موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ٢١

طوني مفرّج

موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ٢١

المؤلف:

طوني مفرّج


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار نوبليس
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٥

وادي شاهين

W DI SH IN

الموقع والخصائص

تقع وادي شاهين في قضاء المتن على ارتفاع ٦٠٠ م. عن سطح البحر وعلى مسافة ٣١ كلم عن بيروت عبر بكفيّا ـ حملايا ـ الميّاسة. مساحة أراضيها ٣٥ هكتارا. تحيط بها غابات الصنوبر والسنديان ، ويشكّل موقعها حصنا طبيعيّا يشبه مواقع أديرة لبنان العتيقة التي كانت تبنى على قمم وهضاب وعرة المسالك ، لتتقي شرّ الغزاة والفاتحين. قوامها عن عدد قليل من القصور الفخمة الطراز والنسب ، نصفها مهجور ونصفها الباقي مأهول بالكاد. سكنها البعض من آل الجميّل الذين هاجر أكثرهم إلى بلدان أميركيّة في أواخر القرن التاسع عشر ، وعاد بعضهم ليبني له الدور الفخمة فيها التي لا تزال قائمة حتى الآن ، وبقيت بجوار حاراتهم المعتمرة قبب القرميد ، أطلال منازلهم القديمة ، المعبّرة عن مستوى التطوّر الإقتصاديّ والهندسيّ المنسوب في الدفع والسببيّة إلى الهجرة. غير أنّ النكبة الإقتصادية التي قضت على معظم اللبنانيّين في خلال الحرب العالميّة الأولى ، قد دفعت بأبناء وادي شاهين إلى الهجرة من جديد ، وبقيت حارات القرميد المتجاورة برحابة مجالات حول كنيسة مار يوحنّا مارون التي بنوها في قريتهم منذ نشوئها. منذ ذلك التاريخ ، لم يعد ينشأ في وادي شاهين ، سوى مقابر تستظلّ السنديانات الهرمة ، بجوار الكنيسة ، وتظلّل تحت ظلمتها رفات أجداد وآباء لرجال متنيين كبار. فمن وادي شاهين ، أصل بعض الزعماء الجميليّين ، الذين انتقل آباؤهم الى بكفيّا في أوائل القرن العشرين.

٢٠١

وادي شحرور السّفلى

W DI SH RUOR

AS ـ SUOFLA

الموقع والخصائص

تقع وادي شحرور السفلى في قضاء بعبدا على ارتفاع ٢٥٠ م. عن سطح البحر وعلى مسافة ١٤ كلم عن بيروت عبر الشيّاح ـ حدث بيروت. مساحة أراضيها ٢٣٧ هكتارا ، تكاد بيوتها تلاصق بيوت وادي شحرور العليا التي تحدّها من الشرق ، ومن الشمال تحدّها حارة الست وتمامها بعبدا ، ومن الجنوب حومال ، ومن الغرب كفرشيما. ينابيعها متعددة. أهم زراعاتها كرمة وزيتون وتين وحمضيّات ولوز وأشجار مثمرة وخضار ، وتحيط ببساتينها بعض الأشجار البريّة ، كالعفص والسنديان والدلب وغيرها.

عدد أهاليها المسجّلين نحو ٠٠٠ ، ٤ نسمة ، من أصلهم قرابة ١٥٠ ، ٢ ناخبا.

الإسم والآثار

على الرغم من وجود اجتهادات ترّد إسم وادي شحرور إلى السريانيّة فتعيده إلى جذر" حر" الساميّ المشترك الذي يفيد السواد والظلمة والعتمة ، فإّننا نميل إلى اعتبار الإسم عربيّا ، ذلك لعدم وجود أيّ أثر في تخوم البلدة من شأنه أن يفيد عن أنّها شهدت نشاطات لشعوب سابقة لتاريخ مجتمعها الحاليّ. أمّا معنى الإسم فليس كما يتبادر إلى ذهن سامعه لأوّل وهلة ، إذ يردّه إلى طير" الشحرور" إنّما كلمة شحرور يجب أن تكون من باب التصغير لكلمة" الشحر" العربيّة التي تعني مجرى الماء وبطن الوادي ، وطبيعة جغرافيّة

٢٠٢

وادي شحرور حريّة بأن تسمّى" مجرى ماء ، وبطن واد". وادي شحرور السفلى ، أحدث عهدا من العليا. في الأساس كان هنالك وادي شحرور واحدة ، وعندما أنشئت في أوائل القرن الثامن عشر قرية في أسفل وادي شحرور سميت السفلى ، تمييزا عن الأولى ، وهكذا ميّزت الأولى بالعليا.

عائلاتها

مسيحيّون بأكثريّة مارونيّة : أبو رميا. أبو فاضل ـ فاضل. أبي ـ راشد. الأسطا. الباروكي. بدران. البشر. حبيب. خاشو. خليفة. الخوري. خير. الديب. ساسين. سالم. شلوق. الشمّاس. طقشي. عازار. عبّود. عساف. عوض. غاوي. القارح. كامل. ملتقى. ناكوزي. نحّول. نمر. الهاروني. هليّل.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والتربويّة

كنيسة مار يوحنّا ؛ كنيسة مار تقلا ؛ دير مار تقلا للرهبانيّة المارونيّة ؛ مدرسة راهبات عبرين.

