موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ٢١

طوني مفرّج

موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ٢١

المؤلف:

طوني مفرّج


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار نوبليس
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٥

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة والسياحيّة

مسابح ومجمّعات بحريّة ومطاعم عديدة ومتنوّعة ومنتزهات ومقاه ؛ سوق الخضار ؛ سوق فيها سوبر ماركت ومحالّ متعدّدة الأصناف تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة والكثير من الكماليّات والخدمات ؛ مسامك ؛ العديد من المشاغل الحرفيّة المتنوّعة.

مناسباتها الخاصّة

عيد مار جرجس في ٢٣ نيسان.

من نهر ابراهيم

د. شفيق خليل رعد : طبيب جرّاح ، رئيس مستشفى في ولاية تكساس الأميريكيّة ؛ عصام فيكتور رعيدي : ولد ١٩٥٣ ، مجاز في إدارة الأعمال ، عضو المجلس المركزي في حزب الكتلة الوطنيّة ، عضو مجلس إدارة مؤسّسة رسالة السلام للمعاقين ، رئيس بلديّة نهر إبراهيم ١٩٩٨ ؛ بطرس فارس ضو : مصرفيّ وشاعر ، ولد ١٩٤٢ ، رئيس ومؤسّس وعضو فاعل في غير جمعيّة ثقافيّة وفكريّة ورعويّة وعائليّة كالمجلس الثقافي لبلاد جبيل وجامعة بني ضو ، له ديوانان ؛ جورج حنّا غانم : مهندس مدني وأشغال عامّة ، ولد ١٩٤٩ ، رئيس فرع المهندسين المتعهّدين في نقابة المهندسين ببيروت ١٩٩٨ ، عضو فاعل في نادي عمشيت ، مستشار ثقافيّ وعضو مؤسّسس ورئيس نادي فينيكس ليونز جبيل ، أمين الشؤون الاجتماعيّة لجامعة آل غانم منذ ١٩٩١.

١٢١

نهر الدّهب ـ حدشات ـ المشاتي

N R ID ـ D AB.IDSH T.AL ـ MSH TI

الموقع والخصائص

تقع هذه البلدة الثلاثيّة في منطقة الفتوح من قضاء كسروان ـ الفتوح على ارتفاع ٨٠٠ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٤٣ كلم عن بيروت عبر غزير ـ جورة الترمس. عقاريّا ، تعرف القرى الثلاث نهر الدهب وحدشات والمشاتي ب" نهر الذهب" ، مساحتها ٨٣٦ هكتارا. أمّا مواقعها فمتفارقة ، تمتدّ طريق السيّارات إليها من جورة الترمس وتعبرها لتتّصل بعين الدّلبة فميروبا ، أولى مناطق القرية الثلاثيّة من جهة جورة الترمس حدشات ، التي تقع تحت الطريق بانزواء. وعلى مسافة كيلومتر واحد ، تتناثر بيوت منطقة نهر الذهب على جوانب الطريق وتحتها. وعلى مسافة كيلومتر من آخر منزل ، يطلّ أوّل منزل من بيوت المشاتي التي تقوم بمعظمها عند التقاء جبلي المغاير وموسى اللذين يفصلهما نهر شتويّ يمتدّ من مدخل المشاتي إلى نهاية حدشات وينبت الدلب في مجراه بكثرة.

تتفجّر في نهر الذهب مياه نبع الضامن الذي جرّت مياهه لتروي شفة عددا من قرى الفتوح الشماليّة الغربيّة ، وهنالك عدّة عيون خاصّة. زراعاتها أشجار مثمرة على أنواعها بالإضافة إلى بعض الخضار ، بينما تفتقر منطقتا حدشات والمشاتي للمياه ، فتقتصر الزراعة فيهما على الكرمة والتين وبعض الحنطة والتفّاح البعليّ. وتحيط بالقرية الثلاثيّة جمعاء أشجار صنوبر وشربين وسنديان بالإضافة إلى شجر الدلب النامي في مجرى النهر الشتوي. عدد أهاليها المسجّلين نحو ٥٠٠ ، ١ نسمة ، منهم قرابة ٦٠٠ ناخبا.

١٢٢

الإسم والآثار

عندما يصفرّ ورق الدلب الكثيف في مجرى النهر ، في فصل الخريف ، يصبح بلون الذهب ، ما أكسب النهر اسم نهر الذهب. أمّا اسم المشاتي فنرجّح أنّه عربيّ يعود زمن إطلاقه إلى القرن السادس عشر ، حين نزح شيعة إلى هذا المكان إثر الفتح العثمانيّ في العام ١٥١٦ ، فسكنوا حراجل وفاريّا وجوارهما صيفا ، وكانوا يقصدون المشاتي وجوارها شتاء لأنّها تشكّل بموقعها المختبىء بين جبلين إتّقاء طبيعيّا للرياح والثلوج. يبقى اسم حدشات ، فهو فينيقيّ ، مشتقّ من الجذر نفسه الذي اشتقّ منه اسم قرية حدشيت الواقعة في قضاء بشرّي ، وأساس اللفظ" حدشت ADSHET " ومعناه القرية الجديدة. وعليه ، فإنّ هذا الإسم باق من آثار السكّان الفينيقيّين القدامى الذين كانوا يسكنون بالقرب من نهر ابراهيم.

