شرح زيارة عاشوراء

الملّا حبيب الله الشريف الكاشاني

شرح زيارة عاشوراء

المؤلف:

الملّا حبيب الله الشريف الكاشاني


المحقق: نزار الحسن
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار جلال الدين
المطبعة: باقري
الطبعة: ٣
ISBN: 964-94216-2-9
الصفحات: ١١٨

٢١
٢٢

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الملک المنان الذ جعل زيارة الحسين عليه السلام وسيلة ال المغفرة والرضوان ، والصلاة عل محمد وآله أمناء الرحمن وأرکان الايمان ، ولعنة الله عل أعداهم ما اخضرت الجنان ، وسعرت النيران.

اما بعد فيقول العبد الضعيف ابن عل مدد حبيب الله الشريف :

ان هذه العجالة شرح ف غاية الاختصار الوجازة ، علقته عل الزيارة المعروفة بزيارة عاشوراء (١) المروية ف جملة من الکتاب المعتبرة عند أصحابنا الامامية (٢) عن مولانا الباقر محمد بن عل عليه السلام.

فقد رو الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن جعفر بن موس بن قولويه ف کتابه المسم بـ (کامل زياراة) (٣) عن حکيم بن داود بن حکيم وغيره ، عن محمد بن موس الهمدان ، عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة ، وصالح بن عقبة جميعا ، عن علقمة بن محمد الحضرمي (٤) ، ومحمد بن اسماعيل (٥) ، عن صالح بن عقبة عن

__________________

١ ـ الافضل ان تکون (العاشوراء) مجردة من الالف واللام کما وردت ف الروايات.

٢. منهم الشيخ الطوسي ف تذهيب الاحکم والمصباح ، وابن قولويه ف کتابه المعروف بـ (کامل الزيارات) والاقبال لابن طاووس ، والعلامة المجلسي ف کتابه (بحار الانوار) ، والقم ف کتابه (مفاتيح الجنان) ، وغيرهم.

٣ ـ أو (کامال الزيارات).

٤ ـ عده الطوسي ف رجاله من اصحاب الامام الباقر والصادق عليهم السلام.

٥ ـ هو محمد بن إسماعيل بل بزيع من صالحي هده الطائفة وثقاتهم ، کثير العمل. راجع ـ ـ»

٢٣

مالک الجهن (١) ، عن أب جعفر الباقر عليه السلام قال :

(مَن زار الحسين بن علي عليه السلام (٢) يوم عاشوراء يوم العاشر مِن الشهر (٣) حت يظل عنده باکيا لقي الله يوم القيامة مع ثواب (٤) ألف حجة وألف ألف عمرة وألف ألف غزوة وثواب کل عمرة (٥) وغزوة کثواب من حج واعتمر مع رسول الله صل الله عليه واله ومع الائمة الراشدين (٦).

قال : قلت : جعلت فداک فما لمن کان ف بعد البلاد واقاصيها ولم يمکنه المسير ف ذلک اليوم؟ قال : اذا کان ذلک اليوم برز ال الصحراء ، او صعد سطحا ف داره واوما اليه بالسلام ، واجتهد عل قاتله بالدعاء ، وصل بعده رکعتين ، يفعل ذلک ف صدر النهار قبل الزوال ، ثم ليندب الحسين ويبکيه ويامر من ف داره بالبکاء عليه ، ويقيم ف داره المصيبة (٧) بإظهار الجزع عليه ويتلاقون بلبکاء بعضهم بعضا ف البيوت (٨) ، وليعز

__________________

«ـ ـ رجال النجاش ص ٣٣٠ رقم (٩٨٣).

١ ـ ذکره الطوسي ف رجاله من أصحاب الباقر والصادق عليهم السلام وقال : مات ف حياة الامام الصادق عليه السلام.

٢ ـ (ابن عل) ف کامل الزيارات غير موجودة.

٣ ـ ف کامل الزيارات (من المحرم) بدل (يوم العاشر من الشهر).

٤ ـ ف المصدر (بثواب) بدل (مع ثواب).

٥ ـ ف المصدر (وثواب کل حجة وعمرة) بدل (وثواب کل عمرة).

٦ ـ راجع کامل الزيارات ص ١٧٤ ، ط : النجف ، تقديم محمد عل الاوردبادي ، ومفاتيح الجنان ص ٥٢٢ ، ط بيروت.

٧ ـ ف النسخة الخطية (ف دار مصيبة).

٨ ـ هذا هو ديدن الائمة عليهم السلام بنصب العزاء عل سيد الشهداء عليه السلام ويامرون اصحابهم بالعزاء

٢٤

بعضهم بعضا بمصاب الحسين عليه السلام فانا ضامن لهم اذا فعلوا ذلک عل الله جميع هذا الثواب.

فقلت : جعلت فداک انت الضامن لهم والزعيم؟

قال : انا الضامن لهم ذلک والزعيم لمن فعل ذلک.

