تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣١٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

«ما أكل العبد طعاما أحبّ إلى الله من كدّ يده ، ومن بات كالا من عمله بات (١) مغفورا له» (٢) [١٤٤١٨].

[١٠١٢٨] يعقوب بن سفيان بن جوان

أبو يوسف بن أبي معاوية الفارسي الفسوي الحافظ

قدم دمشق غير مرة. سمع بها : جنادة بن محمّد ، وصفوان بن صالح ، وهشام بن عمار ، ودحيما ، والوليد بن عتبة ، والعباس بن الوليد بن صبح ، وأبا الجماهر (٣) محمّد بن عثمان ، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان ، وسليمان بن عبد الرّحمن وغير هم الدمشقيين ، وعبد الحميد بن بكار البيروتي ، وروى عنهم وعن سعيد بن منصور ، وأبي عاصم النبيل ، ومكي بن إبراهيم ، وسليمان بن حرب ، وعمرو بن مرزوق ، وعبد الله بن صالح ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وأبي النعمان محمد بن الفضل عارم ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، وعبيد الله بن موسى العبسي وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وعبد العزيز بن أبي ثابت ، وعبد الله بن مسلم القعنبي وجماعة سواهم.

وقد ذكر أسماء شيوخه. وروى عن كل واحد منهم حديثا في أربعة أجزاء.

روى عنه أبو عبد الرّحمن النسائي في سننه ، وأبو بكر بن أبي داود ، وعبد الله بن جعفر بن درستويه ، والحسن بن سفيان ، وإبراهيم بن أبي طالب ، وأبو العباس السراج ، وعبد الرّحمن بن يوسف بن خراش ، وأبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، وأبو عوانة الأسفراييني ، وغيرهم.

وصنّف كتاب «التاريخ والمعرفة» فأكثر فائدته ، وصنّف غيره من الكتب. وكان كثير الشيوخ واسع الرحلة.

__________________

(١) في مختصر أبي شامة : مات.

(٢) كنز العمال رقم ٩٢٢٨.

[١٠١٢٨] ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٢٥ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٤٣ والجرح والتعديل ٩ / ٢٠٨ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨٢ والعبر ٢ / ٥٨ وطبقات القراء لابن الجزري ٢ / ٣٩٠ وشذرات الذهب ٢ / ١٧١ والبداية والنهاية ١١ / ٥٩ واللباب ٢ / ٤٣٢. والفسوي بفتح الفاء والسين هذه النسبة إلى فسا ، وهي مدينة من بلاد فارس.

(٣) تحرفت في مختصر أبي شامة : الجماهير.

١٦١

وقال (١) : خرجت في هذه السنة يعني سنة تسع عشرة ومائتين سمعت من آدم بن أبي إياس ومن أبي اليمان ، والوحاظي ، ومشايخ فلسطين ، ودمشق ، وحمص ، وصدرت من سنة إحدى وأربعين إلى فلسطين ، وقدمت عسقلان ، وسمعت هشام بن عمار في سنة اثنتين وأربعين ومائتين ، يقول : فذكر عنه حكاية.

قال ابن يونس (٢) :

يعقوب بن سفيان الفسوي ، قدم مصر سنة تسع وعشرين ومائتين وكان قد قدمها قدمة أولى قبل قدمته هذه ، وكتب عنه بمصر ، وكانت بوفاته بالبصرة.

قال الحاكم أبو عبد الله (٣) [الحافظ : يعقوب بن سفيان](٤) هو إمام أهل الحديث بفارس ، قدم نيسابور ، وأقام بها سنين وسمع منه مشايخنا : إبراهيم بن أبي طالب ، والحسين بن محمّد بن زياد ، وأبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي وغيرهم. فأما سماعه ورحلته وأفراد حديثه فأكثر من أن يمكن ذكرها في هذا الموضع.

[قال أبو محمّد بن أبي حاتم](٥) :

[يعقوب بن سفيان بن جوان (٦) الفارسي مات سنة سبع وسبعين ومائتين روى عن أبي عاصم النبيل ، ومكي بن إبراهيم ، وسليمان بن حرب ، ومحمّد بن كثير ، وعمرو بن مرزوق ، وعبد الله بن صالح ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، روى عنه محمّد بن إسحاق الصاغاني ، والحسن بن سفيان الفسوي ، وعبد الله بن أبي داود السجستاني](٧).

قال : [أبو](٨) إسحاق بن حمزة (٩) : سمعت أبي يقول : كنت رحلت إلى يعقوب بن

__________________

(١) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٢٩ وسير الأعلام ١٣ / ١٨١.

(٢) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٢٩ عن أبي سعيد بن يونس.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٢٩.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال.

(٥) زيادة للإيضاح.

(٦) جوان قيده الأمير بضم الجيم ، راجع الاكمال لابن ماكولا ٣ / ٢٠١.

(٧) ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح والتعديل ٩ / ٢٠٨.

(٨) سقطت من مختصر أبي شامة.

(٩) الخبر من هذا الطريق رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٠ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ١١.

١٦٢

سفيان ، فبقيت عنده ستة أشهر ، فقلت له : طال مقامي عندك ، ولي والدة ، فقال لي يعقوب : رددت الباب على والدتي ثلاثين سنة.

قال يعقوب بن سفيان : كتبت عن ألف شيخ وكسر ، كلهم ثقات (١).

روى عن حاتم القزّاز بسنده إلى أبي بكر الصّدّيق (٢) :

أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا أراد أمرا قال : «اللهم خر لي واختر لي» [١٤٤١٩].

