شرح زيارة عاشوراء

الملّا حبيب الله الشريف الكاشاني

شرح زيارة عاشوراء

المؤلف:

الملّا حبيب الله الشريف الكاشاني


المحقق: نزار الحسن
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار جلال الدين
المطبعة: باقري
الطبعة: ٣
ISBN: 964-94216-2-9
الصفحات: ١١٨

ولعن الله امة قتلتکم ف ولعن الله الممهدين لهم

بالتمکين من قتالکم

الظاهر من القاتل من باشر القتل ، ويمکن ان يندرج فيه مطلق من يسع فيه بل مطلق من يرضي به کما في بعض الاخبار.

والممهد عل بنائ الفاعل المهيئ للاسباب والمسهل للامور في کل باب واصله من المهد وهو موضوع يهيا للصبي ويوطا (١) ، والتمکين اعطاء المکنة والتمکين من الفعل وعدم المنع منه بل المساعدة عليه ، والمراد بهم هنا رؤساء الجور الذين نصبوا العداوة لاهل بيت وحرضوا اتباعهم عل قتالهم وهيئوا لهم اسباب قتلهم ببذل الاموال واعداد الرجال والحث عل القتال ، ويحتمل ان يراد بهم الاتباع والراعية فانه لولا اجتماعهم عل متابعة هؤلاء الطواغيت الفجرة الکفرة وملازمتهم لانقياد اوامرهم لمل حصلت لهم هذه المکنة والسلطنة والقدرة عل مقاتله ال الله المعصومين المخصوصين برسول الله ، وفي حديث الخيط وجابر عن الباقر عليه السلام قال : (يا جابر ما ظنک بقوم اماتوا سنتنا وضيعوا عهدنا ووالوا اعدئنا وانتهکوا حرمتنا وظلمونا حقنا وغصبونا ارثنا واعانوا الظالمين علينا واحيوا سنتهم وساروا بسيرة الفاسقين الکافرين في فساد الدين واطفاء نور الحق) (٢).

__________________

١ ـ راجع المصباح امنير للفيومي ص ٥٨٢.

٢ ـ هذا مقطع من حديث الخيط الذي رواه جابر بن عبدالله الانصاري واخرجه الطبري في نوادر المعجزات ص١٣٥ ، ح١٢ ، وفي مدينة المعاجز ج٤ ، ص٤٣٢ ، ح١٥٧ ، والمجلسي في البحار ج٢٦ ، ص ١٢ ، والبرسي في مشارق انوار اليقين ص ٨٩ ، واليک ملخصه :

٦١

برئت ال الله واليکم منهم ، واشياعهم واتباعهم واوليائهم

للايمان جناحان : موالاة اهل بيت النبوة ومعاداة اعدائهم وهي المعتبر عنها بالبراءة ، فکما لا يکون ايمان بدون الولاية کذلک لايکون بدون البراءة (١).

ويحتمل ان يراد بها مطلق الخلو عن محبة اعدائهم فان مع محبتهم لا يتم الولاية کما قال : (صديق عدوي داخل في عداوتي) (٢).

وفي التنزيل : (ومن يتولهم منکم فانه منهم) (٣) ، وفي حديث المختار : (والذي بعث محمدا بالحق لو ان جبرئيل وميکائيل کان في قلبهما شيء ـ اي من محبة الشيخين ـ لاکبهما الله في النار عل وجوههما) (٤) ، ومن في منهم

__________________ ـ

(ان بنب مروان لما کثر استقصاهم بشيعة علي بن الحسين عليهم السلام شکو اليه حالهم فدعا الباقرعليه السلام واخرج اليهم حقا فيه خيط اصفر وامره ان يحر تحريکا لطيفا فصعد السطح وحرکه ، واذا بالارض ترجف وبيوت المدينة تساقطت حت هو من المدينة ستمائه دار ، واقبل الناس هاربين اليه يقولون : اجرنا يابن رسول الله ، اجرنا يا ولي الله ، فقال : هذا دابنا ودابهم يستنقصون بنا ونحن نفنيهم ...).

١ ـ قال السيد عبدالله شبر في شرح الزيارة الجامعة ص ١٥٢ ، ط : مکتبة الامين : (... ان الايمان بهم عليهم السلام لا يتم الامع الکفر بعدوهم والبراءة منه ، وان حبهم لا يجتمع مع حب اعدائهم ، فان المحب من يحب اولياء المحبوب ويبغض اعدائه ، وقد اشار الله تعال ال ذلک بقوله : (فمن يکفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسک بالعروة الوثقي).

٢ ـ اشارة ال حديث الامام علي عليه السلام المروي في نهج البلاغة ، قال : (اعداؤک ثلاثة : عدوک ، وعدو صديقک ، وصديق عدوک).

٣ ـ سورة المائدة : اية (٥١).

٤ ـ راجع السرائر لابن ادريس ج٣ ، ص ٥٦٧ ، والبحار ج٤٥ ، ص ٣٣٩ ، ح٥ ، والعوالم ص ٦٥٣ ، ح١٢.

