موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ١٧

طوني مفرّج

موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ١٧

المؤلف:

طوني مفرّج


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار نوبليس
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٥

غلبون

ALBUON

الموقع والخصائص

غلبون ، وتتبعها المنطقة المعروفة بصليّب غلبون ، تقع في قضاء جبيل على ارتفاع ٤٥٠ م. عن سطح البحر وعلى مسافة ٥٢ كلم عن بيروت عبر جبيل ـ عمشيت ـ غرفين ـ شامات. مساحة أراضيها ٢٤٢ هكتارا. زراعاتها تبغ وزيتون ولوز وكرمة. عدد أهاليها المسجّلين نحو ٠٠٠ ، ٢ نسمة ، منهم قرابة ٧٥٠ ناخبا.

الإسم والآثار

إسم غلبون سريانيّ : ALBUONA القويّ الشديد ، الغلّاب. وقد ورد في التوراة إسم GALBON (صموئيل الثاني ، ٢٣ : ٣١). في أرضها مغارة قديمة العهد عاش فيها الإنسان القديم ، عثر فيها على أدوات ظرّانيّة لا يزال الأهالي يحتفظون ببعض منها. وفي نطاق البلدة نواويس وبقايا أبنية قديمة ومدافن التي يرقى عهدها إلى الألف الخامس قبل الميلاد ، وقد جرى تحليل الهياكل العظميّة التي عثر عليها في أرضها ضمن جرار وأوان من التراب الأحمر والفخّار في مختبرات الجامعة اليسوعيّة. وتقوم فيها كنيسة مار فوقا التي يرقى تاريخ بنائها إلى العهد البيزنطيّ ، وهي ما تبقّى من الدير الكبير الذي أقيم في ذلك العصر والذي على أنقاضه بنى الأهالي الأوّلون كنيسة سيّدة الحوش التي رمّمت مرارا. ومعلوم أنّ أكثر أبناء غلبون من أصول صليبيّة من سلالة بيوموند الرابع الذي توفّي في البلمند سنة ١٢١٧.

١٦١

عائلاتها

موارنة : أبو رزق. أبو سليمان. أبو صالح. الغلبوني. باسيل. جبرايل. الخوري (ابراهيم). الخوري (أبو سليمان). خير الله. شاهين. شلهوب. شهاب. عاد. عزيز. كرم. منعم.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والتربويّة

كنيسة مار جرجس الرعائيّة ؛ كنيسة مار فوقا أو سيّدة الحوش الأثريّة ؛ مدرسة رسميّة ابتدائيّة مختلطة.

المؤسّسات الإداريّة والبنية التحتيّة والخدماتيّة

بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء نادر كرم مختارا ؛ محكمة ودرك جبيل ؛ مياه الشفة عبر شبكة مصلحة مياه جبيل مغذّاة من مياه نبع قطرة في ميفوق ومن عين غلبون المحليّة ؛ شبكة مقسّم هاتف بجّة ؛ مكتب بريد.

الجمعيّات الأهليّة

جمعيّة النهضة الثقافيّة والرياضيّة ؛ نادي أبناء غلبون الرياضيّ.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

منشرة ؛ بضعة حوانيت.

مناسباتها الخاصّة

عيد مار جرجس في ٢٣ نيسان.

من غلبون

يوسف أبي رزق : أديب ، شاعر ؛ شوقي أو سليمان : صحافي ، رئيس مجلس إدارة إذاعة لبنان الحرّ ومديرها العام ؛ يوسف الغلبوني : أستاذ للفلسفة في

١٦٢

الجامعة اليسوعيّة ؛ ميشال ابراهيم باسيل : محام ، مدير الإذاعة العربيّة في الأورغواي ؛ راجي ابراهيم باسيل : عالم مغترب ، عضو المجمع اللغوي البرازيلي في الريو دي جانير و ، أستاذ الفلسفة الاختباريّة ، محرّر القسم الشرقيّ في جريدة" دبرا بريس" ، رئيس لتحرير جريدتي" الأرزة" والجامعة اللبنانيّة ، ألّف قاموس الألفاظ البرتغاليّة المشتقّة من العربيّة ، له مؤلّفات وترجمات ؛ شوقي باسيل : مدير فرع مصرف لبنان في جونيه ؛ إميل الخوري : صحفي ومحلّل سياسي ؛ فيكتور الخوري (١٩٠٧ ـ ١٩٦٣) : شاعر وأديب ، عضو الرابطة القلميّة الشماليّة ؛ علوان الخوري (م) : شاعر وأديب ومربّ ، أسّس مدرسة في شامات ، وأخرى في بجّة ؛ فيكتور خوري (١٩٠٧ ـ ١٩٦٣) : مربّ وأديب وصحافيّ وشاعر ، أستاذ أدب وعلوم في المعاهد العليا ، حرّر في الصحف ، عضو الرابطة الأدبيّة الشماليّة ، له في القصّة الشعريّة" المجدليّة" ، " درب الأمومة" ؛ الخوري الياس الخوري : لاهوتي وخطّاط وشاعر ؛ د. شهوان أديب الخوري : أستاذ محاضر في الجامعة الأميركيّة ببيروت ؛ حسّان أديب الخوري : صحافي ، رئيس تحرير" الإداري" ؛ شكيب الخوري : روائي وشاعر ، رئيس لمصلحة الديوان في وزارة الدفاع ؛ خير الله خير الله : نحّات ؛ الخوري يوحنّا شلهوب (م) : علّم في مدرسة القدّيس يوسف بجّة ؛ يوسف شهاب (١٨٧٦ ـ ١٩٤٧) : مربّ وكاتب ، قضى نحو ٣٨ في التعليم في القرى والمدن ، له ديوان مخطوط.

