تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩١
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

سقط (١) في الإسلام أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس (٢). قال أبو مسهر : ولا أعلم أحدا ينسب إلى صحبة سهل ابن الحنظلية ولا إلى الرواية عنه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني زاد أبو البركات وأبو الفضل بن خيرون قالا : أنا أبو الحسين محمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق ، نا عمر بن أحمد بن إسحاق ، نا خليفة بن خياط قال (٣) : سهل ابن عمير (٤) من بني عدي بن زيد (٥) بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج أمه الحنظلية.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا قال : أخبرني عمي رحمه‌الله ، أنا أبو طالب بن يوسف ـ قراءة في الطبقة الثالثة ـ سهل ابن الحنظلية وهي أم جدّه ، وأبو عتب (٦) من بني حارثة بن الحارث بن الأوس.

أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد [و](٧) أبو نصر محمد بن الحسن قالا : قرئ على أبي محمد الجوهري ، ونحن نسمع عن أبي عمر (٨) بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد قال (٩) في الطبقة الثانية قال : سهل بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة ، وأمه من بني تميم [ثم] من بني حنظلة (١٠) ، وهو ابن الحنظلية (١١) ، وهي أم أبيه عمرو بن عدي بن زيد بن جشم ، واسمها أم أياس بنت أبان بن دارم من بني تميم من بني الحنظلية ، فمن كان من ولد عمرو بن عدي قيل له ابن الحنظلية ،

__________________

(١) السقط : الولد الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه.

(٢) أسد الغابة ٢ / ٣١٧.

(٣) طبقات خليفة بن خياط ص ١٤٦ و ٥٥٥ رقم ٥١٨ و ٢٨٤٩.

(٤) كذا بالأصل ، وفي طبقات خليفة في الموضعين : عميت.

(٥) بالأصل : يزيد.

(٦) كذا.

(٧) سقطت من الأصل.

(٨) بالأصل : عمرو ، تصحيف.

(٩) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٠١.

(١٠) بالأصل : حنظلية ، والمثبت عن ابن سعد.

(١١) العبارة في الطبقات الكبرى : فنسب إلى أمه ، فقيل : ابن الحنظلية.

٢١

شهد أحدا والخندق ، والمشاهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم تحوّل إلى الشام ونزلها حتى مات بها.

ح قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر (١) بن حيوية ـ قراءة ـ أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد قال : ثم تحوّل يعني سهل ابن الحنظلية إلى الشام فنزل دمشق حتى مات بها.

ح أنبأ أبو الغنائم محمد بن علي الكوفي ، حدثنا أبو الفضل البغدادي ، أنا أبو الفضل ابن خيرون ، وأبو الحسين الصيرفي ، وأبو الغنائم واللفظ له ، قالوا : أنا عبد الوهاب بن محمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد ابن إسماعيل قال (٢) : سهل ابن الحنظلية الأنصاري له صحبة ، وكان عقيما لا يولد له ، بايع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تحت الشجرة ، نزل الشام ، قال لنا (٣) أبو نعيم ، فذكر شيئا من الحديث الأول ثم قال : وروى مسلم عن أبان ، عن قتادة ، عن أبي العالية حديث سهل ابن الحنظلية العبشمي هذا يقال غير الأول ، ويقال [سهل](٤) ابن حنظلية تميمي.

في نسخة ما شافهني أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا بو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد. قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (٥) : سهل ابن الحنظلية له صحبة ، روى عنه أبو كبشة السلولي (٦) ، والقاسم أبو عبد الرحمن ، وبشر التغلبي ، وسمعت أبي يقول ذلك.

أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي ، حدثنا أبو الفضل بن ناصر عنه ، نا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، نا أحمد بن علي بن الحسن ، أنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال : وسهل ابن الحنظلية ، وهو سهل بن أبي عبيد من بني عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث ، وأمه امرأة من بني حنظلة ، فنسب إليها ، له حديث.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : عمرو.

(٢) التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ٢ / ٩٨.

(٣) بالأصل : أنا ، والمثبت عن التاريخ الكبير.

(٤) زيادة عن التاريخ الكبير.

(٥) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٢ / ١ / ١٩٥.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : السكوني.

٢٢

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو القاسم البجلي ، نا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : سهل ابن الحنظلية الأنصاري منزله دمشق ، وبها توفي ، حدثني أبو سعيد دحيم أنه توفي في صدر خلافة معاوية (١).

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ. ح أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد ، أنبأ أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة.

قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : وسهل ابن الحنظلية الأنصاري ، قال أبو سعيد : توفي بدمشق ، ولا عقب له.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد قال : وسهل ابن الحنظلية الأنصاري كان يسكن المدينة ، ثم قدم دمشق ، فأقام بها ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحاديث.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم ، أنا عبد الرحمن بن مندة ، أنا أبي أبو عبد الله قال : سهل ابن الحنظلية الأنصاري له صحبة ، وكان ممن بايع تحت الشجرة (٢) ، قال ابن مندة : قال ابن أبي خيثمة : الحنظلية أمه ، وقال أبو مسهر : هو من الأوس من بني حارثة بن الحارث.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب (٣). ح وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي ، أنبأ نصر الله بن أحمد ابن عثمان الخشنامي قالا : أنا أبو بكر الحيري (٤) ، نا أبو العباس الأصم ، نا بحر بن نصر ، نا ابن وهب (٥) ، أخبرني معاوية بن صالح ، حدثني أبو الربيع ، عن القاسم مولى معاوية قال : هجرت الرواح يوم الجمعة في مسجد دمشق ، ومعاوية يومئذ على الشام في خلافته ، فرأيت رجلا بين الناس

__________________

(١) تهذيب الكمال ٨ / ١٦٨ وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٣١.

