تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي - ج ٥

الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي

تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي - ج ٥

المؤلف:

الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البلاغ
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٦٠

وارفعنا به ثوابا في الدرجات ولقنا به البشرى بعد الممات. اللهم اجعله لنا زادا تقوينا في الموقف وفي الوقوف بين يديك وطريقا واضحا نسلك به اليك وعلما نافعا نشكر به نعمائك وتخشعا صادقا نسبح به اسماءك. اللهم فانك اتخذت به علينا حجة قطعت به عذرنا واصطنعت به عندنا نعمة شكرنا اللهم اجعله لنا وليا يثبتنا من الزلل ودليلا يهدينا لصالح العمل وعونا وهاديا يقومنا من الميل وعونا يقوينا من الملل حتى يبلغ بنا أفضل الامل. اللهم اجعله لنا شافعا يوم اللقاء وسلاحا يوم الارتقاء وحجيجا يوم القضاء ونورا يوم الظلما يوم لا أرض ولا سماء يوم يجزى كل ساع بما سعى. اللهم اجعله لنا ريا يوم الظماء ونورا يوم الجزاء من نار حامية قليلة البقيا على من بها اصطلى وبحرها تلظى. اللهم اجعله لنا برهانا على رؤوس الملأ يوم يجمع فيه أهل الارض وأهل السماء. اللهم ارزقنا منازل الشهداء وعيش السعداء ومرافقة الانبياء انك سميع الدعاء.

٢ ـ بحار الانوار ١٩ / ٥٣ : اقبال الاعمال ، باسنادنا الى يونس ابن عبد الرحمن ، عن علي بن ميمون الصايغ ابي الاكراد ، عن أبي عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان من دعائه اذا أخذ مصحف القرآن والجامع قبل أن يقرأ القرآن وقبل أن ينشره ، يقول حين يأخذ بيمينه : بسم الله اللهم اني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك على رسولك محمد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكتابك الناطق على لسان رسولك ، وفيه حكمك وشرايع دينك ، أنزلته على نبيك وجعلته عهدا منك الى خلقك وحبلا متصلا فيما بينك وبين عبادك. اللهم نشرت عهدك وكتابك ، اللهم فاجعل نظري فيه عبادة وقراءتي فيه تفكرا وفكري فيه اعتبارا ، واجعلني فيه ممن اتعظ ببيان مواعظك فيه واجتنب معاصيك ولا تطبع عند قراءتي كتابك على قلبي ولا على سمعي ولا تجعل على بصري غشاوة ، ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها بل اجعلني أتدبر آياته وأحكامه آخذا بشرايع

٢٨١

دينك ، ولا تجعل نظري فيه غفلة ولا قراءتي هذرمة انك أنت الرؤوف الرحيم.

٣ ـ استحباب الاستعاذة من الشيطان قبل التلاوة

١ ـ مجمع البيان ١ / ١٨ : أمر الله بالاستعاذة من الشيطان ، اذ لا يكاد يخلو من وسوسته الانسان فقال (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) ومعنى أعوذ ألجأ الى الله من شر الشيطان ، أي البعيد من الخير المفارق أخلاقه أخلاق جميع جنسه ، وقيل المبعد من رحمة الله (الرَّجِيمِ) أي المطرود من السماء ، المرمى بالشهب الثاقبة ، وقيل المرجوم باللعنة (إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ) لجميع المسموعات (الْعَلِيمُ) بجميع المعلومات.

٢ ـ وفيه ١ / ١٨ : اتفقوا على التلفظ بالتعوذ قبل التسمية ، فيقول ابن كثير وابو عاصم وابو عمرو : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ونافع وابن عامر والكسائي : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الله هو السميع العليم» وحمزة : «نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم». وابو حاتم : «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم».

٣ ـ تفسير الامام الحسن بن عن العسكري عليه‌السلام : قال اما قوله : الذي ندبك اليه وأمرك به عند قراءة القرآن «اعوذ بالله» أي امتنع بالله ـ الى أن قال : والاستعاذة هي ما قد أمر الله به عباده عند قراءتهم القرآن فقال :(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ. إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ).

٢٨٢

ومن تأدب بآداب الله عزوجل أداه الى الفلاح الدائم ، ومن استوصى بوصية الله كان له خير الدارين.

ثم ذكر عليه‌السلام حديثا طويلا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول فيه لزيد بن ارقم عند ما خاف المنافقين : ان اردت ان لا يصيبك شرهم ولا ينالك مكرهم فقل اذا أصبحت «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» فان الله يقيك شرهم.

٤ ـ نفحات الرحمن ١ / ٣٦ : عن الصادق عليه‌السلام : اغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة ، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية.