١٦٣

الغندوريّة

AL ـ ANDUORIYI

الموقع والخصائص

تقع الغندوريّة في قضاء بنت جبيل على ارتفاع ٤٠٠ م. عن سطح البحر وعلى مسافة ١٠٣ كلم عن بيروت عبر النبطيّة ؛ أو عبر صور. مساحة أراضيها ٥٤٥ هكتارا. زراعاتها حنطة وتبغ.

عدد أهالي الغندوريّة المسجّلين نحو ٠٠٠ ، ١ نسمة من أصلهم حوالة ٤٠٠ ناخب. وهي من البلدات التي وقعت تحت الاحتلال الاسرائيلي في خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، وتمّ تحريرها قبل العام ١٩٩٨.

الإسم والآثار

إسم الغندوريّة منسوب إلى الحاج داود غندور الذي انتقل إلى المنطقة من النبطيّة وأنشأ فيها هذه المزرعة.

فيها بعض البقايا الأثريّة من العهود الساميّة القديمة ما يفيد أنّها قد عرفت أنشطة لشعوب قديمة.

عائلاتها

شيعة : ضاهر. طعّان. غندور. فيّاض. قدّوح. محمود. مرعي. نادر.

١٦٤

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والتربويّة

ناد حسيني ؛ مدرسة رسميّة ابتدائيّة مختلطة.

المؤسّسات الإداريّة

بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء وائل حكمت غندور مختارا ؛ محكمة ودرك تبنين.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من نبع رأس العين ؛ الكهرباء من الليطاني وحاليّا من معمل الجيّة ؛ شبكة مقسّم هاتف صور ؛ بريد تبنين.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

مشاغل حرفيّة ؛ حوانيت.

من الغندوريّة

فؤاد غندور : أمين عام الجامعة اللبنانيّة الثقافيّة في العالم ١٩٨٣ ـ ١٩٨٥ ؛ عبد الكريم غندور : مدير عام قوى الأمن الداخلي ؛ محمّد نوّاف غندور (ت ١٩٩٨) : عضو الإتّحاد اللبنانيّ للفروسيّة ، مدير شركت مقاولات.

١٦٥

غوسطا

دير سيّدة النصر. نسبيه. دير الكريم. دير مار شلّيطا مقبس. دير مار يوسف الحصن. عين ورقة

EUOSA

DAIR SAIDIT ANNASR – NISBA

DAIR AL ـ KRAIM.DAIR L\'OSN

AIN WARAQ

الموقع والخصائص

على مسافة ٢٦ كيلومترا عن بيروت ، تحتلّ بلدة غوسطا مساحة ٣٨٠ هكتارا تشكّل مدرّجا سريع الإنحدار يبلغ ارتفاع قاعدته عن سطح البحر ٣٠٠ متر ، ورأسه ٩٠٠ متر. وعند ما كان الشاعر الفونس" لامارتين" في طريقه إلى الأرز ، نزل لليلة في غوسطا ، مستوحيا من إطلالها على خليج جونيه إحدى قصائده التي غنّى بها جمال لبنان.

يتفجّر في خراج غوسطا ثلاثة ينابيع صالحة للشرب ، وهي عيون الجرن ، دهينة ، وورقة ، بالإضافة إلى عدّة ينابيع صغيرة خاصّة. تتنوّع زراعتها بين أشجار مثمرة ولوزيّات وزيتون وخضار. عدد أهالي غوسطا المسجّلين قرابة ٧٠٠ ، ٨ نسمة من أصلهم حوالى ٩٠٠ ، ٢ ناخب.

الإسم والآثار

وضع فريحة وسواه لتفسير إسم غوسطا عدّة احتمالات ، فقيل إنّه قد يكون تحريف إسم إغريقي : AUGUSTA ومعناه الكبر والعظمة ، أو تحريف

١٦٦

QUSHTAالآراميّة التي تعني إسم نبتة عطريّة إسمها اللاتيني KOSTOS ويعني اللفظ كذلك العدل والحقّ والقسطاس ؛ أو أن يكون من جذر ـ جوس G S السامي الذي يعني اللجوء والإحتماء ، فيكون أصل اللفظGUOSTA وتعريبه : الحمى والملاذ ، وبعضهم فسّر الإسم ب" الموقد" دون إعطاء التعليل ، غير أنّ طبيعة جغرافيّتها المجوّفة بشكل نصف الدائرة يشبه الموقد الى حدّ بعيد. كما نسب بعض المؤرّخين إسم غوسطا إلى أغوسطس قيصر.

إنّ الآثار التي وجدت بين غوسطا ومعراب ، تجعلنا نميل إلى اعتبار الإسم ذي علاقة بالحقبة الرومانيّة ، وأهمّ تلك تلك الآثار قلعة قديمة مجهولة التاريخ تنسب الى معراب ، جارة غوسطا ، إختلف" المقدّرون" حول تاريخ نشوئها ، ورغم الإجتهادات المعاكسة ، فإنّ الدلائل تشير إلى أنّ للرومان يدا في القلعة. فقد يكون إسم غوسطا من الأسماء الرومانيّة القليلة التي حفظتها القرى والمدن اللبنانية ، وأصله" أوغوسطس"AUGUSTOS أو ربّما" أوغوسطا"AUGUSTA ، ممّا يعني أنّ البلدة كانت تتمتّع في ذلك العصر بمكانة معيّنة ، ولا ننسى أنّ هذا الإسم قد ظهر في عهد الرومان متلبّسا مدينة بيروت التي عرفت آنذاك باسم :(COLONIA JULIA AUGUSTA FELIX BERYTUS) أي : مستعمرة جوليا أوغوسطا السعيدة ، بيروت. وجوليا هي إبنة أغوسطس قيصر ، وقد أطلق القيصر هذا الإسم على بيروت تكريما لها. ومن شأن المقبرة الرومانيّة التي وجدت آثارها في محلّة ضهرة الزيتون في غوسطا ، وبقايا القلعة الرومانيّة في محلّة القلعة ، وبقايا القصر الضخم المنسوب" للأميرة أوغوسطا إبنة أوغوسطس قيصر حيث كانت تسكنه شتاء" أن تعزّز الرأي القائل بأنّ اسمها روماني ، غير أنّ الآثار الأخرى التي وجدت في المحلّة نفسها من أدوات خزفيّة ونحاسيّة ، وهي تعود إلى العصور

