تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣١٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخرج تمام في فوائده من طريق مساور بن شهاب بن مسروق بن سعد بن أبي الغادية ، حدّثني أبي عن أبيه عن جده سعد عن أبيه قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في جماعة من الصحابة ، فمرت به جنازة ، فسأل عنها ، فقالوا : من مزينة ، فما جلس مليا حتى مرت به الثانية ، فقال : «ممن؟» قالوا : من مزينة ، فما جلس مليا حتى مرت به الثالثة ، فقال : «ممن؟» فقالوا : من مزينة ، فقال : «سيري مزينة لا يدرك الدجال منك أحد» الحديث.

قال ابن عساكر بعد تخريجه : غريب لم أكتبه إلّا من هذا الوجه والراجح أن المزني غير الجهني ، لكن من قال : إن المزني هو قاتل عمار ، فقد وهم](١).

[١٠١١٤] يساف بن شريح اليشكري ـ بصري ـ

حكى عن عبيد الله بن زياد ، وقدم معه دمشق.

حكى عنه عمر بن هبيرة. قال يساف بن شريح (٢) :

لمّا خرج عبيد الله بن زياد من البصرة شيّعته ، فقال : قد مللت الخفّ ، فأبغوني ذا حافر ، فركب حمارا وتفرد ـ وفي رواية : قد ثقل عليّ ركوب الإبل ، فوطئوا لي على ذي حافر ، فألقيت له قطيفة على حمار ، فركبه ، وإن رجليه لتكادان تخطان في الأرض ـ فإنه ليسير أمامي إذ سكت سكتة ، فأبطأتها ، فقلت في نفسي : هذا عبيد الله ، أمير العراق أمس نائم الساعة على حمار ، لو سقط منه لأبغضك قومك. فدنوت منه ، فقلت : أنائم أنت؟ قال : لا ، قلت : فما أسكتك؟ قال : كنت أحدّث نفسي.

فذكر الحكاية ، وقد سبقت في ترجمة عبيد الله بن زياد.

[١٠١١٥] يسرة بن صفوان بن جميل

أبو صفوان ـ ويقال : أبو عبد الرّحمن ـ اللّخمي البلاطي

من أهل قرية البلاط ، من قرى دمشق.

__________________

(١) الأخبار التي استدركت بين معكوفتين عن الإصابة ٤ / ١٥٠ و ١٥١.

(٢) تقدم الخبر في ترجمة عبيد الله بن زياد ٣٧ / ٤٥٧ ورواه الطبري في تاريخه ٥ / ٥٢٢ وابن الأثير في الكامل في التاريخ حوادث سنة ٦٤ وسماه : مسافر.

[١٠١١٥] يسرة بالفتح وفتح المهملة ، ضبطت عن تبصير المنتبه ٤ / ١٤٩٣. وترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤١٠ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٣٨ والجرح والتعديل ٩ / ٣١٤ والتاريخ الكبير ٨ / ٤٢٨.

١٤١

روى عن إبراهيم بن سعد الزهري ، ومحمّد بن مسلم الطائفي ، وعبد الله بن جعفر المديني ، وهشيم بن بشير ، وفليح بن سليمان المدني ، وأبي معشر السندي ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وفرج بن فضالة ، وغيرهم.

روى عنه : صفوان بن يسرة ، ودحيم ، والبخاري ، وأبو حاتم الرازي ، وأبو زرعة الدمشقي ، ويزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، ومحمّد بن عوف ، وموسى بن سهل الرملي وغيرهم.

ذكره أبو زرعة في ذكر أهل الفتوى بدمشق (١).

قال ابن أبي حاتم (٢) :

[يسرة بن صفوان اللخمي الشامي الدمشقي ، وهو ابن صفوان بن جميل أبو صفوان](٣) كان يسكن البلاط [خارجا من دمشق على ثلاثة فراسخ](٤) القرية التي كان يسكن فيها واثلة بن الأسقع روى عن نافع بن عمر الجمحي ، ومحمّد بن مسلم [الطائفي] وإبراهيم بن سعد ، وحزام بن هشام. روى عنه دحيم وأبي رحمه‌الله. سئل أبي عنه ، فقال : ثقة.

[قال أبو عبد الله البخاري](٥) : [يسرة بن صفوان بن جميل أبو صفوان اللخمي الشامي ، سمع نافع بن عمر ومحمّد بن مسلم الطائفي وإبراهيم بن سعد](٦).

قال الكلاباذي : روى عنه البخاري في تفسير الحجرات ، وغزوة أحد ، والتوحيد ، ..... (٧) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعني في صحيحه.

روى عن أبي معشر ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :

أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن نخرج عن كلّ صغير وكبير ، حرّ ومملوك صاعا من شعير ، أو صاعا من تمر ، وأمرنا أن نخرجه قبل أن نخرج إلى الصلاة.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤١١.

(٢) الجرح والتعديل ٩ / ٣١٤.

(٣) وزيادة عن الجرح والتعديل.

(٤) وزيادة عن الجرح والتعديل.

(٥) زيادة للإيضاح.

(٦) ما بين معكوفتين استدرك عن التاريخ الكبير ٨ / ٤٢٨.

(٧) كلمة غير مقروءة في مختصر أبي شامة.

١٤٢

قال أبو أحمد العسكري : ومما يشكل بيسرة بنت صفوان ، يسرة بن صفوان وهو اسم رجل من المتأخرين تحت الياء نقطتان والسين والياء مفتوحتان ، وهو دمشقي.

روى عن نافع بن عمر الجمحي ، وذكر غيره.

وسئل محمّد بن عوف عن يسرة ، فقال : كان رجلا صالحا (١).

[قال الحسن بن محمّد بن بكار بن بلال :](٢) مات سنة ست عشرة ومائتين ، وكان مولده سنة عشر ومائة ، وكانت وفاته وهو ابن مائة وست سنين (٣).

وقيل : مات يسرة ومحمّد بن المبارك الصوري وأحمد بن خالد الذهني ومحمّد بن معاذ بن عبد الحميد في سنة خمس عشرة ومائتين.

[١٠١١٦] يسرة بن صفوان بن يسرة

ابن صفوان اللخمي

حدّث عن وجوده في كتاب جده المذكور.

روى عنه أبو محمّد بن زبر.

[١٠١١٧] يسر بن عبد الله الخصي

مولى المقتدر بالله

حدّث بدمشق عن علي بن عبد الحميد الغضائري.

روى عنه أبو بكر ابن الطيان.