٥ ـ وسائل الشيعة ٢ / ٨٤٨ : محمد بن مسعود العياشي (في تفسيره) عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن التعوذ من الشيطان عند كل سورة يفتتحها؟ قال : نعم ، فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

٦ ـ مستدرك وسائل الشيعة ١ / ٢٩٣ : محمد بن مسعود العياشي (في تفسيره) عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) قلت كيف اقول؟ قال : تقول «استعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم» وقال : ان الرجيم أخبث الشياطين ـ الخبر.

٧ ـ وفيه ١ / ٢٩٣ : عن الحلبي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن التعوذ من الشيطان عند كل سورة يفتتحها؟

قال : نعم ، فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وذكر : ان الرجيم أخبث الشياطين ـ الخبر.

٨ ـ وفيه : ١ / ٢٩٣ : الشيخ ابو الفتوح الرازي في تفسيره ، عن عبد الله بن عباس ، قال : أول آية نزلت أو أول ما قاله جبرائيل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أمر القرآن أن قال له : يا محمد قل

٢٨٣

«أستعيذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم» ثم قال : قل (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).

٩ ـ وفيه ١ / ٢٩٤ عن غوالي اللالي ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قرأت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت : وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقال لي : يابن ام عبد قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، هكذا اقرأنيه جبرائيل.

الدنيا والآخرة ـ كما أن لكل سورة من سوره أيضا آثارا وخواص في النشأتين ، وقد ذكرنا فيما سبق بعض الآثار التي تترتب على المجموع ، وفيما يلي نذكر بعض الآثار المترتبة على كل سورة من سور القرآن الكريم :

١ ـ آثار البسملة في النشأة الاولى

١ ـ تفسير الامام أبي محمد العسكري عليه‌السلام قال : قال الصادق عليه‌السلام : ولربما ترك في افتتاح أمر بعض شيعتنا (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم) ، فامتحنه الله بمكروه لينبهه على شكر الله والثناء عليه ، ويمحو عنه وصمة تقصيره عند تركه قوله (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، ولقد دخل عبد الله بن يحيى على أمير المؤمنين عليه‌السلام وبين يديه كرسي ، فأمره بالجلوس ، فجلس عليه ، فمال به حتى سقط على رأسه ، فأوضح عن عظم رأسه وسال الدم ، فأمر أمير المؤمنين عليه‌السلام بماء فغسل عنه ذلك الدم ، ثم قال : ادن مني فدنى منه ، فوضع يده على موضحته ، وقد كان يجد من ألمها ما لا صبر له معه ، ومسح يده عليها وتفل فيها حتى اندمل ، وصار كأنه لم يصبه شيء قط ، ثم قال امير المؤمنين عليه‌السلام : يا عبد الله الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب

٢٨٤

شيعتنا في الدنيا ، يمتحنهم لتسلم لهم طاعتهم ويستحقوا عليها ثوابها.

فقال عبد الله بن يحيى : يا امير المؤمنين انا لا نجازى بذنوبنا الا في الدنيا؟ قال : نعم ، أما سمعت قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، ان الله تعالى يقول : (ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) حتى اذا وردوا القيامة توفرت عليهم طاعاتهم وعباداتهم ، وان أعداء محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأعداءنا يجازيهم على طاعة تكون منهم في الدنيا وان كان لا وزن لها ، لانه لا اخلاص معها ، حتى اذا وافوا القيامة حملت عليهم ذنوبهم وبغضهم لمحمد وآله عليهم‌السلام وخيار أصحابه فقذفوا لذلك في النار ، ولقد سمعت محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : انه كان فيما مضى قبلكم رجلان : أحدهما مطيع لله والآخر كافر به مجاهد بعداوة أوليائه وموالاة أعدائه ، ولكل واحد منهما ملك عظيم في قطر من الارض ، فمرض الكافر فاشتهى سمكة في غير أوانها لان ذلك الصنف من السمك كان في ذلك الوقت في اللجج حيث لا يقدر عليه ، فآيسه الاطباء من نفسه وقالوا : استخلف على ملكك من يقوم به ، فلست بأخلد من في القبور ، فان شفاك في هذه السمكة التي اشتهيتها ولا سبيل اليها ، فبعث الله ملكا وأمره أن يزعج البحر بتلك السمكة الى حيث يسهل أخذها ، فأخذت له فأكلها فبرىء من مرضه وبقي في مملكته سنتين بعدها ، ثم ان المؤمن مرض في وقت كان جنس ذلك السمك بعينه لا يفارق الشطوط التي يسهل أخذها منها مثل علة الكافر واشتهى تلك السمكة ووصفها له الاطباء ، فقالوا طبت نفسا فهذا أوانها تؤخذ لك فتأكل منها وتبرأ ، فبعث الله ذلك الملك وأمره أن يزعج جنس تلك السمكة كله من الشطوط الى اللجج لئلا يقدر عليه فيؤخذ حتى مات المؤمن من شهوته ولعدم دواه.