قال : قلت : کيف يعز بعضهم بعضا؟

قال : يقولون : (عَظَّمَ اللهُ أُجورنا بمُصابِنا بالحسين عليه السلام وجعلنا وإياکم من الطالبين بثأرِهِ مَعَ وليه الإمام المهديّ عليه السلام مِن آلِ محمّد) (١).

فان استطعت ان لا تنتشر يومک ف حاجهة فافعل ، فانه يوم نحس لا يقضي فيه حاجة مؤمن ، وان قضيت لم يبارک له فيها ولم ير رشدا ، ولا تدخرن لمنزک شيئا ، ولا يبارک له ف أهله (٢) ، فمن فعل ذلک کتب له ثواب

__________________

والجزع عل الحسين عليه السلام وخصوصا ف يوم عاشوراء ، ويامرون الشعراء بانشاد الشعر عل الحسين عليه السلام ويضمنون الجنة لمن قال ف الحسين بيتا من الشعر.

١ ـ کامل الزيارات ص ١٧٥.

٢ ـ قال الشيخ عباس القم ف مفاتيح الجنان ص ٣٧٣ : ينبغ للشيعة الامساک عن الطعام والشراب ف يوم العاشر من عاشوراء دون نية الصيام ، وان يفطروا ف آخر النهار بعد العصر.

وقال العلامة المجلسي ف (زاد العماد) : «والاحسن ان لا يصام اليوم التاسع والعاشر فان بن امية کانت تصومها شماتة بالحسين عليه السلام وتبرکا بقتله عليه السلام ، وقد افتروا عل رسول الله صل الله عليه واله احاديث کثيرة وخصوصا ف فضل هذين اليومين وفضل صيامها. وقد رو من طريق اهل بيت عليهم السلام احاديث کثيرة ف ذم الصوم فيهما ، وکانت امية تدخر قوت سنتها ف يوم عاشوراء ، ولذلک رو عن الامام الرضا عليه السلام : (من ترک السع ف حوائجه يوم عاشوراء قضي الله له حوائج الدنيا والاخرة) ومن کان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه

٢٥

ألف ألف حجة ، والف عمرة والف غزوة مع رسول الله صل الله عليه واله ، وکان له ثواب مصيبة کل نب ورسول وصديق وشهيد مات او قتل منذ خلق الله الدنيا ال ان تقوم الساعة (١).

قال صالح بن عقبة الجهن ، وسيف بن عميرة قال علقمة بن محمد الحضرم : فقلت لاب جعفر عليه السلام (٢) : علمن دعاء ادعو به ف ذلک اليوم اذا زرته من قريب ، ودعاء ادعو به اذا لم ازره من قرب ، واومات اليه من بعد البلاد ومن داري بالسلام (٣).

قال : فقال (٤) : يا علقمة اذا انت صليت الرکعتين بعد ان توم اليه بالسلام وقلت عند الايماء اليه بعد الرکعتين (٥) هذا القول (٦) فانک اذا قلت ذلک فقد دعوت بما يدعو به من زاره (٧) من الملائکة ، وکتب الله لک بها الف الف حسنة (٨) ، «ومحي عنک الف الف سيئة ، ورفع لک مائة الف

__________________

وبکائه يجعل الله عزوچل يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا ف الجنان عينه ، ومن سم يوم عاشوراء يوم برکة وادخر لمنز شيئا لم يبارک له فيما ادخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيدالل بن زياد وعمربن سعد (لعنهم الله) ال اسفل درک من النار). (راجع علل الشرائع للصدوق ج ١ ، ص ٢٦٦).

١ ـ مفاتيح الجنان ص ٥٥٢.

٢ ـ ف بعض المصادر (قلت للباقر صلوات الله وسلامه عليه).

٣ ـ کامل الزيارات ص ١٧٦.

٤ ـ ف بعض المصادر : (فقال ل).

٥ ـ ف مفاتيح الجنان هکذا (فقل بعد الايماء اليه من بعد التکبير ...).

٦ ـ ا الزيارة الاتية.

٧ ـ ورد ف مفاتيح الجنان (زواره).

٨ ـ ف بعض المصادر (درجة).

٢٦

درجة» (١) ، وکنت ممن استشهد مع الحسين بن عل عليهم السلام حت تشارکهم ف درجاتهم لاتعرف (٢) ال ف الشهداء (٣) الذين استشهدو معه ، وکتب لک ثواب (٤) کل نب ورسول وزيارة من زار الحسين عليه السلام منذ (٥) قتل عليه السلام (٦).

[السلام عليک يا الاعبد الله السلام عليک يابن رسول الله ال آخره]

وابن قولويه (٧) مولف الکتاب المذکور کان شيخا جليلا وثقة نبيلا تلمذ عنده شيخنا المفيد ، وقد قيل ف حقه : «ان کل ما يوصف الناس به من جميل وفقه الا وهو فوقه» (٨) ولکن حکيم بن داود مجهول لم اقف عل حاله ف الرجل (٩) ، الاان ف رواية مثل هذا الشيخ (١٠) عنه نوع دلالة عل حسن حاله ، ومحمد بن موس الهمدان ضعفه القميون بالغلو (١١) ، وربما يقال : انه کان يضع الحديث (١٢) ،

__________________

١ ـ ف بعض المصادر بين القوسين غير موجود.

