تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

العطار (١) ، نا حذيفة قال : وتوفي سهيل بن عمرو في طاعون عمواس من أرض فلسطين ، وقالت أم حبيب : أتيت أبي العاص بن أمية فبكى سهيل بن عمرو ، وكانت عند ابن عمه عمرو ابن عبدة (٢) :

فيا لك ليلة إحدى الليالي

أكابدها ونوم العين ... (٣)

وعزّ عليّ شخص لا أراه

ثوى بين الأماعز والتلال

تقول الناعيات : أبو يزيد

أصيب ولم يبارز للقتال

فقلت لصاحبي أسفا عليه

هلمّ كذا نديت إلى السؤال

فألفيت النوائح عاكفات

ونسوته عواجز بالجبال

ينحن صدورهن مسلمات

ينحن بكل مرزئة عضال

فيا لهفي عليه ولهف نفسي

على الوضّاح ذي الأنف الطوال

وقد عزّت مصيبته علينا

فدّى لمقامه عمّي وخالي

غريب الأرض حيرانا تراه

كريم الجيم محمود الفعال

وقالت أم عمرو بنت وقدان بن عبد شمس ابنة عم سهيل تبكيه ومن أصيب معه :

يا حسرتاه على نجائب عطلت

أكوارها وحبسن كلّ محبس

وغودر فتيان الصياح فأصبحت

قبورهم نوشا لكل مرمس

فيا عين فابكي ما سهيل ورهطه

أجيبيهم ملكي إليّ وأنفس

ثم اختموا الأنف العزيز إذا انتحى

عليّ وأشفى شاته المتلمس

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو القاسم عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد ، حدثني أحمد بن زهير ، نا المدائني.

ح وأخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط قال (٤) : قال أبو الحسن يعني

__________________

(١) قوله : «نا إسماعيل بن عيسى العطار» مكرر بالأصل.

(٢) كذا بالأصل ، وفي نسب قريش ص ٤٢٢ أم حبيب بنت العاصي بن أمية بن عبد شمس كانت زوجة شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود.

(٣) غير مقروءة بالأصل ورسمها : نال.

(٤) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٣١.

٦١

المدائني : قال : قتل ـ وفي حديث الماوردي : واستشهد ـ سهيل (١) بن عمرو باليرموك.

قال المدائني : ويقال : إن سهيل بن عمرو والحارث بن هشام ماتا في الطاعون.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن الفضل بن بيري ـ إجازة ـ أنا محمد بن الحسين بن محمد الزعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، أنا المدائني قال : يقال : إن سهيل بن عمرو ، والحارث بن هشام ماتا في الطاعون (٢) ، ويقال : قتل سهيل بن عمرو باليرموك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العز الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون ، قالا : أنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنبأ محمد بن أحمد ابن إسحاق ، نا عمر بن أحمد ، نا خليفة بن خياط (٣) ، وسهيل (٤) عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي استشهد يوم مرج الصّفّر ، ويقال : يوم اليرموك ، يكنى أبا يزيد.

أنبأنا أبو سعد (٥) محمد بن محمد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، قالا : أنا أبو نعيم ، نا سليمان بن أحمد (٦) ، نا أبو الزنباع ، ثنا يحيى بن بكير قال : توفي سهيل بن عمرو بالشام سنة ثمان عشرة.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، ثنا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين ابن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (٧) قال : وفيها يعني سنة ثمان عشرة مات سهيل ابن عمرو.

__________________

(١) تحرفت في تاريخ خليفة إلى : سهل.

(٢) الإصابة ٢ / ٩٤ وزيد فيها : سنة ثماني عشرة.

(٣) طبقات خليفة بن خياط ص ٦٣ رقم ١٥٣.

(٤) بالأصل : «نا سهيل» والمثبت عن طبقات خليفة.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : سعيد.

(٦) رواه الطبراني في المعجم الكبير ٦ / ٢١١ رقم ٦٠٣٧.

(٧) لم يعثر على الخبر في المعرفة والتاريخ.

٦٢

قال : ونا يعقوب قال : توفي سنة ثمان عشرة (١) سهيل بن عمرو أظنه حكاه عن عمار بن الحسن ، عن سلمة ، عن ابن إسحاق.

ح قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي محمد الكتّاني (٢) ، أنبأ أبو الحسن المؤدب ، أنا أبو سليمان بن أبي محمد قال : وفي هذه السنة يعني سنة ثمان عشرة سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي أبو يزيد بالشام مات.

[٩٩١٥] سهيل بن ميسرة

أبو سفيان الفلسطيني الرملي

قدم دمشق ، وحدث عن عطاء الخراساني.

روى عنه بقية ، وسليمان بن عبد الرحمن ، وهشام بن عمّار ، والهيثم بن خارجة المروذي.

أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين ، ثنا أبو الحسين بن المهتدي ، نا علي بن عمر بن محمد الحربي ، نا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، نا الهيثم بن خارجة ، نا سهيل بن ميسرة الفلسطيني قال : سمعت عطاء الخراساني يقول : إذا صلى الرجل وصاحبه تقدمه بمنكبه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، نا عبد العزيز بن أحمد لفظا ، أنا أبو الحسن محمد ابن عوف بن أحمد المزني ، نا أبو العباس محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار الحافظ ، أنا أبو بكر محمد بن خريم (٣) ، نا هشام بن عمار ، نا سهيل بن ميسرة قال : سمعت عطاء الخراساني يقول : ما أحدث رجل وضوءا إلا أحدث الله عزوجل له مغفرة.

قال : ونا سهيل قال : سمعت عطاء الخراساني يقول : إذا أمّ الرجل صاحبه فليتقدمه بمنكبه ، وليكن الإمام منهما عن يسار صاحبه.

__________________

(١) بعدها بالأصل : توفي.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : الكناني.

[٩٩١٥] ترجمته في الجرح والتعديل ٢ / ١ / ٢٤٩.

(٣) بالأصل : حريم ، تصحيف.

٦٣

ح قرأنا على أبي الفضل محمد بن ناصر ، عن محمد بن أحمد بن محمد ، أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج ، نا محمد بن أحمد بن حماد (١) ، نا يزيد بن عبد الصّمد [قال : حدثنا](٢) أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن ، نا سهيل بن ميسرة أبو سفيان الرملي ، لقيته بدمشق ، قال : سمعت عطاء الخراساني يقول : أهدي إلى أهل بيت رأس شاة ، فقالوا : إن جيراننا هؤلاء أحوج إليه منا ، فبعثوا به إليهم ، فلم يزالوا يتهادونه حتى رجع إلى الأول.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو علي إجازة.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد (٣).

قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (٤) : سهيل بن ميسرة أبو سفيان الرملي (٥) الفلسطيني [روى عن ....](٦) روى عنه بقية ، وسليمان بن شرحبيل ، سألت أبي عنه فقال : ما به بأس.

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أحمد بن محمد بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أبو الحسن قراءة قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة : سهل بن ميسرة.

[قال ابن عساكر :](٧) كذا قال ، وإنما هو سهيل بزيادة ياء.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا

__________________

(١) رواه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء ١ / ٢٠٠.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن الكنى والأسماء.

(٣) أقحم بعدها بالأصل : أنا أبو محمد.

(٤) الجرح والتعديل ٢ / ١ / ٢٤٩.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : البرمكي ، والصواب عن الجرح والتعديل.

(٦) ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح والتعديل ، ولم يذكر ابن أبي حاتم أيّا من شيوخه.

(٧) زيادة للإيضاح.

٦٤

الخصيب (١) بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي قال : أبو سفيان سهيل بن ميسرة الرملي (٢) عن عطاء الخراساني ، روى عنه أبو أيوب الدمشقي.

[٩٩١٦] سهيل الأعشى

من أهل المدينة.

حكى عن سالم بن عبد الله.

روى عنه أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة.

وغزا الروم في خلافة عمر بن عبد العزيز.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ـ إجازة ـ نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (٣) ، أنا محمد بن عمر ، نا ابن أبي سبرة ، عن سهيل الأعشى قال : قرئ علينا كتاب عمر بن عبد العزيز بأرض الروم يأمر والينا بنصب المنجنيق على الحصن ، وسالم بن عبد الله إلى جنبي يسمع الكتاب فلم ينكره.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : الحصيب.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : الرمكي.

(٣) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٣٥٢ في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

٦٥

ذكر من اسمه سلامة

[٩٩١٧] سلامة بن بحر

أبو الفرج القاضي

كان ببيروت ، ذكره أبو منصور النيسابوري الثعالبي في كتاب يتيمة الدهر (١) ، فقال : أبو الفرج سلامة بن بحر أحد قضاة سيف الدولة ، يقول شعرا يكاد يمتزج بأجزاء الهواء رقة وخفة ، ويجري مع الماء لطافة وسلاسة كقوله :

من سرّه العيد فما سرّني

بل زاد في همّي وأشجاني

لأنّه ذكّرني ما مضى

من عهد أحبابي وإخواني

قال أبو منصور (٢) : وأنشدني أبو علي محمد بن عمر الزاهي (٣) ، أنشدني القاضي أبو الفرج لنفسه ببيروت :

مولاي ما لي منك بخت

قد ذبت من كمد ومتّ

تصفو بك الدنيا ولا يصفو

لعبدك منك وقت

مولاي ما ذنبي إليك

ولو عرفت الذنب تبت

لا إنني أنسيتكم

أو أنني للعهد خنت

إن كان ذاك فلا بقيت

وإن بقيت فلا سلمت

__________________

(١) يتيمة الدهر للثعالبي ١ / ١٢٩ ـ ١٣٠.

(٢) في يتيمة الدهر ١ / ١٢٩ ـ ١٣٠.

(٣) في يتيمة الدهر : الزاهر.

٦٦

قال أبو منصور (١) : ولأبي الفرج ويروى للقاضي ابن النعمان المقرئ :

نوح حمام بيثرب غرّد

هيّج شوقي وزاد في كمدي

وا كبدي من عذابكم! وكذا

من ذاق ما ذقت صاح وا كبدي

فارقت إلفي فصار في بلد

بالرغم مني ، وصرت في بلد

[٩٩١٨] سلامة بن بشر بن بديل

أبو كلثم العذري الدمشقي

روى عن صدقة بن عبد الله السمين ، ويزيد بن السّمط ، والحسن بن يحيى الخشني.

