الصّحاح - ج ٢

إسماعيل بن حمّاد الجوهري

الصّحاح - ج ٢

المؤلف:

إسماعيل بن حمّاد الجوهري


المحقق: أحمد عبدالغفور عطّار
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العلم للملايين
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٢٣

والشَّزْرُ : ما طعَنْت عن يمينك وشمالك.

وطحنْتُ بالرحَى شَزْراً ، إذا أدرْتَ يدَك عن يمينك.

وشَيْزَرُ : بلدٌ.

شصر

الشَّصْرُ : الخِياطة المتباعدة والتَزْنِيدُ.

تقول : شَصَرْتُ عينَ البازى أَشْصُرُ شَصْراً ، إذا خِطْتَهَا.

والشِّصَارُ : أَخِلَّةُ التزنيد ، حكاه ابن دريد.

والشصَرُ بالتحريك : ولدُ الظَبْية ، وكذلك الشَّاصِرُ.

قال أبو عبيد : وقال غير واحدٍ من الأعراب :

هو طَلاً ، ثمَّ خَشْفٌ ، فإذا طلع قرناه فهو شادِنٌ ، فإذا قوِىَ وتحرَّك فهو شَصَرٌ والأنثى شَصَرَةٌ ، ثم جَذَعٌ ، ثم ثَنِىُّ. ولا يزال ثَنِيًّا حتَّى يموتَ لا يزيد عليه.

شطر

شَطْرُ الشىء : نِصفه. وفى المثل : «احلبْ حَلَباً لك شَطْرُهُ». وجمعه أَشْطُرٌ.

وقولهم : فلانٌ حَلبَ الدهرَ أَشْطَرَهُ ، أى ضُروبَه ، مرَّ به خيرٌ وشرُّ. وأصله من أخلاف الناقة ، ولها خِلْفانِ : قادِمان وآخِران. وكلُّ خلفين شَطْرٌ.

وتقول : شَطَرْتُ ناقتى وشاتى أَشْطُرُهَا شَطْراً ، إذا حلبْت شَطْرًا وتركْت شَطْراً.

وشَاطَرْتُ طَلِيِّى ، أى اختلبْت شَطْرًا أو صَرَرْتُهُ وتركْت له الشَّطْرَ الآخر.

وشَاطَرْتُ فلانا مالى ، إذا ناصفته.

وشَطَّرْتُ ناقتى تَشْطِيرًا ، إذا صررْتَ خِلْفين من أخلافها.

وشاةٌ شَطُورٌ : أحد طُبْيَبْها أطولُ من الآخر وكذلك إذا يبس أحد خِلْفيها ، فهى شَطُورٌ.

وهى من الإبل التى يبس خِلْفان من أخلافها ، لأنَّ لها أربعةَ أخلاف.

ويقال : وَلَدُ فلانٍ شِطْرَةٌ ، بالكسر ، أى نِصْفٌ ذكورٌ ونصفٌ أناثٌ.

وقصدْتُ شَطْرَهُ ، أى نحوه. قال الشاعر (١) :

أَقُولُ لأُمِّ زِنْبَاعٍ أَقِيمِى

صُدُورَ العِيسِ شَطْرَ بنى تَمِيمَ

ومنه قوله تعالى : (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ).

وشَطَرَ بَصَرُهُ يَشْطُرُ شُطُوراً ، وهو الذى كأنَّه ينظر إليك وإلى آخر.

والشَّاطِرُ : الذى أعيا أهله خُبْثاً. وقد شَطَرَ وشَطُرَ أيضاً بالضم ، شَطَارَةً فيهما.

__________________

(١) أبو زنباع الجذامى.

٢٦١

وقَدَحٌ شَطْرَانُ ، أى نَصْفَانُ (١).

قال الأصمعىُّ : الشَّطِيرُ : البعيد. يقال : بلدٌ شَطِيرٌ.

وشَطَرَ عنِّى فلانٌ ، أى نأى عنّى.

ونَوًى شُطُر بالضم ، أى بعيدة. وقال امرؤ القيس :

* أَشَاقَكَ بَيْنُ الخَلِيطِ الشُّطُرْ (٢) *

والشَّطِيرُ أيضاً : الغريبُ. قال الشاعر :

* لا تتركَنِّى (٣) فيهمُ شَطِيرَا*

وقال آخر (٤) :

إذا كُنْتَ فى سَعْدٍ وأُمُّكَ منهمُ

شَطِيراً فلا يَغْرُرْكَ خَالُكَ من سَعْدِ

فإنَّ ابنَ أختِ القومِ يُصْغَى إنَاؤُهُ (٥)

إذا لم يُزَاحِمْ خَالَهُ بِأَبٍ جَلْدِ

شنظر

رجلٌ شِنْظِيرٌ وشِنْظِيرَةٌ ، أى سيِّىءُ الخلُق.