٦٢

للمجاوزة کما في قوله تعال : (فويل للقاسية قلوبهم من ذکر الله) (١) اي البراء من محبتهم مجاوزا عنهم ال محبة الله ومحبتکم فتامل ، ومن في قوله تعال : (براءة من الله ورسوله) (٢) لابتداء الغاية اي هذه الايات براءة صدرت من الله تعال. والاشياع : جمع الشيعة (٣).

قال في (ق) (٤) : وشيعة الرجل بالکسر اتباعه وانصاره والفرقة عل حده وتقع عل الواحد والاثنين والجمع والمذکر والمؤنث ال ان قال : والجمع اشياع وشيع کعنب ، فاشياعهم واتباعهم مرادفان ، ويمکن تخصيص الاول بالخواص والمتابعين لهم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، کما ان اشياع اهل البيت واتباعهم واوليائهم اولياء الله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون (٥).

وکيف کان فالمؤمن هو المؤمن بمقام ال الرسول المحب لهم بالسر والعلانية ومن کان کذلک فهو لا محالة محب من خالفکم ، موال لکم ولاوليائکم ، مبغض لاعدائکم) (٦).

__________________

١ ـ سورة الزمر : اية (٢٢).

٢ ـ سورة برائة : اية (١).

٣ ـ لسان العرب لابن منظور ج٧ ، ص ٢٥٨ ، وکذلک مختار الصحاح ص ٣٥٣.

٤ ـ قاموس المحيط للفيروز ابادي.

٥ ـ هذه شارة ال الاية الکريمة في سورة يونس اية (٦٢) : (الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

رو علي بن ابراهيم القمي في تفسيره ج٢ ، ص ٥١ ، عن الامام الباقر عليه السلام قال : (رسول الله صل الله عليه واله علي عليه السلام وشيعته عل کثبان من المسک الاذفر عل منابر من نور ، يحزن الناس ولا يحزنون ، ويفزع الناس ولا يفزعون).

٦ ـ هذا مقطع من زيارة الجامعة المروية عن الامام الهادي عليه السلام.

٦٣

يا اباعبد الله ، اني سلم لمن سالمکم ، وحرب لمن حاربکم

اليوم القيامة

خص النداء بالحسين عليه السلام وعمم الخطاب لسائر اهل البيت لکونه سيد الشهداء والمظلومين مع احتمال الاختصاص في الخطاب ايضا تعضيما وتفخيما لشانه کما في قوله تعال : (وانا له لحافظون) (١) وقوله تعال : (يا ايها الذين امنو کلوا من طيبات ما رزقناکم) (٢) فان عادة العرب خطاب الواحد بالجمع لذلک. والسلم بالکسر المسالم المصالح الراضي بالحکم (٣) ، کما ان الحرب هو المحارب الذي لا يرضي بالحکم ، وال هذا المعن يرجع يرجع سائر المعاني کالمحبة والولاية والانقياد.

وکيف کان فهذا ايضا من الشرائط الايمان کما قال : (يا ايها الذين امنوا ادخلوا ف السلم کافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لکم عدو مبين) (٤) رو ابو بصير عن الصادق عليه السلام انه قال له : اتدري ما السلم؟ قال : لا اعلم ، قال : ولاية علي والائمة الاوصياء من بعده ، قال : وخطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان (٥).

__________________

١ ـ سورة الحجر : اية (٩).

٢ ـ سورة البقرة : الاية (١٧٢). في الخطية والمطبوعةما ذکر الاية بدقة وانما قال : (يا ايها الرسل کلوا ...).

٣ ـ اشار ال هذا المعن احمد بن فارس بن زکريا في کتابه اللغوي ، معجم مقاييس اللغة.

٤ ـ سورة البقرة : اية (٢٠٨).

٥ ـ راجع تفسير علي بن ابراهيم القمي ج١ ، ص ٧٩ ، ط : الاعلمي.

٦٤

وفي کثير من الاخبار ان النبي صل الله عليه واله قال للحسين وابيه واخيه : (اني سلم لمن سالمکم وحرب لمن حاربکم) (١).

قوله : ال يوم القيامة اي ابدا دائما ، فالغاية داخلة في حکم المغيا فالمسالمة مع المسالم ، والمحاربة مع المحارب مستمرتان ال اخر زمن [مع] (٢) الامکان ، هذا لو فسّرنا اللفظين بما يؤول ال المحبة والعدوة ، والا فلا سلم ولا حرب يوم القيامة.

__________________

١ ـ رو الحافظ رجب البرسي في مشارق انوار اليقين في اسرار اميرالمؤمنين ص ٣١ وص ٥٣ ، ط : الاعلمي عن النبي صل الله عليه واله : (ياعلي حربک حربي وحرب علي حرب الله).

ورو الترمذي في ج٥ ، ص ٣٦٠ ط : بيروت دار الفکر ، قال الرسول صل الله عليه واله لعلي وفاطمة والحسن والحسين : (انا حرب لمن حاربتم).

وايضا رواه الشيخ المفيد في الامالي ص ٢١٣.

٢ ـ بين المعقوفتين في النسخة الخطية غير موجود.

