شرح زيارة عاشوراء

الملّا حبيب الله الشريف الكاشاني

شرح زيارة عاشوراء

المؤلف:

الملّا حبيب الله الشريف الكاشاني


المحقق: نزار الحسن
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار جلال الدين
المطبعة: باقري
الطبعة: ٣
ISBN: 964-94216-2-9
الصفحات: ١١٨

نبيه؟ قال : يا روح الله وکلمته قد کان والله ما قلته فاسأل الله أن يذهب به عني فدعا له عيس عليه السلام فتفضل الله عليه وصار فيط آهل بيته ، کذلک نحن آهل البيت لا يقبل الله عمل عبد وهو يشک في ولايتنا (١).

وجر في ظلمه أي استمر ، وفي الکامل (٢) وأجر ظلمه ، والمراد بالمؤسس هو يزيد بن معاوية (٣) خاصة أو من سبقه ممن ابتدأ بغصب الخلافة عن أهل بيت النبوة.

__________________

١ ـ راجع البحار ج ٢٧ ، ص ١٩١ ، ح ٤٨ ، وأمالي المفيد ص ٢ ، ح٢ ، ورو مثله الشيخ الصدوق في العلل ج٢ ، ص٣٣٢ ، باب النوادر.

وروي في کتاب صحيفة الأبرار ص ٧٠ قال صل الله عليه وآله : (انظر إل علِي بن أبي طالب عبادة وذکره عبادة ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه).

ونقلا عن الخوارزمي قال : إن الرسول صل الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : يا علي لو عاش عبد عمر نوح تعبد فيه ، وأنفق في سبيل الله ذهبا بقدر جبل آحد ، وحج بيت الله ألف مرة ، وقتل مظلوما بين الصفا والمروة ، ولم يقبل ولايتک فلن يشم رائحة الجنة).

وإل هذا المعن أشار العارف الکبير نصير الدين الطوسي في شعره المعروف :

لو ان عبدا بالصالحات غدا

وود کل نبي مرسل وولي

وصام ماصام صواما بلا ضجر

وقام ما قدم قواما بلا ملل

وحج ما حج من فرض ومن سنن

وطاف ما طاف حاف غير منتعل

وطار في الجو لا ياو ال احد

وغاص في البحر مامونا من البلل

يکسو اليتام من الديباج کلهم

ويطعم الجائعين البر بالعسل

وعاش في الناس الافا مؤلفة

عار من الذنب معصوما من الزلل

ما کان في الحشر عندالله منتفعا

الا بحب اميرالمؤمنين علي

٢ ـ کامل الزيارات لابن قولويه ص ١٧٧ ، ط : النجف.

٣ ـ هو يزيد بن معاوية ، وينسب معاوية ال اربعة رجال عمر بن مسافر ، وعمارة بن الوليد ، والعباس بن عبد المطلب ، ورجل اسود يدع الصباح ، وکانت هند جدة يزيد مغرمة بحب

٨١

فاسل الله الذي اکرمني بمعرفتکم ، ومعرفة اوليائکم ،

ورزقني البراءة من اعدائکم ، ان يجعلني معکم في الدنيا والاخرة ،

المراد بمعرفتهم ان يعرف بالدليل ، ويعتقد بالاعتقاد الجازم الذي لا يزول بالتشکيک (انهم اهل بيت النبوة وموضوع الرسالة ومختلف الملائکة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنته العلم واصول الکرم واولياء النعم وعناصر الابرار ودعائم الاخيار ال اخر ما ذکر في الجامعة) (١).

وحاصله : انهم عليهم السلام افضل الخلق بعد محمد صل الله عليه واله الذي لا افضل منه في عالم الامکان ، وبمعرفة اوليائهم ان يعرف ويعتقد کذلک انهم هم الفرقة الناجية (٢) ، وانهم خاصة اهل الجنة ، وانهم هم المفلحون الفائزون يوم القيامة (٣) ،

__________________

السود ، وما نسب معاوية احد ممن يعرف حالها ال ابي سفيان ، لانها وضعته بعد زواجها منه بثلاثة اشهر.

وهند هذه هي التي اکلت کبد الحمزة عم الرسول صل الله عليه واله.

وام يزيد هي ميسون بنت عبد الرحمن بن بجدل الکلبي ، مکنت عبدا لابيها من نفسها ، وحملت بيزيد.

وجده ابو سفيان اعد اعداء الله ورسوله ، وهو الذي قاد الحرب ضد الاسلام والقران في بدر واحد والاحزاب. (راجع ربيع الابرار للزمخشري)

١ ـ هذا مقطع من الزيارة الجامعة ، وللفائدة راجع شروحها.

٢ ـ راجع کتاب الفرقة الناجية لسلطان الواعظين ، ترجمة وتحقيق فاضل الفراتي.

٣ ـ اشارة ال الاية القرانية في النبية (٧) قوله تعال : (ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئک هم خير البرية) وبخصوص هذه الاية راجع تفسير الدر المنثور للسيوطي ج٦ ، ص ٣٧٩.

