تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣١٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو : «اللهم ، إني أعوذ بك من الكسل ، والهرم ، والجبن ، والبخل ، وفتنة الدجال ، وعذاب القبر» [١٤٣٩٩].

وحدث هياج عن أبي ذر عبد بن أحمد بن محمد بن عفير الهروي بسنده إلى أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«يا أيها الناس ، إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً) [سورة المؤمنون ، الآية : ٥١] وقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) [سورة البقرة ، الآية : ١٧٢]». ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء : يا ربّ ، يا ربّ ، مطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك؟ [١٤٤٠٠].

قال أبو العز المبارك بن الحسن بن إبراهيم الديلمي :

إنه رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام ، فسأله : أي موضع يقيم به ، فقال : مكة ، قال : فقلت : لمن أذاكر بها؟ قال : الهياج ، فإنه رجل صالح.

وكان هياج أوحد عصره في الزهد والورع. كان يصوم ويفطر بعد ثلاث ، ويعتمر كل يوم ثلاث عمر ، ويدرّس عدة من الدروس ، ولم يكن يدّخر شيئا ، ولا يملك غير ثوب واحد. ونيّف على الثمانين ، يزور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كل سنة ماشيا حافيا ، وكذلك عبد الله ابن عباس بالطائف. وكان يأكل بمكة أكلة ، ويأكل بالطائف أخرى. وشكا إليه بعض أصحابه أن نعله سرقت في الطواف ، فقال : يجب أن تتخذ نعلا لا تسرق ، لأنه رحمه‌الله منذ دخل الحرم لم يلبس نعلا (١).

استشهد (٢) بمكة في وقعة وقعت بين أهل السنة والرافضة ، فحمله أميرها محمد بن أبي هاشم (٣) ، وضربه ضربا شديدا على كبر السن ثم حمل إلى منزله بمكة ، فمات في سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة. وقيل : إنه أقام بالحرم نحو أربعين سنة لم يحدث في الحرم ، وإنما كان يحدث في الحلّ حين يخرج للإحرام بالعمرة.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٩٤ والمنتظم ١٦ / ٢١٠.

(٢) المنتظم ١٦ / ٢١٠ وسير الأعلام ١٨ / ٣٩٤ وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٣.

(٣) كذا بالأصل والمنتظم ، وفي شذرات الذهب : محمد بن هاشم.

١٠١

وقيل : توفي هياج سنة أربع وسبعين وأربع مائة ، ودفن جانب قبر الفضيل بن عياض.

[ولد بعد التسعين وثلاثمائة.

سمع من أبي الحسن علي بن السمسار ، وعبد الرحمن بن عبد العزيز ابن الطبيز ، ومحمد بن عوف بدمشق ، وعبد العزيز بن علي الأزجي ، وعدة ببغداد ، وأبي ذر الحافظ بمكة ، ومن السكن بن جميع بصيدا ، ومن محمد بن أحمد بن سهل ، ومن علي بن حمصة الحراني.

حدث عنه هبة الله الشيرازي ، ومحمد بن طاهر ، وإبراهيم بن عثمان الرازقي ، ومحمد ابن أبي علي الهمذاني ، وثابت بن منصور ، وهبة الله السجزي.

كان اعتناؤه جيدا بالحديث ، وله بصر بالمذهب ، وقدم في التقوى ، وجلالة عظيمة.

قال السمعاني : سألت إسماعيل الحافظ عن هياج؟ فقال : كان فقيها زاهدا ، وأثنى عليه](١).

[قال ابن الجوزي](٢) :

[كان فقيه الحرم في عصره ، ومفتي أهل مكة](٣).

[١٠٠٩١] الهيثم بن أحمد بن محمد بن مسلمة

أبو الفرج القرشي الفقيه الشافعي المقرئ المعروف بابن الصباغ

حدث عن أبي منصور محمد بن زريق بن إسماعيل بن زريق البلدي (٤) بسنده إلى أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لو يعلمون ما في شهود العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا» [١٤٤٠١].

وحدث عن جمح بن القاسم بسنده

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام ١٨ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) زيادة استدركت بين معكوفتين عن المنتظم ١٦ / ٢٠٩.

(٤) البلدي بفتح الباء واللام نسبة إلى بلد ، بلدة تقارب الموصل ، يقال لها بلد الحطب.

١٠٢

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يكبّر في العيدين سبعا ، وخمسا قبل القراءة [١٤٤٠٢].

توفي أبو الفرج الصباغ سنة ثلاث وأربع مائة.

[١٠٠٩٢] الهيثم بن الأسود بن أقيش

ابن معاوية بن سفيان بن هلال بن عمرو

أبو العريان النخعي المذحجي الكوفي

قدم دمشق.

[أدرك علي بن أبي طالب ، وقدم دمشق وسمع بها من عبد الله بن عمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان.

روى عنه : سليمان الأعمش ، وطارق بن شهاب ، وابنه العريان بن الهيثم ، وعمرو بن حريث القرشي.

ووفد أيضا على يزيد بن معاوية ، وكان خرج مع مسلمة بن عبد الملك إلى غزو القسطنطينية.

قال العجلي : كوفي تابعي ثقة ، من خيار التابعين](١).

[قال محمد بن سعد](٢) :

[الهيثم بن الأسود بن أقيش ، وكان من رجال مذحج ، وكان خطيبا شاعرا وقد روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وكان أبوه الأسود بن أقيش قد شهد القادسية وقتل يومئذ ، وكان ابنه العريان من رجال مذحج وأشرافهم المذكورين ، ولي الشرط لخالد بن عبد الله القسري بالكوفة](٣).

حدث عن عبد الله بن عمرو

__________________

[١٠٠٩٢] ترجمته في الإصابة ٣ / ٦٢١ وتهذيب الكمال ١٩ / ٣٣٣ وتهذيب التهذيب ٦ / ٥٩ وطبقات ابن سعد ٦ / ٢١٤.