روى عنه ابن ابنه محمد بن أحمد بن [أبي](٢) كلثم ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد ، وأحمد بن أبي الحواري ، وعباس (٣) بن الوليد الخلال ، وأبو هبيرة محمد بن الوليد الهاشمي ، ومحمد بن يعقوب الدمشقي ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، ومحمد بن روح الهاشمي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمد ، أنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة ، وأحمد بن سليمان بن حذلم ، وجعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكندي قالوا : حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصّمد ، نا أبو كلثم سلامة بن بشر بن بديل ، نا يزيد بن السّمط ، عن الأوزاعي ، أخبرني مالك عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان» [١٤٢٢٢].

كذا رواه النسائي عن يزيد بن محمد.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا : أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن رزيق ببغداد ، نا بكر بن أحمد بن حفص ، نا يزيد بن عبد الصّمد ، نا سلامة بن بشر ، نا صدقة هو ابن عبد الله ، عن الوضين بن عطاء ،

__________________

(١) يتيمة الدهر ١ / ١٢٩.

[٩٩١٨] ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ٢٣٥ وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٦٦ والجرح والتعديل ٢ / ١ / ٣٠٢. وسلامة بتخفيف اللام وزيادة هاء ، كما في تقريب التهذيب. والعذري بضم المهملة وسكون المعجمة ، كما في تقريب التهذيب.

(٢) سقطت من الأصل ، وزيدت عن تهذيب الكمال.

(٣) بالأصل عياش ، تصحيف.

٦٧

عن عطاء الخراساني ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لو أن للإنسان واديين من مال لابتغى واديا ثالثا ، ولا يملأ نفس الإنسان إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب» [١٤٢٢٣].

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأخبرنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأ أبو الحسن الفأفاء.

قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (١) : سلامة بن بشر بن بديل العذري أبو كلثم ، روى عن صدقة بن عبد الله السمين ، والحسن بن يحيى الخشني ، روى عنه أحمد بن أبي الحواري ، وعباس (٢) الخلال ، سمعت أبي يقول ذلك ، روى عنه أبي ، سئل أبي عنه فقال : صدوق.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا عبيد الله بن سعيد بن حاتم ، أنا الخصيب (٣) بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال : أخبرني أبي قال : أبو كلثم سلامة بن بشر.

[٩٩١٩] سلامة ، ويقال : سلمة بن جواس

تقدم في باب من اسمه سلمة.

[٩٩٢٠] سلامة بن الربيع بن سليمان

أبو الخير المقرئ المطرز

الرجل الصالح ، قرأ القرآن على حرف ابن عامر على أبي الحسن محمد بن النّضر بن الحرّ بن الأخرم (٤) ، وأبي الحسين علي بن محمد (٥) بن أحمد بن محمد المري وأبي (٦)

__________________

(١) الجرح والتعديل ٢ / ١ / ٣٠٢.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : عياش.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : الحصيب.

[٩٩٢٠] ترجمته في غاية النهاية ١ / ٣١٠. وفي غاية النهاية : أبو الحسين بدل أبو الخير

(٤) هو محمد بن النضر بن مرّ بن الحر الربعي أبو الحسن ابن الأخرم الدمشقي ، ترجمته في معرفة القراء الكبار للذهبي ١ / ٢٩٠ رقم ٢٠٦.

(٥) كذا ورد اسمه بالأصل ، وفي غاية النهاية ١ / ٥٢٤ علي بن أحمد بن محمد بن الوليد أبو الحسين المري ، وذكر من القراء عنه عرضا سلامة بن الربيع.

(٦) بالأصل : وأبو.

٦٨

القاسم المظفر بن عبد الله المقرئ المعروف بزعزاع.

قرأ عليه أبو الحسن علي بن الحسن الربعي فيما وجدت بخطه وقال : قرأت على أستاذنا أبي الخير.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال : سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو الخير سلامة بن الربيع بن (١) سليمان المقرئ المطرز الرجل الصالح ، وكان قرأ على أبي الحسن محمد بن النضر بن مرّ بن الحرّ الربعي ابن الأخرم ، وأبو الحسين (٢) علي بن محمد المري (٣) صاحبي أبي عبد الله هارون بن موسى الأخفش المقرئ.

[٩٩٢١] سلامة بن عبد الله بن نعيم

سمع عمر بن عبد العزيز. روى عنه أبو عدي العسقلاني.

كتب إليّ أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان ، أنبأ أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم ابن شاذان ، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان (٤) ، نا أبو عدي العسقلاني ، نا سلامة بن عبد الله بن نعيم قال : رأيت عمر بن عبد العزيز خرج علينا يوم جمعة فخطب على المنبر وإنما عليه [ثوب](٥) رطب كأنما غسل تلك الساعة ، قال : فظننا ما له ثوب غيره.

[٩٩٢٢] سلامة بن علي الفارقي

سمع بدمشق عبد الله بن الحسن. روى عنه عبد العزيز الكتاني (٦).

أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد ، وعبد الله بن أحمد ، قالا : ثنا عبد العزيز بن أحمد الصوفي (٧) ، حدثني أبو الحسن علي بن حسن الربعي ، وسلامة بن علي الفارقي ، وعلي بن محمد قالوا : ثنا عبد الوهاب بن الحسن.

__________________

(١) بالأصل : الربيع وسليمان ، تصحيف.

(٢) بالأصل : أبو الحسين بن علي.

(٣) انظر ما لاحظناه بشأنه قريبا.

(٤) لم يعثر عليه في كتاب المعرفة والتاريخ.

(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن مختصر ابن منظور.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : الكناني.

(٧) تحرفت بالأصل إلى : الطوفي.

٦٩

أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد وعبد الكريم بن حمزة قالا : أنا أبو القاسم الحسين ابن محمد الحنائي (١) ، نا عبد الوهاب بن الحسن ، نا سعيد بن عبد العزيز ، نا ابن أبي سكينة قال الحنائي : نا محمد بن إبراهيم عن ، وفي حديث الحنائي : الدراوردي عن زيد بن أسلم عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفي حديث الحنائي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنما الناس كإبل مائة ، لا تكاد تجد فيها راحلة» [١٤٢٢٤].

[٩٩٢٣] سلامة بن محمد بن ناهض ـ ويقال : سلام ـ

أبو بكر البرقاني المقدسي

سمع بدمشق وغيرها : هشام بن عمار ، وصفوان بن صالح ، ومحمد بن عبد الرحمن ابن الحسن الجعفي ، والوليد بن عتبة الدمشقي ، وعبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن بن عبلة ، وموسى بن محمد المقدسي البلقاوي ، والوليد بن حجر الرملي ، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي ، ويحيى بن عثمان بن صالح ، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي.

روى عنه سليمان بن أحمد ، وأحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار ، وأبو طالب أحمد ابن نصر بن طالب الحافظ ، وجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، حدثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن أحمد عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا سليمان بن أحمد (٢) ، حدثني سلامة بن ناهض المقدسي ، نا هشام بن عمار قال : ونا محمد بن يعقوب بن سودة البغدادي ، نا الهيثم بن خارجة قال : نا محمد بن حمير ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني (٣) قال :

دخل عوف بن مالك المسجد متوكئا (٤) على ذي الكلاع ، وكعب يقص على الناس ،

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ، والصواب ما أثبت ، وهو الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين ، أبو القاسم الحنائي الدمشقي ، ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٣٠.

[٩٩٢٣] في مختصر ابن منظور : «الترياقي» وفي المعجم الصغير للطبراني ١ / ١٧٤ ورد «الترياقي» أيضا.

(٢) رواه الطبراني في المعجم الكبير ١٨ / ٦٥ رقم ١٢١ من طريق آخر وليس فيه سلامة بن ناهض المقدسي ، بسنده إلى يحيى بن أبي عمرو ، ومختصرا.

(٣) بالأصل والمعجم الكبير : الشيباني ، تصحيف.

(٤) بالأصل : متوكئ ، والمثبت عن المعجم الكبير.

٧٠

فقال عوف لذي الكلاع : ألا تنه ابن أخيك هذا عما يفعل؟ فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يقصّ على الناس إلا أمير أو مأمور أو مختال» (١) [١٤٢٢٥] فقال له ذو الكلاع ما قال عوف ، فسأل كعب عوفا فقال : أنت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول؟ قال : نعم ، فقال كعب : ما أنا بأمير ولا مأمور ولا مختال (٢).

أنبأنا أبو علي أيضا ، أنبأ أبو (٣) بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة (٤) ، أنبأ سليمان بن أحمد ، نا سلامة بن ناهض الدمشقي ، وورد ابن أحمد بن لبيد البيروتي قالا : نا صفوان بن صالح بحديث ذكره.

[قال ابن عساكر :](٥) أظنه نسبه إلى دمشق لرحلته إليها ، وهو مقدسي لا شك فيه.

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٦) : أما سلام بتخفيف اللام فهو : سلام بن محمد بن ناهض المقدسي روى عن محمد بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي ، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي ، حدّث عنه أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ، والطبراني [وابنه محمد بن سلام](٧) وسماه (٨) الطبراني : سلامة.

[٩٩٢٤] سلامة بن كرم المؤدب

شاعر مدح القاضي أبا (٩) الحسين محمد بن يحيى بقصيدة أولها :

ما على العاشق المعنّى ملام

فليكف العذال واللّوّام

خشية ما به من الوجد وا

لصد ويكفيه لوعة وغرام

إنّما الحبّ آفة وبلاوة

وعناء وشقوة وسقام

__________________

(١) في مختصر ابن منظور : محتال.

(٢) في مختصر ابن منظور : محتال.

(٣) بالأصل : أبي.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : ربذه.

(٥) زيادة للإيضاح.

(٦) الإكمال لابن ماكولا : ٤ / ٤٠٢ في باب سلام.

(٧) ما بين معكوفتين زيادة عن الإكمال لابن ماكولا.