فعجب من ذلك ملائكة السماء وأهل ذلك البلد في الارض حتى

٢٨٥

كادوا يفتنون ، لان الله تعالى سهل على الكافر ما لا سبيل اليه وعمر على المؤمن ما كان السبيل اليه سهلا ، فأوحى الله عزوجل الى ملائكة السماء والى نبي ذلك الزمان في الارض : انى انا الله الكريم المتفضل : القادر لا يضرني ما أعطى ، ولا ينفعني ما أصنع ، ولا أظلم أحدا مثقال ذرة : فأما الكافر فانما سهلت عليه أخذ السمكة في غير أوانها ليكون جزاء عن حسنة كان عملها ، اذ كان حقا علي أن لا يضل لأحد حسنة حتى يرد القيامة ولا حسنة في صحيفته ويدخل النار بكفره. ومنعت العابد ذلك (كذا) السمكة بعينه لخطيئة كانت منه أردت تمحيصها عنه بمنع تلك الشهوة واعدام ذلك الدواء ، ليأتيني ولا ذنب عليه فيدخل الجنة.

فقال عبد الله بن يحيى : يا أمير المؤمنين قد أفدتني وعلمتني ، قد رأيت أن تعرفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس حتى لا أعود الى مثله.

قال عليه‌السلام : تركك حين جلست أن تقول (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فجعل الله ذلك بسهولك عما ندبت اليه تمحيصا بما أصابك ، أما علمت ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حدثني عن الله عزوجل انه قال : «كل أمر ذي بال لم يذكر اسم الله فيه فهو أبتر» فقلت : بل بأبي أنت وامي لا اتركها بعدها. قال : اذا تحظى بذلك وتسعد.

ثم قال عبد الله بن يحيى : يا أمير المؤمنين ما تفسير (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)؟ قال عليه‌السلام : ان العبد اذا أراد ان يقرأ او يعمل عملا ويقول (بِسْمِ اللهِ) أي بهذا الاسم اعمل هذا العمل ، فكل أمر يعمله يبتدىء فيه ب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فانه مبارك له فيه.

٢ ـ البرهان ١ / ٤٥ : في حديث قال الصادق عليه‌السلام : قام رجل الى علي بن الحسين عليه‌السلام ، فقال : أخبرني ما معنى (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)؟

٢٨٦

فقال علي بن الحسين عليه‌السلام : حدثني ابي ، عن أخيه الحسن عليهما‌السلام ، عن امير المؤمنين عليه‌السلام ان رجلا قام اليه فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ما معناه؟ فقال : ان قولك (اللهِ) أعظم اسم من أسماء الله عزوجل ، وهو الاسم الذي لا ينبغي ان يسمى به غير الله ، ولم يسم به مخلوق.

فقال الرجل : فما تفسير قول (اللهِ)؟ قال : هو الذي يتأله اليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه وتقطع الاسباب من كل ما سواه ، وذلك كل متأنس في هذه الدنيا ومتعظم فيها وان عظم غناه وطغيانه وكثر حوائج من دونه اليه ، فانهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها فينقطع الى الله حين ضرورته وفاقته حتى اذا كفى همه عاد الى شركه ، أما تسمع الله عزوجل يقول : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ).

فقال الله عزوجل لعباده : أيها الفقراء الى رحمتي اني قد ألزمتكم الحاجة الي في كل حال ، وذلة العبودية في كل وقت ، فالي فافزعوا في كل أمر تأخذون وترجعون (ترجون خ ل) تمامه وبلوغ غايته ، فاني ان أردت أن اعطيكم لم يقدر غيري على منعكم ، وان أردت ان امنعكم لم يقدر غيري على اعطائكم ، فانا أحق من يسأل واولى من تضرع اليه فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير أو عظيم (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أي استعين على هذا الامر الذي لا تحق العبادة لغيره ، الاله المجيب اذا دعى المغيث اذا استغيث ، الرحمن الذي يرحم يبسط الرزق عليه ، الرحيم بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا ، خفف علينا الدين وجعله سهلا خفيفا ، وهو يرحمنا بتميزنا عن أعدائه.

٢٨٧

ثم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من حزنه امر وتعاطاه فقال (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وهو مخلص لله ويقبل بقلبه اليه لم ينفك من احدى اثنتين : اما بلوغ حاجته في الدنيا ، واما يعد له عند ربه ويدخر له ، وما عند الله خير وأبقى للمؤمنين.

٢ ـ آثار البسملة في النشأة الاخرى

١ ـ مجمع البيان ١ / ١٨ : روى عن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام انه قال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) اقرب الى اسم الله الاعظم من سواد العين الى بياضها.

٢ ـ وفيه ١ / ١٨ : عن ابن عباس ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال : اذا قال المعلم للصبي قل (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فقال الصبي (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) كتب الله براءة للصبي ، وبراءة لأبويه وبراءة للمعلم.