المؤسّسات الإداريّة

بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مختارا كلّ من جان توفيق الشمّاس ويوسف عبده الأسطا ؛ وجاء لبلديّتها المؤسّسة ١٩٦٣ مجلس قوامه : جان مسعد الغاوي رئيسا ، تامر فيليب القارح نائبا للرئيس ، والأعضاء : بسّام الياس الأسطا ، الياس حليم الرويس الأسطا ، جورج الياس أبي راشد ، مجيد ماريو أبي راشد ، حبيب نبيه شلوق ، أنطوان فيليب الديب ، جورج عبده الباروكي ، شربل مسعود الهليّل ، عبده الياس أبو رميا ، ونبيل شحادة أبو حبيب ؛ محكمة ومخفر درك بعبدا ؛ ثكنة جيش.

٢٠٣

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة عبر شبكة مياه عين الدلبة ؛ الكهرباء عبر محطّة الجمهور ؛ شبكة ومقسّم هاتف ؛ مكتب بريد.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

منطقة صناعيّة من أهمّ معاملها : تقطير زيت الزيتون ؛ معاصر دبس خرّوب ؛ كرتون ؛ جلود ؛ ستائر ؛ مصنوعات جلديّة ؛ عرق ومشروبات روحيّة ؛ نشر وصقل الحجارة ؛ مطابع ؛ مشاغل حرفيّة عديدة ؛ فروع مصرفيّة ؛ محالّ تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة والعديد من الكماليّات والخدمات.

مناسباتها الخاصّة

عيد مار يوحنّا المعمدان ٢٤ حزيران ؛ عيد مار تقلا في ٢٤ أيلول.

من وادي شحرور السفلى

حنّا أبي راشد (١٨٨٦ ـ ١٩٧٤) : مؤرّخ وصحافيّ وأديب وكاتب ، أنشأ الصحف والمجلّات ، اتّخذ أكثر من اسم مستعار في كتاباته ، له مؤلّفات عديدة ؛ سليمة الياس أبي راشد (١٨٨٧ ـ ١٩١٩) : أوّل أديبة من الشرق في المهجر ، أصدرت مجلّة" فتاة لبان" وكتبت فيها ؛ عبّود بك أبي راشد (١٨٧٨ ـ ١٩٤٩) : شاعر وأديب وصحافي ، أصدر مع نعيم الغريّب جريدة" النصر" ١٩٢٣ ، ترجمان لقنطيّة إيطاليا في بيروت ثمّ في طرابلس الغرب ، ترجم دانتي إلى العربيّة في ثلاثة مجلّدات ؛ نهاد أبي راشد : مؤلّفة روائيّة ؛ روبير أبي راشد : مؤلّف باللغة الفرنسيّة ؛ فارس أبي راشد : أديب مهجريّ في البرازيل ؛ الخوري يوسف أبي راشد : خدم رعيّة وادي شحرور وعلّم أحداثها ؛ خليل الأسطا (ت ١٩٨٤) : قائمقام أوّل ؛ فائق الأسطا : شاعر زجليّ ، ولد ١٩١٠ ، له دواوين مطبوعة ؛ د. الياس الخوري الأسطا (م) : طبيب

٢٠٤

وسياسيّ ، له أعمال إنسانيّة مشهودة ، نائب ؛ سليم الأسطا : قاض ؛ أمين الأسطا (ت ١٩٧٨) : ضابط طيّار ، إستشهد بسقوط طائرة حربيّة للجيش اللبنانيّ بينما كان يقوم بتدريب ضبّاط آخرين ، رفع له نصب تذكاريّ في بلدته ١٩٩٨ ؛ د. إدوار أمين الباروكي (ت ١٩٧٢) : طبيب صدر ، رئيس سابق لمصحّ بحنّس ؛ سمير إدوار الباروكي : محام وصحافيّ ، يعمل في فرنسا ولبنان ؛ أنطوان أمين الباروكي (ت ١٩٩٨) : مهندس ، مدير عام لمصلحة السكك الحديد والنقل المشترك ؛ المطران عبده خليفة (١٩١٤ ـ ١٩٩٨) : أسقف مارونيّ ، راهب يسوعيّ ، أديب ، درس الأدب والفلسفة واللاهوت والقانون الكنسيّ ، مطران على أبرشيّة سيدني ـ أوستراليا ١٩٧٠ ، له عدّة مؤلّفات ؛ إميل خليفة : شاعر زجلي عرف ب" كروان الوادي" ؛ د. ألفرد بك الخوري : سرّ أطبّاء متصرّفيّة لبنان ؛ د. الياس الخوري (١٨٩٦ ـ ١٩٧٧) : طبيب وسياسيّ ، كان الطبيب الأوّل لمصحّ بحنّس ، والطبيب الأوّل للمستشفى الفرنسي ، وأستاذ الأمراض الصدريّة في المعهد الطبّي الفرنسيّ ، أستاذ فخريّ في المعهد الفرنسيّ الطبّي ، من مؤسّسي الجمعيّة اللبنانيّة ـ الفرنسيّة ، والفرع الإقليميّ للشرقين الأدنى والأوسط التابع للإتّحاد الدوليّ لمقاومة السلّ ، وزير الصحّة ١٩٤٦ ـ ١٩٤٧ ، و١٩٤٨ ـ ١٩٤٩ ، والداخليّة ١٩٤٩ ـ ١٩٥١ ، والصحّة ١٩٤٩ ، و١٩٦٠ ـ ١٩٦١ ، نائب ١٩٤٧ ـ ١٩٥٢ ، ١٩٦٤ ـ ١٩٦٨ ، ١٩٧٢ ، ١٩٥١ ـ ١٩٥٣ ، ١٩٦٠ ـ ١٩٦٤ ، له محاضرات طبّيّة ، وكتاب" ذكرياتي في صدى سنيّ الغابرة" ؛ حبيب شلوق : صحافيّ وأديب ، عضو المجلس البلديّ ١٩٩٨ ؛ عبدو شلوق : شاعر زجليّ ؛ د. غسّان شلوق : عالم إقتصاديّ ؛ الياس أسعد غاوي : شغل وظائف عالية في وزارة المال مؤخّرا ؛ د. الياس غاوي : مدير كليّة العلوم الفرع الثاني ؛ د. أنطوان ملتقى : ممثّل ومخرج مسرحيّ ، دكتوراه في الأدب والمسرح ، أستاذ المسرح في كليّة الفنون في الجامعة اللبنانيّة ؛