٢ ـ ف بعض المصادر هکذا (وما عرفت ..).

٣ ـ ف بعض المصادر (زمرة الشهداء).

٤ ـ کلمة (زيارة) ساقطة.

٥ ـ ف بعض المصادر هکذا (منذ يوم قتل سلام الله عليه وعل اهل بيته).

٦ ـ کامل الزيارات ص ١٧٦.

٧ ـ هو جعفر بن محمد بن جعفر بن موس بن قولويه ، وکنيته ابو القاسم وهو استاذ الشيخ المفيد. وابن قولويه مدفون ف مقبرة شيخان بقم. (راجع رجال النجاش ص ١٢٣).

٨ ـ رجال النجاش ص ١٢٣ ، الرقم ٣١٨ ، والخلاصة للعلامة الحل ص ٨٨ ، الرقم ١٨٩.

٩ ـ مثل الطوسي ف رجاله والنجاش.

١٠ ـ اشارة ال اب القاسم بن قولويه صاحب کامل الزيارات.

١١ ـ راجع رجال النجاش ص ٣٣٨ ، الرقم (٩٠٤). وهوابو جعفر محمد بن موس بن عيسي الهمداني السمان. وله کتاب في الرد عل الغلاة.

ـ ١٢ هذه (القيل) منسوبةال ابن الوليد. والنجاشي ف رجاله ص ٣٣٨ اوکل الامر ال الله تعال ، لانه اعلم.

٢٧

ومحمد بن خالد (١) لم اقف عل من وثقه ولکن قد يقال : ان رواية الاجلة عنه دليل الاعتماد ، وسيف بن عميرة ثقة ولکن ربما يقال : انه کان واقفيا (٢) ، وصالح بن عقبة (٣) قيل : کتابه معتمد الاصحاب وقيل : انه غال کذاب ، وعلقمة بن محمد لم ار من صرح بتو ثيقه. وبالجملة سند هذه الرواية ضعيف ، ولکن ضعفه بالشهرة منجبر (٤) ، مع ان شيخنا الطوسي رواه ايضا في مصباحه (٥) عل ان قاعدة التسامح ف ادلة السنن (٦) کفتنا مؤونة الاهتمام بتحقيق السند ، وکيف کان فالمراد بهذا القول في قوله : وقلت عند الايماء اليه بعد الرکعتين هذا القول (٧) :

__________________

١ـ هو محمد بن خالد بن عمر الطيالسي التميمي ، له کتاب نوادر ذکره الطوسي ف رجاله ص ٣٤٣ ، والنجاش ص ٣٤٠.

٢ ـ هو سيف بن عميرة النخعي الکوفي. ولم يتطرق النجاشي في رجاله عل انه واقفي بل اكتفي بانه (ثقة).

٣ ـ نفس المصدر ص ٢٠٠ رقم (٥٣٢).

٤ ـ عمل المشهور جابر لضعف السند اي ان کل خبر عمل به المشهور فهو حجة سواء کان الراوي ثقة او غير ثقة. (راجع رجال السبحان ص ٣٦).

٥ ـ مصابح المتهجد للشيخ الطوسي ص ٥٣٧ ، ط : الاعلمي.

٦ ـ ه القاعدة مستندة ال صحيحة هشام بن سالم عن ابي عبدالله عليه السلام قال : (من سمع شيئا من الثواب عل شء فصنعه کان له وان لم يکن عل مابلغه).

راجع کتاب الاصول مثل الرسائل للانصاري ، والحلقات للشهيد الصدر.

٧ ـ اي السلام.

٢٨

«اَلسَّلام عَلَيک يا أَبَا عَبدِ اللهِ»

هذه الجملة (١) تحية بأشهر أفرادها وأکملها يقصد بها الدعاء ولحقيقته القدسية المتحدة مع الجواهر الاکمل والعقل الاول المعبر عنه بلسان الشرع بالحقيقة المحمدية صل الله عليه واله بالحفظ والسلامة والعصمة من کل ما يوجد البعد عن ساحة القربة ، وهذا ف الحقيقة تعليم للامة ليتوسلوا به ال الوصول ال هذه الدرجة عل حسب اختلاف مراتب استعدادهم للکمالات الامکانية ، والا قدرة حقيقة عليه السلام مکنونة ، وجوهرة لطيفته مصونة عن کل آفة ، وکذا جسمه اللطيف وجسده الشريف عل ما يرشد اليه قوله : «وعل اجسامکم وعل اجسادکم» (٢)

__________________

١ـ هو محمد بن خالد بن عمر الطيالسي التميمي ، له کتاب نوادر ذکره الطوسي ف رجاله ص ٣٤٣ ، والنجاش ص ٣٤٠.

٢ ـ هو سيف بن عميرة النخعي الکوفي. ولم يتطرق النجاشي في رجاله عل انه واقفي بل اكتفي بانه (ثقة).

٣ ـ نفس المصدر ص ٢٠٠ رقم (٥٣٢).