[١٠١١٨] اليسع ـ وهو الأسباط ـ بن عدي

ابن سويلح بن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب

ابن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم الصّلاة والسّلام

يقال : هو ابن عم إلياس النبي ـ عليهما‌السلام ـ وكان مستخفيا مع إلياس بجبل قاسيون

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤١١.

(٢) زيادة عن تهذيب الكمال.

(٣) في تهذيب الكمال : وأربع سنين.

[١٠١١٦] سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

[١٠١١٧] سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

[١٠١١٨] انظر أخباره في البداية والنهاية ٢ / ٥ والكامل لابن الأثير ١ / ١٥٠. و «سويلح» في البداية والنهاية : «شوتلم» نقلا عن ابن عساكر.

١٤٣

بدمشق حين هرب من أهل بعلبكّ (١) ، ثم ذهب معه إلى بعلبكّ ، فلمّا رفع إلياس خلفه اليسع في قومه ، ونبّأه الله ـ عزوجل ـ بعد إلياس. وقيل : كان الأسباط ببانياس (٢).

وقال الله تعالى : (وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ) [سورة ص ، الآية : ٤٨] ، أي اذكرهم بصبرهم وفضلهم لتسلك طريقهم ، (وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ) اختارهم الله للنبوة.

قال أبو حذيفة إسحاق بن بشر أخبرنا سعيد عن قتادة عن الحسن قال (٣) :

كان بعد إلياس اليسع ، فمكث ما شاء الله (٤) ، يدعوهم إلى الله ، متمسكا (٥) بمنهاج إلياس وشريعته ، حتى قبضه الله إليه ، ثم خلف فيهم الخلوف ، وعظمت فيهم الأحداث والخطايا وكثرت الجبابرة ، فقتلوا الأنبياء (٦).

[١٠١١٩] يعنوب ـ ويقال : يعبوث ـ

ابن عمرو بن ضريس القضاعي ثم المشجعي

شهد مع خالد بن الوليد حصار دمشق. وقيل : اسمه عبد يغوث ، وقتل بأجنادين سبعة من المشركين ، فأصابته طعنة ، فأذن له أبو عبيدة في الرجوع إلى أهله ، فرجع إليهم ، فمات.

__________________

(١) في البداية والنهاية ، نقلا عن ابن عساكر : جبل قاسيون من ملك بعلبك. وهذا خطأ مطبعي.

(٢) زاد ابن كثير قال : ثم ذكر ابن عساكر قراءة من قرأ أليسع بالتخفيف والتشديد ، ومن قرأ : والليسع ، وهو اسم واحد لنبي من الأنبياء.

(٣) الخبر من هذا الطريق رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ٥ ـ ٦.

(٤) زيد في البداية والنهاية : أن يمكث.

(٥) البداية والنهاية : مستمسكا.

(٦) زيد في البداية والنهاية : وكان فيهم ملك عنيد طاغ ، ويقال إنه الذي تكفل له ذو الكفل إن هو تاب ورجع دخل الجنّة ، فسمي ذا الكفل.

[١٠١١٩] كذا رسمها في مختصر أبي شامة ، وكتبه محقق مختصر ابن منظور : «يعقوب» ووهم في ذلك ، فقد جاء بعد أسطر في مختصر أبي شامة : ذكر من اسمه يعقوب.

١٤٤

ذكر من اسمه يعقوب

[١٠١٢٠] يعقوب بن إبراهيم بن الوليد

ابن عبد الملك بن مروان الأموي

كان يسكن الجامع (١) قرية بالمرج.

حكى عن أبيه إبراهيم.

حكى عنه ابنه مسلم بن يعقوب ، وعمرو بن مروان الكلبي.

وله أولاد ذكرهم ابن أبي العجائز.

[١٠١٢١] يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد

أبو عوانة النّيسابوري ثم الإسفرائيني

الحافظ ، صاحب (المسند الصحيح المخرج على كتاب مسلم بن الحجاج) أحد الحفاظ الجوّالين ، والمحدثين المكثرين. دخل دمشق غير مرّة ، وطاف الشام ، ومصر ، والبصرة ، والكوفة ، والحجاز ، وواسط ، والجزيرة ، واليمن ، وأصبهان ، وفارس ، والرّيّ.

سمع بدمشق يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، وإسماعيل بن محمّد بن قيراط ،

__________________

[١٠١٢٠] جمهرة أنساب العرب ص ٩٠.

(١) الجامع من قرى الغوطة ، سكنها قوم من بني أمية. (معجم البلدان).

[١٠١٢١] ترجمته في تذكرة الحفاظ ٣ / ٧٧٩ والطبقات الكبرى للسبكي ٣ / ٤٨٧ وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٣ تاريخ جرجان ص ٤٤٨ والأنساب (الإسفرايني). العبر ٢ / ١٦٥ سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤١٧ النجوم الزاهرة ٣ / ٢٢٢ شذرات الذهب ٢ / ٢٧٤.

١٤٥

وشعيب بن شعيب بن إسحاق ، وغيرهم ، وبمصر : يونس بن عبد الأعلى ، وابن أخي ابن وهب ، والمزني ، والربيع (١) ، ومحمّدا ، وسعدا ابني عبد الحكم ، وبالعراق : سعدان بن نصر ، والحسن بن الزعفراني ، وعمر بن شبة (٢) وغيرهم. وبخراسان : محمّد بن يحيى الذهلي ، ومسلم بن الحجاج ، ومحمّد بن رجاء السندي وغيرهم ، وبالجزيرة : علي بن حرب وغيره.

روى عنه : أبو بكر الإسماعيلي ، وأحمد بن علي الرازي ، وأبو علي الحسين بن علي ، وأبو أحمد بن عدي ، وسليمان الطبراني ، ومحمّد بن يعقوب بن إسماعيل الحفاظ ، وأبو الوليد الفقيه ، وابنه أبو مصعب محمّد بن أبي عوانة (٣).

وحج خمس مرّات.

وقال : حدّثني عبد الرّحمن بن عمرو أبو زرعة الدمشقي ، وفي قدمتي الثالثة الشام ، فذكر حديثا.

وقال (٤) : كنت بالمصيصة فكتب إليّ [أخي] محمّد بن إسحاق ، فكان في كتابه :

فإذا نحن التقينا قبل موت

شفينا النفس من مضض العتاب

وإن سبقت بنا أيدي المنايا

فكم من عاتب تحت التراب

فلما رجعت سألته عن ذلك ، فقال : بلغني أن علي بن حجر كتب به إلى بعض إخوانه.

