تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

المسيّب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أول شهر رمضان رحمة ، ووسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار» [١٤٢٢٨].

قال الخطيب : أبو العباس الأعمى هو سلام بن سليمان ابن أخي شبابة بن سوّار الفزاري ، نسبه أبو الأزهر إلى دمشق لسكناه بها.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنبأ الخصيب (١) بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي ، أنا العباس ابن الوليد ، حدثنا سلام بن سليمان ثقة ، مدائني ، مات بدمشق ، أبو العباس.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ. قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد.

قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم (٢) قال (٣) : سلام بن سليمان بن سوار المدائني ابن أخي (٤) شبابة بن سوّار ، أبو العباس الدمشقي الضرير ، روى عن أبي عمرو بن العلاء ، ومغيرة ابن مسلم السّرّاج ، وقيس بن الربيع ، ومسلمة بن الصلت ، روى عنه هشام بن عمار ، وسمع منه أبي بدمشق ، في الرحلة الأولى ، سئل أبي عنه فقال : ليس بقوي.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة (٥) ، أنا أبو القاسم السهمي ، أنبأ أبو أحمد بن عدي قال (٦) : سلام بن سليمان بن سوّار الثقة المدائني الدمشق ، ويقال له الدمشقي ، يكنى أبا المنذر (٧) ، وإنّما قيل [له](٨) الدمشقي لمقامه بدمشق ، حدّث عنه أهل دمشق ، وهو عندي (٩) منكر الحديث.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : الحصيب.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ١ / ٢٥٩.

(٣) بالأصل : قالا.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : أبي.

(٥) تقرأ بالأصل : «أبي جابر» والمثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٦) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٣ / ٣٠٩ ـ ٣١٠.

(٧) عقب المزي في تهذيب الكمال على قوله أن كنيته أبو المنذر ، قال : وذلك وهم منه إنما ذاك الذي بعده (يعني سلام بن سليمان المزني) وسينبه المصنف إلى ذلك أيضا.

(٨) زيادة عن الكامل لابن عدي.

(٩) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن الكامل لابن عدي.

٨١

[قال ابن عساكر](١) كذا كناه ابن عدي ووهم في ذلك ، فإن أبا المنذر سلام بن سليمان (٢) القارئ شيخ غير هذا الضرير ، قد (٣) ... يروي عن عاصم بن بهدلة ، وثابت البناني وغيرهم ، ويروي عنه عفان ، وأبو سلمة التبوذكي ، وجماعة.

أنبأنا أبو سعد المطرز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ قال : سلام بن سليمان المدائني ابن (٤) سليمان التميمي ، روى عن أبي عمرو بن العلاء ، وعن حميد الطويل بأحاديث منكرة ، روى عنه شبابة ، وهارون الأخفش.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا (٥) أبو بكر الخطيب (٦) : سلام بن سليمان بن سوّار الثقفي (٧) المدائني أبو العباس ـ وقيل : أبو المنذر ـ الضرير ، المدائني ، وهو ابن أخي شبابة بن سوّار ، سكن دمشق بأخرة ، وحدث عن مغيرة بن مسلم السراج ، ومسلمة بن الصلت ، وعبد الرحمن المسعودي ، وشعبة بن الحجاج ، وأبي عمرو بن العلاء ، وورقاء بن عمر (٨) ، وبكر بن خنيس ، روى عنه سليمان بن توبة النهرواني ، ومحمد بن عيسى بن حيّان ، وعبد الله بن روح المدائنيان وهارون بن موسى الأخفش ، ويزيد ابن محمد بن عبد الصمد الدمشقيان ، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمع منه أبي بدمشق وسئل عنه فقال : ليس بالقوي.

[٩٩٣٢] سلّام بن أبي سلّام ممطور الحبشي

والد معاوية وزيد ابني سلّام

حكي عن زيد بن سلّام ، عن أبيه أو عن جده.

__________________

(١) زيادة للإيضاح.

(٢) انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ٢٢٨.

(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل لسوء التصوير.

(٤) كذا.

(٥) بالأصل : أنا.

(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٩ / ١٩٧ رقم ٤٧٧٥.

(٧) ليست اللفظتان : «الثقفي المدائني» في تاريخ بغداد.

(٨) بالأصل : عمرو تصحيف ، والصواب عن تاريخ بغداد.

[٩٩٣٢] ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ٢٢٩ وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٦٤.

٨٢

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد ، وأبو نصر الحسين بن الحسن ، قالا : أنبأ أبو محمد الجوهري قراءة ، عن أبي (١) عمر (٢) بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف بن بشر ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، أنا مسلم بن إبراهيم ، نا سويد اليمامي ، نا يحيى بن كثير ، عن زيد بن سلّام ، عن أبيه أو عن جده أن حذيفة بن اليمان لما أن احتضر أتاه أناس من الأنصار فقالوا له : يا حذيفة لا نراك إلا مقبوضا ، فقال لهم : غب (٣) مسرور ، وحبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ، اللهم إنّي لم أشارك غادرا في غدرته ، فأعوذ بك اليوم من صاحب السوء ـ وفي نسخ : من صباح السوء ـ وكان الناس يسألون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشرّ ، فقلت له : يا رسول الله إنّا كنا في شرّ فجاءنا الله بالخير ، فهل بعد ذلك الخير شرّ؟ فقال : «نعم» قال : قلت : هل وراء ذلك الخير من شر؟ قال : «نعم» قلت : كيف نكون؟ قال : «سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي ، ولا يستنّون بسنّتي ، وسيقوم رجال قلوبهم قلوب شياطين في جثمان إنسان» قال : قلت : كيف أصنع إن أدركني ذلك؟ قال : «اسمع للأمير الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك».

كذا جاء في هذه الرواية ، وقد رواه معاوية بن سلّام عن أخيه زيد ، عن جده أبي سلّام من غير شك.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي واللفظ له ، قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمد ، زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل قال (٤) : سلّام بن أبي سلّام الحبشي شامي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنا الحسين بن سلمة ، أنا علي بن محمد.

قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (٥) : سلّام بن أبي سلّام الحبشي والد معاوية بن

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : ابن.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : عمرو.