(٨) بالأصل : «وقال» وفي أصل الإكمال أيضا : وقال.

(٩) بالأصل : أبي.

٧١

يا خليليّ ساعداني على وجد

ي فإنّي متيّم مستهام

برّح الحبّ وأعوزني الصبر

كما قد جفا جفوني المنام

أنا صبّ صار إلى ذكر حر

ومن كريم قد أنجبته الكرام

فأرى الناس والكرام قليلا

وكثير رعاعهم واللئام

وكان الكرام كلهم أجمع

هذا القاضي الفقيه الإمام

فهو فخر القضاة في سائر

الدنيا به قد عمل الحكام

وهي ستة وثلاثون بيتا.

[٩٩٢٥] سلامة بن محمد

أبو الخير البغدادي

قدم دمشق ، وحدث عن أبوي حفص : عمرو بن علي بن الزيات (١) ، وعمر بن أحمد ابن عثمان بن شاهين (٢) البغداديين ، وأبي الطيب عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون المقرئ.

روى عنه أبو الحسن سعد بن سلامة بن حابس الداراني.

أخبرنا أبو محمد بن أحمد المزكي ، ثنا عبد العزيز بن أحمد قال : أنبأ.

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد القضاعي ، أنا جدي لأمي الحسن بن علي ابن عبد الصّمد اللباد ، نا أبو الحسن سعد بن سلامة بن حابس ـ قال الكتّاني (٣) : المؤدب قراءة عليه ـ وقال اللباد : الإمام إملاء ، وقالا : ـ بداريا (٤) أبو الخير سلامة بن محمد البغدادي ، زاد اللباد ، قدم علينا بداريا (٥) ، نا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ، ثنا موسى بن عبيد الله الخاقاني (٦) ـ وقال الكتاني (٧) : الخارقي ، وهو وهم ، نا ابن

__________________

(١) هو عمرو بن علي أبو حفص البغدادي يعرف بنقيب الفقهاء ، ترجمته في تاريخ بغداد ١٢ / ٢٢٧.

(٢) هو عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد أبو حفص البغدادي ، ابن شاهين ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٣١.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : الكناني ، وهو عبد العزيز بن أحمد أبو محمد التميمي الكتاني.

(٤) بالأصل : «بدار» ولعل الصواب ما أثبت.

(٥) بالأصل : «بدار».

(٦) بالأصل : الخافاني ، تصحيف ، وهو موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان أبو مزاحم الخاقاني البغدادي ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٩٤.

(٧) تحرفت بالأصل إلى : اللباني.

٧٢

أبي سعد ، نا محمد بن حاتم المؤدب ، نا أحمد بن غسان ، نا حامد بن يونس ، نا عبد الله بن سعيد قال : عرضت أحرف المعجم على الرحمن سبحانه تبارك وتعالى ، وهي تسعة وعشرون حرفا ، فتواضع الألف من بين الحروف فشكر الله تعالى له تواضعه ، فجعله قائما ، وجعله مفتاح كلّ اسم من أسمائه.

وفي حديث عبد العزيز : ابن عمر بن عثمان نسبه إلى جده.

[٩٩٢٦] سلامة بن محمد بن سلامة

أبو الخير القطان المقدسي

قدم دمشق طالب علم ، فسمع بها أبا القاسم بن أبي العلاء وغيره.

وكتب عنه عتبة بن علي بصور سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ، وكتب عنه أبو محمد الأكفاني بدمشق قول مكي بن الرميلي في وفاة الخطيب أبي بكر.

لم يسمع الأكفاني ذلك من مكي.

[٩٩٢٧] سلامة بن محمود بن محمد

أبو الفرج الموصلي

حدّث عن عبد الله بن ثابت المحاربي الكوفي ، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي.

روى عنه تمام بن محمد.

قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمد ، وأنبأنيه (١) أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل المصري المعروف بابن العسال بمكة شفاها ، أنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصرى بدمشق ، أنا تمام بن محمد ، نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن يعقوب بن لؤلؤ البغدادي ، وأبو الفرج سلامة بن محمود بن محمد الموصلي ، قالا : ثنا عبد الله بن ثابت المحاربي بالكوفة ، نا عباس بن محمد الدوري ، نا محمد بن يوسف أبو بكر الخراساني ، نا عاصم بن مضرس ، عن عبد السلام بن حرب ، عن بهز بن حكيم ، عن

__________________

(١) تقرأ بالأصل : وأسامة.

٧٣

أبيه ، عن جده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى رجلا يغتسل في صحن الدار فقال : «إن الله حييّ ، حليم ستير ، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر ولو بجذم (١) حائط» [١٤٢٢٦].