عائلاتها

موارنة : أبي أنطون. أبو خليل ـ خليل. افرام. جلوان. الخويري. سيف. الشقماطي. شقير. شلالا. الشلفون. طراد. عازار. عطا لله. عوّاد. فهد. كريدي. كلاسي. كلّاس. مناسا. ناضر. يحشوشي.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والتربويّة

كنيسة سيّدة الانتقال في حدشات ؛ كنيسة مار يوحنّا المعمدان في نهر الذهب ؛ كنيسة مار الياس الحيّ في المشاتي ؛ مدرسة رسميّة ابتدائيّة.

المؤسّسات الإداريّة

بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء فؤاد بديع ناضر مختارا ؛ محكمة جونية ؛ درك جورة الترمس.

١٢٣

البنية التحتيّة والخدماتيّة والمؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

مياه الشفة من نبع الضامن عبر شبكة مصلحة مياه كسروان ؛ الكهرباء من معمل الزوق ؛ بريد غزير.

مقاه ومطاعم ؛ بضعة محالّ وحوانيت تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة.

مناسباتها الخاصّة

عيد مار يوحنّا المعمدان ٢٤ حزيران ؛ عيد مار الياس الحي ٢٠ تمّوز ؛ عيد سيّدة النجاة ٨ أيلول.

من نهر الدهب

يوسف جلوان (م) : أحد وكلاء ثورة طانيوس شاهين ؛ الخوري جرجس كلّاس (١٨٤٥ ـ ١٩١٧) : أديب ومربّ ، انتقل مع ذويه إلى سرعين ١٨٥١ حيث عمل والده مزارعا لدى آل فريج ، سيم كاهنا ١٨٦٤ ، أرسل إلى روما والفاتيكان ١٨٦٤ ـ ١٨٦٦ ، عاد ليتولّى شؤون الرعيّة المارونيّة في سرعين التحتا وسرعين الفوقا وبيت شاما وماسا لمدّة خمس سنوات ، كان رسول تعايش بين المسيحيّين والشيعة في تلك المنطقة ، أنشأ من ماله الخاص كنيسة في سرعين بمساعدة آل أبو ناصيف شمعون على اسم مار شلّيطا ١٨٩٣ ، ثمّ أسّس ١٨٩٤ مدرسة مجّانيّة في منزله وعزّزها بمعلّمين لتدريس العربيّة والفرنسيّة والسريانيّة عرفت بمدرسة البيادر ، باع العديد من أملاكه واستدان الأموال لتوسيع هذه المدرسة ١٨٩٧ ، أصدر جريدة شهريّة باسم" لسان الأرز" ١٨٩٩ صدر منها خمسة أعداد ، توفّي بمرض التيفوئيد إثر حبسه في الآستانة بتهمة ترويج اللغة الفرنسيّة في ديار السلطنة ، له مؤلّفات كنسيّة وأدبيّة عربيّة وسريانيّة وفرنسيّة.

١٢٤

نهر الكلب

N R ـ IL ـ KALB

يفصل مصبّ مجرى نهر الكلب بين نطاق حارة البلانة ـ زوق الخراب ـ ضبيّه في قضاء المتن ، وزوق مصبح في قضاء كسروان ، أمّا الرابية التي تجمع الآثار وكأنها متحف اللوحات التاريخيّة في الهواء الطلق ، فهي في قضاء المتن. وبذلك تكون منطقة ضبيّه ـ زوق الخراب ـ حارة البلّانة من ساحل المتن متمتّعة بثروة أثريّة نادرة من حيث شموليّة التراث البشريّ وتعاقب مراحله عبر الأزمنة المديدة. ذلك أنّ هذه الأرض التي تعاقبت عليها الحضارات ، منذ ظهور الإنسان حتى اليوم ، بهذا التعاقب الذي تتّصل أولى حلقاته بقرون تفصلها عن عصرنا الحاضر مئات ألوف السنين ، جديرة بأن تفتخر كلّ الفخر ، إذ يكفيها شرفا أنّها ما زالت تعيد بالأثر الملموس إلى ذهن الإنسان المعاصر ، أينما كان في أيّة بقعة من العالم ، قصص الحضارات والفتوحات منذ أبعد ما يمكن لأرض أن تحتفظ به من تاريخ ، أي منذ العصر الحجريّ القديم ، حتى عصر غزو الفضاء ، من دون انقطاع! وبذلك يحق لهذا الجزء من لبنان بأن يعتبر أهمّ مناطقه الأثريّة على الإطلاق من حيث الشموليّة والاستمرار.