٢٠٥

لطيفة ملتقى : زوجة أنطوان ، ممثّلة وأستاذة في كليّة الفنون في الجامعة اللبنانيّة ؛ مسعود هليّل (ت ١٩١٦) : شهيد ، نفّذ فيه حكم الاعدام شنقا الصادر عن الديوان العرفي في عاليه ؛ عزيز أفندي هليّل (١٨٩٧ ـ؟) : صحافيّ وإداريّ ، رئيس لتحرير جريدة البريد السوريّ ، سكرتير للغرفة السياسيّة في حكومة لبنان الكبير ، كاتب أوّل لغرفة حاكم لبنان الكبير ، ترجمان المجلس النيابيّ ، معاون لمدير دوائر الحماية التجاريّة والصناعيّة والاقتصاديّة في المفوّضيّة العليا.

وادي شحرور العليا

W DI SH RUOR

AL – UOLIA

الموقع والخصائص

تقع وادي شحرور العليا في قضاء بعبدا على ارتفاع ٣٠٠ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ١٤ كلم عن بيروت عبر الشيّاح ـ الحدث ـ وادي شحرور السفلى. مساحة أراضيها ٦٧ هكتارا. تحيط بها الجبال من ثلاث جهات. أهمّ ينابيعها نبع الشومرية ، الذي تبلغ قوة مياهه نحو ٥٠٠ متر بالإضافة إلى بضعة ينابيع ثانويّة ؛ زراعاتها خوخ وزيتون وحمضيّات وكرمة وتين وخضار متنوّعة ، وتنمو الأشجار البرّية النامية في أحراجها كالعفص والسنديان. عدد أهاليها المسجّلين نحو ٥٠٠ ، ٤ نسمة من أصلهم قرابة ٣٠٠ ، ٢ ناخب.

٢٠٦

الإسم والآثار

راجع الإسم تحت عنوان وادي شحرور السفلى. لم نجد في نطاقها أيّ أثر قديم.

عائلاتها

مسيحيّون بأكثريّة أرثذوكسيّة : أبو مراد. إيليّا. بدران. تنّوري. جرجي. حاموش. حبيب. الخوري (متري). الخوري (الياس). زيدان. سالم. سعادة. شديد. شكّور. الشمّاس. طبنجي. غندور. الفغالي. كامل. مقبل. الهبر. نصر. يارد. يزبك.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والتربويّة والاجتماعيّة

كنيسة مار ميخائيل في حارة الفغالية ؛ كنيسة مار أنطونيوس في حارة التين ؛ كنيسة مار أنطونيوس في حارة الست ؛ رسميّة تكميلية مختلطة ؛ مدرسة مار تقلا للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة ؛ النادي الرياضيّ الشحروريّ ؛ أخويّات.

المؤسّسات الإداريّة

بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مختارا كلّ من جرجس أبو مراد وديغول الفغالي ؛ وجاء لمجلسها البلدي المؤسّس ١٩٣٢ مجلس قوامه : الياس سليمان سعادة رئيسا ، روجيه فوزي روحانا الفغالي نائبا للرئيس ، والأعضاء : الياس عبده فغالي ، روبير فؤاد يارد ، روبير حارس فغالي ، بشارة إيلي سعادة ، روجيه سليم فغالي ، أنطوان جان شكّور ، جرجي حاتم الطبنجي ، شربل طانيوس نصر ، طلال توفيق مقبل ، وجورج الياس الشمّاس. وفي تموز ٢٠٠١ انتخب روبير يارد رئيسا والمهندس روبير حارس فغالي نائبا للرئيس

٢٠٧

بناء على اتّفاق الشرف الذي حصل على الرئاسة ونيابة الرئاسة قبل الانتخابات ؛ محكمة ومخفر درك بعبدا.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة عبر شبكة مياه عين الدلبة ؛ الكهرباء عبر محطّة الجمهور ؛ شبكة ومقسّم هاتف ؛ مكتب بريد.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

مصانع عديدة لدباغة الجلود ؛ مصانع لدبس الخرّوب ؛ محالّ وحوانيت تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة والعديد من الكماليّات والخدمات.

مناسباتها الخاصّة

عيد مار مخايل ٨ تشرين الثاني ؛ عيد مار أنطونيوس الكبير ١٧ كانون الثاني ؛ عيد مار تقلا ٢٤ أيلول.