قال أبو عبد الله الحافظ : سمعت أبا محمّد بن سعيد الحافظ يقول : عقدنا مجلس الإملاء لأبي عوانة الإسفرايني في خان سهل للنصف من شعبان سنة إحدى وثلاثمائة واجتمع الخلق.

قال الحاكم : أبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم ، ومن الرحالة في أقطار الأرض لطلب الحديث ، توفي سنة ست عشرة وثلاثمائة (٥).

__________________

(١) الربيع المرادي ، كما في سير الأعلام.

(٢) في مختصر أبي شامة : شيبة ، تحريف ، والمثبت عن سير الأعلام.

(٣) أسماء شيوخ أبي عوانة ذكرهم ابن خلكان في وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٣ نقلا عن ابن عساكر.

(٤) الخبر والشعر في وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٣ نقلا عن ابن عساكر.

(٥) الخبر في وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤ وسير الأعلام ١٤ / ٤١٩.

١٤٦

قال حمزة بن يوسف (١) : روى بجرجان في سنة اثنتين وتسعين ومائتين. روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وأبو أحمد بن عدي وأبو أحمد الغطريفي وغيرهم.

حدّثني (٢) الشيخ الصالح الأصيل أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن عمر ابن الصفار الإسفرايني قال : وقبره ـ يعني قبر أبي عوانة ـ بأسفراين مزار العالم ومتبرك الخلق. وبجنب قبره قبر الراوية عنه أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري الإسفرايني في مشهد واحد داخل المدينة ، على يسار الداخل من باب نيسابور من أسفراين ، وقريب من مشهده مشهد الأستاذ الإمام أبي إسحاق الإسفرايني رحمة الله عليه ، على يمين الداخل من باب نيسابور ، وبجنب قبره قبر الأستاذ أبي منصور البغدادي الإمام الفقيه المتكلم صاحبه ، الصاحب بالجنب حيا وميتا ، المتظاهرين لنصرة الدين بالحجج والبراهين. سمعت جدي الإمام شيخ الإسلام عمر ابن الصفار رحمة الله عليه ، ونظر إلى القبور حول الأستاذ الإمام أبي إسحاق ، وأشار إلى المشهد وخارج المشهد ، وقال : قد قيل هاهنا من الأئمة والفقهاء على مذهب الإمام الشافعي رضوان الله عليه أربعون إماما ، كل واحد منهم لو تصرف في المذهب وأفتى برأيه واجتهاده ـ يعني على مذهب الشافعي ـ لكان حقيقا بذلك ، فقال رحمه‌الله : العوام يتقرّبون إلى مشهد الأستاذ [أبي إسحاق](٣) أكثر مما يتقرّبون إلى مشهد أبي عوانة وهم لا يعرفون قدر هذا الإمام الكبير المحدث أبي عوانة لبعد العهد بوفاته ، وقرب العهد بالأستاذ والإمام أبو عوانة هو الذي أظهر لهم مذهب الشافعي بأسفرايين بعد ما رجع من مصر وأخذ العلم عن أبي إبراهيم المزني رحمه‌الله ، وكان جدي رحمه‌الله إذا وصل إلى مشهد الأستاذ رأيته لا يدخل المشهد احتراما بل كان يقبل عتبة المشهد وهي مرتفعة بدرجات ، ويقف ساعة على هيئة التعظيم والوقار (٤) ، ثم يعبر عنه كالمودع لعظيم عظيم الهيبة ، وإذا وصل إلى مشهد أبي عوانة كان أشد تعظيما له ، وإجلالا وتوقيرا ويقف أكثر من ذلك ، كأنه واقف بقبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى عن بشر بن مطر بسنده إلى ابن عمر :

أنّ عمر أتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقد كان ملك مائة سهم من خيبر اشتراها حتى استجمعها ـ

__________________

(١) رواه حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان ص ٤٩٠.

(٢) الخبر رواه ابن خلكان ففي وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٤ نقلا عن ابن عساكر.

(٣) زيادة عن وفيات الأعيان.

(٤) في وفيات الأعيان : والتوقير.

١٤٧

فقال للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قد أصبت مالا لم أصب مثله قط ، وقد أردت أن أتقرب إلى الله ، قال : «فاحبس الأصل وسبّل الثمر» (١) [١٤٤١٦].

وروى عن عبد الرّحمن بن بشر بسنده عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) :

«من صام يوما في سبيل الله باعده الله عن النار سبعين خريفا» [١٤٤١٧].

أخرجه مسلم (٣) عن عبد الرّحمن.

وروى عن الزعفراني بسنده إلى عائشة (٤) :

أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يباشر وهو صائم ـ وأظنّه قال : ـ وكان يقبّل وهو صائم ، وكان أملككم لإربه (٥).

أخرجه النّسائي (٦) عن الزّعفراني.

[قال ابن أخت أبي عوانة المحدث الحسن بن محمّد الأسفراييني : توفي أبو عوانة في سلخ ذي الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة.

وقال غيره : بني على قبر أبي عوانة مشهد بأسفرايين يزار ، وهو في داخل المدينة](٧).

[١٠١٢٢] يعقوب بن إسحاق

ابن حنش أبو يوسف

روى عن : العباس بن الوليد بن مزيد.

روى عنه : أبو زرعة وأبو بكر ابنا عبد الله بن أبي دجانة.

قال تمام بن محمّد حدّثني ابنا أبي دجانة قالا : حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن حنش أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد ، عن أبيه ، عن الأوزاعي قال :

__________________

(١) من هذا الطريق رواه الذهبي في سير الأعلام ١٤ / ٤٢٠ وانظر تخريجه فيه.

(٢) صحيح البخاري ٦ / ٣٥ كتاب الجهاد ، باب فضل الصوم في سبيل الله.

(٣) صحيح مسلم كتاب الصيام ، باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه بلا ضرر ولا تفويت حق ، رقم ١١٥٣.

(٤) من هذا الطريق رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٢١.

(٥) أملككم لإربه ، قوله لإربه روى على وجهين : أربه بفتح ألفه والراء ، وإربه بكسر الهمزة وإسكان الراء. ومعناهما واحد ، وهو حاجة النفس ووطرها ، يقال لفلان ارب عند فلان أي حاجة. والمراد : أقوى منكم في ضبط نفسه.

(٦) يعني في السنن الكبرى ، لا في المطبوع الذي اختصره تلميذه ابن السني.

