخوه سلمة وأخته نفيسة بنت منية ، وشهد يعلى الطائف وحنينا وتبوك (٥) مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وروى عنه أحاديث.

قال ابن البرقي :

أسلم يوم الفتح وله تسعة عشر حديثا.

وقال أبو الحسن الدارقطني : أما منية بنت الحارث فهي أم العوام بن خويلد ، وجدة الزبير بن بكار (٦). قال : وقال أصحب الحديث يقولون في يعلى بن أمية أنه يعلى بن منية وأنها أمه ، وقد تقدم عن الزبير بن بكار [أنه](٧) قال (٨) : إن منية جدته أم أبيه ، ويقول

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ١٠١ نقلا عن ابن سعد.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٤٥٦.

(٣) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٥٦.

(٤) في مختصر أبي شامة : بنت.

(٥) أسد الغابة ٤ / ٧٤٧.

(٦) الإصابة لابن حجر ٣ / ٦٦٨.

(٧) زيدت عن هامش مختصر أبي شامة.

(٨) أسد الغابة ٤ / ٧٤٧.

١٨٧

أصحاب الحديث وأصحاب التاريخ أن منية بنت غزوان أخت عتبة بن غزوان صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال أبو أحمد العسكري : وأما يعلى بن منية ، بعد الميم نون ساكنة بعدها ياء تحتها نقطتان ، وبعضهم يقول : يعلى بن أمية ، وجميعا صحيح لأن أمه منية وأبوه أمية وأخوه سلمة بن أمية روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويعلى بن منية يكنى أبا خالد وكان عامل عمر على نجران ، وله أخبار مع علي وعثمان.

قال ابن منده :

روى عنه ابنه صفوان ، وعبد الله ابن الديلمي ، وعطاء ، ومجاهد ، وعكرمة ، وخالد بن دريك مرسل.

قال أبو نعيم : حديثه عند ابنيه صفوان وصفوان (١) وذكر غيرهما.

قال أبو أحمد الحاكم (٢) :

ويقال كان من أسخياء أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال موسى بن عقبة :

وزعموا ـ والله أعلم ـ أن يعلى بن أمية قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بخبر أهل مؤتة ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن شئت أخبرني ، وإن شئت أخبرتك» قال : أخبرني يا رسول الله ، فأخبره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خبرهم كله ، ووصفه لهم ، فقال : والذي بعثك بالحق ما تركت من حديثهم حرفا لم تذكره ، وإن أمرهم لكما ذكرت ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله رفع لي الأرض حتى رأيتهم ، ورأيت معتركهم» (٣) [١٤٤٢٣].

وعن صفوان بن يعلى عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«البحر من جهنم» ، فقيل له في ذلك ، فقال : (أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) [سورة الكهف ، الآية : ٢٩] ، والله لا أدخله ، ولا يصيبني منه قطرة حتى أعرض على الله ـ عزوجل [١٤٤٢٤].

__________________

(١) صفوان الأول ابنه ، والآخر ابن أخيه : صفوان بن عبد الله بن يعلى بن أمية. انظر تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٥٧.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٥٨.

(٣) كنز العمال رقم ٣٥٣٤١.

١٨٨

وجاء عن يعلى بن أمية أنه كان يقعد في المسجد الساعة ينوي بها الاعتكاف ، وأنه كان يصلي قبل أن تطلع الشمس ، فقيل له في ذلك ، فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ الشمس تطلع على ـ وفي رواية : بين ـ قرني شيطان». قال : فإن تطلع وأنت في أمر الله خير من أن تطلع وأنت لاه [١٤٤٢٥].

وقال يعلى بن أمية : سألت عمر أن يريني النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا نزل عليه الوحي. فأتاه رجل بالجعرانة (١) ، وعليه جبة بها ردع (٢) من زعفران ، فقال : إنّي أحرمت بالعمرة ، وعليّ هذا ، فأنزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فستر بثوب ، فقال : أيسرّك أن تنظر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد أنزل عليه الوحي؟ قلت : نعم ، فرفع طرف الثوب ، فنظرت إليه ، وله غطيط كغطيط البكر. وذكر الحديث.

قال خليفة (٣) :

ووجه أبو بكر يعلى بن أمية على حولان (٤) في الردة.