قال يعقوب بن سفيان (٣) :

كنت في رحلتي في طلب الحديث ، فدخلت إلى بعض المدن ، فصادفت بها شيخا احتجت إلى الإقامة عليه للاستكثار منه ، وكانت نفقتي قد قلّت ، وقد بعدت عن بلدي ووطني ، فكنت أدمن الكتبة ليلا ، وأقرأ عليه نهارا ، فلمّا كان ذات ليلة كنت جالسا أنسخ في السراج ، وكان شتاء ، وقد تصرّم الليل ، فنزل الماء في عينيّ ، فلم أبصر السراج ، ولا الكتب ، ولا البيت ، ولا النسخ الذي كان في يدي ، فبكيت على نفسي ، لانقطاعي عن بلدي ، وعلى ما فاتني من العلم الذي كتبت ، وما يفوتني مما كنت عزمت على كتبه. فاشتد بكائي حتى انثنيت على جنبي ، فحملتني (٤) عيناي ، فرأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم ، فناداني : «يا يعقوب بن سفيان ، لم أنت كئيب؟» فقلت : يا رسول الله ، ذهب بصري ، فتحسّرت على ما فاتني من كتب سنّتك ، وعلى الانقطاع عن بلدي ، فقال : ادن مني ، فدنوت منه ، فأمرّ يده على عينيّ ، كأنه يقرأ عليهما ، ثم استيقظت ، فأبصرت ، وأخذت نسخي ، وقعدت في السراج أكتب.

قال محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدّثنا أبو زرعة الدمشقي قال (٥) :

قدم علينا رجلان من نبلاء الناس ، أحدهما وأرحلهما (٦) يعقوب بن سفيان أبو يوسف ، يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلا. وذكر الثاني : يريد حرب (٧) بن إسماعيل ، فقال : هو

__________________

(١) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٨١ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣١.

(٢) رواه الذهبي في سير الأعلام ١٣ / ١٨٤.

(٣) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٤٣٦ (حوادث سنة ٢٧٧) نقلا عن ابن عساكر ـ باختلاف الرواية ـ ورواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٠ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ١٨١ ـ ١٨٢.

(٤) في البداية والنهاية : غلبتني عيني.

(٥) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٠ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ١٨٢.

(٦) كذا رسمها في مختصر أبي شامة ، وفي تهذيب الكمال : «أرجلهما» وفي سير الأعلام «أجلهما».

(٧) في سير الأعلام : وذكر الثاني : حرب بن إسماعيل الكرماني.

١٦٣

من الكتاب عني (١). وكان أبو يوسف يجيئني (٢) في التاريخ ، ينتخب منه ، وكان نبيلا جليل القدر. فبينا أنا قاعد في المسجد إذ جاءني رجل من أهل خراسان ، فقعد إلى جنبي ، فقال : أنت أبو زرعة؟ قلت : نعم ، فجعل يسألني عن هذه الدقائق ، فقلت له : من أين جمعت هذه؟ فقال : هذه كتبناها عن أبي يوسف يعقوب بن سفيان [الفارسي عنك](٣).

قال الحاكم أبو عبد الله (٤) :

قرأت بخط أبي عمرو المستملي : حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفارسي بنيسابور في مجلس محمّد بن يحيى سنة إحدى وأربعين ومائة.

قال أبو بكر الإسماعيلي أخبرنا محمّد بن داود بن دينار الفارسي : حدّثنا يعقوب بن سفيان العبد الصالح بحديث ذكره (٥).

قال أبو عبد الرّحمن النسائي : أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفارسي لا بأس به (٦).

قال أبو ذر عبد بن أحمد (٧) سمعت أبا بكر أحمد بن عبدان يقول (٨) :

لمّا قدم يعقوب بن الليث ، صاحب خراسان ، فارس أخبر أن هناك رجلا يتكلم في عثمان بن عفان ـ رضي‌الله‌عنه ـ وأراد بالرجل يعقوب بن سفيان الفسوي ، فإنه كان يتشيّع ـ فأمر بإشخاصه من فسا إلى شيراز ، فلمّا أن قدم علم (٩) الوزير ما وقع في قلب السلطان ، فقال : أيها الأمير (١٠) ، إن هذا الرجل قد قدم ، ولا يتكلم في أبي محمّد عثمان بن عفان شيخنا ـ يريد السّجزي ـ وإنما يتكلم في عثمان بن عفان صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلمّا سمع ذلك قال : ما لي ولأصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟! توهّمت أنه يتكلم في عثمان بن عفان السّجزي. فلم يعرض له.

__________________

(١) إلى هنا ينتهي الخبر في سير الأعلام.

(٢) في تهذيب الكمال : يحسبني.

(٣) الزيادة للإيضاح عن تهذيب الكمال.

(٤) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٠.

(٥) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣١ وسير الأعلام ١٣ / ١٨٢.

(٦) سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٨١ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٤٢٩.

(٧) يعني عبد ابن أحمد بن محمد بن عبد الله ، ابن السماك ، أبو ذر الهروي ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٥٥٤.

(٨) الخبر رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٤٣٧ نقلا عن ابن عساكر ، والذهبي في سير الأعلام ١٣ / ١٨٢.

(٩) في مختصر أبي شامة : «على» والمثبت عن سير الأعلام.

(١٠) في سير الأعلام : الملك.

١٦٤

قال أبو نعيم : سمعت أبا محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيان يقول : سمعت أحمد بن محمود بن صبيح يقول (١) : وفيها يعني سنة سبع وسبعين ومائتين مات يعقوب بن سفيان بفسا وكان بين موت يعقوب وأبي حاتم شهر فقدم موت يعقوب على أبي حاتم.

قال عبدان بن محمّد المروزي (٢) : رأيت يعقوب بن سفيان في النوم ، فقلت : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي ، وأمرني أن أحدّث في السماء ، كما كنت أحدث في الأرض ، فحدثت في السماء الرابعة ، فاجتمع عليّ الملائكة ، واستملى عليّ جبريل ، وكتبوا بأقلام من ذهب.

وقال يعقوب بن سفيان : القلم إذا كان دون الأصبعين يوجع الكبد.

[روي عن أبي الحسن النعمان بن أحمد القاضي بمصر ، قال : مات أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي ، وكان ممن لم تر عيناي مثله ، فرأيته في المنام ، فقلت له : يا أبا يوسف ما فعل الله بك؟ قال : أحسن إليّ ، فقلت له : أغفر لك؟ قال : نعم غفر لي ، قلت : أفأدخلك الجنة؟ قال : نعم أدخلني الجنّة ، فقلت له : أفأكلت من ثمارها؟ قال : نعم أكلت من ثمارها ، فقلت : رأيت رب العزّة؟ قال : لا ، ولكن سمعته يقرأ : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ)](٣).

[١٠١٢٩] يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن الوليد بن المغيرة

ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي

أخو أيوب (٤) ، ووالد أم سلمة زوج مسلمة بن هشام بن عبد الملك التي خلف عليها أبو العباس السفاح. وفد يعقوب على هشام.