(٧) ما بين معكوفتين استدرك عن سير أعلام النبلاء ١٤ / ٤١٩ ـ ٤٢٠.

١٤٨

خرج إبراهيم بن أدهم من بيروت يريد الناعمة ، فتبعه رجل يشيعه ، حتى إذا صار في الصنوبر ، وأراد أن يرجع قال له : يا أبا إسحاق ، أوصني يجب أن أفتن لك في الكلام وأوجز ، قال : اعلم أن الصائم الحاج المعتمر المجاهد المرابط ، المراعي نفسه عن الناس ، أستودعك الله.

[١٠١٢٣] يعقوب بن إسحاق بن دينار أبو يوسف

روى عن محمّد بن عائذ ، ومنبه بن عثمان ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، وغيرهم.

روى عنه : عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر ، وغيره.

قال ابن أبي الدنيا : حدّثني يعقوب بن إسحاق بن دينار قال : قال لي قائل في منامي تراقبوا الله مراقبة من سمع الزجر وانتفع بالتجدير.

[١٠١٢٤] يعقوب بن إسحاق بن أبي عبد الرّحمن

أبو يوسف البصري العطار

حدّث بأطرابلس عن هشام بن عمار ، وعمرو بن مرزوق ، ومحمّد بن سلام ، والضحاك بن ... (١).

روى عنه أبو بكر ابن المقرئ ، وإبراهيم بن محمّد بن صالح بن سنان وغيرهما.

[١٠١٢٥] يعقوب بن إسحاق أبو يوسف اللغوي

المعروف أبوه بالسّكّيت

صاحب كتاب «إصلاح المنطق» وغيره (٢).

__________________

[١٠١٢٣] سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

[١٠١٢٤] سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

(١) لفظتان غير مقروءتين في مختصر أبي شامة ورسمها : ححوه المنحننن.

[١٠١٢٥] انظر ترجمته وأخباره في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٧٣ ومعجم الأدباء ٢٠ / ٥٠ وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٥ سير أعلام النبلاء ١٢ / ١٦ بغية الوعاة ٢ / ٣٤٩ والنجوم الزاهرة ٢ / ٣١٧ والفهرست ٧٢ ونزهة الألباء ١٢٢. قال ابن خلكان : السكيت بكسر السين المهملة والكاف المشددة وبعدها ياء مثناة من تحتها ثم تاء مثناة من فوقها.

قال : وعرف بذلك لأنه كان كثير السكوت طويل الصمت ، وكل ما كان على وزن فعيل أو فعيليل فهو مكسور الأول. (وفيات الأعيان ٦ / ٤٠١).

(٢) من تصانيفه : الزبرج والألفاظ ، والأمثال ، والمقصور والممدود ، والمذكر والمؤنث ، والأجناس ، والفرق ،

١٤٩

حكى عن أبي عمرو إسحاق بن مرار الشيباني ، ومحمّد ابن المهنا ، ومحمّد بن صبح (١) بن السماك الواعظ.

حكى عنه أحمد بن فرج المقرئ ، ومحمّد بن عجلان الأخباري ، وأبو عكرمة الضبي ، وأبو سعيد السكري ، وميمون بن هارون الكاتب ، وعبد الله بن محمّد بن رستم.

وقدم دمشق مع جعفر المتوكل ، وكان يؤدب أولاد المتوكل.

قال [ابن السّكّيت] قال محمّد بن السماك : من عرف الناس داراهم ، ومن جهلهم ماراهم ، ورأس المداراة ترك المماراة (٢).

وذكر القاضي أبو المحاسن الفضل بن محمّد بن مسعر التنوخي المصري فيما صنفه من أخبار النحويين واللغويين قال :

يعقوب بن إسحاق السّكّيت روى عن الأصمعي ، وأبي عبيدة ، والفراء وجماعة غيرهم من أهل العلم ، وكتبه جيدة صحيحة نافعة منها «إصلاح المنطق» وكتاب الألفاظ ، وكتاب في معاني الشعر ، وكتاب القلب والابدال ، ولم يكن له نفاذ في علم النحو ، وكان يميل في رأيه واعتقاده على مذهب من يرى تقديم أمير المؤمنين علي رضي‌الله‌عنه.

قال أحمد بن عبيد (٣) : شاورني في منادمة المتوكل فنهيته ، فحمل قولي على الحسد ، وأجاب إلى ما دعي إليه منها ، فبينا هو مع المتوكل يوما جاء المعتز والمؤيد ، فقال [المتوكل] : يا يعقوب أيما أحب إليك ابناي هذان أم الحسن والحسين؟ فغض من ابنيه ، وذكر من الحسن والحسين عليهما‌السلام ما هما أهله ، فأمر الأتراك فداسوا بطنه ، وحمل إلى داره ، فمات بعد غد ذلك اليوم ، وكان ذلك في سنة أربع وأربعين ومائتين ، وفي هذه السنة مات عمرو بن أبي عمرو.

__________________

والسرج واللجام ، والحشرات ، والأصوات ، والأضداد ، الشجر والنبات ، والوحوش ، والإبل ، والنوادر ، ومعاني الشعر الكبير ، معاني الشعر الصغير ، سرقات الشعراء وما اتفقوا عليه انظر وفيات الأعيان ٦ / ٤٠٠ ومعجم الأدباء ٢٠ / ٥٢.

(١) كذا رسمها في مختصر أبي شامة. ووفيات الأعيان نقلا عن ابن عساكر.

(٢) نقله ابن خلكان عن ابن عساكر ٦ / ٣٩٥.

(٣) الخبر في وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٥ ـ ٣٩٦ وطبقات الزبيدي ص ٢٢١ والنجوم الزاهرة ٢ / ٣١٨ وسير الأعلام ١٢ / ١٨.

١٥٠

وقال عبد الله بن عبد العزيز ، وكان نهى يعقوب عن اتصاله بالمتوكل (١) :

نهيتك يا يعقوب عن قرب شادن

إذا ما سطا أربى على كل ضيغم

فذق واحس ما استحسيته لا أقول إذ

عثرت : لعا ، بل : لليدين وللفم

قال أبو بكر الخطيب (٢) :

يعقوب بن إسحاق السّكّيت (٣) ، أبو يوسف النحوي اللغوي. كان من أهل الفضل والدين ، موثوقا بكلامه وبروايته وكان يؤدب ولد جعفر المتوكل على الله [وروى عن أبي عمرو الشيباني ، حدّث عنه أبو عكرمة الضبي ، وأبو سعيد السكري ، وميمون بن هارون الكاتب ، وعبد الله بن محمّد بن رستم ، وأحمد بن فرح المقرئ ،](٤) وأبوه إسحاق هو المعروف بالسّكّيت. وحكي أنّ الفراء سأل السّكّيت عن نسبه؟ فقال : خوزيّ ـ أصلحك الله ـ من قرى دورق (٥) ، من كور الأهواز (٦).