٨٢

وان محبتهم محبة الله وعداوتهم عداوة الله (١). وفي حديث جابر عن الباقر عليه السلام قال : يا جابر عليک بالبيان والمعاني ، قال : فقلت : ومالبيان وما المعاني؟ قال : قال علي عليه السلام : اما البيان فهو ان تعرف أن الله ليس کمثله شء فتعبده ولا تشرک به شيئا ، وأما المعاني فنحن معانيه ونحن جنبه ويده ولسانه وأمره وحکمه وعلمه وحقه اذا شئنا شاء الله ، ويريد الله ما نريد ، ال أن قال : يا جابر أو تدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أولا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الأبواب ثالثا ثم معرفة الإمام رابعا ثم معرفة الأرکان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم معرفة النجباء سابعا (٢).

ويجعله معهم في الدنيا توفيقه لمتابعتهم حذو النعل بالنعل کما هو مقام الشيعة الکامل ، وفي الآخرة حشره معهم في درجتهم کما ورد في الروايات الکثيرة (٣).

__________________

١ ـ إشارة إل الحديث الشريف : (يا علي حربک حربي وحرب علي حرب الله).

٢ ـ البحار ج٢٦ ، ص١٣ ، والقطرة ج ، مناقب الإمام الباقر عليه السلام ص٣٢٨ ، وعيون المعجزات ص٧٨ ولهذه الرواية ذيل طويل.

٣ ـ راجع البحار ج٢٧ ، ص١٠٠ ، ط : طهران.

٨٣

وأن يثبت لي عندکم قدم صدق في الدنيا والاخرة ،

واساله ان يبلغني المقام المحمود لکم عند الله ،

وان يرزقني طلب ثاري مع امام مهدي ظاهر ناطق منکم ،

الايمان النافع هو ما يموت عليه المرء ولذا لا ينجي المرتد ولا يفلح الا مع التوبظ مطلقا او فط الجملة ، فالثبات عل الايمان هو المطلوب لا مجرده. نعم ، قد يقال : ان الايمان اذا حصل بحقيقته فلا زوال له ، الارتداد کاشف عن عدم تحققه اولا وما ظهر ليس الا صورة من الايمان لا حقيقة لها ، ولکن الحق خلافه کما قرر في محله ، ولبعض الاصحاب في هذه المسالة رسالة مفردة فمن اراد التفصيل فليرجع اليها. والتثبيت : الادامة عل الحالة السابقة وعدم الازاغة ، وفي الدعاء : (اللهم ثبتنا عل دينک ودين نبيک ولاتزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ...) (١) وفي الجامعة (٢) : (فثبتني الله ابدا ما حييث عل موالاتکم ومحبتکم ودينکم ، وقفني لطاعتکم ، ورزقني شفاعتکم ، وجعلني من خيار مواليکم). وقدم صدق بالاضافة کلسان صدق هوالاثرة الحسنة ، والقدم هو السابقة في الامر (٣) يقال : له قدم في الهجرة اي سابقة ، والاضافة محتملة لتقدير من او في. وامراد بها المحبة الخالصة ، والطاعة التي لا يشوبها عصيان ، کما ان المراد بلسان الصدق هو الذکر الحسن والثناء الجميل ، وتخصيص التثبيت بالدنيا لکونها محل التغير والتبدل ، والمراد بالمقام المحمود الشفاعة الخاصة بهم (٤) ، وفي اضافة الثار ال

__________________ ـ

١ ـ راجع دعاء يوم الجمعة من ادعية الاسبوع.

٢ ـ الزيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام وهذا مقطع منها.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٤٩٣.

٤ ـ راجع تفسير القمي ج١ ، ص ٤١٥ ، ط : الاعلمي ، تفسير سورة الاسراء.

٨٤

ضمير النفس اشارة ال ان کل مؤمن ولي هذا الدم فهو ثاره الذي يطلبه فلا ينافي ذلک اضافته ال ضمير الخطاب (١) لاختلاف الحيثية ، والظاهر : خلاف المستور ، ويحتمل ان يکون بمعن الغالب يقال ظهر عليه اذا غلب عليه.

__________________

١ ـ هذه اشارة ال اختلاف النسخ ، لان في بعض ماصادر الزيارة مثل کامل الزياراة مثل کامل الزيارت بدل (ثاري) (ثارکم).

٨٥

واسال الله بحقکم ، وبالشان الذ لکم عنده ان يعطينطي

بمصابي بکم افضل ما يعطي مصابا بمصيبة (١) ، مصيبة ما اعظمها

واعظم رزيتها في الاسلام ، وفي جميع السماوات والارض.