ليس من شكّ في أنّ مثل هذا الزعم يستلزم البرهان ليكون مقبولا ، بيد أنّ البرهان هنا واضح وملموس ، فعندما تكون الآثار باقية أمام العين لا يعود المرء بحاجة للتخمين والتقدير والاجتهاد ، بل يكفي استعراض تلك الآثار التي تروي عن حقبات متعاقبة شهدتها الأرض التي تحتضنها ليدرك المرء حقيقة صحّة الزعم من دون تردّد.

١٢٥

إسم نهر الكلب

قبل استعراض آثار نهر الكلب لا بدّ من التوقّف عند اسم هذا النهر التاريخيّ الذي كثرت بشأنه الاجتهادات. الأسطورة تقول إنّ كلبا من عالم الغيب كان يحرس مضيق النهر ، وكان ينبح بقوّة عند اقتراب العدوّ ، فيسمع صوت نباحه في كلّ أرجاء المحلّة ، فيتنبّه السكّان للخطر المداهم ، لذلك سمّوه نهر الكلب. وبعيدا عن الأساطير ، فقد سمّى المؤرّخون اليونان والرومان النهر نهر الذئب LACUS ، بينما سمّاه العرب نهر الكلب. أمّا سبب التسميتين فمردّه إلى أنّه قد أقيم على ضفاف مصبّه صنم بشكل حيوان يشبه الذئب والكلب ، وبهذا الشكل وصفه قسّيس إنكليزي مرّ من هناك سنة ١٦٩٦. وقد يكون المصريّون أقاموا زمن سيطرتهم تمثالا لآلهتهم عند مصبّ النهر يشبه الحيوان ، أو إنسانا له رأس حيوان. ويمكن أن يكون هذا النهر قد سمّي بنهر الذئب وبنهر الكلب نسبة الى ما ظنّه الناس تمثال ذئب أو كلب. ويميل المؤرّخون الى الظنّ في أن العرب عند ما افتتحوا البلاد ، حطّموا التمثال ورموه في البحر كرها للتماثيل والأصنام ، وبقي مطمورا في الماء حتى سنة ١٩٤٢ إذ عثرت عليه في ذلك العام فرقة أستراليّة كانت عند مصبّ النهر في مهمّة عسكريّة ، فتبيّن أنّ التمثال لكلب يشبه الذئب ، وقد حافظت عليه الحكومة اللبنانيّة إذ وضعته مع بقيّة مجموعات الآثار اللبنانيّة القيّمة في المتحف اللبنانيّ الوطنيّ في بيروت.

بقايا ما قبل التاريخ المدوّن

لقد كشفت التنقيبات التي جرت في مغاور نهر الكلب في أربعينات القرن العشرين عن وجود أدوات حجريّة تتميّز بها أدوات الحقبة المتأخّرة من العصر الحجريّ القديم ، ويعرف هذا العصر بالعصر الأوريني. وفي مغاور

١٢٦

هذا النهر العديدة والمتقاربة ، كانت مساكن الإنسان البدائي ، إنسان العصر الحجريّ القديم الذي تعود نهايته إلى نحو مائتي ألف سنة في غياهب الزمان.

يفصل ذلك العصر عن العصرين الحجريّين المتوسّط والحديث عشرات ألوف السنين ، وقد أثّرت هذه الحقبة الزمنيّة المديدة الفاصلة بين العصرين في قدرات الإنسان الذهنيّة ، فأحدثت بعض التغيّرات الطفيفة على أدواته ، ما ينمّ عن بعض التقدّم في مسار الإنسان الحضاريّ ورقيّه. فلقد زاد الإنسان معرفة نتيجة لإختباراته العفويّة والذكيّة ، فزاد إنسان العصر الحجريّ المتوسّط في صقل أدواته الحجريّة ليجعلها أكثر فعالية من سابقاتها ، وفي العصر الحجريّ الحديث جعل لأدواته مقابض تمكّنه من التحكّم بها والإستفادة من فعاليّتها ، كما أكسبها الصقل المتقن سطحا ناعما جميلا ، ما يفيد عن أنّ هذا الإنسان كان قد بدأ يتذوّق الجمال والفنّ ، وما يؤكّد على هذا ما وجد في مغاور نهر الكلب من أدوات تميّزت بالكثير من العناية ، فأضحت فنيّة حسنة المنظر ، من تلك الأدوات مجموعة رائعة صنعها إنسان العصر الحجريّ الحديث وجدت في الحفريّات التي أجريت في الرأس القريب من مصبّ النهر الكلب ، وهو المكان الذي يعرف ب" رأس الكلب".