قالت امرأة من العرب :

شِنْظِيرَةٌ زَوَّجَنِيهِ أَهْلِى

من حُمْقِهِ يَحْسَبُ رأسِى رِجْلِى

كأنَّهُ لم يَرَ أُنْثَى قَبْلِى

وربما قالوا : شِنْذِيرَةٌ بالذال المعجمة ، لقربها من الظَاء ، لغة أو لُثْغة.

شعر

الشَّعَر (١) للإنسان وغيره ، وجمعه شُعُورٌ وأَشْعَارٌ ، الواحدة شَعْرَةٌ.

ويقال : رأى فلان الشَّعْرَةَ ، إذا رأى الشَيْبَ ، حكاه يعقوب.

ورجل أَشْعَرُ : كثيرُ شَعْرِ الجسدِ. وقومٌ شُعْرٌ. وكان يقال لعُبيد الله بن زِيادٍ : أشْعَرُ بَرْكاً.

والأَشْعَرُ : ما أحاط بالحافر من الشَّعْرِ ، والجمع الأَشَاعِرُ.

وأَشَاعِرُ الناقةِ : جوانبُ حَيَائِهَا.

والشِّعْرَةُ بالكسر : شَعَرُ الرَكَبِ للنساء خاصّة.

والشَّعِيرُ من الحبوب ، الواحدة شَعِيرَةٌ.

وشَعِيرَةُ السكين : الحديدةُ التى تُدْخَلُ فى السِيلَانِ لتكون مِساكاً للنَصل.

والشَّعِيرَةُ : البَدَنَةُ تُهْدَى.

والشَّعائِرُ : أعمالُ الحجِّ. وكلُّ ما جُعل عَلَماً لطاعة الله تعالى. قال الأصمعى : الواحدة شَعِيرةٌ. قال : وقال بعضهم : شِعَارَةٌ.

والمَشَاعِرُ : مواضع المناسك.

والمَشْعَرُ الحرام : أحد المَشَاعِرِ. وكسر الميم لغةٌ.

__________________

(١) نصفان : بلغ الماء نصفه.

(٢) بعده :

وفيمن أقام من الحي هر

(٣) فى اللسان : «لا تدعنى» ، وبعده :

اني اذا أهلك أو أطيرا

(٤) غسان بن وعلة.

(٥) فى اللسان : «مصغى إناؤه».

(١) الشعر ، بالفتح وبالتحريك.

٢٦٢

والمَشَاعِرُ : الحواسُّ. قال بَلْعاءُ بن قيس :

والرأسُ مرتفعٌ فيه مَشَاعِرُهُ

يَهْدِى السبيلَ له سَمْعٌ وعينانِ

والشِّعَارُ : ما وَلِىَ الجسدَ من الثياب.

وشِعَارُ القوم فى الحرب : عَلَامَتُهُمْ ليعرفَ بعضُهم بعضا.

والشَّعَارُ بالفتح : الشجر. يقال : أرضٌ كثيرة الشَّعَارِ.

وأَشْعَرَ الهَدْىَ ، إذا طعَنَ فى سَنامه الأيمنِ حتَّى يسيل منه دمٌ ، لِيُعْلَمَ أنه هَدْىٌ ، وفى الحديث : «أُشْعِرُ أميرُ المؤمنين». وأُشْعِرَ الرجلُ هَمًّا ، إذا لزِق بمكان الشِّعَارِ من الثياب بالجسد.

وشَعَرْتُ بالشىء بالفتح أَشْعُرُ به شِعْراً : فَطِنتُ له. ومنه قولهم : ليت شِعْرِى ، أى ليتنى علمت. قال سيبويه : أصله شِعْرَةٌ ، ولكنهم حذفوا الهاء كما حذفوها من قولهم : ذهب بعُذْرِها ، وهو أبو عُذْرِهَا.

والشِرُ : واحد الأَشْعَارِ.

ويقال : ما رأيت قصيدةً أَشْعَرَ جمعاً منها.

والشَّاعِرُ جمعه الشُّعَرَاءُ ، على غير قياس.

وقال الأخفش : الشَّاعِرُ مثل لابِنٍ وتامِرٍ ، أى صاحبِ شِعْر. وسمِّى شَاعِراً لفِطْنته.

وما كان شَاعِراً ولقد شَعُرَ بالضم ، وهو يَشْعُرُ.