من وادي شحرور العليا

فوزي يوسف أبو مراد : قاض ، مدّعي عام عسكريّ سابق ، نائب عام إستثنافي ؛ عبده بدران (١٨٦٧ ـ ١٩٢٤) : شاعر وصحافيّ ؛ حبيب روحانا (م) : أحد كتبة ديوان الأمير حيدر الشهابيّ المؤرّخ ، ساعد في وضع تاريخ الأمير حيدر ؛ أنيس أمين روحانا : شاعر زجليّ ، ولد ١٩٠٦ ، إنتسب إلى فرقة شحرور الوادي ١٩٢٨ ؛ د. فريد روحانا (ت ١٩٤٣) : طبيب ، رئيس للجامعة الفغاليّة ؛ د. جوزيف بشارة روحانا : شاعر ؛ الخوري رزق الله الفغالي (م) : سامه البطريرك يوحنّا الحلو كاهنا على وادي شحرور ١٧٩١ ؛ الخوري يوسف أسعد الفغالي (١٨٦٤ ـ ١٩٢٧) : سامه المطران يوسف الدبس كاهنا فخدم بدادون وبليبل ووادي شحرور ، كان غيورا شديد التمسّك بالفرائض والواجبات الدينيّة ؛ حنّا الخوري الفغالي (١٨٩٧ ـ ١٩٤٨) مربّ

٢٠٨

وصحافيّ ومؤرّخ وأديب ، عاون يوسف المكرزل في مجلّة" الدبّور" زهاء ربع قرن ، راسل" الهدى" النيويوركيّة ، أنشأ مجلّة" اللبنانيّ" وكتب باللغة الشعبيّة اللبنانيّة ، علّم عشرين سنة ، كلّفته الجامعة الفغاليّة أن يجمع تاريخ العائلة فنظّم شجرات أنسابها وربط أكثر فروعها ببعضها ، حامل وسام الإستحقاق اللبناني ، ووسام الأرز ، له" شموني وأمّها وأباها" باللغة المحكيّة ؛ الخوري مخايل الفغالي (١٩١٣ ـ ١٩٧٩) : هو ابن الخوري يوسف أسعد ، سيم ١٩٣٨ ، خدم بدادون ووادي شحرور ؛ د. عبده الخوري الفغالي (ت ١٩٨١) : طبيب إختصاصي في أمراض الأطفال ، صاحب مستشفى الأطفال في بيروت ، رئيس لدائرة أمراض الأطفال والأولاد ودار الرضاعة في وزارة الصحّة ، عضو جمعيّة أمراض الأطفال والأولاد في بوردو فرنسا ١٩٤٧ ، عضو في جامعة علماء طبابة الأطفال الدوليّة في باريس ١٩٤٨ ، مثّل الحكومة اللبنانيّة في منظّمة الصحّة العالميّة في باريس ١٩٤٩ ، توفّي في فرنسا ؛ جانيت الفغالي : هي الفنّانة اللبنانيّة" صباح" ، ولدت ١٩٢٧ ، عرفت بلقبي الشحرورة والأسطورة ، نجمة المهرجانات اللبنانيّة والدوليّة ، لها ما يزيد على ٠٠٠ ، ٣ أغنية ، مثّلت ما يزيد على ١٥٠ فيلما سينمائيّا ؛ لمياء الفغالي : ممثّلة ؛ جوزيف الفغالي : شاعر زجّال معروف ب" بلبل الوادي" ؛ رفيق الفغالي : عميد وأديب وشاعر ، قائد منطقة زحلة ، رئيس لأركان قوى الأمن الداخليّ ، قائد لشرطة بيروت ، مدير للدفاع المدنيّ ، له" ملحمة الإغتراب" ؛ جورج فغالي : عسكريّ ومؤرّخ ، ماجستير في التاريخ ، عميد في الجيش اللبنانيّ متقاعد ؛ بشارة كامل : مستشار في وزارة الداخليّة.

٢٠٩

وادي الصّفا الشّرقي

W DI SSAFA SHARQI

الموقع والخصائص

قرية صغيرة في قضاء بعلبك تسكنها أسرتا جمال الدين وحيدر الشيعيّتان وتستثمران أراضيها في زراعة الحنطة والحبوب. عدد أهاليها المسجّلين قرابة ١٩٠ نسمة منهم نحو ٧٠ ناخبا. إسمها منسوب إلى نبع الصفا البقاعيّ. مختارها المنتخب ١٩٩٨ حسين قاسم جمال الدين. مياه الشفة من ينابيعها وآبارها. الكهرباء من الليطاني. محكمة ودرك وبريد بعلبك.

وادي العرايش

W DI LARAIISH

الموقع والخصائص

وادي العرايش في قضاء زحلة على ارتفاع يتراوح بين ٠٠٠ ، ١ و٢٥٠ ، ١ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٥٢ كلم عن بيروت عبر طريق زحلة ـ الوادي ؛ أو عين الذوق ـ الوادي ؛ أو قاع الريم ـ الوادي. يحدّها شمالا قاع الريم ، جنوبا زحلة ، شرقا الفرزل ، وغربا حزّرتا. مساحتها ٦٥١ هكتارا ، ١٠ آر ، و٤٣ سنتيار. زراعاتها كرمة وكرز ولوز وخضار. عدد أهاليها المسجّلين نحو ٧٠٠ ، ٢ نسمة ، من أصلهم قرابة ٥٦٠ ، ١ ناخبا ، منهم عدد ملحوظ في بيروت وضواحيها وفي مدن لبنانيّة أخرى إضافة إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة وبلدان الانتشار.

