التسهيل لعلوم التنزيل - ج ١

محمّد بن أحمد بن جزي الغرناطي

التسهيل لعلوم التنزيل - ج ١

المؤلف:

محمّد بن أحمد بن جزي الغرناطي


المحقق: الدكتور عبد الله الخالدي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٧
الجزء ١ الجزء ٢

بالأندلس وسائر المغرب بشيخنا الأستاذ أبو جعفر بن الزبير. فلقد قطع عمره في خدمة القرآن وآتاه الله بسطة في علمه. وقوّة في فهمه. وله فيه تحقيق. ونظر دقيق. ومما بأيدينا من تأليف أهل المشرق تفسير أبو القاسم [محمود بن عمر] الزمخشري فمسدّد النظر بارع في الإعراب متقن في علم البيان. إلّا أنه ملأ كتابه من مذهب المعتزلة وشرهم. وحمل آيات القرآن على طريقتهم. فتكدر صفوه. وتمرّر حلوه. فخذ منه ما صفا ودع ما كدر. وأما القرنوي فكتابه مختصر. وفيه من التصوف نكت بديعة. وأما ابن الخطيب فتضمن كتابه ما في كتاب الزمخشري وزاد عليه إشباعا في قواعد علم الكلام. ونمقه بترتيب المسائل. وتدقيق النظر في بعض المواضع. وهو على الجملة كتاب كبير الحجم. ربما يحتاج إلى تلخيص ، والله ينفع الجميع بخدمة كتابه. ويجزيهم أفضل ثوابه.

الباب السنابع في الناسخ والمنسوخ : النسخ في اللغة : هو الإزالة والنقل. ومعناه في الشريعة : رفع الحكم الشرعي بعد ما نزل ، ووقع في القرآن على ثلاثة أوجه : الأوّل : نسخ اللفظ والمعنى كقوله : (لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم) (١). الثاني : نسخ اللفظ دون المعنى كقوله : (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم). الثالث : نسخ المعنى دون اللفظ وهو كثير وقع منه في القرآن على ما عدّ بعض العلماء مائتا موضع وثنتا عشرة مواضع منسوخة ، إلّا أنهم عدوا التخصيص والتقييد نسخا ، والاستثناء نسخا ، وبين هذه الأشياء وبين النسخ : فروق معروفة ، وسنتكلم على ذلك في مواضعه.

ونقدّم هنا ما جاء من نسخ مسالمة الكفار والعفو عنهم والإعراض والصبر على أذاهم ، بالأمر بقتالهم ليغني ذلك عن تكراره في مواضعه ، فإنه وقع منه في القرآن مائة آية وأربع عشرة آية من أربع وخمسين آية ، ففي البقرة (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) [البقرة : ٨٣] (وَلَنا أَعْمالُنا) [البقرة : ١٣٩] (وَلا تَعْتَدُوا) [البقرة : ١٩٠] أي لا تبدءوا بالقتال (وَلا تُقاتِلُوهُمْ) [البقرة : ١٩١] (قُلْ قِتالٌ) [البقرة : ٢١٧] (لا إِكْراهَ) [البقرة : ٢٥٦] وفي آل عمران (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) [آل عمران : ٢٠] (مِنْهُمْ تُقاةً) [آل عمران : ٢٨] وفي النساء (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) [النساء : ٦٣ ـ ٨١] في موضعين (فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) [النساء : ٧٩] (لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ) [النساء : ٨٣] (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ) [النساء : ٨٩] وفي المائدة (وَلَا آمِّينَ) [المائدة : ٢] (عَلَيْكَ الْبَلاغُ) [المائدة : ٣ ـ ٢٠] (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) [المائدة : ١٠٥] وفي الأنعام (لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) [الأنعام : ٦٦] (ثُمَّ ذَرْهُمْ) [الأنعام : ٩١] (عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) [الأنعام : ١٠٤] (وَأَعْرِضْ) [الأنعام : ١٠٦] (عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) [الأنعام : ١٠٧] (وَلا تَسُبُّوا) [الأنعام : ١٠٨] قدرهم في موضعين (يا قَوْمِ اعْمَلُوا) [الأنعام : ١٣٥] (قُلِ انْتَظِرُوا) [الأنعام : ١٥٨] (لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) [الأنعام : ١٥٩] وفي الأعراف : (وَأَعْرِضْ) [الأعراف : ٦٨] (وَأُمْلِي لَهُمْ) [الأعراف : ١٨٢] وفي الأنفال

__________________

(١). ذكرها السيوطي في الإتقان ج ٢ ص ٢٥.

٢١

(وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ) [الأنفال : ٧٢] يعني المجاهدين. وفي التوبة (فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ) [التوبة : ٨] وفي يونس (فَانْتَظِرُوا) [يونس : ٢٠] (فَقُلْ لِي عَمَلِي) [يونس : ٤١] (وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ) [يونس : ٤٦] (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) [يونس : ٦٥] لما يقتضي من الإمهال (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ) [يونس : ٩٩] (فَمَنِ اهْتَدى) [يونس : ١٠٨] لأن معناه الإمهال (وَاصْبِرْ) [يونس : ١٠٩] وفي هود (إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ) [هود : ١٢] أي تنذر ولا تجبر (اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) [هود : ٩٣] (انْتَظِرُوا) [هود : ١٢٢] وفي الرعد (عَلَيْكَ الْبَلاغُ) [الرعد : ٤٢] وفي النحل (إِلَّا الْبَلاغُ) [النحل : ٣٥] (عَلَيْكَ الْبَلاغُ) [النحل : ٨٢] (وَجادِلْهُمْ) [النحل : ١٢٥] (وَاصْبِرْ) [النحل : ١٢٧] وفي الإسراء (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ) [الإسراء : ٢٥] وفي مريم (وَأَنْذِرْهُمْ) [مريم : ٣٩] (فَلْيَمْدُدْ) [مريم : ٧٥] (وَلا تَعْجَلْ) [مريم : ٨٥] وفي طه (قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ) [طه : ١٣٥] وفي الحج (وَإِنْ جادَلُوكَ) [الحج : ٦٨] وفي المؤمنين (فَذَرْهُمْ) [المؤمنين : ٥٥] (ادْفَعْ) [المؤمنين : ٩٧] وفي النور (فَإِنْ تَوَلَّوْا) [النور : ٥٤] (وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ) [النور : ٥٤] وفي النمل (فَمَنِ اهْتَدى) [النمل : ٩٢] وفي القصص (لَنا أَعْمالُنا) [القصص : ٥٥] وفي العنكبوت (أَنَا نَذِيرٌ) [العنكبوت : ٥٠] لما يقتضي من عدم الإجبار ، وفي الروم (فَاصْبِرْ) [الروم : ٦٠] وفي لقمان (وَمَنْ كَفَرَ) [لقمان : ٢٣] وفي السجدة (وَانْتَظِرْ) [السجدة : ٣٠] وفي الأحزاب (وَدَعْ أَذاهُمْ) [الأحزاب : ٤٨] وفي سبأ (قُلْ لا تُسْئَلُونَ) [سبأ : ٢٥] وفي فاطر (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ) [فاطر : ٢٣] وفي يس (فَلا يَحْزُنْكَ) [ياسين : ٧٦] وفي الصافات (قَوْلُ) و (قَوْلُ) [الصافات : ٣١] وما يليهما ، وفي ص (اصْبِرْ) [ص : ١٧] (أَنَا نَذِيرٌ) [ص : ٧٠] وفي الزمر (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) [الزمر : ٣] لما فيه من الإمهال (فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ) [الزمر : ١٥] (يا قَوْمِ اعْمَلُوا) [الزمر : ٣٩] (فَمَنِ اهْتَدى) [الزمر : ٤١] (أَنْتَ تَحْكُمُ) [الزمر : ٤٦] لأنّ فيه تفويضا ، وفي المؤمن (فَاصْبِرْ) [المؤمن : ٥٥ ـ ٧٦] في موضعين ، وفي فصّلت (ادْفَعْ) [فصّلت : ٣٤] وفي الشورى (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) [الشورى : ٦] (لَنا أَعْمالُنا) [الشورى : ١٥] (فَإِنْ أَعْرَضُوا) [الشورى : ٤٨] وفي الزخرف (فَذَرْهُمْ) [الزخرف : ١٣] (فَاصْفَحْ) [الزخرف : ٨٩] وفي الدخان (فَارْتَقِبْ) [الدخان : ١٠] وفي الجاثية (يَغْفِرُوا) [الجاثية : ١٤] وفي الأحقاف (فَاصْبِرْ) [الأحقاف : ٣٥] وفي القتال [محمد] (فَإِمَّا مَنًّا) [محمد : ٤] وفي ق (فَاصْبِرْ) [ق : ٣٩] (وَما أَنْتَ) [ق : ٤٥] وفي الذاريات (قَوْلٍ) [الذاريات : ٨] وفي الطور (قُلْ تَرَبَّصُوا) [الطور : ٣١] (وَاصْبِرْ) [الطور : ٤٨] (فَذَرْهُمْ) [الطور : ٤٥] وفي النجم (فَأَعْرِضْ) [النجم : ٢٩] وفي القمر (يَقُولُ) وفي ن (فَاصْبِرْ) [ن : ٤٨] (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) [ن : ٤٤] وفي المعارج (فَاصْبِرْ) [المعارج : ٥] (فَذَرْهُمْ) [المعارج : ٤٢] وفي المزمّل (وَاهْجُرْهُمْ) [المزمّل : ١٠] (وَذَرْنِي) [المزمّل : ١١] وفي المدّثّر (ذَرْنِي) [المدّثّر : ١١] وفي الإنسان (فَاصْبِرْ) [الإنسان : ٢٤] وفي الطارق (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ) [الطارق : ١٧] وفي الغاشية (لَسْتَ عَلَيْهِمْ

٢٢

بِمُصَيْطِرٍ) [الغاشية : ٢٢] وفي الكافرين (لَكُمْ دِينُكُمْ) [الكافرين : ٦] نسخ ذلك كلّه : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) [التوبة : ٦] و (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ) [البقرة : ٢١٦].