(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ٢ / ١٣٣ رقم ٢٢٢١.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ١ / ٢٦١ رقم ١١٢٩.

٨٣

سلّام لا أعلم أحدا روى عنه إنّما الناس يروون عن معاوية بن سلّام ، عن جده ، ومعاوية بن سلّام ، عن أخيه ، فأما معاوية بن سلّام عن أبيه فلا [أعرفه](١) سمعت أبي يقول ذلك.

قد تقدمت رواية زيد بن سلّام عن أبيه أو عن جده ، فالشك يحتمل أن يكون سلّام قد روى شيئا ، والله أعلم.

[٩٩٣٣] سيابة بن عاصم بن شيبان بن خزاعي

ابن محارب بن مرّة بن هلال السلمي

له وفادة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، نسبه كما ذكرناه أبو عبد الله بن مندة ، فذكر هذا النسب.

روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا واحدا.

روى عنه (٢) عمرو بن سعيد بن العاص ، وقيل يحيى بن سعيد بن عمرو السعيدي.

وكان يسكن الشام ، وأرسله عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا محمد بن أبي القاسم الأزرق ، والحسن بن أبي بكر ، قالا : أنا دعلج بن أحمد ، أنا محمد بن علي بن زيد الصائغ ، أنا سعيد بن منصور (٣) ، حدثهم ، نا هشيم ، عن يحيى بن سعيد بن عمرو القرشي ، نا سيابة بن عاصم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم حنين : «أنا ابن العواتك» (٤) [١٤٢٢٩]. تابعة إسحاق ابن إدريس عن هشيم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة.

ح وأخبرنا أبو بكر صديق ابن عثمان بن إبراهيم الديباجي بتبريز ، أنبأ نصر بن أحمد

__________________

(١) زيادة عن الجرح والتعديل.

[٩٩٣٣] ترجمته في الإصابة ٢ / ١٠٢ والاستيعاب ٢ / ١٢٨ (هامش الإصابة) وأسد الغابة ٢ / ٣٤٢ والتاريخ الكبير ٢ / ٢ / ٢٠٩ والجرح والتعديل ٢ / ١ / ٣٢٠ وتبصير المنتبه ٢ / ٧٦٧. وسيابة ضبطت عن الإصابة بكسر أوله والتخفيف وبعد الألف موحدة.

(٢) بعدها كلمة غير واضحة بالأصل.

(٣) من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة ٢ / ١٠٢ وانظر أسد الغابة ٢ / ٣٤٣.

(٤) العواتك جمع عاتكة ، وهن في جدات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تسع انظر تاج العروس : عتك.

٨٤

ابن البطر (١) ، أنا أبو الحسن بن رزقويه (٢) ، قالا : أنا إسماعيل بن محمد ، نا محمد بن سنان ، حدثنا إسحاق بن إدريس ، نا هشيم ، عن يحيى بن سعيد بن العاص ، أخبرني سيابة بن عاصم السلمي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم حنين : «أنا ابن العواتك» [١٤٢٣٠]. واللفظ لابن مندة ، قال ابن مندة : ولم يذكر في الإسناد عمرو بن سعيد.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أبو عمرو بن حكيم ، نا أبو حاتم ، نا محمد الصباح ، نا هشيم ، نا يحيى بن سعيد ، عن عمرو بن سعيد بن العاص ، أنا سيابة بن عاصم السلمي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم حنين : «أنا ابن العواتك» [١٤٢٣١].

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، وأبو القاسم [ابن](٣) البسري (٤) قالا : أنا أبو طاهر المخلص ، نا عبد الله بن محمد. ح وأخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود المفري (٥) ، وأبو طالب محمد ابن علي بن حريب الدّلّال المعروف بابن الكوفية (٦) ، وأبو منصور إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن سالم الهيثمي ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد السلام بن .... (٧) ، قالوا : أنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي ، أنا أبو بكر محمد بن عمرو ابن خلف بن زنبور ، نا يحيى بن محمد بن صاعد قالا : نا محمد بن سليمان لوين (٨). ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد ، قالا : نا أبو عمرو [نا](٩) هشيم ، عن شيخ من قريش يقال له يحيى بن سعيد بن عمرو بن

__________________

(١) هو أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله ابن البطر البغدادي ، ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٤٦.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : «درفويه» والصواب ما أثبت ، راجع ترجمة ابن البطر في سير الأعلام ، فقد ذكر الذهبي في شيوخه : أبا الحسن ابن رزقويه.

(٣) زيادة للإيضاح.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : البشري.

(٥) غير واضحة بالأصل ، راجع مشيخة ابن عساكر ١٢٦ / ب.

(٦) مشيخة ابن عساكر ١٩٨ / ب.

(٧) لفظتان غير واضحتين بالأصل ونميل إلى قراءتهما : «قنداس القط» وليس في مشيخة ابن عساكر.

(٨) غير واضحة بالأصل.

(٩) زيادة للإيضاح.

٨٥

العاص ، عن سيابة السلمي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم حنين : «أنا ابن العواتك» من سليم.

قال البغوي : قال لوين (١) : ولا أدري لعل أدخل بينهما رجلا حتى أنظر فيه زاد عيسى قال البغوي : ولا أعلم لسيابة غير هذا ، وسيابة السلمي سكن الشام.

رواه أبو الحسن الدارقطني عن يحيى بن صاعد ، عن لوين ، عن هشيم ، عن عمرو بن يحيى بن سعيد بن العاص ، عن رجل ، عن سيابة.

[قال ابن عساكر :](٢) والصحيح ما قدمناه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن السمرقندي ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، أنا محمد ابن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٣) ، نا عبد الله بن يوسف ، نا عيسى بن يونس ، عن عبّاد بن موسى ، عن الشعبي.