قال محمّد بن علي الكوفي :

كان من شأن زيد بن علي وسبب قتله (٥) ، أنّه وداود بن علي بن عبد الله بن عباس قدما على خالد بن عبد الله القسري زائرين له ، وهو عامل لهشام بن عبد الملك على

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٢ وسير الأعلام ١٣ / ١٨٣.

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣١.

(٣) استدرك الخبر السابق عن تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣١.

(٤) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣٣٠.

(٥) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٦٠ و ٦١ وأنساب الأشراف ٣ / ٤٢٩.

١٦٥

العراق ، فوصلهما خالد ، وأحسن جائزتهما ، وانصرفا إلى الحجاز. ثم إن خالدا عزل عن العراق ، وولّى مكانه يوسف بن عمر الثقفي ، وطالب خالد بن عبد الله بالأموال ، وحبسه ، وغلظ عليه وعلى كتّابه ، وعماله. وبلغه أن زيد بن علي ، وداود بن علي كانا صارا إلى خالد ، وأن خالدا دفع إليهما مالا عظيما على جهة الوديعة ، فكتب يوسف بذلك إلى هشام ، فأشخصهما هشام إليه ، وسألهما عن ذلك ، فأنكرا. وقد كان بلّغ هشام أنّ خالدا استودع يعقوب (١) بن سلمة [بن](٢) عبد الله المخزومي مالا ، فأحضره بحضرة زيد وداود ، وسأله عن المال كما سألهما ، فأنكر ، فأمرهم جميعا بالنهوض ، فلمّا خرجوا ، وكانوا ببابه خرج إليه حاجبه ، فقال : إن أمير المؤمنين أمرني أن أستحلفك يا يعقوب بن سلمة ما لخالد عندك مال؟ قال : أقبل. فاستحلفه ، وصدّقه ، وقال لزيد بن علي ، وداود بن علي : إن أمير المؤمنين أمرني بإشخاصكما إلى يوسف بن عمر ، فقالا : وكيف يكون حكمان في أمر واحد؟ فدخل الآذن على هشام ، فأعلمه ، فقال : قل لهما : نعم ، حكمان في أمر واحد ، فقال زيد : إنّ ما كره قوم قطّ الموت إلّا ذلّوا. وشخصا إلى يوسف.

وقد روي أن الذي اتهم بمال خالد أخوه أيوب بن سلمة.

[١٠١٣٠] يعقوب بن سميع أبو يوسف الطائي

حكى عنه أبو الميمون بن راشد البجلي ، واسمه عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر (٣).

[١٠١٣١] يعقوب بن طلحة بن عبيد الله

ابن عثمان القرشي التيمي المدني

حكى عن علي بن أبي طالب.

روى عنه : بكير بن عبد الله بن الأشج.

__________________

(١) كذا في هذه الرواية ، وفي المصدرين المتقدمين : أيوب بن سلمة المخزومي ، وهو أخوه.

(٢) سقطت اللفظة من مختصر أبي شامة.

(٣) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٣٣.

[١٠١٣١] ترجمته في نسب قريش ص ٢٨٢ وطبقات خليفة ص ٤٠٨ رقم ١٩٩٦ وطبقات ابن سعد ٥ / ١٦٥ والأغاني ١٤ / ٢٤٠.

١٦٦

قيل إنه وفد على عبد الملك بن مروان.

قال سعيد : حدّثنا ابن لهيعة عن بكير عن يعقوب بن طلحة بن عبيد الله قال : قلت لعلي بن أبي طالب :

أرأيت الرجل إذا مات من يرث ماله ، الحيّ أم الميت؟ فقال علي : لا بل يرث ماله الحي ، قلت : فإن طلحة قد قتل (١) ، وإنّما مال طلحة لبنيه ، وإنما أخذت أموالنا ، وليس بمال طلحة. قال : ففاضت عيناه ، ثم مسح دموعه ، فقال : كيف قلت؟ قال : قلت : ما سمعت؟ فقال علي : أجل والله إذن ، إنه لمالكم ، ولكني بين ظهراني قوم لست أعلم بهم منك ، وإني والله لو أعطيتك مال طلحة لقالوا (٢) : أقتل طلحة حلال ، وماله حرام؟ ولكن أنظرني حتى ينسى ذلك فأدفعه إليه (٣). وإنما هو مالكم.

قال ابن سعد (٤) : في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة :

يعقوب بن طلحة بن عبيد الله. وكان سخيّا (٥) جوادا. قتل يوم الحرّة في ذي الحجّة سنة ثلاث وستين ، وجاء بمقتله ومصاب أهل الحرة إلى الكوفة الكروس بن زيد الطائي ، ففي ذلك يقول عبد الله بن الزبير الأسدي (٦) :

لعمري لقد جاء الكروس كاظما

على خبر للمسلمين وجيع (٧)

حديث أتاني عن لؤي بن غالب

فما رقأت ليل التّمام دموعي

__________________

(١) قتل طلحة بن عبيد الله يوم الجمل ، رماه مروان بن الحكم في ركبته ، فأصابه ، فقتله ، راجع طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٣.

(٢) في مختصر أبي شامة : لقاتلوا ، ولعل الصواب ما أثبت.

(٣) في رواية في طبقات ابن سعد ٣ / ٢٢٥ قال : أما مالك فهو معزول في بيت المال ، فاغد إلى مالك فخذه. وقد طلبه ابن لطلحة من عليّ.

وفي رواية أخرى ٣ / ٢٢٤ مع عمران بن طلحة ، قال له علي : إنا لم نقبض أرضكم هذه السنين ونحن نريد أن نأخذها ، إنما أخذناها مخافة أن ينتهبها الناس.

(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ١٦٥.

(٥) في مختصر أبي شامة : شيخا ، والمثبت عن طبقات ابن سعد.

(٦) الأبيات في طبقات ابن سعد ٥ / ١٦٥ والأغاني ١٤ / ٢٤٠ ـ ٢٤١ في أخبار عبد الله بن الزبير الأسدي وبعضها في نسب قريش ص ٢٨٢.

(٧) عجزه في الأغاني : على أمر سوء حين شاع فظيع.