(٢) أسد الغابة ٢ / ٣١٧.

(٣) غير واضحة بالأصل لسوء التصوير.

(٤) إعجامها مضطرب بالأصل.

(٥) من طريقه رواه ابن حجر في الإصابة ٢ / ٨٦.

٢٣

يحدّثهم ، فاطّلعت ، فإذا شيخ مصفر اللحية فقلت : من هذا فقال : سهل ابن الحنظلية صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسن [علي](١) بن المسلّم الفرضي ، نا عبد العزيز الصوفي ، أنا [أبو](٢) محمد الشاهد ، نا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٣) ، نا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن سليمان أبي الربيع ، عن القاسم أبي عبد الرحمن قال : رأيت الناس مجتمعين على رجل وهو يحدثهم فدنوت منه فإذا هو مصفر لحيته ، فقلت : من هذا؟ قالوا : هذا سهل ابن الحنظلية صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الحسن [علي](٤) بن المسلم الفرضي ، نا عبد العزيز الصوفي ، أنا أبو محمد الشاهد ، نا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، نا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح عن سليمان أبي الربيع ، عن القاسم أبي عبد الرحمن [قال : رأيت الناس مجتمعين على رجل ، وهو يحدثهم ، فدنوت منه ، فإذا هو مصفر لحيته ، فقلت : من هذا؟ قالوا : هذا سهل ابن الحنظلية (٥).

قال أبو زرعة : فحدثني .... (٦) نا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن سليمان أبي الربيع عن القاسم أبي عبد الرحمن](٧) عن سهل ابن الحنظلية فذكر مثله ، وقال : فسمعته يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من أكل لحما فليتوضأ» [١٤٢٠٧].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ، أنا أبو محمد ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٨) ، حدثني هشام هو ابن عمّار (٩) ، نا صدقة وهو ابن خالد ، عن يزيد بن أبي مريم الأنصاري أن سهل ابن الحنظلية ممن بايع تحت الشجرة.

__________________

(١) سقطت من الأصل.

(٢) سقطت من الأصل.

(٣) لم أعثر على الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي المطبوع الذي بين يدي.

(٤) سقطت من الأصل.

(٥) كذا بالأصل ، ويبدو أنه مكرر.

(٦) كلمة لم تظهر بالتصوير.

(٧) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل ، وبعده صح.

(٨) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٢٣١ و ٢ / ٦٩١.

(٩) تحرفت بالأصل إلى : عماره.

٢٤

أخبرنا أبو عبد الله الخلال ، وأبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد ، قالا : أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا علي بن أحمد علّان ، نا محمد بن رمح ، أنا الليث ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة» [١٤٢٠٨].

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر ، قالا : أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا محمد بن حميد ، نا علي بن مجاهد ، نا أبو مسلم ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن سعد مولى حاطب قال : قلت : يا رسول الله ، حاطب من أهل النار ، قال : «لن يلج النار أحد شهد بدرا وبيعة الرضوان» [١٤٢٠٩].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الصوفي ، أنا عبد الرحمن بن عثمان ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم : أن سهل ابن الحنظلية توفي في صدر خلافة معاوية بن أبي سفيان (١).

[٩٩٠٥] سهل بن محمد بن الحسن

أبو الحسن القايني الصوفي المعروف بالخشاب

سكن دمشق ، وحدث بها ، وبالعراق وبصور : عن أبي نصر محمد بن الحسين الصوفي ، والقاضي أبي (٢) الحسين بن علي (٣) .... وأبي عبد الله بن محمد بن أحمد بن باينك ، وأبي جعفر محمد بن عبد الله بن محمود القايني الحافظ ، والقاضي أبي (٤) القاسم الحسين بن علي.

روى عنه أبو محمد الكفافي وأبو عبد الله محمد بن علي بن المبارك ، والفقيه أبو الفتح الزاهد ، وأبو القاسم عبد الرحمن بن القاسم ، وأبو منصور أحمد بن أبي الفتح

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٣١ و ٢ / ٦٩١.

[٩٩٠٥] ترجمته في الوافي بالوفيات ١٦ / ٢٠. وفيه : القايني بالقاف وبعد الألف ياء آخر الحروف ونون ، وفي مختصر ابن المنظور : الحساب بدل الخشاب.

(٢) بالأصل : أبو.

(٣) غير مقروءة بالأصل.

(٤) بالأصل : أبو.