أنه أتي به الحجاج موثقا ، فلما انتهي به إلى باب القصر لقيني يزيد بن أبي مسلم فقال : إنا لله يا شعبي لما بين دفتيك من العلم ، وليس بيوم شفاعة بؤ للأمير (٤) بالشرك وبالنفاق على نفسك ، فبالحري أن تنجو ، ثم لقيني محمد بن الحجاج فقال لي مثل مقالة يزيد ، فلما دخلت على الحجاج قال : وأنت يا شعبي ممن خرج علينا وكثر!؟ فقلت : أصلح الله الأمير أحزن بنا المنزل ، وأجدب الجناب ، وضاق المسلك ، واكتحلنا السهر ، واستحلسنا الخوف ، ووقعنا في خزية (٥) ، لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء ، قال : صدق والله ما برّوا بخروجهم علينا ، ولا قوو (٦) علينا حيث [فجروا ، أطلقا](٧) عنه ، ثم احتاج إليّ [في](٨) فريضة ، فأتيته ، فقال : ما تقول في أخت وأمّ وجدّ؟ قلت : قد اختلف فيها خمسة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : عبد الله بن عباس ، وزيد ، وعثمان ، وعلي ، وعبد الله بن مسعود فقال :

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : كوين.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) الخبر بتمامه رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٩٩ وما بعدها. ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٤ / ٣٢٥ ـ ٣٢٧.

(٤) بالأصل : يوم الأمير ، والمثبت عن المعرفة والتاريخ.

(٥) كذا بالأصل ، وفي المعرفة والتاريخ : خربة.

(٦) في المعرفة والتاريخ : قدروا.

(٧) مطموس بالأصل ، والمثبت بين معكوفتين عن المعرفة والتاريخ.

(٨) زيادة عن المعرفة والتاريخ.

٨٦

ما قال فيها ابن عباس إن كان لمفتيا؟ قلت : جعل الجد أبا ولم يعط الأخت شيئا ، وأعطى الأم الثلث ، قال : فما قال فيها زيد؟ قلت : جعلها من تسعة أعطى الأم ثلاثة ، وأعطى الجد أربعة ، وأعطى الأخت سهمين ، قال : فما قال فيها أمير المؤمنين يعني عثمان؟ قلت : جعلها أثلاثا ، قال : فما قال فيها ابن مسعود؟ قلت : جعلها من ستة ، أعطى الأخت ثلاثة ، والجد سهمين ، والأم سهما ، قال : فما قال فيها أبو تراب (١)؟ قلت : جعلها من ستة ، أعطى الأخت ثلاثة ، وأعطى الأم سهمين ، وأعطى الجد سهما (٢) ، إذ جاء الحاجب وقال : إن بالباب رسلا قال : ائذن لهم ، قال : فدخلوا عمائمهم على أوساطهم وسيوفهم على عواتقهم ، وكتبهم بأيمانهم ، ودخل رجل من بني سليم يقال له سيابة بن عاصم فقال : من أين؟ قال : من الشام ، قال كيف أمير المؤمنين؟ كيف جسمه (٣)؟ فأخبره ، فقال : هل كان وراءك من غيث؟ قال : نعم ، أصابني فيما بيني وبين أمير المؤمنين ثلاث سحائب ، قال : فانعت لي كيف كان وقع القطر؟ وكيف كان أثره وتباشيره؟ قال : أصابتني سحابة بحوران فوقع قطر صغار وقطر كبار ، فكان الكبار لحمة للصغار ، ووقع بسيط (٤) متدارك وهو السح الذي سمعت به ، فؤاد سائل ، وواد بارح (٥) ، وأرض مقبلة وأرض مدبرة ، وأصابتني سحابة بسوى (٦) أو القريتين (٧) ما أدري أي المنزلين (٨) شك عيسى ، فلبدت (٩) الدماث (١٠) وأسالت الغزار ، وأدحضت التلاع ، وصدعت عن الكماة أماكنها ، وأصابتني سحابة بسوى أو القريتين ، شك عيسى ، ففاءت (١١)

__________________

(١) أبو تراب كنية علي بن أبي طالب (رض) كناه بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٢) زيد في حلية الأولياء ٤ / ٣٢٦ بعدها : قال : مر القاضي فليمضها على أمضاها أمير المؤمنين عثمان.

(٣) كذا بالأصل ، وفي المعرفة والتاريخ : كيف حشمه.

(٤) في حلية الأولياء : سبط.

(٥) في المعرفة والتاريخ : سائح ، وفي الحلية : نازح ، وفي اللسان : أرض براح واسعة ظاهرة ، لا نبات فيها ولا عمران.

(٦) تقرأ بالأصل : بسهيا ، تصحيف ، والصواب عن المعرفة والتاريخ. وسوى : اسم ماء في ناحية السماوة (معجم البلدان).

(٧) في المعرفة والتاريخ : «القرنين» والقريتين : قرية كبيرة بينها وبين تدمر مرحلتان (معجم البلدان).

(٨) في المعرفة والتاريخ : «المزارين» وفي المختصر : المنزلتين.

(٩) تقرأ بالأصل : فايقرت ، والمثبت عن المعرفة والتاريخ.

(١٠) الدماث : جمع دميث ، وهو المكان اللين ذو الرمل.

(١١) في المعرفة والتاريخ : فثأت.

٨٧

الأرض بعد الري وامتلأ الإخاذ وأفعمت الأودية ، وجئتك في مثل وجار ـ أو مجرّا ـ الضبع.

ثم قال : ائذن ، فدخل رجل من بني أسد فقال : هل كان وراءك من غيث؟ قال : لا ، كثر الإعصار واغبرّ البلاد وأكل ما أشرف من الجنبة (١) ، فاستيقنا أنه عام سنة ، قال : بئس المخبر أنت قال : أخبرتك بالذي كان (٢).

قال : ائذن ، فدخل رجل من أهل اليمامة ، فقال : هل كان وراءك من غيث؟ قال : نعم ، سمعت الرواد تدعو إلى ريادتها وسمعت قائلا يقول : هلمّ أظعنكم إلى محلة تطفأ فيها النيران ، وتشتكي فيها النساء وتتنافس فيها المعزى.