١٦٧

الساميّة القديمة ، تشهد على أنّ البلدة قد عرفت نشاطات حضاريّة سابقة لزمن الرومان. وفي وادي البلدة المعروف باسم وادي المشرح مغارة طبيعيّة تعرف بمغارة الجماجم ، وجدت فيها بقايا عظام بشريّة عائدة لعصور لم تحدّد أزمنتها. وفي غوسطا أسماء لمناطق هي في مجملها ساميّة قديمة ، مثل إسم نسبيه الآرامي الذي يعني" مزرعة" ، وإسم مقبس الآرامي أيضا الذي يعني" منارة". وإنّ الإسم الذي يحمله واد آخر من وهاد المنطقة المحيطة بغوسطا ، وهو وادي الملك قلاون أو قلاوون ، يدلّ بما لا يقبل الجدل على أنّ المماليك قد اتّخذوا من غوسطا مركزا حربيّا في مجال مراقبتهم للشواطئ البحريّة لمنع نزول البيزنط ، ومن بعدهم الإفرنج عليها ، علما بأنّ الملك المملوكي قلاون هذا ، هو من المماليك البحريّين ، اعتلى العرش بين ١٢٧٣ و ١٢٩٠ ، ويذكر التاريخ أنّه احتلّ المرقب وطرابلس والبترون ، ولكنّه لم يتمكّن من ولوج الداخل الكسرواني الذي كان عامرا بالسكّان في نهاية القرن الثالث عشرة ، وتدلّ بقايا الكنائس والأديار التي أعاد جدود مجتمع البلدة الحالي بناءها بدءا من أوائل القرن السابع عشر ، على أنّ أولئك السكّان القدماء كانوا مسيحيّين ، وقد أجمع المؤرّخون على أنّ المماليك قد تمكّنوا بعد حملات قاسية استمرّت ثلاث عشر سنة من الدخول إلى كسروان وتدميره سنة ١٣٠٥ ، فأبادوا أكثر السكّان ، وهرب من سلم منهم إلى جرود جبيل والشمال وإلى جزيرة قبرص. ومن أبرز المؤسّسات الدينيّة التي كانت قائمة في غوسطا قبل دمارها ، ديرا مقبس ونسبيه ، فالأوّل أعيد بناؤه سنة ١٦٢٨ على إسم مار شلّيطا في منطقة مقبس ، وكان الدير القديم مبنيّا على أنقاض معبد رومانيّ بني بدوره على أنقاض معبد فينيقي ، والثاني أعيد بناؤه سنة ١٨٨١ على اسم دير سيّدة النصر في منطقة نسبيه.

١٦٨

أمّا جدود أسر مجتمع غوسطا الحاليّ ، فقد جاؤوا إليها بدءا من الربع الأوّل من القرن السادس عشر ، بعد نهاية عهد المماليك على يد السلطان سليم العثماني سنة ١٥١٦.

عائلاتها

موارنة : أبو إسطفان ـ إسطفان. باسيل. بركات. برّي. بلّان. بلبل. البيطار. حبيش. حريق. حكيّم. حلو. الخازن. خاطر. خليفة. خليل. الخوري ضوميط. الخويري. رزق. سابا. سالم. سبلوني. سعادة. سمعان. شبير. الشلفون. شلهوب. الشنيعي. شهوان. ضاهر. ضوّ. طراد. عاصي. عبّود. عقيقي. القرم. قزيلي. قشّوع. مبارك. محاسب. مخلوف. مطر. معوّض. مناسا. نجيم. نخول ـ أبي نخّول. الهاشم. وهيبة الخازن.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والتربويّة

دير مار شلّيطا مقبس : قبل خراب منطقة كسروان على أيدي المماليك سنة ١٣٠٥ ، كان يقوم على بقعة من أرض غوسطا تعرف بإسم مقبس ، دير قديم ، يضمّ كنيسة على اسم القدّيس شلّيطا ، لم تحفظ لنا المدوّنات شيئا عن تاريخه ، غير أنّ مؤرّخين قدماء ذكروا أنّ المماليك عجزوا عن دكّ هذا الدير الذي لم يبق قائما سواه عند تدميرهم كسروان سنة ١٣٠٥ ، ولمّا عاد السكّان المسيحيّون إلى كسروان إبتداء من الربع الأوّل من القرن السادس عشر ، كان هذا الدير الأوّل الذي يعاد بناؤه أو ينشأ في كسروان ، فقد كان من جملة الذين