٢٥

الشهرزوري ، وأبو القاسم هبة الله بن علي بن محمد بن الوزان الصوري ، ونجا بن أحمد العطار.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو الحسين سهل بن محمد ابن الحسن الخشاب القايني .... (١) ، نا أبو نصر محمد بن الحسين الصوفي ، نا أبو النّضر (٢) شافع بن محمد بن يعقوب ، نا أبو بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير (٣) ، نا أبو عبد الله بن إبراهيم بن المهاجر ، نا الليث بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» [١٤٢١٠].

[قال ابن عساكر :](٤) أبو عبد الله هذا ، هو محمد بن رمح بن المهاجر بن محرز بن سالم المصري (٥) ، وليس في نسبه إبراهيم وقد وقع إليّ الحديث عاليا من حديثه.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن (٦) عبد الملك ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر المقرئ ، نا أبو العباس بن قتيبة ، ومحمد بن زبّان (٧) بن حبيب المصري ، قالا : أنا ابن رمح ، أنا الليث ، عن الزهري ، عن أنس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» [١٤٢١١].

أنشدنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه قال : أنشدنا أبو عبد الله محمد بن علي بن المبارك البزار قال : أنشدنا أبو الحسن سهل بن محمد القايني لنفسه :

شفيعي في القيامة عند ربي

محمّد النبيّ الهاشمي

وقد ولي الذي اختاره لي

محمد الإمام الشافعي

قال : وأنشدنا أبو الحسن لنفسه :

كفاني لذنبي عند الإله

محمد المصطفى شافعي

وقولي بمذهب أهل الحجاز

ورأي ابن إدريس الشافعي

__________________

(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.

(٢) بالأصل : النصر ، تصحيف ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٣٨٨.

(٣) تقرأ بالأصل : حريز ، تصحيف ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٢٤.

(٤) زيادة للإيضاح.

(٥) راجع ترجمته في سير الأعلام ١١ / ٤٩٨.

(٦) بالأصل : أبو.

(٧) تحرفت بالأصل إلى ريان ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٥١٩.

٢٦

قال : وأنشدنا أبو الحسن سهل بن محمد بن الحسن الكاتب من لفظه :

إذا كنت في دار يهينك أهلها

ولم تك محبوسا بها فتحوّل

وأيقن بأن الرزق يأتيك أينما

تكون ولو في قعر بيت مقفل

ولا تك في شكّ من الرزق أن من

تكفل بالأرزاق فهو بها ملي

ولسهل القايني أيضا :

تمناه طرفي في الكرا فتجنبا

وقبلت يوما ظله فتغضبا

وخبرت أنّي قد عبرت ببابه

لأخلس منه نظرة فتحجبا

ولو هبت الريح الصبا نحو أذنه

بذكرى لسب الريح أو لتعتبا

وما زاده عندي قبيح فعاله

ولا الصّدّ والهجران إلا تحببا

ذكر أبو نصر الطرسوسي أنه سمعه يقول قبل موته بأيام : لي سبع وسبعون سنة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الصوفي قال : بلغنا وفاة أبي الحسن سهل ابن محمد القايني الصوفي المعروف بالخشاب بمصر سنة سبع وأربعين وأربعمائة ، حدّث بكتاب المدخل إلى الإكليل من تصنيف الحاكم أبي عبد الله (١) بن البيّع ، كان يذهب إلى التشيع.

وذكر أبو محمد بن الأكفاني في موضع آخر : ولم أسمعه منه أنه توفي يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من صفر.

وذكر أبو (٢) محمد بن صابر عن أحمد بن محمد بن شعبة الطوسي أنه مات يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من صفر سنة سبع وصلّى عليه أبو الحسين محمد بن الحسين الترجمان.

[٩٩٠٦] سهل بن محمد بن شجاع ، ويقال ابن الحسين

ابن محمد أبو عثمان النيسابوري الواعظ

قدم دمشق ، وسمع من رشأ بن نظيف ، سنة ثمان وثلاثين ، وحدث بها عن الحاكم أبي

__________________

(١) اسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم ، أبو عبد الله الشافعي صاحب التصانيف ، ترجمته في تاريخ بغداد ٥ / ٤٧٣.

(٢) سقطت من الأصل.

٢٧

عبد الله ، وأبي عبد الرحمن السلمي ، وأبي (١) القاسم بن حبيب المفسّر ، .... (٢) وأبي الحسن محمد بن الحسين.

روى عنه عبد العزيز بن أحمد ، وعلي الحنائي (٣) ، ونجا بن أحمد ، ونصر بن إبراهيم المقدسي ، وسهل بن بشر ، وسهل بن الحسين بن محمد.

أخبرنا أبو محمد الأكفاني ، نا عبد العزيز ، أنا أبو عثمان سهل بن محمد النيسابوري الواعظ قدم علينا ، نا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيّع ـ إملاء ـ نا أبو عبد الله محمد بن الخليل الأصبهاني ، نا موسى بن إسحاق القاضي ، نا محمد بن معاوية النيسابوري ، نا سليمان بن بلال ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبسة الرجل [١٤٢١٢].

أخبرنا عاليا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا زهير ، نا أبو عامر العقدي ، عن سليمان بن بلال ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة ، والمرأة تلبس لبس الرجل.

رواه أبو داود عن زهير (٤).