أقيش وفي الإصابة : قيس. والعريان بضم أوله وسكون الراء بعدها تحتانية. كما في تقريب التهذيب.

(١) زيادة استدركت عن تهذيب الكمال ١٩ / ٣٣٤.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) زيادة استدركت عن طبقات ابن سعد ٦ / ٢١٤.

١٠٣

في قوله : (فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ) [سورة المائدة ، الآية : ٤٥] قال : يهدم عنه مثل ذلك من ذنوبه.

قال الهيثم :

أتيت معاوية ، ومعه على السرير رجل في وجهه غضون (١) ، فقال : من أبي بلد أنت؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : إن أرضك أرض يقال لها : دوثى ، ذات نخل وسباخ؟ قلت : نعم ، فقال : منها يخرج الدجال.

قال الرجل ـ أحد رواته ـ : إن الذي كان معه على سريره : عبد الله بن عمرو بن العاص.

وعن الهيثم (٢) :

أن عبيد الله بن زياد وجهه إلى يزيد بن معاوية في حاجة ، فدخل ، فإذا خارجي بين يدي يزيد يخاطبه ، فقال له الخارجي في بعض ما يقول : أنا سفي (٣) ، فقال : والله لأقتلنك ، فرآه محركا شفتيه ، فقال : يا حرسي ، ما يقول؟ قال : يقول :

عسى فرج يأتي به الله إنه

له كلّ يوم في خليفته أمر

قال : أخرجاه ، فاضربا عنقه. ودخل الهيثم بن الأسود ، فقال : ما هذا؟ فأخبر ، قال : كفّا عنه قليلا ، قال : يا أمير المؤمنين ، هب مجرم (٤) قوم لوافدهم ، قال : هو لك ، فأخذ الهيثم بيده ، فأخرجه ، والخارجي يقول : الحمد لله على أنعامه ، تألّى على الله فأكذبه (٥) ، وغالب الله فغلبه (٦).

شهد أبوه الأسود بن أقيش القادسية ، وقتل يومئذ (٧) ، وكان الهيثم معه من خيار التابعين.

__________________

(١) رجل ذو غضون في جبهته : تكسّر. والغضون والتغضين : التشنج ، وقد تغضن. (تاج العروس : غضن).

(٢) الخبر في أنساب الأشراف ٧ / ٢١٥ من طريق حفص بن عمر عن الهيثم بن عدي عن عوانة وابن عياش قالا : دخل الهيثم بن الأسود النخعي على عبد الملك.

(٣) أي سفيه (تاج العروس : سفي).

(٤) في أنساب الأشراف : جاني.

(٥) أنساب الأشراف : فكذّبه.

(٦) عقب البلاذري في آخر بقوله : وقوم يزعمون أن الهيثم قال هذا لمعاوية ، وقوله إياه لعبد الملك أثبت.

(٧) الإصابة ٣ / ٦٢١ وتهذيب الكمال ١٩ / ٣٣٤.

١٠٤

قال (١) عبد الملك بن مروان للهيثم بن الأسود : ما مالك؟ قال : الغنى عن الناس ، والبلغة الجميلة (٢) ، فقيل له : لم لم تخبره بحاجتك؟ قال : إن أخبرته أني غني حسدني ، وإن أخبرته أني فقير حقرني (٣).

قال الشعبي :

قلت للهيثم بن الأسود : أي الثلاثة أشعر منك ومن الأعور الشّنّي (٤) وعبد الرحمن بن حسان بن ثابت ، حيث تقول أنت (٥) :

وأعلم علما ليس بالظن أنه

إذا زال مال المرء فهو ذليل (٦)

وإن لسان المرء ما لم تكن له

حصاة على عوراته لدليل

أم الأعور الشني حيث يقول (٧) :

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده

فهل بعد (٨) إلّا صورة اللحم والدم

وكائن ترى من ساكت لك معجب (٩)

زيادته أو نقصه في التكلم

أم عبد الرحمن بن حسان حيث يقول :

ترى المرء مخلوقا وللعين حظها

وليس بأحناء الأمور (١٠) بخابر

__________________

(١) الخبر رواه البلاذري في أنساب الأشراف ٧ / ٢٣١ من طريق المدائني وتهذيب الكمال ١٩ / ٣٣٤.

(٢) في أنساب الأشراف : «قوام من عيش» بدلا من «والبلغة الجميلة».

(٣) زاد البلاذري في آخر الخبر معقبا : وقوم يقولون إن الهيثم قال هذا لمعاوية والثبت أنه قاله لعبد الملك.

(٤) هو بشر بن منقذ من عبد القيس ، يكنى أبا منقذ ، وهو أحد بني شن بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ، شاعر ، كان مع علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه يوم الجمل. انظر أخباره في المؤتلف للآمدي ص ٣٨ و ٦٠ والشعر والشعراء ص ٤٠٦.

(٥) كذا بالأصل ، والبيتان التاليان نسبا لطرفة بن العبد ، وهما في ديوانه ص ٨١ (ط. بيروت) من قصيدة يهجو عبد عمرو بن بشر ، وهو ابن عمه ، ومطلعها :

لهند بحزان الشريف طلول

تلوح وأدنى عهدهن محيل

والبيتان في تهذيب الكمال ١٩ / ٣٣٤ ونسبا فيه إلى الهيثم بن الأسود.

(٦) عجزه في الديوان :

إذا ذلّ مولى المرء فهو ذليل

(٧) البيتان التاليان في المعلقات السبع ص ١٩٧ ونسبا لزهير بن أبي سلمى ، وهما ليسا في ديوانه ، وهما في جمهرة أشعار العرب للقرشي ص ٥١ من قصيدة زهير بن أبي سلمى البالغة أربعة وستين بيتا بتقديم الثاني على الأول.