١٦٧

يخبر أن لم يبق إلّا أرامل

وإلّا دم قد سال كل مريع (١)

قروم تلاقت من قريش فأنهلت

بأصهب من ماء السّمام نقيع

فكم حول سلع (٢) من عجوز مصابة

وأبيض فيّاض اليدين صريع

طلوع ثنايا المجد سام بطرفه

قبيل تلاقيهم أشمّ منيع

وذي سنة لم يبد (٣) للشمس قبلها

وذي صعوة (٤) غضّ العظام رضيع

شباب كيعقوب بن طلحة (٥) أقفرت

منازله (٦) من رومة (٧) فبقيع (٨)

فو الله ما هذا بعيش فيشتهى (٩)

هنيّ ولا موت يريح سريع

قال ابن سعد :

وأم يعقوب بن طلحة وأخويه : إسماعيل وإسحاق أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف (١٠).

قال أحمد بن محمّد بن أيوب المغيري :

وقدّم ـ يعني مسرفا (١١) ـ معقل بن سنان الأشجعيّ (١٢) صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فضرب عنقه صبرا ، وقدّم الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، فضرب عنقه صبرا ، وقتل أبا بكر بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وأبا بكر بن عبد الله بن

__________________

(١) الريع : مسيل الوادي من كل مكان مرتفع.

(٢) سلع : جبل بسوق المدينة ، وقيل : موضع بقرب المدينة (راجع معجم البلدان).

(٣) في طبقات ابن سعد : لم يبق.

(٤) في طبقات ابن سعد : صغوة. والصعوة : صغار العصافير.

(٥) في الأغاني :

نعى أسرة يعقوب منهم فأقفرت

(٦) في الأغاني : منازلهم.

(٧) رومة : أرض بالمدينة فيها بئر رومة.

(٨) والبقيع : مقبرة أهل المدينة.

(٩) صدره في الأغاني :

لعمرك ما هذا بعيش فيبتغى

(١٠) رواه طبقات في الطبقات الكبرى ٣ / ٢١٤ ونظر نسب قريش للمصعب ص ٢٨٢.

(١١) يعني مسلم بن عقبة بن رباح المري ، قائد جيش يزيد بن معاوية الذي أرسله إلى المدينة. انظر تفاصيل وقعة الحرة التي جرت سنة ٦٣ في الإمامة والسياسة. وكتب التاريخ العامة.

(١٢) معقل بن سنان بن مظهر بن عركي أبو محمد الأشجعي ، انظر ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٢٥٣.

١٦٨

عمر بن الخطاب ، ويعقوب بن طلحة بن عبيد الله ، وابني زينب ربيبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فضرب أعناقهم صبرا.

[قال خليفة بن خياط](١) :

[ومن بني تيم بن مرة بن كعب بن لؤي : يعقوب بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كلب بن سعد بن تيم بن مرة ، أمه أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين](٢).

[١٠١٣٢] يعقوب بن عبد الله بن جعدة بن هبيرة

ابن أبي وهب القرشي المخزومي المدني

سمع سعيد بن المسيب ، وعمر بن عبد العزيز ، ويعقوب بن عتبة.

روى عنه ابنه عمران بن يعقوب ، وعبد الله بن عبد الله الأموي ، وعثمان بن عبد الرّحمن الحراني.

كان بالشام لما مات سليمان بن عبد الملك. وقال : فيمن [...](٣) سليمان في قبره ، فلما وضعناه على أيدينا انتفض فقال ابنه : عاش أبي والله ، فقال عمر بن عبد العزيز : استعجل بأبيك والله.

[قال أبو عبد الله البخاري] : [يعقوب بن عبد الله بن جعدة بن هبيرة ، سمع سعيد بن المسيب.

روى عنه عبد الله بن عبد الله الأموي](٤).

[قال أبو محمّد ابن أبي حاتم] : [يعقوب بن عبد الله بن جعدة بن هبيرة روى عن عمر بن عبد العزيز ، وسعيد بن المسيب ، ويعقوب بن عتبة. روى عنه عثمان بن عبد الرّحمن الحراني ، وعبد الله بن عبد الله الأموي ، سمعت أبي يقول ذلك](٥).

__________________

(١) زيادة للإيضاح.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن طبقات خليفة ص ٤٠٨ رقم ١٩٩٦.

[١٠١٣٢] ترجمته في الجرح والتعديل ٩ / ٣٩١ والتاريخ الكبير ٨ / ٢٠٩.

(٣) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.

(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن التاريخ الكبير ٨ / ٣٩١.

(٥) ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح والتعديل ٩ / ٢٠٩.

١٦٩

[١٠١٣٣] يعقوب بن عبد الرّحمن بن سليم الكلبي

من أهل دمشق.

ممن قام في قتل الوليد بن يزيد.

حكى عنه النضر بن يحيى بن معرور الكلبي.

بعثه يزيد بن الوليد بن عبد الملك إلى مروان بن محمّد ليأخذ له بيعته ، فمات يزيد قبل أن يبايع له مروان ، وقيل : بعث إليه بالبيعة ، ثم بلغه موته ، فرد الرسل من الطريق.

قال خليفة (١) : حمل يزيد الأموال على العجل إلى باب المضمار ، وعقد لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ، ونادى مناديه : من انتدب إلى الوليد فله ألفان ، فانتدب معه ألفا رجل ، وضم مع عبد العزيز بن الحجاج يعقوب بن عبد الرّحمن بن سليم ومنصور بن جمهور.

[١٠١٣٤] يعقوب بن عبيد أبي محمّد

ابن أبي موسى أبو يوسف النهرتيري

سمع بدمشق وغيرها : أبا مسهر ، وهشام بن عمار ، وعلي بن عاصم ، ويزيد بن هارون ، وأبا عاصم النبيل ، ووكيع بن الجراح ، وأبا أسامة ، وعيسى بن حماد ، زغبة ، وغيرهم.

روى عنه : أبو بكر بن أبي الدنيا ، وأبو أحمد محمّد بن محمّد المطرز ، ومحمّد بن مخلد العطار ، وعبد الله بن محمّد بن إسحاق المروزي ، وأبو بكر بن أبي داود.

سكن بغداد وحدّث فيها.