١٦٩

سكنوا غوسطا في تلك الحقبة بعض أبناء أسرة باسيل الذين انتقلوا من شمال لبنان إلى ساحل علما فغوسطا ، وكان منهم سركيس ، الذي ارتقى إلى درجة الكهنوت ، ولقّب بالمحاسب لأنّه كان يجيد الحساب ، ومن نسل سركيس هذا ، الخوري يوسف المحاسب ، الذي أنجب الخوري يوحنّا والقسّ سركيس. وقد اشترى الخوري يوسف المذكور ١٦١٥ الأرض التي عليها رمّة الدير القديم من المدعو أبي يوسف المقيّر من غوسطا ، وفي ١٦٢٨ قام الخوري يوحنّا بإعادة بناء هذا الدير رغم الصعوبات الجمّة التي لاقاها من الحكّام الذين حاولوا منعه عن البناء لأنّ" تشييد الأديار والكنائس كان ممنوعا في ذلك التاريخ ؛ كنيسة مار سمعان العمودي القديمة : أقدم كنيسة في غوسطا ، اعتنى ببنائها الشدياق الياس المحاسب ١٦٤٥ على أنقاض كنيسة كانت قائمة قبل خراب كسروان ، وقد تمّ تجديدها ١٩٣٧ مع المحافظة على الكنيسة القديمة. دير وكنيسة ومدرسة مار أنطونيوس عين ورقة : في أواخر القرن ١٩ ، كان الشيخ خازن الخازن قد شرع ببناء دار كبرى بأسفل معراب ، وعقيب إتمام بناء الأقبية السفليّة ، قتل على يد أحد أبناء أخيه ، فأعطى الشيخ فيّاض الخازن ، أخو الشيخ خازن ، الأقبية الى القسّ جرجس اسطفان الذي صار مطرانا فيما بعد ، وهو الذي أقام في هذا المحلّ دير عين ورقة سنة ١٦٩٠ بعد أن كان قد بنى ديرا في لحف الوادي المسمّى المشرح ، فهطل المطر غزيرا وقوّض بناء دير المشرح ، وبقي دير عين ورقة تحت ولايته الى أن حوّل إلى دير للعابدات ، وهو يضمّ كنيسة على إسم القدّيس أنطونيوس ، بنيت معه ، وهي من أقدم كنائس كسروان. كان أوّل من سعى إلى تحويل دير مار أنطونيوس عين ورقة إلى مدرسة عموميّة للطائفة المارونيّة ، الشيخ غندور الخوري السعد (١٧٥٧ ـ ١٧٩٠) الذي كان وقتئذ قنصلا لفرنسا في بيروت ، وكان على السدّة البطريركيّة المارونيّة البطريرك يوسف إسطفان وهو إبن

١٧٠

الأسرة مالكة الدير ، ويظهر من رسائل الشيخ غندور التي بعث بها الى البطريرك أنّه كان ثائرا على الحالة التي كان عليها الإكليروس حينذاك من قلّة المعارف ، ويبدو أنّ البطريرك يوسف إسطفان اعتذر في بادئ الأمر عن تلبية هذه الرغبة ، نظرا لكون دير عين ورقة موقوفا لأسرته ، وهو لا يستطيع بالتالي فرض هذا الأمر عليها وحرمانها منه ، فكتب معتذرا للشيخ غندور ، الذي عاد يلجّ على البطريرك بشدّة عبر رسالة وجّهها إليه ، مطالبا بوجوب تحويل دير عين ورقة الى مدرسة ، ولمّا وقف البطريرك على الرسالة أعجب بما كان للشيخ غندور من الغيرة في سبيل قومه ، فلم يسعه إلّا أن يقبل باقتراحه ، فجمع أقاربه وأقنعهم بالتخليّ عن ديرهم ، وبعد ما قرّر الشروط اللازمة لتحويل دير عين ورقة الى مدرسة ، وحتّم عدم تغيير شيء في شكل الدير ، كتب في ذلك إلى الأساقفة والمشائخ والأعيان تعميما بذلك ، اعتبر بمثابة وثيقة وقّعت من قبل كافّة مطارين الطائفة والشيخ غندور السعد وخمسة وعشرين شيخا خازنيّا وثمانية مشايخ حبيشيّين وخمسة دحادحة ، وبدأ العمل فورا في تحويل دير الراهبات إلى مدرسة إكليركيّة عامّة ، رئّس عليها الخوري خير الله إسطفان ، ونقلت العابدات إلى غير أديرة ، وجمع إلى الصرح الطلّاب الإكليريكيّون من جميع الرعايا ، والمعلّمون والمرشدون من أفضل المستويات ، وفي ١٧٩٢ أضيف إليها صفّا للطلبة العلمانيّين ، وبترقية الخوري خير الله إسطفان إلى الأسقفيّة ١٨١٠ ، ازدادت المدرسة ازدهارا. وتتّضح أهميّة تأسيس معهد عين ورقة في ذلك التاريخ أكثر عند إدراك أنّ المدرسة التي كانت تشكّل عصب العلم في الإكليروس الماروني كانت مدرسة روما ، وقد قام رجال الثورة الفرنسيّة بضبط تلك المدرسة من جملة ما صادروه لدى دخولهم إلى روما نهاية القرن ١٨ ، فلو لا إنشاء مدرسة عين ورقة لكانت الطائفة المارونيّة عاشت عهد ظلمة خطر ، بينما بتحويل عين

١٧١

ورقة إلى مدرسة إكليريكيّة عامّة ، فتحت الطائفة المارونيّة تاريخ التربية في لبنان ، إذ مثّلت هذه المدرسة أمّ المعاهد في لبنان ، وكان لها دور خطير في الحقول الثلاثة : الديني والوطني والثقافي ، لأنّها خرّجت للطائفة المارونية خمسة بطاركة ، وثلاثين مطرانا ، وعددا كبيرا من الكهنة ، ومعظم مؤسّسي المعاهد ، كمدارس مار عبدا والروميّة والكريم ، كما تخرّج منها كثيرون من رجال العلم والسياسة. وفي عين ورقة اليوم مؤسّسة المونسنيور إميل جعارة. كنيسة مار أنطونيوس البادواني : إحدى أقدم كنائس كسروان ، بنيت ١٦٨٠ ، وهي من أوقاف آل الخازن.