قال الشعبي : فلم يدر الحجاج ما قال ، قال : ويحك (٣) إنما تحدث أهل الشام فأفهمهم. قال : أصلح الله الأمير أخصب الناس فكان الثمر والسمن والزبد واللبن فلا توقد نار يختبز بها ، وأ ما تشتكي النساء فإن المرأة (٤) تظل تريق بهمها وتمخض لبنها فتبيت ولها أنين من عضديها فإنهما ليسا منها ، وأما تنافس المعزى فإنها ترى من أنواع الشجر وألوان الثمر ونور النبات ما يشبع بطونها ولا تشبع عيونها ، فتبيت وقد امتلأت أكراشها لها الكظّة جرة (٥) فتبقى الجرّة حتى تستنزل لها الدرة.

قال : ائذن ، فدخل رجل من الموالي ، كان من أشد الناس في ذلك الزمان ، فقال : هل كان وراءك من غيث؟ قال : نعم ، ولكن لا أحسن أن أقول كما قال هؤلاء ، قال : قل كما تحسن ، قال : أصابتني سحابة بحلوان (٦) ، فلم أزل أطأ في أثرها حتى دخلت على الأمير ، قال : لئن كنت أقصرهم في المطر خطبة ، إنك لأطولهم بالسيف خطوة.

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله ، أنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد بن علي ، أنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا عبد الله ابن محمد بن عبيد ، نا سليمان بن عمر بن خالد الرقي ، نا عيسى بن يونس ، نا عبّاد بن موسى ، عن الشعبي قال :

__________________

(١) الجنبة : نبات بين البقل والشجر.

(٢) من قوله : الضبع إلى هنا ليس في المعرفة والتاريخ.

(٣) تقرأ بالأصل : فكل ، والمثبت عن المعرفة والتاريخ.

(٤) «فإن المرأة» مكرر بالأصل.

(٥) الجرة ما يخرجه البعير للاجترار.

(٦) أراد حلوان البليدة التي في آخر حدود خراسان مما يلي أصبهان (راجع معجم البلدان).

٨٨

أتي بي الحجاج موثقا ، فإني لعنده إذ جاء الحاجب فقال : إن بالباب رسلا فقال : ائذن ، فدخلوا عمائمهم على أوساطهم وسيوفهم على عواتقهم وكتبهم بأيمانهم ، فدخل رجل من بني سليم يقال له سيابة بن عاصم ، فقال : من أين؟ قال : من الشام ، قال : كيف تركت أمير المؤمنين؟ كيف جسمه فأخبره قال : هل كان وراءك من غيث؟ قال : نعم ، أصابني فيما بيني وبين أمير المؤمنين ثلاث سحائب ، قال : فانعت كيف كان وقع المطر ، وكيف كان أثره وتباشيره؟ قال : أصابتني سحابة بحوران فوقع قطر صغار وقطر كبار ، فكان الصغار لحمة للكبار ، ووقع بسيط متدارك وهو السّحّ الذي سمعت به فوادي سائل ووادي (١) نازح وأرض مقبلة وأرض مدبرة ، وأصابتني سحابة بسوى فأروت الدماث وأسالت العزاز (٢) ، وأدحضت التلاع وصدعت عن الكماة أماكنها ، وأصابتني سحابة بالقرنين (٣) ففاءت الأرض بعد الري وامتلأ الإخاذ وأفعمت الأودية ، وجئتك في مثل وجار الضبع ، أو قال مجرّ.

قال : ائذن ، فدخل رجل من بني أسد ، فقال : هل كان وراءك من غيث؟ قال : لا كثر الإعصار واغبرّ البلاد ، وأكل ما أشرف من الجنبة يعني النبت ، واستقينا أنه عام سنة ، قال : بئس المخبر أنت ، قال : أخبرتك بالذي كان.

قال : ائذن ، فدخل رجل من أهل اليمامة فقال : هل وراءك من غيث؟ قال : نعم ، سمعت الرعاء تدعو إلى ريادتها وسمعت قائلا يقول : هلمّ أظعنكم إلى محلة تطفأ فيها النيران وتشكي فيها النساء ، وتنافس فيها المعزى ، قال : فلم يفهم الحجاج ما قال ، فقال : ويحك إنما تحدث أهل الشام فأفهمهم (٤) ، قال : نعم ، أصلح الله الأمير ، أخصب الناس فكان التمر والسمن والزبد واللبن ، ولا يوقد نار يختبز بها ، وأما تشكّي النساء فإن المرأة تظل تربق (٥) بهمها ، وتمخض لبنها فتبيت ولها أنين من عضديها كأنهما ليسا منها ، وأما تنافس المعزى ، فإنها ترى من أنواع الشجر وألوان الثمر ما تشبع بطونها ولا تشبع عيونها ، فتبيت وقد امتلأ أكراشها ، لها (٦) من (٧) الكظة جرّة حتى تستنزل الدرة. قال : ائذن ، فدخل رجل من الموالي ،

__________________

(١) كذا بالأصل هنا بإثبات الياء.

(٢) العزاز الأرض الصلبة.

(٣) كذا هنا ، وتنقدم : القريتين.

(٤) غير واضحة بالأصل ، والمثبت كما في الرواية السابقة.

(٥) ربق الشاة والجدي : شدها في الربقة وهي عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها (انظر اللسان).

(٦) بالأصل : بها.

(٧) من قوله : أكراشها إلى هنا مكرر بالأصل.

٨٩

كان من أشد الناس في ذلك الزمان فقال : هل كان وراءك من غيث؟ قال : نعم ، ولكن لا أحسن ما أقول كما يقول هؤلاء ، قال : فما تحسن؟ قال : أصابتني سحابة بحلوان ، فلم أزل أطأ في أثرها حتى دخلت على الأمير ، قال : لئن كنت أقصرهم في المنطق خطبة ، إنك لأطولهم بالسيف خطوة.

[قال ابن عساكر :](١) كذا قال ، وعياد بن موسى يروي هذه الحكاية عن أبي بكر الهذلي عن الشعبي.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة ، وقرأ علي إسناده أنبأ أبو علي محمد ابن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (٢) ، أنا أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي ، أخبرني أبي عبد الله بن نصر بن بجير ، حدّثني أبو جعفر محمد بن عباد بن موسى ، نا عباد بن موسى (٣) ، أخبرني أبو بكر الهذلي (٤) قال : قال لي الشعبي.