وقال في تسمية عمال عثمان على اليمن : يعلى بن أمية (٥).

وقال ابن سعد : أخبرنا محمّد بن عمر بسنده قال : كان يعلى بن منية عاملا لعثمان على الجند ، فوافى الحج في العام الذي قتل فيه عثمان (٦).

قال : وأوّل من جاء بقتل عثمان إلى مكة رجل من العرب يقال له الأخضر ، وكتمهم ذلك حتّى اقتضى دينا له على الناس ، فلمّا اقتضى دينه خرج ، وخرج معه يعلى بن منية ، حتى إذا كان بالبطحاء ، وأخبره بقتل عثمان ، فرجع يعلى ، فأخبر أهل مكة.

قال : وجاء يعلى بن أمية إلى عائشة ، فقال : قد قتل خليفتك. قالت : برئت إلى الله ممن قتله ، فقال : أظهري البراءة ممن قتله. فخرجت إلى المسجد ، فجعلت تتبرّأ ممن قتل عثمان.

__________________

(١) الجعرانة : بكسر أوله ، ماء بين الطائف ومكة ، وهي إلى مكة أقرب (معجم البلدان).

(٢) يقال بالثوب ردع من زعفران : أي شيء يسير في مواضع شتى (تاج العروس : ردع).

(٣) رواه خليفة في تاريخه ص ١٢٣.

(٤) حولان : ذو حولان ، من قرى اليمن (معجم البلدان) وتحرفت في الإصابة إلى : حلوان. وفي تاريخ خليفة : خولان. بالخاء المعجمة.

(٥) تاريخ خليفة ص ١٧٩.

(٦) أسد الغابة ٤ / ٧٤٧.

١٨٩

قال : ولمّا بلغ يعلى قول عبد الله بن أبي ربيعة ، وما دعا إليه من جهاز من خرج يطلب بدم عثمان خرج يعلى من داره ، فقال : أيها الناس ، من خرج يطلب بدم عثمان فعليّ جهازه (١). ولمّا بلغ عليا ما قال يعلى وابن أبي ربيعة عرف أنّ عندهما مالا من مال الله كثيرا ، فقال : لئن ظفرت بابن أبي ربيعة ، ويعلى بن منية لأجعلنّ أموالهما في مال الله. قال : وقدم يعلى بن أمية بأربع مائة ألف فأنفقها في جهازهم إلى البصرة.

وقال يعلى بن منية وهو مشتمل : هذه عشرة آلاف دينار وهي عين مالي أقوّي بها من طلب بدم عثمان. قال وجعل يعطي الناس واشترى أربع مائة بعير ، فأناخها بالبطحاء ، فحمل عليها. فبلغ ذلك عليا ، فقال : من أين له عشرة آلاف دينار؟ سرق اليمن. ثم جاء بها! والله لئن قدرت عليه لآخذن ما أقرّ به! فلمّا كان يوم الجمل ، وانكشف الناس هرب يعلى.

وقال محمّد بن عمر : أناخ يعلى بن أمية بالحجون سبعين بعيرا يحمل عليها في طلب دم عثمان ، وهو حمل عائشة في جملة عسكر (٢).

وروي أنّ علي بن أبي طالب قال : حاربني أطوع الناس فيّ للناس ، عائشة ، وأشجع الناس ، الزبير ، وأمكر الناس ، طلحة ، وأعبد الناس ، محمّد بن طلحة ، وأعطى الناس ـ وفي رواية : وأسخى الناس ـ يعلى بن منية ، كان يعطي الرجل الواحد ثلاثين دينارا ، والسّلاح ، والفرس على أن يقاتلني.

قال يعلى بن منية :

إياكم والمزاح ، فإنّه يذهب بالبهاء ، ويعقب المذمّة ، ويزري بالمروءة.

وقال الحسن بن عثمان (٣) :

وممن قتل من أصحابه (٤) على صفين يعلى بن أمية.

__________________

(١) أسد الغابة ٤ / ٧٤٧ والاستيعاب ٣ / ٦٦٣ (هامش الإصابة).

(٢) أسد الغابة ٤ / ٧٤٧ والاستيعاب ٣ / ٦٦٤.

(٣) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٥٨ وابن حجر في الإصابة ٣ / ٦٦٨ نقلا عن ابن عساكر عن أبي حسان الزيادي ، وذكرا تعقيب المنصف على هذا القول.

