تراثنا ـ العددان [ 105 و 106 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 105 و 106 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
ISBN: 1016-4030
الصفحات: ٤٧٨

١٣٦٤هـ)(١) ، وأبو الثناء محمود شكري الآلوسي(١٢٧٣ ـ ١٣٤٢هـ)(٢).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ذكر ذلك الشيخ محمّد السماوي (ت ١٣٧٠هـ) في كتابه (الطليعة) ج١ ص ١٩٤ رقم ٤٦ضمن ترجمة الشيخ البلاغي ، وقال الأستاذ محمّد عبّاس الدراجي في كتابه (الإمام المهدي عليه‌السلام نور في الأدب العربي) ص١٩ عن ذلك ما نصّه : «وفي حديث لي مع الأستاذ السيّد جواد نجل الحجّة الأكبر السيّد هبة الدين الحسيني الشهرستاني في مكتبته ـ مكتبة الجوادين العامّة ـ في مدينة الكاظمية ذكر لي حكاية مفادها : إنّ أباالثناء الآلوسي زار والده عام ١٩٢٢م حينما كان وزيراً للمعارف ، وعاتبه السيّد هبة الدين على القصيدة المذكورة المنسوبة إليه ، فأبدى إنكاره لها ، وقال : بأنّ معروف الرصافي هوالذي نظمها ، والله العالم بصدق الإنكار» ، وينظر ترجمة الرصافي في الأعلام ٧/ ٢٦٨.

(٢) ذكر ذلك الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء قدس‌سره في كتابه (عقود حياتي) ص ١٠(المخطوط) ، والسيّد محمّد صادق بحر العلوم رحمه‌الله في كتابه (الدرر البهية في تراجم علماء الإمامية) (مخطوط) عند ترجمة الشيخ البلاغي رحمه‌الله ، والشيخ باقر شريف القرشي في كتابه (حياة الإمام المهدي عليه‌السلام) : ٢٤٦ رقم ٥ عند تعداد المنكرين للإمام (عج) ، والسيد إبراهيم اللوساني في تحقيقه لكتاب (نور الأفهام) ٢ : ١٣٠ ، والأستاذمحمّد عباس الدراجي في كتابه (الإمام المهدي عليه‌السلام نور في الأدب العربي) ص١٨ ، وممّا يؤيّد أنّ الناظم لها هو محمود شكري الآلوسي ملخص ومعرب (التحفة الاثنا عشرية) المسمّى بـ : (المنحة الإلهية) [ينظر : المسك الأذفر ج١ ص ٦٤ عندتعداد أسماء مؤلّفاته] وما ذكره مؤلّف الكتاب ـ الشيخ النوري رحمه‌الله ـ في خاتمة كشفه إذقال ما نصّه : «ولكن حدثَ في بعض الأيام بعض الحوادث من علماء دار السلام ، فصنّف بعضهم رسالة فيها بعض المطالب المثيرة للفتن آخذاً من كتاب (التحفة الاثناعشريّة) للمولوىّ عبد العزيز شاه الدهلوىّ الذي هو ترجمة كتاب (الصواعق) لملاّنصر الله الكابلىّ ، وتعرّض لردِّه علماء الإماميّة بالهند في أزيد من أربعين مجلّداً ، وأودع فيها مناكير توجب تجديد العداوة واختلاف الكلمة ، وظنّ أنّها مطالب جديدة عثر عليها فطبعها ونشرها ، ولولا خوف زيادة الاختلاف لتعرّض معاصروه لتوضيح هفواتها ، ثمّ أردفها الناظم بهذه [بنظم هذه ـ ظ] القصيدة التي هجا فيهاالإماميّة بألطف عبارة مع أنّك قد عرفت أنّ القول بولادة المهدىّ عليه السلام وأنّه الحجّة بن الحسن عليه السلام لا ينافي الأخذ بمذهب أهل السُنّة والجماعة؛

٦١

رابعاً ـ حول القصيدة :

ألقت هذه القصيدة بظلالها على الأوساط العلمية في النجف الأشرف ، وتلقاها العلماء بالنقد والرد ، وصدر عن بعض المعاصرين لحدث وصولها كلام حولها ، سنورده في دراستنا هذه فدونكه :

أ ـ قال السيد حسين البراقي رحمه‌الله (ت ١٣٣٢هـ) في كتابه المخطوط (السرّالمكنون في النهي لمن وقّت للغائب المصون) ، ما نصّه : «... وينبذون أمرالله وراءهم ، فانظروا من تناقض ذلك ما بين أن يحصروا وقت ظهوره ومابين أن ينكروه بالمرّة وإنّه غير موجود ، وذلك كمثل ابن المفتي الزهاوي من أهل بغداد ويدّعي أنّه مطّلع على السير والأخبار ، بل بكلّ العلوم ، ويدّعي أنّه من الظرفاء الأدباء ، وكان منكراً لصاحب الزمان عليه السلام وإنّه غير مولود ولا موجود ، وإنّه سيولد بعد هذا إن كان حقّاً ، وإنّه في شهر ربيع الثاني سنة سبع عشرة بعد الثلاثمائة والألف أنشأ قصيدة تهكّماً منه على عقولنا وتعجّباً منه على اعتقاداتنا من حيث إنّه ثابت العزيمة وغيره ـ وهو نحن ـ خاطئون وفي عشواء الضلالة تائهون لأنّنا باعتقادنا ضالّون مضلّون ، وهو ممّن على زعمه قابضون على الدين ، فأنشأ قصيدته وأرسلها إلى بلدالكاظم عليه‌السلام إلى جناب الفاضل الشيخ محمّد تقي ابن الشيخ حسن ابن الشيخ أسد الله ، فلمّا وصلت إلى الشيخ غلّفها وأرسلها إلى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولذا قال به جماعة من أعيان علمائهم ، فلا شناعة توجب الذم والاستهزاء ، وهذا يوهم أن يكون المقصد الأصلىّ إثارة الفتنة والغوغاء وتطميع الأعداء نعوذ بالله تعالى من سوء السريرةواحتقار هذه الموبقة الكبيرة» ، كما تؤيّده الرسائل التي أرسلها الآلوسي إلى شيخ الشريعة الإصفهاني بواسطة رجل من أهل بغداد والتي أنكر فيها الإمام المهدي(عج)وتلك الرسائل وأجوبتها موجودة في مكتبة الإمام الحكيم ورقمها ٢٦٧٦ ، وينظر ترجمة محمود الآلوسي في الأعلام : ٧/ ١٧٢.