كنيسة مار الياس الحيّ : إحدى أقدم كنائس كسروان ، أنشأها الشيخ أبو قانصوه فيّاض الخازن ١٦٨٩ بجانب الدار التي بناها لنفسه في غوسطا ، رمّمت ١٧٩١.

كنيسة مار جرجس : بنيت ١٧٠١ ، وهي وقف آل الحلو.

كنيسة شفيع البلدة مار سمعان العمودي : رعائية أسّست ١٧١٤.

دير الكريم : أوائل القرن ١٨ ، كانت طائفة الأرمن الكاثوليك في الأمبراطوريّة العثمانيّة تتعرّض لشتّى ضروب الإضطهاد من قبل السلطات والرعاع ، وقد طالت تلك الإضطهادات الأسقف أبراهام أردزيغيان أسقف حلب للأرمن الكاثوليك ، الذي عذب ورمي في السجن ، غير أنه تمكّن من الهرب بخلال ١٧١٥ ، فجاء يصحبه بعض آباء وأساقفة ملتجئين إلى كسروان ، حيث سرعان ما وهبهم الشيخ صخر بن أبي قانصوه الخازن الأرض المعروفة ب" الكريم" من غوسطا ، نسبة إلى كرم عنب صغير كانت تحويه ؛ فتمكّن القادمون من بناء دير صغير يأويهم ، جعلوه على إسم المخلّص ، وعرف بدير الكريم. وكان في العام ١٧٠٨ قد أتى الى دير مار أنطونيوس قزحيّا في

١٧٢

وادي قنّوبين شابّان من الطائفة نفسها ، هما يعقوب ويوحنّا ، وأرادا أن يتعوّدا على الحياة النسكيّة والعيشة المشتركة ويتعلّما السير الرهباني وتهذيبه ، ليتيّسّر لهما تأسيس رهبانيّة لطائفتهما. مكث الشابّان في دير مار أنطونيوس قزحيّا عشر سنوات ، وفي ١٧١٨ ، إنضمّ اليهما الأسقفان ميناس وأبراهام الحلبيّان ، فانتقلوا جميعا إلى دير الكريم في غوسطا حيث انضمّوا إلى سابقيهم ، حيث أسّسوا جميعا رهبانيّة الأرمن الكاثوليك ، وتبعوا قوانين وفرائض الرهبانيّة المارونيّة. وسكن بطاركة الأرمن الكاثوليك هذا الدير إلى أن وقف عليهم الشيخ شرف دهّام الخازن دير السيّدة ببزمّار ١٧٤٨ إضافة إلى مزرعة بزمّار برمّتها ، حيث باشر الإكليروس الأرمنيّ الكاثوليكيّ بإعادة بناء ذلك الدير ١٧٤٩. ولن يمضي زمن طويل حتّى ينتهي العمل ببناء دير بزمّار ، ويبيع الإكليروس الأرمني الكاثوليكي دير الكريم ١٧٦٥ من المطران يوحنّا حبيب ، مؤسّس جمعيّة المرسلين اللبنانيّين الموارنة ، وينتقل الأرمن إلى دير بزمّار الذي أصبح مركزا لبطريركهم ومدرسة لإكليروسهم. ففي هذه الأثناء ، كان البطريرك المارونيّ يوسف حبيش ، يفكّر بإنشاء جماعة قوامها كهنة من ذوي العلم والتفاني في محبّة الخير ، ينازلون الجيش الذي جرّده أتباع لوتيروس في تلك الحقبة في بلادنا. فلبّى رغبته بعض الكهنة وخصّص البطريرك لهم مدرسة عينطورة التي كان قد وقفها الأب بطرس مبارك وغيره من المحسنين وأسندوا إدارتها الى الآباء اليسوعيّين ، فبنوا منها الطابق السفلي وأنجزوه سنة ١٧٤٠. ولمّا ألغيت الرهبانيّة اليسوعيّة بعد ذاك العهد بقليل ، عادت المدرسة تبعا لنصّ صكّ الوقفيّة إلى البطريركيّة المارونيّة. وكان يتبع مدرسة عينطورة بعض عقارات أباح البطريرك يوسف حبيش لأولئك الكهنة المرسلين إستثمارها ليعيشوا من ريعها. وكانت فعاليّة هذه المؤسّسة الرسوليّة الجديدة تتفاوت ارتخاء وارتقاء ، إذ لم يكن لها ما يضمن