٦٥

ولعن الله ال زياد وال مروان ، ولعن الله بني امية قاطبة ،

ولعن الله ابن مرجانة ، ولعن الله عمر بن سعدا ، ولعن الله شمرا

انما استحقوا اللعن فهو البعد عن رحمة الله الواسعة والطرد (١) عن ساحة القرب لظلمهم ال محمد الذين هم ابواب الرحمة (٢) ، وبعدهم عن مقام محبتهم عليهم السلام الموجبة للقرب وابتلائهم بعداوتهم الداعية ال صورته الجحيم والعذاب الدائم کما ان القرب صورته الجنة والثواب الدائم ، وبعبارة اخر محبة ال محمد حقيقتها النور وعداوتهم الظلمة المستلزمة للبعد عن مقام حقيقتهم التي هي صرف النور ونور النور ، کما ان حقيقة اعدائهم ظلمات بعضها فوق بعض لا يشوبها نور.

وفي اضافة الاول ال زياد ، ومروان اشارة ال کونهما المنشا لطغيانهم وظلمهم ، والمربين لهم في ذلک کما قيل :

__________________

١ ـ قال الرازي في الصحاح : الاعن : هو الطرد والبعاد من الخير.

٢ ـ بل هم عليهم السلام ابواب الايمان اي لا يعرف الايمان الا منهم ولا يحصل بدون ولايتهم ، بل هم امناء الرحمن ، بل هم اولياء النعم الظاهرة والباطنة والدنيوية والخروية فان بهم تنزل البرکات وتمطر السماوات ، ورو الاصبغ بن نباتة قال : قال امير المؤمنين عليه السلام : (ما بال اقوام غيروا سنة رسول الله صل الله عليه واله وعدلوا عن وصيته لا يتخوفون ان ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه الاية (الم تر ال الذين بدلوا نعمة الله کفرا واحلوا قومهم دار البوار * جهنم) ثم قال : نحن النعمة التي انعم الله بها عل العباد وبنا يفوز من فاز). (راجع اصول الکافي ج ١ ، کتاب الحجة ح ١).

وعن ابي يوسف البزاز قال : هي اعظم نعم الله عل خلقه وهي ولايتنا) نفس المصدر ح٣.

٦٦

اذا کان رب الدار بادف مولعا (١)

فعادة اهل البيت کلهم رقص)

فهما (٢) داخلان في حکم اللعن بهذا اللفظ ايضا ، کما ان فرعون داخل في حکم ال فرعون بلفظه ، قوله قاطبة اي جميعا والاضافة للعهد فلا يردان منکم من کان متشبثا بولاية ال محمد صل الله عليه واله ومستحقا للرحمة قططعا عل ان المراد ببني امية يحتمل ان يکون کل من عادي اهل البيت وان لم ينتموا اليهم بحسب النسب الظاهري.

(وابن مرجانة) هو ابد زياد (٣) اللعين وتخصيصه بالذکر مع دخوله في العموم المتقدم (٤) لاکثيرية ظلمه وطغيانه کما لا يخف عل من تتبع في وقائعه من معاداته لاهل بيت الرسول وحثه عل قتل الحسين واصحابه وبعثه عمر بن سعد (٥) ، وشمرا واشباههما ال کربلاء لذلک ، وهکته عترة الرسول في مجلسه بمکالمات فضيحة ومقالات قبيحة (٦) لعنه الله لعنا وبيلا ابدا دائما ، ويعرف

__________________

١ ـ في بعض المصادر (راقصا).

٢ ـ (زياد ومروان).

٣ ـ هو عبيد الله بن زياد ، ولده في البصرة سنة (٣١هـ). (راجع البيان والتبيان للجاحظ ج٢ ، ص١٣٠).

٤ ـ وهو (ال زياد).

٥ ـ ومن افعاله حاول ابن زياد اغراء عمر بن سعد لقيادة الجيش ضد الامام الحسين عليه السلام حيث وعده بملک الري ، وامر بتوزيع الرواتب عل الجيوش التي خرجت لحرب الامام الحسين عليه السلام ، وقتل ابن زياد مسلم بن عقيل وسب نساء الحسين وفعل ما فعل ...) وللتفصيل راجع (الارشاد ، واللهوف لابن طاووس ، والخصائص الحسينية للشوشتري ، ومقتل الحسين للمقرم).

٦ ـ ومن اقواله القبحية التي خاطب بها السيدة زينب عليها السلام :

٦٧

بالدعي فان اباه زياد بن سمية کانت امه سمية مشهورة بالزناء (١) ، وولد عل فراش ابي عبيد عبد بني علاج من ثقيف (٢) ، فادع معاوية ان ابا سفيان زنا بام زياد فاولدها زيادا (٣) وانه اخوه فصار اسمه الدع ، وکانت تسمية زياد

__________________ ـ ـ ـ ـ

الحمى الله الذي فضحکم واکذب احدوثتکم!

فقالت زينب عليها السلام لابن زياد : انما يفتضح الفاسق ويکذب الفاجر وهوغيرنا.