حقهم أعظم الحقوق وشأنهم أعل الشؤون ، فالسؤال بهما اقرن بالاجابة ، ويستفاد من حديث سلمان وغيره انه لا يرد دعاء اذا سئل فيه بهم عليهم السلام (٢) ، والمصائب الاول مصدر ميمي بمعن المصيبة والثاني بمعن من اصابته المصيبة وقد تقرر في محله ان زنة المصدر الميمي من المزيد عل زنة اسم المفعول منه ، ومصيبة الثاني اما بدل (٣) او عطف بيان او توکيد لمصابي ، فالاعراب الکسر وکذالو جعلناه تابعا للاول ، ويحتمل النصب عل المفعولية لفعل محذوف (٤). وفي الکامل (٥) بعد قوله بمصيبته «اقول : انا الله وانا اليه راجعون مصيبة ما اعظمها» والاخبار الواردة في عظم اجر المصائب اکثر من ان تحصي.

__________________

١ ـ في بعض النسخ (بمصيبه) بدون هاء الضمير.

٢ ـ ذکر العلامة المجلسي في زالبحار ج١٠ ، ص ٩٢ ، ط : بيروت ، عن الامام علي عليه السلام قال : (صلوا عل محمد وال محمد فان الله عزوجل يقبل دعائکم عند ذکر محمد ...).

واخرج الديلمي عن مسند احمد ج٦ ، ص ٣٢٣ ، ان النبي صل الله عليه واله قال : (الدعاء محجوب حت يصل عل محمد واهل بيته).

٣ ـ بدل من المصيبة الاول ، والبدل يتبع المبدل منه بالاعراب.

٤ ـ ويحتمل ان يکون حکمها النصب عل انها مفعول به لفعل محذوف تقديره (اقول).

٥ ـ کامل الزيارات ص ١٧٧ ، ط : النجف.

٨٦

قال الباقر عليه السلام : (ان الله اذا احب عبدا اغته بالبلاء غتا وشجه بالبلاء شجا فاذا دعاه قال : لبيک عبدي لئن عجلت لک ما سالت اني عل ذلک لقادر ، ولئن اخرت لک فما ادخرت لک خيرلک) (١).

وقال الصادق عليه السلام : (لو يعلم المؤمن ما له من الاجر في المصائب لتمن انه قرض بالمقاريض) (٢).

وفي روايظ النخعي عن الصادق عليه السلام قال : (من اصيب بمصيبة فليذکر مصابه بالنبي صل الله وعليه واله فانه من اعظم المصائب) (٣).

وفي رواية انه قال : لما اصيب اميرالمؤمنين عليه السلام نع الحسن ال الحسين وهو بالمدائن فلما قرا الکتاب قال : يالها من مصيبة ما اعظمها مع ان رسول الله صل الله وعليه واله قال : من اصيب منکم بمصيبة فليذکر مصابه بي فانه لن يصاب بمصيبة اعظم منها وصدق رسول الله صل الله وعليه واله (٤) فتدبر. فان مصيبة الحسين عليه السلام من جملة مصائب النبي صل الله وعليه واله ، وکذا مصائب غيره من الائمة عليهم السلام ، فمصيبة النبي صل الله عليه واله اعظم المصائب ، ولا ينافيه ان مصيبة الحسين عليه السلام اعظمها.

وقوله : ما اعضمها وصف لمصيبة عل تقدير مقول في حقها فان فعل التعجب انشاء ، والجملة الانشائية لا تقع صفة کما لا تقع خبرا عل المشهور بين النحاة (٥) نظرا ال ان الخبر ما يحتمل الصدق والکذب ، والانشاء لايکون ثابتا في نفسه

__________________ ـ

١ ـ راجع اصول الکافي ج ٢ ، ص ١٩٧ ، ح ٧.

٢ ـ نفس المصدر ص ١٩٨ ، ح ١٥.

٣ ـ راجع وسائل الشيعة للحر العاملي ج٦ ، ص ٣١٤.

٤ ـ اصول الکافي ج٣ ، ص ٢٢٠.

٥ ـ راجع قطر الندي ، وکتاب شرح ابن عقيل ، والنحو الوافي.

٨٧

فلا يثبت لغيره.

وفي الوجهين نظر فان الحد المذکور حد للمقابل للانشاء لا لخبر المبتدا والغرض من الکلام الطلبي وهو ثابت في نفسه وغير الثابت هو المطلوب. نعم ، هذا الطلب قائم بالمتکلم وليس من احوال المبتدا وانما المقصود من ذکر الخبر بيان حال من احوال المبتدا ليکون جزء متما للفائدة.

قال بعض المحققين قدس سره : فاذا قلت : زيد اضربه فطلب الضرب صفة قائمة بالمتکلم وليس حالا من احوال زيد الا باعتبار تعلقه به او کونه مقولا في حقه او استحقاقه ان اضربه زيد مطلوب ضربه او تقول في حقه ذلک. وهو جيد متين کما لا يخف.

٨٨

اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منک صلوات ورحمة

ومغفرة. اللهم اجعل محياي محيا محمد وال محمد ،

ومماتي ممات محمد وال محمد.

مقامي اي لزيارة الحسين. تناله من النيل وهو الاصابة (١). يقال : نال خيرا اذا اصابه ، والامر منه نل بفتح النون کما في المجمع (٢) ، لا من النوال وهو الاجر والحظ ومنه النوال للعطاء (٣) والفعل منه نال ينول والامر نل بضم النون.