الباب الثامن في جوامع القراءة ، وهو على نوعين : مشهورة ، وشاذة.

فالمشهورة القراءات السبع ، وهو حرف نافع المدني ، وابن كثير المكي ، وأبو عمرو بن العلاء البصري ، وابن عامر الشامي ، وعاصم ، وحمزة والكسائي الكوفيين. ويجري مجراهم في الصحة والشهرة : يعقوب الحضرمي بن محيصن ، ويزيد بن القعقاع. والشاذة ما سوى ذلك ، وإنما سميت شاذة لعدم استقامتها في النقل ، وقد تكون فصيحة اللفظ ، أو قوية المعنى. ولا يجوز أن يقرأ بحرف إلّا بثلاث شروط : موافقته لمصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وموافقته لكلام العرب ولو على بعض الوجوه أو في بعض اللغات ، ونقله نقلا متواترا أو مستفيضا.

واعلم أنّ اختلاف القرّاء على نوعين : أصول ، وفرش الحروف.

فأما الفرش : فهو ما لا يرجع إلى أصل مضطرد ، ولا قانون كلي ، وهو في وجهين : اختلاف على القراءة باختلاف المعنى ، وباتفاق المعنى. وأما الأصول فالاختلاف فيها لا يغير المعنى. وهي ترجع إلى ثمان قواعد : الأولى : الهمزة : وهي في حروف المدّ الثلاث ، ويزاد فيها على المدّ الطبيعي بسبب الهمزة والتقاء الساكنين. الثانية وأصله التحقيق ثم قد يحقق على سبعة أوجه : إبدال واو أو ياء أو ألف وتسهيل بين الهمزة والواو ، وبين الهمزة والياء ، وبين الهمزة والألف ، وإسقاط. الثالثة : الإدغام ، والإظهار ، والأصل الإظهار ، ثم يحدث الإدغام في المثلين ، أو المتقاربين وفي كلمة ، وفي كلمتين ، وهو نوعان : إدغام كبير انفرد به أبو عمرو : وهو إدغام المتحرّك. وإدغام صغير لجميع القرّاء : وهو إدغام الساكن. الرابعة : الإمالة ، وهي أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة. وبالألف نحو الياء ، والأصل الفتح ، ويوجب الإمالة الكسرة والياء. الخامسة : الترقيق والتفخيم ، والحروف على ثلاثة أقسام يفخم في كل حال ، وهي حروف الاستعلاء السبعة ؛ ومفخم تارة ومرقق أخرى وهي الراء واللام والألف فأما الراء فأصلها التفخيم وترقق للكسر والياء ، وأما اللّام فأصلها الترقيق وتفخم لحروف الأطباق وأما الألف فهي تابعة للتفخيم والترقيق لما قبلها ، والمرقق على كل حال سائر الحروف. السادسة : الوقف ، وهو على ثلاثة أنواع ، سكون جائز في الحركات الثلاث وروم في المضموم والمكسور ، وإشمام في المضموم خاصة. السابعة : مراعاة الخط في الوقف. الثامنة : إثبات الياءات وحذفها.

الباب التاسع في الوقف ، وهو أربعة أنوع : وقف تام ، وحسن ، وكاف ، وقبيح ، وذلك بالنظر إلى الإعراب والمعنى ، فإن كان الكلام مفتقرا إلى ما بعده في إعرابه أو معناه ، وما بعده مفتقرا إليه كذلك لم يجز إليه الفصل بين كل معمول وعامله ، وبين كل ذي خبر وخبره ، وبين كل ذي جواب وجوابه ، وبين كل ذي موصول وصلته ، وإن كان الكلام الأوّل مستقلا يفهم دون الثاني ؛ إلا أن الثاني غير مستقل إلا بما قبله ، فالوقف على الأوّل كاف ،

٢٣

وذلك في التوابع والفضلات : كالحال ، والتمييز ، والاستثناء وشبه ذلك ، إلا أنّ وصل المستثنى المتصل آكد من المنقطع ، ووصل التوابع والحال إذا كانت أسماء مع ذات آكد من وصلها إذا كانت جملة ، وإن كان الكلام مستقلا والثاني كذلك ، فإن كانا في قصة واحدة فالوقف على الأوّل حسن ، وإن كانا في قصتين مختلفتين فالوقف تامّ. وقد يختلف الوقف باختلاف الإعراب أو المعنى ، وكذلك اختلف الناس في كثير من الوقف. من أقوالهم فيها : راجح ، ومرجوح ، وباطل ، وقد يقف لبيان المراد وإن لم يتم الكلام.

تنبيه

هذا الذي ذكرنا من رعي الإعراب والمعنى في المواقف : استقرّ عليه العمل ، وأخذ به شيوخ المقرئين ، وكان الأوائل يراعون رؤوس الآيات ، فيقفون عندها لأنها في القرآن كالفقر في النثر والقوافي في الشعر ، ويؤكد ذلك ما أخرجه الترمذي عن أمّ سلمة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقطع قراءته يقول : الحمد لله رب العالمين ثم يقف ، الرحمن الرحيم ثم يقف.

الباب العاشر : في الفصاحة والبلاغة وأدوات البيان.

أما الفصاحة فلها خمسة شروط : الأوّل أن تكون الألفاظ عربية لا مما أحدثه المولدون ولا مما غلطت فيه العامّة ، الثاني أن تكون من الألفاظ المستعملة لا من الوحشية المستثقلة ، الثالث أن تكون العبارة واقعة على المعنى موفية له ؛ لا قاصرة عنه ، الرابع أن تكون العبارة سهلة سالمة من التعقيد. الخامس : أن يكون الكلام سالما من الحشو الذي لا يحتاج إليه.

وأما البلاغة فهي سياق الكلام على ما يقتضيه الحال والمقال من الإيجاز والإطناب ، ومن التهويل والتعظيم والتحقير ، ومن التصريح والكناية والإشارة وشبه ذلك ، بحيث يهز النفوس ويؤثر في القلوب ، ويقود السامع إلى المراد أو يكاد.

وأما أدوات البيان : فهي صناعة البديع ، وهو تزيين الكلام كما يزين العلم الثوب ، وقد وجدنا في القرآن منها اثنين وعشرين نوعا ، ونبهنا على كل نوع في المواضع التي وقع فيها من القرآن وقد ذكرنا هنا أسماءها ونبين معناه :

الأوّل : المجاز : وهو اللفظ المستعمل في غير مواضع له لعلاقة بينهما ، وهو اثنا عشر نوعا : التشبيه والاستعارة ، والزيادة ، والنقصان ، وتشبيه المجاور باسم مجاوره ، والملابس باسم ملابسه ، والكل ، وإطلاق اسم الكل على البعض ، وعكسه ، والتسمية باعتبار ما يستقبل ، والتسمية باعتبار ما مضى ، وفي هذا خلاف هل هو حقيقة أو مجاز.

واتفق أهل علم اللسان وأهل الأصول على وقوع المجاز في القرآن لأنّ القرآن نزل بلسان العرب وعادة فصحاء العرب استعمال المجاز ، ولا وجه لمن منعه ؛ لأنّ الواقع منه في القرآن أكثر من أن يحصى.

الثاني : الكناية : وهي العبارة عن الشيء فيما يلازمه من غير تصريح.

٢٤

الثالث : الالتفات : وهو على ستة أنواع : خروج من التكلم إلى الخطاب أو الغيبة ، وخروج من الخطاب إلى التكلم أو الغيبة ، وخروج من الغيبة إلى التكلم أو الخطاب.

الرابع : التمديد : وهو ذكر شيء بعد اندراجه في لفظ عامّ متقدّم ، والقصد بالتجديد تعظيم المجدّد ذكره أو تحقيره ، أو رفع الاحتمال.

الخامس : الاعتراض : وهو إدراج كلام بين شيئين متلازمين : كالخبر والمخبر عنه ، والصفة والموصوف ، والمعطوف والمعطوف عليه ، وإدخاله في أثناء كلام متصل. والقصد به تأكيد الكلام الذي أدرج فيه.

السادس : التجنيس : وهو اتفاق اللفظ مع اختلاف المعنى ، ثم الاتفاق قد يكون في الحروف والصيغة ، أو في الحروف خاصة ، أو في أكثر الحروف لا في جميعها ، أو في الخط لا في اللفظ ، وهو تجنيس التصحيف.

السابع : الطباق : وهو ذكر الأشياء المتضادّة كالسواد والبياض والحياة والموت ، والليل والنهار ، وشبه ذلك.

الثامن : المقابلة ، وهو أن يجمع بين شيئين فصاعدا ثم يقابلهما بأشياء أخر.

التاسع : المشاكلة : وهي أن تذكر الشيء بلفظ آخر لوقوعه في صحبته.

العاشر : الترديد : وهو ردّ الكلام على آخره ويسمى في الشعر ردّ العجز على الصدر.

الحادي عشر : لزوم ما لا يلزم : وهو أن يلتزم قبل حروف الرويّ حرفا آخر ، وكذلك عند رؤوس الآيات.