هذا العصر ، دام ألفي سنة إبتدأ من حوالي ٦٠٠٠ ق. م. وإلى إنسانه الذي عاش في نواحي هذه البقعة ، يعود الفضل في اكتشافين عظيمين نسبة لذلك التاريخ : الخزف ، والمعدن. وفي هذه الحقبة بدأ إنسان لبنان يخيط لنفسه ملابس من جلود الحيوانات التي كان يصطادها. وممّا يدلّ على هذه الظاهرة العثور على إبر ودبابيس في المغاور المحيطة بمجرى نهر الكلب التي كان يسكنها ذلك الإنسان ، تلك المغاور الشبيهة على كثرتها بقرص شهد النحل.

١٢٧

معبر نهر الكلب والنقوش الأثريّة

تشكّل طبيعة الرأس الصخريّ الداخل في البحر عند مصبّ نهر الكلب حاجزا طبيعيّا بين الشمال والجنوب من جبل لبنان ومن الشاطئ اللبنانيّ ، ما أكسب هذا الموقع أهميّة تاريخيّة على مدى الأجيال ، إذ كان العبور عليه يتطلّب تحمّل مشاقّ كبرى ، خاصّة بالنسبة للجيوش وللفاتحين. وكان هذا الموقع على مرّ العصور يسمّى بالمعبر ، وقد أطلق عليه العثمانيّون تسمية" الدربند" أي المعبر بلغتهم ، وكان المماليك من قبل قد وضعوا على جانبيه أسرا تركمانيّة لحمايته لا زالت الأزواق تحمل أسماء جدودها وهي : زوق الخراب وزوق مصبح وزوق مكايل. وبالنظر للأهميّة الاستراتيجيّة لهذا الموقع ، كان الفاتحون يحفرون على صخوره نقوشا تخليدا لذكرى انتصاراتهم بتمكّنهم من عبوره. وفي ما يلي تعريف بأبرز تلك النقوش.

رعمسيس الثاني

كان أوّل من افتتح متحف عظماء التاريخ على الصخور الكلسيّة الواقعة عند مصبّ نهر الكلب ، رعمسيس الثاني (١٣٠١ ـ ١٢٣٥ ق. م) الذي خلّد ذكرى انتصاراته بكتابة النقوش ، وقد نقش رعمسيس هذه الرموز أثناء حملاته العديدة التي شنّها على المدن الفينيقيّة مستهدفا الحثيّين الذين كانت مملكتهم في الشمال. ويعتقد بعض المؤرّخين أنّ رعمسيس كان يقصد أن يجعل من هذه الصخور نقطة حدود شماليّة لممتلكاته.

يظهر رعمسيس في أحد هذه النقوش وهو يقدّم أسيرا ضحيّة لإلهه" فتاح". وقد خربت الجيوش الفرنسيّة نصبا آخر لرعمسيس ، كان ممسكا فيه بشعر أسير أمام الإله" أمون ـ رع".

١٢٨

من أهميّة هذه النقوش أنّها تعطينا صورة عن الشكل الذي كان عليه إنسان هذه المنطقة في ذلك العصر وعن زيّ لباسه ، ففي هذه الحقبة العائدة إلى الألف الثاني قبل الميلاد ، يظهر أنّ الإنسان كان يرتدي ثوبّا يشبه التنّورة من الخصر الى الركبة ، أو ثوبا طويلا مزركشا له أردان طويلة يلبس على الجسم من أعلاه إلى عقب الرجل ، وله كشكش على أطرافه يبدو أنّه كان من القماش الملوّن. وكان شعر الرجل هنا قصيرا جدّا وأحيانا حليقا. أمّا النساء فكنّ يلبسن ثوبا مزركشا يتألّف من قطعة قماش واحدة ، وهو ثوب يشبه قميص نوم اليوم.

شلمانصّر

في العام ٨٥٥ ق. م خاض شلمانصّر الأشوريّ معركة قرقر الشهيرة في وادي العاصي ، وقد واجه الجيش الأشوريّ حلفا عسكريّا قوامه إثنا عشر ملكا من ملوك سورية ، وكان على رأس هذا الحلف العسكريّ بن هدد الآراميّ ملك دمشق ، وكان من جملة المتحالفين أمراء يمثّلون صور وسائر المدن الفينيقيّة التي بعثت بفرق عسكريّة الى هذه المعركة ، وقد بلغ عدد جيش الحلف ٦٠ ألفا وقفوا في وجه الزحف الأشوريّ في مدينة قرقر ، وقد نقش شلمانصّر تدوينا لهذه المعركة على صخرة عند نهر الكلب ، محت السنون مفهومه ، إنما يعتقد أن هذا النقش كان صورة طبق الأصل لنصب جعله في مدينته هذا نصّه :

" في السنة الثامنة من ملكي عبرت الفرات للمرّة السادسة عشرة وكان الملك حزائيل الآرامي الواثق من قوّته قد حشد جيشا عظيما وتمركز عند جبل سنير في مدخل لبنان ، ولكنّي قطعت بساتين دمشق وزحفت نحو جبل

١٢٩

حوران وهدمت وضربت مدنا لا عداد لها وأحرقتها بالنار ، وعدت محمّلا بالغنائم والأسلاب ، ثمّ تقدمت نحو رأس بعل الداخل في البحر وأقمت نصبا لشخصي ، وتقبّلت الجزية من أهالي صور وصيدا ودفع الجزية جيجو بن عمري ملك العبران".