(٤) كذا في مختصر أبي شامة : «أصحابه على صفين» يعني أصحاب علي (رضي‌الله‌عنه) وقد جاء في الإصابة أنه شهد صفّين مع علي.

١٩٠

قال الحافظ أبو القاسم : وهذا لا أراه محفوظا.

وقال ابن عبد البر (١) : أسلم يعلى بن أمية يوم الفتح وشهد حنينا والطائف وتبوك ، روى عنه ابنه صفوان ، وعبد الله بن بابيه ، وخالد بن دريك. قال : ولم يصب الزبير [بن بكار] في قوله : أن منية جدة يعلى لا أمه قال : وذكر المدائني عن مسلمة بن محارب عن عوف الأعرابي قال : استعمل أبو بكر رحمه‌الله يعلى بن أمية على بلاد حولان (٢) في الردة ثم عمل لعمر على بعض اليمن فحمى لنفسه حمى ، فبلغ ذلك عمر ، فأمر أن يمشي على رجليه إلى المدينة ، فمشى خمسة أيام أو ستة إلى صعدة (٣) ، وبلغه موت عمر ، فركب فقدم المدينة على عثمان ، فاستعمله على صنعاء ، ثم قدم وافدا على عثمان ، فمر علي على (٤) باب عثمان فرأى بغلة جوفاء عظيمة ، فقال : لمن هذه البغلة؟ فقالوا : ليعلى قال : ليعلى ، والله لقد كان عظيم الشأن عند عثمان وله يقول الشاعر :

إذا ما دعا يعلى وزيد بن ثابت

لأمر ينوب الناس أو لخطوب

قال : وذكر المدائني عن ابن جعونة عن محمّد بن يزيد بن طلحة قال : كان يعلى بن منية على الجند ، فبلغه قتل عثمان ، فأقبل لينصره ، فسقط عن بعيره ، فانكسرت فخذه ، فقدم مكة مع انقضاء الحج فخرج إلى المسجد وهو كسير [على سرير](٥) واستشرف إليه الناس واجتمعوا ، فقال : من خرج يطلب بدم عثمان فعليّ جهازه.

وذكر عن مسلمة عن عوف قال : أعان يعلى [بن أمية] الزبير أربعمائة ألف وحمل ستين رجلا من قريش وحمل عائشة على جمل يقال له : عسكر ، كان اشتراه بمائتي دينارا.

قال أبو عمر :

وكان يعلى بن أمية سخيا معروفا بالسخاء.

__________________

(١) الاستيعاب ٣ / ٦٦١ (هامش الإصابة).

(٢) تحرفت في مختصر أبي شامة إلى : خولان ، وفي الاستيعاب : «حلوان» والصواب ما أثبت ، تقدم التعريف بها قريبا.

(٣) صعدة بالفتح ثم السكون ، مخلاف باليمن بينه وبين صنعاء ستون فرسخا وصعدة : مدينة عامرة آهلة (معجم البلدان ٣ / ٤٠٦).

(٤) سقطت من مختصر أبي شامة ، واستدركت للإيضاح عن الاستيعاب.

(٥) زيادة عن الاستيعاب.

١٩١

قتل يعلى بن منية سنة ثمان وثلاثين بصفّين مع علي بعد أن شهد الجمل مع عائشة. ويقال : إنه تزوج بنت الزبير وبنت أبي لهب (١).

[١٠١٥٦] يعلى بن حكيم الثّقفي

مكيّ سكن البصرة. وحدّث عن سعيد بن جبير ، وعكرمة ، وعمر بن عبد العزيز ، ومسلم بن يسار ، ونافع مولى ابن عمر ، وسليمان بن أبي عبد الله.

روى عنه حماد بن زيد ، وجرير بن حازم ، وقتادة ، ومحمّد بن ذكوان.

وقدم الشام على عمر بن عبد العزيز ، وبها مات. وقال : كانت أردية عمر بن عبد العزيز ستة أذرع وسبعا في سبعة أشبار.