الثاني عشر : القلب : وهو أن يكون الكلام يصلح ابتداء قراءته من أوّله وآخره نحو دعد أو تعكس كلماته فتقدّم المؤخر منها وتؤخر المقدّم.

الثالث عشر : التقسيم : وهو أن تقسم المذكور إلى أنواعه أو أجزائه.

الرابع عشر : التتميم : وهو أن تزيد في الكلام ما يوضحه ويؤكده وإن كان مستقلا دون هذه الزيادة.

الخامس عشر : التكرار : وهو أن تضع الظاهر موضع المضمر ، فتكرّر الكلمة على وجه التعظيم أو التهويل ، أو مدح المذكور أو ذمّه أو للبيان.

السادس عشر : التهكم : وهو إخراج الكلام عن مقتضاه استهزاء بالمخاطب أو بالخبر ، كذلك البشارة في موضع النذارة.

السابع عشر : اللف والنشر وهو أن تلف في الذكر شيئين فأكثر ، ثم تذكر متعلقات بها ، وفيه طريقتان : أن تبدأ في ذكر المتعلقات بالأوّل ، وأن تبدأ بالآخر.

الثامن عشر : الجمع : وهو أن تجمع بين شيئين فأكثر في خبر واحد ، وفي صف واحد وشبه ذلك.

التاسع عشر : الترصيع : وهو أن تكون الألفاظ في آخر الكلام مستوفية الوزن ، أو متقاربة مع الألفاظ التي في أوّله.

العشرون : التشجيع : وهو أن يكون كلمات الآي على رويّ واحد.

الحادي والعشرون : الاستطراد : وهو أن يتطرّق من كلام إلى كلام آخر بوجه يصل ما

٢٥

بينهما ، ويكون الكلام الثاني هو المقصود : كخروج الشاعر من السب إلى المدح بمعنى يتعلق بالطرفين ، مع أنه قصد المدح.

الثاني والعشرون : المبالغة : وقد تكون بصيغة الكلمة نحو صيغة فعال ومفعال وقد تكون بالمبالغة في الإخبار أو الوصف ، فإن اشتدّت المبالغة فهو غلوّ وإغراب. وذلك مستكره عند أهل هذا الشأن.

الباب الحادي عشر : في إعجاز القرآن وإقامة الدليل على أنه من عند الله عزوجل ، ويدل على ذاك عشرة أوجه :

الأوّل : فصاحته التي امتاز بها عن كلام المخلوقين. الثاني : نظمه العجيب وأسلوبه الغريب من قواطع آياته وفواصل كلماته. الثالث : عجز المخلوقين في زمان نزوله وبعد ذلك إلى الآن عن الإتيان بمثله. الرابع : ما أخبر فيه من أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية ولم يكن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تعلم ذلك ولا قرأه في كتاب. الخامس : ما أخبر فيه من الغيوب المستقبلة فوقعت على حسب ما قال. السادس : ما فيه من التعريف بالباري جل جلاله. وذكر صفاته وأسمائه ، وما يجوز عليه. وما يستحيل عليه ، ودعوة الخلق إلى عبادته وتوحيده ، وإقامة البراهين القاطعة ، والحجج الواضحة ، والردّ على أصناف الكفار ، وذلك كله يعلم بالضرورة أنه لا يصل إليه بشر من تلقاء نفسه ، بل بوحي من العليم الخبير ، ولا يشك عاقل في صدق من عرف الله تلك المعرفة وعظم جلاله ذلك التعظيم ودعا عباد الله إلى صراطه المستقيم. السابع : ما شرع فيه من الأحكام وبين من الحلال والحرام ، وهدى إليه من مصالح الدنيا والآخرة ، وأرشد إليه من مكارم الأخلاق ، وذلك غاية الحكمة وثمرة العلوم. الثامن : كونه محفوظا عن الزيادة والنقصان ، محروسا عن التغيير والتبديل على طول الزمان ، بخلاف سائر الكتب. التاسع : تيسيره للحفظ وذلك معلوم بالمعاينة. العاشر : كونه لا يمله قارئه ولا سامعه على كثرة الترديد ، بخلاف سائر الكلام.

الباب الثاني عشر : في فضل القرآن. وإنما نذكر منه ما ورد في الحديث الصحيح ، فمن ذلك ما ورد عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه» (١) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه ويتعتع به وهو عليه شاق فله أجران» (٢) وعن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة : ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة : لا ريح لها وطعمها طيب ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة : ريحها طيب وطعمها مرّ ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة : ليس لها ريح وطعمها

__________________

(١). رواه مسلم نقلا عن النووي في رياض الصالحين باب فضائل القرآن.

(٢). متفق عليه نقلا عن النووي.

٢٦

مرّ» (١) وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «استذكروا القرآن فلهو أشدّ تفصيا من صدور الرجال من النعم بعقلها» (٢) وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» (٣) ، «فإنّ الله يرفع بهذا القرآن أقواما ويضع آخرين» (٤) وعن ابن عباس قال : بينما جبريل قاعد عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه ، فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلّا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلّا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة» (٥) وعن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اقرءوا البقرة فإنّ أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا يستطيعها البطلة» (٦) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تجعلوا بيوتكم مقابر إنّ الشيطان يفرّ من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة» (٧) وعن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم. قلت : الله لا إله إلّا هو الحي القيوم. فضرب في صدري ، وقال ليهنك العلم يا أبا المنذر» (٨) وعن النوّاس بن سمعان قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران ـ وضرب لهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهما بعد ـ قال وإنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجّان عن صاحبهما» (٩) وعن أبي الدرداء أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من حفظ عشر آيات من أوّل سورة الكهف عصم من الدجال» (١٠) وعن أبي الدرداء أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «سورة قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن» (١١) وعن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألم تر آيات أنزلت عليّ لم ير مثلهنّ قط : قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس» (١٢).

__________________

(١). متفق عليه نقلا عن النووي.

(٢). رواه أحمد في مسنده ص ٥٢٢ / ١.

(٣). رواه البخاري عن رياض الصالحين.

(٤). رواه مسلم عن عمر بن الخطاب عن رياض الصالحين.

(٥). رواه مسلم نقلا عن رياض الصالحين.

(٦). رواه أحمد ٥ / ٣١٤.

(٧). رواه مسلم ص ٥٣٩ / ١ من كتاب صلاة المسافرين.

(٨). رواه مسلم ص ٥٥٦ / ١.

(٩). رواه مسلم ص ٥٥٤ / ١.

(١٠). رواه مسلم.

(١١) رواه مسلم ص ٥٥٦ / ١.

(١٢) رواه مسلم ص ٥٥٨ / ١.

٢٧

المقدمة الثانية

في تفسير معاني اللغات

نذكر في هذه المقدمة الكلمات التي يكثر دورها في القرآن ، أو تقع في موضعين فأكثر من الأسماء والأفعال والحروف ، وإنما جمعناها في هذا الباب لثلاثة فوائد : أحدها : تفسيرها للحفظ ؛ فإنها وقعت في القرآن متفرّقة فجمعها أسهل لحفظها ، والثانية : ليكون هذا الباب كالأصول الجامعة لمعاني التفسير ؛ لما أن تآليف القرآن جمعت فيها الأصول المطردة والكثيرة الدور ، والثالثة : الاقتصار فنستغني بذكرها هنا عن ذكرها في مواضعها من القرآن خوف التطويل بتكرارها ، وربما نبهنا على بعضها للحاجة إلى ذلك ، ورتبناها في هذا الكتاب على حروف المعجم ، فمن لم يجد تفسير كلمة في موضعها من القرآن : فلينظر في هذا الباب ، واعتبرنا في هذه الحروف : الحرف الذي يكون فاء الكلمة وهو الأصلي دون الحروف الزائدة في أوّل الكلمات.

حرف الهمزة

آية لها معنيان أحدهما : علامة وبرهان والثاني : آية من القرآن ، وهي كلام متصل إلى الفاصلة ، والفواصل هي رؤوس الآيات أتى بقصر الهمزة معناه جاء ، ومضارعه يأتي ، ومصدره إتيان ، واسم الفاعل منه آت ، واسم المفعول منه مأتي ، ومنه قوله تعالى آتى بمدّ الهمزة معناه أعطى ، ومضارعه يؤتي ، واسم الفاعل مؤت ، ومنه والمؤتون الزكاة أبى يأبى أي امتنع أثر الشيء بقيته وأمارته ، وجمعه آثار والأثر أيضا الحديث ، وأثارة من علم بقية ، وأثاروا الأرض حرثوها وأثر الرجل الشيء يؤثره فضّله إثم ذنب ، ومنه آثم وأثيم أي مذنب أجر ثواب وبمعنى الأجرة ، ومنه استأجره وعلى أن تأجرني ، وأما استجارك فأجره ويجركم من عذاب أليم ، ومن يجيرني من الله ، وهو يجير ولا يجار عليه : فذلك كله من الجوار بمعنى التأمين آمن إيمانا أي صدق ، والإيمان في اللغة التصديق مطلقا ، وفي الشرع التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، والمؤمن في الشرع المصدّق بهذه الأمور ، والمؤمن اسم الله تعالى : أي المصدّق لنفسه وقيل إنه من الأمن : أي يؤمن أوليائه من عذابه ، وأمن بقصر الهمزة وكسر الميم أمنا وأمانة : ضدّ الخوف وأمن من الأمانة ، وأمّن غيره من التأمين أليم مؤلم أي موجع ومنه تألمون إمام له أربعة معان : القدوة والكتاب ، والطريق ، وجمع أمّ أي تابع ، وهي للمتقين إماما أمّة لها أربعة معان : الجماعة من الناس ، والدين والحين ، والإمام أي القدوة أميّ لا يقرأ ولا يكتب ، ولذلك وصف العرب بالأميين أم لها معنيان الوالدة ،