[٩٩٠٧] سهل بن هاشم بن بلال أبو إبراهيم ـ ويقال :

أبو زكريا الحبشي الواسطي ثم البيروتي

سكن دمشق ، وحدث عن الأوزاعي ، والثوري ، وإبراهيم بن يزيد ، وإبراهيم بن

__________________

(١) بالأصل : وأبو.

(٢) غير واضحة بالأصل.

(٣) تقرأ بالأصل : الجبائي ، تصحيف.

(٤) سنن أبي داود ، كتاب اللباس ، باب لباس النساء رقم ٤٠٩٨ وفيه حدثنا زهير بن حرب ثنا أبو عامر عن سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ، وذكره ٤ / ٦٠.

[٩٩٠٧] ترجمته في الجرح والتعديل ٢ / ١ / ٢٠٥ والكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩٥ وتهذيب التهذيب ٢ / ٤٤٧ وتهذيب الكمال ٨ / ١٨٣ والأسامي والكنى للحاكم ١ / ٢٥٥. وبالأصل : «الحسني» وفي مختصر ابن منظور : «الخشني» وقد صححت في كل مواضع الترجمة «الحبشي» عن تهذيب الكمال ، وهو من ولد أبي سلام الحبشي.

٢٨

أدهم ، وشعبة ، وعبد العزيز بن أبي روّاد ، وبسطام بن مسلم (١).

حدث عنه مروان الطاطري ، وأبو مسهر ، ودحيم ، وهشام بن عمار ، وعمرو بن حفص بن شليلة (٢) ، والوليد بن يزيد ، وسليمان بن عبد الرحمن ، ومحمد بن المبارك الصوري ، وهشام بن (٣) إسماعيل العطار ، وإسحاق بن سعيد بن الأركون.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود.

ح وأخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، أنبأ منصور بن الحسين ، وأحمد ابن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا سعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني بالطبرية ، نا دحيم (٤) عبد الرحمن بن إبراهيم ـ زاد أبو عبد الله : قاضي الأردن وفلسطين ، وقالا : ـ قال : نا سهل بن هاشم ـ زاد أبو الفرج : الواسطي ـ عن ـ وقال الخلال : نا ـ سفيان الثوري ، عن ثور ابن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن ثوبان أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا راعه أمر ـ وقال الصيرفي : بأمر ـ قال : «الله ، الله ربي لا أشرك به شيئا» ـ وقال الصيرفي : «لا شريك له» [١٤٢١٣].

أخبرنا أبو بكر وجيه (٥) بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن ، أنا أبو الحسن السقا ، ثنا أبو العباس الأصم ، نا عباس بن محمد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان سهل بن هاشم بن بلال الحبشي واسطيا ، وكان ينزل الشام ، وقد سمع هشيم من أبيه وسمع شعبة أيضا من هاشم بن بلال ، وكان يكنى أبا عقيل (٦).

أنبأنا أبو محمد بن صابر ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ـ قراءة عليه ـ أنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي ـ قراءة عليه ـ ثنا أبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين ، نا أبو العباس محمد بن جعفر بن ملّاس ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، نا أبو مسهر : أن

__________________

(١) هو بسطام بن سلم بن نمير العودي البصري ، ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ٤٨.

(٢) بالأصل : سليلة.

(٣) بالأصل : هشام وإسماعيل خطأ والصواب عن تهذيب الكمال.

(٤) بالأصل : دحيم بن عبد الرحمن ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١١ / ٥١٥.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : دحية.

(٦) تهذيب الكمال ٨ / ١٨٤.

٢٩

سهل بن هاشم بن بلال حدّثه ـ دمشقي معروف ـ قال : حدثني إبراهيم بن أدهم (١). ح قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي بكر الخطيب ، أنبأ أبو بكر البرقاني ، أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه (٢) ، نا الحسين بن إدريس ، أنا محمد بن عبد الله بن عمار ، نا هشام العطار ، نا سهل بن هاشم وكان إذا ذكر سهل مدحه (٣) ، قال ابن عمار : وكان من أهل واسط انقطع إلى بيروت حتى مات بها (٤). ح قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب (٥) بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن ، أخبرني أبي قال : أبو إبراهيم سهل بن هاشم ليس به بأس.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد ، قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (٦) :

سهل بن هاشم الواسطي البيروتي ، سكن دمشق ، روى عن الأوزاعي ، وسفيان الثوري ، وعبد رب (٧) اليشكري (٨) البصري ، وإبراهيم بن أدهم [وابن أبي رواد](٩) روى عنه دحيم ، وهشام بن عمار ، سمعت أبي يقول ذلك ، وسألته عنه فقال : لا بأس به ، قال أبو محمد : وروى عنه عمرو بن حفص بن شليلة الدمشقي البزار (١٠) ، ومروان بن محمد ، وأبو المسهر عبد الأعلى بن مسهر.

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتاب ، أنا أبو الحسن ـ إجازة ـ. ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ،

__________________

(١) تهذيب الكمال ٨ / ١٨٤.

(٢) بالأصل : حمرويه.

(٣) غير واضحة بالأصل والصواب عن تهذيب الكمال.