قال محمّد بن ذكوان :

خرجت مع يعلى بن حكيم من باب المسجد الحرام ، باب [...](٢) فرأى الحبشان (٣) يبولون ، ثم يأتون المطهرة ، فيغمسون أيديهم فيها ، فقال : ألا ترى ما يصنع هؤلاء؟ قلت : بلى ، قال : خرجت مع سعيد بن جبير من هذا الباب ، فرأى الحبشان يصنعون كما تراهم ، فقال : يا يعلى ، ألا ترى ما يصنع هؤلاء؟ فقلت : بلى ، قال : فإني خرجت مع ابن عباس من هذا الباب ، فقال : يا سعيد ، ألا ترى ما يعمل هؤلاء؟ فقلت : بلى ، قال : فإني خرجت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرآهم يصنعون كما تراهم الآن ، فلم ينههم.

قال وهب بن جرير : حدّثني أبي قال (٤) :

__________________

(١) وقال الذهبي في سير الأعلام ٣ / ١٠١ : بقي إلى قريب الستين ، قال : فما أدري أتوفي قبل معاوية أو بعده.

وقال ابن حجر في الإصابة ٣ / ٦٦٨ ويدل على تأخر موته (يعني بعد صفين) أن النسائي أخرج من طريق عطاء عن يعلى بن أمية قال دخلت على عتبة بن أبي سفيان وهو في الموت ، فحدّثني عن أم حبيبة ، وقد ذكر خليفة وغيره أن عتبة مات سنة سبع وأربعين.

[١٠١٥٦] ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٠ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٥٣ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٤٥١ والجرح والتعديل ٩ / ٣٠٣ والتاريخ الكبير / ٤١٧ وطبقات القراء ٢ / ٣٩١.

(٢) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.

(٣) الحبشان واحده أحبش بضم الباء ، وهم جنس من السودان. وقال ابن دريد : «وقد جمعوا الحبش حبشانا ، وقالوا : الأحبش ، في معنى الحبش». (تاج العروس : حبش).

(٤) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٨٩ من طريق آخر عن جرير.

١٩٢

بعث إليّ يعلى بن حكيم بصحيفة ضخمة من الشام فيها مسائل ، فقال : سل عنها قتادة ، فسألته عنها ، فقال : إن ذا يكثر عليّ ، أو يشقّ علي ، فسل سعيد بن أبي عروبة عنها ، فإنّه قد روى حديثي ، ثم اعرضه عليّ ، قال : فسألت سعيدا ، ثم عرضته على قتادة ، فما غيّر منه إلّا يسير.

قال الحافظ أبو القاسم : كذا قال ، وأظنه : إلّا يسيرا.

قال المفضل بن غسان : حدّثنا أبو محمّد عن يحيى بن سعيد القطان قال :

لم يسمع قتادة من مسلم بن يسار ، ولم يسمع من نافع ، بينهما يعلى بن حكيم.

قال الدوري : سمعت يحيى بن معين يقول :

يعلى بن حكيم مكي ، ويعلى بن مسلم (١) مكي ، روى ابن جريج عن يعلى بن حكيم المكي ، وقد روى ابن جريج عن المغيرة بن حكيم الصنعاني وقد روى ابن جريج عن يعلى بن مسلم المكي.

قال أبو نصر الكلاباذي :

يعلى بن حكيم الثّقفي حدّث عن سعيد بن جبير ، وعكرمة ، روى عنه يحيى بن أبي كثير ، وجرير بن حازم ، وابن جريج في الصلاة والطلاق ... (٢) لم يحرم.

قال [أبو محمّد] بن أبي حاتم (٣) :

[يعلى بن حكيم الثّقفي روى عن سعيد بن جبير ، وعكرمة ، وسليمان بن أبي عبد الله ، روى عنه حماد بن زيد ، وجرير بن حازم ، سمعت أبي يقول ذلك.

أنا عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل فيما كتب إلي](٤) قال : قال أبي : يعلى بن حكيم : ثقة.

[ذكره أبي عن إسحاق بن منصور](٥) عن يحيى بن معين أنّه قال : يعلى بن حكيم ثقة.

__________________

(١) هو يعلى بن مسلم بن هرمز المكي ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٧٠.

(٢) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.

(٣) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٩ / ٣٠٣.

(٤) زيادة عن الجرح والتعديل.

(٥) زيادة عن الجرح والتعديل.

١٩٣

سألت أبي عن يعلى بن حكيم ، فقال : لا بأس به.

سئل أبو زرعة عن يعلى بن حكيم فقال : مكي ، ثقة كان يكون بالبصرة.