ممن تناله اي من الذين يستحقون ذلک بالمحبة والمعرفة بحقهم فان زائري الحسين العارفين بحقه تنالهم من الصلوات والرحمة والمغفرة ما لا يحصي ، کما لا يخف عل من تتبع الاخبار الواردة في باب زيارته (٤) ، ففي جملة منها : ان من زار الحسين عليه السلام کان کمن زار الله فوق عرشه (٥). وفي بعضها کتبه الله في عليين (٦). وفي بعضها : غفر الله له جميع ذنوبه ولو کانت مثل زبد

__________________ ـ

١ ـ راجع لسان العرب والصحاح.

٢ ـ مجمع البحرين للطريحي.

٣ ـ راجع المصباح المنير للفيومي ص ٦٣١.

٤ ـ راجع کامل الزيارات لابن قولويه ، وکتاب البحار وکتاب نور العين في المشي ال زيارة الحسين عليه السلام للاصطهباني.

٥ ـ راجع البحار ج ٠١ ونور العين في المشي ال زيارة الحسين عليه السلام : عن الحسين بن محمد القمي عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال : (من زار قبر ابي عبدالله عليه السلام بشط الفرات کان کمن زار الله فوق عرشه).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٤٧ ، ط : النجف ، عن عيينة بياع القصب عن ابي عبدالله عليه السلام قال :

(من ات قبرالحسين عليه السلام عارفا بحقه کتبه الله في اعل عليين).

٨٩

البحر ، فاستکثروا من زيارته غفرالله لکم ذنوبکم (١). وفي بعضها : اعقته الله من النار (٢) ، وامنه يوم الفزع الاکبر (٣) ، ولم يسال الله حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا اعطاه (٤) ، وفي بعضها : انه افضل ما يکون من الاعمال (٥) ، وفي بعضها : ان زوار الحسين يدخلون الجنة قبل الناس باربعين عاما وسائر الناس في الحساب (٦) ، وفي بعضها : ما من احد يوم القيامة الاوهو يتمن انه من زوار

__________________

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٣٨ ، منها : عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحي عن ابن مسکان عن ابي عبدالله عليه السلام قال : (من ات قبرالحسين عليه السلام عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تاخر).

٢ ـ راجع نور العين ، عن جابر ، عن ابي جعفر عليه السلام قال : قال اميرالمؤمنين صلوات الله عليه ـ في حديث ـ ان رسول الله صل الله وعليه بک بکاء شديدا فلم يساله احد منا احلالا واعظاماله ، فقال له الحسين : لم بکيت؟ فقال : يا ابة فما لمن زار قبورنا عل تشتتها؟ فقال : يا بن اولئک طوائف من امتي يزورونکم فيلتمسون بذلک البرکة وتلقاه الملائکة بالبشارة يقال له : لا تخف ولا تحزن هذا يومک الذي فيه فوزک.

٣ ـ راجع البحار ج١٠١ ، عن زرارة قال : قلت لابي جعفر عليه السلام : ما تقول فيمن زار اباک عل خوف؟ قال : يؤمنه الله يوم الفزع الاکبر وتلقاه الملائکة بالبشارة ويقال له : لا تخف ولا تحزن هذا يومک الذي فيه فوزک.

٤ ـ راجع نورالعين ص ١٤٩ ، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال : غفر الله له ـ لزائر الحسين عليه السلام ـ ذنوبه ويقضي حوائجه ، ثم قال : تقضي له الف حاجة ؛ ستمائة حاجة للاخرة واربعنائة للدنيا.

٥ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٤٦ ، ط : النجف ، عن ابي خديجة عن ابي عبدالله قال : سالته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام ، قال : (افضل ما يکون من الاعمال).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٣٧ ، عن زرارة قال : سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول : ان لزوار

٩٠

الحسين بن علي عليهم السلام لما يري لما يصنع بزوار الحسين عليه السلام من کرامتهم عل الله (١).

والتنکير في الالفاظ الثلاثة (٢) للتعظيم ، او التکثير ، او النوعية ، والفرق بينها ان الصلوات تختص بمن لا ذنب له والمغفرة بمن له ذنب والرحمة تشملها (٣) فليتامل.

وفي بعض الاخبار : من ات قبر الحسين عليه السلام ماشيا کتب الله له بکل خطوة الف حسنة ومحا عنه الف سيئة ورفع له الف درجة (٤).

قوله (محياي محي ..) اي حياتي مثل مماتهم في استحقاق الصلاة والرحمة والفوز بالسعادات الدائمة.

قال الطريحي (٥) : قوله محياي ومماتي لله : قد يفسران بالخيرات التي تقع في حال الحياة منجزة والتي تصل ال الغير بعد الموت کالوصية للفقراء بشيء ، او معناه ان الذي اتيته في حياتي واموت عليه من الايمان والعمل الصالح لله خالصا.

__________________ ـ

الحسين بن علي عليهم السلام يوم القيامة فضلا عل الناس ، قلت : وما فضلهم؟ قال : يدخلون الجنة قبل الناس باربعين عاما وسائر الناس في الحساب والموقف.