قال ابن أبي حاتم (٢) : [يعقوب بن عبيد النهرتيري ، بغدادي ، روى عن أبي أسامة ،

__________________

[١٠١٣٣] ذكره خليفة بن خيّاط في تاريخه ص ٣٦٤ و ٤١٩.

(١) الخبر رواه خليفة بن خيّاط في تاريخه ص ٣٦٣ ـ ٣٦٤.

[١٠١٣٤] ترجمته في الجرح والتعديل ٩ / ٢١٠ وتاريخ بغداد ١٤ / ٢٨٠ والأنساب (النهرتيري) وسير الأعلام ١٢ / ٣٣٨. النهرتيري هذه النسبة إلى نهرتيرى بكسر التاء وراء مفتوحة. بلد من نواحي الأهواز (معجم البلدان).

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٩ / ٢١٠.

١٧٠

وإسحاق بن سليمان الرازي ، وعلي بن عاصم ، وأبي زيد الهروي ، وأبي عاصم النبيل ،](١) سمعت منه مع أبي ، وهو صدوق.

[قال أبو بكر الخطيب](٢) :

[أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا يعقوب بن عبيد النهرتيري حدّثنا أبو عاصم حدّثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : ما كنا نرى ، بالمزارعة بأسا حتى سمعت رافع بن خديج يقول نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنها](٣).

مات في شوال سنة إحدى وستين ومائتين.

وقال : قرأت على حائط الإسكندرية مكتوبا :

لعمرك ما للمرء كالرب حافظ

ولا شك مثل المرء للمرء واعظ

لسانك لا يلقيك في الغي لفظه

فإنك مأخوذ بما أنت لافظ

[قال الذهبي : مات في عشر التسعين ، رحمه‌الله](٤).

[١٠١٣٥] يعقوب بن عتبة بن المغيرة

ابن الأخنس بن شريق الثقفي

حليف بني زهرة. من أهل المدينة. رأى السائب بن يزيد ، وحدّث عن عكرمة مولى ابن عباس ، وعروة بن الزبير ، ويزيد بن هرمز ، وأبي غطفان [بن طريف المري].

روى عنه : محمّد بن إسحاق ، وإبراهيم بن سعد ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وغيرهم.

قدم الشام ، وقال : رأيت السائب بن يزيد يركب بميثرة (٥) حمراء. وقال : صحبت

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من مختصر أبي شامة واستدرك عن الجرح والتعديل.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ١٤ / ٢٨٠.

(٤) زيادة عن سير الأعلام ١٢ / ٣٣٨.

[١٠١٣٥] ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٤٠ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٤٧ وسير أعلام النبلاء ٦ / ١٢٤ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٨٩ والجرح والتعديل ٩ / ٢١١ وطبقات خليفة ص ٤٥٨ رقم ٢٣٣٧.

(٥) الميثرة : هنة كهيئة المرفقة تتخذ للسرج ، وهي المواثر والمياثر. قال أبو عبيد : وأما المياثر الحمر التي جاء فيها النهي ، فإنها كانت من مراكب الأعاجم من ديباج أو حرير. (اللسان).

١٧١

عمر بن عبد العزيز إلى الشام ، فو الله ما رأيت ساقيه ، ولا صدره جهرا ، وكان إذا اجتهد يمينه قال : ليس في ذلكم من شيء.

قال ابن سعد (١) : في الطبقة الرابعة من تابعي أهل المدينة : يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، واسمه أبي ، بن شريق ، وكان يعقوب ثقة وله أحاديث كثيرة ورواية وعلم بالسيرة وغير ذلك.

قال محمّد بن عثمان : حدّث عن عمر بن عبد العزيز ، وعطاء بن سيار.

قال ابن أبي حاتم : سئل أبي عنه ، فقال : ثقة (٢).

قال عثمان بن سعيد الدارمي : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن يعقوب بن عتبة كتب حديثه؟ قال : هو ثقة (٣).

[قال ابن أبي حاتم](٤) : [يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي ، حلف لبني زهرة حجازي ، روى عن عكرمة ، ويزيد بن هرمز ، وأبي غطفان. روى عنه محمّد بن إسحاق ، وإبراهيم بن سعد. سمعت أبي يقول ذلك.

[قال أبو محمّد :] سمعت أبي يقول : قال يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : كان يعقوب بن عتبة ورعا مسلما يستعمل على الصدقات ، ويستعين به الولاة.

قال : أنا يعقوب بن إسحاق فيما كتب إليّ ، نا عثمان بن سعيد ، قال : سألت يحيى بن معين عن يعقوب بن عتبة كيف حديثه؟ فقال : هو ثقة](٥).

[قال أبو عبد الله البخاري](٦) : [يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس الحجازي ، عن عكرمة قال لي عمرو بن محمّد ، نا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه ، قال : كان يعقوب بن عتبة ورعا مسلما ، يستعمل على الصدقات ويستعين به الولاة ، سمع يزيد بن هرمز ، وكان

__________________

(١) الخبر ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد ، ليس ليعقوب بن عتبة ترجمة فيه ، ترجمته في القسم الضائع من تراجم أهل المدينة. نقله المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٤١ نقلا عن ابن سعد.

(٢) الجرح والتعديل ٩ / ٢١٢.

(٣) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٤١.

(٤) زيادة للإيضاح.

(٥) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل ٩ / ٢١١ ـ ٢١٢.

(٦) زيادة للإيضاح.

١٧٢

يزيد من الثقات عن الحارث بن سعد بن أبي ذباب قال بعثني عمر مصدّقا](١).

قال ابن إسحاق :

حدّثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس ، وكان ورعا مسلما (٢) ، وكان ممن يستعمل على الصدقات ، ويستعين به الولاة. وكنت آتيه ، فيأذن لي عليه ، ثم يأمر جارية له فتغلق الباب ، ويقول لها : لا تأذني لأحد علي ، فو الله لهو كان أشد مساءلة لي منه منّي له (٣).

قال ابن سعد (٤) : أخبرنا محمّد بن عمر ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال :

كانوا عشرة يجلسون مجلسا واحدا ، يعرفون به ، منهم : يعقوب بن عتبة ، فما كان أحد منهم أمرأ مروءة منه ، وما سمع له صوت قطّ في منزله.