قال أبو محمّد بن خراش :

يعلى بن حكيم ، كان صدوقا ، روى عنه أيوب السختياني ، بلغني أنّه مات وهو غائب ، فجاء .... (١) أيوب على بابه ثلاثة أيام.

قال يعقوب بن سفيان (٢) : يعلى بن حكيم ، ويعلى بن مسلم مكّيان مستقيما الحديث.

[قال أبو عبد الله البخاري](٣) : [يعلى بن حكيم الثّقفي عن سعيد بن جبير وعكرمة ، ونافع نسبه زيد بن حباب عن جرير بن حازم ، سمع منه حماد بن زيد ، مات قبل أيوب](٤).

قال حماد بن زيد (٥) : جاء نعي يعلى بن حكيم ـ وكان مولى لثقيف ـ من الشام إلى أمّه ، ولم يكن له هاهنا أحد غيرها ، فكان أيوب يأتيها ثلاثة أيّام بالغداة والعشيّ ، فيقعد ، وتقعد معه. ولم يزل يصلها حتى ماتت. قال : وكانت تأتي منزله ، فتبيت عنده.

وفي رواية : قال (٦) :

مات يعلى بن حكيم بالشام ، وكان ينزل هاهنا في الجهاضمة فلم يدع [إلّا](٧) أمّا فكان أيوب يختلف إليها فيجلس على بابها ثلاثة أيام وتجتمع إليه.

وفي رواية : ولم تزل تختلف إلى أيوب ـ إلى منزله ـ وربما باتت حتى مات.

[١٠١٥٧] يعلى بن الضخم العنسي

كان على شرطة هشام بن عبد الملك ، بعد كعب بن حامد ، ذكره سعيد بن كثير بن عفير (٨).

__________________

(١) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.

(٢) الخبر في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٤٠.

(٣) زيادة للإيضاح.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن التاريخ الكبير ٨ / ٤١٧ ـ ٤١٨.

(٥) الخبر في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٠ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٤٥١ وانظر المعرفة والتاريخ ٢ / ٢٦٦ و ٣ / ٢٧.

(٦) المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٧.

(٧) سقطت من مختصر أبي شامة ، وزيدت عن المعرفة والتاريخ.

(٨) جاء في تاريخ خليفة ص ٣٦١ تحت عنوان : شرط هشام :

أقر كعب بن حامد العبسي ثلاث عشرة سنة ، ثم ولاه أرمينية ، وولى الشرط يزيد بن يعلى بن ضخم العبسي.

١٩٤

[١٠١٥٨] يعلى بن عطاء العامري

ـ ويقال : الليثي ـ الطائفي

نزيل واسط.

حدّث عن أبيه ، وجابر بن يزيد بن الأسود العامري ، ووكيع بن عدس ، ـ ويقال : حدّث ـ العقيلي ... من أهل دمشق. وسمع منه بها ، وعمارة بن حديد.

روى عنه : هشام بن حسان ، والثوري ، وشعبة ، وهشيم ، وأبو عوانة الوضاح ، وحماد بن سلمة ، والحكم بن فضيل.

ذكره خليفة (١) في الطبقة الثانية من تابعي أهل الطائف.

قال ابن سعد (٢) : يعلى بن عطاء مولى عبد الله بن عمرو بن العاص. وكان ثقة ، وكان من أهل الطائف ، وكان قدم واسط (٣) ، فأقام بها في أخر سلطان بني أمية. فسمع منه شعبة بن الحجاج ، وأبو عوانة وهشيم وأصحابهم.

قال الأثرم : سمعت أبا عبد الله أثنى عليه خيرا (٤).

وقال يحيى بن معين : هو ثقة (٥).

[قال ابن أبي حاتم](٦) :

[يعلى بن عطاء العامري ، طائفي ، نزل واسط ومات بها ، روى عن جابر بن يزيد بن الأسود ، وعن أبيه ، وعن وكيع بن عدس ، روى عنه هشام بن حسان ، والثوري ، وشعبة ، وهشيم ، وأبو عوانة والحكم بن فضيل ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

[١٠١٥٨] ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٥ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٥٤ والجرح والتعديل ٩ / ٣٠٢ والتاريخ الكبير ٨ / ٤١٥ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٤٥٢ والمعرفة والتاريخ ١ / ٢٩٢ طبقات خليفة ص ٥١٢.