٤ ـ عمل المشهور جابر لضعف السند اي ان کل خبر عمل به المشهور فهو حجة سواء کان الراوي ثقة او غير ثقة. (راجع رجال السبحان ص ٣٦).

٥ ـ مصابح المتهجد للشيخ الطوسي ص ٥٣٧ ، ط : الاعلمي.

٦ ـ ه القاعدة مستندة ال صحيحة هشام بن سالم عن ابي عبدالله عليه السلام قال : (من سمع شيئا من الثواب عل شء فصنعه کان له وان لم يکن عل مابلغه).

راجع کتاب الاصول مثل الرسائل للانصاري ، والحلقات للشهيد الصدر.

٧ ـ اي السلام.

٢٩

لانهما ليسا کسائر الاجسام والاجساد التي تفن وتبل کما ورد به روايات کثيرة (١) ، وعليه فالخطب لا ختص بالحقيقة ، وابو عبدالله من کناه المعروفة ، والغرض م التکنية إظهار العظمة فلا يلزم ان يکون ف ولده من يسم بهذا الاسم (٢) ، وباطنا لما ظهر منه عليه السلام من شفقته عل عباد الله بشهادته المستتبعة للشفاعة.

__________________

فسلامنا عل جسد الامام وروح الامام کما تقول في الزيارة : (صلوات الله عليکم وعل ارواحکم وعل اجسادکم) فلولا الالخصوصية الموجودة في ابدانهم ـ اجسادهم عليهم السلام ـ لما صار هناک معني محصل من السلام والصلوات عليها؟).

١ـ رو عن النب صل الله عليه واله : (ان الله عزوجل حرم لحومنا عل الارض ان تطعم منها شيئا). وروي عن الامام الصادق عليه السلام : (ان الله عزوجل حرم عظامنا عل الارض وحرم لحومنا عل الدواب ان تطعم منها شيئا).

وقال الاستاذ ابو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي شيخ الشافعي : ان الانبياء لاتبل اجسادهم ولا تاکل الارض منهم شيئا.

(تفسير الثقلين ج ٤ ، ص ٤٩٤) وراجع کتاب عظمة الامام الحسين عليه السلام للفراتي ص ٨٩ ، ذکر تفصيلا لخصوصية ابدانهم عليه السلام.

٢ ـ هو عبدالله الرضيع الذ ذبحه حرملة بن کاهل الاسدِ (لعنه الله) بسهم وهو ف حجر ابيه الحسين عليه السلام. وهو الذ نعاه الامام المهدي في زيارة الناحية حيث يقول عليه السلام : (السلام عل عبدالله الرضيع المرمي الصرع ، المتشحط دما والمصعد بدمه ال السماء ...).

٣٠

اَلسَّلام عَلَيک يابنَ رَسُول اللهِ

کونه ابنا للرسول مما تلقته الطائفة المحقة (١) بالقبول ؛ للآيات الکثيرة المستدل بها في اخبار کثيرة (٢) ، والاخبار الکثيرة. ففي رواية جابر عن النب صل الله عليه واله قال : ان کل بن ام ينتمون ال ابيهم الا اولادفاطمة فاني اناابوهم (٣).

واحتاج يحي بن يعمر العامري عل الحجاج (٤) بن يوسف الثقفي لعنه الله معروف (٥) کاحتجاج سعيک بن جبير عليه. ولا ينافي ذلک قوله تعال : (ولا

__________________

فسلامنا عل جسد الامام وروح الامام کما تقول في الزيارة : (صلوات الله عليکم وعل ارواحکم وعل اجسادکم) فلولا الالخصوصية الموجودة في ابدانهم ـ اجسادهم عليهم السلام ـ لما صار هناک معني محصل من السلام والصلوات عليها؟).

ـ رو عن النب صل الله عليه واله : (ان الله عزوجل حرم لحومنا عل الارض ان تطعم منها شيئا). وروي عن الامام الصادق عليه السلام : (ان الله عزوجل حرم عظامنا عل الارض وحرم لحومنا عل الدواب ان تطعم منها شيئا).

وقال الاستاذ ابو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي شيخ الشافعي : ان الانبياء لاتبل اجسادهم ولا تاکل الارض منهم شيئا.

(تفسير الثقلين ج ٤ ، ص ٤٩٤) وراجع کتاب عظمة الامام الحسين عليه السلام للفراتي ص ٨٩ ، ذکر تفصيلا لخصوصية ابدانهم عليه السلام.

ـ هو عبدالله الرضيع الذ ذبحه حرملة بن کاهل الاسدِ (لعنه الله) بسهم وهو ف حجر ابيه

الحسين عليه السلام. وهو الذ نعاه الامام المهدي في زيارة الناحية حيث يقول عليه السلام : (السلام عل عبدالله الرضيع المرمي الصرع ، المتشحط دما والمصعد بدمه ال السماء ...).