 

٦٢

النجف الأشرف إلى أخيه الشيخ مهدي ابن الشيخ أسد الله ، فجاء بها الشيخ مهدي وعرضها على جناب الشيخ محمّد طه نجف ، فأمر الشيخ بجوابه ، فأجابوه العلماء الفضلاء الآباء بقصائد عديدة إذا ذكرناها طال المقام ، فكان ممّاكُتب وأُرسل وهو شعر :

أيا علماء العصر يا من لهم خبر

بكلِّ دقيق حار من دونه الفكر

 ...إلخ(١).

ب ـ قال السيد محسن الأمين العاملي رحمه‌الله (١٣٧١هـ) في كتابه (أعيان الشيعة) ج١ ص ١٣٧ ، ما نصّه : «والسيّد علي ابن عمّنا السيّد محمود له أرجوزة كبيرة في ردّ أبيات البغدادي الرائية في المهدي عليه‌السلام تتضمّن كثيراً من مباحث علم الكلام. ولجماعة من فضلاء العصر في ردّ الأبيات المذكورة عدّة قصائد لو جُمعت لكانت كتاباً في الكلام. فممّن نظم في ذلك الشيخ محمّد حسين آل صاحب كشف الغطاء ، والشيخ جواد البلاغي النجفي ، والسيّد رضا ابن السيّد محمّد الهندي النجفي ، والشيخ رشيد العاملي الزبديني ، والفقير مؤلّف هذا الكتاب نظم قصيدة طويلة وشرحها وسمّى المجموع بالبرهان مطبوع).

ج ـ قال الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه‌الله (ت ١٣٧٣هـ) في كتابه العبقات العنبرية (الجزء المخطوط) عند ترجمة أستاذه الشيخ النوري رحمه‌الله ، ما نصّه : «ووردت في هذه الأيّام إلى النجف أبيات شعر لبعض العامّة من طلبة بغداد يذكر فيها أمر الحجّة (عج) وبطلان ما تدّعيه جماعتنا من غيبته لأمور تخيّلها ، وتخيّلات وهم استعملها ، وأوّل أبياته قوله :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ثمّ أوردها رحمه‌الله في (٢٥) بيتاً ـ لم نوردها خوف التكرار والإطالة ـ.

٦٣

أيا علماء العصر يا من لهم خبر

بكلِّ دقيق حار من دونه الفكر(١)

ثمّ أخذ في هذا وأمثاله وبعثها إلى أهل الكاظمين عليه‌السلام ، فأجابوا ولكن لابما يشفي الغليل أو يصيب الداء الدخيل ، فبعثها بعض الفضلاء إلى النجف ، التي هي قبّة الكمال اليوم وتخت مملكة العلم والشرف ، فتصدّى للجواب فضلاؤها ممّن جمع بين فضيلتي العلم والأدب ، وأخذ من الكمالات بأوفى نصيب وأعظم سبب ، فأجابوا وأطابوا ورموا الغرض فأصابوا ، حتّى بلغ مجموع ما قيل في النجف للجواب عنها ألفي بيت أو أكثر ، فعلمت جزماً أنّ هناك أموراً لم تذكر ، ومطالب في الردّ عليهم هي أقصى عن أذهان سائر الفضلاء وباعهم عنها أقصر ، وإن كان ما جاؤوا به كافياًفي الجواب ، غير مائل عن خطّة الحقّ والصواب ، ولكن قلت أعط القوس باريها ، فلا يخطي مراميها ، فعرضتها عليه دام ظلّه العالي ، فكتب في الجواب عنها رسالة فائقة على كلّ ما كُتب في أمر الغيبة إلى الآن وسمّاها كشف الأستار عن وجه غيبة الإمام عن الأنظار ، وذكر في أوّلها أربعين رجلاً من أعاظم علمائهم قائلاً بمقالتنا وأنّه عليه‌السلام مولود ، وبين ظهراني الخلق موجود ، ونقل كلماتهم الصريحة بذلك من الكتب التي أثبت من طرقهم وبشهادة علماء رجالهم أنّها لهم ، ثمّ أجاب عن كلّ شبهة أوردها ذلك الشاعر حلاًّ ونقضاً وحفظاً على قاعدة تطابق الجواب مع السؤال ، نظمتُ تلك الرسالة على الوزن والقافية من أبياته وأدرجتُ فيها جميع ما في الرسالة فبلغت الثلثمائة بيت ، وجعلنا أكثرها في ظهر الكتاب المذكور كالتكملة له وأوّل قصيدتنا :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ثمّ أورد رحمه‌الله (٣) أبيات بعد هذا البيت لم نوردها خوف التكرار والإطالة.