دخل الحاجب ـ يعني على الحجاج بن يوسف ـ فقال : إن بالباب رسلا ، قال : أدخلهم ، فدخلوا وسيوفهم على عواتقهم ، وعمائمهم في أوساطهم وكتبهم بأيمانهم ، قال : ائذن ، فدخل رجل من بني سليم يقال له سيابة بن عاصم قال : من أين؟ قال : من الشام ، قال : كيف أمير المؤمنين؟ كيف هو في بدنه؟ كيف هو في حاشيته؟ كيف ، كيف؟ قال : خير ، قال : كان وراءك من غيث؟ قال : نعم ، أصابتني فيما بيني وبين أمير المؤمنين ثلاث سحائب ، قال : فانعت لي كيف كان وقع المطر ، وكيف كان أثره وتباشيره؟ قال : أصابتني سحابة بحوران ، فوقع قطر صغار ، وقطر كبار ، فكان الصغار لحمة الكبار ، ومتداركا (٥) وهو السح الذي سمعت به فؤاد سائل ، وواد نازح ، وأرض مقبلة وأرض مدبرة ، وأصابتني سحابة بسوى (٦) فأندت الدماث وأسالت العزاز (٧) وأدحضت التلاع ، وصدعت عن الكماة أماكنها ،

__________________

(١) زيادة للإيضاح.

(٢) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح الكافي ١ / ٢٨٠ وما بعدها.

(٣) قوله : نا عباد بن موسى ليس في الجليس الصالح.

(٤) هو سلمى بن عبد الله بن سلمى ، كما في تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٥ وسماه الجاحظ في البيان والتبيين ١ / ٣٦٨ عبد الله بن سلمى.

(٥) في الجليس الصالح : ووقع سبطا متداركا.

(٦) كذا ورد أيضا هنا ، وفي الجليس الصالح : «بسوان» انظر معجم البلدان ٣ / ١٨٢ سوان.

(٧) في الجليس الصالح : الغرار ، وهو الشق في الأرض.

٩٠

وأصابتني سحابة بالقرنين (١) فأفاءت الأرض بعد الري ، وامتلأ الإخاذ ، وأفعمت الأودية ، وجئتك في مثل مجرّ (٢) الضّبع ، وذكر الحكاية.

أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه‌الله (٣) قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، أنبأ أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي ، أنا أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي قال في حديث الحجاج أنه دخل عليه سيابة بن عاصم السلمي فقال : من أي البلدان أنت؟ قال : من حوران ، قال : هل كان وراءك من غيث؟ قال : نعم ، أصلح الله الأمير ، قال : نعم ، قال : انعت لنا كيف كان المطر وتبشيره؟ قال : أصابتني سحابة بحوران ، فوقع قطر كبار وقطر صغار ، فكان الصغار لحمة للكبار ، ووقع بسيطا متداركا وهو السّحّ الذي سمعت به فؤاد سائل ، وواد نازح ، وأرض مقبلة وأرض مدبرة ، وأصابتني سحابة بالقريتين فأندت الدماث ، وأسالت العزاز ، وصدعت الكماة أماكنها ، وجئتك في مثل وجار الضبع ، ثم دخل عليه رجل من بني أسد فقال له : هل كان وراءك من غيث؟ قال : اغبرّ البلاد ، وأكل ما أشرف من الجنبة ، فاستيقنا إنه عام سنة ، قال : بئس المخبر أنت.

حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن مالك ، نا محمد بن أيوب ، نا عبيد بن يعيش ، نا يحيى بن يعلى المحاربي ، عن عبد الكريم بن الجراح ، عن يونس بن أبي إسحاق ، نا عبّاد بن موسى ، عن الشعبي.

وأخبرنا ابن الأعرابي ، نا الترقفي ، نا سليمان بن أحمد الواسطي ، نا أبو مسهر ، نا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق ، نا عبّاد بن موسى ، عن الشعبي ، هكذا الترقفي عيسى ، عن عبّاد ، وقال ابن ضريس : يونس بن عبّاد ، وزاد ابن الأعرابي في حديثه فقال : لبدت الدماث ودحضت التلاع ، وملأت الحفر ، وجئتك في ما يجر الضبع ، ويستخرجها من وجارها ، ففاءت الأرض بعد الري ، وامتلأت الإخاذ وأفعمت الأودية ، قال : ثم دخل عليه رجل من أهل اليمامة فقال : هل كان وراءك من غيث؟ قال : نعم ، كانت سماء ولم أرها وسمعت الرّوّاد

__________________

(١) كذا وفي الجليس الصالح : «القريتين» وقد مرّ «القريتين».

(٢) بالأصل : مجرى ، والمثبت عن الجليس الصالح : «مجرّ» جاء في اللسان : قال شمر : سمعت ابن الأعرابي يقول : جئتك في مثل مجر الضبع ، يريد السيل قد فرق الأرض فكان الضبع جرت فيه.

(٣) الخبر من زيادات القاسم ابن المصنف ابن عساكر.

٩١

تدعو إلى ريادتها فسمعت قائلا يقول : أظعنكم إلى محلة تطفى فيها النيران وتشكّي فيها النساء ، وتنافس فيها المعزى ، قال : فلم يفهم الحجاج ما قال ، فاعتلّ عليه بأهل الشام ، فقال له : ويحك إنّما تحدث أهل الشام ، فأفهمهم ، فقال : أما طفي النيران فإنه أخصب الناس ، .... (١) الشمس فكثر السمن والزبد واللبن فلم يحتج إلى نار يختبز بها ، وأما تشكّي النساء فإنّ المرأة تربق بهمها وتمخض لبنها فتبيت ولها أنين ، وأما تنافس المعزى فإنّها ترى من ورق الشجر وزهر النبات ما يشبع بطونها ، ولا تشبع عيونها فتبيت ولها كظة من الشبع وتشترّ (٢) فتستنزل الدرة ، ثم دخل رجل من الموالي من أشد الناس في ذلك الزمان ، فقال له : هل كان وراءك من غيث؟ قال : نعم ، أصلح الله الأمير ، غير أنّي لا أحسن أن أقول كما قال هؤلاء ، إلّا أنه أصابني سحابة ، فلم أزل في ماء وطين حتى دخلت على الأمير ، قال : فضحك الحجاج ثم قال : والله لئن كنت من أقصرهم خطبة في المطر لمن أطولهم خطبة بالسيف.