[قال الخطيب :](٧) [أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن العباس الخزاز ،](٨) حدّثنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي ، حدّثني محمّد بن فرج (٩) :

كان يعقوب بن السّكّيت يؤدب مع أبيه ـ بمدينة السّلام ، في درب القنطرة ـ صبيان العامة ، حتّى احتاج إلى الكسب ، فجعل يتعلم النحو. وحكى عن أبيه أنه حجّ ، وطاف بالبيت و [سعى](١٠) بين الصفا والمروة ، وسأل الله أن يعلم ابنه النحو ، فتعلم النحو واللغة ، وجعل يختلف إلى قوم من أهل القنطرة ، فأجروا له كلّ دفعة عشرة وأكثر ، حتى اختلف إلى بشر

__________________

(١) الخبر والبيتان في وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٦.

(٢) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٧٣.

(٣) في تاريخ بغداد : ابن السكيت.

(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد.

(٥) دورق بفتح الدال المهملة وبعد الواو الساكنة راء ثم قاف ، وهي بليدة من أعمال خوزستان ، قاله ابن خلكان في وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٦.

(٦) الأهواز : من خوزستان أيضا. وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٦.

(٧) زيادة للإيضاح.

(٨) الزيادة لتقويم السند عن تاريخ بغداد.

(٩) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٧٣.

(١٠) الزيادة عن تاريخ بغداد.

١٥١

وإبراهيم ابني هارون ـ أخوين كانا يكتبان لمحمّد بن عبد الله بن طاهر ـ فما زال يختلف إليهما ، وإلى أولادهما دهرا. فاحتاج ابن طاهر إلى رجل يعلّم ولده ، وجعل ولده في حجر إبراهيم (١) ، ثم قطع ليعقوب رزقا خمسمائة درهم ، ثم جعلها ألف درهم. وكان يعقوب قد خرج قبل ذلك إلى سرّ من رأى (٢) ، وذلك في أيام المتوكل ، فصيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان عند المتوكل ، فضمّ إليه ولده ، وأسنى له الرزق.

[قال الخطيب :](٣) [أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا محمّد بن العباس الخزاز](٤) قال سمعت أبا عمر اللغوي يقول سمعت ثعلبا ـ وقد ذكر يعقوب بن السّكّيت فقال ـ (٥) :

ما عرفنا له خربة قط.

[قال أبو بكر الخطيب](٦) [حدّثني أبو القاسم عبيد الله بن علي بن عبيد الله الرقي ، حدّثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد بن أحمد المقرئ](٧) حدّثنا أبو بكر الصولي ، حدّثنا الحسن بن الحسين الأزدي ، حدّثنا أبو الحسن الطوسي قال (٨) : كنا في مجلس علي اللحياني ، وكان عازما على أن يملي نوادره ضعف ما أملى ، فقال يوما : تقول العرب : مثقل استعان بذقنه (٩) ، فقام إليه ابن السّكّيت ـ وهو حدث ـ فقال : يا أبا الحسن ، إنما هو (١٠) مثقل استعان بدفّيه ، يريدون الجمل إذا نهض بالحمل استعان بجنبيه. فقطع الإملاء. فلمّا كان في المجلس الثاني أملى ، فقال : تقول العرب : «هو جاري مكاشري». فقام إليه يعقوب بن السّكّيت ، فقال : أعزّك الله ، وما معنى «مكاشري»؟ إنما هو مكاسري ، كسر بيتي إلى كسر بيته. قال : فقطع اللّحياني الإملاء ، فما أملى بعد ذلك شيئا.

__________________

(١) هو إبراهيم بن إسحاق المصعبي ، كما يفهم من عبارة وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٨.

(٢) في مختصر أبي شامة : «سوق رأى» تحريف ، والتصويب عن تاريخ بغداد.

(٣) زيادة للإيضاح.

(٤) زيادة عن تاريخ بغداد لتقويم السند.

(٥) الخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٧٣.

(٦) زيادة للإيضاح.

(٧) زيادة عن تاريخ بغداد لتقويم السند.

(٨) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤ وانظر وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٦.

(٩) مثقل استعان بذقنه ، مثل ، يضرب مثلا للضعيف بمثله انظر مجمع الأمثال للميداني ١ / ٢٦٦.

(١٠) في تاريخ بغداد : إنما هو تقول العرب.

١٥٢

قال الخطيب (١) : وقرأت على الحسن بن أبي بكر عن أبي سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطان قال : سمعت ثعلبا يقول :

عدي بن زيد العبادي أمير المؤمنين في اللغة. وكان (٢) يقول في ابن السّكّيت قريبا من هذا.

قال أبو سهل : وسمعت المبرد يقول (٣) :

ما رأيت للبغداديين كتابا أحسن من كتاب يعقوب بن السّكّيت في المنطق.

قال أحمد بن محمّد بن أبي شداد (٤) :

شكوت إلى ابن السّكّيت ضيقة (٥) ، فقال : هل قلت شيئا؟ قلت : لا ، قال : فأقول أنا فأنشدني :

نفسي تروم أمورا لست مدركها

ما دمت أحذر ما يأتي به القدر

ليس ارتحالك في كسب الغنى سفرا

لكن مقامك في ضيق هو السفر

قال ابن السّكّيت (٦) : كتب [رجل](٧) إلى صديق له :

قد عرضت لي قبلك حاجة ، فإن نجحت بك ، فالفاني حظي ، والباقي حظك ، وإن تتعذّر (٨) فالخير مظنون منك ، والعذر مقدّم لك. [والسلام](٩).

قال المعافى بن زكريا : حدّثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي : حدّثنا أبو العباس محمّد بن يزيد عن المازني قال (١٠) :

__________________

(١) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٧٤ ورواه الذهبي في سير الأعلام ١٢ / ١٩.

(٢) في مختصر أبي شامة : كان ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) الخبر في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٧٤ ووفيات الأعيان ٦ / ٣٩٦.

(٤) الخبر والبيتان في وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٦ ـ ٣٩٧.

(٥) وفيات الأعيان : ضانقة.