٦٤

بنفسي بعيد الدار قرّبه الفكر

وأدناه من عشّاقه الشوق والذكر

تستّر لكن قد تجلّى بنوره

فلا حجبٌ تخفيه عنهم ولا ستر

إلى أن تخلّصنا إلى المقصود ، بفيض واهب الوجود والجود بقولنا :

فيا بأبي لُح للبرية أو فغب

فليس على علياك من غيبة ضرّ

فشمس الضحى والبدر نوراهما هُما

وإن غربت أو غُيّـب الشمس والبدر

ولا نُكر إن لاحت ولم يـرَ ضوءها

أخو نظر لكن على عينه النُكُر

ولابأس ممن جاء يسأل قائلا

(أيا علماء العصر يامن لهم خبر)

والحاصل أنّه دام علاه بتوفيق الله وتسديد الحجّة (عج) أقام على المعاندين أوضح برهان وأصحّ حجّة ومن أراد أن يحصل له الإيمان والاعتقادالراسخ في هذا الباب ، بحيث لا يبقى له في هذا الأمر شكٌّ ولا ارتياب ، فليكثر من مراجعة هذا الكتاب ، فإنّ فيه الغاية والكفاية لذوي الألباب ، وهذا من حسن باطن مؤلّفه الذي هو مع ما عرفت في العلم من أمره أعبد وأتقى أهل دهره».

د ـ وقال رحمه‌الله أيضاً في كتابه عقود حياتي (مخطوط) ص٩ ـ ١١ ، ما نصّه : «.... ولمّا وردت إلى النجف قصيدة شكري أفندي الآلوسي التي يعترض فيها على غيبة الإمام المنتظر سلام الله عليه وعلى أبائه والتي يقول في أوّلها :

أيا علماء العصر يا من لهم خبر

بكلِّ دقيق حار من دونه الفكر(١)

ثمّ يرجّح القول الأوّل ويبدي الإشكالات على الثاني ، وقد نهض للجواب عنها جماعة من شعراء أهل العلم والأدب في النجف بقصائد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ثمّ أورد رحمه‌الله بيتين بعد هذا البيت لم نوردها خوف التكرار والإطالة.

٦٥

مطوّلة.

فعرضت القصيدة على أستاذنا النوري ، فكتب رسالة بديعة أسماها : (كشف الأستار عن وجه غيبة الإمام الغائب عن الأنظار) وذكر نصوص جماعة من كبراء علماء السنّة صرّحوا بوجوده ، ودحض تلك الشبهة بأقوى حجّة ، فنظمت جميع تلك الرسالة بقصيدة تناهز الثلاثمائة بيت في مطلعها براعة الاستهلال :

بنفسي بعيد الدار قرّبه الفكر

وأدناه من عشّاقه الشوق والذكر

وقد طُبعت مع الرسالة غير مرّة».

هـ ـ وقال رحمه‌الله في نظمه لكتاب كشف الأستار ، ما نصّه : «... أنّه وردت إلينا في هذه الأيّام قصيدة من بعض جماعة دار السلام ، ولكنّها يتيمة ، وإن كانت في سوق الشعراء مالها قيمة ، يسأل فيها عن أمور الحجّة المنتظر والإمام الثاني عشر ، وتصدّى شعراء العصر للجواب عنها ، ولكنّهم لم يبلغوا حقيقته وإن أجادوا ، وما أصابوا الغرض وإن أحسنوا بما جاؤوا به وأفادوا.

فقلت في نفسـي : أعطِ القوس باريها فلا يخطي مراميها ، فعرضتها على علاّمة الفقهاء والمحدّثين ، جامع أخبار الأئمّة الطاهرين ، حائز علوم الأوّلين والآخرين ، حجّة الله على اليقين ، من عقمت النساء عن أن تلد مثله ، وتقاعست أساطين الفضلاء ، فلا يداني أحد فضله ونبله ، التقيّ الأوّاه المعجب ملائكة السماء بتقواه ، من لو تجلّى الله لخلقه لقال هذا نوري مولاناثقة الإسلام الحاج ميرزا حسين النوري أدام الله تعالى وجوده الشريف وحفظ سورة بقائه المبارك من التنقيص والتحريف.

فكتب أيّده الله تعالى رسالة أبهرت العقول والألباب ولم يأت أحد

٦٦

بمثلها في هذا الباب ، وحيث إنّ السؤال كان نظماً أحببت أن يكون الجواب طبق السؤال ، فنظمتها على الوزن والقافية على تشتّت البال ، وجعلتها خدمة لإمامنا الحجّة ولنوّابه الأعلام ...».

خامساً ـ الردود عليها :

وقد انبرى لها أعلامنا الأعلام ـ أنار الله برهانهم ـ بأقلامهم ، فكتبوا في ردّها نظماً ونثراً ، فارتأينا ذكرهم تباعاً وبحسب التسلسل الألفبائي ، فممّن ردّها ـ وبحسب استقصائنا ـ :

أ ـ الشيخ محمّد باقر الهمداني البهاري رحمه‌الله (ت ق١٤) : له ردٌّ عليها وردبعنوان الردّ على القصيدة البغدادية(١).