سنحاريب

وتكرّ الأعوام ، والأحداث ما زالت تتوالى على أرض ما مرّ عصر إلّا والتاريخ قد وقّع على سجلّها مجرياته. ففي سنة ٧٠١ ق. م. هزم الجيش الأشوريّ الجيش المصريّ في معركة وقعت بالقرب من مدينة عقرون الكنعانيّة على الساحل الفلسطينيّ ، ثمّ تابع الجيش الأشوريّ زحفه فخرّب مملكة يهوذا ـ بالرغم من أنّ ملكها حزقيّا لم يكن طرفا في الحلف الثائر ضد أشور. ونصّب الأشوريّون الملك أيتو بعل الصيداويّ الذي كان مواليا للأشوريّين ملكا على فينيقية عوضا عن إيليو ـ إيلي الثائر على حكمهم. وبعد ما تسلّقت جيوش سنحاريب أعالي الجبال حتّى وصلت إلى غابات الأرز ، أقام سنحاريب نصبا له عند مصبّ نهر الكلب ، وهو من الأنصبة التي باتت مطموسة بفعل مرور الزمان.

أسرحدّون

بعد أن استعادت صيدا قوّتها ونشاطها ، عاد إليها أسرحدّون بن شلمانصّر غازيا وضربها عام ٦٧٥ ق. م ، وبعد أن أخضع مصر السفلى. وأقام أسرحدّون ، إحياء لذكرى انتصاره ، نصبا آخر عند مصبّ نهر الكلب بالقرب من نصب رعمسيس ، يظهر فيه واقفا بخيلاء وتحت تمثاله نقش يذكر فيه الإستيلاء على ممفيس وصور.

١٣٠

الكلدانيّون

عندما انتهى عهد السيادة الأشوريّة على غربي آسيا بعد ظهور الكلدانيّين في العراق القديمة ، وبعد معارك وحروب بقيادة نابو فلاصر (٦٢٥ ـ ٦٠٥ ق. م) الذي خرّب عاصمة الأشوريّين عام ٦١٢ ق. م. قام من بعده إبنه نبوخذنصّر ، وريث عرش أبيه وقيادته ، بغزو الشاطئ الفينيقيّ ، فحاصر الكلدانيّون صور البحريّة ثلاث عشرة سنة (٥٨٥ ـ ٥٧٢ ق. م.) ما لا مثيل له في تاريخ الحروب. ورغم هذا الحصار الطويل فإن الكلدانيّين لم يتمكنّوا من فتح صور البحريّة التي عرضت عليهم إستسلاما جزئيّا قبلوه ورفعوا عنها الحصار. وقد ترك الكلدانيّون أيضا سجلّا بهذه الأعمال العسكريّة بشكل نقشين كتبا على صخرتين عند مصبّ نهر الكلب. أمّا النقش فهو نسخة طبق الأصل لنقش خلّفه لنا نبوخذ نصّر على صخرة في وادي بريسا قرب ربلة حيث يظهر الفاتح في النصب الأول واقفا أمام الأرز وفي الثاني يصدّ أسدا يهاجمه ، ويقول :

" ثقة منّي بقوّة الإلهين نابو ومردوخ نظّمت حملة عسكريّة ضدّ لبنان. وقد جلبت المسرّة والبهجة إلى تلك البلاد بطردي كلّ عدوّ والقضاء عليه في طول البلاد وعرضها. وقد اجتزت أودية عميقة ، وفتحت لجيشي مسالك في الصخر ، وحيث اعترضني الصخر كنت أفتّته. وهكذا أنشأت طريقا مستقيما ممهّدا لنقل خشب الأرز. وقد وفّرت لأهل لبنان الطمأنينة والسلام ، وأزلت عنهم كلّ ما من شأنه أن يعكّر عليهم صفو الحياة ، ولكي يعتبر كلّ طامح طامع في أرضهم فلا تحدّثه نفسه بالإعتداء عليهم ، فإنّي قد أقمت نصبا عليه تمثالي شاهدا أنّني الملك على هذه المنطقة الذي لا زوال لملكه".

وزال ملك نبوخذ نصّر ، وبقي نقشه ونهر الكلب ولبنان.