٣ ـ وفيه ١ / ١٩ : وعن ابن مسعود ، قال : من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فانها تسعة عشر حرفا ، ليجعل الله كل حرف منها جنة من واحد منهم.

٤ ـ وفيه ١ / ١٩ : وروى عن الصادق عليه‌السلام انه قال : ما لهم قاتلهم الله ، عمدوا الى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة اذا أظهروها ، وهي (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).

٥ ـ بحار الانوار : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اذا قال العبد عند منامه (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) يقول الله : ملائكتي اكتبوا نفسه الى الصباح.

٦ ـ البرهان ١ / ٤١ : عنه باسناده ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن حماد بن زياد ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي ، عن أبي عبد الله

٢٨٨

عليه‌السلام قال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) اقرب الى اسم الله الاعظم من ناظر العين الى بياضها.

٧ ـ وفيه ١ / ٤١ : علي بن ابراهيم في تفسيره ، عن ابن اذنية قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أحق ما جهر به ، وهي الآية التي قال الله عزوجل : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً).

٨ ـ وفيه ١ / ٤٢ : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سرقوا أكرم آية في كتاب الله (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).

٩ ـ وفيه ١ / ٤٢ : قال الحسن بن خرزاد ، وروى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : اذا أم الرجل القوم جاء شيطان الى الشيطان الذي هو قريب الامام ، فيقول هل ذكر الله؟ يعني قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فان قال : نعم هرب منه ، وان قال : لا ، ركب عنق الامام ودلى رجليه في صدره ، فلم يزل الشيطان امام القوم حتى يفرغوا من صلاتهم.

١٠ ـ وفيه ١ / ٤٢ : عن خالد بن المختار ، قال : سمعت جعفر بن محمد عليه‌السلام يقول : مالهم قاتلهم الله عمدوا الى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة اذا أظهروها ، وهي (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).

١١ ـ وفيه ١ / ٤٢ : محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن تفسير (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قال : الباء بهاء الله ، والسين سنة الله ، والميم مجد الله.

وروى بعضهم الميم ملك الله ، والله اله كل شيء ، والرحمن بجميع خلقه ، والرحيم بالمؤمنين خاصة.

٢٨٩

١٢ ـ وفيه ١ / ٤٢ : وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن البرقي ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : سئل عن معنى الله؟ فقال : استولى على ما دق وجل.

١٣ ـ وفيه ١ / ٤٤ : وعنه ، قال حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقاني رضي الله عنه ، قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد مولى بني هاشم ، عن علي بن الحسن بن الفضال ، عن أبيه قال : سألت الرضا علي ابن موسى عليه‌السلام عن بسم الله؟ قال : معنى قول القائل (بِسْمِ) أي اسم على نفسي سمة من سمات الله وهي العبادة. قال : قلت له وما السمة؟ قال : العلامة.

١٤ ـ وفيه ١ / ٤٠ : (التهذيب) محمد بن الحسن الطوسي ، باسناده عن محمد بن علي بن محبوب ، عن العباس ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبي ايوب ، عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن السبع المثاني والقرآن العظيم أهي الفاتحة؟ قال : نعم. قلت : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) من السبع؟ قال : نعم هي أفضلهن.

١٥ ـ وفيه ١ / ٤٢ : عن سليمان الجعفري ، قال : سمعت ابا الحسن عليه‌السلام يقول : اذا أتى أحدكم أهله فليكن قبل ذلك ملاطفة ، فانه ابر لقلبها واسل لسخيمتها ، فاذا أفضى الى حاجته ببسم الله ثلاثا ، فان قدر أن يقرأ أي آية حضرته من القرآن فعل والا كفته التسمية. فقال : له رجل في المجلس : فان قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أو يجزيه؟ فقال : وأي آية أعظم في كتاب الله من (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).

١٦ ـ وفيه ١ / ٤٢ : عن صفوان الجمال ، قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : ما انزل الله كتابا الا وفاتحته (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وانما كان يعرف انقضاء السورة بنزول (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ابتداء للاخرى.

٢٩٠

١٧ ـ وفيه ١ / ٤٢ : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجهر «ببسم الله الرحمن الرحيم» ويرفع صوته بها ، فاذا سمع المشركون ولوا مدبرين ، فأنزل الله : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً).

١٨ ـ وفيه ١ / ٤٢ : عن عيسى بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جده عن علي عليه‌السلام قال : بلغه أن أناسا ينزعون (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قال : هي آية من كتاب الله أنساهم اياها الشيطان.

١٩ ـ وفيه ١ / ٤٣ : عن ابن مسعود ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) كتب له بكل حرف أربعة الاف حسنة ، ومحى عنه اربعة الاف سيئة ، ورفع الله له أربعة الاف درجة.