وبعد الکلام قال لها ابن زياد : (لفد شفي الله قلبي من طاغيتک الحسين والعصاة المردة من اهل بيتک)!

(وللتفصيل راجع اللهوف ص ٢٠٠).

١ ـ ذکر ابن الاثير في الکامل ج٣ ، ص ٣٠٠ ، ط ١٩٧٨ بيروت : (ان سمية ام زياد کانت لدهقان زندورد بکسکر فمرض الدهقان فدعا الحارث بن کلدة الطبيب الثقفي فعالجه فبرئ فوهبه سمية فولدت عند الحارث ابابکرة واسمعه نفيع فلم يقر به ثم ولدت نافعا فلم يقر به ايضا ، فلما نزل ابو بکرة ال النبي صل الله عليه واله حين حضر الطائف قال الحارث لنافع : انت ولدي وکان قد زوج سمية من غلام له اسمه عبيد وهو رومي فولدت له زيادا).

وقال المسعودي في مروج الذهب ج٣ ، ص٦ : (وکانت سمية من ذوات الرايات بالطائف وکانت تنزله= في محلة يقال لها حارة البغايا).

٢ ـ (قيل : اسمه عبيد الرومي).

٣ ـ وايضا قال ابن الاثير في نفس المصدر السابق : (کان ابو سفيان بن حرب سار في الجاهلية ال الطاائف فنزل عل خمار يقال له ابو مريم السلولي فقال ابو سفيان لاي ميم : قد اشتهيت النساء فالتمس لي بغيا ، قال له : هل لک في سمية؟ فقال : هاتها عل طول ثديها وذفر بطنها. فاتاه بها فوقع عليها فعلقت بزياد ثم وضعته ، وهي کانت في ذمة زوجها الرومي ، واراد معاوية بن ابي سفيان استلحاق زياد بابي سفيان حيث اقام الشهود عل انه من ابي سفيان ، وشهد ابو مريم السلولي عل انه شهد ابا سفيان وهو يتغش سمية ايام الجاهلية).

٦٨

ابن ابيه ، لانه ليس له اب معروف (١).

قال صاحب کتاب الزام النواصب (٢) قال : واما عمر بن سعد فقد نسبوا اباه سعدا ال غير ابيه ، وانه رجل من بني عذرة وکان خدنا لامه (٣) ، ويشهد بذلک قول معاوية حين قال سعد له : انا احق بهذا الامر منک ، فقال معاوية له : يابي عليک بنو عذرة وضرط له (٤).

__________________

(وللزيادة راجع مروج الذهب ج٣ ، ص ٧ ، وکتاب الفرقة الناجية لسلطان الواعظين ، ترجمة الاخ الفراتي).

١ ـ والبعض يسمونه ابن سمية ، والبعض ابن عبيد ، والبعض ابن ابيه.

٢ ـ الزام النواصب بامامة علي بن ابي طالب عليه السلام من المؤلفات المنسوبة ال الشيخ مفلح بن الحسين بن راشد بن صلاح البحراني من اعلام القرن التاسع الهجري. وهذا الکتاب من مصادر بحار الانوار.

٣ ـ صاحبا لامه. لاحظ معجم مقاييس اللغة.

٤ ـ الزام النواصب ص ١٧١ وص ١٧٢ ، ط ١٤٢٠ تحقيق الشيخ عبدالرضا النجفي.

٦٩

ولعن الله امة اسرجت والجمت وتنقبت (١) وتهيات لقتالک

السرج (٢) واللجام (٣) معروفان واسرجت والجمت اي جعلوا السرج واللجام عل خيولهم ومراکبهم ، والنقاب (٤) ايضا معروف هو الذي يبدو منه محجر العين ، ومن عادة العرب التنقب اي اخذ النقاب عند المحاربات ، وتهيات أي استعدت باعداد اسلحة الحرب ف والظاهر ان المراد بهم الاتباع من الجيوش والعساکر فانهم مستحقون اللعن کالرؤساء المشار اليهم (٥) ، ويحتمل التعميم للمبالغة ، والتوفير في اللعن.

__________________

١ ـ في کامل الزيارات (تنقبت) غير موجودة.

٢ ـ قال الفيومي في المصباح ص ٢٧٢ : (سرج الدابة ف وتصغيره سريج ، وجمعه (سروج) مثل فلس وفلوس ، واسرجت والفرس بالالف شددت عليه سرجه او عملت له سرجا).

٣ ـ قال الفيومي في المصباح ص ٥٤٩ : (اللجام للفرس قيل عربي وقيل معرب والجمع (لجم) مثل کتاب وکتب ، وتلجمت المراة شدت اللجام في وسطها والجمت والفرس الجاما جعلت اللجام في فيه).

٤ ـ قال الثعالبي في فقه اللغة : (اذا دنت المراة نقابها ال عينيها ، فتلک : الوصوصة فاذا انزلته دون ذلک ال الحجر ، فهو النقاب).

٥ ـ في قوله : (لعن الله ال زياد وال مروان ... وابن مرجانة وعمر بن سعد ، وشمرا).