(٦) الخبر في وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٧ وسير الأعلام ١٢ / ١٨.

(٧) سقطت من مختصر أبي شامة ، وزيدت عن المصدرين السابقين ، وفي مختصر ابن منظور : كتب إليّ صديق.

(٨) في المصدرين السابقين : تعذرت.

(٩) زيادة عن الوفيات وسير الأعلام.

(١٠) الخبر في وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٧ وطبقات الزبيدي ص ٢٢٢ ومختصرا في سير الأعلام ١٢ / ٢٧١ ـ ٢٧٢ في أخبار أبي عثمان بكر بن محمد بن عدي البصري المازني ، والجليس الصالح الكافي ٢ / ٤٦١ وما بعدها.

١٥٣

اجتمعت مع يعقوب بن السّكّيت عند محمّد بن عبد الملك الزيات ، فقال لي محمّد بن عبد الملك الزيات : سل أبا يوسف عن مسألة. فكرهت ذلك ، وجعلت أتباطأ ، وأدافع مخافة أن أوحشه ، لأنّه كان لي صديقا. فألحّ علي محمّد بن عبد الملك ، وقال لي : لم لا تسأله؟ فاجتهدت في اختيار مسألة سهلة لأقارب يعقوب ، فقلت له : ما وزن نكتل من الفعل من قول الله تعالى : (فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ) [سورة يوسف ، الآية : ٦٣]؟ فقال لي : نفعل ، فقلت : فينبغي أن يكون ماضيه (كتل)! فقال : لا ، ليس هذا وزنه ، إنما هو (نفتعل) ، فقلت له : نفتعل كم حرفا؟ قال : هو خمسة أحرف ، فقلت له : فنكتل ، كم حرفا هو؟ قال : أربعة أحرف فقلت له : أيكون أربعة أحرف بوزن خمسة أحرف؟ فانقطع ، وخجل وسكت. فقال محمّد بن عبد الملك : فإنما تأخذ كل شهر ألفي درهم على أنك لا تحسن ما وزن (نكتل)؟ قال : فلمّا خرجنا قال لي يعقوب : يا أبا عثمان ، هل تدري ما صنعت؟ فقلت له : والله لقد قاربتك جهدي [وما لي في هذا ذنب](١)(٢).

[قال القاضي أبو الفرج :

نكتل في هذا الموضع هو في أوليته وابتدائيته في ماضيه ومستقبله : كال يكيل على فعل يفعل. مثل مال يميل وقياسه في أصل تقديره كيل يكيل نظيره في الصحيح ضرب يضرب. إلّا أن الياء في كيل انقلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. والألف لا تكون إلا ساكنة إلّا أنها في نية حركة ونقلت كسرة الياء في المضارع ونقلت كسرتها إلى الكاف وكانت ساكنة ، فكسرت إذ لم يستقم التقاء الساكنين فصار نكتل ، وقيل في الجمع : كلنا نكتل ، ثم لما زيدت التاء دلالة على الافتعال قيل : اكتال نكتال وأصله اكتيل يكتيل ، نحو افتعل يفتعل نظيره من الصحيح اكتتب يكتتب واكترث يكترث واستبق يستبق ثم قلبت الياء من اكتيل ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، فصار اكتال ومضارعه يكتال ، وأصله يكتيل ، وفي الجمع نكتيل وزنه نفتعل ، فلما قيل نكتل فأعرب بالجزم إذ هو جواب الأمر اقتضى الجزم سكون اللام ، فالتقى

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن وفيات الأعيان والجليس الصالح الكافي.

(٢) زيد في سير الأعلام ١٢ / ٢٧٢ فقال المتوكل : ما وزنها؟ قلت : وزنها في الأصل نفتعل ، لأنها «نكتيل» فتحرك حرف العلة ، وانفتح ما قبله فقلب ألفا فصار «نكتال» فحذفت ألفه للجزم ، فبقي «نكتل» وعقب أبو شامة في مختصره : قلت وذكر أبو الحسن ابن سيده هذه الحكاية في أول خطبة كتابه المحكم في اللغة لكنه ذكر أن ذلك كان بين يدي المتوكل أمير المؤمنين.

١٥٤

ساكنان اللام والألف المنقلبة من الياء فأسقطت الألف لذلك فبقي نكتل ، ووزنه في الأصل نفتعل ثم لما حذفت الألف المنقلبة من الياء وهي عين الفعل صار نكتل موزنه نفتل ، على طريقة التحرير وتمييز الزوائد من الأصول بالعبارة عن الأصليات بالفاء والعين واللام وتسمية الزوائد بأنفسها. ألا والألف المنقلبة من الياء فأسقطت الألف لذلك فبقي نكتل ، ووزنه في الأصل نفتعل ثم لما حذفت الألف المنقلبة من الياء وهي عين الفعل صار نكتل موزنه نفتل ، على طريقة التحرير وتمييز الزوائد من الأصول بالعبارة عن الأصليات بالفاء والعين واللام وتسمية الزوائد بأنفسها. ألا لسائله على شراسة خلقه وإشفاقه من تشعث منزلته عنده ، وقطع مادة المعيشة من جهته](١).

قال أبو الفرج (٢) :

وكان يعقوب في صناعة النحو ذا بضاعة مزجاة نزرة ، وقد صنف مع هذا في النحو كتابا مختصرا لم يعد فيه القدر الذي تناله يده ، وإن كان إماما عالما (٣) في اللغة ، وقدوة سابقا مبرّزا في اختلاف أهلها مع البصريين والكوفيين ، وله فيها كتب مؤلفة حسنة ، وأنواع مصنفة مفيدة.

وأبو عثمان المازني وإن كان قد قصد الجميل من مقاربته وتسهيل مناظرته فإنه إنما أتى بما هو متيسر له دونه ، وقد كان الأولى بما قصده تنكب ما فيه اعتلال وقلب ، والعدول به عن التصريف الكاد للقلب الشاق على (٤) اللب. وقد رد المازني على سيبويه مسائل في بعضها حجج وفي بعضها شبه.

وسأل الأخفش عن مسائل نسبه إلى التقصير والانقطاع في بعضها. وحكي أن الأخفش رجع عند أول توقيف منه عليها في البعض (٥) منها. وقد ذكرنا من هذا طرفا في موضعه.

قال ابن السّكّيت :

إن محمد بن عبد الله بن طاهر عزم على الحج ، فخرجت إليه جارية له شاعرة ، فبكت لما رأت آلة السفر ، فقال محمد بن عبد الله :

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن الجليس الصالح الكافي ٢ / ٤٦٢ ـ ٤٦٣.