٢١٠

الإسم والآثار

تطوّق وادي العرائش الجبال من الشرق والشمال والغرب ، فتترامى منازلها على سفوحها وفي قاعها وبمحاذاة" نهر البردوني" الذي يجتازها فتكوّن بالتالي قرية الوادي ؛ أمّا تسمية" العرائش" فيردّها التقليد إلى أساطير الإله باخوس الذي افتتن بجمال هذا الوادي وعرائشه المتدلّية التي تحوي من العنب" البيتموني والتفيفيحي وبيض الحمام وخدود البنات ..." وكانت عرائس الجان ترد مياه نهر البردوني لتستحمّ بعيدا عن أعين المتطفّلين مستعدّة لموافاة موكب الإله باخوس قبيل انعقاد جلسات الشرب والمجون ، فكان أن حملت القرية اسم" وادي العرائس" ، وبعد أن كثرت فيها عرائش العنب أبدلت مع الأيّام ال" س" بال" ش" وأصبحت" وادي العرائش".

عائلاتها

موارنة : أبو ديب. أبو شبل. أبو عكر. أبو قدح. إسطفان. بشير. حبشي. حريقة. حميمص. حنّا. داود. روحانا. رياشي. ريشا. سالم ـ أبو سالم. شعيا. شلهوب ـ أبو شلهوب. عيد حريري. غريافي. الغصين. فرح. كنعان. مرجبا. مراد. مرهج. ملحم. المعقّر. موسى. نجّار. نصّار. وهبة.

ملكيّون كاثوليك : جبر. سماحة. شويري. قاصوف. ندّاف. صوايا ـ مكوي صوايا. عبد الأحد. عبّود.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والتربويّة والأهليّة

كنيسة مار الياس ؛ كابيلا يعلوها صليب تقوم على أعلى تلّة في البلدة ؛ تكميليّة وادي العرايش الرسميّة المختلطة ؛ دار حضانة ؛ نادي اكتشاف المغاور (متوقّف) ؛ نادي الشباب الثقافيّ الرياضيّ ؛ الشبيبة العاملة المسيحيّة ؛

٢١١

أخويّة الميتة الصالحة للنساء ؛ أخويّة الحبل بلا دنس للرجال ؛ طلائع وفرسان العذراء ؛ مجلس رعويّ ؛ لجنة الوقف.

المؤسّسات الإداريّة

بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء جورج فوزي حبشي مختارا ؛ بلديّة ومحكمة ومخفر زحلة.

المؤسّسات الإستشفائيّة

مستوصف تابع لمصلحة الإنعاش الاجتماعيّ ، بإدارة راهبات سيّدة المعونة الدائمة.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

محطة محروقات ؛ فبارك خشب ؛ صناعة عرق ونبيذ بيتيّة ؛ توضيب المونة اللبنانيّة ؛ مطاعم ومقاه شهيرة تنتشر على ضفّة البردوني في خراج البلدة ؛ مشاغل حرفيّة ؛ بضعة محالّ وحوانيت تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة.

مناسباتها الخاصّة

عيد مار الياس ٢٠ تمّوز حيث تقام حفلة كرمس ؛ عيد ارتفاع الصليب ١٣ أيلول ، تقام مسيرة بالمشاعل إلى الكابيلا.

من وادي العرايش

شربل اسطفان : قنصل لبنان في أوتاوا ـ كندا ، وشاطئ العاج ـ أفريقيا ؛ الأب صليبي اسطفان : قاض في المحكمة الروحيّة المارونيّة في جونيه ؛ الياس حبشي : شاعر وكاتب ومدرّس ، ولد ١٩٣٦ ، تضلّع في اللغة العربيّة ، عمل في التعليم سحابة ٤٣ سنة ، كتب الشعر باكرا ، لم يكتب سوى الشعر الخليلي الأصيل ولم يتعامل مع الشعر الحديث ، له مجموعة كبيرة من

٢١٢

الدواوين في مختلف أبواب الشعر ما تزال مخطوطة منها : " بوح" ، " أشواق" ، " بلى أنت جميلة" ، " تحت الرماد" ، " أحبّك أكثر" ، " كتاب الفرح" ، " إهداءات" ، وغيرها ، وله في المناسبات الدّور المجلّي في لغة القريض ، نشر عددا كبيرا من قصائده في جريدة" زحلة الفتاة" وفي العديد من الصحف البيروتيّة ؛ الخوري شلهوب حريقة (١٨٠٠ ـ ١٨٦٠) ، سيم باسم اسطفان ، كاهن رعيّة وادي العرائش ، باشر ببناء كنيسة البلدة ، توفّي خلال أحداث ١٨٦٠ قبل أن يكمل بناءها ؛ الخوري الياس حريقة (م) : إبن السابق ، نائب أسقفيّ ؛ د. هيكل حريقة (١٨٧٨ ـ؟) : حفيد السابق ، طبيب ، ولد ١٨٧٨ ، درس الطب في الولايات المتّحدة ، خطيب الجيش الأميركيّ في الحرب العالميّة الأولى ؛ الأبّاتي مارون حريقة (١٩٢٠ ـ ١٩٦٩) ، راهب أنطونيّ ، سيم ١٩٤٨ ، مدير مدرسة الرهبانيّة ١٩٤٨ ، معلّم للإبتداء ١٩٤٩ ـ ١٩٥٧ ، مدبّر ثان ١٩٥٧ ، رئيس الدير الأمّ في مار إشعيا ، مدبّر رسوليّ للراهبات ١٩٥٤ ، رئيس عام ١٩٥٧ بعد منحه تفسيحا خاصّا من العمر من الكرسيّ الرسوليّ لأنّه لم يكن قد بلغ السنّ المقتضى لهذا المنصب ، رئيس عامّ لولاية ثانية ١٩٦٣ ، عضو المجمع الفاتيكانيّ لأربع دورات ، عيّنه الرؤساء العامّون لجميع رهبانيّات العالم ممثّلا عنهم وعضوا في أوّل مجمع للأساقفة ١٩٦٧ ، فكان الرئيس الشرقيّ الأوّل والوحيد الذي يشترك بمثل هذا السينودوس ، عضو مجلس الرؤساء الأعلين للرهبانيّات في لبنان ، أنشأ المعهد الأنطونيّ في بعبدا ، والمدارس المجّانيّة في كثير من أديار الرهبانيّة ، أعاد ترميم أو بناء أكثر أديارها ، أنشأ المعهد الإكليريكيّ للرهبانيّة في روما ، نائب عام ومدبّر أوّل ١٩٦٩ ، كان أوّل من تجنّد لمعركة إلغاء المرسوم الإستثنائيّ الذي أباح لكلّ غريب إمتلاك خمسين ألف متر مربّع في كلّ قرية من قرى لبنان وأثمرت جهوده بإلغاء المرسوم ، حائز وسام الإستحقاق اللبنانيّ ، توفّي ودفن في دير