٢٨

والأصل ، وأمّ القرى مكة أخرى مؤنثة آخر وآخر آل له معنيان الأهل ، ومنه آل لوط ، والأتباع والجنود ، ومنه آل فرعون أمس اليوم الذي قبل يومك والزمان الماضي إناه : وقته ، وجمعه إنا ومنه آناء الليل أمر له معنيان : أحدهما : طلب الفعل على الوجوب أو الندب أو الإباحة ، وقد تأتي صفة الأمر لغير الطلب ، والتهديد ، والتعجيز ، والتعجب والخبر ، والثاني : بمعنى الشأن والصفة ، وقد يراد به العذاب ، ومنه جاء أمرنا إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه‌السلام وهو والد الأسباط واليهود ذريتهم إياب رجوع ومنه مآب أي مرجع ، ورجل أوّاب كثير الرجوع إلى الله ، والتأويب التسبيح ، «يا جبال أوّبي» [سبأ : ١٠] إفك أشدّ الكذب ، والأفاك : الكذاب ، وأفك الرجل عن الشيء : أي صرف عنه ، ومنه تؤفكون أوى الرجل إلى الموضع بالقصر ، وآواه غيره بالمدّ ، ومنه المأوى أف كلمة شر آلاء الله نعمه ، ومنه آلاء ربكما أسف له معنيان : الحزن ، والغضب ، ومنه : فلما آسفونا أسوة بكسر الهمزة وضمها قدوة أسى الرجل يأسى أسا : أي حزن ، ومنه : فلا تأس ، وكيف آسى أذان بالقصر إعلام بالشيء ومنه الأذان بالصلاة ، والآذان بالمدّ : جمع أذن إذن الله بمعنى العلم والإرادة والإباحة ، وأذنت بالشيء أعلمت به بكسر الذال ، وآذنت به غيري بالمدّ إصر له معنيان ، الذنب ، والعهد. وأصرّ على الذنب يصرّ إصرارا : دام عليه ولم يتب منه. أيد أي قوّة ، ومنه أيدناه ، وبنيناها بأيد ، والأيدي جمع يد ، فهمزتها زائدة أكل بضم الهمزة اسم المأكول ، ويجوز فيه ضم الهمزة وإسكانها ، والأكل بضم الهمزة المصدر أيلة غيضة أثاث متاع البيت أجاج مرّ أرائك أسرّة واحدها أريكة آنية له معنيان أحدهما : جمع إناء ، ومنه : آنية من فضة ، وشديدة الحر ، ومنه : عين آنية ، ووزن الأولى أفعلة ، والثانية فاعلة ومذكرها آن أحد له معنيان واحد ، ومنه : الله أحد واسم جنس بمعنى إنسان أيّان معناه متى أنى بمعنى كيف ومتى وأين للحصر إن المكسورة المخففة أربعة أنواع شرطية ونافية وزائدة ومخففة من الثقيلة أن المفتوحة المخففة أربعة أنواع مصدرية وزائدة ومخففة من الثقيلة وعبارة عن القول إنما نوعان ظرف زمان مستقبل ومعناها الشرط وقد تخلو عن الشرط ومجانبة إذا لها معنيان : ظرف زمان ماضي وسببية للتقليل أو العاطفة لها خمسة معان : الشك ، والإبهام ، والإباحة ، والتخيير ، والناصبة للفعل بمعنى إلى أو إلّا أم استفهامية وقد يكون فيها معنى الإنكار والإضراب وتكون متصلة للمعادلة بين ما قبلها وما بعدها ومنفصلة مما قبلها إما المكسورة المشدّدة للتنويع ، والشك والتخيير ، وقد تكون مركبة من إن الشرطية وما الزائدة إلّا المفتوحة المشدّدة أداة استثناء وتكون للإيجاب بعد غير الواجب ، وتكون مركبة من إن الشرطية ولا النافية أيّ المشدّدة سبعة أنواع : شرطية ، واستفهامية وموصولة ، ومنادى ، وصفة ، وظرفية إذا أضيفت إلى ظرف ، ومصدرية إذا أضيفت إلى مصدر إي المكسورة المخففة ومعناها التصديق إلى معناه انتهاء الغاية ، وقيل تكون بمعنى مع الهمزة للاستفهام ، والتقرير ، والتوبيخ ، والتسوية ، وللمتكلم وأملية ، وزائدة للبناء) (١).

__________________

(١). انظر المغني اللبيب ج ١ / ١٨.

٢٩

حرف الباء

باري خالق ، ومنه البرية أي الخلق بعث له معنيان بعث الرسل وبعث الموتى من القبور بسط الله الرزق وسعه ومعنى قبض وقدر الرزق : أي ضيقه ، ومن أسماء الله تعالى : القابض والباسط ، وبسطة : زيادة بشّر : من البشارة وهي الإعلام بالخير قبل وروده ، وقد يكون للشر إذا ذكر معها ، ويجوز في الفعل التشديد والتخفيف ، ومنه المبشر والبشير ، واستبشر بالشيء فرح به بعد : له معنيان ضدّ القرب والفعل منه بعد بضم العين ، والهلاك والفعل منه بكسرها ومنه كما بعدت ثمود بلاء : له معنيان : العذاب ، والاختبار ومنه أيضا ونبلوكم برّ : له معنيان : الكرامة ومنه برّ الوالدين وأن تبروهم ، والتقوى ، والجمع لخصال الخير ومنه : البرّ من اتقى ، ورجل بارّ وبرّ والجمع أبرار والبرّ من أسماء الله تعالى بات : معروف ومصدره بيات وبيّت الأمر دبّره بالليل بغتة : فجأة بروج : جمع برج وهو الحصن ، وبروج السماء منازل الشمس والقمر بين : ظرف وبين يدي الشيء ما تقدّم قبله ، والبين الفراق والاجتماع لأنه من الأضداد بينات : براهين من المعجزة وغيرها ومبيّنة من البيان يبين : من البيان وله معنيان : بيّن غير متعد ، ومبين لغيره بدا : يبدو بغير همز : ظهر ، وأبديته : أظهرته ، والبادي أيضا من البداية ، ومنه : بادون في الإعراب بدأ : بالهمزة من الابتداء ويقال بدأ الخلق وأبدأه ، وقد جاء القرآن بالوجهين بغي : له معنيان : العدوان على الناس ، والحسد ، والبغاء بكسر الباء : الزنا ، ومنه : امرأة بغيّ أي زانية ، وابتغاء الشيء وبغاه : أي طلبه بثّ : الحديث وغيره نشره ، والمبثوث : المنتشر ، مبثوثة متفرقة ، والبثّ : الحزن الشديد ، ومنه أشكو بثي بوّأ : أنزل الرجل ومنه : بوّأكم في الأرض ، ولنبوأنهم ، ومبوّأ بوار : هلك ، ومنه قوما بورا أي هلكى باء : بالشيء رجع به ، وقد يقال بمعنى اعترف بأساء : الفقر والبؤس والشدّة والمحنة ، والبائس : الفقير من البؤس ، والبأس : القتال والشجاعة ، والمكروه ، وبأس الله عذابه وبئس كلمة ذمّ برزخ : شيء بين شيئين ، والبرزخ ما بين الموت والقيامة بديع : له معنيان جميل ، ومبدع أي خالق الشيء ابتداء بسر : عبس ومنه : باسرة بصير : من أبصر ، يقال : أبصرته وبصرته ، والبصائر : البراهين جمع بصيرة برز : ظهر ومنه : بارزة وبارزون بطش : أخذ بشدّة بخس : نقص بعل : له معنيان زوج المرأة وجمعه بعولة ، والبعل أيضا : الرب ، وقيل اسم صنم ، ومنه : أتدعون بعلا بهجة : حسن ، وبهيج حسن مبلسون جمع مبلس وهو البائس ، وقيل : الساكت الذي انقطعت حجته ، وقيل : الحزين النادم ، منه يبلس ومنه اشتق إبليس بهت : انقطعت حجته تبارك : من البركة ، وهي الكثرة والنماء ، وقيل : تقدّس بلى : جواب يقتضي إثبات الشيء بل : معناها الإضراب عما قبلها الباء : للإلصاق ، ولنقل الفعل في التعدّي ، وللقسم ، وللتعليل ، وللمصاحبة ، وللاستعانة ، وظرفية وزائدة.

حرف التاء

تلا يتلو : له معنيان : قرأ ، واتبع تقوى : مصدر مشتق من الوقاية فالتاء بدل من الواو ؛ معناه : الخوف والتزام طاعة الله وترك معاصيه ، فهو جامع لكل خير تاب :

٣٠

يتوب رجع توبة وتوبا فهو تائب ، وتوّاب : كثير التوبة ، وتوّاب : اسم الله تعالى : أي كثير التوبة على عباده ، وتاب الله على العبد : ألهمه التوبة وقبل توبته تباب : خسران ، وتب : خسر تبار : هلاك ، ومنه متبرّ أترفوا : أنعموا ، والمترفون : المنعمون في الدنيا.