١٧٣

ثباتها ، إلى أن انحسر قوامها ١٨٦٣ إلى كاهنين لا غير ، أحدهما شاخ وضعف ، وهو الخوري يوحنّا الإسطمبولي ، والآخر كان أليف الفراش يخمع من رجله على أثر سقطة أصابته بعطل دائم ، وهو الخوري يوسف عطيّة الصوري. في هذه الأثناء علم الخوري يوحنّا الحبيب أنّ الرهبان الأرمن يرغبون ببيع دير الكريم ، فهرع إلى رئيسهم العام المونسينيور كليمنضوس عارضا ثمنا للدير مائة ألف قرش ، وتمّ الشراء فعلا في ١٨ شباط ١٨٦٥. وكان على الشاري أن يسترضي المشايخ بيت صخر الخازن لأنّ محلّ الدير موقوف من جدّهم بشروطه ، فوافق الخوازنة بعد تدخّل المطران يوحنّا الحاج. كما تمكّن الخوري يوحنّا الحبيب من إقناع المطران سوكياس الأرمنيّ الكاثوليكيّ بإدخال بعض العقارات والينابيع من أملاك الرهبانيّة الأرمنيّة ضمن عقد البيع. وبعد أن أجرى الخوري يوحنّا ترميمات وإصلاحات على بناء الدير وأضاف إليه أقبية لجعلها مدرسة ، بادر إلى وقف الدير وكلّ ما كان يملكه شخصيّا من عقارات ومنقولات لجمعيّة الرسل ، وفي ١٣ آذار ١٨٦٦ دخل الآباء الأوّلون الدير ، وسارت الرسالة بنموّ سريع ضمن إطار غايتها السامية ، وسرعان ما أسّست لها الفروع في لبنان ، وأهمّها دير ومدرسة جونيه ، وفي بلدان الإنتشار خارج لبنان ، أنشأ المرسلون مركزا لرسالتهم في بيوناس أيرس الأرجنتين ١٩٠٠ ، وكانت هذه الرسالة تقوم بخدمة الرعايا اللبنانيّين والسوريّين في تلك البلاد قبل أن ينشأ فيها سفارة لبنانيّة ، وشملت أعمالها الخدمات الدينيّة والإجتماعيّة ، ونمت إلى أن أصبحت تضمّ مدرسة ذات شأن. وفي ١٩٢٨ أنشأ المرسلون مركزا رعويّا في جوهانس بورغ أفريقيا الشماليّة ، كما أنشأوا في ١٩٢٩ مركزا في ريودي جينيرو البرازيل حيث شيّدوا كاتدرائيّة كبرى على اسم سيّدة لبنان ، وشكّلت هذه الرسالة هناك مرجعا لأبناء الجالية اللبنانية ـ السورية. وفي السنوات ما بين ١٩٣٥

١٧٤

و ١٩٥٠ كان للمرسلين مراكز مؤقتة في كليفلاند وديترويت الولايات المتّحدة الأميركيّة ، كما قاموا بإدارة مدرسة إكليريكيّة في سلامنكا إسبانيا بين ١٩٤٨ و ١٩٦٩ خرّجت كهنة موارنة. وهكذا تحقّق الحلم السامي للمؤسّس يوحنّا الحبيب ، وتمكّنت جمعيّة المرسلين اللبنانيّين من القيام برسالتها الروحيّة والإجتماعيّة خير قيام ، وهي لا تزال سائرة في دروب العطاء الروحي والتربويّ بإدارة مربّين كبار ، وضعوا خدمة الوطن وإنسانه عبر طائفتهم في لبنان والمهجر روحيّا واجتماعيّا نصب أعينهم.

كنيسة سيّدة الإنتقال ـ الوطى : بنيت ١٧٥٠ ، وعلى أثر خلاف على ملكيّتها بين أسرتي محاسب وسعادة ، أوقفت إلى أبرشيّة جونيه المارونيّة مؤخّرا. حوفظ على البناء القديم مع إجراء توسيعات جانبيّة.

دير وكنيسة مار يوسف الحصن : أنشأ هذا الدير المطران يوسف اسطفان من ماله في المحل الذي خصّه من متروكات والده قبل أن يصبح بطريركا. وعند ما اعتلى السدّة البطريركيّة ١٧٦٦ أقام في هذا الدير ، وبقي فيه إلى حين وفاته ١٧٩٣ ودفنه فيه. وفي ١٧٦٩ شيّد في هذا الدير كنيسة على اسم القدّيس يوسف من إحسان لويس الخامس عشر ملك فرنسا. وهي حتّى الآن من أجمل الكنائس اللبنانيّة هندسة قديمة ، ويظهر أنّ مهندسين فرنسيّين وضعوا تصاميمها ، وأبدع ما في هندستها حنّيّة مذابحها ، وقد أضيف الدير الى رهبانيّة هنديّة رئيسة دير بكركي لتنمية رهبانيّتها وجعلها مؤهّلة لتحظى بتثبيت قانون خاص بها ، ذلك أنّ هنديّة كانت طلبت ١٧٧١ من البطريرك يوسف إسطفان تثبيت قانون خاص برهبانيّتها ، فرفض ، لأنّها كانت صغيرة ومحصورة في دير بكركي دون سواه ، ومساعدة لها من أجل إتمام رسالتها ، قام البطريرك على ما يبدو بإضافة هذا الدير إلى رهبانيّتها التي ، عند ما ألغيت في ١٧٧٩ ، أعيد الدير الى العابدات ، وعاد كما كان قبل أن يضمّ الى الراهبة

١٧٥

هنديّة. وعند ما قرّر المجمع اللبنانيّ المنعقد في دير اللويزة ١٨١٨ فصل أديار الرهبان عن أديار الراهبات ، جعل دير مار يوسف الحصن من جملة الأديار الخمسة التي خصّصت للعابدات. وفي ١٩٥٢ افتتح فيه الخوري حبيب إسطفان مدرسة استمرّت حتّى وفاته أوائل سبعينات القرن العشرين. وتقوم اليوم أسرة إسطفان بترميم الدير الذي استضاف مهجّرين بخلال الحرب الأخيرة ، بغية جعله مركزا ثقافيّا وروحيّا عامّا لأبناء المنطقة.

كنيسة القديس يواكيم : وقف أسرة البيطار. بنيت ١٧٩٠ ووقفها أصحابها مع قطعة أرض إلى مؤسّس" الحركة الإجتماعيّة".

كنيسة سيّدة النجاة : وقف أسرة مناسا ، أنشئت قبل ١٨٢٦ ، إذ وجد تاريخ على سقفها يشير إلى أعمال تجميليّة جرت فيها ١٨٢٦.