(٨) جمهرة أشعار العرب : فلم يبق.

(٩) صدره في جمهرة أشعار العرب :

وكائن ترى من معجب لك شخصه

(١٠) أحناء الأمور : متشابهاتها.

١٠٥

وذاك كما البحر لست مسيغه

ويعجب منه ساجيا كلّ ناظر

[الساجي : الساكن](١).

فقال الهيثم : هيهات ، الأعور أشعرنا.

قال العريان بن هيثم :

بعث المختار بن أبي عبيد إلى [الهيثم بن](٢) الأسود ، فركب إليه ، وركبت معه ، فأذن لأبي فدخل ، ولم يلبث أن خرج ، فقلت : يا أبه ، ما الذي سألك عنه المختار؟ قال : يا بني ، بينا أنا وهو نطوف بالكعبة إذ قال : ما يشاء رجل طريف مثلي أو مثلك يأكل الناس يحب أهل هذا البيت إلا فعل. فلما دخلت عليه قال : تذكر حديثا تذاكرناه ونحن نطوف بالكعبة؟ قلت : نعم ، قال : هل ذكرته لأحد؟ قلت : لا ، قال : فانصرف راشدا ، وإياك وذكره.

قال عبد الملك بن عمير (٣) :

دخلوا (٤) على أبي العريان يعودونه ، فقالوا : كيف تجدك؟ قال : أجدني ابيضّ مني ما كنت أحب أن يسود ، واسودّ مني ما كنت أحب أن يبيض ، ولان مني ما كنت أحب أن يشتد ، واشتد مني ما كنت أحب أن يلين (٥) :

ألا أخبّركم بآيات الكبر (٦)

تقارب الخطو وسوء (٧) في البصر

وقلة الطعم إذا الزاد حضر

وقلة النوم إذا الليل اعتكر

وكثرة النسيان فيما يذكر

وتركي الحسناء في قيل الظهر (٨)

والناس يبلون كما تبلى الشجر

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

(٣) الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٣٣٤ من طريق حبان بن علي العنزي عن عبد الملك بن عمير عن عمرو ابن حريث قال : وذكره. والإصابة ٣ / ٦٢١.

(٤) في تهذيب الكمال : دخل رجل.

(٥) الرجز في تهذيب الكمال ١٩ / ٣٣٤ ـ ٣٣٥ والإصابة ٣ / ٦٢١.

(٦) في تهذيب الكمال : وسأنبئك عن آيات الكبر.

وفي الإصابة : اسمع أنبئك بآيات الكبر.

(٧) تهذيب الكمال : وضعف.

(٨) في تهذيب الكمال : وتركي الحسناء في قبل الطهر.

١٠٦

ألا (١) أخبركم بجيد العنب؟ ما روي عموده ، واخضرّ عوده ، وتفرق عنقوده ، ألا أخبركم بجيد الرطب؟ ما كثر لحاه (٢) ، وصغر (٣) نواه ، ورق سحاه (٤).

[١٠٠٩٣] الهيثم بن حميد ، أبو أحمد

ويقال : أبو الحارث الغساني ، مولاهم

[روى عن تميم بن عطية العنسي ، وثور بن يزيد ، وحفص بن غيلان ، وداود بن أبي هند ، وراشد بن داود الصنعاني ، وزيد بن واقد ، وعبد الله بن زياد ابن سمعان ، وعبد الرحمن ابن عمرو الأوزاعي ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعبد الرحمن بن مرزوق الدمشقي ، وعبيد الله بن عبيد الكلاعي ، وعثمان بن مسلم ، والعلاء بن الحارث ، ومحمد بن يزيد الرحبي ، والوضين بن عطاء ، ويحيى بن الحارث الذماري.

روى عنه : الحكم بن موسى ، والربيع بن نافع ، وعباس بن نجيح القرشي ، وعبد الله ابن يوسف التنيسي ، وأبو مسهر ، وعلي بن حجر المروزي ، ومحمد بن داود الرحبي ، ومحمد بن سعيد بن الفضل ، ومحمد بن عائذ ، وأبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي ، ومحمد بن المبارك الصوري ، ومروان بن محمد الطاطري ، ومعلى بن منصور ، وموسى بن محمد بن عطاء القرشي ، وهشام بن عمار ، والهيثم بن حيان ، والهيثم بن خارجة](٥).

[قال البخاري](٦) :

[الهيثم بن حميد الغساني ، أبو أحمد الشامي ، عن العلاء بن الحارث ، روى عنه عبد الله بن يوسف ، كناه علي بن حجر](٧).

__________________

(١) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٩ / ٣٣٤ من طريق سفيان بن عيينة.

(٢) تهذيب الكمال : كبر لحاه.

(٣) تهذيب الكمال : دق نواه.

(٤) السحا والسحاة ما انقشر من الشيء ، كسحاءة النواة (اللسان).

[١٠٠٩٣] ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٣٣٨ وتهذيب التهذيب ٦ / ٦٠ والجرح والتعديل ٩ / ٨٢ والتاريخ الكبير ٨ / ٢١٥ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٢١ ولسان الميزان ٧ / ٤٢٢ وسير الأعلام ٨ / ٣٥٣.

(٥) ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال ١٩ / ٣٣٨ ـ ٣٣٩.

(٦) زيادة للإيضاح.

(٧) زيادة استدركت عن التاريخ الكبير ٨ / ٢١٥.

١٠٧

[قال أبو محمد بن أبي حاتم](١) :

[الهيثم بن حميد الغساني ، أبو أحمد الشامي ، أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال : سئل أبي عن الهيثم بن حميد ، فقال : ما علمت إلا خيرا.

نا الحسين بن الحسن الرازي قال : سألت يحيى بن معين عن الهيثم بن حميد الدمشقي قال : لا بأس به](٢).

[ذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة السادسة.

وعن دحيم : ثقة ، أعلم الناس بحديث مكحول فيما أعلم.

قال أبو داود : قدري ، ثقة.

قال النسائي : ليس به بأس.

وقال يعقوب بن سفيان : قلت له ، يعني عبد الرحمن بن إبراهيم : الهيثم بن حميد كان أعلم الناس بمكحول؟ قال : كان أعلم الأولين والآخرين بقول مكحول.

قال معاوية بن صالح : قال لي أبو مسهر : كان ضعيفا قدريا.

قال أبو مسهر : حدثنا الهيثم بن حميد ، وكان صاحب كتب ولم يكن من الأثبات ولا من أهل الحفظ وقد كنت أمسكت عن الحديث عنه استضعفه.

وقال أبو زرعة الدمشقي : حدثني محمود بن خالد عن أبي مسهر ، قال : حدثني محمد بن مهاجر أنه يعرف الهيثم ابن حميد بطلب العلم.

قال أبو زرعة : فأعلم أهل دمشق بحديث مكحول وأجمعه لأصحابه الهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة](٣).

حدث عن زيد بن واقد بسنده إلى أبي الدرداء قال : أفاء الله على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إبلا ، ففرقها ، فقال أبو موسى الأشعري : يا رسول الله ، أجدني ، فقال ثلاثا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا أفعل» ، قال : وبقي أربع غرّ الذرى ، فقال : «خذهن يا أبا موسى» ، فقال : يا رسول الله ،

__________________

(١) زيادة للإيضاح.

(٢) الزيادة بين معكوفتين استدركت عن الجرح والتعديل ٩ / ٨٢.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال ١٩ / ٣٣٩.

١٠٨

إني استجديتك ، فمنعتني ، وحلفت ، فأشفقت أن يكون دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهم ، فقال : «إني إذا حلفت ، ورأيت أن غير ذلك أفضل كفّرت عن يميني ، وأتيت الذي هو أفضل» [١٤٤٠٣].

وحدث الهيثم عن العلاء بن الحارث بسنده إلى أم حبيبة أم المؤمنين أنها سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«من مسّ فرجه فليتوضأ» [١٤٤٠٤].

وثقه قوم ، وقال قوم : إنه كان ضعيفا ، قدريا.

[١٠٠٩٤] الهيثم بن خارجة ، أبو أحمد

ـ ويقال : أبو يحيى ـ الخراساني ثم البغدادي

[روى عن إبراهيم بن أدهم ، وإسماعيل بن عياش ، والجراح بن مليح ، والحسن بن يحيى الخشني ، وحفص بن ميسرة ، وخالد بن يزيد بن أبي مالك ، وخلف بن خليفة ، ورشدين بن سعد ، وسعيد بن ميسرة ، ويزيد بن يحيى القرشي ، ويزيد بن هارون ، ويعقوب ابن عبد الله القمي.

روى عنه : البخاري ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وأحمد بن علي بن سعيد القاضي ، وأحمد بن علي بن المثنى ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة الرازي ، وأبو زرعة الدمشقي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني](١).

[قال البخاري](٢) :

[الهيثم بن خارجة أبو أحمد الخراساني سكن بغداد ، سمع حفص بن ميسرة ، والجراح ابن مليح البهراني](٣).

__________________

[١٠٠٩٤] ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٣٤٠ وتهذيب التهذيب ٦ / ٦١ وتاريخ بغداد ١٤ / ٥٨ وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٤٢ والتاريخ الكبير ٨ / ٢١٦ والجرح والتعديل ٩ / ٨٦ وسير الأعلام ١٠ / ٤٧٧.

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تهذيب الكمال ١٩ / ٣٤٠ ـ ٣٤١.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) الزيادة بين معكوفتين عن التاريخ الكبير ٨ / ٢١٦.

١٠٩

[قال أبو محمد بن أبي حاتم](١) :

[الهيثم بن خارجة أبو أحمد الخراساني ، المروزي ، خراساني الأصل ، بغدادي الدار.

سئل أبي عنه ، فقال : صدوق](٢).

[قال أبو بكر الخطيب](٣) :

[الهيثم بن خارجة ، أبو أحمد ، خراساني الأصل ، كناه صاعقة أبا يحيى ، وكناه الناس : أبا أحمد. كان أحمد بن حنبل يثني عليه. وكان يتزهد ، وكان سيئ الخلق مع أصحاب الحديث. والهيثم بن خارجة أصله من مرو الروذ وقع ببغداد.

قال النسائي : أبو أحمد الهيثم بن خارجة ليس به بأس](٤).

حدث عن يحيى بن حمزة بسنده إلى ثوبان قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«أصلح هذا اللحم» ، فأصلحته. فلم يزل يأكل منه حتى بلغ المدينة [١٤٤٠٥].

وحدث عن مالك بن أنس بسنده إلى عائشة رضي‌الله‌عنها.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أفرد للحج [١٤٤٠٦].

توفي سنة سبع وعشرين ـ أو ثمان وعشرين ـ ومائتين. وقيل : سنة تسع وعشرين ومائتين. وكان يتزهد (٥).

[١٠٠٩٥] الهيثم بن رياب

وفد على معاوية ، ودخل هو والأحنف بن قيس عليه ، والهيثم ملتف بعباء ، فازدراه معاوية ، فلم يملأ عينيه منه ، فقال الهيثم : يا أمير المؤمنين ، ليس العباء يكلمك ، ولكن من فيها ، فقرّبه إليه ، وقال للأحنف : مه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، قصدنا إليك نعرفك أحوالنا : إن أهل العراق يسير ، وعظمهم كسير ، وماؤهم زعاق (٦) ، وأرضهم سبخة ، فإن رأى أمير

__________________

(١) زيادة للإيضاح.