٣١

ينافي ذلک قوله تعال : (ماکان محمد ابا احد من رجالکم) (١) ، لانه عليه السلام کان من رجاله صل الله عليه واله کابراهيم ولده مع انه عليه السلام حين نزول هذه الاية ما کان بالغا حد الرجل ، والنفي مخصوص بالماضي فلا يندرج فيه الاستقبال ، هذا مع اختصاص المورد بزيد بن حارثة الذي تبناه النبي صل الله عليه واله (٢) وحکايته معروفة.

فالحسين عليه السلام ابن رسول الله ظاهرا لما مضي وباطنا لوجوه لاتخف عل اولي النه.

ويمکن حمل قوله صل الله عليه واله : (هذان اي الحسن والحسين عليهم السلام ابناي

__________________

والحسين ولدا رسول الله صل الله عليه واله. يقول الشعبي : اطرقت ، واذا برجل کبير مقيد بالحديد والاغلال وضعوه بين يديه ، فقال الحجاج للشيخ ـ يحي بن يعمر العامري من علماء الشيعة ـ وفي رواية اخر انه سعيد بن جبير ـ : تقول : ان الحسن والحسين کانا ولدي رسول الله صل الله عليه واله لتاتيني بحجة من القران والا لاضربن عنقک.

يقول الشعبي : نظرت ال الشيخ واذا هو يحي بن يعمر فحزنت له وقلت : کيف يجد حجة عل ذلک من القران؟

فقال الشيخ : (ووهبنا له اسحاق ويعقوب کلا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسوف وموس وهارون وکذلک نجز المحسنين * وزکريا ويحي وعيسي والياس کل من الصالحين) (سورة الانعام : ٨٤و٨٥) فقال الشيخ : کيف يليق هنا عيسي عليه السلام انه من ذرية ابراهيم ولم يکن له اب ، فقال : الشيخ : اذا کان عيسي بن ابراهيم عن طريق مريم فالحسن والحسين اول ان ينسبا ال رسول الله صل الله عليه واله لانهم اقرب من عيسي ال ابراهيم ، فطرق الحجاج ثم امر له بعشرة الاف دينار فدفعوها اليه.

١ـ سورة الاحزاب : ٤٠.

٢ـ راجع قصته ف کتاب الاصابة ف تمييز الصاحبة لابن حجر العسلقانيُ ج٢ ، ص٤٩٤ ، الرقم ٢٨٩٧ ، ط : الکتب العلمية بيروت.

وتفسير مجمع البيان للطبرسي ج٨ ، ص ٤٦٨ ، وتفسير شبر ص ٣٦٧.

٣٢

امامان) (١) عل ما يشملهما فانه معن واحد کلي يندرج تحته المعنيان فيجوز استعمال اللفظ فيه ولو مجازا ف باب الحقيقة والمجاز المشترک ، وکذا في المجازين کما في المقام لو قلنا : بان استعمال الابن في ابن البنت بل مطلق غيرالولد للصلب تجوز ، فهذا من باب سبک المجاز من المجاز ، ولکن العارف الواقف عل صراط المعارف ير هدا الاستعمال من قبيل الحقيقة کما ذهب اليه السيد المرتضي من اصحابنا المحقة (٢). وف الکامل (٣) بعد هذه الفقرة : (السلام عليک يا خيرة الله وبن خيرة) (٤) اي من اختاره الله من خلقه (٥).

__________________

١ـ راجع بحار الانوار ج ٤٣ و٤٤ ، حياة السبطين عليه السلام ، وتفسير مجمع البيان للطبرسي ٨/٤٦٨.

٢ـ السيد المرتضي هو علي بن الحسين بن موس بن محمد بن موس بن ابراهيم بن الامام موس الکاظم ، المشهور بالمرتضي وبعلم الهدي.

قال السيد المرتضي : يستحق الخمس المنتسب ال هاشم ولو بالام ، استنادا ال راجع (الروضة البية ف شرح اللمعة الدمشقية ج١ ، ص٢٠٨ ، کتاب الخمس).

٣ـ اي في کامل الزيارات بعد فقرة (السلام عليک يابن رسول الله).

٤ـ هذه الفقرة في بعض المصادر غير موجودة مثل المصابح للطوسي.

٥ـ هم الذين اختارهم الله من العالمين واصطفاهم عل الملائکة المقربين. و (في الکافي) عن الامام الصادق عليه السلام ف خطبة له يذکر فيها حال الائمة قال فيها : فلم يزل الله تبارک وتعال ختارهم لخلقه ويرتضيهم کلما مضي منهم امام نصب لخلقة من عقبه اماما بينا وهاديا نيرا واماما قيما وحجة عالما ائمة من الله يهدون بالحق وبه يعدلون ، حجج الله ودعاته ورعاته عل خلقه يدين بهديهم العباد وتستهل بنور هم البلاد ...

راجع الکافي ج١ کتاب الحجة ، باب فضل الامام.