دير ومدرسة وكنيسة سيّدة النصر ـ نسبييه : في العام ١٨٨١ ، جدّدت الرهبانية اللبنانية المارونيّة في منطقة نسبيه من غوسطا ، على يد رئيسها العام الأباتي مرتينوس سابا ، ديرا قديما خربا كان قائما قبل خراب كسروان ١٣٠٥ ، وجعلته على اسم سيّدة النصر. وكانت الغاية من بناء هذا الدير جعله إكليركيّة مارونيّة. فكان المدرسة الإكليريكيّة الثانية للرهبانيّة المارونيّة اللبنانيّة ١٨٩٩ ـ ١٩١٣ ، بعد مدرسة كفيفان ١٨٠٨ ـ ١٨٩٩. وأصبحت تلك الإكليريكيّة تضمّ في عهد الأباتي باسيل غانم (١٩٣٨ ـ ١٩٤٤) جميع ناشئة الرهبانيّة من طلّاب ومبتدئين ودارسين ، وفي عهد الأباتي اغناطيوس داغر الرئيس العام للرهبانيّة ١٩١٣ ـ ١٩٢٩ نقلت المدرسة من دير نسبيه إلى دير سيدة المعونات في جبيل باقتراح الزيارة الرسولية وتصديق الكرسي الرسولي سنة ١٩١٣. وبعهد رئاسة الأباتي يوحنّا العنداري ١٩٤٤ ـ ١٩٥٥ قرّر مجمع المدبّرين في ٣ / ٥ / ١٩٤٤ تخصيص دير نسبيه بالتلاميذ ، ودير كفيفان بالمبتدئين ، ودير المعونات بالطلاب. وعلى عهد الرئاسة العامّة

١٧٦

للأباتي يوسف طربيه ١٩٦٢ ـ ١٩٦٨ تمّ تعيين دير المعونات دير إبتداء ونقل المبتدئين إليه من نسبيه سنة ١٩٦٥. أمّا اليوم ، فأصبحت مدرسة دير نسبيه تعدّ الإكليركيّين في المراحل ما قبل الجامعيّة بعد أن تمّ ترميم الدير ١٩٧٦. ويقوم الرهبان بخدمات روحيّة في البلدة من خلال هذا الدير الذي يضمّ كنيسة على إسم سيّدة النصر أنشئت ١٨٨٣.

كنيسة مار يوسف القلعة : كنيسة رعائيّة بنيت ١٩٠٨.

مؤسّسة رابطة المحبّة الإجتماعيّة وكنيسة القدّيسة تيريزيا : أسّس الدير والمدرسة ١٩٨٦. وأنشئت كنيسة تابعة لهما على إسم القديسة تريزيا ١٩٨٧.

كنيسة شفيع غوسطا مار سمعان العمودي الجديدة : رعائيّة أنشئت ١٩٤٥.

دير ومدرسة الديليفراند وكنيسة قلب يسوع : أسّست الدير راهبات الديليفراند ١٩٤٥ ، وهو أوّل مركز لرهبنتهنّ في لبنان ، إفتتحن فيه مدرسة منذ تأسيسه ولا تزال. وهو يضمّ كنيسة على إسم قلب يسوع.

ثانويّة مار شربل الرسميّة : أسّست ١٩٨٦ بمبادرة من رئيس البلديّة أنطوان الخويري الذي تمكّن من الإستحصال على موافقة الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة على استعمال الطابق السفلي من بناء مستشفى القدّيس شربل ليكون مركزا مؤقّتا للثانويّة. فحوّل المكان الذي كان معدّا مطبخا ومائدة إلى غرف صالحة للتدريس ، كما أنشأ الملاعب وصوّنها مع البناء بشكل عمليّ ولائق ، ثمّ تابع الخويري جهوده فاستحصل من وزير التربية آنذاك رئيس الحكومة الدكتور سليم الصحّ على قرار مؤرّخ في ١٩ أيلول ١٩٨٦ يحمل الرقم ٦٤٦ يعلن فيه عن إنشاء مرحلة ثانويّة في بلدة غوسطا تابعة لثانويّة عجلتون الرسميّة. وفي ظروف صعبة تمّ تجهيز المكان بكلّ مستلزمات العمل ، وفي مطلع أيلول

١٧٧

١٩٨٦ بدأ تسجيل الطلّاب للعام الدراسي ٨٦ ـ ٨٧ بدار البلديّة فيما كانت ورشة العمل في تأهيل الثانويّة وتجهيزها لا تزال قائمة. واستمرّت جهود المؤسّس الذي تمكّن من استصدار مذكّرة من مدير التعليم الثانوي محمّد الحاج في نهاية أيلول قضت بتعيين روبير عبد الحيّ مديرا للثانويّة ، وفي منتصف تشرين الأوّل أجرى مدير الثانويّة بمعاونة أساتذة أصدقاء وطاقم البلديّة الأمنيّ والإداريّ إمتحانات الدخول في مقرّ الثانويّة الذي كان أصبح جاهزا ، دون أن يكون الأساتذة المعيّنون قد التحقوا بعملهم بعد. وفي ٢٦ تشرين الأوّل ١٩٨٦ افتتح المجلس البلديّ ثانويّة مار شربل الرسميّة في غوسطا بحضور رسميّين وفعاليّات. وفي تاريخ لاحق فصلت ثانويّة غوسطا عن ثانويّة عجلتون بموجب المرسوم الصادر بتاريخ ٥ / ١٠ / ١٩٩١ فأصبحت مستقلّة قائمة بذاتها تعمل تحت إشراف رئيس البلديّة بنجاح مميّز إن على صعيد الإقبال أم على صعيد نسبة النجاح.