٢١٣

مار إشعيا ؛ يوسف حريقة : من أشهر أصحاب المطاعم التراثيّة في لبنان التي نسبت إليه ؛ بولا يوسف حريقة : عالمة نفس وكاتبة وإعلاميّة ، مجازة في علم النفس ، من أولى مذيعات محطّة التلفزة اللبنانيّةL.B.C. ، صاحبة برامج إذاعيّة كثيرة ، نائب لمدير البرامج في إذاعة لبنان الحرّ سابقا ، نائب رئيس مجلس إدارة شركة بيلز ش. م. ل. ، وشركة هولدرز هولدينغ ش. م. ل. ، مديرة مساعدة في شركة بيوغرافيا ، لها" موسوعة الأسرة الحديثة ـ بسيكوبيديا" في ١٨ مجلّدا صدرت عن دار نوبيليس ٢٠٠١ ، ساهمت في إعداد مجموعة" قرى ومدن لبنان" هذه ؛ الياس يوسف حريقة : متخصّص في الإخراج والتصوير الإعلانيّين ، حامل الحزام الأسود درجة ثانية في الأيكيدو وأحزمة سوداء أخرى في عدد من الفنون القتاليّة اليابانيّة وأستاذها في أندية عدّة ؛ الأب لويس سماحة : راهب لبناني ، أسّس معهد التصوير الفوتو غرافيّ في جامعة الروح القدس ـ الكسليك ، له : " أضواء رهبانيّة" ١٩٩٨ ؛ غازي شعيا : مربّ وأديب وكاتب ، ولد ١٩٥٧ ، مجاز في العلوم السياسيّة ، نشر مقالات في الدوريّات ، له مؤلّفات ؛ د. عادل شويري : مدير عام لوزارة الزراعة ؛ كريستين شويري : مهندسة ، فنّانة مسرحيّة وتلفزيونيّة ؛ فؤاد صوايا (١٩٠٨ ـ ١٩٨٦) : قاض وإداري ، مدير عام لوزارة التربية ، مدير عام لغرفة رئاسة الجمهوريّة ، محافظ الجنوب ١٩٤٥ ـ ١٩٤٧ ، محافظ جبل لبنان ١٩٤٧ ـ ١٩٥٢ ، مدير عام لوزارة الداخليّة ، مستشار في وزارة الدفاع ، رئيس الهيئة التأسيسيّة للجمعيّة الخيريّة في وادي العرايش التي أسّست المركز الصحّي ودار الحضانة ، سعى في تأسيس تكميليّة وادي العرايش النموذجيّة الرسميّة ، حامل عدّة أوسمة وطنيّة وأجنبيّة ؛ يوسف المعقّر : فنّان ، أسّس فرقة للدبكة اللبنانيّة تحمل اسمه.

٢١٤

وادي العس

W DI LISS

الموقع والخصائص

تقع وادي العسّ في قضاء الهرمل على ارتفاع ٣٠٠ ، ١ م. عن سطح البحر وعلى مسافة ١٢٥ كلم عن بيروت عبر الهرمل. مساحة أراضيها ٣٠٠ ، ١ هكتارا. زراعاتها حنطة وحبوب وأشجار مثمرة أخصّها التفّاح وفيها تربية مواش. تسكنها أسرة موسى الشيعيّة. عدد أهاليها المسجّلين قرابة ٤٥٠ نسمة من أصلهم نحو ١٥٠ ناخبا.

الإسم والآثار

جذر" عسّ" يفيد في الفينيقيّة الضغط والسحق ، وفي السريانيّة والعربيّة التجسّس والطواف ليلا ، ونعتقد أنّ التسمية عربيّة لخلوّ أرضها من الآثار القديمة.

البنية التجهيزيّة

بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء سليمان حسين السيّد موسى مختارا ؛ محكمة ومخفر الهرمل ؛ مياه الشفة من ينابيعها وآبارها ؛ الكهرباء من الليطاني ؛ بريد الهرمل.

٢١٥

وادي فعرة

عقبة. محيلسة. خربة

W DI F RA.AL ـ QAIBI.AL – MAILSI

.AL ـ IRBI

الموقع والخصائص

وادي فعرة في قضاء بعلبك على ارتفاع ١٥٠ ، ١ م. عن سطح البحر وعلى مسافة ١٥٠ كلم عن بيروت عبر بعلبك ـ العين ـ زبود. تضمّ ثلاث قرى هي : العقيبة ، المحيلسة ، والخربة. زراعاتها حنطة وحبوب. عدد أهاليها المسجّلين قرابة ٠٠٠ ، ٢ نسمة منهم ٣٥٠ ناخبا من أسرة شعيب الشيعيّة.