قال محمّد بن عمر : وكان هؤلاء العشرة سنّا واحدة ، فقهاء علماء (٥) [ومنهم :](٦) يعقوب بن عتبة ، وعثمان بن محمّد بن المغيرة بن الأخنس ، وعبد الله ، وعبد الرّحمن ، والحارث بنو عكرمة بن عبد الرّحمن بن الحارث بن هشام ، وسعد بن إبراهيم ، والصلت بن زبيد ، وصالح بن كيسان ، وعبد الله بن يزيد بن هرمز ، وعبد الله بن يزيد الهذلي.

مات يعقوب بن عتبة بالمدينة سنة ثمان وعشرين ومائة (٧).

[١٠١٣٦] يعقوب بن عثمان بن أبي حجير الثقفي

له دار بدمشق بنواحي باب البريد وقصر الثقفيين.

روى عن عبد الرّحمن ابن أم الحكم.

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن التاريخ الكبير ٨ / ٣٨٩. وعنه في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٤١.

(٢) في مختصر ابن منظور : سلما. والمثبت يوافق عبارة تهذيب الكمال.

(٣) رواه المزي عنه في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٤١ ـ ٤٤٢.

(٤) ليس الخبر في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد ، والخبر رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٤٢ نقلا عن محمد بن سعد.

(٥) في تهذيب الكمال : وعلماء.

(٦) زيادة عن تهذيب الكمال.

(٧) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٤٢ وسير الأعلام ٦ / ١٢٤.

١٧٣

روى عنه خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المزني.

ذكره ابن سميع في الطبقة الرابعة.

[١٠١٣٧] يعقوب بن علي بن أبي البختري ـ

وهب بن وهب القرشي الأسدي

من أهل صيدا.

روى عن جده أبي البختري القاضي ، وقد سبقت ترجمته.

روى عنه ابن ابنه ميمون بن علي بن يعقوب.

[١٠١٣٨] يعقوب بن علي بن يعقوب

أبو إسحاق السرخسي الصوفي

سمع بدمشق أبا إسحاق إبراهيم بن علي الرحبي ، وعبد الوهّاب بن الحسن الكلابي.

روى عنه أبو الفضل محمّد بن علي بن أحمد البسطامي ، وأبو الفضل محمّد بن أحمد الطبسي.

ذكره عبد الغافر الفارسي في تذييله تاريخ نيسابور (١) ، وقال :

هو رجل ظريف من المتصوفة شديد ، مرضي الحال. سافر [الكثير ، وسمع](٢) الحديث ، وله رباط بسرخس قبره فيه ، وقد شاهدته.

[١٠١٣٩] يعقوب بن عمر بن عبد العزيز

ابن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر (٣).

__________________

(١) لم نعثر له على أي ذكر أو ترجمة في المنتخب من السياق تاريخ نيسابور.

(٢) استدركت اللفظتان عن هامش مختصر أبي شامة.

[١٠١٣٩] جمهرة ابن حزم ص ١٠٦ وأنساب الأشراف ٨ / ٢١٩.

(٣) أمه فاطمة بنت عبد الملك.

١٧٤

[١٠١٤٠] يعقوب بن عمر بن قتادة بن النّعمان

أخو عاصم بن عمر بن قتادة ـ الأنصاري المدني

حدّث عن نملة بن أبي نملة الأنصاري.

روى عنه خالد بن رباح ، ويونس بن محمّد ، ومحمّد بن صالح.

ووفد على عمر بن عبد العزيز.

لم يذكره البخاري.

وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : لا أعرفه (١).

[قال ابن أبي حاتم](٢) : [يعقوب بن عمر بن قتادة أخو عاصم بن عمر بن قتادة روى عن نملة بن أبي نملة ، روى عنه خالد بن رباح ، ويونس بن محمّد. سمعت أبي يقول ذلك](٣).

قال يعقوب بن محمّد الزهري ، حدّثنا صالح بن محمّد بن صالح ، حدّثني أبي عن يعقوب بن عمر بن قتادة.

قال : قدمت على عمر بن عبد العزيز ، فسألني عن عين قتادة بن النعمان ، فقلت : رميت يوم الخندق (٤) ، فقال أناس : وقعت ، وقال أناس : بل سالت على خدّه ، وتعلقت بعرق ، فجاء بها إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتفل عليها ، وردّها مكانها ، وقال : «اللهم أكسه الجمال» [١٤٤٢٠] فقال عمر بن عبد العزيز (٥) :

__________________

[١٠١٤٠] ترجمته في الجرح والتعديل ٩ / ٢١١.

(١) الجرح والتعديل ٩ / ٢١١.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح والتعديل ٩ / ٢١١.

(٤) كذا جاء في هذا الخبر هنا ، وفي سيرة ابن هشام ٣ / ٨٧ أنها أصيبت يوم أحد. وقيل أصيبت عينه يوم بدر ، وقيل يوم أحد ، وقيل يوم الخندق. كذا جاء في أسد الغابة ٤ / ٨٩ ونقل عن أبي عمر ابن عبر البر : الأصح أن عين قتادة أصيبت يوم أحد. انظر دلائل النبوة للبيهقي ٣ / ٢٥١ والبداية والنهاية ٤ / ٣٣ والإصابة ٣ / ٢٢٥.

(٥) البيت لأبي الصلت بن أبي ربيعة الثقفي من أبيات ذكرها ابن إسحاق ، وقال ابن هشام : تروى لأمية ابن أبي الصلت ١ / ٦٨ والبيت تمثل به عمر بن عبد العزيز كما في أسد الغابة ٤ / ٩٠ لما جاءه رجل من ولد قتادة ، ولم يسمه. وقد نسب ابن هشام هذا البيت للنابغة الجعدي.

١٧٥

تلك المكارم ، لا قعبان من لبن

شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (١)

[١٠١٤١] يعقوب بن عمير بن هانئ العنسي

كان زعيم أهل داريا الذين ... (٢) ببيعة يزيد بن الوليد بن عبد الملك.