١ ـ راجع کتاب نور العين وکامل الزيارات ، عن عبدالله الطحان ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : سمعته وهو يقول : مامن احد يوم القيامة الا وهو يتمن انه من زوار الحسين لمل ير مما يصنع بزوار الحسين عليه السلام من کرامتهم عل الله تعال.

٢ ـ وهي (صلوات ورحمة ومغفرة).

٣ ـ يعني ان الرحمة اعم من الصلاة والمغفرة لانها تشمل المذنب وغيره.

٤ ـ راجع ثواب الاعمال للصدوق ، وکامل الزيارات.

٥ ـ في کتابه مجمع البحرين.

٩١

وفي رواية عن النبي صل الله وعليه واله قال : (من سره ان يحي حياتي ويموت مماتي ويدخل جنة عدن قضب غرسه ربي بيده فليتول عليا والاوصياء من بعده وليسلم لفضلهم فانهم الهداة المرضيون) (١).

فهما (٢) مصدارن ميميان ويحتمل کونهما اسمي زمان اي اجعلني بحيث احي في زمان حياتهم وهو زمان الرجعة (٣) واموت في زکمان مماتهم اي عند رفعهم ال السماء بعد انقضاء الدنيا ، فليتامل.

__________________ ـ

١ ـ واخرج القندوزي بلفظ اخر ينابيع المودة ص ١٥١ ، الباب ٤٣ : (قال رسول الله صل الله وعليه واله : «من سره ان يحي حياتي ويموت مماتي ويسکن جنات عدن التي غرس فيها قضيبا ربي ، فليوال عليا وليوال وليه ، وليقتد بالئمة من ولده من بعده ، فانهم فانهم عترتي خلقوا من طينتي ، وزرقوا فهما وعلما ، وويل للمکذبين بفضلهم من امتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا انالهم الله شفاعتي».

٢ ـ محياي ومماتي.

٣ ـ لقد تقدمت الاشارة ال الايات والروايات التي عل الرجعة.

٩٢

اللهم ان هلاا يوم تبركت به بنو امية وابن أكلة اكباد ،

اللعين ابن اللعين ، عل لسانک ولسان نبيک صل الله عليه واله

في کل موطن وموقف وقف فيه نبيک صل الله عليه واله.

ان هذا اي هذا اليوم المسمي بعاشوراء يوم تبرکوا به لمکان قتل الحسين عليه السلام ، وفي الکامل (١) : (اللهم ان هذا يوم تنزل فيه اللعنة عل ال زياد وال امية وابن آکلة الاکباد الخ).

فيا عجبا کيف تبرکوا بهذا اليوم وهو يوم مصيبة وحزن ، وقد قتلوا فيه سبط الرسول ، وسبوا نسائه ، وانتهبوا ثقله. وکانت اهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم والقتال؟

قال الرضا عليه السلام : (من ترک السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا والاخرة ، ومن کان يوم عاشوراء يوم مصيبة وحزنه بکائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره ف وقرت بنا في الجنان عينه ، ومن سم يوم عاشوراء يوم برکة وادخر فيه لمنزله شيئا لم يبارک له فيما ادخر ، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنه الله (٢) ال اسفل درک من النار) (٣).

وفي رواية عبدالله بن الفضل قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يابن رسول الله کيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وجزع وبکاء دون اليوم الذي قبض فيه

__________________

١ ـ کامل الزيارات ص ١٧٨ ، ط : النجف.

٢ ـ في الاصل (لعنهم الله).

٣ ـ نقل هذه الرواية صاحب مفاتيح الجنان في مفاتيحه ص ٣٧٤ عن کامل الزيارات.

٩٣

رسول الله صل الله عليه واله ، واليوم الذي ماتت فيه فاطمة واليوم الذي قتل امير المؤمنين عليه السلام واليوم الذي قتل فيه الحسن بالسم؟ فقال : ان يوم قتل الحسين عليه السلام اعظم مصيبة من جميع سائر الايام (١) ، وذلک ان اصحاب الکساء الذين هم کانوا اکرم الخلق عل الله کانوا خمسة فلما مضي عنهم النبي صل الله عليه واله بقي اميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين فکان فيهم للناس عزاء وسلوة ، فلما مضي الحسن کان للناس في الحسين عزاء وسلوة ، فلما قتل الحسين عليه السلام لم يکن بقي من اصحاب الکساء احد للناس فيه بعده عزاء وسلوة فکان ذهابه کذهاب جميعهم کما کان بقائه کبقاء جميعهم ، فلذلک صار يومه اعظم الايام مصيبة. ال ان قال : قال عبدالله بن الفضل ، فقلت له : يابن رسول الله صل الله عليه واله فکيف سمت العامة يوم العاشوراء يوم برکة؟ فبک ثم قال : لما قتل الحسين عليه السلام تقرب الناس بالشام ال يزيد فوضعوا له الاخبار ، واخذوا عليها الجوائز من الاموال فکان مما وضعوا له امر هذا اليوم وانه يوم برکة ليعدل الناس فيه من الجزع والبکاء والمصيبة والحزن ال الفرح والسرور والتبرک (٢) ، حکم الله بيننا وبينهم) (٣).