(٤) تهذيب الكمال ٨ / ١٨٤.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : الحصيب.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ١ / ٢٠٥.

(٧) كذا وقع بالأصل هنا ، وفي الجرح والتعديل : «عبد ربه» راجع ترجمته في الجرح والتعديل ٣ / ١ / ٤٠.

(٨) بالأصل : الشكري ، تصحيف والمثبت عن الجرح والتعديل.

(٩) زيادة عن الجرح والتعديل.

(١٠) في الجرح والتعديل : البزاز.

٣٠

أنبأ أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أبو الحسن ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة السادسة : أبو إبراهيم سهل (١) بن هاشم بن بلال.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد ، أنا (٢) هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، أنا أبو بشر الدولابي (٣) قال : أبو إبراهيم سهل بن هاشم.

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أبو بكر الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم قال (٤) : أبو إبراهيم سهل بن هاشم البيروتي الشامي عن سفيان الثوري ، روى عنه سليمان بن عبد الرحمن ، ودحيم.

وجدت بخط أبي محمد الأكفاني فيما وجده بخط أصحاب الحديث قال : سهل بن هاشم أبو إبراهيم بيروتي.

[٩٩٠٨] سهل مولى عمر بن عبد العزيز

سمع عمر بن عبد العزيز ، وكان يؤدب ولده.

[أخبرنا] أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، حدثني عبد الله بن عبد الوهاب ، أخبرني أبو حفص الأموي عمر ابن عبيد الله قال (٥) : كتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدب ولده :

من عبد الله عمر ، أمير المؤمنين إلى سهل مولاه ، أما بعد ، فإنّي اخترتك على علم مني بك لتأديب ولدي ، وصرفتهم إليك عن غيرك من موالي وذوي الخاصة بي ، فخذهم (٦)

__________________

(١) بالأصل : أبو إبراهيم بن سهل.

(٢) بالأصل : بن.

(٣) الكنى والأسماء للدولابي ١ / ٩٥.

(٤) الاسامي والكنى للحاكم ١ / ٢٥٥ رقم ١٤٠.

(٥) هذه ، الوصية لمؤدب ولد عمر بن عبد العزيز ، من طريقه في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي ص ٢٩٦ ـ ٢٩٧.

(٦) في سيرة عمر : فحدثهم.

٣١

بالجفاء فهو أمغر (١) لأقدامهم ، وترك الصبحة (٢) فإن عادتها تكسب الغفلة ، وقلة الضحك ، فإن كثرته تميت القلب ، وليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن ، فإنه بلغني من الثقات من حملة (٣) القرآن أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بهما ينبت النفاق في القلب ، كما ينبت العشب على الماء ، ولعمري لتوقّي ذلك بترك حضور تلك المواطن ، أيسر على ذي الذهن من الثبوت على النفاق في قلبه ، وهو حين يفارقها لا يعتقد مما سمعت أذناه على شيء ينتفع (٤) به ، وليفتح كلّ غلام منهم بجزء من القرآن يتثبت في قراءته ، فإذا فرغ منه ، تناول قوسه [ونبله](٥) وخرج إلى الغرض حافيا ، فرمى سبعة أرشاق ثم انصرف إلى القائلة ؛ فإن ابن مسعود كان يقول : يا بني! قيلوا ، فإن الشياطين لا تقيل ، والسلام على من اتبع الهدى.

[قال ابن عساكر :](٦) لا أحسب سهلا هو إلا سهل بن صدقة ، والله أعلم.

[٩٩٠٩] سهل الكندي

شيخ من شيوخ الصوفية.

حكى عنه أبو الحسن الشيباني.

أنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن صابر ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أنا الأستاذ أبو سعد إسماعيل بن المثنى العبقري ، أنا أبو الحسن الشيباني ، عن سهل الكندي الفقير قال : رأيت في طرق دمشق صومعة على جبل فصعدت إليه ، فإذا شاب عريان قد شدّ صخرة على رأس فؤاده ، نحيل الجسم ، مختلّ الحال ، وهو يبكي ويشهق ، فإذا أفاق من غشيته قال :

وإنّي لأخلو منذ فقدتك دائبا

وأنقش تمثالا لوجهك في الترب

__________________

(١) بالأصل : أمعر ، وعند ابن الجوزي : أمعن ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ، وأمغر يعني أسرع.

(٢) الصبحة أي نوم الغداة ، وفي ابن الجوزي : الصحبة.

(٣) في ابن الجوزي : من أهل العلم.

(٤) في مختصر ابن منظور : يتتبع به.

(٥) زيادة عن سيرة ابن الجوزي.

(٦) زياد للإيضاح.

٣٢

وأسقيه من دمعي وأشكو تضرّعا

إليه كما يشكو العبيد إلى الرب

ثم أفاق وقال :

صريع الحب لا يخفا

ونار الحب لا تطفا

وأبياتا.

مات (١) سهل الكندي ، وكان من الفقراء وأنا أنظر إليه ، وخرجت نفسه ، فنزلت وحفرت له حفيرة ودفنته فيها.

__________________

(١) بالأصل : قال.