حرف الثاء

ثمود قبيلة من العرب الأقدمين ثوى : في الموضع : أقام فيه ومنه مثوى ثبور : هلاك ، ومنه : دعوا هنالك ثبورا أي صاحوا هلاكا ثمر : ما يؤكل مما تنبت الأرض ويقال بالفتح والضم ثقفوا : أخذوا وظفر بهم ، ومنه : فإمّا تثقفنّهم في الحرب ثاقب : مضيء ثم : بالفتح ظرف ، وبالضم حرف عطف يقتضي الترتيب والمهلة ، وقد يرد لغير الترتيب ، كالتأكيد ، وترتيب الأخبار.

حرف الجيم

جعل له أربعة معان : صيّر ، وألقى ، وخلق ، وأنشأ يفعل كذا جناح : الطائر : معروف وجناح الإنسان إبطه ، ومنه : اضمم إليك جناحك ، ولا جناح : لا إثم فمعناه الإباحة ، وجنح للشيء مال إليه لا جرم : لا بد اجتبى : أختار جدال : مخالفة ومخاصمة واحتجاج تجأرون : تصيحون بالدعاء جواري : جمع جارية وهي السفينة أجرم : فهو مجرم ، له معنيان : الكفر ، والعصيان جنة : الجنون ، وقد جاء بمعنى الملائكة جانّ : له معنيان : الجن والحية الصغيرة جنة : بالفتح البستان ، وبالكسر الجنون ، وبالضم الترس وما أشبهه مما يستتر به ، ومنه استعير : أيمانهم جنة جاثية : أي على ركبهم لا يستطيعون مما هم فيه وقوله جثيا جمع جاث الجرز : الأرض التي لا نبات فيها جاثمين : باركين على ركبهم جبار : اسم الله تعالى له معنيان : قهار ، ومتكبر. وقد يكون من الجبر للكسير وشبهه ، والجبار أيضا الظالم أجداث : قبور جزى : له معنيان من الجزاء بالخير والشر وبمعنى أغنى ، ومنه : لا تجزي نفس. وأما أجزأ بالهمز فمعناه : كفى جرح : له معنيان من الجروح وبمعنى الكسب والعمل ، ومنه : جرحتم بالنهار ، واجترحوا السيئات. ولذلك سميت كلاب الصيد : جوارح لأنها كواسب لأهلها جنب : له معنيان : من الجنابة وبمعنى البعد. ومنه : عن جنب.

حرف الحاء

حمد هو الثناء ، سواء كان جزاء على نعمة أو ابتداء ، والشكر إنما يكون جزاء ، فالحمد من هذا الوجه أعم ، والشكر باللسان والقلب والجوارح ، ولا يكون الحمد إلّا باللسان ، فالشكر من هذا الوجه أعم حميد : اسم الله تعالى أي بمعنى محمود حكمة : عقل أو علم ، وقيل في الكتاب والحكمة هي السنة حكيم : اسم الله من الحكمة ، ومن الحكم بين العباد ، أو من إحكام الأمور وإتقانها حليم : الحلم : العقل وقد يقال بمعنى العفو ، والأحلام العقول ، والحليم من أسماء الله تعالى ، قيل الذي لا يعجل بالعقوبة على من عصاه ، وقيل : معناه العفو عن الذنوب ، والأحلام ما يرى في النوم حبط : بطل وأحبطه الله أبطله حنيف : مسلم وموحد الله ، وقيل حاجّ ،

٣١

وقيل مختتن ، والجمع حنفاء محصنين ومحصنات : الإحصان له أربع معان : الإسلام والحرّية ، والعفاف ، والتزوّج وليحصنكم من بأسكم : بغيكم حجة : بالضم : دليل وبرهان وحاجّ فلان فلانا : جادله ، وحجة عليه : بالحجة ، والحج بالفتح والكسر : القصد ، ومنه أخذ : حجّ البيت ، وحجة بالكسر : سنة ، وجمعها حجج حطة : أي حط عنا ذنوبنا ، وقيل : كلمة بالعبرانية تفسيرها لا إله إلّا الله حضر : بالضاد من الحضور ، ومنه محضرون ، وشرب محتضر ، وبالظاء : من المنع ، ومنه : وما كان عطاء ربك محظورا ، وكهشيم المحتظر ، وبالذال من الحذر وهو الخوف ، ومنه : إنّ عذاب ربك كان محذورا حفظ : العلم : وعيه وحفظ الشيء حراسته ، والحفيظ : اسم الله تعالى ، قيل معناه العليم ، وقيل حافظ الخلق كالئهم من المهالك حاق : بهم أي حل بهم حبل : من الله ومن الناس ، أي عهد ، وحبل الله القرآن وأصله بالحبل المعروف حسب : بكسر السين : ظن ، مضارعه بالفتح والكسر وحسب بالفتح : من العدد ومضارعه بالضم ، ومنه الحساب والحسبان ، وحسبانا من السماء : أي مرام ، وإحداها : حسبانة حساب : من الظن والعدد ، وبغير حساب : يحتمل الوجهين ، وأن يكون من المحاسبة أن لا يحاسب عليه ، ومن التقدير : أي بغير تضييق ، وعطاء حسابا : أي كافيا حسيب : اسم الله تعالى ، فيه أربعة أقوال : كافي ، وعالم ، وقادر ، ومحاسب حسبك الله : أي كافيك حزن : تأسف على ماض أو حال الخوف ترفع في المستقبل ، ويقال حزن بكسر الزاي ، وحزنه غيره ، وأحزنه أيضا حصير : مجلس من الحصر ، وأحصر عن الشيء : حبس عنه ، وحسير بالسين : كليل حصيد : هو ما يحصد من الزرع وغيره ، واستعير : قائم وحصيد ، أي باق وذاهب ؛ حميم : له معنيان : الصديق ، والماء الحار محيص : مهرب حجر : له أربعة معان : الحرام ، والعقل ، ومنازل ثمود ، وحجر الكعبة حمل : بكسر الحاء : ما على ظهر الدابة وغيرها ، ويستعار للذنوب ، وبالفتح : ما في بطن المرأة ، وجمعه أحمال إحسان : له ثلاث معان : فعل الحسنات ، والإنعام على الناس ، ومراقبة الله تعالى المشار إليها في قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه» (١) حق : له أربعة معان : الصدق ، والعدل في الحكم ، والشيء الثابت ، والأمر الواجب والحق : اسم الله تعالى : أي الواجب الوجود حاصب : أي ريح شديدة سمّيت بذلك لأنها ترمي بالحصباء أي الحصى ، والحاصب أيضا : الحجارة حلية : حلى حرج : ضيق أو مشقة حول : له معنيان : العام ، والحيلة ، وحولا بكسر الحاء : انتقالا حرث : الأرض مصدر ، ثم استعمل بمعنى الأرض والزرع والجنات حس : بغير ألف قتل ومنه : إذ تحسونهم ، وأحس من الحس حرم : بضمتين محرمون بالحج حقب : بضمتين ، وأحقاب جمع حقب ، وهو مدّة من الدهر يقال إنه :

__________________

(١). من حديث مشهور رواه مسلم عن عمر بن الخطاب. انظره في الأربعين النووية.

٣٢

ثمانون سنة حفّ : الشيء بالشيء أطاف به من جوانبه ، ومنه : حففناهما بنخل ، والملائكة حافين حل : بالمكان يحل بالضم والكسر ، وحلّ من إحرامه يحل بالكسر لا غير حطام : فتات ، والحطام ما تحطم من عيون الزرع اليابس.

حرف الخاء

خلق له معنيان : من الخلقة ومن الخالق اسم الله ، وكذا الخلاق. وخلّق الرجل : كذب ومنه : تخلقون إفكا. واختلاق : أي كذب خلاق : نصيب خير : ضدّ الشر ، وله أربعة معان : العمل الصالح والمال ، والخيرة ، والتفضيل بين شيئين خلا : له معنيان : من الخلوة ، وبمعنى ذهب ؛ ومنه : أمّة قد خلت خطيئة : ذنب ، وجمعه خطايا وخطيات ، والفعل منه خطىء فهو خاطئ ، وأما الخطأ بغير عمد فالفعل منه : أخطأ خاسئين : مطرودين من قولك : خسأت الكلب ومنه : اخسئوا فيها خلف : بفتح الخاء وإسكان اللام ، وله معنيان وراء ، ومن خلف خلفه : بشر ، فإذا خلفه بخير قيل بفتح اللام خلاف : له معنيان من المخالفة ، وبمعنى بعد ، أو دون ، ومنه : بمقعدهم خلاف رسول الله خوّل : أعطى خلة : بضم الخاء : مودّة ، ومنه الخليل ، وجمعه أخلّاء خلال : له معنيان : وداد ، ومنه : لا بيع فيه ولا خلال ، وبمعنى : بين ، ومنه : خلال الديار ، وخلالكم خرّ : يخرّ سقط على وجهه خامدون : هالكون ، وأصله : من خمود النار خطب : الخطب : سبب الأمر والخطب أيضا الأمر العظيم. وخطبة النساء بالكسر ، وخطبة الخطيب بالضم يخرصون : يكذبون ، ومنه : يخرصون والخرص أيضا : التقدير وقيل : يخرصون منه : أي يقولون بالظن من غير تحقيق خوّان : كثير الخيانة مختال : من الخيلاء مخمصة : من الخمص وهو الجوع أخدان : جمع خدن وهو الخليل خراج : وخرج : أي أجرة وعطية.