(٢) الزيادة بين معكوفتين عن الجرح والتعديل ٩ / ٨٦.

(٣) زيادة للإيضاح.

(٤) الزيادة بين معكوفتين عن تاريخ بغداد ١٤ / ٥٨.

(٥) انظر تاريخ بغداد ١٤ / ٥٩ وتهذيب الكمال ١٩ / ٣٤١.

(٦) ماء زعاق : مرّ ، غليظ ، لا يطاق شربه من أجوجته (اللسان : زعق).

١١٠

المؤمنين ، أن يطيب شربهم ، ويجبر كسرهم ، ويكثر جمعهم ، ويحفر لهم نهر يستعذبون به ، فقال : ارتفع يا أبا بحر ، ورفعه إلى قربه ، وقضى حوائجه.

[١٠٠٩٦] الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن

ابن زيد بن أسيد بن جابر بن عدي بن خالد

أبو عبد الرحمن الطائي البحتري

كوفي ، قدم دمشق.

[حدث عن هشام بن عروة ، ومجالد ، وابن أبي ليلى ، وسعيد بن أبي هروبة ، وجماعة.

روى عنه : محمد بن سعد ، وأبو الجهم الباهلي ، وعلي بن عمرو الأنصاري ، وأحمد ابن عبيد أبو عصيدة ، وآخرون](١).

[قال البخاري](٢) :

[الهيثم بن عدي الطائي سكتوا عنه أراه أبا عبد الرحمن](٣).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم](٤) :

[الهيثم بن عدي وهو ابن عدي بن عبد الرحمن بن زيد ، أبو عبد الرحمن الطائي ، روى عن الأعمش ، وابن أبي ليلى ، ومجالد ، وهشام بن عروة ، ومسعر ، وصديق بن موسى ، روى عنه إسماعيل بن توبة ، وحجاج بن حمزة الخشابي ، قرئ على العباس بن محمد الدوري قال : سئل يحيى بن معين عن الهيثم بن عدي فقال : كوفي ، ليس بثقة ، كذاب. سألت أبي عنه ، فقال : متروك الحديث. محله محل الواقدي](٥).

__________________

[١٠٠٩٦] ترجمته في تاريخ بغداد ١٤ / ٥٠ ولسان الميزان ٦ / ٢٠٩ وميزان الاعتدال ٤ / ٣٢٤ وسير الأعلام ١٠ / ١٠٣ والتاريخ الكبير ٨ / ٢١٨ والجرح والتعديل ٩ / ٨٥ ووفيات الأعيان ٦ / ١٠٦ والعبر ١ / ٣٥٣ وتاريخ خليفة (الفهارس) ومعجم الأدباء ١٩ / ٣٠٤ والكامل لابن عدي ٧ / ١٠٤. وأسيد كذا بالأصل وتاريخ بغداد ، وفي معجم الأدباء : سيّد.

(١) الزيادة بين معكوفتين عن سير الأعلام ١٠ / ١٠٣.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) زيادة عن التاريخ الكبير ٨ / ٢١٨.

(٤) زيادة للإيضاح.

(٥) الزيادة بين معكوفتين عن الجرح والتعديل ٩ / ٨٥.

١١١

[قال أبو بكر الخطيب](١) :

[الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن بن زيد بن أسيد .... أبو عبد الرحمن الطائي ، كان أبوه واسطيا وأمه من سبي منبج ، وأما هو فمن أهل الكوفة بها ولد ونشأ ثم انتقل إلى بغداد فسكنها وحدث بها](٢).

[كان راوية أخباريا ، نقل من كلام العرب وعلومها وأشعارها ولغاتها الكثير.

اختص بمجالسة المنصور والمهدي والهادي والرشيد وروى عنهم](٣).

[قال ابن عدي](٤) :

[الهيثم بن عدي الطائي أصله كوفي ، منبجي ، يكنى أبا عبد الله.

سمعت ابن حماد يقول : قال السعدي : الهيثم بن عدي ساقط قد كشف قناعه.

قال : والهيثم بن عدي ما أقل ما له من المسندات ، وإنما هو صاحب أخبار وأسمار ونسب وأشعار](٥).

حدث عن الأعمش بسنده إلى عمرو بن الحمق عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من أمن رجلا على نفسه فقتله ، فأنا بريء من القاتل ، وولي المقتول» [١٤٤٠٧].

وحدث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت (٦) :

نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن تقرن التمرتان في الأكلة ، وأن تفتّش التمرة عما فيها [١٤٤٠٨].

وحدث عن مجالد عن الشعبي قال (٧) :

سألت (٨) ابن عباس أي الناس كان أول إسلاما؟ فقال : أبو بكر الصديق. ألم تسمع قول حسان يومئذ (٩) :

__________________

(١) زيادة للإيضاح.

(٢) الزيادة بين معكوفتين عن تاريخ بغداد ١٤ / ٥٠ ـ ٥١.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن وفيات الأعيان ٦ / ١٠٦ ـ ١٠٧.

(٤) زيادة للإيضاح.

(٥) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٧ / ١٠٤.

(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٥١ من طريق الحسن بن أبي بكر أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح حدثنا الهيثم بن عدي بسنده إلى عائشة ، وذكره.

(٧) الخبر والأبيات في تاريخ بغداد ١٤ / ٥١.

(٨) تاريخ بغداد : سألنا.

(٩) في تاريخ بغداد : أما سمعت قول الشاعر. والأبيات في ديوان حسان بن ثابت ص ١٧٤ (ط. بيروت. صادر).

١١٢

إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة

فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا

خير البرية أتقاها وأعدلها (١)

إلا النّبيّ وأوفاها بما حملا

الثاني التالي (٢) المحمود مشهده

وأول الناس منهم (٣) صدق الرسلا

قال يحيى بن معين : هذا الحديث بهذا السند باطل. والهيثم ليس بثقة.