قوله : كيف كان المطر وتبشيره؟ يريد أول أمره وبدو وقوعه ، وأحد التباشير وهي أولئك الأمور وما يتقدمها من أمارتها ، ومنه تباشير الصبح وقال ما يفرد منه اسم إنّما يتكلم به في الغالب ، على لفظ الجمع ، والسّحّ : شدة انصباب المطر ، يقال سحّ المطر يسحّ سحّا. والنادح من النّدح وهو السعة ، ومنه قولهم : إنه لفي مندوحة من الأمر أي في سعة منه (٣) ، والدماث السهول من الأرض ، يقال : مكان دمث أي سهل لين ، يريد أن المطر قد لبد ما ... (٤) والعزاز : ما صلب من الأرض واشتدّ منها ، وقوله دحضت التلاع ؛ فإذا التلاع هاهنا ما غلظ وارتفع من الأرض ، واحدها تلعة ؛ والدّحض الزلق ، يريد أنها صارت زلقا لا تستمسك عليها إلا زحل ، يقال : دحضت رجلي زلقت ، وحضت حجة فلان إذا بطلت ، وقد أدحضتها (٥). ويقال ما يجري الضبع على وجارها : فإن وجار الضبع جحرها الذي تأوي إليه ، وفيه لغتان : وجار ووجار (٦). قال الكسائي والفراء : يقال غيث جورّ مكسورة الجيم مفتوحة

__________________

(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.

(٢) كلمة غير واضحة بالأصل. ولعل الصواب ما أثبت ، وهي بمعنى تجتر ، وسترد قريبا بهذا المعنى.

(٣) انظر تاج العروس (ندح).

(٤) كلمة غير واضحة بالأصل.

(٥) تاج العروس : دحض.

(٦) النظر تاج العروس : وجر ٧ / ٥٨٥ ط. دار الفكر ـ.

٩٢

الواو مشدّدة الراء (١) يذهبون به إلى تأويل قولهم غيث جأر الضبع ، أي يدخل على الضبع في وجارها حتى يذلقها منه. قال أبو سليمان : فأما قوله في رواية ابن مالك : وجئتك في مثل وجار الضبع فإنه غلط وإنما هو في مثل جار الضبع ، ومعناه ما ذكرته لك عن الكسائي والفراء ؛ وكان الأصمعي يقول : إنّما هو غيث جؤر بالتخفيف والهمز مثل .... (٢) له صوت من قولهم جأر الرجل بالدعاء إذا رفع صوته وأنشده :

لا تسقه صوت رعاف جؤر (٣)

والإخاذ مصانع الماء. واحدها إخذ ، ويقال أخذ. قال الشاعر يصف غيثها :

وغادر الأخذ والإخاذ مترعة

تطفو واسجل أنهارا وغدرانا

وواحد الأوخاذ وخذ وهو مستنقع الماء ، قال ابن مالك : قال رجل لأعرابي : .... (٤) لم يكن ما هنا وخذ. قال : بلى ، أوخاذ يريد عهدت أوخاذا نصبه على إضمار فعل وقوله : أفعمت ملئت ، وأنا مفعم إذا لم يكن فيه متسع ، والجنبة من الشجر ما تتروح في الصيف وتيبس في الشتاء ، قال أبو مالك : الجنبة نبات يغلظ على البقل ويرق عن الشجر ، والرّوّاد جمع رائد ، وهو الذي يتقدم القوم فيرتاد لهم الكلأ والمنزل ، وفي بعض الأمثال : الرائد لا يكذب أهله يقال راد يرود رودا وريادة قال الشاعر :

فقلت لها أهلا وسهلا ومرحبا

بموقد نار محمد من يرودها

وقوله تربق بهما : أي تشدّ الأرباق في أعناق البهم ، وهي صغار أولاد الغنم ، يقال للواحد بهما ، بهمة الذكر والأنثى فيه سواء.

وأخبرني أبو عمر ، أنا ثعلب ، عن ابن الأعرابي أنه (٥) قال : العرب تقول :

رمدت الضأن فربّق [ربّق](٦)

__________________

(١) انظر تاج العروس : جأر وجور.

(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل.

(٣) عجز بيت في تاج العروس «جأر» ونسبه لجندل بن المثنى ، وصدره فيه :

يا رب رب المسلمين بالسور

(٤) كلمة غير واضحة بالأصل.

(٥) تقرأ بالأصل : أي.

(٦) زيادة عن تاج العروس رنق.

٩٣

رمدت المعزى فرنق رنّق

قال : وهو أن الضأن إذا تغيرت ضروعها ولدت سريعا تقول فهو الأرباق لأولادها ، والمعزى تبطئ ، ومعنى : رنّق احتبس وانتظر ، ومنه ترنيق الطائر وهو أن يرفرف قبل وقوعه إلى الأرض (١) ، وقوله يشتر إنما هو يجتر بالجيم من الجرّة ، والشين قريبة المخرج منها ، والعرب تقول : لا أفعل ذلك ما اختلفت الجرّة والدّرّة (٢) ، واختلافهما (٣) أن الجرّة تصعد والدّرّة تسفل ، وقوله : إنك لمن أطولهم خطوة بالسيف أي أشدّهم تقدّما في القتال ، ومن هذا قول الشاعر :

إذا قصّرت أسيافنا كان وصلها

خطانا إلى أعدائنا فتطول

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، وأبو العز ثابت بن منصور ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنبأ أبو الحسين محمد بن أحمد ، أنا أبو حفص عمر ، نا خليفة بن خياط قال (٤) : ومن بني (٥) منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان [ثم](٦) من بني سليم بن منصور : سيابة (٧) بن عاصم بن سباع من خزاعي بن محارب بن مرّة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن أبي (٨) ثعلبة بن بهثة بن سليم ، روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا ابن العواتك» [١٤٢٣٢].