وآکلة الاکباد هي هند ام معاوية ارادت ان تاکل کبد حمزة عم الرسول صل الله عليه وله

__________________

١ ـ ويدل عل هذا قول الامام الصادق عليه السلام : (لايوم کيومک يا با عبدالله).

وقول الامام رضا عليه السلام : (فعل مثل الحسين فليبک الباکون ان يوم الحسين اقرح جفوننا واذل عزيزنا بارض کرب وبلاء).

٢ ـ اشار ال هذا المعن احد اشعراء بقوله :

(کانت ماتم بالعراق تعدها

امية بالشام من اعيادها)

٣ ـ اخرج هذه الرواية الشيخ الاجل الصدوق في علله ج ١ ص ٢٦٤ ، ط : الاعملي.

٩٤

وحکايتها المعروفة (١) ، والمراد بابنها في هذه الفقرة يزيد بن معاوية لا معاوية ، لانه لم يکن حيا في هذه الوقعة (٢) ، واللعين الاول وصف ليزيد ، والثاني لابيه معاوية او ابي سفيان وکانا ملعونين عل لسان النبي صل الله عليه واله (٣) ف کما کان يزيد لعينا لاهل السماوات والارض. ومن کلام الحسن عليه السلام في مجلس معاوية ، وانتم في رهط قريب من عدة اولئک لعنوا عل لسان رسول الله صل الله عليه واله ، فاشهد لکم واشهد عليکم انکم لعناء الله عل لسان نبيه صل الله عليه واله کلکم (٤). وانشدکم بالله هل تعلمون ان رسو الله بعث اليک لتکتب (له) (٥) لبني خزيمة؟

__________________

١ ـ راجع السيرة الحلبية ج٢ ، ص ٢٤٤ ، ... (لما جاءت هند بنت عتبة ال مصرع حمزة فمثلت به وحدعت انفه وقطعت اذنيه ومذاکيره ، ثم جعلت ذلک کالسوار في يديها وقلائد في عنقها ، وانها يقرت بطن حمزة واستخرجت کبده فلاکتها ، فلم تستطع ان تسيغها فقال النبي زصل الله عليه واله لما بلغه اخرجها کبد حمزة : هل اکلت منه شيئا؟ قالوا : لا ، قال صل الله عليه واله : ان الله قد حرم عل النار ان تذوق من لحم حمزة شيئا ابدا.

وقال الامام الصادق عيله السلام : ابي الله ان يدخل شيئا من بدن حمزة النار.

٢ ـ وهي معرکة الطف الخالدة التي وقعت في عام (٦١هـ) بين الحق المتجسد بالامام الحسين عليه السلام ، والباطل الکفر المتجسد بيزيد واعوانه الظلمة.

٣ ـ ذکر ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح النهج ج٤ ، ص ٧٩ ، ط : دار احياء الکتاب العربي : (رو شيخنا ابو عبد الله البصري المتکلم عن نصره بن عاصم الليثي عن ابيه قال : اتيت مسجد رسول الله صل الله عليه واله والناس يقولون : نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله فقلت : ما هذا؟ قالوا : معاوية قام الساعة فاخذ بيد ابي سفيان فخرجنا من المسجد فقال رسول الله صل الله عليه واله : لعن الله التابع والمتبوع رب يوم لامتي من معاوية ذي الاستاه.

وقال : رو العلاء بن حريز القشيري ان رسول الله صل اله عليه واله قال لمعاوية : لتتخذن يا معاوية البدعة سنة والقبح حسنا اکلک کثير وظلمک عظيم

٤ ـ في المصدر : کلکم اهل البيت.

٥ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.

٩٥

(١) ال ان قال : انشدکم الله هل تعلمون ان ما اقول حق (٢) انک يا معاوية کنت تسوق بابيک عل جمل احمر ، ويقوده اخوک هذا القاعد ، وهذا يوم الاحزاب ، فلعن رسول الله القائد والراکاب والسائق فکان ابوک الراکب وانت يا ازرق السائق واخوک هذا القاعد القائد. ثم (قال) (٣) : انشدکم بالله هل تعلمون ان رسول الله لعن ابا سفيان في سبعة مواطن؟

اولهن : حين خرج من مکة ال مدينة ، وابو سفيان جاء من الشام فوقع فيه ابو سفيان فسبه واو عده وهم ان يبطش به ، ثم صرفه الله (٤) عنه.

والثاني : يوم العير حيث طردها ابو سفيان ليحرزها من رسول الله.

والثالث : يوم احد ، يوم قال رسول الله : (الله مولانا ولا مول لکم) ، وقال ابو سفيان : (لنا العز ولا عز لکم) ، فلعنه الله وملائکته ورسوله والمؤمنون اجمعون.