٧٠

(١) بابي انت وامي لقد عظم مصابي بک

هذا الترکيب مشتمل عل خبر مقدم ومبتدا مؤخر (٢) ، والباء للتفدية والمتعلق مفدي المحذوف ، او المستفاد من الحرف عل ما قيل ، ولکن الظاهر ان الباء للتعدية کما يقال فديتک بنفسي حيث عدي ال المفعول الاخر بالباء ، فالفعل متعد ال احد المفعولين بالنفس وال النفس بالحرف ، ومن هنا ربما يقال : ان هذا الترکيب في الاصل جملة فعلية اي (افديتک) (٣) بابي وامي يعني اجعلهما فداء لک ووقاية لنفسک ، فجعلت اسمية قصدا ال الدوام والاستمرار کما في (الحمدالله) ، فانت نائب عن الضمير المنصوب فالمراد بالمفدي المفدي له لانفس الفداء ، ولا يلزم في الفداء ان يکون المفدي له افضل منه کما في قوله : (وفديناه بذبح عظيم) (٤) حيث فسر الذبح العظيم بالحسين عليه السلام (٥) اي جعلنا قتله عليه السلام عوضا عن قتل اسماعيل عليه السلام ، فلا يرد اشکال عل قوله عليه السلام في زيارة سائر الشهداء بابي انتم وامي ، عل ان هذا الترکيب کثير ما يستعمل في حق من يراد تعظيمه ، واحترامه مطلقا من باب الکناية من غير ملاحظة معناه الوضعي کما في کثير الرماد (٦) وطويل النجاد (٧).

__________________

١ ـ في زيارة عاشوراء المروية في کتاب کامل الزيارات لابن قولويه فيه قبل هذه الفقرة کلمة وهي (يا اباعبدالله).

٢ ـ المبتدا المؤخر هو (انت) ، والخبر المقدم هو (بابي) يعني هکذا تکون (انت بابي ...).

٣ ـ في النسخة الخطية (افديک) بدل افديتک.

٤ ـ سورة الصافات : اية (١٠٧).

٥ ـ راجع عيون اخبار الرضا عليه السلام باب ١٧ ، ص ٢٠٩ ، وراجع کتاب حول البکاء عل الامام الحسين عليه السلام للشيخ محمد علي دانيشار.

٦ ـ کثير الرماد : کناية عن کثرة الکرم والوجود.

٧ ـ طويل النجاد : کناية عن الشجاعة ، کما قالت الخنساء في رثاء اخيها صخر :

٧١

وقد روي ان النبي صل الله عليه واله تکلم بهذه المقالة لبعض اصحابه في بعض غزاوة ، هذا مع احتمال التعليم لشيعة في الزيارة ، او ارادة ان اولياء الحق يتحملون البلايا والزرايا لوقاية اشياعهم عن المکاره في الدنيا والاخرة. کما ورد في بعض الکلمات ان الحسين عليه السلام صار فداء للامة اي لتخليصهم عن النار بالشفاعة التي هي اجر الشهادة وتقديم الاب عل الام من باب تقديم الاعز الاشرف في مقام البذل کما في حديث علي عليه السلام في انفاقه الذهب قبل التبن (١). وفي الفصل بين المعطوف عليه (٢) بالفدي له اشارة ال کمال الاهتمام به ، وعدم الغفلة عنه ، هذا مع المحب وان لم تعظم في نفسها فکيف اذا عظمت في نفسها مثل مصيبة الحسين عليه السلام التي يصغر دونها جميع المصائب ، ولذا ورد ان مصيبة اعظم المصائب ، کيف وقد بکت فيها السماوات السبع وعامروها والارضون السبع وساکنوها وارتج لها العرش وضجت الحافون حوله (٣).

__________________ ـ

(طويل النجاد رفيع العماد

کثير الرماد اذا ما شتا)

١ ـ تاريخ دمشق ج٤٢ ، ص ٤١٤ ، جواهر المطالب ج ١ ، ص ٢٩٧. وهذه شهادة من خصمه معاوية بن ابي سفيان الذي قال : «لو ملک علي بيتا من تبر وبيتا من تبن لانفد تبره قبل تبنه» راجع صوت العدالة الانساية لجورج جرداق ج١ ص ٩٣.

٢ ـ فصل بين المعطوف عليه وهو (ابي) والمعطوف وهو (امي) بالضمير (انت).

٣ ـ راجع کامل الزيارات لابن قولويه القمي ص ٨٨ ، ط : النجف ١٣٥٦.

ورو ابن قولويه في نفس المصدر عن ابي عبدالله عليه السلام قال : (ان الحسين عليه السلام بکت لقتله السماء والارض واحمرتا ولم تبکيا عل احد قط الاعل يحي بن زکريا والحسين بن علي عليهم السلام).