ب ـ العلاّمة الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه‌الله (ت ١٣٧٣ هـ) : له ردّ عليها ورد بعنوان الردّ على القصيدة البغدادية(٢) ، وهو نظم لكتاب كشف الأستار ، وتتكوّن قصيدته من (٢٤٠) بيتاً ، ونسخة الأصل موجودة في مكتبة الإمام الحكيم ، وزاد عليها رحمه‌الله بيتين موجودة بهامش الطبعة الحجرية من كشف الأستار الموجودة في مكتبته ، وقد قدّم لها السيّد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) الذريعة : ١٠/ ٢١٨ رقم ٦٢٢ بتصرّف.

(٢) الذريعة : ١٠/٢١٨ ، ووردت فيها بعنوانين هما : الأوّل : (نظم كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار) (الذريعة : ٢٤/٢٢٢ رقم ١١٥٠). والثاني : (قصيدة الردّ على منكري الحجّة) في الذريعة : ١٧/ ١١٧ رقم ٦٢٤ ، ولقّبه عند ذكرها بشيخ العراقين والمشهور أنّ هذا اللقب هو للشيخ عبد الرضا بن عبد الحسين آل كاشف الغطاءصاحب كتاب (الباب الذهبي) و (مجلّة الغريّ) ، كما قرأت في كتاب (عقود حياتي)للشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء قدس‌سره المخطوط في صفحة (٧) منه : أنّ ـ عمّ المؤلّف ـ الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ محمّد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء كان يُلقّب به أيضاً ، فلاحظ.

٦٧

محمّد مهدي ابن السيّد إسماعيل ابن السيّد صدر الدين الموسوي (ت ١٣٥٨هـ) في نسخة العلاّمة الشبستري رحمه‌الله وطُبع تقديمه هذا في الطبعة الحجرية.

وطُبعت القصيدة في ملحق (كشف الأستار) بطبعاته المتعدّدة ، وفي كتاب (تنبيه الغافلات)(١) ، وفي كتاب (إلزام الناصب) ، وفي (الإمام المهدي عليه‌السلام نور في الأدب العربي) ، وقد شرح هذه القصيدة شرحاً وافياً السيّدمحمّد صادق بحر العلوم (ت ١٣٩٩هـ) أسماه (الصولة العلوية على القصيدة البغدادية)(٢) ، وأوّل قصيدته وآخرها :

بِنَفْـسِيْ بَعِيْدَ الدّار ِقَرَّبَهُ الفِكْرُ

وأَدْنَاهُ مِنْ عُشَّاقِهِ الشَّوْقُ والذِّكْرُ

وآخرها :

وَلاَ بَرِحَتْ أَعْداؤُكُمْ في مَهَانَة

يُعَاجِلُها خِزْيٌ وَيَعْقُبُها خُـْسرُ

ج ـ العلامة الشيخ محمّد جواد ابن الشيخ حسن بن طالب البلاغي (ت١٣٥٢هـ) : له رد عليها ورد بعنوان الردّ على القصيدة البغدادية ، وتتكوّن قصيدته من (١١٠) أبيات ، وطُبعت في سنة ١٣٤٣هـ مع بعض قصائده ملحقة بكتابه العقود المفصّلة في سنة ١٣٤٣هـ ، وفي شعراء الغريّ : ٢/٤٤٣ ، وفي ملحق كشف الأستار الطبعة الثانية ، وفي موسوعة الشيخ البلاغي : (٨/٩٠ـ١٠٠)(٣) ، وأوّل قصيدته وآخرها :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) تنبيه الغافلات للسيّد محمّد علي الشاه عبد العظيمي ، طُبع في إيران سنة ١٣٢٢هـ.(ينظر : الذريعة : ٤/ ٤٤٤ رقم ١٩٧٩).

(٢) تاريخ إنهاء هذه الرسالة سنة ١٣٥٩ هـ ، علماً أنّها لم تُذكر في كتاب (الذريعة) فهي ممّايستدرك عليه ، وقد وفّقني الله للسّعي في نشر هذه الرسالة بتحقيق وحدة التحقيق في مكتبة الروضة العبّاسيّة المقدّسة ، وسترى النور قريباً.

(٣) الذريعة : ٩ ق١/١٤٠ رقم ٨٨٢ ، و١٠/ ٢١٨ رقم ٦٢٣ بتصرف.

٦٨

أَطَعْتَ الهَوَىْ فِيْهِمْ وَعاصَانِيَ الصَّبْرُ

فَهَا أنَا مَالِيْ فِيْهِ نَهْيٌ وَلا أَمْرُ

وآخرها :

تَبِعْنا هُدَى الهادِيْ فَأَبْلَغَنا المَدَىْ

بِنُوْرِ الهُدَى وَالحَمْدُ للهِ وَالشُّكْرُ

د ـ الشيخ رشيد بن قاسم أقعون الزبديني(١) العاملي المتوفّى بالنجف سنة (١٣١٧هـ) ، له ردٌّ عليها وردّ بعنوان الردّ على القصيدة البغدادية(٢).