وجد بخط أبي العباس أحمد بن جعفر بن محمد بن حماد في آخر كتاب الدولة للهيثم ابن عدي :

إن الصلاة على النبي محمد

وعلى الصحابة رحمة وسلام

لا توجبنّ لرافضيّ حرمة

إيجاب رحمته عليك حرام

قال يحيى بن معين : الهيثم ليس بثقة ، كان يكذب.

قالت جارية للهيثم (٤) :

كان مولاي يقوم عامة الليل يصلي ، فإذا أصبح جلس يكذب.

صار (٥) أبو نواس إلى مجلس الهيثم بن عدي ، فجلس والهيثم لا يعرفه ، فلم يستدنه ، ولم يقرب مجلسه ، فقام ، وتبين الهيثم في وجهه (٦) الغضب ، فسأل عنه ، فأخبر به ، فقال : إنا لله ، هذه بلية لم أجنها على نفسي ، قوموا بنا إليه لنعتذر ، فصار إليه ، فدق الباب ، وتسمى له ، فقال : ادخل ، فدخل ، وهو قاعد ، يصفي نبيذا ، وقد أصلح بيته بما يصلح به مثله ، فقال : المعذرة إلى الله ، وإليك (٧) ، لا والله ما عرفتك ، وما الذنب إلا لك حين لم تعرفنا بنفسك ، فنقضي حقك ، ونبلغ الواجب من برك ، فأظهر له قبول العذر ، فقال له الهيثم : أستعهدك من

__________________

(١) الديوان : أتقاها وأرأفها بعد النبي.

(٢) الديوان : «التالي الثاني» وفي تاريخ بغداد : «والثاني التالي».

(٣) الديوان : طرّا.

(٤) الخبر في سير الأعلام ١٠ / ١٠٣ ـ ١٠٤ من طريق عباس الدوري ، حدثنا بعض أصحابنا قال : قالت جارية ، فذكره. وتاريخ بغداد ١٤ / ٥٣.

(٥) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ١٤ / ٥٣ ـ ٥٤ من طريق أحمد بن عبد الواحد أخبرنا عبيد الله بن عثمان الدقاق حدثنا محمد بن أحمد الحكيمي حدثنا ميمون بن هارون الكاتب عن أبي شبل عاصم بن وهب الشاعر البصري قال : حدثنا جماعة من أصحابنا ، فذكره. ووفيات الأعيان ٦ / ١١١ ـ ١١٢.

(٦) تاريخ بغداد : في وثبته.

(٧) تاريخ بغداد : ثم إليك.

١١٣

قول يسبق منك فيّ ، فقال : ما قد مضى فلا حيلة فيه ، ولك الأمان فيما يستأنف ، قال : وما الذي مضى جعلت فداك؟ قال : بيت مرّ ، وأنا فيما ترى ، قال : فتنشدنيه؟ فدافعه ، فألحّ عليه ، فأنشده (١) :

إذا نسبت عديا في بني ثعل

فقدّم الدال قبل العين في النسب

وأنشد أبو شبل لأبي نواس في الهيثم تمام هذه الأبيات :

للهيثم بن عدي في تلوّنه

في كل يوم له رحل (٢) على خشب

فما يزال أخا حلّ ومرتحلا (٣)

إلى الموالي وأحيانا إلى العرب

له لسان يزجّيه بجهوره (٤)

كأنه لم يزل يغدى على قتب

لله أنت فما قربى تهمّ بها

إلا اجتلبت لها الأنساب من كثب

فعاد إليه الهيثم لما بلغته الأبيات ، فقال : يا سبحان الله! أليس قد جعلت لي عهدا ألا تهجوني؟ فقال : (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) [سورة الشعراء ، الآية : ٢٢٦].

توفي الهيثم بن عدي سنة ست ومائتين. وقيل : سنة سبع ومائتين (٥).

[١٠٠٩٧] الهيثم بن عمران بن عبد الله

ابن جرول أبي عبد الله أبو الحاكم العنسي

[قال أبو محمد بن أبي حاتم] : [الهيثم بن عمران الدمشقي ، روى عن إسماعيل بن عبيد الله ، ويونس بن ميسرة والمطلب بن عبد الله بن حنطب ، المخزومي ، وعمر بن يزيد النصري ، وعن جده عبد الله ابن أبي عبد الله ، ورأى عطية بن قيس ، وعبدة بن أبي لبابة ، وعمرو بن مهاجر ، روى عنه محمد بن وهب بن عطية ، وهشام بن عمار ، وسليمان بن شرحبيل](٦).

__________________

(١) الأبيات ليست في ديوان أبي نواس ، وأوردها ياقوت في معجم الأدباء ١٩ / ٣٠٥ منسوبة إلى ذهل بن ثعلبة ، ثم أورد نسبتها إلى أبي نواس ، وتاريخ بغداد ١٤ / ٥٤ ووفيات الأعيان ٦ / ١١٢ ونسباها إلى أبي نواس.

(٢) وفيات الأعيان : رجل.

(٣) في تاريخ بغداد ووفيات الأعيان : ومرتحل.

(٤) كذا ، وفي تاريخ بغداد : «ليهجوهم» وفي الوفيات : بجوهره.

(٥) تاريخ بغداد ١٤ / ٥٤ ووفيات الأعيان ٦ / ١١٣.

[١٠٠٩٧] ترجمته في الجرح والتعديل ٩ / ٨٢ وجاء في الأصل : العبسي ، والصواب ما أثبت ، انظر الترجمة التالية.

(٦) زيادة استدركت عن الجرح والتعديل ٩ / ٨٢ ـ ٨٣.