حرف الدال

دين له خمسة معان : الملة ، والعادة ، والجزاء ، والحساب ، والقهر دأب : له معنيان : عادة ، وجدّ ، وملازمة ، ومنه : سبع سنين دأبا : متتابعة للزراعة من قولك : دأبت على الشيء : دمت عليه أدنى : له معنيان : أقرب من الدنوّ ، وأقل فهو من : الداني ، الحقير دار السلام : الجنة دوائر : صروف الدهر ، واحدها دائرة ، ومنه دائرة السّوء دعاء : له خمسة معان : الطلب من الله ، والعبادة ، ومنه : تدعون من دون الله ، والتمني : ولهم فيها ما يدّعون ، والنداء : ادعوا شهداءكم ، والدعوة إلى الشيء : ادع إلى سبيل ربك دابة : كل ما يدب فيجمع جميع الحيوان دحور : إبعاد ، ومنه ؛ المدحور : المطرود دعّ : بتشديد العين ، يدعّ : أي دفع بعنف ، ومنه يدّع اليتيم ، ويدّعون إلى نار جهنم دعا درأ : دفع ، ومنه يدرؤون مدرارا : من : درّ المطر ، إذا صب داخرين : صاغرين دكّت : الأرض : أي : دقت جبالها حتى استوت مع وجه الأرض ومنه : جعله دكّا : أي مستويا مع الأرض.

حرف الذال

ذكر له أربعة معان : ضد النسيان ،

٣٣

والذكر باللسان ، والقرآن ، ومنه : نزلنا الذكر ، والشرف ومذكّر مفعّل من الذكر ذنوب : بضم الذال : جمع ذنب ، وبالفتح النصيب ، ومنه ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم : أي نصيبا من العذاب ، والذنوب أيضا : الدلو ذبح : بكسر الذال : المذبوح ، وبالفتح : المصدر ذرأ : خلق ونشر ذلول : مذللة للعمل من الفك (١) ومنه : ذللناهم لهم ، ورجل ذلول : من الذل بالضم ، وذللت قطوفها أدنيت أذقان : جمع ذقن.

حرف الراء

ربّ له أربعة معان : الإله ، والسيد ، والمالك الشيء ، والمصلح للأمر ريب : شك ، ومنه : ارتابوا. ومريب ، وريب المنون : حوادث الدهر رجع : يستعمل متعديا بمعنى ردّ وغير متعد ، والمرجع : اسم مصدر أو زمان أو مكان من الرجوع رعى : له معنيان : من النظر ، ومن رعي الغنم روح : له أربعة معان : للنفس التي بها الحياة : يسألونك عن الروح ، والوحي : ينزّل الملائكة بالروح ، وجبريل : نزل به الروح الأمين ، وملك عظيم : تنزّل الملائكة والروح ، وروح بفتح الراء : رائحة طيبة ، والريحان : الرزق ، وقيل الشجر المعروف ركام : بعضه فوق بعض ، ومنه مركوم ، ويركمه رجا : طمع وقد يستعمل في الخوف ، ومنه لا يرجون لقاءنا رجال : جمع رجل ، وجمع راجل : أي غير راكب ، ومنه : يأتوك رجالا ، ومثله : بخيلك ورجلك رفث : له معنيان : الجماع ، والكلام بهذا المعنى رجز : عذاب : والرجز فاهجر : فهي الأوثان والرجس بالسين : النجس حقيقة ، أو مجازا ، وقد يستعمل بمعنى العذاب رهب : خوف ، ومنه : يرهبون رؤوف : من الرأفة وهي الرحمة إلّا أنّ الرأفة في دفع المكروه ، والرحمة في دفع المكروه وفعل الجميل ، فهي أعم من الرأفة مرضاة : مفعلة من الرضا راسيات : ثابتات ، ومنه : قيل للجبال : رواسي ، ومنه : مرساها رغدا : أي كثيرا ربوة : مكان مرتفع ربا : هو في اللغة الزيادة ، ومنه : ويربي الصدقات ، وربت الأرض : انفتحت أرحام : جمع رحم ، وهو فرج المرأة (٢) ويستعمل أيضا في القرابة أرجئه : أخره ، ومنه : ترجي ويرجون ، ويجوز فيه الهمز وتركه رأى : من رؤية العين يتعدّى إلى واحد ، ومن رؤية القلب بمعنى العلم : يتعدّى إلى مفعولين تربص : انتظر رفات : فتات. أرذل العمر : الهرم ، والأرذلون : من الرذالة رقي : من الرقية بفتح القاف ، ومنه : وقيل من راق ، ورقي في السلم بالكسر في الماضي والفتح في المستقبل أرداكم : أهلككم ، والردى الهلاك ، ومنه : تردين ، وتردى رجفة : زلزلة وشدّة.

حرف الزاي

زبر بضمتين ككتب ، والزبور : كتاب داود عليه‌السلام زخرف : زينة ، والزخرف أيضا : الذهب زكاة : له في اللغة معنيان : الزكاة ، والطهارة ، ثم استعمله الشرع في

__________________

(١). كذا في الأصل ولعل الصواب : الذل.

(٢). بل الصواب هو مقر الجنين في أسفل بطن المرأة.

٣٤

إعطاء المال ، وهو من الزيادة ، لأنه يبارك له فيه فيزيد ، أو من الطهارة لأنه يطهره من الذنوب ، وزكيت الرجل : أثنيت عليه ، وزكا هو مخففة أي : صار زكيا زوج : له ثلاث معان : الرجل ، والمرأة ، وقد يقال زوجة ، والمعنى : الصنف والنوع ، ومنه : أزواج من نبات ، ومن كل زوج كريم زلّ : له معنيان : زلّ القدم عن الموضع ، وفعل الزلل زاغ : عن الشيء زيغا : مال عنه ، وأزاغه غيره : أماله زلفى : قربى ، وأزلفت : قربت ، وزلفا من الليل : ساعات زعم : أي ادّعى ، ولم يوافقه غيره ، قال ابن عباس : زعم كناية عن كذب زعيم : ضامن تزجي : تسوق زلزلة الأرض : اهتزازها ، وتستعمل بمعنى الشدّة والخوف ، ومنه : زلزلوا زجرة واحدة : صيحة بمعنى نفخة الصور ، والزجرة : الصيحة بشدّة وانتهار ، وازدجر : من الزجر.

حرف السين

أسباط جمع سبط وهم ذرية يعقوب عليه‌السلام كان له اثنا عشر ولدا ذكرا ، فأعقب كل واحد منهم عقبا. والأسباط في بني إسرائيل كالقبائل في العرب سبيل : هو الطريق ، وجمعه سبل ، ثم استعمل في طريق الخير والشر ، وسبيل الله : الجهاد. وابن السبيل ، الضيف وقيل القريب سوّى : بالتشديد له معنيان : من التسوية بين الأشياء وجعلها سواء ، وبمعنى أتقن وأحسن ، ومنه : فسوّاك فعدلك سواء : بالفتح والهمز من التسوية بين الأشياء ، وسواء الجحيم : وسطها ، وسواء الصراط ؛ قصد الطريق سوى : بالكسر والضم مع ترك الهمزة استثناء ، وقد يكون من التسوية سفهاء : جمع سفيه وهو الناقص العقل ، وأصل السّفه : الحمق ولذلك قيل لمبذر المال : سفيه ، وللكفار والمنافقين : سفهاء سلوى : طائر يشبه السماني ، وكان ينزل على بني إسرائيل مع المنّ سأل : له معنيان طلب الشيء ، والاستفهام عنه ، وسال بغير همز : من المعنيين المذكورين ، ومن السيل سبحان : تنزيه ، وسبحان الله : أي نزهته عما لا يليق به ؛ من الصاحبة والولد والشركاء والأنداد وصفات الحدوث وجميع العيوب والنقائص سار : يسير مشى ليلا أو نهارا سرى يسري : مشي ليلا ، ويقال أيضا : أسرى بألف سخر : يسخر بالكسر في الماضي والفتح في المضارع : أي استهزأ ، وسخر بالتشديد من التسخير سخريّا : بضم السين من السخرة وهي تكليف الأعمال ، وبالكسر من الاستهزاء سلطان : له معنيان البرهان ، والقوة ، ومنه : لا تنفذون إلا بسلطان. سام يسوم : أي كلف الأمر وألزمه ومنه يسومونكم سوء العذاب وأصله من سوم السلعة في البيع سئم : يسأم : أي ملّ ، ومنه : وهم لا يسأمون سنة : أي عادة سلف : الأمر : أي تقدّم ، وأسلفه الرجل : أي قدّمه ، ومنه : هنيئا بما أسلفتم سرّاء : فعلاء من : السرور سارع : إلى الشيء : بادر إليه سوءة : عورة ، والسوء : ما يسوء بالفتح والضم ، والسوأى : فعلاء من السوء ، وسيء بهم :فعل بهم السوء سنة : بفتح السين : عام ، ولامها محذوفة وجمعها سنون وقد تقال بمعنى الحفظ (١) والجدب سنة : بكسر

__________________

(١). صوابها القحط.