هـ ـ السيّد رضا ابن السيّد محمّد الموسوي الهندي (ت ١٣٦٢ هـ) : له ردٌّعليها ورد بعنوان : (القصيدة الصاحبيّة)(٣) ، كما سمّي باسم : (الردّ على القصيدة البغدادية)(٤) وتتكوّن قصيدته من (١٠٧) أبيات ، وهي مطبوعة مكرّراًمع الكوثرية في النجف سنة ١٣٤٩هـ ، وفي ديوانه ، وفي كتاب (السرّ المكنون في النهي لمن وقّت للغائب المصون) للسيّد البراقي رحمه‌الله بزيادة بيت واحد ، وأورد البراقي رحمه‌الله للقصيدة صدراً لم يرد في المطبوع من ديوانه ؛ فلذاأحببت إيراده هنا ليستدرك به على الديوان ، ونصّ ما ذكره : «... فكان ممّن أجابه ـ ونختصر عليه ـ العالم الأديب السيّد رضا ابن السيّد محمّد الهندي .... قال السيّد مجيباً : بسم الله تعالى الحمد لله الذي غاب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) في الذريعة : (الزيني) وهو من التصحيف ، ونسبته إلى (زبدين) قرية معروفة بغوطة دمشق وأيضاً قرية من قرى جبل عامل.

(٢) الذريعة : ١٠/ ٢١٨ رقم ٦٢٤ بتصرّف ، أعيان الشيعة : ٧/ ٥ رقم ٤ ، وقال الطهراني رحمه‌الله فيمايتعلّق به ، ما نصّه : (قال سيّدنا في التكملة : رأيتها) ، وقال عنها السيّد محمّد صادق بحر العلوم رحمه‌الله في خاتمة كتابه (الصولة العلوية) ، ما نصّه : «ولم أظفر بالقصيدة بالرغم من كثرة التفحّص والتنقيب عنها أيّام سفري إلى سوريا ولبنان سنة ١٣٥٣هـ ، وقد مكثنا في تلك البلاد زهاء عامين».

(٣) الذريعة : ١٥/ ١ رقم ٥.

(٤) الذريعة : ١٠/ ٢١٨ رقم ٦٢٥.

٦٩

عن ظلم الوهم في حجب الأنوار ، فشهدته العقول بما له من الآثار ، وصلّى الله على رسولهونبيّه وأمين وحيه وصفيّه محمّد سيّد البشر وآله الميامين الغرر ، وخلفائه الأثني عشر المختومين بسميّه المنتظر عجّل الله فرجه وسهّل مخرجه وجعلنا من أنصاره المقتبسين من أشعّة أنواره ، وخلّد الله دولة أمير المؤمنين الواجب الطاعة على المسلمين ، وسيف الله المنتقم من أعدائه الكافرين السلطان ابن السلطان والخاقان ابن الخاقان الغازي عبد الحميد خان ، لازالت قلوب أعدائه كراياته خافقة ، وما برحت ألسنة الدهر بحمده ناطقة ، هذا وبعد فقد وردت إلينا قصيدة غريبة ماهي من الدهر بأوّل عجيبة ، تُعرب عن براعة ناظمها وسعة باعه وكثرة وقوفه على التواريخ واطّلاعه وتبحّره في العلوم وإمتاعه ، حيث أبتدأها بـ : «أيا علماء العصر ...» ، فتحاما عن جوابها علماء العصر ، ووكلوا أمرها إلى أدباء المصر ؛ لأنّ جواب مثلها لا يليق بالعلماء الجهابذة ، بل يكفيهم إيّاه أقلّ التلامذة ، فأجابوا وأجبت وانتدبوا وانتدبت ، وأنا أقلّ الصناعة بضاعة ، وأعياهم في حلبة اليراعة براعة ، فقلت :

يُمَثِّلُكَ الشَّوْقُ المبرِّحُ وَالفِـكْرُ

فلاَ حُجُبٌ تَخْفِيْكَ عَنِّي وَلاَ سِتْـرُ

 ....إلخ(١) ، وأخرها :

وإن عاد إشكال فعُدْ قائلاً لنا :

(أيا علماء العصر يا من لهم خُبْرُ)

و ـ الشيخ عبد الهادي ابن الحاج جواد البغدادي المعروف بالهمداني من بيت شليلة في بغداد (ت١٣٣٣) : له ردٌّ عليها ورد بعنوان الردّ على

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ثم أورد السيّد البراقي رحمه‌الله في كتابه السرّ المكنون تمام القصيدة وقوامها فيه (١٠٨) أبيات بزيادة بيت واحد عن الديوان المطبوع.

٧٠

القصيدة البغدادية(١).

ز ـ العلاّمة السيّد علي بن محمود الأمين الحسيني الشقرائي العاملي (١٢٧٦ ـ ١٣٢٨هـ) : له ردٌّ عليها ورد بعنوان الردّ على القصيدة البغدادية ، أرجوزة مرتّبة على مقدّمتين وسبعة فصول وخاتمة ، أوّلها :

يقول راجي عفو ربِّه الحفي

سلالة الأمين عبده العلي

 ... إلى تمام مائة وتسعة عشر بيتاً(٢).