٣٣

السلام عليک يابن امير المؤمنين ، وابن سيد الوصيين

کونه ابنا له عليه السلام حقيقة عل الوجهين مما لا شک فيه ، وقد افتخر به في رجزه المهروف عند قوله : خيرة الله من الخلق ابي ثم امي فانا ابن الخيرتين (١). وامير المؤمنين من القاب ابيه علي عليه السلام ، سماه الله به حين اخذ الميثاق له عل عباده ، کما نطقت به روايات کثيرة : منها ما رواه الکلين بسنده عن جابر عن الباقر عليه السلام قال (٢) : الله سماه ، وهکذا انزل الله ف کتابه : (واذ اخذ ربک من بن ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم عل انفسهم الست بربکم) (٣) وان محمدا رسول وان عليا اميرالمؤمنين (٤). ورو الصدوق في العلل (٥) عن الثمالي

__________________

١ـ مقتل ابي ص١٣٤ ، والبحار ج٤٨ ، ومطلعه : (خيرة الله من الخلق بعد جدي فانا ابن الخيرتين)

٢ ـ اصول الکافي ج٢ ، ص٤ ، ط : المکتبة الاسلامية.

٣ ـ سورة الاعراف اية ١٧٢ وذيل الاية : (قالوا بل شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا کنا عم هذا غافلين).

٤ـ رو ابن شيورويه الديلمي في کتابه فردوس الاخبار ج٢ في باب الام ، عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صل الله عليه وآله : لو يعلم الناس مت سمي علي امير المؤمنين ما انکروا فضله ، سمي امير المومؤمنين وآدم بين الروح والجسد قال الله عز وجل : (وإذ أخذ ربک من بن آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم عل انفسهم الست بربکم) قالت الملائکة : بل فقال تبارک وتعال : (أنا ربکم ومحمد نبيکم وعلي أميرکم).

وللفائدة راجع التفسير البرهان للسيد هاشم البحراني ج٢ ، ص٥١ ، وخصائص الوحي المبين لابن البطريق الحلي ص ٢٥٩. ط : ايران.

٥ ـ علل الشرائع للشيخ الصدوق ج١ ، ص١٩١ ، ط : الأعلمي ، ومختصر البصائر الدرجات

٣٤

عنه عليه السلام أنه بعد ءن سئل عن علة التسمية واختصاصها به قال : لانه ميرة العلم يمتار منه ولا يمتار منه ...

وفي کث من الاخبار انه لا يسمي (١) به غير بعده ولم يسم به أحد قبله ، وفي بعضها لا يتسم به أحد غيره إلا مفتر کذاب (٢) ، وفي بعضها الا کان منکوحاً (٣) وإن لم يکن به ابتلي به وهو قول الله في کتابه :

(إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً ...) (٤).

ورو في معاني الأخبار (٥) عن الحسن البصري أنه قال : صعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام منبر الکوفة فقال : أيها الناس انسبوني فمن عرفني فلينسبني وإلا فأنسب نفسي ، أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن

__________________

لحسن بن سليمان الحلي ص ٦٧.

(عن ءبي حمزة ثابت بن دينار الثمال قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام : يابن رسول الله لم سمي علي عليه السلام أمير المؤمنين وهو اسم ما سمي به أحد قبله ولا يحل لأحد بعده؟ قال : لأنه ميرة العلم يمتار منه ولا يمتار من أحد غيره).

١ـ أي لايجوز لأحد غير الإمام علي عليه السلام أن يلق عل نفسه لقب أمير المومنين ، لأنه من خصائصه عليه السلام.

٢ ـ راجع بحار الأنوار ج ٣٨ ، ص ٢٥٣.

٣ ـ رو العياشي في تفسيره ، وفي صحيفة الأبرار ج١ ، ص ٢٦٦ : (عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دخل رجل عل أبي عبدالله عليه السلام فقال : السلام عليک يا أمير المؤمنين سماه به ولم يسم به أحد غيره إلا منکوحاً وإن لم يکن به ابتلي به وهو قول الله في کتابه (إن يدعون من دونه إلا إناثاً ...).

٤ ـ سورة النساء : ١١٧.

٥ ـ معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص ١٢٠ ، ط : الأعلمي.

٣٥

المغيرة بن زيد بن کلاب. فقام اليه ابن الکواء (١) فقال : يا هذا ما نعرف لک نسبا غير انک علي بنم ابي طالب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن کلاب. فقال عليه السلام له : يا لکع (٢) ان ابي سماني زيدا باسم جده قصي ، وان اسم ابي عبد مناف فغلبت الکنية عل الاسم ، وان اسم عبد المطلب عامر فغلب اللقب عل الاسم ، واسم هاشم عمرو فغلب اللقب عل الاسم ، واسم عبد مناف المغيرة فغلب اللقب عل الاسم ، (وان اسم قصي زيد فسمته العرب مجمعا لجمعه اياها من البلد الاقصي ال مکة فغلب اللقب عل الاسم) (٣). (٤) وانما کان عليه السلام سيد الوصيين کما کان محمد صل الله عليه واله سيد النبيين صل الله عليه واله ، لان الله فضلهما عل سائر الانبياء ، والاوصياء ف مقام الرسالة والولاية المطلقتين فما من نبي ولا ولي الا وهو تحت لوائهما ، فمحمد صل الله عليه واله سيد المرسلين وعلي عليه السلام سيد الوصيين وقد افتخر بتلک السيادة کما وردت الرواية (٥). والمراد بالسيد الاشرف ، وربما يراد

__________________

١ـ هو عبدالله بن الکواء وهو من الخوارج الملعونين.