الإسم والآثار

ردّ فريحة الإسم إلى PERA الآراميّة السريانيّة التي تعني" الشقّ والحفرة العميقة والكهف". فيها مغاور وآبار وبقايا أبنية قديمة ، ووجد في هذه الآبار بعض الميداليّات البيزنطيّة.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والمؤسّسات الإداريّة

جامع وحسينيّة ؛ رسميّة ابتدائيّة مختلطة ؛ ١٩٩٨ انتخب حيدر شعيب مختارا ؛ ومجلس بلدي قوامه : رمزات شعيب رئيسا ، عبد الله شعيب نائبا للرئيس ، والأعضاء : هاني علي ، شعيب محمّد ، ناريمان جميل ، إيمان محمّد ، أنور محمّد ، نديم محمّد ، وياسين محمّد شعيب ؛ محكمة الهرمل ؛ درك اللبوة.

البنية التحتيّة والخدماتيّة والمؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

مياه الشفة من آبار جمع محليّة ؛ الكهرباء من الليطاني ؛ بريد رأس بعلبك.

بضعة مشاغل حرفيّة ؛ محالّ تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة.

٢١٦

وادي قنّوبين

W DI QANNUOBIN

الموقع والخصائص

تقع وادي قنّوبين في قضاء بشرّي على ارتفاع يتدرّج من ٩٠٠ إلى ٥٠٠ ، ١ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ١٢١ كلم عن بيروت عبر حدث الجبّة ـ الديمان ـ حصرون ـ بزعون ـ بقرقاشا. هو الوادي المقدّس ، ووادي القدّيسين ومقرّ البطاركة الموارنة منذ سنة ١٤٤٠ حتى منتصف القرن الثامن عشر في الدير الذي تقول الأسطورة إنّ تيودوسيوس الكبير بناه في الوادي المقدّس على أقدام أرز الرب. فهناك كان البطاركة يجدون أنفسهم أكثر استقرارا نظرا للإعتداءات المتكرّرة التي حصلت على مراكز هم في بلاد جبيل والبترون. ومنذ ذلك الحين كانت رسائل البابوات توجّه إلى المقر البطريركي في وادي قنّوبين وكنيسته التي حصلت على إنعامات عديدة من أصحاب القداسة ليون العاشر وكليمانت السابع وغريغوريوس الثامن والخامس عشر. كما كان وادي قنّوبين المركز الكاثوليكيّ الوحيد في الشرق قبل القرن الثامن عشر وكان هدف الحجّاج القادمين من الغرب. وقد زاره بين عام ١٤٦١ وعام ١٦٤٤ عدد من الحجّاج الغربيّين المرموقين وكتبوا عنه الشيء الكثير في لغاتهم وترجمت مؤلّفاتهم إلى لغات عدّة.

مساحة وادي قنّوبين البلدة ٤٤٨ هكتارا. وهي تقسم إلى قسمين أو حيّين يفصل بينهما نهر قاديشا : حيّ بيت توما وحيّ بيت يونان. زراعاتها زيتون وأشجار مثمرة وخضار وجوز وتوت وحبوب. عدد أهاليها المسجّلين نحو ٥٠٠ ، ٣ نسمة ، منهم قرابة ٠٠٠ ، ١ ناخب.

٢١٧

الإسم والآثار

QENNUOBINكلمة سريانيّة تعني" دير الرهبان المبتدئين". تكثر في الوادي الكهوف والمغاور القديمة والمزارات ومحابس الرهبان والكنائس والأديرة. من تلك المغاور ، " مغارة عاصي ـ الحدث" التي عثر فيها على جثث لأحد عشر شخصا ، بينها جثث لأطفال ونساء ، محنّطة تحنيطا طبيعيّا تبعا لعوامل طبيعيّة تتعلّق بالرطوبة والحرارة ونوع التربة في المغارة. كما عثر فيها على بقايا فخّاريّة وعملات وثياب ، تعود إلى القرن الثالث عشر ، الأمر الذي يشير إلى أنّ المختبئين كانوا عائلات وجماعات ، لا أفرادا منفردين ، قضوا في حملة المماليك على الجبّة نهاية القرن الثالث عشر ؛ وتفيد أكفان الجثث المكتشفة في هذه المغارة بأنّ الموتى قد جرت لهم مراسم دفن عاديّة تشير إلى أنّ اللاجئين كانوا يعيشون فيها حياة طبيعيّة دائمة ومنقطعة ، أو شبه منقطعة عن العالم الخارجيّ. كأنّ المغارة" ديرهم" الذي ضمّ" مجتمعهم" المغلق في هذا المعقل الذي دفنوا فيه موتاهم وتابعوا حياتهم. إنّه مجتمع هجرة ، لكن في مغارة ؛ وإلى جانب الجثث المحنّطة وجدت قطع عملة مملوكيّة بطل استخدامها ، فاستعملت قلائد وغيرها من عقود الزينة. أمّا الفخّاريّات والأدوات الخشبيّة من أمشاط ومساوك فهي بقايا مقتنيات أهل المغارة المعتزلين. هذا إضافة إلى مخطوطات مكتوبة بالعربيّة والسريانيّة ، وثياب ومطرّزات كثيرة. وأهمّ ما اكتشف في مغارة عاصي ، الكتابة العربيّة على سقفها ، وهي صلاة مسيحيّة تعود إلى أواخر القرن الثاني عشر ، الأمر الذي يشير ، بحسب بعض الباحثين ، إلى أنّ المسيحيّين في جبل لبنان كتبوا صلواتهم ورتّلوها ، منذ بدايات ذاك القرن ، بالعربيّة ، وليس بالسريانيّة وحدها ، كما هو شائع. وهذه أقدم كتابة عربيّة مسيحيّة مكتشفة في جبل لبنان حتّى الآن. أعضاء الجمعيّة اللبنانيّة للأبحاث الجوفيّة نقلوا هذه المكتشفات إلى