ح ـ العلامة السيّد محسن ابن السيّد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق (ت١٣٧١هـ) : له ردٌّ عليها ورد بعنوان الردّ على القصيدة البغدادية ، نظمه يوم كان في النجف الأشرف ، وهي تتكوّن من (٣١١) بيتاً ، وطُبعت القصيدة في كتابه (الرحيق المختوم في المنثور والمنظوم) ص ٢٧٦ ـ٢٩٦ ، وفي ملحق (كشف الأستار) الطبعة الثانية ، كما طُبعت مع شرحها الذي أسماه (البرهان على وجود صاحب الزمان عليه‌السلام) في صيدا سنة ١٣٣٣ في(١٠٨) صفحة ، وقد فرغ من شرحها سنة ١٣٢٨هـ ، وأُعيد طبعه بالأوفست سنة ١٣٩٩هـ باهتمام مكتبة نينوى الحديثة ، كما طبع في مطبعة العرفان في صيدا مرّة أخرى سنة ١٣٤٦هـ ، وطُبع أخيراً سنة ١٤٢٩هـ محقّقاً في مركز الدراسات التخصّصية في الإمام المهدي عليه‌السلام في النجف الأشرف في (١٨٠) صفحة(٣) ، وأوّل القصيدة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(٢) الذريعة : ١٠/ ٢١٩ رقم ٦٢٦ ، وقد انتقلت كتبه رحمه‌الله في حياته إلى مكتبة الشيخ محمّدالحسين آل كاشف الغطاء رحمه‌الله علماً أنّي استقصيت البحث عن ردّه هذا فيها فلم أجده ، ولا يعني عدم عثوري عليه إنكار أصله.

(١) الذريعة : ١/ ٤٧٥ رقم ٢٣٤٦ ، و١٠/ ٢١٩ رقم ٦٢٧ بتصرّف.

(٢) الذريعة : ٣/٩١ رقم ٢٨٧ ، و١٠/ ٢١٩ رقم ٦٢٨.

٧١

نأوا وبقلبي من فراقهم جمر

وفي الخدّ من دمعي لبينهم غمر

وآخرها :

بمدحكم ازدانت وحلِّي جيدها

ومن ذكركم قد راح يحسدها العطر

وقال ناظم هذا الردّ ـ السيّد الأمين ـ عند ترجمته للسيّد حسّون البراقي في أعيانه ، ما نصّه : «... وكان اجتماعي به في الصحن الشريف أيّام إقامتي بالنجف ؛ لطلب العلم جاء يسألني عن قصيدتي الرائية في جواب أبيات البغدادي في حقّ المهدي صاحب الزمان عليه‌السلام ؛ ليدون ذلك في تاريخه فأعطيته إيّاها ثمّ أعادها إلىّ ، ولا شكّ أنّه دوّن باقي القصائد التي قيلت في هذا المعنى في ذلك العصر وهو يدلّ على مزيد اعتنائه بضبط الحوادث»(١).

هذا وقد ذكر آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي (مدّ ظلّه) في كتابه (مجموعة الرسائل) ج ٢ ص ٢١٤ : «إنّ للشيخ جعفر النقدي نظماً في ردّهذه القصيدة» ، ولم أر من ذكر هذا غيره.

وأمّا من ردّها نثراً ، فهو :

العلاّمة الشيخ حسين بن محمّد تقي النوري (ت ١٣٢٠هـ) بالكتاب المسمّى بـ : (كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار)(٢).

هذا وقد ذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني رحمه‌الله (ت١٣٨٩هـ) في كتابه (الذريعة) ج١٤ ص٢٤٨ رقم ٢٤٢١ ، ما نصّه : «الشهاب الثاقب في الردّ على مالفقه العاقب (شكري أفندي البغدادي) للسيّد العلامة السيّد محمّد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) أعيان الشيعة : ٥/ ٤١٨.

(٢) الذريعة : ١٨/ ١١ رقم ٤٢٩.

٧٢

باقر ـ الملقّب بالحجّة ـ ابن الميرزا أبي القاسم ابن السيّد حسين ابن العلاّمة السيّدمحمّد المجاهد ابن صاحب الرياض الطباطبائي الحائري المتوفّى في الحادي عشر من رجب سنة ١٣٣١هـ ، وهي أرجوزة لطيفة في الإمامة أوّلها :

قال الشريف الفاطمي أحمد

أبدأ بسم الله ثم أحمد

جعلها الناظم باسم غيره لبعض المصالح ، تقرب من خمسمائة بيت ، وقدطُبعت مع الهائية الأزرية عام ١٣١٨ هـ ، وعليها تقريظات نثراً ونظماً ، وتشطيرها أيضاً يُسمّى بالشهاب الثاقب» ، انتهى كلامه ، ولم يخصّص الشيخ الطهراني رحمه‌الله الردّ بأنّه على القصيدة هذه أو على غيرها ، علماً أنّي لم أقف على كتاب الشهاب الثاقب.

وقد ذكر أيضاً الشيخ جعفر محبوبة رحمه‌الله في كتابه (ماضي النجف وحاضرها) ج ٣ ص ٢٢٣ : «إنّ للشيخ هاشم بن حسن بن ناصر العاملي الكاظمي رسالة ردّ بها على محمود شكري الآلوسي» ولم يخصّص محبوبة رحمه‌الله أيضاً الردّ بأنّه على القصيدة هذه أو على غيرها.

وقد ذكر أيضاً الشيخ محمّد علي الأوردبادي رحمه‌الله في (مجاميعه الرجالية) : «إنّ للسيّد هاشم ابن السيّد محمّد القزويني الحائري (١٣٢٧هـ) ردّ ابن الآلوسي في (٨٠٠٠)(١) بيت» ولم يخصّص الشيخ الأوردبادي رحمه‌الله أيضاً الردّ بأنّه على القصيدة هذه أو على غيرها.