١٣١

أنطيوخوس وأنطونينوس

في سنة ١٥٠ ق. م ، بني لنهر الكلب أوّل جسر حجريّ ، وكان ذلك على يد ملك سوريا السلوقيّ أنطيوخوس. وبعده ، أنشأ أنطونينوس الحكيم ، الذي تولّى المملكة الرومانيّة بعد المسيح ب ١٤٠ سنة ، جسرا آخر عند مصبّ نهر الكلب ، وقطع الصخور وبنى البرج هناك ، وأنشأ الطريق السالك الى بيروت على سيف البحر كما هو منقوش على صخر كائن أمام الجسر القديم من الناحية الجنوبيّة ، جاء فيه :

" الأمبراطور قيصر مرقس أوديليوس أنطونيوس السعيد أغسطوس ... كبير البرت كبير البريتانيين كبير الجرمانيين الجدّ الأعظم قطع الجبال المشتملة على نهر ليقوس ونهج المعبر مستسهلا ولقّبه بالطريق سنة ١٤٧".

وفي سنة ١٢٩٢ جدّد بناء هذا الجسر سيف الدين إبن الحاج في أيّام السلطان المملوكيّ المنصور بكر ابن السلطان الملك الهاجر محمّد بن قلاوون.

نقوش العثمانيّين ومن بعدهم

وتتعاقب النقوش ، فيأتي السلطان سليم العثمانيّ الذي ضمّ سوريا ومصر الى الأمبراطوريّة العثمانيّة بعد معركة مرج دابق عام ١٥١٦. فالقائد الإنكليزيّ اللمبي فالقائد الفرنسيّ غورو. وفي ١٨٦٠ ـ ١٨٦١ جاءت الحملة الفرنسيّة التي بعث بها نابّوليون الثالث للمساهمة في إحلال السلام بين الموارنة والدروز ، ولكنّ قائد الحملة ، عوضا من أن ينحت صخرة جديدة ، عمد الى محو نقش كتابيّ مصريّ بالحروف الهيرو غليفيّة ، ونقش كتابة تخلّد أعمال هذه الحملة مكانه. وفي العام ١٩١٨ ، سجّل الجيش البريطانيّ الزاحف من الجنوب نقشا آخر ذكر فيه أعماله الحربيّة. وفي العام ١٩٣٠ أجري

١٣٢

بعض التعديل في النصّ بحيث أصبح يشمل الجيش الاستراليّ والجيش النيوزيلنديّ والخيّالة الهنود والجيش الفرنسيّ ـ المغربيّ المعروف بالصباهيّين وقوّات الجيش المصريّ التابعة للملك حسين ، وكان الفرنسيّون قد قاموا في العام ١٩٢٠ بنقش كتابة على أحد الصخور نوّهوا فيها بالأعمال الحربيّة التي قام بها الجيش الفرنسيّ إشارة الى احتلال دمشق.

وعلى صفحة صخرة من صخور نهر الكلب نقش يخلّد ذكرى جلاء آخر جنود الإنتداب ١٩٤٦. أمّا آخر نقش يختم حلقات التخليد هذه ، فهو تسجيل انسحاب القوّات الاسرائيليّة من جنوب لبنان ربيع سنة ٢٠٠٠.

النّورة

AN – NUORA

الموقع والخصائص

تقع النّورة في قضاء عكّار على ارتفاع ١٧٥ م. عن سطح البحر وعلى مسافة ١٢٧ كلم عن بيروت عبر العبدة ـ حلبا ـ الكويخات ـ التليل ـ الكواشرة ـ الدبابيّة. مساحة أراضيها ٤٢٥ هكتارا تضمّ النورة الفوقا والتحتا. زراعاتها زيتون ولوز وحنطة وحبوب ، وتحيط بها أشجار الملّول بكثافة. عدد أهاليها المسجّلين نحو ٠٠٠ ، ١ نسمة ، منهم حوالى ٢٦٥ ناخبا.

١٣٣

الإسم والآثار

NUORAالآراميّة السريانيّة معناها" نار" أو" نور" أو" مرآة". لم نعلم بوجود آثار مكتشفة في أراضيها.

عائلاتها

سنّة : إسماعيل. حيدر. خضر. درويش. سبيتي. الضنّاوي. عبّاس. موسى.

اليوسف.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والتربويّة

جامع النورة ؛ مزار الشيخ علي ؛ مزار النبي شيت ؛ رسميّة ابتدائيّة مختلطة ؛ مدرسة خاصّة ابتدائيّة تابعة لجامع القرية.

المؤسّسات الإداريّة

بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ أعيد انتخاب علي أحمد عبّاس مختارا ؛ محكمة حلبا ؛ مخفر درك العبّوديّة.

البنية التحتيّة والخدماتيّة والاقتصاديّة

مياه الشفة من نبع الصفا في قرية العماير عبر شبكة ؛ الكهرباء من قاديشا عبر محطّة حلبا ؛ بريد حلبا ؛ حوانيت.