وايضا رو معنعنا عن امير المؤمنين عليه السلام قال الراوي : (نحن کنا جلوس عند امير

٧٢

فاسل الله الذي اکرم مقامک ، واکرمني بک ان يرزقتي طلب

ثارک مع امام منصور من اهل (١)

بيت محمد صل الله عليه وله

الاکرام : الاعظام والاعزاز (٢) ، اکرم مقامک اي بالشهادة الکلية واکرمني بک اي بمعرفتک ومحبتک وتصديقک ، ان يرزقني اي في زمان الرجعة التي هي من ضروريات مذهب الامامية المدلول عليها بالايات الکثيرة (٣) والاخبار

__________________

المؤمنين عليه السلام بالرحبة اذ طلع الحسين عليه السلام قال : فضحک علي عليه السلام حتي بدت نواجده ، ثم قال : ان الله ذکرا قوما فقال : فما بکت عليهم السماء والارض وماکانوا منظرين ، والذي فلق الحبة وبرا النسمة ليقتلن هذا ولتبکين عليه السماء والارض).

١ ـ في کامل الزيارات (ال) بدل (اهل).

٢ ـ راجع لسان العرب لابن منظور والمصباح.

٣ ـ ومن الايات التي تدل عل الرجعة :

أ ـ قوله تعال في سورة النمل اية (٨٣) : (ويوم نحشر من کل امة فوجا ممن يکذب باياتنا فهم يوزعون).

ب ـ وقوله تعال في سورة النور اية (٥٥) : (وعبدالله الذين امنوا منکم وعملوالصالحات ليستخلفنهم ف الارض کما استخلف الذين من قبلهم وليمکنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلهم من بعد خوفهم امنا يعبدونن لا يشرکون ب شيئا ومن کفر بعد ذلک فاولئک هم الفاسقون).

جـ ـ وقوله تعال في سورة القصص اية (٥ ـ ٦) : (ونريد ان نمن عل الذين استضعفوا ف الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين * ونمکن لهم ف الارض ونر فرعون وهامان وجنودهما منهم هم الفاسقون).

وکثير من الايات التي تدل عل الرجعة منها اية (٢٤٣) في سورة البقرة ، واية (٢٥٩) في سورة البقرة ، ومن اراد الزيادة عليه بمراجعة تفسير القمي ، وتفسير البرهان.

٧٣

المتواترة (١) ففي بعضها أن الصادق عليه السلام سئل عن الرجعة أحق هي؟ قال : نعم ، فقيل له : من أول من خرج؟ قال : الحسين عليه السلام عل أثر القائم ، فقلت : ومعه الناس کلهم؟ قال : لا ، بل کما ذکره الله في کتابه : (يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا) (٢). (٣)

مع إمام منصور؛ أي بالايات والجنود من الملائکة والشيعة من الجن والإنس ، والمراد به القائم المنتظر الذي سيظهر بالضرورة من مذهبنا ، وهو محمد بن الحسن العسکري عليهما السلام کما ورد في الأخبار المتواترة (٤) ، فالتنکير للتعظيم والتفخيم کما في قوله تعال : (فقد کذبت رسل من قبلک) (٥) أي رسل عظام لا لعدم التعيين والنکارة ، فالقائل بالمهدوية النوعية منکر للضرورة من مذهب الاثني عشرية.

__________________

١ ـ ومن الاخبار التي تنص عل الرجعة : (عن الامام الصادق عليه السلام قال : اول من تنشق الارض عنه ويرجع ال الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام ، وان الرجعة ليست بعامة وهي خاصة لا يرجع الا من محض الايمان محضا او محض الشرک محضا). (راجع البحار ج٣٥ ، باب الرجعة).

ـ وعن الصادق عليه السلام قال : (اول من يرجع ال الدنيا الحسين بن علي عليهم السلام فيملک حت يسقط حاجباه عل عينيه من الکبر). (نفس المصدر)

وللتفصيل راجع : مختصر بصائر الدرجات ، وکتاب الرجعة للاسترابادي ، والبحار ...

٢ ـ النبا : ١٨.

٣ ـ هذه الرواية اخرجها الشيخ حسن بن سليمان الحلي في مختصر بصائر الدرجات ص ٤٨ ، والميرزا الاسترابادي في کتابه الرجعة ص ٩٣.

٤ ـ في هذا الخصوص وردت روايات کثيرة ، ومن اراد فليراجع کتاب مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ص ١٥٣ ج٢ ، تحقيق الاخ ماجد العطية.

٥ ـ سورةَ فاطر ، اية (٤).

٧٤

اللهم اجعلني عندک وجيها (١) بالحسين عليه السلام

في الدنيا والآخرة

الوجيه رو الجاه والعز ، قال في النهاية (٢) : وفي حديث عائشة کان لعلي عليه السذم وجه من الناس حياة فاطمة أي جاه وعز فقدهما بعدها (٣). وجيها أي مقربا عندک بالحسين أي بمحبدته ومعرفته ، أو بشفاعته أو برجعتي في رجعته التي تبلغ مدة سلطنته فيها خمسين ألف سنة عل ما ورد في بعض الروايات (٤) ، فالمؤمن العارف بحقه عزيز في الدنيا لما يعط من الکرامة ، والدولة بسبب تقربه إل الحسين عليه السلام وفي الآخرة لما يناله من الدرجات الرفيعة في الجنة ببرکته والحشر في زمرته ، وقد ورد أن شيعتهم معهم ، وفي وداع الجامعة (٥) : (السلام عليکم حشرني الله في زمرتکم وأوردني حوضکم وجعلني في حزبکم وأرضاکم عني ومکنني في دولتکم وأحياني في رجعتکم وملکني في أيامکم ...) ، ومن کلام الصادق عليه السلام : (اللهم أحيي شيعتنا في دولتنا وأبقهم في

__________________

١ ـ وفي زيارة عاشوراء المروية في کامل الزيارات حيث قدم فيها وجيها عل عندک ، يعني هکذا تکون : (اللهم اجعلني وجيها عندک).