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥١٢ رقم ٢٦٣٥.

(٢) انظر طبقات ابن سعد ٥ / ٥٢٠.

(٣) في مختصر أبي شامة : واسطا ، والمثبت عن ابن سعد.

(٤) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٦.

(٥) سير الأعلام ٥ / ٤٥٢ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٦.

(٦) زيادة للإيضاح.

١٩٥

ذكره أبي عن إسحاق بن منصور](١) عن يحيى بن معين أنه قال : يعلى بن عطاء ثقة.

سألت أبي عن يعلى بن عطاء فقال : صالح الحديث.

قال عباس الدوري : سمعت يحيى يقول : قد سمع هشيم من يعلى بن عطاء وكان صغيرا جدا (٢).

[قال أبو عبد الله البخاري](٣) :

يعلى بن عطاء العامري الطائفي ، عن أبيه ، روى عنه الثوري ، وشعبة ، وهشيم ، يقال : نزل واسط ، ومات بها سنة عشرين ومائة](٤).

حدّثنا حجاج عن شعبة قال :

قال لي يعلى بن عطاء :

أكتبك؟ قلت : لا ، قال : والله ما أفعل هذا بكل أحد ، وما أعرض هذا على كل أحد.

قال شعبة : ما كتبت عنه شيئا إلّا حديثين ما أحفظهما وما أحسن قراءتهما (٥).

قال شعبة وحدّثني يعلى بن عطاء ، عن أبيه :

أنّ رجلا أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستأذنه في الجهاد. قال شعبة : ولم يذكره عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، فتهاونت به ، فقال : لا تأخذ هذا عني ، عن أبي ، وقد ولد أبي لثلاث سنين بقين من خلافة عمر؟!

قال أبو داود : أخبرنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال : كان يحدّثني عن أبيه فيرسله ، لا يرويه عن أحد ، فقلت له : فأبوك عن من؟ قال : فيقول أنت لا تأخذ عن أبي ، وقد أدرك عثمان وأدرك كذا.

قال وكيع (٦) : حدّثنا شعبة قال : قال لي يعلى بن عطاء تعال حتى أملي عليك. كم

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح والتعديل ٩ / ٣٠٢.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٧.

(٣) زيادة للإيضاح.

(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن التاريخ الكبير ٨ / ٤١٥.

(٥) قول شعبة رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٧.

(٦) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٧.

١٩٦

تختلف ، فاختلفت حتى قرع (١) رأسي في الشمس.

وسئل الدارقطني عن يعلى بن عطاء عن أبي علقمة عن أبي هريرة؟ فقال : أبو علقمة لا نعرف اسمه ، ولا من هو ، ولكن نخرج هذا الحديث اعسارا (٢) حدث الأئمة عن يعلى.

قال علي بن المديني :

مات يعلى بن عطاء العامري الطائفي بواسط سنة عشرين ومائة (٣).

[١٠١٥٩] يعلى بن مرة بن وهب

ابن جابر أبو المرازم (٤) الثقفي

له صحبة.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث (٥).

روى عنه ابناه عبد الله وعثمان ، ابنا يعلى ، وعطاء بن السائب ، وسعيد بن أبي راشد ـ ويقال : راشد بن سعد ـ وأبو أشرس عياض السلمي ، وأبو ثابت أيمن بن ثابت ، وعبد الله بن حفص بن أبي عقيل الثقفي.

وقيل إنه قدم دمشق.

قال علي بن الجعد : أخبرنا قيس ، أخبرنا عطاء بن السائب عن عبد الله بن جعفر ، عن يعلى بن مرة قال (٦) :

مررت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا متخلّق (٧) ، فقال : «يا يعلى ، هل لك امرأة»؟ قلت : لا ، قال : «اذهب فاغسله ، ثم اغسله ، ثم اغسله ، ثم لا تعد». قال : فغسلته ، ثم غسلته ، ثم

__________________

(١) في مختصر أبي شامة : فرغ ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٢) كذا رسمها في مختصر أبي شامة.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٧ وسير الأعلام ٥ / ٤٥٢.