٢ ـ لکم ـ بضم اللام وفتح الکاف ـ يعني العبد اللئيم ، کما ورد في معاني الاخبار ص ٣٢٥ ، ط الاعلمي ، ... عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن ابائه عليهم السلام قال : رسول الله صل الله عليه واله : ياتي عل الناس زمان يکون اسعد الناس بالدنيا لکع ابن لکع خير الناس يومئذ مؤمن بين کريمين).

٣ ـ داخل القوسين غير موجود في متن النسخة الخطية وانما کان ف هامشا. وهذا الهامش ليس من الشارح وانما من احد احفاده کما صرح في احدي تهميشاته.

٤ ـ تقدم مصدر الرواية.

٥ ـ مختصر بصائر الدرجات ص٣٣ ، ص٣٤ ، ط ايران ، والاحتجاج للطبرسي ج١ ، ص٧٧ ، ص ٨٢.

٣٦

به المفترض الطاعة کما رواه الصدوق (١) عن عائشة قالت : کنت عند النبي صل الله عليه واله فاقبل علي بن ابي طالب عليه السلام فقال : هذا سيد العرب ، قلت : وما السيد؟ قال صل الله عليه واله : من افترضت طاعته کما افترضت طاعتي (٢).

ولا ينافي مفهوم هذا الحديث الدال عل انه ليس غير العرب. حديث الغدير المعروف (٣) لا ختصاص افتراض الطاعة ف حال حياة النبي صل الله عليه واله به اصالة ، وحديث الغدير نصب لعلي عليه السلام بعد الوفاة وهو عليه السلام کان منصوبا عن النبي صل صل الله عليه واله عل العرب خاصة (٤) في حال حياته فکان مفترض الطاعة لهم حينئذ بالنيابة فتدبر.

__________________

قال عليه السلام بعد خطبة طويلة : (انا قسيم النار وانا خازن الجنان وصاحب الاعراف وانا اميرالمؤمنين ويعسوب المتقين واية السابقين ولسان الناطقين وخاتم الوصيين ...).

١ـ هو محمد بن علي بن الحسين بن موس بن بابويه القمي المعروف بالصدوق. ولد (بقم) ف حدود سنة (٣٠٦هـ).

٢ـ اخرجها الشيخ الصدوق في کتاب معاني الاخبار ص١٠٣ ، ط : الاعلمي.

٣ـ ونص حديث الغدير : (من کنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).

«تاريخ اليعقوبي ج٢ ، ص١١١ ، وموسوعة الغدير للعلامة الاميني».

٤ـ ان عليا عليه السلام نصب من قبل الرسول الله صل الله عل واله خليفة ويدل عليه حديث المنزلة وهو : (... اما ترضي ان تکون مني بمنزلة هارون من موس غير انه لانبي بعدي).

ويدل عليه حديث الدار لما نزلت اية (وانذر عشيرتک الاقربين) الشعراء : ١٤. وکثير من الادلة التي تدل عل انه عليه السلام منصوب من قبل رسول الله صل الله عليه واله وللزيادة راجع (ان المطالب للشافعي ص٥٤ واثبات الوصية للشوکاني ، ومطالب السؤول ..).

٣٧

السلام عليک يابن فاطمة سيدة نساء العالمين

لو لوحظ ف الزهراء معني الوصفية فالجر عل الوصفية والا بان جعل لقبا کما يظهر من جملة من الاخبار فعل الاضافة لکونهما مفردين ، ولعل الاول اظهر (١) نظرا ال النظائر کالمصطف ، والمرتضي ، والمجتب ، والسجاد ، والباقر وغيرهما من القاب الائمة عليهم السلام.

نعم ، ف بعض الاخبار انه سئل الصادق عليه السلام عن فاطمة لم سميت زهراء؟ فقال : لانها کانت اذا قامت في محرابها زهرَ نورها لاهل السماء کما يزهر نور الکواکب لاهل الارض (٢).

__________________

١ـ هو لحاظ الوصفية في (الزهراء) فتکون مجرورة تبعا للموصوف (فاطمة).

٢ـ هذه الرواية اخراجها الصدوق ف علل الشرائع ج١ ، ص٢١٤ عن الامام الصادق عليه السلام.

وفي بعض الاخبار سميت فاطمة عليها السلام بالزهراء لانها کانت تزهر لاميرالمؤمنين عليه السلام في النهار ثلاث مرات بالنور ، کان يزهر نور وجهها فيعلمون ان الذي راوه من نور فاطمة.

فاذا نصف النهار وترتبت للصلاة زهر وجهها عليها السلام بالصفرة حجرات الناس فتصفر ثيابهم والوانهم فياتون النبي صل الله عليه واله فيسالونه عما راوا فيرسلهم ال فاطمة عليها السلام فيرونها قائمة في محرابها وقد زهر نور وجهها عليها السلام بالصفرة فيعلمون ان الذي راوا کان من نور وجهها.