قال عبد الجبار بن مهنّا الخولاني (٣) :

كان يعقوب بن عمير من جلّة أصحاب يزيد بن الوليد ، وكان رفيع المنزلة عنده. ولمّا بلغ يزيد بن الوليد ما اجتمع عليه أهل حمص من حربه ، والطلب بدم الوليد وجه إليهم عشرة (٤) رهط ، منهم : يزيد بن يزيد بن جابر ، ويعقوب بن عمير بن هانئ [العنسي](٥) ، وإنّهم لما قربوا منهم لقيتهم خيل أهل حمص ، ومنعوهم من دخولها ، وبعثوا إلى أهل حمص ، فخرج إليهم نحو من خمسين رجلا من أشرافهم ، وأخرج يزيد بن يزيد بن جابر كتاب يزيد بن الوليد ، فقرأه عليهم ، ثم حمد الله ـ تبارك وتعالى ـ وصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم ذكر الوليد ، فوصفه بسيّئ أعماله ، وما نقم عليه أهل بيته ، وأعلمهم أن يزيد ليس يدعوهم إلى نفسه ، وإنما يدعوهم إلى الرضى من الأمة ، وأن يكون أمرهم شورى بينهم ، وقال : نجتمع نحن وأنتم ، ونظراؤنا من أهل الشام ، فننظر لأنفسنا ، ونختار للمسلمين.

فقال عمرو (٦) بن قيس : فإن الذي لا نرضى إلّا به ، ولا نقرّ إلّا عليه تولية وليّي عهدنا اللذين قد بايعناهما (٧) ، ورضيت الأمة بهما ، فتناول [يعقوب](٨) لحية عمرو (٩) ، فقبض عليها ، وقال : عند الله أحتسب فناء عشيرتي ، وضيعة أمرهم! وقال : ذهب عقلك! وأغلظ له

__________________

(١) القعبان تثنية قعب وهو قدح يحلب فيه. وشيبا : مزجا.

(٢) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.

(٣) الخبر رواه القاضي عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا ص ٧٦ وانظر تاريخ الطبري ٤ / ٢٥٢ حوادث سنة ١٢٦.

(٤) في مختصر أبي شامة : عشر ، والتصويب عن تاريخ داريا.

(٥) زيادة عن تاريخ داريا.

(٦) في مختصر أبي شامة : عمر ، والمثبت عن تاريخ داريا وتاريخ الطبري وسماه : عمرو بن قيس السكوني.

(٧) يعني الحكم وعثمان ابني الوليد بن يزيد ، وكان الوليد قد عقد في سنة ١٢٥ ه‍ البيعة لابنه الحكم ثم عثمان على أن يكونا وليي العهد من بعده وأخذت البيعة لولديه من بعده في الآفاق انظر البداية والنهاية ٦ / ٥٠٧ (حوادث سنة ١٢٥).

(٨) زيادة للإيضاح عن تاريخ داريا.

(٩) في مختصر أبي شامة : عمر.

١٧٦

القول (١). ووثب الحمصيون ، وقالوا : قتلتم خليفتنا ، ليس بيننا وبينكم إلّا السيف. فانصرفوا إلى يزيد ، فأعلموه ما كان من أمرهم.

قال : وكان يعقوب بن عمير على شرطة عبد العزيز بن الحجاج ، وتوفي بداريا ، ولم يعقب.

[١٠١٤٢] يعقوب بن فضالة الخزاعي

روى عنه محمّد بن عائذ.

[١٠١٤٣] يعقوب بن كعب بن حامد

أبو يوسف الأنطاكي الحلبي

سمع بدمشق وغيرها : شعيب بن إسحاق ، والوليد بن مسلم ، ومخلد بن الحسين ، وعطاء بن مسلم الحلبي الخفاف ، وعبد الله بن وهب ، وعيسى بن يونس ، وعبد الله بن إدريس ، ويوسف بن أسباط ، وبقية بن الوليد ، وأبا معاوية الضرير ، وضمرة بن ربيعة ، وأباه كعب بن حامد ، وغيرهم.

روى عنه أبو داود في سننه ، وأبو بكر بن أبي خيثمة ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي ، ومحمّد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي ، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحيم البرقي وغيرهم.

وقدم مصر.

قال ابن أبي حاتم (٢) :

[يعقوب بن كعب الأنطاكي أبو يوسف الحلبي روى عن عطاء بن مسلم ، وزكريا بن منظور ، ومخلد بن الحسين ، والوليد بن مسلم ، وشعيب بن إسحاق ، ومحمّد بن سلمة] كتب عنه أبي بأنطاكية ، وسمعته يقول : كان ثقة.

__________________

(١) العبارة في تاريخ الطبري ٤ / ٢٥٢ فأخذ يعقوب بن عمير بلحيته ، فقال : أيها العشمة ، إنك قد فيّلت وذهب عقلك ، إن الذي تعني لو كان يتيما في حجرك لم يحل لك أن تدفع إليه ماله ، فكيف أمر الأمة.

[١٠١٤٣] ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٤٥ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٤٨ والجرح والتعديل ٩ / ٢١٣ وسير أعلام النبلاء ١١ / ٥٢٤ وخلاصة تذهيب الكمال ص ٤٣٧ تاريخ الثقات للعجلي ص ٤٨٤.

(٢) الخبر في الجرح والتعديل ٩ / ٢١٣ ـ ٢١٤.

١٧٧

قال أحمد بن عبد الله العجلي (١) :

يعقوب بن كعب الحلبي ، سكن أنطاكية ، مولى عامر بن إسماعيل ، ثقة ، رجل صالح ، صاحب سنّة.

وقال الحاكم أبو أحمد : سمع يحيى بن المتوكل ، وعبد الواحد بن سليمان ، روى عنه عثمان بن خرّزاد ، وغيره.

[١٠١٤٤] يعقوب بن محمّد بن عبيد بن فضالة الخزاعي

حكى عن خالد بن عبده.

حكى عنه محمّد بن عائذ.

وهو يعقوب بن فضالة ، نسبه إلى جد أبيه.

[١٠١٤٥] يعقوب بن محمّد بن عبد الله

ابن فضالة بن عبيد الأنصاري

حدّث عن أبيه.

روى عن محمّد بن وهب بن عطية الدمشقي.

[١٠١٤٦] يعقوب بن مسدّد بن أبي يوسف يعقوب

ابن إسحاق بن زياد ، أبو يوسف القلوسيّ (٢)

أصله من البصرة ، وسكن أطرابلس.