مهنيّة غوسطا الرسميّة : أنشئت في مقرّ الثانويّة على أن تمارس نشاطها بعد انتهاء دوام الثانويّة أي بين الثانية بعد الظهر والثامنة مساء ، وقد تمكّن المؤسّس من إقناع الرئيس الحصّ وزير التربية آنذاك ، ومدير عام التربية محمّد الحاج ، ومدير عام التعليم المهنيّ سهيل السبيعي بجدوى سابقة استعمال مقرّ المدرسة الرسميّة بعد الظهر كمركز لمدرسة مهنيّة رسميّة ، فأصدر الرئيس الحصّ في أيلول ١٩٨٧ أوّل قرار من نوعه في لبنان يسمح بإنشاء فرع مهنيّ في ثانويّة رسميّة. واستمرّت جهود المؤسّس بالإهتمام والإشراف على المدرستين إلى أن تمّ تعيين نقولا الخوري مديرا للمهنيّة ، وتعيين الأساتذة. وانطلقت المهنيّة في التدريس المسائيّ مع مطلع تشرين الأوّل ١٩٨٧ ، ولا تزال تعمل بنجاح لافت.

١٧٨

المؤسّسات الإداريّة

بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء أنطوان سمعان إسطفان مختارا ؛ وجاء مجلس بلدي قوامه : زياد شلفون رئيسا ، بطرس خويري نائبا للرئيس ، والأعضاء : عبد الله قزيلي ، جرجي باسيل ، توفيق بلّان ، يوسف برّي ، أسعد مطر ، بسّام شهوان ، رامز سعادة ، ميشال مناسا ، أنطوان محاسب ، ونعيم شبير ؛ محكمة ودرك جونيه.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من نبع العسل عبر شبكة مصلحة مياه كسروان ؛ الكهرباء من معمل الزوق ؛ مقسّم وشبكة هاتف ؛ مكتب بريد.

الجمعيّات الأهليّة

أخويّة الحبل بلا دنس للرجال ؛ أخويّة الحبل بلا دنس للنساء ؛ أخويّة القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع للنساء ـ مار سمعان ؛ أخويّة القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع للنساء ـ عين ورقة ؛ أخويّة قلب يسوع الموسيقيّة ؛ أخويّة الميتة الصالحة للنساء ؛ التجمّع الإجتماعيّ الكشفيّ ، غوسطا ؛ جمعيّة مار منصور دي بول ؛ الجمعيّة الخيريّة الغوسطاويّة ؛ ال" ليجيو مارييه" وفرقتها" بريسيديوم أرزة لبنان" ؛ تجمّع أصدقاء ربّ العائلة ؛ فرقة غوسطا الفنيّة ؛ نادي الشباب الرياضي ؛ الحركة الرسوليّة المريميّة اللبنانيّة ؛ جماعة تلامذة الكلمة ؛ رابطة سيّدات غوسطا ؛ رابطة غوسطا الثقافيّة.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

٧٥ وحدة تجاريّة بين محلّ تجاريّ وحانوت ومشغل حرفي ومطعم ومقهى.

مناسباتها الخاصّة

عيد مار سمعان العمودي شفيع غوسطا في أوّل أيلول ؛ عيد إنتقال السيّدة العذراء في ١٥ آب.

١٧٩

من غوسطا

المطران جرجس إسطفان (١٦٢٨ ـ ١٧٣٣) : سيم ١٦٥٣ ، أسّس دير عين ورقة ١٦٦٠ ـ ١٦٩٠ ، رقّاه البطريرك الدويهي إلى أسقفيّة بيروت ١٦٩٨ ، وخصّص به معها جهات العاقورة وتتّورين وقرطبا ودير الأحمر ١٧٠٣ ، نسبت إليه كرامات عديدة في حياته وبعد مماته ؛ المطران يوحنا إسطفان (١٦٧٩ ـ ١٧٧٩) : من آباء المجمع اللبناني ، أسقف على اللاذقيّة شرفا ورئيس لدير عين ورقة ١٧٣٢ ، مطران بيروت ١٧٤٣ ، تنازل عن الأسقفيّة ١٧٥٠ للمطران يوسف ابن أخيه الذي سيصبح بطريركا ، أعاد بناء كنيسة سيدة المشرح ١٧٥٧ ؛ البطريرك يوسف إسطفان (١٧٢٩ ـ ١٧٩٣) : سيم شمّاسا على يد عمّه المطران يوحنّا ١٧٥٢ ، ثمّ رقّاه البطريرك سمعان عوّاد إلى درجة القسوسيّة ، أسقف على أبرشيّة بيروت ورئيس لدير عين ورقة ١٧٥٤ ، بنى دير مار يوسف الحصن في غوسطا مع والده ، بطريرك بإجماع الأساقفة ١٧٦٦ ، ثبّته البابا كليمانت الثالث عشر ١٧٦٧ ، عقد مجمعا ١٧٦٨ ، في عهده كانت مشكلة الراهبة هنديّة التي عانى الكثير من ذيولها منها أنّه أوقف عن ممارسة مهامّه البطريركيّة ١٧٨٠ ـ ١٧٨٤ إلى أن برّأه الكرسي الرسولي ، حوّل دير عين ورقة إلى مدرسة ١٧٨٩ ، رمّم عددا من كنائس كسروان ، ألّف وجدّد في الطقوس ، له مؤلّفات ؛ المطران بولس إسطفان (ت ١٨٠٨) : مطران قورش ونائب بطريركي ١٧٧٧ ، راعي أبرشيّة جبيل والبترون ١٧٩٠ ؛ المطران يوسف إسطفان الثاني (١٧٦٠ ـ ١٨٢٣) : سيم ١٧٨٤ ، ساهم في إقناع عمّه البطريرك وعائلته في جعل ديرهم عين ورقة مدرسة للطائفة ، عني بتحسين أحوال المدرسة وناضل من أجل إنجاحها ، مرشد روحيّ للأمير بشير الثاني الكبير ولعائلته في القصر الأميري ١٧٨٨ ، قاضي النصارى في الإمارة ١٧٨٨ ـ ١٧٩٧ ، أسقف

١٨٠