(٢) يعني المعافى بن زكريا الجريري القاضي ، راوي الخبر ، وصاحب كتاب الجليس الصالح الكافي.

(٣) في الجليس الصالح : علما.

(٤) استدركت على هامش مختصر أبي شامة.

(٥) «في البعض» استدركت اللفظتان على هامش مختصر أبي شامة.

١٥٥

دمعة كاللؤلؤ الرّطب

على الخدّ الأسيل (١)

هطلت في ساعة البين

من الطرف الكحيل

ثم قال لها : أجيزي ، فقالت :

حين همّ القمر الباهر

عنّا بالأفول

إنما يفتضح العشاق

في وقت الرّحيل

[قال أبو بكر الخطيب](٢) :

[أخبرنا طاهر بن عبد العزيز بن عيسى الدعاء أخبرنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي قال : سمعت أبا أحمد البغدادي يقول : سمعت الحسين بن عبد المجيب الموصلي يقول : سمعت يعقوب ابن السّكّيت ـ في مجلس أبي بكر ابن أبي شيبة ـ يقول :

ومن الناس من يحبك حبّا

ظاهر الحب ليس بالتقصير

فإذا ما سألته عشر فلس

الحق الحب باللطيف الخبير](٣)

[قال ابن خلكان](٤) :

[قال أبو العباس ثعلب : كان ابن السّكّيت يتصرف في أنواع العلوم ، وكان أبوه رجلا صالحا.

وقال ثعلب : أجمع أصحابنا أنه لم يكن بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السّكّيت ، وكان المتوكل قد ألزمه تأديب ولده المعتز بالله ، فلما جلس عنده قال له : بأي شيء يحب الأمير أن نبدأ ـ يريد من العلوم ـ فقال المعتز : بالانصراف ، قال يعقوب : فأقوم؟ قال المعتز : فأنا أخف نهوضا منك ، وقام فاستعجل ، فعثر بسراويله فسقط ، والتفت إلى يعقوب خجلا وقد احمرّ وجهه ، فأنشد يعقوب :

يصاب الفتى من عثرة بلسانه

وليس يصاب المرء من عثرة الرجل

فعثرته في القول تذهب رأسه

وعثرته بالرجل تبرأ في مهل

__________________

(١) الخد الأسيل : الأملس.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ١٤ / ٢٧٤.

(٤) زيادة للإيضاح.

١٥٦

فلما كان من الغد دخل يعقوب على المتوكل فأخبره بما جرى ، فأمر له بخمسين ألف درهم ، وقال : قد بلغني البيتان](١).

قال الخطيب (٢) :

بلغني أن يعقوب بن السّكّيت مات في رجب من سنة ثلاث ـ وقيل : من سنة أربع ، وقيل : من سنة ست ـ وأربعين ومائتين ، وقد بلغ ثمانيا وخمسين سنة.

[١٠١٢٦] يعقوب بن دينار ـ ويقال : ميمون ـ أبي سلمة ،

الماجشون ، أبو يوسف القرشي التّيمي

مولى المنكدر. من أهل المدينة.

وفد على عمر بن عبد العزيز في ولايته المدينة ، يحدثه ويأنس به. فلمّا استخلف عمر قدم عليه يعقوب الماجشون ، فقال له عمر : إنّا تركناك حيث تركنا لبس الخزّ. فانصرف عنه.

والماجشون هو يعقوب ، وهو أخو عبد الله بن أبي سلمة. والماجشون بالفارسية هو الورد ، وإنما سمي الماجشون للونه.

سمع ابن عمر ، وعمر بن عبد العزيز ، ومحمّد بن المنكدر ، وعبد الرّحمن بن هرمز ، الأعرج.

روى عنه ابناه يوسف وعبد العزيز ، وابن أخيه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة (٣).

قال ابن سعد (٤) : في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة : يعقوب بن أبي سلمة ،

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن وفيات الأعيان ٦ / ٣٩٨ و ٣٩٩.

(٢) تاريخ بغداد ١٤ / ٢٧٤.

[١٠١٢٦] ترجمته في الجرح والتعديل ٩ / ٢٠٧ وتهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٢ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٤٤ وسير أعلام النبلاء ٥ / ٣٧٠ وتاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٥٠٥ والطبقات الكبرى لا بن سعد ٥ / ٤١٥ ضمن ترجمة ابنه يوسف ، وفيات الأعيان ٦ / ٣٧٦ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٩٢ وتقريب التهذيب ٢ / ٣٧٥.

(٣) انظر تهذيب الكمال فقد ذكر له شيوخا آخرين ، ورواة آخرين رووا عنه.

(٤) ليس الخبر في الطبقات الكبرى المطبوع ، فقد ضاعت ترجمة يعقوب ضمن القسم الضائع من تراجم أهل المدينة ، والخبر نقله المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٢ نقلا عن ابن سعد.

١٥٧

ويكنى أبا يوسف ، وهو الماجشون ، فسمي بذلك هو وولده فيعرفون جميعا بالماجشون (١) ، وكان فيهم رجال لهم فقه ورواية للحديث والعلم ، وليعقوب أحاديث يسيرة.

قال البخاري :

حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثني أبو سلمة الخزاعي ، حدّثنا عبد العزيز بن يعقوب عن أبيه قال : خرجت مع عمر بن عبد العزيز لما كتب إليه الوليد بالقدوم عليه إلى ذي خشب ، فقال لي : يا ماجشون.

قال : وحدّثني مروان بن محمّد ، حدّثنا عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة قال : هلك جدي عبد الله بن أبي سلمة سنة ست ومائة ، والماجشون هو يعقوب أخو عبد الله بن أبي سلمة.

قال المفضل الغلابي : قال أبو عبد الله مصعب : فعبد الله بن أبي سلمة والماجشون أخوان ، واسم أبي سلمة ميمون ، والماجشون اسمه يعقوب بن أبي سلمة ، وإنما سمي الماجشون للونه (٢).

[قال أبو محمّد بن أبي حاتم](٣) :

[يعقوب بن أبي سلمة الماجشون ، واسم أبي سلمة دينار مولى آل المنكدر القرشي المديني ، وأخوه عبد الله بن أبي سلمة ، روى عن محمّد بن المنكدر ، روى عنه ابنه يوسف بن يعقوب ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال أبو محمّد : روى عن الأعرج ، روى عنه ابن أخيه عبد العزيز بن عبد الله بن الماجشون](٤).