٢٠ ـ وفيه : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اذا أمر المؤمن على الصراط فيقول (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) طفيت لهب النار ، تقول جز يا مؤمن ، فان نورك قد طفى لهبي.

٢١ ـ وفيه : الزمخشري في «ربيع الابرار» عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يرد دعاء اوله (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فان امتي يأتون يوم القيامة وهم يقولون (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فتثقل حسناتهم في الميزان ، فتقول الامم : ما أرجح امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ فتقول الانبياء عليهم‌السلام : ان ابتداء كلامهم ثلاثة أسماء من اسماء الله تعالى لو وضعت في كفة الميزان ووضعت سيئات الخلق في كفة اخرى لرجحت حسناتهم.

٢٢ ـ وفي تفسير الامام الحسن العسكري عليه‌السلام قوله : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ). قال الامام عليه‌السلام : الله هو الذي يتأله عند الحوائج والشدائد كل مخلوق ، وعند انقطاع الرجاء من كل من دونه ، وقطع الاسباب من جميع من سواه.

٢٩١

يقول (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أي استعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة الاله ، المغيث اذا استغيث ، والمجيب اذا دعي.

قال الامام عليه‌السلام : وهو ما قال رجل للصادق عليه‌السلام يابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دلني على الله ما هو؟ فقد أكثر المجادلون علي وحيروني ، فقال الامام عليه‌السلام : يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال : بلى. فقال : هل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال : بلى. قال : فهل تعلق قلبك هنالك ان شيئا من الاشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال : بلى. قال الصادق عليه‌السلام : فذلك الشيء هو الله القادر على الانجاء حين لا منجي ، وعلى الاغاثة حين لا مغيث.

٢٣ ـ مستدرك وسائل الشيعة ١ / ٣١٢ : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كتب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فجوده تعظيما لله غفر الله له.

٢٤ ـ وفيه ١ / ٣١٢ : القطب الراوندي في (لب اللباب) عن ابن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن من قرأ (بِسْمِ اللهِ) كتب الله بكل حرف الاربعة الاف حسنة ، ومحى عنه اربعة الاف سيئة ، ورفع له اربعة الاف درجة.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو قرأت (بِسْمِ اللهِ) تحفظك الملائكة الى الجنة ، وهو شفاء من كل داء ، وأوحى الله الى عيسى عليه‌السلام أن أكثر من قول (بِسْمِ اللهِ) ، وافتح امورك به ، ومن وافاني وفي صحيفته قبضة (بِسْمِ اللهِ)؟ قال : مائة مرة ، وان لقمان رأى رقعة فيها (بِسْمِ اللهِ) فرفعها وأكلها ، فأكرمه بالحكمة.

٢٥ ـ ١ / ٣١٦ : وفي الخبر ان المذنبين اذا دخلوا النار يقولون (بِسْمِ اللهِ) فتفر النار عنهم مسيرة اربعين سنة لفضل بسم الله.

٢٩٢

٢٦ ـ في تفسير نفحات الرحمن ١ / ٤٧ : قيل : ان لله تعالى ثلاثة الاف اسم ، الف منها عرفها الملائكة لا غير ، وألف منها عرفها الانبياء لا غير ، وثلاثمائة في التوراة ، وثلاثمائة في الانجيل ، وثلاثمائة في الزبور وتسعة وتسعون في القرآن ، وواحد استأثر الله به نفسه ، ومعنى هذه الثلاثة الاف منطوية في هذه الاسماء الثلاثة ، فمن علمها وقالها فكأنما ذكر الله تعالى بكل اسمائه.

٢٧ ـ وفيه ١ / ٤٨ : وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضيلة هذه الآية المباركة أنه قال : ليلة اسرى بي الى السماء عرض علي جميع الجنان ، فرأيت فيها أربعة أنهار : نهر من ماء ، ونهر من لبن ، ونهر من خمر ، ونهر من عسل. فقلت : يا جبريل من اين تجيء هذه الانهار والى اين تذهب؟ قال : تذهب الى حوض الكوثر ، ولا ادري من أين تجيء فادعو الله تعالى ليعلمك أو يريك ، فدعى ربه فجاء ملك فسلم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قال : يا محمد غمض عينك قال : فغمضت عيني ثم قال : افتح عينك ، ففتحت اذا أنا عند شجرة ورأيت قبة من درة بيضاء ولها باب من ذهب أحمر وقفل لو أن جميع ما في الدنيا من الجن والانس وضعوا على تلك القبة لكانوا مثل طائر جالس على جبل ، فرأيت هذه الانهار الاربعة تخرج من تحت القبة ، فلما دنوت من القفل وقلت : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) انفتح القفل ، ورأيت مكتوبا على أربعة أركان القبة (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ورأيت نهر الماء يخرج من ميم (بِسْمِ اللهِ) ورأيت نهر اللبن يخرج من هاء (الله) ، ونهر الخمر يخرج من ميم (الرَّحْمنِ) ، ونهر العسل يخرج من ميم (الرَّحِيمِ) فعلمت أن أصل هذه الانهار الاربعة من البسلمة. فقال الله عزوجل : يا محمد من ذكر هذه الاسماء من امتك بقلب خالص من رياء وقال : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) سقيته من هذه الانهار.