والرابع : يوم حنين ، يوم جاء ابو سفيان يجمع قريش وهوازن ال اخر الحديث وهو طويل (٥).

__________________ ـ

١ ـ «بني خزيمة ، حين ااصابهم خالد بن الوليد ، فانصرف اليه الرسول فقال : هو ياکل ، فاعاد الرسول اليک ثلاث مرات ، کل ذلک يتصرف الرسول ويقول هو ياکل ، فقال رسول الله : «اللهم لاتشبع بطنه ، فهي والله في نهمتک واکلک ال يوم القيامة».

٢ ـ في المصدر : (انما اقول حقا ...).

٣ ـ بين القوسين في المصدر غير موجود.

٤ ـ في المصدر (الله عزوجل عنه).

٥ ـ (وجاء عيينة بغطفان واليهود فردهم الله عزوجل بغيظهم لم ينالوا خيرا هذا قول الله عزوجل له في سورتين في کلتيهما يسمي ابا سفيان واصحابه کفارا ، وانت يا معاوية يومئذ

٩٦

اللهم العن ابا سفيان ، ومعاوية بن ابي سفيان (١) ، ويزيد بن

معاوية ، عليهم منک (٢) اللعنة ابد الآبدين

الاخبار في فضل اللعن عل اعداء ال الرسول سيما قتلة ذريته متواترة : ففي رواية الريان بن شبيب عن الرضا عليه السلام : (يابن شبيب ان سرک ان تسکن الغرف المبنية في الجنة فالعن قتلة الحسين) (٣).

__________________

مشرک عل راي ابيک بمکة ، وعلي يومئذ مع رسول الله وعل رايه ودينه.

والخامس : قول الله عزوجل : (والهدي معکوفا ان يبلغ محله) وصددت انت وابوک ومشرکوا قريش ، رسول الله صل الله عليه واله فلعنه الله لعنة شملته وذريته ال يوم القيامة.

والسادس : يوم جاء ابو سفيان بجمع قريش ، وجاء عيينة بن حصن ابن بدر بغطفان ، فلعن ورسول الله القادة والاتباع والساقة ال يوم القيامة فقيل : يارسول الله اما في الاتباع مؤمن؟ فقال : لا تصيب اللعنة مؤمنا من الاتباع ، واما القادة فليس فيهم مؤمن ولا مجيب ولاناج.

والسابع : يوم الثنية ، يوم شد عل رسول الله اثني عشر رجلا ، سبعة منهم من بني امية ، وخمسة من سائر قريش ، فلعن الله تبارک وتعال وروسله من حل الثنية غير النبي وسائقه وقائده. (راجع الاستيعاب بذيل الاصابة ج٤ ، ص ٨٧).

١ ـ في کامل الزيارات (وعل يزيد بن معاوية).

٢ ـ (عليهم منک) هذه غير موجودة في کامل الزيارت.

٣ ـ وهذا نص الرواية عن البحار ج ٤٤ ، ص ٢٨٥ :

عن الريان بن شبيب قال : دخلت عل الرضا عليه السلام في اول يوم من المحرم فقال لي : ياابن شبيب اصائم انت؟ فقلت : لا ، فقال : ان هذا اليوم الذي دعا فيه زکريا ربه عزوجل فقال : (رب هب ل من لدنک ذرية طيبة انک سميع الدعاء) فاستجب الله له وامر الملائکة فنادت زکريا وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرک بيحي فمن صام هذا اليوم ثم دعا

٩٧

وفي رواية الفضل عنه عليه السلام : (من نظر ال الفقاع او ال الشطرنج فليذکر الحسين عليه السلام وليلعن يزيد وال يزيد ، يمحو الله بذلک ذنوبه ولو کانت کعدد النجوم) (١).

وفي الرواية عن النبي صل الله عليه واله قال : (الا ولعن الله قتلة الحسين عليه السلام ومحبيهم وناصريهم والساکتين عن لعنهم من غير تقية تستکهم) (٢).

__________________

الله عز وجل استجاب الله له کما استجاب لزکريا عليه السلام ، ثم قال : يا ابن شبيب ان المحرم هو الشهر الذي کان اهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها ، لقد قتلوافي هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه وانتهبوا ثقله فلا غفرالله لهم ذللک ابدا ، ياابن شبيب ان کنت باکين لشيء فابک للحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام فانه ذبح کما يذبح الکبش وقتل معه من اهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيهون ولقد بکت السماوات سبع والارضون لقتله ولقد نزل ال الارض من الملائکة اربعة الاف لنصره فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر ال ان يقوم القائم فيکونون من انصاره وشعارهم يا لثارات الحسين ، ياابن شبيب لقد حدثني ابي عن ابيه عن جده انه لما قتل جدي الحسين امطرت السماء دما وترابا احمر ، يا ابن شبيب ان بکيت عل الحسين حت تصير دموعک عل خديک غفرالله لک کل ذنب عليک فزر الحسين عليه السلام ، ياابن شبيب ان سرک ان تسکن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صل الله عليه واله فلعن قتلة الحسين ، ياابن شبيب ان سرک ان يکون لک من الثواب مثل مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل مت ما ذکرته : ياليتني کنت معهم فافوز فوزا عظيما ، ياابن شبيب ان سرک ان تکون معنا في الدرجات العل من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا وعليک بولايتنا فلو ان رجلا تول حجرا لحشره الله معه يوم القيامة).