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك ابن عبد الجبار ، ومحمد بن علي واللفظ له قالوا : أنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل قال (٩) : سيابة

__________________

(١) تاج العروس : رنق.

(٢) مثل. انظر تاج العروس : جرر ، ودرر.

(٣) بالأصل : واختلافها ، والمثبت عن تاج العروس.

(٤) طبقات خليفة بن خياط ص ٩٨ و ١٠٠ رقم ٣٣٨.

(٥) بالأصل : «نا» والمثبت «ومن بني» عن طبقات خليفة.

(٦) زيادة عن طبقات خليفة.

(٧) تحرفت في طبقات خليفة إلى «شيبان» ولم يتنبه محققها إلى ذلك.

(٨) لفظة «أبي» ليست في طبقات خليفة.

(٩) التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ٢ / ٢٠٩ رقم ٢٥٢٦.

٩٤

[السلمي](١) أراه ابن عمرو ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاله هشيم عن عمرو بن سعيد مرسل ، وقال بعضهم : عن هشيم ، عن يحيى بن عمرو (٢).

كذا فيه ، وقوله : أراه ابن عمرو من قبيل الظن ، وهو ابن عاصم ، وصوابه : وقال بعضهم عن هشيم عن يحيى عن عمر يعني يحيى بن سعيد.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي إجازة.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، نا أبو الحسن.

قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم (٣) قال : سيابة بن عاصم السلمي روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال يوم حنين : «أنا ابن العواتك» ، روى عنه عمرو بن سعيد بن العاص ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار ، والمبارك بن عبد الجبّار ، قالا (٤) : أنا الحسين (٥) بن علي الطناجيري ، أنا محمد بن إبراهيم الدارمي ، نا أبو عبد الله عبد الملك بن بدر بن الهيثم ، نا أحمد بن هارون الحافظ قال في الطبقة الأولى من الأسماء المنفردة : سيابة ، روى عنه عمرو بن سعيد بالمدينة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا محمد بن أحمد بن جعفر الفقيه ، أنا محمد بن أحمد بن .... (٦) ، نا أبو أحمد العسكري قال : سيابة بن عاصم السلمي السين غير معجمة ، بعدها تحتها نقطتان ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركت عن التاريخ الكبير.

(٢) بالأصل : عمر ، والمثبت عن التاريخ الكبير.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ١ / ٣٢١ رقم ١٤٠١.

(٤) بالأصل : قال.

(٥) بالأصل : أبو الحسين ، تصحيف ، هو الحسين بن علي الطناجيري ، أبو الفرج راجع ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٦١٨.

(٦) كذا ، ومن الرواة عن العسكري أبو بكر محمد بن أحمد الوادعي ، راجع ترجمة الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، أبي أحمد في سير الأعلام ١٦ / ٤١٣.

٩٥

قال : وأما سيابة فهو سيابة بن عاصم السّلمي ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم ذكر له حديث العواتك.

ح قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي زكريا البخاري.

ح وحدثنا خالي أبو المعالي محمد بن يحيى القاضي ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا أبو زكريا عبد الغني بن سعيد قال : سيابة بالسّين غير معجمة ، وياء وباء منهم : سيابة السّلمي له صحبة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال : سيابة روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه عمرو بن سعيد بن العاص ، وله وفادة أقبل هو وابن أخيه الجحّاف بن حكيم من الكوفة وكانا يمانيين وله بناحية رها (١) وسروج (٢) عقب كثير (٣).

أنبأنا أبو سعد المطرز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ قال : سيابة بن عاصم السّلمي ، وهو سيابة بن عاصم بن شيبان بن خزاعي بن محارب بن مرة بن هلال وفد هو وابن أخيه الجحّاف بن حكيم من الكوفة ، وكانا يمانيين ، وله بناحية الرها وسروج عقب كثير.

قرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (٤) قال : وأما سيابة بسين مهملة بعدها ياء مفتوحة معجمة باثنين من تحتها وبعد الألف ياء معجمة بواحدة فهو سيابة بن عاصم السلمي ، سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أنا ابن العواتك من سليم». رواه يحيى بن سعيد ، عن محمد ابن إبراهيم عنه.

__________________

(١) رها : مدينة بالجزيرة فوق حران.

(٢) سروج بلدة قريبة من حران.

(٣) أسد الغابة ٢ / ٣٤٣.

(٤) الإكمال لابن ماكولا ٥ / ١٤.

٩٦

ذكر من اسمه سيار

[٩٩٣٤] سيار مولى معاوية ، ويقال :

مولى خالد بن يزيد بن معاوية

دمشقي ، سكن البصرة.

وحدث عن أبي الدرداء ، وأبي أمامة ، وابن عباس ، وأبي (١) إدريس الخولاني.

روى عنه سليمان بن طرخان ، وعبد الله بن بجير التيميان البصريان ، وقرّة بن خالد.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، أنا أبو علي الحسن بن علي ، أنا أحمد بن جعفر نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدثني أبي ، نا محمد بن أبي عدي ، عن سليمان.

وأخبرنا أبو منصور بن زريق ، ثنا أبو الحسين بن المهتدي ، نا أبو بكر محمد بن يوسف ابن محمد العلاف إملاء ، نا عبد الملك بن أحمد بن نصر ، نا محمد بن عمرو الباهلي ، نا ابن أبي (٣) عدي ، نا سليمان يعني التيمي.

عن سيّار (٤) ، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «فضلني الله (٥) على ، وفي حديث

__________________

[٩٩٣٤] ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٤٦٩ وتهذيب الكمال ٨ / ٢٤٥ وفيه : سيار القرشي الأموي الشامي. والتاريخ الكبير ٢ / ٢ / ١٦٠ والجرح والتعديل ٢ / ١ / ٢٥٤.

(١) تحرفت بالأصل إلى : ابن.

(٢) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٨ / ٢٦٨ رقم ٢٢١٩٨ طبعة دار الفكر.

(٣) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : يسار.

(٥) في مسند أحمد : ربي.