٢٩٣

٢٨ ـ وفيه ١ / ٤٨ : وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن جبرائيل عن ميكائيل عن اسرافيل عليهم‌السلام قال الله تعالى : يا اسرافيل بعزتي وجلالي وجودي وكرمي من قرأ (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) متصلا بفاتحة الكتاب مرة واحدة فاشهدوا على اني قد غفرت له ، وقبلت منه الحسنات ، وتجاوزت له عن السيئات ، ولا احرق لسانه بالنار ، وأجيره من عذاب يوم القيامة ، والفزع الاكبر.

٣ ـ آثار فاتحة الكتاب في النشأة الاولى

١ ـ الكافي ١ / ٦٢٣ : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن اسماعيل بن بزيع ، عن عبد الله بن الفضل النوفلي ، رفعه قال : ما قرأت الحمد على وجع سبعين مرة الا سكن.

٢ ـ وفيه ٢ / ٦٢٣ : علي بن ابراهيم ، عن ابن أبي عمير عن معاوية ابن عمار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان ذلك عجبا.

٣ ـ وفيه ٢ / ٦٢٦ : محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن سلمة بن محرز ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : من لم يبرأه الحمد لم يبرأه شيء.

٤ ـ بحار الانوار ١٩ / ٦٥ : الكافي ، الحسين بن محمد ، ومحمد ابن يحيى ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن موسى بن عبد الله بن موسى عن محمد بن علي بن جعفر ، عن الرضا عليه‌السلام قال : انما شفاء العين قراءة الحمد والمعوذتين وآية الكرسي ، والبخور بالقسط والمر واللبان.

٥ ـ وفيه ١٩ / ٦٥ : عن مكارم الاخلاق ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال : في الحمد سبع مرات شفاء من كل داء ، فان

٢٩٤

عوذ بها صاحبها مائة مرة وكان الروح قد خرج من الجسد رد الله عليه الروح.

٦ ـ مجمع البيان ١ / ١٧ : وفي كتاب محمد بن مسعود العياشي باسناده ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لجابر بن عبد الله الانصاري : يا جابر ألا اعلمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه؟ قال : فقال له جابر : بلى بأبي أنت وامي يا رسول الله علمنيها. قال : فعلمه الحمد أم الكتاب ، ثم قال : يا جابر الا أخبرك عنها؟ قال : بلى بأبي انت وأمي فأخبرني ، فقال : هي شفاء من كل داء الا السام ، والسام : هو الموت.

٧ ـ وفيه ١ / ١٧ : وعن سلمة بن محرز ، عن جعفر بن محمد الصادق قال : من لم يبرأه الحمد لم يبرأه شيء.

٨ ـ تفسير نفحات الرحمان ١ / ٤٣ : عن الرضا عليه‌السلام انه رأى مصروعا فدعا له بقدح فيه ماء ثم قرأ عليه الحمد والمعوذتين ونفث في القدح ، ثم أمر بصب الماء على وجهه ورأسه فأفاق وقال : لا يعود اليك أبدا.

٩ ـ وفيه ١ / ٤٣ : عن أبي جعفر عليه‌السلام : من لم تبرأه سورة الحمد وقل هو الله احد لم يبرأه شيء ، وكل علة يبرئها هاتان السورتان.

١٠ ـ وفيه : عن أبي بن كعب ، قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجاء اعرابي فقال : يا نبي الله ان لي أخا وبه وجع. قال : وما وجعه؟ قال : به لمم. قال : فأتني به ، فوضعه بين يديه ، فعوذه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بفاتحة الكتاب ، وأربع آيات من أول سورة البقرة ، وهاتين الآيتين (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) وآية الكرسي وثلاث آيات من آخر سورة البقرة ، وآية من آل عمران (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) وآية من الأعراف (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ) وآخر سورة المؤمنين (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ) وآية من سورة الجن (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا) وعشر آيات من أول الصافات وثلاث آيات من آخر سورة الحشر وقل

٢٩٥

هو الله أحد والمعوذتين ، فقام الرجل كأنه لم يشك قط.

١١ ـ وسائل الشيعة ٢ / ٨٧٤ : الحسين بن بسطام في (طب الائمة) عن احمد بن زياد ، عن فضالة ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين ثم يمسح بهما وجهه فيذهب عنه ما كان يجده.