[٩٩٢٨] سلامة بن اليعبوب المشجعي

المعروف بالأفلج

شاعر كان بدمشق حين أنكر عمرو بن مرة الجهني ونائل بن قيس الجذامي على قضاعة أسماءهم في معدّ ، وأمره عمرو أن يرجز في ذلك فقال :

إن ذكر الناس العديد الأكثرا

كان أبي أحقهم أن يذكرا

قضاع من مالك بن حميرا

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأ أبو بكر الخطيب قال : وأما الثاني بالجيم فهو الأفلج الشاعر واسمه سلامة بن اليعبوب كتب إلي أبو (٢) غالب محمد بن أحمد بن سهل الواسطي (٣) ، وحدثني محمد بن فتوح (٤) عنه ، أنا علي بن محمد بن دينار الكاتب ، أنا أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي (٥) قال :

وأما الأفلج فهو سلامة بن اليعبوب أخو بني حجير بن حيي بن وائل بن ربيعة بن امرئ (٦) مناة بن مشجعة بن التيم بن النمر بن وبرة أخي كلب بن وبرة ، شاعر ، وهو القائل :

وأشعث ملثاث عوى فعوت له

قطارية بالليل زرق عيونها

__________________

(١) بالأصل «يحدر» والمثبت عن المختصر.

[٩٩٢٨] المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٥٣ ، وذكر أيضا في ص ١٦٥ وسماه سلامة بن الغيور ، والإكمال لابن ماكولا ١ / ١٠٣.

(٢) بالأصل : أبي.

(٣) انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٢٣٥.

(٤) هو محمد بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد بن يصل الأزدي الحميدي الأندلسي ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ١٢٠.

(٥) المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٥٣.

(٦) بالأصل : أم مناة ، والمثبت عن المؤتلف.

٧٤

مغان من الأضياف لبوة منسر

أنا ليثها الغادي وبيتي (١) عرينها

إذا أوقدت ساق الهشيمة أرزمت

كما ترزم البلهاء سلّ (٢) جنينها

قال : قطارية منسوبة إلى قطار الأرض جمع قطر ، ويروى : قطاربة جمع قطرب (٣). والقطارية : في لغة أهل البحرين ومن جاورهم : الكلاب الخليجية ، وهو أولى بالصواب.

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٤) : وأما أفلج بفاء وجيم ، ويعبوب (٥) بعد العين باء معجمة موحدة وآخره كذلك ، فهو : الأفلج الشاعر ، واسمه سلامة ابن اليعبوب أخو بني حجير بن حيي بن وائل بن ربيعة بن أمر (٦) مناة بن مشجعة بن التيم بن وبرة أخي كلب بن وبرة ، ذكره كذلك الآمدي ، وذكره الزبير بن بكار ، والمرزباني بالقاف والحاء المهملة.

[٩٩٢٩] سلامة أبو الخير المعرّي الناسخ

سكن دمشق مدة ، ورأيته غير مرة ولم أسمع منه شيئا من شعره ، وكانت له دكان في رواق دار الحجارة ينسخ فيها ، ويبيت فيها ، وكان فقيرا قذرا.

قرأت بخطه لنفسه أبياتا كتبها إلى خالي أبي المعالي القاضي رحمه‌الله :

لقد أزرى الزمان بسوء حالي

وساعده القضاء فما احتيالي

وأبلاني بأمراض صعاب

فجسمي قد تضاعف في الهزالي

بغير مؤانسة وبلا معين

وغير مساعد وعدم مال

لقد جارت عليّ صروف دهري

وقد ... (٧) بنعي وكشفن حالي

سأستعدي وأبلو ما ألاقي

إلى القاضي الأجلّ أبي المعالي

__________________

(١) تقرأ بالأصل : ويثني ، والصواب عن المؤتلف.

(٢) بالأصل : نسل ، والمثبت عن المؤتلف.

(٣) زيد بعدها ففي المؤتلف : تقول العرب هي ذكر السعالى. ويقال : هو طائر أصغر من الجرادة إذا طار لاح من جناحيه شبه النار.

(٤) الإكمال لابن ماكولا ١ / ١٠٣.

(٥) الإكمال لابن ماكولا ٧ / ٣٣٦.

(٦) كذا في الإكمال ، وجاء في المؤتلف للآمدي : امرئ.

(٧) غير واضحة بالأصل.

٧٥

إلى مولى له علم وحلم

تقصر عنه أفهام الرجال

إلى مولى تفرّد بالمعالي

وقوبل بالمهابة والجلال

أيا فخر القضاة دعاء عبد

رجاك لدفع أحداث الليالي

أمجد الدين فك في وثاق أسري

من الفقر المضر بسوء حالي

فلو أعدى عدو لي رآني

وعاين ما أكابده بكى لي

فمثلك من تكسب أجر مثلي

ببرّ من زكاة أو نوالي

حكمت فلم تدع حقّا مضاعا

وحكم الحق يذهب بالمحال

إذا عدّ الكرام حللت منهم

بمنزلة اليمين من الشمال

فلا حلّت بساحتك الرزايا

ولا أضحى محلك منك خالي

ولا زالت سعودك في ازدياد

على زعم العدو بلا زوال

وعشت مسلّما من كل ريب

حميد الفعل مقبول المقال

إذا ما كنت لي سندا وعونا

على صرف الزمان فما أبالي

٧٦

ذكر من اسمه سلام

[٩٩٣٠] سلّام بن سلمة ،

ويقال : ابن سليم

كان يقرئ أولاد هشام بن عبد الملك.

حدّث عن عكرمة مولى ابن عباس.

روى عنه : سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك الأموي.