شكر وتقدير :

بعد إتمام هذه الدراسة المتواضعة أرى من الواجب علىّ أن أمدّ يدىّ بالدعاء إلى سماحة الشيخ نصير الدين كاشف الغطاء ـ حفظه الله ـ الذي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) ولعلّها تصحيف : (٨٠٠) بيت.

٧٣

أعانني على نشرها في مجلّتنا الغرّاء (تراثنا) سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يوفّقه للتواصل بالجهود المشكورة لنشر تراثنا الخالد ... والحمد لله ربّ العالمين.

أحمد علي مجيد الحلّي

النجف الأشرف.

٢٣ شعبان ١٤٣١هـ

 

٧٤

المصادر

١ ـ استخراج المرام : للسيّد علي الميلاني ، قم المقدّسة.

٢ ـ الأعلام : لخير الدين الزركلي ، دار العلم ـ بيروت ، ط٥ ـ ١٩٨٠م.

٣ ـ أعيان الشيعة : للسيّد محسن الأمين العاملي ، دار التعارف ـ بيروت.

٤ ـ الإمام المهدي عليه‌السلام نور في الأدب العربي : لعبّاس محمّد الدراجي ، النجف الأشرف.

٥ ـ البرهان : للسيّد محسن الأمين العاملي ، مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه‌السلام ، النجف الأشرف.

٦ ـ الدرر البهية في تراجم علماء الإمامية : للسيّد محمّد صادق بحر العلوم (ت ١٣٩٩هـ) ، مخطوط في مكتبة العلمين.

٧ ـ ديوان السيّد رضا الموسوي الهندي : للسيّد رضا الموسوي الهندي (ت١٣٦٢هـ) ، جمع السيّد موسى الموسوي ، دار الأضواء ـ بيروت ، ١٤٠٨هـ.

٨ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : للشيخ آقا بزرك الطهراني (١٣٨٩هـ) ، دار الأضواء ـ بيروت ، ط٢.

٩ ـ السرّ المكنون في وقت الغائب المصون : للسيّد حسين بن أحمد البراقي (ت ١٣٣٢هـ) ، مخطوط في مكتبة الإمام كاشف الغطاء قدس‌سره.

١٠ ـ سنن أبي داود : لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت٢٧٥هـ) ، تحقيق سعيد محمّد اللحّام ، دار الفكر ـ بيروت.

٧٥

١١ ـ شعراء الغريّ : لعلي الخاقاني ، النجف الأشرف.

١٢ ـ الصولة العلوية : للسيّد محمّد صادق بحر العلوم (ت١٣٩٩هـ) ، مخطوط في مكتبة العلمين.

١٣ ـ الطليعة : للشيخ محمّد السماوي ، تحقيق كامل سلمان الجبوري ، بيروت.

١٤ ـ عقود حياتي : للشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء ، مخطوط في مكتبة المؤلّف قدس‌سره.

١٥ ـ العين : للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت ١٧٥هـ) ، تحقيق مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي ، ط٢ ، دار الهجرة ـ إيران.

١٦ ـ القصيدة الكوثرية : للسيّد رضا الموسوي الهندي (ت ١٣٦٢هـ) ، النجف الأشرف.

١٧ ـ كشف الأستار : للشيخ محمّد حسين النوري (ت ١٣٢٠) ، تقديم السيّد علي الميلاني ، نينوى ـ طهران.

١٨ ـ لسان العرب : لابن منظور ، أدب الحوزة ، ١٤٠٥ هـ.

١٩ ـ ماضي النجف وحاضرها : للشيخ جعفر محبوبة ، دار الأضواء ـ بيروت.

٢٠ ـ المجاميع الرجالية : للشيخ محمّد علي الأوردبادي رحمه‌الله ، مخطوط.

٢١ ـ مجموعة الرسائل : للشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني.

٢٢ ـ مغني اللبيب عن كتب الأعاريب : لعبد الله بن يوسف ابن هشام الأنصاري (ت٧٦١هـ) ، تحقيق محمّد محيي الدين عبد الحميد ، مكتبة المرعشي ، قم ـ ١٤٠٤هـ.

٧٦

الملاّ علي بن فايز

رائد الرثاء الحسيني الخالد

١٢٤٥ ـ ١٣٢٢هـ

السيّد هاشم بن السيّد محمّد الشخص

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل البدء :

لا يخفى أنّ دراسة التاريخ وسبر أغواره فيه الكثير من الدروس والعبر ، خصوصاً إذا كان بطل هذه الدراسة ممّن أمضى عمره وقضى حياته من أجل المبدأ والعقيدة وكان له في الحياة دور متميّز.

وتزداد الأهمّية إذا كان الرمز المعني من خدّام أهل البيت وأعلام مدرستهم عليهم‌السلام.

ولا شكّ أنّ (الملاّ علي بن فايز) الخطيب الشهير والأديب العلم ـ الذي نعنيه بالحديث الآن ـ هو من أوضح المصاديق لما قلناه ، ممّن يُفترض دراسة حياتهم والاعتبار بسيرتهم.

كيف لا وهو الرمز الذي طبَّقت شهرته أرجاء بلادنا العربية ، خصوصاً

٧٧

في الوسط الشيعي.