حدّث عن أبيه مسدّد ، وأبي يعلى الموصلي ، وعن كتاب جده يعقوب بن إسحاق ، وغيرهم.

روى عنه : عبد الرّحمن بن عمر بن نصر بن عبد الغني بن سعيد ، وأبو عبد الله بن منده ، وأبو حفص بن شاهين الحافظ ، وغيرهم.

__________________

(١) رواه العجلي في تاريخ الثقات ص ٤٨٤ رقم ١٨٧٠ وعن العجلي.

[١٠١٤٦] ترجمته في الأنساب (القلوسي) ٤ / ٥٣٨ وتاريخ بغداد ١٤ / ٢٩٤ وفيها «القلوصي» بالصاد. والقلوسي بضم القاف واللام ، هذه النسبة إلى القلوس ، وهو جمع قلس ، وهو الحبل الذي يكون في السفينة.

(٢) في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٤٦ وسير الأعلام ١١ / ٥٢٥.

١٧٨

وحدّث ببغداد.

[قال أبو بكر الخطيب](١) :

[يعقوب بن مسدد بن يعقوب بن إسحاق بن زياد ، أبو يوسف القلوصي ، بصري الأصل. حدّث ببغداد عن كتاب جده أبي يوسف القلوصي وجادة. وعن أبي يعلى الموصلي سماعا ، روى عنه ابن شاهين].

[١٠١٤٧] يعقوب بن يوسف بن كلّس

كان (٢) يهوديا من أهل بغداد خبيثا ، ذا مكر ودهاء (٣) ، وفيه فطنة وذكاء. وكان في قديم أمره خرج إلى الشام ، فنزل الرملة ، وصار بها وكيلا ، وكسر أموال التجار وهرب إلى مصر ، فرأى منه كافور الإخشيديّ (٤) فطنة وسياسة ، ومعرفة بأمر الضياع بمصر ، فقال : لو كان مسلما يصلح أن يكون وزيرا. وطمع في الوزارة ، فأسلم يوم جمعة في جامع مصر. فلمّا عرف الوزير ابن حنزابة (٥) أمره قصده ، فهرب إلى المغرب ، واتصل بيهود كانوا مع الملقب بالمعز. فلمّا هلك الملقب بالمعز ، وقام ابنه الملقب بالعزيز استوزر ابن كلّس في سنة خمس وستين وثلاثمائة ، فلم يزل مدبرا أمره إلى أن هلك (٦) في ذي الحجة سنة ثمانين وثلاثمائة.

__________________

(١) زيادة للإيضاح وما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.

[١٠١٤٧] ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٤٢ وسماه : وزير المعز والعزيز ، أبو الفرج يعقوب بن يوسف بن إبراهيم بن هارون بن داود بن كلس البغدادي. ووفيات الأعيان ٧ / ٢٧ ، والبداية والنهاية ٨ / ٦٤ وكناه أبا الفتوح ، والمنتظم لابن الجوزي ٧ / ١٥٥ والعبر ٣ / ١٤ ومرآة الجنان ٢ / ٢٥٠ والنجوم الزاهرة ٤ / ١٥٨ وشذرات الذهب ٣ / ٩٧ وتاريخ الإسلام (٣٥١ ـ ٣٨٠) ص ٦٦٨. وكلس : بكسر الكاف واللام المشددة وبعدها سين مهملة ، كما في وفيات الأعيان ٧ / ٣٤.

(٢) ما ورد هنا في ترجمته نقله ابن خلكان في وفيات الأعيان ٧ / ٢٧ عن ابن عساكر.

(٣) في وفيات الأعيان : ذا مكر ، وله حيل ودهاء.

(٤) وفيات الأعيان : فتاجر كافورا الإخشيذي ، فرأى منه فطنة وسياسة.

(٥) في وفيات الأعيان : الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات. انظر ترجمته في وفيات الأعيان ١ / ٣٤٦.

(٦) أخذته سكتة ، ثم تزايد به المرض واشتد ، وانطلق لسانه ، ثم توفي ليلة الأحد على صباح الاثنين لخمس خلون من ذي الحجة. وكان له اثنتان وستون سنة. انظر وفيات الأعيان ٧ / ٣٤ وتاريخ الإسلام (٣٥١ ـ ٣٨٠) ص ٦٦٩.

١٧٩

[١٠١٤٨] يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان أبو الفضل الأموي مولاهم

النيسابوري الورّاق والد أبي العباس محمّد بن يعقوب الأصم

سمع بدمشق ومصر مع ابنه أبي العباس من شيوخه ، يزيد بن عبد الصّمد ، وأبي زرعة.

وحدّث عن إسحاق بن راهويه ، وعلي بن حجر ، ومحمّد بن حميد.

روى عنه : ابنه أبو العباس ، وأبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي ، وأبو محمّد بن أبي حاتم ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، ومحمّد بن القاسم العتكي ، وغيرهم.

قدم بغداد ، وحدّث بها.

[قال أبو بكر الخطيب](١) :

[يعقوب بن يوسف بن معقل ، أبو الفضل النيسابوري ، قدم بغداد وحدّث بها عن إسحاق بن راهويه ، روى عنه محمّد بن مخلد](٢).

قال الحاكم أبو عبد الله :

سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم ، وعلي بن حجر وأقرانهما ، وبالري محمّد بن حميد ، وأما سماعاته بالعراقين ومصر والحجاز والشام ، فكان ابنه أبو العباس معه في كلها.

وكان يعقوب الورّاق من أحسن الناس خطّا. مات لثلاث عشرة خلت من المحرم سنة سبع وسبعين ومائتين ، وصلى عليه ابنه أبو العباس.

[١٠١٤٩] يعقوب بن يوسف بن يعقوب بن عبد الله

أبو يوسف الشيباني النيسابوري الفقيه المعروف بالأخرم

والد أبي عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ. رحل إلى مصر ، وأقام بها مدة يتفقه.

وسمع بدمشق وغيرها : دحيما ، وهشام بن عمار ، ومحمود بن خالد ، ويونس بن

__________________

[١٠١٤٨] ترجمته في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٨٦.

(١) زيادة للإيضاح.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ١٤ / ٢٨٦.

[١٠١٤٩] ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٤٧٠.

١٨٠