قرأت بخط عبد العزيز بن أحمد ، ثم قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار عنه ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر بن علي ، نا أحمد بن علي بن عبد الله بن سعيد بن أحمد الحافظ ، قدم علينا قال : قرئ على محمود بن محمد بن الفضل الرافعي المعروف بالأديب أبي (١) العباس ، نا أحمد بن بزيع ، نا سعيد بن مسلمة ، حدثني سلّام بن سليم ، وكان يقرئ عمومتي في زمن هشام بن عبد الملك عن عكرمة عن ابن عباس قال (٢) :

قحط الناس على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخرج من المدينة إلى بقيع الغرقد (٣) معتمّا بعمامة سوداء ، قد أرخى طرفها بين يديه والآخر بين منكبيه ، متنكبا قوسا عربية ، فاستقبل القبلة ، فكبّر ، وصلى بأصحابه ركعتين ، جهر بالقراءة فيهما ، قرأ في الأولى : (إِذَا الشَّمْسُ

__________________

[٩٩٣٠] سلام بتشديد اللام ، كما في التقريب.

(١) بالأصل : أبو.

(٢) الحديث في كنز العمال ٨ / ٤٣٤ رقم ٢٣٥٤٦ نقلا عن ابن عساكر.

(٣) بقيع الغرقد : وهو مقبرة أهل المدينة ، وهو داخل المدينة (معجم البلدان).

٧٧

كُوِّرَتْ) [سورة التكوير ، الآية : ١] والثانية : (وَالضُّحى) [سورة الضحى ، الآية : ١] ثم قلب رداءه انتقلت (١) السنة ثم حمد الله عزوجل وأثنى عليه ثم رفع يديه فقال : اللهم ضاحت (٢) بلادنا واغبرّت أرضنا ، وهاجت (٣) دوابّنا اللهم منزل البركات من أماكنها ، وناشر الرحمة من معادنها بالغيث المغيث ، أنت المستغفر للأنام ، فنستغفرك للجمّات من ذنوبنا ، ونتوب إليك من عظيم خطايانا ، اللهم أرسل السماء علينا مدرارا ، واكفا مغزورا من تحت عرشك [من حيث](٤) ينفعنا غيثا مغيثا ، دارعا رائعا ممرعا (٥) طبقا غدقا خصبا ، تسرع لنا به النبات ، وتكثر لنا به البركات ، وتقبل به الخيرات ، اللهم ، إنك قلت في كتابك [(وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) [سورة الأنبياء ، الآية : ٣٠] اللهم فلا حياة لشيء خلق من الماء إلا الماء ، اللهم](٦) وقد قنط الناس أو من قنط منهم وساء ظنهم ، وهامت بهائمهم ، وعجت عجيج الثكلى على أولادها ، إذ حبست عنها قطر السماء ، فدقّ لذلك عظمها ، وذهب لحمها ، وذاب شحمها ، اللهم ، ارحم أنين الآنّة ، وحنين الحانّة ، ومن لا يحمل رزقه غيرك ، اللهم ، ارحم البهائم الجاثمة (٧) ، والأنعام السائمة ، والأطفال الصائمة ، اللهم ، ارحم المشايخ الركّع ، والأطفال الرضّع ، والبهائم الرتّع ، اللهم ، زدنا قوة إلى قوتنا ، ولا تردّنا محرومين ، إنك سميع الدعاء ، برحمتك يا أرحم الراحمين.

فما فرغ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى جاءت السماء حتى أهمّ كل رجل منهم كيف ينصرف إلى منزله ، فعاشت البهائم وأخصبت الأرض ، وعاش الناس ، كلّ ذلك ببركة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ، أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد ، أنا أحمد ابن محمد الخطابي قال في حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الناس قحطوا على عهده فخرج إلى بقيع

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي مختصر ابن منظور ، «لتنقلب السنة» وفي الكنز : لتنقلب.

(٢) ضاحت بلادنا : أي برزت للشمس وظهرت لعدم النبات فيها ، وهي فاعلت من ضحى ، مثل رامت من رمى ، وأصلها ضاحيت. (النهاية).

(٣) في المختصر : وهامت ، وبهامشه كتب محققه عن هامش الأصل : هامت : عطشت. وفي الكنز أيضا : هامت.

(٤) بياض بالأصل ، والمثبت بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور والكنز.

(٥) بالأصل : مرعا ، والمثبت عن المختصر والكنز ، والممرع : المريع ، المخصب.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن المختصر والكنز.

(٧) كذا تقرأ بالأصل ، وفي المختصر : الحائمة. وبهامش الأصل فيه : الحائمة : تحوم على الماء تطوف ولا ترد لأنها لا تجد ماء ترده. وفي كنز العمال : الحائمة.