٣٣

ذكر من اسمه سهم

[٩٩١٠] سهم بن أوس الطائي

أخو أبي (١) تمام الطائي الشاعر.

قرأت على أبي الفتوح أسامة بن محمد بن زيد العلوي ، عن أبي جعفر بن المسلمة ، عن أبي عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني ، قال : سهم بن أوس الطائي أخو أبي تمام حبيب بن أوس الطائي الشاعر ، له شعر ضعيف من قوله :

ونازعته شيئا إليه مبغضا

فلما رأى وجدي به صار يعشقه

فدعه ولا تحزن على عائذ به

فإن جديدات الليالي ستخلقه

ولأبي عامر وبعض إخوانه بيت له أن يمنح أخاه :

سهم بن أوس في ضمانك عالما

إن لست بالناسي ولا بالساهي

أنا أبو في الغنى عرسي وعرسك العلا

إني أردت وأنت ....

[٩٩١١] سهم بن خنبش

أبو خنبش ـ ويقال : أبو خنيس الأزدي

وفد على عمر بن عبد العزيز ، وحدث بقصة الدار ، وقتل عثمان ، وكان قد شهده.

حدّث عنه محمد بن يزيد الرحبي.

__________________

(١) بالأصل : أبو.

٣٤

أخبرنا أبوا (١) الحسن : علي بن أحمد بن منصور ، وعلي بن المسلّم الفقيهان ، قالا : أنا أبو العباس أحمد بن منصور المالكي ، أنبأ أبو محمد بن أبي نصر ، أنا خيثمة ، نا العباس ابن الوليد ، أخبرني أبي ، حدثني عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون ، حدثني محمد بن يزيد الرحبي ، حدثني رجل من أزد يكنى أبا حبيش لقيته بدير سمعان في ضيافة عمر بن عبد العزيز ، كان أرسل إليه يسأله ، ولم يكن بقي ممن شهد قتل عثمان يومئذ غيره ، فأخبرني أنه كان مع عثمان يوم حصر الدار ، فزعم أن ركب الأشقياء من أهل مصر أتوه قبل ذلك فأجازهم وأرضاهم فانصرفوا ، حتى إذا كانوا في بعض الطريق انصرفوا ، فخرج عثمان يصلّي إما صلاة الغداة وإما صلاة الظهر ، فحصبه أهل المسجد ، وقذفوه بالحصا ، والنعال ، والخفاف ، فانصرف إلى الدار ومعه أبو هريرة ، والزبير بن العوّام ، وطلحة بن عبيد الله ، وعبد الله بن الزبير ، ومروان بن الحكم ، والمغيرة بن الأخنس في أناس لم أحفظ أسماءهم إلا هؤلاء النفر ، فكانوا يطوفون على البيوت فإذا هم بركب الأشقياء قد دخلوا المدينة ، وأقبل ناس حتى قعدوا على باب الدار معهم وعليهم السلاح ، فقال عثمان لغلام له يقال له وثّاب : خذ مكتلا من تمر ـ قال : والمكتل (٢) : قفّة ـ فانطلق به إلى هؤلاء القوم ، فإن أكلوا من طعامنا فلا بأس بهم ، وإن أشفقت منهم ، فارجع ، فانطلق بالمكتل فلمّا رأوه رشقوه بالنبل ، فانصرف الغلام وفي صلبه (٣) سهم ، فخرج عثمان ومن معه إليهم ، فأدبروا وأدركوا رجلا يمشي القهقرى ، قال : فقلت : وما القهقرى قال : كان ينفض على عقبيه كراهية [أن](٤) يولي ظهره (٥) ، فأخذناه فأتينا به عثمان فقال : يا أمير المؤمنين والله ما نريد قتالك ، ولكنا نريد معاتبتك ، فأعتب قومك وأرضهم ، فأقبل على أبي هريرة فقال : يا أبا هريرة فلعلهم ذلك يريدون ، فخلّوا سبيله ، قال : فخلّينا سبيله ، وخرجت أم المؤمنين عائشة فقالت : الله الله يا عثمان في دماء المؤمنين ، فانصرف إلى الدار.

__________________

(١) بالأصل : أبو.

(٢) المكتل : كمنبر ، زنبيل يحمل فيه التمر أو العنب إلى الجرين ، يسع خمسة عشر صاعا ، والجمع المكاتل ، (تاج العروس كتل).

(٣) في مختصر ابن منظور : منكبه.

(٤) زيادة للإيضاح.

(٥) القهقرى : الرجوع إلى خلف ، والقهقرى : وذلك إذا تراجع على قفاه من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه (تاج العروس : قهقر).

٣٥

فلما أصبحنا صلّى بنا صلاة الغداة ، فقال : أشيروا ، فلم يتكلم من القوم أحد غير عبد الله بن الزبير ، فقال : أشير عليك بثلاث خصال ، فاركب أيتهن شئت :

إمّا أن تهلّ (١) فتحرم عليهم دماؤنا وإلى ذلك ما قد أتانا مددنا من الشام ، قال : وقد كان عثمان كتب إلى أهل الشام عامّة ، وإلى أهل دمشق خاصة ، إنّي في قوم قد طال فيهم عمري واستعجلوا القدر ، وقد خيّروني بين أن يحملوني على شارف إلى جبل الدخان ، وبين أن أنزع لهم رداء الله الذي كساني ، وبين أن أفيدهم (٢) ، ومن كان على السلطان يخطئ ويصيب ، وإن باعونا (٣) ولا أمير عليكم دوني.