والمُتَشَاعِرُ : الذى يتعاطَى قولَ الشِّعْرِ.

وشَاعَرْتُهُ فشَعَرْتُهُ أَشْعَرَهُ بالفتح ، أى غلبتُه بالشِّعْرِ.

وشَاعَرْتُهُ : ناومْتُهُ فى شِعَارٍ واحدٍ.

واسْتَشْعَرَ فلانٌ خوفاً ، أى أضمره.

وأَشْعَرْتُ السكِّين : جعلتُ لها شَعِيرَةً.

وأَشْعَرْتُهُ فَشَعَرَ ، أى أَدْرَيْتُهُ فدَرَى.

وأَشْعَرْتُهُ : ألبستُهُ الشِّعَارَ.

وأَشْعَرَهُ فلانٌ شَرًّا : غشيه به.

يقال : أَشْعَرَهُ الحُبُّ مرضاً.

وأَشْعَرَ الجنينُ وتَشَعَّرَ ، أى نَبت شَعْرُهُ.

وفى الحديث : «ذَكَاةُ الجنين ذَكَاةُ أُمِّهِ إذا أَشْعَرَ». وهذا كقولهم : أَنْبَتَ الغلام ، إذا نبتتْ عَانَتُهُ.

والشِّعْرَى : الكوكب الذى يطلُع بعد الجَوْزاء ، وَطلوعه فى شدَّة الحَرِّ. وهما الشِّعْرَيَانِ : الشِّعْرَى العَبُورُ التى فى الجوزاء ، والشِّعْرَى الغُمَيْصَاءُ التى فى الذراع. تزعم العرب أنَّهما أختا سُهَيْلٍ.

والشَّعْرَاءُ : ضربٌ من الخَوْخ ، واحدُه وجمعه سواء.

والشَّعْرَاءُ : ذُبابة يقال هى التى لها إبرة.

وداهيةٌ شَعْرَاءُ ، وداهيةٌ وَبْرَاءُ.

٢٦٣

ويقال للرجل إذا تكلَّمَ بما يُنْكَرُ عليه : جئتَ بها شَعْرَاءَ ذات وَبَرٍ.

والشَّعْرَاءُ : الشجر الكثير ، حكاه أبو عبيد.

وبالموصل جبلٌ يقال له شَعْرَانُ. وقال أبو عمرٍو : سُمِّىَ بذلك لكثرة شَجَرِهِ.

والأَشْعَرُ : أبو قبيلة من اليمن ، هو أشْعَرُ بن سبأ بن يشجُب بن يعرُب بن قحطان.

وتقول العرب : جاءتك الأَشْعَرُونَ ، بحذف ياءَى النسب.

والشَّعَارِيرُ : صِغار القِثّاء ، الواحدة شُعْرُورةٌ.

والشَّعَارِيرُ : لُعبةٌ ، لا تُفرَد. يقولون : لعِبْنا الشَّعَارِيرَ ، وهذا لَعِبُ الشَّعَارِيرِ.

وذهبَ القومُ شَعَارِيرَ ، إذا تفرَّقوا. قال الأخفش : لا واحد له.

والشُّوَيْعِرُ : لقب محمَّد بن حُمْران الجُعْفِىُّ ، لقَّبه بذلك امرؤ القيس بقوله :

أَبْلِغَا عَنَّىَ الشُوَيْعِرَ أَنِّى

عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيما (١)

شغر

شَغَرَ الكلب يَشْغَرُ ، إذا رفع إحدَى رجلَيْه ليبول.

وشَغَرَ البلدُ ، أى خلا من الناس. يقال : بلدة شَاغِرَةٌ بِرِجْلِها ، وذلك إذا لم تمتنع من غَارةِ أحَد.

وأَشْغَرَ المنهلُ ، إذا صار فى ناحيةٍ من المَحَجَّةِ.

واشْتَغَرَ العدد ، إذا كَثُرَ واتَّسع. قال أبو النجم :

وعَدَدٍ بَخٍّ إذا عُدَّ اشْتَغَرْ

كعدد التُرْبِ تدانَى وانتشرْ

واشْتَغَرَ على فلان حِسابُه ، إذا لم يَهْتَدِ له.

واشْتَغَرَ فى الفلاة ، إذا أَبْعَدَ فيها.

وتَشَغَّرَ البعيرُ ، إذا لم يدَعْ جهداً فى سَيره ، عن أبى عبيد.