١١٤

حدث عن جده عبد الله بن أبي عبد الله قال :

حل ببني إسرائيل بلاء مرة ، فاجتمعوا في مجمع لهم ، فقالوا لرجل من عظمائهم : قم ، فادع لنا ربك ، فقام ، فقال : اللهم ، يا رب ، إنك أنزلت في التوراة التي أنزلت على موسى تأمرنا إذا ملكنا العبد أن نعتقه ، وإنا عبيدك ، فأعتقنا مما حل بنا. ثم قالوا الآخر : قم ، فقام ، فقال : اللهم ، أي رب ، إنك أنزلت في التوراة التي أنزلت على موسى أن نعفو عمن ظلمنا ، وإنا قد ظلمنا أنفسنا ، فاعف عنا. ثم قالوا لآخر : قم ، فقام ، فقال : اللهم ، أي رب ، إنك أنزلت في التوراة التي أنزلت على موسى تأمر إذا قام المسكين على أبوابنا ألا نرده ، وإنا مساكينك ، قد قمنا اليوم على بابك فلا تردنا.

توفي الهيثم بن عمران سنة تسع وتسعين ومائة.

[١٠٠٩٨] الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران

أبو الحكم العنسي

[روى عن أحمد بن سلمة الأنصاري ، وأحمد بن نمير الثقفي ، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي ، وأبي مسهر ، وعبد القدوس بن الحجاج ، وعلي بن عياش الحمصي ، ومحمد بن بكار بن بلال ، وخاله محمد بن عائذ الدمشقي ، والوليد بن الوليد القلانسي ، وهشام بن عمار.

روى عنه النسائي ، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان. وابن جوصا ، وأبو داود ، وأحمد بن محمد بن صدقة ، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي](١).

حدث عن محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع بسنده إلى عائشة رضوان الله عليها قالت :

لو أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعلم ما يحدث للنساء من بعده لمنعهنّ من إتيان المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل ، فقلت لها : يا أم المؤمنين ، ومنعت نساء بني إسرائيل المساجد؟ قالت : نعم.

__________________

[١٠٠٩٨] ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٣٤٨ وتهذيب التهذيب ٦ / ٦٥. العنسي بمهملتين بينهما نون ساكنة.

(١) الزيادة بين معكوفتين عن تهذيب الكمال ١٩ / ٣٤٨ ـ ٣٤٩.

١١٥

وحدث عنه بسنده إلى أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«اليهود والنصارى لا تصبغ فخالفوهم» [١٤٤٠٩].

وحدث عن مروان بن محمد بسنده إلى عائشة رضي‌الله‌عنها قالت :

ما كان شيء أبغض إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الكذب ، وما جرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أحد كذبا فرجع إليه ما كان يعرف منه حتى كان يظهر منه توبة.

[قال النسائي : لا بأس به](١).

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب التهذيب ٦ / ٦٥.

١١٦

حرف الياء

[١٠٠٩٩] يزيد بن نمران بن يزيد

ابن عبد الله المذحجي الذماري ، ويقال : يزيد بن غزوان

روى عن : عمر بن الخطاب ، وأبي الدرداء ، وعن مقعد مرّ بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يصلي بتبوك ، فقال : اللهم اقطع أثره.

روى عنه : إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، ومولى له اسمه سعيد ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.

كانت داره بدمشق عند الباب الشرقي ، وشهد وقعة مرج راهط مع مروان.

ذكره ابن حبان في الثقات.

قال ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني : لما وقعت الفتنة قال الناس : نقتدي بهؤلاء الثلاثة : ربيعة بن عمرو الجرشي ، ويزيد بن الأسود الجرشي ، ويزيد بن نمران الذماري ، فأما ربيعة فقتل براهط ، وأما يزيد بن نمران فلحق بمروان فسلم ، وأما يزيد بن الأسود فلحق بالساحل](١).

[قال عبد الله بن أحمد حدّثني أبي قال : حدّثنا أبو عاصم عن سعيد بن عبد العزيز

__________________

[١٠٠٩٩] ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٨٦ وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٣٠ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٦٥ والجرح والتعديل ٨ / ٢٩٢ وتاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ٢٨٣. وقد سقطت ترجمته بكاملها من مختصر ابن منظور ومن مختصر أبي شامة.

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال ٢٠ / ٣٨٦.

١١٧

التنوخي حدّثنا مولى ليزيد بن نمران حدّثني يزيد بن نمران قال : أصبت رجلا مقعدا بتبوك فسألته ، فقال : مررت بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على أتان أو حمار ، فقال : «قطع علينا صلاتنا ، قطع الله أثره» فأقعد](١).

[قال أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري](٢) :

[يزيد بن نمران](٣).

[قال أبو محمّد بن أبي حاتم](٤) :

[يزيد بن نمران قال : رأيت رجلا بتبوك مقعدا له صحبة ، روى عنه مولى له. سمعت أبي يقول ذلك](٥).

[١٠١٠٠] يزيد بن ميسرة بن حلبس

أبو حلبس الدمشقي

سمع أم الدرداء ، وأبا إدريس.

روى عنه : معاوية بن صالح ، وصفوان بن عمرو.

[قال أبو عبد الله البخاري] :

[قال لنا عبد الله ، حدّثني معاوية عن أبي حلبس يزيد بن ميسرة قال سمعت أم الدرداء تقول سمعت أبا الدرداء يقول : سمعت أبا القاسم صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ، لم أسمعه يكنيه قبلها ولا بعدها ـ يقول : إن الله تعالى قال : يا عيسى إني باعث من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا ، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ، وأعطيتهم من حلمي وعلمي].

[قال أبو محمّد بن أبي حاتم](٦) :

__________________

(١) استدرك الخبر عن مسند أحمد بن حنبل ٩ / ٦٣ رقم ٢٣٢٥٧ وانظر التاريخ الكبير ٨ / ٣٦٦.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن التاريخ الكبير ٨ / ٣٦٥.