٢١٨

منزل أحد أعضائها وهو فادي بارودي بعد أن قصد متحف تورينو في إيطاليا واطّلع على الطرق العلميّة والفنيّة الكفيلة بالحفاظ على الجثث كما اكتشفت ، وذلك عام ١٩٨٨ ، وأبلغت المديريّة العامّة للآثار بالأمر ، فعهدت إلى الجمعيّة إبقاء المكتشفات في مكانها حتّى يصار إلى تجهيز صالة خاصّة بها في المتحف الذي كان آنذاك طور الترميم. وقد سلّمت المكتشفات إلى المتحف الوطنيّ سنة ١٩٩٤ مع كتاب وضعه المكتشفون بعنوان" مومياءات لبنان" ليكون وثيقة تاريخيّة وعلميّة. تجدر الإشارة إلى اكتشاف كتابات إسلاميّة في إحدى المغاور تعود إلى القرون الوسطى ، ما يؤكّد على أنّ متصوّفين مسلمين قصدوا الوادي وعاشوا فيه مع نسّاك مسيحيّين ، وقد أكّد على ذلك الرحّالة إبن جبير في القرن الثاني عشر. وتعدّ" جمعيّة الحفاظ على تراث وادي قاديشا ـ قنّوبين" دراسة مفصّلة لتقديمها إلى الأونيسكو بالتعاون مع" مجموعة المدن الأوربيّة" بغية إدراج وادي قاديشا على لائحة التراث العالميّ.

عائلاتها

موارنة : بشارة. بو ساسين. بو رشدان. توما. خطّار. الخوري. ديب. سابا.

شربل. عازار. عبده. غطّاس. الفشخة. القاضي. لحّود. الهندي ـ الهنداوي.

وهبة. يونان.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

دير سيّدة قنّوبين : يقع داخل الصخور الشاهقة ، كنيسته مغارة مستطيلة وقليلة العرض ، تغطّي جدرانها رسوم ولوحات ، أهمّها رسم من القرن السابع عشر

٢١٩

يظهر تتويج السيّدة العذراء ويحمل كتابات سريانيّة تشيد بوالدة الإله ، نفّذه الراهب بطرس القبرسيّ بناء على طلب البطريرك الدويهي ، لكنّ الرسم مهدّد بالزوال بسبب الرطوبة ، وثمّة لوحة تحمل أسماء البطاركة الذين تعاقبوا على كرسيّ الدير ، أمر البطريرك الدويهي بإنجازها ١٧٠٣. حجارة الدير تختزن تاريخ ٣٣٠ راهبا انتشروا أوّلا في المغاور التي تملأ الوادي. وقد أثبتت الهندسة الداخليّة للدير وجود ممرّات سريّة استخدمها البطاركة يوم كان مركزا بطريركيّا رسميّا ، لكنّه تحوّل زريبة للمواشي لمدة معيّنة بعد انتقال الكرسيّ البطريركيّ إلى الديمان ، وتسلّمه لاحقا الأب يواكيم مبارك الذي نظفّه ورمّمه. وقد استحدثت فيه أقسام جديدة بدون تشويه الكنيسة والأقبية الأثريّة ، بفضل اهتمام الراهبات الأنطونيّات اللواتي يقمن فيه خلال الصيف.

دير سيّدة حوقا : حوقا لفظ سريانيّ معناه" سطر" يعرف به دير على اسم السيّدة العذراء في الوادي ، وهو منقور في الصخر يدلّ ظاهره على أنّه كان منسكا للعبّاد والزهّاد في القرون الخوالي. سكنه الرهبان السريان قبل أن ينتقل إلى الموارنة. يقع هذا الدير على بعد نحو ٥٠ م. من مغارة العاصي ، يرتقى إليه عبر درج طويل رمّمته وردة صليبا بمساعدة ديبة شلّيطا في شكل غير مدروس ، الأمر الذي دفع بمديريّة الآثار إلى التدخّل وإيقاف الأعمال وإزالة منشآت الباطون الداخليّة ، لكنّ الترميم العشوائيّ قد استمرّ ؛ قوام هذا الدير مغارة من طبقتين ، تضمّ الأولى كنائس صغيرة لا تتجاوز مساحتها الخمسة أمتار مربّعة ، ويرتقى صعودا عبر درج عتيق إلى الطبقة الثانية التي تتوسّطها شجرة ميس وارفة تضمّ كنيستي مار يوحنّا والسيّدة التي أعطت للدير اسمها.

دير مار أنطونيوس ـ قزحيّا : كان هذا الدير قديما صغيرا ، يضمّ محبسة وكنيسة ومغارة ، ولم يسلم من هذا الجزء حاليّا سوى طبقة يتيمة. أمّا جزؤه

٢٢٠