١٢ ـ وفيه ٢ / ٨٧٤ : وعن الخضر بن محمد ، عن محمد بن العباس ، عن النوفلي عن عبد الله بن الفضل ، عن احدهم عليهم‌السلام قال : ما قرأت الحمد على وجع سبعين مرة الا سكن باذن الله ، وان شئتم فجربوا ولا تشكوا.

١٣ ـ وفيه ٢ / ٨٧٤ : الحسن بن محمد الطوسي في (الامالي) عن أبيه ، عن أبي محمد الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن الامام علي بن محمد ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال الصادق عليه‌السلام من نالته علة فليقرأ في (١) جيبه الحمد سبع مرات ، فان ذهبت العلة والا فليقرأها سبعين مرة وأنا الضامن له بالعافية.

١٤ ـ مستدرك الوسائل ١ / ٣٠٠ : الحسين بن بسطام ، وأخوه في (طب الائمة) عن محمد بن جعفر البرسي ، قال حدثنا محمد بن يحيى الارمني ، قال حدثنا محمد بن سنان ، عن أبي عبد الله السناني ، قال حدثنا يونس بن ظبيان ، عن المفضل بن عمر ، عن جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام انه دخل عليه رجل من مواليه وقد وعك ، فقال : مالي أراك متغير اللون؟ فقال : جعلت فداك وعكت وعكا شديدا منذ شهر فلم أنتفع بشيء من ذلك. فقال له الصادق عليه‌السلام : حل أزرار قميصك وأذن وأقم واقرأ سورة الحمد سبع مرات. قال : ففعلت فكأنما نشطت من عقال.

__________________

(١) هي فتحة الصدر.

٢٩٦

١٥ ـ وفيه ١ / ٣٠٠ : فقه الرضا عليه‌السلام ، روى عن العالم : من نالته علة فليقرأ في جيبه ام الكتاب سبع مرات ، فان سكنت والا فليقرأ سبعين مرة ، فانها تسكن.

الحسن بن الفضل الطبرسي في مكارم الاخلاق مثله.

١٦ ـ وفيه ١ / ٣٠٠ : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال : في الحمد سبع مرات شفاء من كل داء ، فان عوذ بها صاحبها مائة مرة وكان الروح قد خرج من الجسد رد الله عليه الروح.

١٧ ـ وفيه ١ / ٣٠٠ : القطب الراوندي في (لب اللباب) قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اعتل الحسين عليه‌السلام فاحتملته فاطمة عليهاالسّلام فأتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالت : يا رسول الله ادع الله لأبنك ليشفيه ، ان الله هو الذي وهبه لك ، وهو قادر على ان يشفيه ، فهبط جبرئيل فقال : يا محمد ان الله تعالى جده لم ينزل عليك سورة من القرآن الا فيها (فاء) وكل فاء من آفة ما خلا الحمد ، فانه ليس فيها فاء ، فادع بقدح من ماء فاقرأ عليه الحمد اربعين مرة ثم صب عليه ، فان الله يشفيه ، ففعل ذلك ، فعوفي باذن الله.

١٨ ـ وفيه ١ / ٣٠٠ : محمد بن علي بن شهراشوب في (المناقب) ابين احدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفين ، فأخذ علي عليه‌السلام يده وقرأ شيئا والصقها. فقال : يا أمير المؤمنين ما قرأت؟ قال : فاتحة الكتاب ، قال : فاتحة الكتاب ، كأنه استقلها ، فانفصلت يده نصفين فتركه علي عليه‌السلام ومضى.

١٩ ـ وفيه ١ / ٣٠٠ : قال الصادق عليه‌السلام : قراءة الحمد شفاء من كل داء الا السام.

٢٠ ـ وفيه ١ / ٣٠٠ : ابن ابي جمهور في درر اللآلىء ، عن عبد الملك بن ابي عمير ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فاتحة الكتاب فيها شفاء من كل داء.

٢٩٧

٢١ ـ وفيه ١ / ٣٠٠ : وعن ابي سليمان ، قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غزاة ، فصرع رجل فقرأ بعض الصحابة فاتحة الكتاب في اذنه ، فقام وعوفي من صرعه ، فقلنا ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : هي ام القرآن ، وهي شفاء من كل داء.

٢٢ ـ وفيه ١ / ٣٠٠ : الشيخ ابو الفتوح (في تفسيره) ، عن ابي سعيد الخدري ، قال : فاتحة الكتاب شفاء من كل سم.

٢٣ ـ تفسير البرهان ١ / ٤٢ : عن ابي بكر الحضرمي قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : اذا كانت لك حاجة فاقرأ المثاني وسورة اخرى وصل ركعتين وادع الله. قلت : اصلحك الله وما المثاني؟ قال : فاتحة الكتاب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).