٧٨

الغرقد ، فصلّى بأصحابه ركعتين جهر بالقراءة فيهما ، ثم قلب رداءه ، ثم رفع يديه فقال : اللهم ضاحت بلادنا ، واغبرّت أرضنا ، وهامت دوابنا ، اللهم ، ارحم بهائمنا الحائمة ، والأنعام السائمة ، والأطفال المحثلة ، في كلام غير هذا ، حدثنيه محمد بن الحسين بن عاصم ، نا محمود بن محمد الرافعي ، حدثنا أحمد بن بزيع الخفاف ، نا سعيد بن مسلمة ، حدثني سلام ابن سلمة وكان يقرئ عمومتي في زمان هشام بن عبد الملك ، قال الخطابي قوله : ضاحت بلادنا : إنما هو فاعلة من ضحا المكان إذا نزل للشمس ، وضحا الرجل يضحو إذا أصابه حرّ الشمس ، قال الله عزوجل : (وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى) [سورة طه ، الآية : ١١٩] والضحيان البارز للشمس ، يريد أن السنة قد أحرقت النبات والشجر وبرزت الأرض للشمس ، وقوله هامت دوابنا : أي عطشت ، والهيمان العطشان ، والحائمة (١) : هي التي تنتاب أماكن الماء فتحوم عليه أي تطوف ولا ترد ، يريد أنها لا تجد ماء (٢) ترده قال الشاعر :

وإذ ينالوا فعلمين لعله

إليك ما بالحائمات عليل

والأطفال المحثلة (٣) هم الذين انقطع رضاعهم ، والحثل : سوء الرضاع ، قال ذو الرمة (٤) :

بها الذئب محزونا كأن عواءه

عواء فصيل آخر الليل محثل

والحثل أيضا : سوء الحال ، ومنه قيل لرذالة الناس الحثالة.

[٩٩٣١] سلّام بن سليمان بن سوّار

أبو العباس الأعمى

ابن أخي شبابة بن سوّار (٥) ، من أهل المدائن ، سكن دمشق.

__________________

(١) تصحفت بالأصل إلى : الجاثمة.

(٢) تاج العروس (حوم) ١٧ / ١٨٧.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : المختلة ، والصواب عن تاج العروس.

(٤) ديوان ذي الرمة ص ٥١٥ رقم ٦١ وفيه : «به» بدلا من «بها» وتاج العروس : حثل.

[٩٩٣١] ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ٢٢٦ وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٦٣ وتاريخ بغداد ٩ / ١٩٧ والجرح والتعديل ٢ / ١ / ٢٥٩ والكامل لابن عدي ٣ / ٣٠٩.

(٥) قال المزي في تهذيب الكمال : ويقال : ابن عمه ، والأول أصح.

٧٩

وحدث بها عن الفضيل بن مرزوق ، ونهشل بن سعيد ، ومغيرة بن مسلم السرّاج ، وقيس بن الربيع ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي ، وأبي عمرو بن العلاء ، ومسلمة بن الصلت ، وعيسى بن طهمان ، وأبي داود سليمان بن عبد العزيز ، وكثير بن سليم ، وورقاء بن عمر ، ومحمد بن طلحة بن مصرّف ، وشعبة ، وحمزة الزيات ، وابن أبي ذئب ، ومحمد بن الفضل بن عطية.

روى عنه يزيد بن محمد بن عبد الصمد ، وهارون بن موسى الأخفش المقرئ ، وأحمد بن أبي الحواري ، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر ، وأحمد بن عبد الواحد بن عبود ، ومحمد بن عبد الرحمن بن الأشعث ، والضحاك بن حجوة ، وأبو حاتم الرازي ، وسليمان بن عبد الرحمن ، وهشام بن عمار ، وسليمان بن توبة ، ومحمد بن عيسى بن حيّان (١) ، وعبد الله ابن روح المدائنيان (٢) وأيوب بن محمد الوزان.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم (٣) بن حمزة ، أنا عبد العزيز بن أحمد.

ح وأخبرنا أبو محمد أيضا ، أنا أبو القاسم الحنّائي قالا : أنبأ تمام بن محمد ، أنا أبو الميمون عبد الرحمن (٤) بن عبد الله بن عمر بن راشد قراءة عليه ، نا يزيد بن محمد بن عبد الصّمد ، نا أبو العباس سلام بن سليمان ، نا عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعودي ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل به» [١٤٢٢٧].

أخبرنا أبو محمد أيضا ، ثنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ـ إملاء ـ أنا أبو الحسن علي بن الحسن الطرازي بنيسابور ، نا أبو حامد أحمد بن علي بن الحسن بن حسويه المزي ، نا أبو الأزهر أحمد بن أزهر ، نا أبو العباس الأعمى الدمشقي ، نا مسلم بن الصلت ـ كذا قال الطرازي : وإنما هو سلمة بن الصلت ـ البصري ، عن الزهري ، عن سعيد بن

__________________

(١) تقرأ بالأصل : المدنيان ، تصحيف ، والصواب ما أثبت انظر تهذيب الكمال ٨ / ٢٢٧ ، وانظر ترجمة محمد بن عيسى بن حيان أبي عبد الله المدائني في سير الأعلام ١٣ / ٢١ وترجمة عبد الله بن روح ، أبي محمد عبدوس في سير الأعلام ١٣ / ٥.

(٢) تحرفت بالأصل إلى حبان ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ٣٩٨.

(٣) بالأصل : أبو محمد بن عبد الكريم.

(٤) بالأصل : أبو الميمون بن عبد الرحمن.

٨٠