لقد كانت حياة (ابن فايز) رحمه‌الله ـ منذ أن اتّجه نحو خدمة سيّد الشهداء الإمام الحسين عليه‌السلام ـ حياة ملؤها العطاء والخير ، حياة تفيض بالمحبّة والولاء لأهل بيت العصمة عليهم‌السلام ، حياة أقلّ ما يقال عنها : إنّها جَسَّدت من خلال المنبر الحسيني الصرخة الحسينية المدوّية والعَبْرة الولائية الصادقة ، ومن خلال الأدب والشعر أعطت الثورة الحسينية زخماً جديداً ونمطاً آخر من الشعر متميّزاًفي التصوير والعاطفة.

فإلى سيرة هذا العلم المعطاء والأديب الفذّ ـ رغم ندرة المصادر عن حياتهـ في الفصول التالية :

اسمه ونسبه :

هو الملاّ علي بن فايز بن سلمان بن حسين بن عبدالله الحَجّي الأحسائي الهُفُّوفي ، المعروف بـ : (ملاّ علي بن فايز).

كان من كبار خطباء المنبر الحسيني ، وهو أيضاً من مشاهير شعراء الرثاء في أدب الطفّ وأعلامهم.

وقد وردَ اسمه في بعض المصادر هكذا : ملاّ علي بن حسن بن فايز بن فارس ، وفي مصدر آخر : ملاّ علي بن حسين بن فايز.

كما أنّ بعض المصادر نسبته إلى عائلة (الفايز) ـ إحدى العوائل المعروفة في مدينة (الهُفُّوف) بالأحساء ـ بدلاً من أسرة (الحَجّي) ، نظراً إلى أنّه يعرف بـ : (ابن فايز).

ولكن الصحيح في نسبه وأسرته هو ماذكرناه ، وعلى ذلك شواهد كثيرة من الوثائق الخطّية الموجودة عند بعض رجال أسرته.

٧٨

أسرته :

(آل الحَجِّي) ـ بفتح الحاء وتشديد الجيم ـ أسرة أحسائية معروفة في مدينة(الهُفّوف) من القديم في (حيِّ الرّفعة الشمالية) أو ما يُسمَّى بـ : (الفريق الشمالي) ، ولاتزال بعض بيوتهم وآثارهم هناك معروفة.

ويغلب على أفراد هذه الأسرة سابقاً امتهان حياكة العبي الرجالية ـ وهي مهنة كانت متداولة ومعروفة لدى الكثير من الأسر الأحسائية ـ وكانوا متوسّطي الحال مادّياً واجتماعيّاً.

ولهذه الأسرة الكريمة امتداد إلى كلٍّ من مدينتي (الرِّياض) و (الدِّمَّام) بالسعوديَّة ، كما كان لهم هجرات سابقة ـ خارج المملكة ـ إلى كلٍّ من العراق ـ بمدينتي (البصرة) و (الزُّبير) ـ و (الكويت).

ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ هناك أكثر من أسرة في الأحساء تعرف باسم (الحَجّي) بالفتح أو (الحِجِّي) بالكسر لا صلة لهم بأُسرة (الملاّ علي بن فايز).

هذا وتلتقي (أسرة الحَجِّي) ـ التي ينتمي إليها (بن فايز) ـ مع أكثر من أسرة أحسائية معروفة.

كـ (آل الغُرَيري) ـ الذين منهم الفاضل المقدّس الشيخ عبدالوهّاب بن سعود الغُرَيري المتوفّى سنة ١٤١٨هـ ـ و (العبداللطيف) و (الْبِنْ صالح) ، ويجمعهم جميعاً (أسرة الغُرَيري) التي تعدّ الأسبق والأصل للأسر الثلاث (الحَجِّي) و (العبد اللطيف) و (الْبِنْ صالح).

ومن رجالات الأسرة البارزين اليوم الأستاذ سلمان بن حسين الحَجّي (أبومحمّد) ، العضو في المجلس البلدي بـ : (محافظة الأحساء) ، وصاحب

٧٩

كتاب (سيرة آية الله الشيخ محمّد الهاجري) و (هكذا وجدتُّهم) وغيرهما من الكتب.

إخوته :

علمنا من ذوي (الملاّ علي بن فايز) أنّ له أخاَ واحداً وأختين ، وهم :

١ ـ فايز بن فايز الحَجّي ، تُوفّي ولانعلم تاريخ وفاته ، وترك بنتاً واحدة فقط إسمها زهراء هي والدة الحملدار المعروف عبدالله بن علي بو قرين من أهالي قرية (بني مَعَن) بالأحساء.

٢ ـ مريم بنت فايز الحَجِّي (أمّ هاشم) ، تزوّجت من رجل يُدعى حسين العبّود من أهالي بلدة (الجُبَيل) بالأحساء ، وكانت صاحبة (مكتب) لتعليم القرآن الكريم.

٣ ـ فاطمة بنت فايز الحَجِّي ، الأقرب أنّها تُوفّيت ولم تتزوّج ، وهي التي عاشت مع أخيها (ملاّ علي بن فايز) وتحت رعايته.

مولده ونشأته :

وُلد في (الأحساء) في (حيِّ الرفعة الشماليَّة) بمدينة (الهُفُّوْف) حدود سنة١٢٤٥هـ ، وبها نشأ وترعرع.

وبيت سكناه في (الرفعة الشمالية) بـ : (الهُفوف) لايزال موقعه موجوداً ومعروفاً إلى اليوم.

سيرته :

عاش بداية أمره في وطنه مدينة (الهُفُّوف) بالأحساء ، وقد فقد أبويه

٨٠