[١٠١٥٩] ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٩ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٥٥ وأسد الغابة ٤ / ٧٤٩ والإصابة ٣ / ٦٦٩ والاستيعاب ٣ / ٦٦٤ (هامش الإصابة).

(٤) مرازم بضم أوله وتخفيف الراء وكسر الزاي ، تقريب التهذيب وضبطها ابن حجر في الإصابة : بفتح الميم والراء وكسر الزاي.

(٥) زيد في تهذيب الكمال : وعن علي بن أبي طالب ، وعن أبيه مرة.

(٦) الخبر في طبقات ابن سعد ٦ / ٤٠ وانظر كنز العمال رقم ١٧٣٥٦.

(٧) يعني متطيب بالخلوق ، والخلوق بفتح الخاء وضم اللام : طيب معروف.

١٩٧

غسلته ، ثم لم أعد ـ وفي رواية : فغسلته ثم أتيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «طيب الرجال ما ظهر ريحه ، وخفي لونه ، وطيب النساء ما ظهر لونه ، وخفي ريحه» (١) [١٤٤٢٦].

وفي رواية قال : اغتسلت ، وتخلّقت بخلوق ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمسح وجوهنا ، فلمّا دنا مني جعل يجافي يده عن الخلوق ، فلمّا فرغ قال : «يا يعلى ، ما حملك على الخلوق؟ أتزوجت؟» قلت : لا ، قال : «اذهب ، فاغسله». قال : فمررت على ركيّة (٢) ، فجعلت أقع فيها ، ثم جعلت أتدلّك بالتراب حتى ذهب [١٤٤٢٧].

وقلب بعض الرواة اسم الراوي له عن يعلى بن مرة ، قال : حفص بن عبد الله ، وإنما هو : عبد الله بن حفص ، وقال بعضهم : عن أبي عمرو بن حفص أو أبي حفص بن عمرو.

وقال أحمد بن حنبل : حدّثنا عبيدة بن حميد ، حدّثني عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده يعلى قال : اغتسل ، فذكر لفظ الرواية الأخيرة التي تقدمت.

قال الدوري :

سمعت يحيى بن معين يقول : يعلى بن مرة هو يعلى بن سيابة (٣) ، يقولون : سيابة أمه ، كنيته أبو المرازم ، قال : وقد روى عطاء بن السائب عن يعلى بن مرة ولم يسمع منه.

وقال ابن البرقي :

ويعلى بن مرة له خمسة أحاديث.

وذكره ابن سعد (٤) في تسمية من نزل الكوفة من الصحابة ، وقال في الكبير في الطبقة الثالثة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من ثقيف :

يعلى بن مرة ، أسلم ، وشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحديبية ، وبيعة الرضوان ، وخيبر ، وفتح مكّة ، والطائف ، وحنينا. وكان فاضلا. وأمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الطائف بقطع أعناب ثقيف ، وقال : «من قطع حبلة (٥) فله كذا وكذا من الأجر» [١٤٤٢٨].

وقال عيينة بن حصن ليعلى بن مرة : اقطع ولك أجري ، فقطع خمس حبلات ، ثم

__________________

(١) كنز العمال رقم ١٧٣٣٧.

(٢) الركية : البئر.

(٣) الإصابة ٣ / ٦٦٩ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٩.

(٤) انظر طبقات ابن سعد ٦ / ٤٠ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٩ والإصابة ٣ / ٦٦٩.

(٥) الحبلة : بفتح الحاء والباء ، الأصل أو القضيب من شجر الأعناب.

١٩٨

أخبر عيينة فقال : لك النار. فبلغ ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «عيينة أولى بالنار» (١) [١٤٤٢٩].

وقال البخاري (٢) :

يعلى بن مرة الثقفي له صحبة [قال يحيى : كنيته أبو المرازم](٣).

قال عبد الله : حدّثني معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن يعلى بن مرة : خرجنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدعينا لطعام (٤) ، فذكر حديثا.

قال : وقال عفان (٥) عن وهيب (٦) عن [عبد الله] بن خيثم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلى عن النبي ، والأول أصح.

قال ابن أبي حاتم (٧) :

[يعلى بن سيابة الثقفي له صحبة](٨) روى عنه المنهال بن عمرو ، وعطاء بن السائب ، ومحمود بن أبي جبيرة ، ويقال : محمّد بن [أبي](٩) جبيرة [سمعت أبي يقول ذلك](١٠).