(٤) زيادة للإيضاح.

(٥) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل ٨ / ٢٩٢.

[١٠١٠٠] سقطت ترجمته بكاملها من مختصر ابن منظور ومختصر أبي شامة. وترجمته في الجرح والتعديل ٨ / ٢٨٨ والتاريخ الكبير ٨ / ٣٥٥ وتاريخ الإسلام (١٠١ ـ ١٢٠) ص ٥٠٥.

(٦) زيادة للإيضاح.

١١٨

[يزيد بن ميسرة بن حلبس أبو حلبس الدمشقي ، روى عن أم الدرداء عن أبي الدرداء ، وروى عن أبي إدريس الخولاني ، روى عنه معاوية بن صالح سمعت أبي يقول ذلك](١).

[١٠١٠١] [يزيد بن المهلب بن أبي صفرة

أبو خالد الأزدي]

[ولي المشرق بعد أبيه ، ثم ولي البصرة لسليمان بن عبد الملك ، ثم عزله عمر بن عبد العزيز ، وطلبه عمر وسجنه.

روى عنه ابنه عبد الرّحمن ، وأبو إسحاق السبيعي.

ولد سنة ثلاث وخمسين زمن معاوية.

له أخبار في السخاء والشجاعة](٢).

[هرب (٣) يزيد من الحبس ، وقصد عبد الملك ، فمر بعريب في البرية ، فقال لغلامه : استسقنا منهم لبنا ، فسقوه فقال : أعطهم ألفا. قال : إن هؤلاء لا يعرفونك. قال : لكني أعرف نفسي].

[أغرم سليمان بن عبد الملك عمر بن هبيرة (٤) الأمير ألف ألف درهم فمشى في جماعة إلى يزيد بن المهلب ، فأداها عنه.

وكان سليمان قد ولاه العراق وخراسان. قال : فودعني عمر بن عبد العزيز ، وقال : يا يزيد اتق الله ، فإني وضعت الوليد في لحده فإذا هو يرتكض في أكفانه.

حكى المدائني أن يزيد بن المهلب كان يصل نديما له كل يوم بمائة دينار ، فلما عزم على السفر أعطاه ثلاثة آلاف دينار.

قال : من عرف الصدق جاز كذبه ، ومن عرف بالكذب لم يجز صدقه](٥).

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح والتعديل ٨ / ٢٨٨.

[١٠١٠١] ترجمته في تاريخ اليعقوبي (الفهارس) تاريخ الطبري (الفهارس) والبداية والنهاية (الفهارس) الكامل لا بن الأثير (الفهارس) وفيات الأعيان ٦ / ٢٧٨ سير أعلام النبلاء ٣ / ٥٠٣ شذرات الذهب ١ / ١٢٤ العبر ١ / ١٢٥ وسقطت ترجمته من مختصر ابن منظور ومختصر أبي شامة.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن سير الأعلام.

(٣) الخبر التالي نقله ابن خلكان في وفيات الأعيان ٦ / ٢٨٠ عن ابن عساكر.

(٤) هو عمر بن هبيرة بن معاوية بن سكين ، أبو المثنى الفزاري الأمير ، ترجمته في سير الأعلام ٤ / ٥٦٢.

(٥) ما بين معكوفتين استدرك عن سير أعلام النبلاء.

١١٩

[قيل (١) إنه حجّ ، فلما حلق رأسه الحلاق أعطاه ألف درهم ، فدهش بها وقال : أمضي أبشر أمي ، قال : أعطوه ألفا أخرى فقال : امرأتي طالق إن حلقت رأس أحد بعدك. قال : أعطوه ألفين آخرين].

[غزا يزيد طبرستان ، وهزم الأصبهبذ (٢) ثم صالحهم على سبعمائة ألف وعلى أربعمائة حمل زعفران ، ثم نكث أهل جرجان فحاصرهم مدة وافتتحها عنوة ، فصلب منهم مسافة فرسخين وأسر اثني عشر ألفا ثم ضرب أعناقهم على نهر جرجان حتى دارت الطاحون بدمائهم](٣).

[كان ذا تيه وكبر. وقد رآه مطرف بن الشخير يسحب حلقته فقال له : إن هذه مشية يبغضها الله ، قال : أوما تعرفني؟ قال : بلى ، أولك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت بين ذلك تحمل العذرة](٤)

قال : الحياة أحب إليّ من الموت ، وحسن الثناء أحب إليّ من الحياة.

[قال ابن خلكان](٥) :

[قال (٦) الحافظ أبو القاسم المعروف بابن عساكر في تاريخه الكبير : يزيد بن المهلب ولي إمرة البصرة لسليمان بن عبد الملك ، ثم نزعه عمر بن عبد العزيز وولى عدي بن أرطاة (٧) ، وقدم به على عمر مسخوطا عليه.

حكى عن أنس بن مالك ، وعمر بن عبد العزيز ، وأبيه المهلب.

روى عن ابنه عبد الرّحمن ، وأبو عيينة ابن المهلب ، وأبو إسحاق السبيعي ، وغيرهم.

وقال الأصمعي :

إن الحجاج قبض على يزيد وأخذه بسوء العذاب ، فسأله أن يخفف عنه العذاب على أن

__________________

(١) الخبر التالي استدرك عن سير الأعلام ووفيات الأعيان ٦ / ٢٨٠ نقلا عن المنصف أبي القاسم ابن عساكر.

(٢) الأصبهبذ : الأمير.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن سير الأعلام.

(٤) الخبر السابق استدرك عن سير الأعلام ووفيات الأعيان.

(٥) زيادة للإيضاح.

(٦) الأخبار ما بين معكوفتين استدركت عن وفيات الأعيان ٦ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠ نقلا عن أبي القاسم ابن عساكر.

(٧) ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٥٣.

١٢٠