٣٨

ولکن يحتمل ان يرادبالتسمية مطلق الوصف کمافي حديث تسميتها بالمحدثة (١). وفاطمة من الفطم وهو القطع ، سميت بهذا الاسم ، لان الله فطم من احبها من النار کما في جملة من الروايات (٢) ، او لانه فطمها بالعلم ، وعن الطمث کما في بعضها (٣). او عن الشر کما في رواية يونس بن ظبيان ، وفيها لفاطمة تسعة اسماء عند الله : فاطمة ، والصديقة ، والمبارکة ، والطاهرة ، والزکية ،

__________________

فاذا کان آخر النهار وغربت الشمس احمر وجه فاطمة فاشرق وجهها بالحمرة فرحا وشکرا الله عزوجل فکان يدخل حمرة وجهها حجرات القوم وتحمر حيطانهم فيعجبون من ذلک وياتون النبي صل الله عليه واله ويسالونه عن ذلک فيرسلهم ال منزل فاطمة فيرونها جالسة تسبح لله وتمجده ونور وجهها يزهر بالحمرة فيعلمون ان الذي راوا کان من نور وجه فاطمة عليها السلام فلم يزل ذلک النور في وجهها حت ولد الحسين عليه السلام فهو يتقلب في وجوهنا ال يوم القيامة في الائمة منا اهل البيت امام بعد امام).

١ـ رو الصدوق ف علل الشرائع ج١ ، ص٢١٦ ، عن ابي عبدالله عليه السلام يقول : انما سميت فاطمة عليها السلام محدثة ، لان الملائکة کانت تهبط من السماء فتناديها کما تنادي مريم بنت عمران فتقول : يا فاطمة الله اصطفاک وطهرک واصطفاک عل نساء العالمين ، يا فاطمة اقنتي لربک واسجدي وارکعي مع الراکعين ، فتحدثهم ويحدثونها ، فقالت لهم ذات ليلة : اليست المفضلُة عل النساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا : ان مريم کانت سيدة نساء الاولين والاخرين.

٢ ـ رو الصدوق ف العلل ج١ ، ص ٢١١ ، عن ابي هريرة قال : (انما سميت فاطمة ، لان الله تعال فطم من احبها من النار).

وف بعض الروايات الله فطمها وذريتها من النار ، وفي بعض فطم الخلق عن معرفتها.

٣ ـ رو الصدوق عن ابي جعفر عليه السلام قال : اما ولدت فاطمة عليها السلام اوحي الله عزوجل ال ملک فانطق به لسان محمد فسماها فاطمة ، ثم قال : اني فطمتک بالعلم وفطمتک عن الطمث ، ثم قال ابو جعفر عليه السلام : والله لقد فطمها الله تبارک وتعال بالعلم وعن الطمث بالميثاق.

٣٩

والرضية ، والمرضية ، والمحدثة والزهراء (١).

والمراد بکونها سيدة نساء العالمين کونها اشرف من جميع نساء العالمين من الاولين والاخرين لا نساء عالمها واهل زمانها کما کانت مريم (٢). وبه وقع التصريح في رواية المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام المروية في المعاني (٣). وفي هذه النسبة ايضا فخر ظاهر وشرف باهر للحسين عليه السلام؛ وقد افتخر بها في مواطن عديدة (٤). کيف لا وفاطمة بنت رسول الله صل الله عليه واله ولها من الفضل ما لا

__________________

١ـ رو الصدوق في نفس المصدر عن الحسن بن عبدالله بن يونس بن ظبيان ، قال : ابو عبدالله عليه السلام لفاطمة عليها السلام تسعة اسماء عند الله عزوجل : فاطمة والصديقة والمبارکة والطاهر والزکية والراضية والمرضية والمحدثة والزهراء ثم قال : لولا ان اميرالمؤمنين عليه السلام تزوجها ما کان لها کفؤ ال يوم القيامة عل وجه الارض ، آدم فمن دونه.

٢ ـ رو العلامة المتقي الهندي في کنز العمال عن رسول الله قال : (يا فاطمة اما ترضين ان تکون سيدة العالمين وسدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الامة) ج١٢ ح٣٤٢٣٢.

٣ ـ رو الشيخ الصدوق في معاني الاخبار ص ١٠٧ ، ط : الاعلمي : (عن المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : اخبرني عن قول رسول الله صل الله عليه واله ف فاطمة انها سيدة نساء العالمين) اهي سيدة نساء عالمها؟ فقال : ذاک لمريم کانت سيدة نساء عالمها ، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين).

وللمزيد راجع کتاب بحارالانوار ، ج٤٣ حياة الزهراء عليها السلام ، ط : دار احياء التراث العربي.

٤ ـ افتخر الامام الحسين بنسبه الطاهر في ارجوزته التي رواها ابو مخنف في مقتله ص ١٣٤ حيث قال عليه السلام :

«والدي شمس وام قمر

فانا الکوکب وابن الفرقدين

فضة قد صفيت من ذهب

فانا الفضة وابن الذهبين

٤٠