٢ ـ النهاية لابن الاثير ج٥ ، ص ١٣٩ ، ط : دار الکتب العلمية.

٣ ـ نفس المصدر ، وصحيح مسلم باب الجهاد.

٤ ـ راجع کتاب الرجعة ، وفي بعض الروايات عن الامام الباقر عليه السلام يقول : (والله ليملکن منا اهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة ، ويزداد تسعا).

٥ ـ زيارة الجامعة ، وللفائدة رجع شرح الزيارة الجامعة لعبد الله شبر رحمه الله بتحقيق الاخ فاضل الفراتي ، ط : مکتبة الامين.

٧٥

ملکنا ومملکتنا) (١) ، وفي قوله : (عندک) إشارة إل أنه لا اعتناء بالعزة والجاه عند الخلق بل العز الحقيقي هو العز عند الخالق.

__________________

١ ـ اخرجه البرسي في مشارق انوار اليقين ص ١٩٩ ، والمنتخب للطريحي ص ٢٦٨.

وايضا ورد عن الامام الحسين عليه السلام لما وصله خبر استشهاد احد اصحابه قال : (اللهم اجعل لنا ولشيعتنا منزلا کريما ، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتک انک عل کل شيء قدير). (راجع ادب الحسين وحماسته ص ١١٥).

٧٦

يا أبا عبد الله ، إني أتقرب إل الله ، وإل رسوله ،

وإل أمير المؤمنين ، وإل فاطمة ، وإل الحسن واليک

بموالاتک ، وبالبراءة ممن قاتلک ونصب لک الحرب ،

وبالبراءة ممن أسس أساس الظلم والجور عليکم ،

قد أشار بالترتيب الذکري إل الترتيب الواقعي النفس الأمري کما هو الصحيح فيما ذکروه من ترتيب مراتب المعصومين. نعم ، رتبة فاطمة عليها السلام دون رتبة الأئمة الإثني عشر عليهم السلام عل الأظهر (١) ، کما أن رتبة القائم عليه السلام بعد رتبة الحسين عليه السلام عل ما يظهر من کثير من الروايات (٢) ، واختصاص الحسين عليه السلام بجملة من الأمور للشهادة لا ينافي أفضلية الحسن عليه السلام في رتبة الإمامة والولاية. ويظهر من هذه الفقرة ما قدمنا اليه الإشارة من أن الإيمان لا يستکمل إلا بالولاية والبراءة (٣) ، ولا يتقرب إل الله إلا بالإيمان الکامل عل حسب مراتب الاستعدادات في المعرفة. وفي التکرار إشارة إل أن تجديد ما في الجنان (٤)

__________________

١ ـ تقدمت الادلة عل ان فاطمة الزهراء عليها السلام افضل من سائر الائمة علهم السلام في ص ٤١ وهذا عليه الاکثر ، ولکن هذا غريب من الشارح مع وجود روايات تصرح بافضيلة مولاتنا الزهراء عليها السلام. والشارح نفسه رحمه الله يصرح بهذا وتقدم قوله في ص ٤١ حيث قال : (وقد يقال ان فاطمة بعد رسول الله وامير المؤمنين عليه السلام افضل من سائر الائمة وهو کما تري).

٢ ـ في هذا الخصوص راجع شرح الزيارة الجامعة للشيخ احمد الاحسائي ج٣ ، ص ١٦ ، ط : بيروت ، دار المفيد.

٣ ـ راجع علل الشرائع للصدوق ج١ ، ص ١٦٩ ، باب ١١٩ ، ط : الاعلمي.

٤ ـ اي في القلب وفي الضمير.

٧٧

وإظهاره باللسان مطلوب في مقام الإيمان ، ليکون الظاهر عنوان الباطن ، والتصدير بندائه عليه السلام (١) مع إظهار التقرب بالجميع لکون المقام مقام زيارته عليه السلام خاصة. ويستفاد من هذه الفقرة أيضا التقرب إل الله وإل رسوله وإل ابنته (٢) وابنها (٣) إلا بمولاة الحسين عليه السلام. ونصب الحرب (٤) : إقامتها وايقاد نارها والعکوف عليها (٥) والوقوف عل لوازمها من القتل والاسر ، قال عليه السلام :

قتل القوم عليا وابنه

حسن الخير کريم الأبوين

خنقا منهم وقالوا أجمعوا

واحشروا النسا عل قتل الحسين

وابن سعد قد رماني عنوة

بجنود کوکوف الهاطلين

__________________

١ ـ اي ابتداء الجملة بالنداء وهو (يا اباعبدالله).