[قال أبو عبد الله البخاري](٥) :

__________________

(١) الماجشون : بكسر الجيم وضم الشين ، وهو معرب «فيكون» بمعنى خمري اللون في الفارسية ، لقب به لحمرة خديه (انظر اللباب) ويقال ماه كون أي شبه القمر كما في التهذيب.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٣.

(٣) زيادة للإيضاح.

(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح والتعديل ٩ / ٢٠٧.

(٥) زيادة للإيضاح.

١٥٨

[يعقوب بن أبي سلمة ، وهو الماجشون مولى آل المنكدر ، القرشي ، المدني ، سمع عمر بن عبد العزيز ، ويحيى بن عمر. روى عنه ابناه يوسف وعبد العزيز ، أراه عمّ عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة](١).

وقال أبو الفرج الأصبهاني :

الماجشون لقب لقبته به سكينة بنت الحسين ، وهو اسم لون من الصبغ أصفر تخالطه حمرة ، وكذلك كان لونه. ويقال : إنها ما لقبت أحدا قط بلقب إلّا لصق به.

وكان يعلّم الغناء ، ويتّخذ القيان ، ظاهر أمره في ذلك ، وكان يجالس عروة بن الزبير (٢). وعمر بن عبد العزيز في إمرته.

قال مصعب :

كان الماجشون يعين ربيعة (٣) على أبي الزّناد ، لأن أبا الزّناد كان معاديا لربيعة ، فكان أبو الزّناد يقول : مثلي ومثل الماجشون مثل ذئب كان يلج على أهل قرية ، يأكل صبيانهم ، فاجتمعوا له ، وخرجوا في طلبه ، فهرب منهم ، فتقطعوا عنه إلّا صاحب فخار ، فألح في طلبه ، فوقف له الذئب ، فقال هؤلاء عذرتهم ، ما لي ولك؟ ما كسرت لك فخارة قط! ثم قال أبو الزّناد : أرأيت الماجشون ، ما لي وله؟! ما كسرت له قط كبرا (٤) ولا بربطا (٥)(٦).

عن ابن الماجشون قال (٧) :

عرج بروح أبي الماجشون ، فوضعناه على سرير الغسل ، وقلنا للناس : نروح به.

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن التاريخ الكبير / ٣٩٢.

(٢) تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٣ وسير الأعلام ٥ / ٣٧٠ وتاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٥٠٦.

(٣) يعني ربيعة بن أبي عبد الرحمن التيمي ، المعروف بربيعة الرأي ، من أكابر التابعين ترجمته في سير الأعلام ٦ / ٨٩.

(٤) الكبر بالتحريك : الطبل ، ذو وجه واحد.

(٥) البربط : العود. وأصله : بر ، وهو الصدر بالفارسي ، وبط الطائر المعروف.

(٦) الخبر في وفيات الأعيان ٦ / ٣٧٦.

(٧) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٣ ـ ٤٣٤ قال : وقال يعقوب بن شيبة السدوسي في ترجمة يعقوب هذا : حدّثني عبد الرحمن بن محمد بن حبيب ، قال : حدثنا سوار بن عبد الله ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا إسحاق بن عيسى بن موسى عن ابن الماجشون. ورواه ابن خلكان في وفيات الأعيان ٦ / ٣٧٦ ـ ٣٧٧ وتاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٥٠٦.

١٥٩

فدخل غاسل إليه يغسله ، فرأى عرقا يتحرّك من أسفل قدمه ، فأقبل علينا ، فقال : أرى عرقا يتحرّك ، ولا أرى أن أعجل عليه ، فاعتللنا على الناس ، وقلنا : نغدو ، لم يتهيأ أمرنا على ما أردنا. فأصبحنا ، وغدا عليه الغاسل ، وجاء الناس ، فرأى العرق على حاله ، فاعتذرنا إلى الناس بالأمر الذي رأيناه. فمكث ثلاثا على حاله ، ثم إنه نشع (١) بعد ذلك ، فاستوى جالسا ، فقال : ائتوني بسويق ، فأتي به ، فشربه ، فقلنا له : أخبرنا مما رأيت ، قال : نعم ، إنه عرج بروحي ، فصعد بي الملك ، حتى أتى سماء الدنيا ، فاستفتح ، ففتح له ، ثم هكذا في السماوات حتى انتهي به إلى السماء السابعة ، فقيل له : من معك؟ قال : الماجشون ، فقيل له : لم يأن له ، بقي من عمره كذا وكذا سنة ، وكذا وكذا شهرا ، وكذا وكذا يوما ، وكذا وكذا ساعة ، ثم هبط فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ورأيت أبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره ، ورأيت عمر بن عبد العزيز بين يديه ، فقلت للذي معي : من هذا؟ قال : أوما تعرفه؟ قلت : إني أحببت أن استثبت. قال : هذا عمر بن عبد العزيز ، قلت : إنه لقريب المقعد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إنه عمل بالحق في زمن الجور ، وإنهما عملا بالحق في زمن الحق.

وذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القواس الورّاق :

أن يعقوب مات سنة أربع وستين ومائة (٢).

[١٠١٢٧] يعقوب بن سعيد ، أبو سعيد الطّرميسي

حدّث عن هشام بن عمار.

روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الملطي.

قال [أحمد بن إبراهيم الملطي حدّثنا يعقوب بن سعيد الطرميسي] ، حدّثنا هشام بن عمار ، حدّثنا بقية بن الوليد ، حدّثنا بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدي كرب الزّبيدي قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

__________________

(١) نشع نشوعا : كرب من الموت ثم نجا.

(٢) وفيات الأعيان ٦ / ٣٧٧ ورواه المزي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٣٢ نقلا عن ابن عساكر ، وعقب بقوله : كذا في عدة نسخ ، ولم ينبه عليه أبو القاسم ، وهو خطأ لا شك فيه ، وصوابه إن شاء الله سنة أربع وعشرين ومائة ، فإن محمد بن سعد ذكر وفاة غير واحد من أهل طبقته بعد سنة عشرين ومائة والله أعلم. وفي سير الأعلام ٥ / ٣٧٠ توفي سنة نيف وعشرين ومائة. وفي تاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٥٠٦ توفي في خلافة هشام ، وولد في زمن عثمان سنة أربع وثلاثين.

[١٠١٢٧] الطرميسي نسبة إلى طرميس ، من قرى دمشق ، قاله ياقوت في معجم البلدان نقلا عن ابن عساكر.

١٦٠