وإمّا أن نهرب على نجائب سراع لا يدركنا أحد حتى نلحق بمأمننا (٤) من الشام.

وإما [أن](٥) نخرج بأسيافنا ومن شايعنا فنقاتل ، فنحن على الحق وهم على الباطل.

فقال عثمان : أما قولك أن نهلّ بعمرة تحرم عليهم دماؤنا فو الله لو لم يكونوا يرونها اليوم حراما لا يحرمونها إن نحن أهللنا ، وأما قولك أن نهرب إلى الشام فو الله إنّي لأستحي أن آتي أهل الشام هاربا من قومي وأهل بلدي ، وأما قولك نحن نخرج بأسيافنا ومن شايعنا فنقاتل فنحن على الحق وهم على الباطل فو الله إنّي لأرجو أن ألقى الله عزوجل ولم أهريق محجما من دماء المؤمنين.

قال : فمكثنا أياما ثم إنّا صلينا معه أيضا صلاة الصبح فلمّا فرغ أقبل علينا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن أبا بكر وعمر أتياني الليلة فقالا لي : صم يا عثمان ، فإنّك مفطر عندنا ، وأنا أشهدكم أني قد أصبحت صائما أعزم على من كان يؤمن بالله واليوم الآخر إلا خرج من الدار سالما مسلوم منه ، فقلنا : يا أمير المؤمنين إن خرجنا لم نأمنهم على أنفسنا ، فائذن لنا فلنكن في بيت من الدار يكون لنا فيه جماعة ومنعة ، فأذن لهم فدخلوا البيت وأمر بباب الدار ففتح ، فدعا بالمصحف وأكبّ عليه وعنده امرأتاه بنت الفرافصة الكلبية وابنة شيبة ،

__________________

(١) في مختصر ابن منظور : نهل.

(٢) كذا في الأصل ، وفي المختصر : افتديهم.

(٣) كذا في الأصل ، ولم أحلها.

(٤) تقرأ بالأصل : «بمهامنا» والمثبت عن المختصر.

(٥) زيادة للإيضاح.

٣٦

فكان أول من دخل عليه محمد بن أبي بكر فمشى إليه حتى أخذ بلحيته فقال : دعها يا ابن أخي ، فو الله إن كان أبوك ليلهف لها بأدنى من هذا ، فاستحيا فخرج ، فقال : قد أشعرته لكم ، وأخذ عثمان ما امتعط من لحيته ، فأعطاه إحدى امرأتيه ، ثم دخل رومان بن سودان رجل أزرق قصير مخدد (١) عداده من مراد ، ومعه جرز (٢) من حديد ، فاستقبله فقال : على أيّ ملة أنت يا نعثل؟ فقال : لست نعثل (٣) ولكني عثمان بن عفان وأنا على ملّة إبراهيم حنيفا مسلما وما كنت من المشركين ، فقال : كذبت ، وضربه بالجرز على صدغه الأيسر فقتله فخرّ ، وأدخلته بنت الفرافصة بينها وبين ثيابها ، وكانت امرأة جسيمة ضليعة ، وألقت بنت شيبة نفسها على ما بقي من جسده ، فدخل رجل من أهل مصر بالسّيف مصلتا ، فقال : والله لأقطعنّ أنفه ، فعالج المرأة عنه فغلبته ، فكشف عنها درعها من خلفه حتى نظرت إلى متنها ، فلما لم يصل إليه أدخل السيف بين قرطها ومنكبها فقبضت على السيف ، فقطع أناملها ، فقالت : يا رباح وهو غلام لعثمان أسود ، أعن عني هذا ، فمشى إليه الغلام ، فضربه ضربة بالسيف فقتله ، ثم إن الناس دخلوا الدار ، فلمّا رأوا الرجل قد قتل ، وأن المرأتين لا يتركانه ، ندم ناس من قريش ، واستحيوا ، فأخرجوا الناس ، وثار أهل بيت لهم ، فاقتتلوا على باب الدار ، فضرب مروان بن الحكم بالسيف على العاتق ، فخرّ ، وضرب رجل من أهل مصر المغيرة بن [فصرع ، فقال رجل من أهل المدينة ، تعس المغيرة بن الأخنس](٤) فقال الذي قتله : بل تعس قاتل المغيرة ، فألقى سلاحه ، ثم أدبر هاربا يلتمس التوبة ، وأمسينا فقلنا : إن تركتم صاحبكم حتى يصبح مثّلوا به ، فانطلقنا إلى بقيع الغرقد فأتينا (٥) له من جوف الليل ثم حملناه فغشينا سواد من خلفنا هبناهم حتى كدنا بأن نفترق عنه ، فنادى مناديهم (٦) : لا روع عليكم ، اثبتوا فإنما جئنا لنشهده معكم ، وكان أبو حنيش يقول : هم ملائكة الله ، فدفناه ، ثم هربنا من ليلتنا إلى الشام ، فلقينا أهل الشام بوادي القرى عليهم حبيب بن مسلمة.