٢ ـ الزهراء سيدة النساء عليها السلام.

٣ ـ الامام الحسن المجتب عليه السلام.

٤ ـ راجع المصباح المنير ص ٦٠٧.

٥ ـ العکوف اي الوقوف ـ الشارح ـ.

٧٨

 وابرا ال الله وال رسوله ممن اسس اساس ذلک ، وبن عليه

بنيانه ، وجر في ظلمه وجوره عليکم ، وعل اشياعکم ، برئت ال

الله واليکم منهم ، واتقرب ال الله ثم اليکم بموالاتکم ، وموالاة

وليکم ، وبالبراءة من اعدائکم ، والناصبين لکم الحرب ، وبالبراءة من

اشياعهم واتباعهم ، اني سلم لمن سالمکم ، وحرب لمن حاربکم ،

وولي لمن والاکم ، وعدو لمن عاداکم

وجه التکرير والتجديد هو الوجه في تکرير العبادة لله ، فکما نحن محتاجون ال الله في کل ان نظرا ال ان الممکن (١) کما هو مفتقر في حدوثه ال الباري کذلک مفتقر في بقائه اليه ، لتحقق علة الافتقار وهو الامکان في تمام الاطوار فينبغي عدم انفکاکه عن العبادة ، کذلک نحن محتاجون ال اهل البيت عليهم السلام نظرا ال کونهم عليهم السلام ابواب رحمته ووسائل نعمه (٢) ، والادلاء عل مرضاته فلا يمکن عبادة الله عل الوجه المرضي له الا بارشادهم ودلالتهم (٣) ، ولا يکون ذلک الا بتصديقهم واتباعهم ولا يحصل ذلک الا بموالاتهم وموالاة

__________________

١ ـ الممکن : اي المحتاج والمفتقر ال غيره کالانسان بالنسبة ال الله تعال.

٢ ـ کما ورد في الزيارة الجامعة : (.. معدن الرحمة الرحمة ... واولياء النعم ...) وانهم عليهم السلام بهم ينزل الغيث وبهم نرزق وبهم نثاب وبهم نعاقب.

٣ ـ ورد عن الامام الصادق عليه السلام قال : (... وبعبادتنا عبد الله عزوجل ولولانا ما عبد الله). (راجع اصول الکافي ج١ ، کتاب الحجة).

وعن سليم بن قيس عن امير المرمنين عليه السلام قال : (ان الله تبارک وتعال طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء عل خلقه وحجته في ارضه وجعلنا مع القران معنا لا نفارقه ولا يفارقنا).

٧٩

اوليائهم ومعاداة اعدائهم والبراءة من محاربيهم ومبغضيهم (١) ، فيجب ان يکون ذلک مستمرا في جميع الاحوال.

قال محمد بن مسلم فيما رواه عن احدهما عليهم السلام قلت : انا نر الرجل من المخالفين عليکم له عبادة واجتهاد وخشوع فهل ينفعه ذلک؟ فقال : يا محمد انما مثلنا اهل البيت مثل اهل بيت کانوا في بني اسرائيل فکان لا يجتهد احد منهم اربعين ليلة الا فاجيب وان رجلا منهم اجتهد اربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له فات عيس عليه السلام يشکو اليه ويساله الدعاء له فتطهر عيس عليه السلام وصل ثم دعا فاوحي الله اليه : يا عيس ان عبادي اتاني من غير الباب الذي اوتي منه ، دعاني وفي قلبه شک منک ، فلو دعاني حت ينقطع عنقه وتنتشر انامله ما استجيب له ، فالتفت عيس عليه السلام اليه وقال : تدعو وفي قلبک شک من

__________________

١ ـ هذا المعن ورد في الزيارة الجامعة الشريفة قال عليه السلام :

(اني مؤمن بکم وبما امنتم به ، کافر بعدوکم وبما کفرتم به ، مستبصر بشانکم وبضلالة من خالفکم ، موال لکم ولاوليائکم ، مبغض لاعدائکم ومعاد لهم ف سلم لمن سالمکم وحرب لمن حاربکم ...) ؛ لان موالاتهم عليهم السلام هي موالاة الله سبحانه ، وحبهم عليهم السلام حبه تعال ، وهذا ماصرحت به الزيارة الجامعة : (... من والاکم فقد وال الله ، ومن عاداکم فقد عادي الله ، ومن احبکم فقد احب الله ، ومن ابغضکم فقد ابغض الله ، ومن اعتصم بکم فقد اعتصم بالله).

ويؤکد هذا ما قاله الرسول صل الله عليه واله في الامام علي عليه السلام : (يا علي حربک حربي وحرب علي حرب الله).

وقوله صل الله عليه واله لفاطمة الزهراء عليها السلام : (فاطمة بضعة مني من اذاها فقد اذاني ومن اذاني فقد اذ الله).

(راجع ينابيع المودة للقندوزي ف والامالي للشيخ المفيد ص ٣١٣ ، المجلس الرابع والعشرون ، وتفسير الکبير للفخر الرازي ج٢٧ ، ص ١٦٦).

٨٠