٣٥

السين : ابتداء النوم وفاؤها واو محذوفة لأنها من الوسن سلك : يسلك : له معنيان : أدخل ومنه ؛ اسلك يدك وسلكه ينابيع ، ومنه : سلوك الطريق ، أسفار جمع سفر بفتحتين وجمع سفر وهو الكتاب. ساح يسيح فسيحوا في الأرض. والسائحون : الصائمون سوّل : بتشديد الواو : زيّن ، ومنه : سوّلت لكم أنفسكم أمرا سرابيل : جمع سربال وهو القميص سبأ : قبيلة من العرب سموم : شدّة الحر سلام : له ثلاثة معان : التحية ، والسلامة ، والقول الحسن ، ومنه : إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما سلام : اسم الله تعالى معناه : السلامة من كل نقص ، فهو من أسماء التنزيه ، وقيل : سلّم العباد من المهالك ، وقيل : ذو السلام على المؤمنين في الجنة سلّم : بفتحتين : انقياد وإلقاء باليد ، وهو أيضا : بيع سلّم : بفتح السين وإسكان اللام : صلح ومهادنة سلّم : بكسر السين وإسكان اللام ومعناه الإسلام ، وبضم السين وفتح اللام مشدّدة : هو الذي يصعد فيه أسلم يسلم له ثلاث معان : الدخول في الإسلام ، والإخلاص لله ، والانقياد ، ومنه : فلما أسلما سعى يسعى ، له ثلاث معان : عمل عملا ، ومنه : وأن ليس للإنسان إلّا ما سعى ، ومشى ، ومنه : فاسعوا إلى ذكر الله ، وأسرع في مشيه ، ومنه : رجل يسعى سكن يسكن له معنيان : من السكون ضد الحركة ، ومن السكنى في الموضع سكينة : وقار وطمأنينة سائغ : سهل الشرب لا يغصّ به من شربه سابغات : دروع واسعات أساطير الأوّلين : ما كتبه المتقدّمون مسيطر : أي مسلط ، وأم هم المسيطرون : الأرباب سندس : وإستبرق : ثياب حرير ، قيل : السندس رقيق الديباج ، والإستبرق : صفيقه سحقا : بعدا ، ومنه مكان سحيق : أي بعيد سعير : جهنم ، وسعرت : أوقدت سبب : وجمعه أسباب له خمسة معان : الحبل ، ومنه : فليمدد بسبب إلى السماء ، والاستعارة من الحبل في المودّة والقرابة ، ومنه : وتقطعت بهم الأسباب ، والطريق ومنه : فأتبع سببا ، والباب ومنه : أسباب السموات ، وسبب الأمر : موجبه.

حرف الشين

شعر بالأمر يشعر : أي علمه ، والشعور : العلم من طريق الحس ، ومنه : لا يشعرون شهد يشهد له معنيان : من الشهادة على الشيء ، ومن الحضور ، ومنه الشهادة في سبيل الله شكرا : قد تقدّم في الحمد والشكر ، والشكور : اسم الله المجازي لعباده على أعمالهم بجزيل الثواب ، وقيل : المثني على العباد شرى : أي باع ، وقد يكون بمعنى اشترى شقاق : عداوة ومعاندة ، ومنه : ومن يشاقق الله شهاب : كوكب ، وقد يطلق على شعلة النار شجر : هو كل ما ينبت في الأرض ، وشجر بينهم : أي اختلفوا فيه شنآن : عداوة وشر ، ويجوز فيه فتح النون وإسكانها شرع الله الأمر : أي أمر به ، والشريعة والشرعة : الملة ، وشرعة الماء : في الدواب (١) ، شعائر الله : معالم دينه ، واحدها شعيرة أو شعارة شرك : له معنيان : من الإشراك ، وهو أيضا النصيب ، ومنه : أم لهم شرك

__________________

(١). في الكلام نقص والله أعلم. شرعة الماء : هي مكان الورود والشرب.

٣٦

في السموات شركاء : جمع شريك مشحون : أي مملوء.

حرف الصاد

صراط هو في اللغة : الطريق ثم استعمل في القرآن بمعنى : الطريقة الدينية ، وأصله بالسين ثم قلبت صادا لحرف الإطباق بعدها ، وفيه ثلاث لغات : بالصاد ، والسين ، وبين الصاد والزاي صلاة : إذا كانت من الله فمعناها رحمة ، وإذا كانت من المخلوق فلها معنيين : الدعاء ، والأفعال المعلومة صوم : أصله في اللغة : الإمساك مطلقا ، ثم استعمل شرعا في الإمساك عن الطعام والشراب ، وقد جاء بمعنى الصمت في قوله : إني نذرت للرحمن صوما ، لأنه إمساك عن الكلام صدقة : يطلق على الزكاة الواجبة ، وعلى التطوّع ، ومنه : إن المصدّقين والمصدقات ، وأما : «أإنك لمن المصدّقين» بالتخفيف فهو من التصديق صدقة : بضم الدال صداق المرأة ، ومنه : وآتوا النساء صدقاتهنّ نحلة. والصدق في القول : ضدّ الكذب ، والصدق في الفعل صدق النية فيه ، والصدق في القصد : العزم الصادق صعد يصعد : أي ارتفع ، وأصعد بالألف يصعد بالضم : أي أبعد في الهروب ، ومنه : إذ تصعدون ، صعيدا طيبا : أي ترابا ، والصعيد : وجه الأرض صدّ : له معنيان فالمتعدّي بمعنى : منع غيره من شيء ، ومصدره صدّ ، ومضارعه بالضم ، وغيره بمعنى أعرض ومصدره صدود صار له معنيان : من الانتقال ومنه : تصير الأمور ، والمصير ، وبمعنى : ضم ، ومضارعه يصور ومنه : فصرّهن إليك صاعقة : له ثلاثة معان : الموت ، وكل بلاء يصيب ، وقطعة نار تنزل من شدّة الرعد والمطر ، وجمعها صواعق صواع : مكيال ؛ وهو السقاية والصاع ، وسواع بالسين اسم صنم صابئين : قوم يعبدون الملائكة ويقولون : إنها بنات الله. وقيل : إنهم يرون تأثير الكواكب. وفيه لغتان. الهمز وتركه. من صبأ إلى الشيء : إذا مال إليه تصطلون : تفتعلون من : صبأ بالنار إذا تسخن بها ، والطاء بدل من التاء اصطفى : أي اختار. وأصله من الصفي. أي اتخذه صفيا صغار : بفتح الصاد ذلة. ومنه صاغرون. والصغير ضدّ الكبير صدف عن الشيء يصدف أعرض عنه صريخ : مغيث ومنه : ما أنا بمصرخكم صلصال : طين يابس. فإذا مسته النار فهو فخّار صرح : قصر وهو أيضا : البناء العالي.

حرف الضاد

ضرب له أربعة معان : من الضرب باليد وشبهه. ومن ضرب الأمثال. ومن السفر. ومنه : ضربتم في الأرض. ومن الالتزام. ومنه : ضربت عليهم الذلة. أي ألزموها ، وضربنا على آذانهم : أي ألقينا عليهم النوم. و «أفنضرب عنكم الذكر» أي نمسك عنكم الذكر ضاعف الشيء : كثّره. ويجوز فيه التشديد وضعف الشيء بكسر الضاد مثلاه ، وقيل : مثله. والضعف أيضا : العذاب. والضعف : بالضم ويجوز فيه الفتح ضرّ بفتح الضاد وضمها بمعنى واحد. وكذلك الضير بالياء. ومنه : لا يضركم كيدهم. والضرّ : ما يصيب من المرض وشبهه ضحى : أوّل النهار. والفعل منه : أضحى. وأما ضحي بكسر الحاء يضحى في المضارع. فمعناه : برز للشمس وأصابه حرّها. ومنه : لا تظمأ

٣٧

فيها ولا تضحى ضيف : يقال للواحد والاثنين والجماعة ضيق : بكسر الضاد مصدر. وبفتحها مع إسكان الياء : تخفيف من ضيّق المشدّد : كميّت وميت.

حرف الطاء

طبع ختم ، والخاتم الطابع طول : بفتح الطاء : فضل أو غنى طائر : له معنيان : من الطيران ومن الطيرة طوى : قيل اسم الوادي ، وقيل معناه : مرتين ، أي قدس الوادي مرتين طهارة : له معنيان : الطهارة بالماء ، ومنه : جنبا فاطّهروا ، والماء الطهور ، وهو المطهر ، والطهارة من القبائح والرذائل ، ومنه : أناس يتطهرون. طيّب : له معنيان : اللذيذ ، والحلال طوفان : السيل العظيم طاغوت : أصنام وشياطين ، ويكون مفردا أو جمعا ، والطاغوت أيضا : رؤوس النصارى على قول طباق : بعضها على بعض ، وطبقا عن طبق : حالا بعد حال طور : جبل وهو الطور طفق : يفعل كذا : أي جعل يفعله طائفين : من الطواف ، وطائف من الشيطان : لمم ، وقرئ طيف.

حرف الظاء

ظهر الأمر : بدا ، وأظهره غيره : أبداه ، وظهير : معين ظاهر الرجل من امرأته ، وتظاهر ، وتظهّر : أي قال لها : أنت عليّ كظهر أمي ، وهو الظاهر ظهر البيت : أعلاه ، وظهرته : أي ارتفعت عليه ، ومنه : فما استطاعوا أن يظهروه ظلم : وقع في القرآن على ثلاثة معان : الكفر ، والمعاصي ، وظلم الناس : أي التعدي عليهم ظنّ : له ثلاثة معان : التحقيق ، وغلبة أحد الاعتقادين ، والتهمة ظمئ : عطش ظلال : جمع ظل ، وظلل بالضم جمع : ظلة ، وهي ما كان من فوقه ، وظلّ بالنهار : بمنزلة بات بالليل.