__________________

(١) مخدد ، يقال : خدد لحمه وتخدد : هزل ونقص.

(٢) الجرز بالضم وبضمتين : عمود من حديد معروف. (تاج العروس).

(٣) قوله نعثل ، تقدم التعريف بها ، راجع ترجمة عثمان بن عفان في كتابنا تاريخ مدينة دمشق (الجزء ٣٩) ط. دار الفكر ـ.

(٤) سقطت من الأصل ، وزيدت عن مختصر ابن منظور بين معكوفتين.

(٥) كذا بالأصل : «فأتينا له» وفي المختصر : «فامصا له» كذا.

(٦) في المختصر : فنادى منهم : ألا روع عليكم.

٣٧

رواه ابن عائذ عن إسماعيل (١) بن عياش ، عن محمد بن يزيد الرحبي ، أنه حدّثه قال : حدّثني رجل من الأزد يقال له سهم أبو حنيش ، كان عمر بن عبد العزيز أرسل إليه ، فذكر معناه.

أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد ، وعبد الله بن أحمد بن عمر ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد الأنصاري ، قالوا : حدثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأ أبو بكر أحمد بن عبيد بن فطيس ، وأبو الميمون قالا : أنا أبو عبد الملك ، نا محمد بن عائذ قال : ذكر ابن عياش فذكر معناه ، وقال : حبيش بالحاء المهملة.

أنبأنا أبو (٢) سعد المطرز ، وأبو علي الحداد قالا : أنا أبو نعيم نا أبو بكر عبد الله ابن محمد ، نا ابن أبي عاصم ، نا عبد الوهاب بن الضحاك ، نا إسماعيل بن عياش ، نا محمد ابن زيد الرحبي ، نا سهم بن حنبش كان ممّن شهد قتل عثمان ، فذكر بعض الحديث.

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، نا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن عتاب ، أنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الحسن ـ قراءة ـ قال : سمعت محمود بن إبراهيم بن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام ممن روى عن عثمان : وسهم أبو حبيش بن حبيش.

[قال ابن عساكر :](٣) كذا قالوا والصواب ما تقدم.

[٩٩١٢] سهم بن المسافر بن هرمة

ـ ويقال : ابن حزم ـ

من وجوه أهل اليمن الذين أدركوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وشهدوا فتح دمشق (٤).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأ أبو طاهر المخلص ،

__________________

(١) بالأصل : الإسماعيلي.

(٢) بالأصل : ابن ، تصحيف.

(٣) زيادة للإيضاح.

[٩٩١٢] ترجمته في الإصابة ٢ / ١١٧ وفيه : حرم بدل حزم. والطبري ٢ / ٣٥٩ والإكمال لابن ماكولا ٧ / ٣١٤.

(٤) الإصابة ٢ / ١١٧.

٣٨

نا أبو بكر بن سيف ، نا السري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن أبي عثمان ، عن خالد وعبادة قالا (١) : وبقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان من قواد أهل اليمن عدد منهم : سهم بن المسافر بن هزمة.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال : وأما هرمة ، فقال سيف : فيمن بقي مع يزيد بن أبي سفيان بعد اليرموك من قواد أهل اليمن : سهم بن المسافر بن هرمة.

ح قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (٢) قال : وأمّا هزمة بالزاي ، فقال سيف : بقي مع يزيد بن أبي سفيان بعد اليرموك من قواد أهل اليمن سهم بن المسافر [بن هزمة](٣).

__________________

(١) الخبر في تاريخ الطبري ٢ / ٣٥٨ ـ ٣٥٩ (حوادث سنة ١٣).

(٢) الإكمال لابن ماكولا ٧ / ٣١٤.

(٣) زيادة عن الإكمال.

٣٩

ذكر من اسمه سهيل

[٩٩١٣] سهيل بن عبد العزيز بن مروان

ابن الحكم بن أبي العاص الأموي

أخو عمر بن عبد العزيز ، أمّه وأم أخيه سهل أم عبد الله بنت عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي ، وهو والد عمر وسهيل الذي ولي البصرة في أيام يزيد بن الوليد وقتله مروان ابن محمد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا : أنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار قال (١) : وولد عبد العزيز بن مروان : عمر ، وسهلا ، وسهيلا ، وأم الحكم ، تزوجها الوليد بن عبد الملك ، ثم خلف عليها سليمان بن عبد الملك ثم خلف عليها هشام بن عبد الملك ، وأمّهم (٢) أم عبد الله بنت عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد قال (٣) : فولد عبد العزيز بن مروان : سهلا وسهيلا ، وأم الحكم ، وأمّهم أم عبد الله بنت عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي.

__________________

[٩٩١٣] ترجمته في نسب قريش للمصعب ص ١٦٨ وجمهرة ابن حزم ص ١٠٥ وأنساب الأشراف ٨ / ١٢٦.

(١) انظر نسب قريش للمصعب ص ١٦٨.

(٢) كذا ، وأم عمر بن عبد العزيز أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.

(٣) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٢٣٦.

٤٠