٢٤ ـ مستدرك الوسائل ١ / ٣٠٥ : وعن جعفر بن محمد عليه‌السلام انه قال : من قرأها ـ يعني سورة الفاتحة ـ فتح الله عليه خير الدنيا والآخرة وقال : اسم الله الاعظم مقطع في هذه السورة.

٤ ـ آثار فاتحة الكتاب في النشأة الاخرى

١ ـ ثواب الاعمال لابن بابويه القمي ص ٩٤ : ابى «ره» قال حدثني محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسان عن اسماعيل بن مهران ، قال : حدثني الحسن بن علي بن علي بن ابي حمزة الطائي عن أبيه قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : اسم الله الاعظم مقطع في أم الكتاب.

٢ ـ بحار الانوار ١٩ / ٦٦ : القطب الراوندي في دعواته ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : سمع بعض آبائي عليه‌السلام رجلا يقرأ أم القرآن فقال : شكر واجر. ثم سمعه يقرأ قل هو الله أحد

٢٩٨

فقال : آمن وامن. ثم سمعه يقرأ انا انزلناه ، فقال : صدق وغفر له. ثم سمعه يقرأ آية الكرسي ، فقال : بخ بخ نزلت براءة هذا من النار.

٣ ـ تفسير العياشي ١ / ٢٢ : عن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ)؟ فقال : فاتحة الكتاب من كنز الجنة ، فيها (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) الآية التي تقول : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) ، و (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب ، و (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال جبرائيل : ما قالها مسلم قط الا صدقه الله وأهل سماواته ، و (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) اخلاص العبادة ، و (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أفضل ما طلب به العباد حوائجهم. (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) صراط الانبياء وهم الذين أنعم الله عليهم ، غير المغضوب عليهم اليهود ، وغير الضالين النصارى.

٤ ـ وفيه ١ / ٢٣ : عن الحسن بن محمد الجمال ، عن بعض أصحابنا ، قال : بعث عبد الملك بن مروان الى عامل المدينة ان وجه محمد ابن علي بن الحسين صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا تهيجه ولا تروعه وامض له حوائجه ، وقد كان ورد على عبد الملك رجل من القدرية ، فحضر على جميع من كان بالشام فأعياهم جميعا ، فقال : ما لهذا الا محمد ابن علي ، فكتب الى صاحب المدينة أن يحمل محمد بن علي اليه ، فأتاه صاحب المدينة بكتابه فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : اني شيخ كبير لا أقوى على الخروج ، وهذا جعفر ابني يقوم مقامي ، فوجهه اليه ، فلما قدم على الأموي ازدراه لصغره وكره أن يجمع بينه وبين القدري مخافة أن يغلبه ، وتسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدرية ، فلما كان من الغد اجتمع الناس بخصومتهما فقال الاموي لأبي عبد الله عليه‌السلام : انه قد أعيانا أمر هذا القدري ، وانما كتبت اليك لأجمع بينه وبينك ، فانه لم يدع عندنا أحدا الا خصمه.

٢٩٩

فقال : ان الله يكفيناه. قال : فلما اجتمعوا قال القدري لأبي عبد الله عليه‌السلام : سل عما شئت.

فقال له : اقرأ سورة الحمد.

قال : فقرأها. قال الاموي لنا : ما معه في سورة الحمد انا لله وانا اليه راجعون.

قال : فجعل القدري يقرأ سورة الحمد ، حتى بلغ قول الله تبارك وتعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

فقال له جعفر : قف ، من تستعين؟ وما حاجتك الى المعونة ان الامر اليك (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).

٥ ـ وفيه (تفسير الامام عليه‌السلام) : ان الله عزوجل قد فضل محمدا بفاتحة الكتاب على جميع النبيين ، ما أعطاها أحدا قبله الا ما أعطى سليمان بن داود عليه‌السلام من (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فرآها أشرف من جميع ممالكه التي أعطاها.

فقال : يا رب ما أشرفها من كلمات ، انها لآثر عندي من جميع ممالكي التي وهبتها لي.

قال الله تعالى : يا سليمان وكيف لا يكون كذلك ، وما من عبد ولا امة سماني بها الا اوجبت له من الثواب ألف ضعف ما أوجب لمن تصدق بألف ضعف من ممالكك يا سليمان ، هذا سبع ما أهبه لمحمد سيد المرسلين تمام فاتحة الكتاب الى آخرها.

٦ ـ مجمع البيان ١ / ١٧ : ذكر الشيخ أبو الحسن الخبازي المقرىء في كتابه في القراءة ، أخبرنا الامام ابو بكر أحمد بن ابراهيم والشيخ عبد الله بن محمد ، قالا حدثنا ابو اسحاق ابراهيم بن شريك ، قال حدثنا أحمد بن يونس اليربوعي ، قال حدثنا سلام بن سليمان المداثني ، قال حدثنا هارون بن كثير ، عن زيد بن أسلم عن أبيه ، عن أبي امامة ، عن ابي

٣٠٠