١٣٤

نيحا (البترون)

NIA

الموقع والخصائص

تقع نيحا في قضاء البترون على ارتفاع ٣٥٠ ، ١ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ١٠٠ كلم عن بيروت عبر كوسبا ـ قنات ـ مزرعة أبي صعب ؛ أو البترون ـ عبرين ـ صورات ـ بساتين العصي. غنيّة بالمياه ، زراعاتها أشجار مثمرة وزيتون وجوز وخضار ، عدد أهاليها المسجّلين نحو ٥٠٠ ، ٢ نسمة ، من أصلهم حوالى ٩٠٠ ناخب. ينتقل أكثر أهاليها إلى السواحل شتاء.

الإسم والآثار

إسم نيحا سريانيّ بحت : NIA الهادئ والمستريح والحليم. ويقول فريحة إنّه صرفيّا اسم مفعول من جذر سامي N يقابله في الفصحى" ناخ". وفي عامية لبنان : نيّح وتنيّح بمعنى أراح واستراح. وجدت فيها بقايا أثريّة من نواويس وأبنية قديمة تعود إلى الأزمنة الساميّة القديمة.

عائلاتها

موارنة : أبو رزق. الخوري. دعيبس. حرب. داود. رومانوس. زخيا. سمعان. سويد. طربيه. طنّوس. فهد. قسطنطين. كرم. مسلّم. هيكل. يعقوب.

١٣٥

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والتربويّة

كنيسة السيّدة ؛ كنيسة مار اسطفان ؛ كنيسة مار جرجس ؛ رسميّة ابتدائيّة مختلطة.

المؤسّسات الإداريّة

بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء شلّيطا خازن طنّوس مختارا ؛ محكمة ومخفر درك دوما.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من نبع نيحا ومن الينابيع المحليّة ؛ الكهرباء من قاديشا عبر محطّة البترون ؛ بريد البترون.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

صناعة فحم السنديان ؛ مقالع رمل ؛ كسّارة ؛ بضعة محالّ وحوانيت تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة.

مناسباتها الخاصّة

عيد مار جرجس ٢٣ نيسان ؛ عيد انتقال العذراء ١٥ آب ؛ عيد مار اسطفان ٢ آب.

من نيحا

د. ألبير هيكل : طبيب ، صاحب مستشفى هيكل في الهيكليّة ـ طرابلس.

١٣٦

نيحا (زحلة)

NIA

الموقع والخصائص

تقع نيحا في قضاء زحلة على ارتفاع ٢٠٠ ، ١ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٦١ كلم عن بيروت عبر زحلة ـ أبلح. يحدّها تمنين الفوقا شمالا ، وتمنين التحتا شرقا ، والنبي إيلا غربا ، وأبلح جنوبا. وتكتنفها بساتين اللوز والكرز وكروم العنب من كلّ الجهات لتضفي عليها مشهدا جميلا نادرا ، جاعلة مناخها غاية في الإعتدال والنقاء ، ويعزّز كلّ هذا ينابيعها العذبة المياه. عدد أهاليها المسجّلين قرابة ٠٠٠ ، ٣ نسمة منهم حوالى ٢٠٠ ، ١ ناخب.

الإسم والآثار

راجع معنى الإسم في نيحا البترون. من آثارها قلعتها الشهيرة الواقعة على ارتفاع ٣٠٠ ، ١ م. عن سطح البحر في آخر البلدة عند سفح جبل صنّين ، وفيها معبدان رومانيّان. وجاء في مدوّنات علميّة أنّ المعبدين هما هديّة من هوسيتيميا للإله حدرانس. وهوستيميا في بعض الروايات عذراء ، وفي روايات أخرى رسولة امتنعت عشرين سنة عن أكل الخبز تلبية لرغبة الإله حدرانس ، كما جاء في ترجمة لكتابات المعبد اللاتينيّة واليونانيّة.

وقد أنيرت القلعة ودشّنت ١٩٩٨ وأقيمت فيها حفلة موسيقيّة كلاسيكيّة نظّمها المركز الثقافيّ الفرنسيّ.

١٣٧

عائلاتها

مسيحيّون : أيّوب. حرب. الرميلي. زيادة. سبع. صبّاغ. عقيقي. فرح ـ أبو فرح. غانم. الفخري. كرباج. كيروز. معلوف. النجّار. الهراوي.

مسلمون : أبو دّية. رباح. شرف الدّين. علّام.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والتربويّة

كنيسة مار أنطونيوس الكبير ؛ كنيسة مار الياس ؛ مسجد وحسينيّة ؛ رسميّة ابتدائيّة مختلطة.