١ ـ راجع البحار ج ٤٤ ، ص ٢٩٩ الرواية ٢ ـ الباب ٣٦

٢ ـ البحار ج ٤٤ ، ص ٣٠٤ ، الرواية ١٧ ـ الباب ٣٦ ، واليک نص الرواية :

٩٨

وهذا يوم فرحت به ال زياد وال مروان بقتلهم الحسين

صلوات الله عليه ،

ونسخة الکامل (١) خالية عن هذه الفرقة ولکنها موجودة في اثر الکتب ، وحکايات فرحهم بقتل الحسين عليه السلام سيما حين ورود اهل بيته الکوفة مشهورة مسطورة في کتب المقاتل (٢). لعنهم الله فقد حمدوا الله وشکروه عل قتله بقولهم لأهل البيت عليهم السلام : الحمد لله الذي قتلکم وأهلککم وأراح البلاد من رجالکم وأمکن أمير المؤمنين يزيد منکم : وقال ابن زياد لزينب عليها السلام : الحمد لله الذي فضحکم وأکذب أحدوثتکم ، وقال لما صعد المنبر : الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين وأشياعه وقتل الکذاب ابن الکذاب (٣).

__________________

قال رسول الله صل الله عليه واله : لما نزلت : (واذا اخذنا ميثاقکم لا تسفکون) الاية في اليهود اي الذين نقضوا عهد الله وکذبوا رسل الله وقتلوا اولياء الله ، افلا انبئکم بمن يضاهيهم من يهود هذه الامة؟ قالوا : بل يا رسول الله ، قال : قوم من امتي ينتحلون انهم من اهل ملتي يقتلون افاضل ذريتي واطائب ارومتي يبدلون شريعتي وسنتي ويقتلون ولدي الحسن والحسين کما قتل اسلاف اليهود زکريا ويحي ، الا وان الله يلعنهم وکما لعنهم ويبعث عل بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هاديا مهديا من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف اوليائه ال نار جهنم ، الا لعن الله قتلة الحسين عليهم السلام ومحبيهم وناصريهم والساکتين عن لعنهم من غير تقية يسکتهم الا وصل الله عل الباکين عل الحسين رحمة وشفقة والاعنين لاعدائهم والممتلئين عليهم غيظا وحنقا ، الا وان الراضين بقتل الحسين شرکاء قتلته ، الا وان قتلته واعوانهم واشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله.

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٨ ، ط : النجف.

٢ ـ راجع الدمعة الساکبة ومقتل المقرمص ٣١٠ ، واللهوف ص ٨١.

٣ ـ اللهوف لابن طاووس ص ٢٠١ ـ ٢٠٣ ، مقتل المقرم ص ٣٢٤ ـ ٣٢٧.

٩٩

اللهم فضاعف عليهم اللعن منک والعذاب الاليم.

اللهم اني اتقرب اليک في هذا اليوم ، وفي موقفي هذا ،

وايام حياتي ، بالبراءة منهم ، واللعنة عليهم ، وبالموالاة

لنبيک وال نبيک عليه وعليهم السلام.

وفي الکامل (١) : (اللهم فضاعف عليهم اللعنة ابدا بقتلهم (٢) الحسين اني اتقرب اليک في هذا اليوم في موقفي هذا وايام حياتي بالبراءة منهم وباللعن عليهم وبالموالاة لنبيک واهل بيت نبيک صل الله عليه ...).

دعا عليهم بمضاعفة اللعن والعذاب ليکون عذابهم مثل عذاب جميع اهل النار ، لما روي عن النبي صل الله عليه واله انه قال : (ان قاتل الحسين بن علي عليه السلام في تابوت من نار عليه نصف عذاب اهل الدنيا ، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار منکس في النار حت يقع في قعر جهنم وله ريح يتعوذ اهل النار ال ربهم من شدة نتنه ، وهو فيها خالد ذائق العذاب الاليم مع جميع من شايع عل قتله ، کلما نضجت جلودهم بدل الله عليهم الجلود حت يذوقوا العذاب الاليم ، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم ، فالويل لهم لهم عذاب النار) (٣).

وفي رواية عنه صل الله عليه واله قال : (ان في النار منزلة لم يکن يستحقها احد من الناس الا بقتل الحسين بن علي ويحي بن زکريا) (٤).

__________________

١ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٨.

٢ ـ في الاصل (لقتلهم).

٣ ـ راجع البحار ج ٤٥ ، ص ٣١٤ ، الرواية ١٤ ، الباب ٤٦.

٣ ـ اخرجها المجلسي في البحار ج ٤٤ ، ص ٣٠١ ، باب ٣٦ ، ط : طهران.

١٠٠