[وقال أبو محمّد بن أبي حاتم أيضا في ترجمة بعدها](١١) :

[يعلى بن مرة الثقفي له صحبة روى عنه راشد بن سعد ، وابنه عبد الله بن يعلى ، وعبد الله بن حفص ، سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول : قال يحيى بن معين : كنيته أبو المرازم](١٢).

وقال أبو القاسم البغوي :

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٩.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ٤١٤.

(٣) الزيادة عن التاريخ الكبير.

(٤) عن التاريخ الكبير ، وفي مختصر أبي شامة : إلى طعام.

(٥) في مختصر أبي شامة : عثمان ، والمثبت عن التاريخ الكبير.

(٦) في مختصر أبي شامة : وهب ، والمثبت عن التاريخ الكبير.

(٧) الجرح والتعديل ٩ / ٣٠١ رقم ١٢٩٤.

(٨) الزيادة عن الجرح والتعديل.

(٩) زيادة عن الجرح والتعديل.

(١٠) زيادة عن الجرح والتعديل.

(١١) زيادة للإيضاح.

(١٢) ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح والتعديل ٩ / ٣٠١ ترجمة رقم ١٢٩٥.

١٩٩

يعلى بن مرة الثقفي سكن الكوفة.

وقال أبو أحمد الحاكم : عداده في البصريين ، ويقال : له دار بالبصرة.

وقال موسى ، حدّثنا أبان ، حدّثنا عاصم ، عن محمّد بن أبي جبيرة عن يعلى بن سيابة الثقفي [قال] :

كنت مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا وديّتان (١) ، فأمرهما أن تجتمعا ، فاجتمعتا ، فقضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حاجته ، واستتر بهما ، ثم قال : «ارجعا إلى ما كنتما». فأتيته بإداوة من ماء ، فتوضأ ، قال : «انطلق إلى البقيع» ، فأتى على قبرين ، فقال : «يعذبان» ، الحديث [١٤٤٣٠].

[١٠١٦٠] يعمر بن مسعود

أحد صحابة عمر بن عبد العزيز.

حكى عن عمر.

حكى عنه أبو عبد الله معاوية بن عبيد الله بن يسار الأشعري الوزير (٢).

قال بقي بن مخلد ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدّثنا منصور بن أبي مزاحم ، حدّثني معاوية بن عبيد الله عن يعمر بن مسعود قال :

صلّيت مع عمر بن عبد العزيز ، فقال لي : إنّ عندنا مالا من مال سهم المؤلفة قلوبهم ، وقد استخرت الله تعالى في ذلك ، فرأيت أن أبعث به إلى من بمرعش (٣) ، ورعبان (٤) ، وزلول (٥) ، ونحوها من الصقالبة (٦) ، ومن أسلم حديثا. فبعث معي ، ومع رجل آخر من حرسه بوقر (٧) أو وقرين مالا ، وأمرنا أن نقسمه فيهم.

__________________

(١) الودية : النخلة الصغيرة.

(٢) ترجمته في سير الأعلام ٧ / ٣٩٨.

(٣) مرعش : بالفتح ثم السكون والعين مهملة مفتوحة مدينة في الثغور بين الشام وبلاد الروم (معجم البلدان).

(٤) رعبان بفتح أوله وسكون ثانيه : مدينة بالثغور بين حلب وسميساط قرب الفرات معدودة في العواصم (معجم البلدان ٣ / ٥١).

(٥) زلول بفتح أوله ، مدينة في شرقي أزيلي بالمغرب (معجم البلدان).

(٦) الصقالبة : أجناس مختلفة مساكنهم بالحربي إلى شلو في المغرب. قاله المسعودي. وقال أبو منصور : الصقالبة جيل حمر الألوان صهب الشعور يتاخمون بلاد الخزر في أعالي جبال الروم. وقيل : الصقالبة بلاد بين بلغار والقسطنطينية تنسب إليهم الخرم الصقالبة (انظر معجم البلدان ٣ / ٤١٦).

(٧) الوقر : بالكسر : الحمل الثقيل ، وقيل الثقل الذي يحمل على ظهر أو رأس. ج أوقار قال ابن سيده : وأكثر ما يستعمل الوقر في حمل البغل والحمار (تاج العروس : وقر).

٢٠٠