المؤسّسات الإداريّة

بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء منصور يوسف كرباج مختارا ؛ وجاء لبلديّتها المؤسّسة ١٩٦٢ مجلس ما لبث أن حلّ بسبب الاستقالات ، فأعيد الانتخاب في دورة ٢٠٠٢ الاستثنائيّة حيث فاز كلّ من : باسل شرف الدين ، الياس الفخري ، حميد معلوف ، طانيوس كرباج ، فادي رميلي ، ابراهيم معلوف ، فادي أيّوب ، نجم النجّار ، والياس غانم ، وعند إعداد هذه المجموعة لم يكن قد تمّ انتخاب الرئيس ونائبه بعد ؛ محكمة ومخفر درك ودائرة نفوس زحلة.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة كانت تصلها قبل الحرب من اليمّونة ، واليوم يسعى القيّمون لحفر بئر أرتوازيّة تروي البلدة ؛ الكهرباء عبر زحلة ؛ شبكة مقسّم هاتف ريّاق ؛ بريد زحلة.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

مشاغل حرفيّة ؛ بضعة محالّ وحوانيت تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة وبعض الكماليّات.

١٣٨

مناسباتها الخاصّة

عيد مار أنطونيوس الكبير ١٧ كانون الثاني ؛ عيد مار الياس ٢٠ تمّوز ؛ عيد الرب ٦ آب.

من نيحا

سليمان أيّوب : قاض ؛ الأب د. جورج كرباج : راهب لبنانيّ وأديب ، ولد ١٩٤١ ، دكتوراه في اللاهوت والفلسفة وعلم النفس ، له مؤلّفات ؛ ربيعة صبحي كيروز : سياسيّ ، ولد ١٩٤٣ ، نائب ١٩٩٢ و١٩٩٦ ؛ د. الياس عيد المعلوف : حقوقيّ واقتصاديّ ، ولد ١٩٣٠ ، مجاز في العلوم السياسيّة والاقتصاديّة ، وفي الحقوق ، دكتوراه علوم اقتصاديّة ، سكرتير الدائرة الاقتصاديّة في جامعة الدول العربيّة ١٩٥٧ ـ ١٩٦٦ ، مستشار اقتصاديّ في معهد البحوث الصناعيّة ، رئيس قسم الدراسات في المجلس الوطنيّ للبحوث العلميّة ١٩٦٨ حتّى تقاعده ١٩٩٤ ، له أبحاث ودراسات عديدة نشرت في الدوريّات وله كتاب" البحث العلميّ والإنماء" ١٩٧٠ ، و" فخرين أو الطريق الضائع" قيد الطبع ؛ شحادة عيد المعلوف : عميد ؛ فوّاز المعلوف : صحافيّ ، رئيس بلديّة نيحا ١٩٦٢ ؛ أنطوان مخايل الهراوي : نائب ١٩٦٨ ـ ١٩٧٢.

١٣٩

نيحا (الشوّف)

NIA

الموقع والخصائص

تقع نيحا في قضاء الشوف على مسافة ٦٩ كلم عن بيروت عبر الدامور ـ المختارة ؛ أو عبر صيدا ـ جزّين ـ المختارة ؛ على ارتفاع ٠٥٠ ، ١ م. عن سطح البحر عند موقع البلدة ، يصل إلى ٨٥٠ ، ١ م. عند أعلى جبلها المعروف بتومات نيحا حيث القلعة. يشكّل موقع البلدة مفصلا تلتقي عنده ثلاث محافظات : جبل لبنان والجنوب والبقاع. فيها ثلاثة ينابيع. مساحتها ٧٠٠ ، ٣ هكتار. زراعاتها كرم وأشجار مثمرة وجوز وحبوب وخضار. عدد أهاليها المسجّلين نحو ٥٠٠ ، ٢ نسمة ، منهم قرابة ٣٥٠ ، ١ ناخبا.

الإسم والآثار

راجع معنى الإسم في نيحا البترون. من آثارها قلعتها الواقعة في قمّة جبلها والمعروفة بشقيف تيرون ، ومن البقايا التي وجدت في داخل قلعة نيحا أقنية ومحفورات تدلّ على أنّها قد بنيت في العهد الرومانيّ ، كما وجد باحثون فيها نقشا يبدو فيه ثلاثة رسوم لذكر وأنثى أمام مذبح ، وطفل صغير مجنّح على ثور. واعتبر الأركيوليجيّون أنّ المعبود في هذا الرسم هو الإله الرومانيّ هرقل ، تدلّ عليه هراوته في يده اليسرى ، لكنّه بزيّ وطنيّ فثوبه شرقيّ سابغ وقبّعته مخروطة. وقد رمّم الصليبيّون هذه القلعة وزادوا عليها وحصّنوها من أجل تأمين الوصول إلى قلب الجبل والأشواف ، إضافة إلى أنّها كانت في الأساس مركزا للمراقبة من أجل مدينة صور. وهي القلعة التي

١٤٠