حرف العين

عاذ بالله يعوذ أي : استجار به ليدفع عنه ما يخاف ، ويقال أيضا : استعاذ يستعيذ ، ومنه عذت بربي ، ومعاذ الله العالمين : جمع عالم ، وهو عند المتكلمين : كل موجود سوى الله تعالى ، وقيل : العالمين : الإنس والجن والملائكة ، فجمعه جمع العقلاء ، وقيل : الإنس خاصة ، لقوله ، أتأتون الذكران من العالمين يعمهون : يتحيرون في ضلالهم ، والعمه : الحيرة عدل يعدل : ضدّ جار ، وعدل عن الحق ، عدولا ، وعدلت فلانا بفلان : سويت بينهما ، ومنه : أو عدل ذلك صياما عزيز : اسم الله تعالى ، معناه : الغالب ، وعزّ : غلب ، ومنه : وعزّني في الخطاب ، والغلبة ترجع إلى القوّة والقدرة ، ومنه : فعززنا بثالث : أي قوّينا ، وقيل العزيز العديم المثل عفا : له أربعة معان : عفا عن الذنب : أي صفح عنه ، وعفا : أسقط حقه ، ومنه : إلّا أن يعفون أو يعفو الذي ، وعفا القوم : كثروا ، ومنه : حتى عفوا ، وعفا المنزل : إذا درس عفو : له ثلاث معان ، العفو عن الذنب ، والإسقاط ، والسهل من غير كلفة : ومنه : ماذا ينفقون قل : العفو عين : بكسر العين وإسكان الياء : وهو جمع عيناء عنت : معناه الهلاك أو المشقة ، ومنه : ولو شاء الله لأعنتكم : أي أهلككم ، أو ضيّق عليكم ، والعنت أيضا : الزنا ، ومنه : ذلك لمن خشي العنت منكم ، وأمّا : عنت الوجوه : فليس من هذا ، لأنّ لامه واو فهو

٣٨

من عنا يعنو : إذا خضع عاقب : له معنيان : من العقوبة على الذنب ، ومن العقبى ، ومنه : وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم : أي أصبتم عقبا أعجاز نخل :أصولها ، أعجز الشيء : إذا فات ولم يقدر عليه ، ومنه : وما هم بمعجزين ، وما كان الله ليعجزه من شيء ، وأما معاجزين بالألف : فمعناه مسابقين عال : يعيل عيلة : أي افتقر ومنه : ووجدك عائلا ، وعال يعول ، عدل عن الحق ، وعال يعول أيضا : كثر عياله ، والأشهر أن يقال في هذا المعنى : أعال بالألف عرج : يعرج بفتح الراء في الماضي ، وضمها في المضارع صعد وارتقى ومنه : المعارج ، وعرج بالكسر في الماضي والفتح في المستقبل : صار أعرج عتبى : معناه الرضى ، ومنه : فما هم من المعتبين ، ولا هم يستعتبون ، العتاب : العذل أعد : بالألف يعدّ الشيء : هيأه ، وعدّ بغير الألف من العدد عرش : سرير الملك ، ومنه : ورفع أبويه على العرش ، أهكذا عرشك؟ وعرش الله : فوق السماء ، وتعرشون : تبنون ، وعلى عروشها : سقوفها عورة : أصل معناه : الانكشاف فيما يكره كشفه ، ولذلك قيل : عورة الإنسان عورات ، أي : أوقات انكشاف ، وبيوتنا عورة : أي خالية معرّضة للسراق عاقر : له معنيان : المرأة العقيم ، واسم فاعل من : عقر الحيوان عبر : يعبر ، له معنيان : من عبارة الرؤيا ومنه : إن كنتم للرؤيا تعبرون ، ومن الجواز على الموضع ، ومنه : عابر سبيل عمون : جمع عم ، وهو صفة على وزن فعل بكسر العين من العمى في البصر أو في البصيرة علا يعلو : تكبر ، ومنه : قوما عالين ، وعلا في الأرض ، والعليّ اسم الله ، والمتعالي ، والأعلى : من العلوّ بمعنى الجلال والعظمة ، وقيل : بمعنى التنزيه عما لا يليق به عزب الشيء : غاب ، ومنه : لا يعزب عن ربك : أي لا يخفى عنه عصبة : جماعة من العشرة إلى الأربعين علقة : واحدة العلق : وهو الدم عاصف : ريح شديدة عصف : ورق الزرع.

حرف الغين

غشاوة غطاء إما حقيقة أو مجازا غمام : هو السحاب غلف : جمع أغلف ، وهو كل شيء جعلته في غلاف : أي قلوبنا محجوبة غرفة : بضم الغين لها معنيان : المسكن المرتفع ، والغرفة من الماء بالضم وبالفتح : المرة الواحدة غادر : ترك ، ومنه : لم نغادر غلّ يغل : من الغلول ، وهو الخيانة ، والأخذ من المغنم بغير حق ، والغلّ : الحقد أغلال :جمع غل بالضم ، وهو ما بجعل في العنق ، ومنه : مغلولة غلا يغلو من الغلو ؛ وهو مجاوزة الحد والإفراط ، ومنه : لا تغلوا في دينكم أي : لا تجاوزوا الحدّ غائط : المكان المنخفض ، ثم استعمل في حاجة الإنسان غشي الأمر يغشى بالكسر في الماضي والفتح في المضارع معناه : غطى حسّا ومعنى ، ومنه : والليل إذا يغشى ؛ لأنه يغطي بظلامه ، وينقل بالهمزة والتشديد ، فيقال غشّى وأغشى : ومن فوقهم غواش يعني ما يغشاهم من العذاب أو يصيبهم ، ومنه : غاشية من عذاب الله ، والغاشية أيضا : القيامة ؛ لأنها تغشى الخلق غبر له معنيان : ذهب وبقي ، ومنه : عجوزا في الغابرين : أي في الهالكين أو في الباقين في العذاب غرور : بضم الغين.

٣٩

وبفتحها : اسم فاعل مبالغة ، ويراد به إبليس غاض الشيء : نقص ، ومنه : وغيض الماء. وتغيض الأرحام. وغاظ بالظاء يغيظ من : الغيظ غور : غاير من غار الماء إذا ذهب غرام : عذاب ومنه : إنا لمغرمون ، والمغرم : غرم المال ومنه : من مغرم مثقلون.

حرف الفاء

فرقان مفرّق بين الحق الباطل. ومنه : يجعل لكم فرقانا : أي تفرقة. لذلك سمي القرآن بالفرقان فئة جماعة من الناس فصال فطام من الرضاع فضل له معنيان : الإحسان. والربح في التجارة وغيرها. ومنه : يبتغون من فضل الله فسق أصله الخروج وتارة يرد بمعنى الكفر. وتارة بمعنى العصيان فتنة لها ثلاثة معان : الكفر. والاختبار. والتعذيب فاء يفيء أي رجع فلك بضم الفاء : سفينة. ويستوي فيه المفرد والجمع فلك بفتحتين : القطب الذي تدور به الكواكب فزع له معنيان : الخوف من الإسراع. ومنه : إذا فزعوا فلا فوت فرح له معنيان : السرور والبطر فاحشة وفحشاء : هي كل ما يقبح ذكره من المعاصي فرض له معنيان : الوجوب. والتقدير فتح له معنيان : فتح الأبواب. ومنه : فتح البلاد وشبهها. والحكم ومنه : افتح بيننا وبين قومنا. ويقال للقاضي : فاتح. واسم الله الفتاح ، قيل : الحاكم. وقيل : خالق الفتح والنصر انفضوا تفرقوا فطره خلقه ابتداء. ومنه : فاطر السموات والأرض. وفطرة الله : التي خلق الخلق عليها. وأفطر بالألف : من الطعام فطور شقوق. ومنه انفطرت أي : انشقت. ويتفطّرن فجّ طريق واسع وجمعه : فجاج فار التنور يقال : لكل شيء هاج وعلا حتى فاض. ومنه : وهي تفور. وقولهم : فارت القدر فوج جماعة من الناس وجمعه : أفواج فاكهين من التلذذ بالفاكهة أو من الفكهة وهي السرور واللهو فؤاد هو القلب ، وجمعه أفئدة استفز يستفز : أي استخف فقه فهم. ومنه : لا يفقهون. وما نفقه كثيرا في حرف جر بمعنى الظرفية. وقد تكون للتعليل. وقد تكون بمعنى مع. وقيل : بمعنى على الفاء لها ثلاثة أنواع : عاطفة. ورابطة. وناصبة للفعل بإضمار أن. ومعناها : الترتيب والتعقيب والسبب.

حرف القاف

قرآن القرآن العزيز. ومصدره قرأ : أي تلا. ومنه : إنّ علينا جمعه وقرآنه قنوت له خمسة معان : العبادة ، والطاعة والقيام في الصلاة ، والدعاء ، والسكوت قضاء له سبعة معان : الحكم. والأمر. والقدر السابق. وفعل الشيء ، والفراغ منه ، والموت ، والإعلام بالشيء ، ومنه : قضينا إليه ذلك الأمر قدر له خمسة معان : من القدرة ، ومن التقدير ، ومن المقدار ، ومن القدر ، والقضاء ، وبمعنى التضييق نحو : فقدر عليه رزقه ، وقد يشدّ الفعل ويخفف. والقدر بفتح الدال وإسكانها القضاء والمقدار وبالفتح لا غير من القضاء قام له معنيان : من القيام على الرجلين ، ومن القيام بالأمر بتقديره وإصلاحه ، ومنه : الرجال قوّامون على النساء ، وقام الأمر : ظهر واستقام ، ومنه : الدين القيّم دينا قيّما له ثلاثة معان : أقام الرجل غيره من القيام ، ومن التقويم ومنه : جدارا يريد أن ينقض فأقامه ، وأقام في

٤٠