٩٧

أحمد : فضلني على الأنبياء أو قال : أمتي ، وفي حديث أحمد : أو قال على الأمم بأربع زاد الباهلي : أرسلني ، وفي حديث أحمد قال : قال أرسلني (١) إلى الناس كافة وجعلت لي الأرض كلها ولأمتي مسجدا وطهورا ، فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره ، ونصرت بالرعب زاد الباهلي : يسير بين يدي ، وقالا : مسيرة شهر يقدمه (٢) ، وفي حديث الباهلي : يقذف في قلوب أعدائي ، وأحلّ لنا الغنائم» [١٤٢٣٣].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدثنا يحيى بن معين ، ثنا معتمر ، عن أبيه ، عن سيّار مولى لآل معاوية بحديث آخر ، وقال : هو سيّار الشامي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا عبيد الله بن أحمد ابن علي ، نا محمد بن عبيد الله بن العلاء الكاتب ، نا علي بن حرب ، نا أسباط بن محمد ، نا سليمان التيمي ، عن سيّار مولى معاوية ، عن أبي أمامة قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله عزوجل فضّلني على الأنبياء ، وفضّل أمتي على الأمم ، بعثني إلى الناس كافة ، ونصرني بالرعب يسير بين يدي مسيرة شهر يقذفه في قلوب أعدائي ، وجعل الأرض كلها لي ولأمتي طهورا ومسجدا ، فأيما عبد من أمتي أدركته الصلاة فعنده طهوره ومسجده ، وأحلّت لي الغنائم» [١٤٢٣٤].

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن الأكفاني ، وأبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب لفظا ، أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري بنيسابور ، نا أبو محمد حاجب بن أحمد بن برجم بن سفيان الطوسي ، نا محمد بن حمّاد هو الأبيوردي ، نا يزيد بن هارون ، عن سليمان التيمي ، عن سيّار ، عن عائذ الله قال : الذي يتبع الأحاديث ليحدّث بها لا يجد ريح الجنة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا محمد بن مسلم ، أنا إبراهيم البقال ، أنا محمد بن علي بن يعقوب ، أنا أحمد بن محمد ، أنا أبو بكر ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي قال :

__________________

(١) في المسند : أرسلت.

(٢) في المسند : يقذفه.

(٣) مسند أحمد بن حنبل ٨ / ٢٦٨ رقم ٢٢١٩٩.

٩٨

قال يحيى بن معين : سيّار ، يقال : مولى لآل معاوية من أهل دمشق ، روى عنه التيمي وحده.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن شهريار ، أنا أبو حفص الفلّاس قال في تسمية من روى عن ابن عباس : سيّار مولى خالد بن يزيد بن معاوية ، نزل البصرة ، وأصله شامي ، الذي روى عنه التيمي ، وروى عنه قرّة بن خالد ، روى عنه عبد الله بن بجير.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمد ، عن أبي (١) عمر ابن حيوية ، أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سيّار الذي روى عنه سليمان التيمي مولى لآل معاوية.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الغنائم ، واللفظ له ، وأبو الحسين الصيرفي ، قالوا : أبو أحمد الغندجاني (٢) زاد [ابن](٣) خيرون وأبو الحسين الأصبهاني ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل البخاري (٤) قال : سيار مولى بني أمية ، الشامي ، عن أبي أمامة ، روى عنه سلميان التيمي ، وعبد الله بن بجير ، وهو مولى خالد بن يزيد بن معاوية القرشي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد.

قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (٥) : سيار مولى بني أمية ، شامي ، روى عن أبي الدرداء ، وأبي أمامة ، وابن عباس ، روى عنه سليمان التيمي ، وعبد الله بن بجير ، سمعت أبي يقول ذلك (٦).

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : ابن.

(٢) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن سند مماثل.

(٣) سقطت من الأصل.

(٤) التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ٢ / ١٦٠.

(٥) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ١ / ٢٥٤.

(٦) الخبر السابق مكرر بالأصل.

٩٩

قال : سيّار مولى بني أمية ، ويقال : مولى معاوية ، روى عن أبي أمامة الباهلي ، روى عنه سليمان التيمي ، وعبد الله بن بجير ، قال البخاري : هو مولى خالد بن يزيد بن معاوية.

قرأت على أبي محمد عن أبي نصر بن ماكولا قال (١) : أما سيّار أوله سين مهملة ، ثم ياء معجمة باثنين من تحتها ، وآخره راء جماعة منهم : سيّار مولى بني أمية (٢) ، ويقال مولى معاوية ، روى عن أبي أمامة ، روى عنه سليمان التيمي ، وعبد الله بن بجير البصري.

[٩٩٣٥] سيّار خادم عمر بن عبد العزيز

حكى عنه إبراهيم بن بكر البصري.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، أنا أبو حامد بن جبلة ، نا محمد بن إسحاق (٤) ، نا يحيى بن أبي طالب ، نا إبراهيم بن بكر البصري ، نا سيار (٥) خادم عمر قال : دخلت على عمر فقال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره ورأيت عثمان وهو يقول : خصمت عليا ورب الكعبة ، وعلي يقول : غفر لي ورب الكعبة.

كذا في الأصل ، سيّار فإن كان الذي تقدم ذكره مولى آل معاوية خدم عمر بن عبد العزيز فهو هو ، وإن كان غيره فسيار (٦) بأسماء الموالي أشبه ، والله أعلم.

[٩٩٣٦] سيّار بن نصر بن سيّار ، أبو الحكم

حدث عن هشام بن عمار ، وقتيبة بن سعيد ، وأبي داود سليمان بن سيف الحرّاني (٧) ، وحرملة بن يحيى التّجيبي ، وأحمد بن معاوية البصري.

__________________

(١) الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٤٢٣ و ٤٢٤.

(٢) أقحم بعدها بالأصل : «عن أبي أمامة ، عنه التيمي».

(٣) الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٥ / ٣٣٨ في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

(٤) قوله : «نا محمد بن إسحاق» سقط من الحلية.

(٥) تحرفت في حلية الأولياء إلى : بشار.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : يسار.

(٧) تحرفت بالأصل إلى : الحرامي ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ١٤٧.

١٠٠