وشَغَرْتُ بنى فلان من موضع كذا ، أى أخرجْتُهم. وأَنشد الشَيبانى :

ونحن شَغَرْنَا ابْنَىْ نِزَارٍ كِلَيْهِمَا

وكَلْباً بِوَقْعٍ مُرْهِبٍ مُتَقَارِبِ

والشِّغَارُ بكسر الشين : نِكاح كان فى الجاهلية ، وهو أن يقول الرجل لآخر : زَوِّجْنِى ابنتَك أو أختك على أنْ أزوِّجك أختى أو ابنتى ، على أنَّ صداق كلِّ واحدة منهما بُضْعُ الأخرى.

كأنَّهما رفعا المهر وأخليا البُضْعَ عنه. وفى الحديث : «لا شِغَارَ فى الإسلام».

وتفرَّقُوا شَغَرَ بَغَرَ ، أى فى كلِّ وجه. وهما اسمانِ جُعِلَا واحداً ، وبُنِيَا على الفتح.

__________________

(١) فى المطبوعة الأولى : «جريما» تحريف. وحريم بالحاء المهملة. هو جد الشويعر.

٢٦٤

شفر

الشَّفْرَةُ بالفتح : السكِّين العظيم.

وفى المثل : «أصغرُ القومِ شَفْرَتُهُمْ» ، أى خادمهم.

وشَفْرَةُ الإسكاف : إزميله الذى يَقطَع به.

وشَفْرَةُ السَيف : حدُّه.

ويقال أيضاً : ما بالدار شَفْرٌ ، أى أحد ، عن الكسائى.

والشُّفْرُ بالضم : واحد أَشْفَارِ العين ، وهى حروف الأجفان التى ينبُت عليها الشعر ، وهو الهُدْب.

وحرفُ كلِّ شىء : شُفْرُهُ وشَفِيرُهُ ، كالوادى ونحوه.

وشُفْرُ الرَحِمِ وشَافِرُهَا : حروفها.

ويربوعٌ شُفَارِيٌ : على أذنيه شَعْرٌ.

والمِشْفَرُ من البعير كالجحفلة من الفرس.

ومَشَافِرُ الحبشىِّ ، مستعارٌ منه.

وفى المثل : «أراك بَشَرٌ ما أَحَارَ مِشْفَرٌ» ، أى أغناك الظاهرُ عن سؤال الباطن. وأصله فى البعير.

والشَّنْفَرَى : اسمُ شاعرٍ من الأَزْدِ ، وهو فَنْعَلَى. وفيه المثل : «أعدَى من الشَّنْفَرَى».

وكان من العَدَّائين.

شفتر

الاشْفِتْرَارُ : التفرُّقُ. قال ابن أحمرَ يصف قطاةً وفرخها :

فأَزْغَلَتْ فى حَلْقِهِ زُغْلَةً

لم تُخْطِئِ الجِيدَ ولم تَشْفَتِرْ

ويروى : «لم تَظْلِمِ الجِيدَ ...».

شقر

الشُّقْرَةُ : لون الأَشْقَرِ ، وهى فى الإنسان حُمْرَةٌ صافية وبَشَرَتُهُ مائلة إلى البياض. وفى الخيل حمرةٌ صافية يحمرُّ معها العُرْفُ والذَنَبُ. فإن اسودَّا فهو الكُمَيْتُ.

وبعيرٌ أَشْقَرُ ، أى شديد الحمرة.

والشَّقْرَاءُ : اسم فرسٍ رمحتْ ابنَها فقتلتْه.

قال بشرُ بن أبى خازمٍ الأسدىُّ يهجو عُتبة ابن جعفر بن كلاب ، وكان عتبة قد أجار رجلاً من بنى أسد فقتله رجلٌ من بنى كلاب فلم يمنَعْه :

فأَصْبَحْتَ (١) كالشَّقْرَاءِ لم يَعْدُ شَرُّهَا

سَنَابِكَ رِجْلَيْهَا وعِرْضُكَ أَوْفَرُ

__________________

(١) فى المخطوطة واللسان : «فأصبح». قال البكرى فى السمط ص ٨٥٢ إنما هو «فتصبح» ، لا فأصبحت. وقبله :

فمن يك من جار ابن ضباء مسخر

فقد كان من جار ابن ضباء مسخر

أجار فلم يمنع من القوم جاره

ولا هو ان خاف الضياع مغير

وروى الأنبارى : «فيصبح» أى ذلك الجار.

٢٦٥

والشَّقِرُ بكسر القاف : شقائق النعمان ، الواحدة شَقِرَةٌ. قال طرفة :

وتَسَاقَى القَوْمُ كَأْساً مُرَّةً

وعلى الخيلِ دِمَاءٌ كالشَّقِرْ (١)

ويروى : «وعَلَا الخَيْلَ ...».

وشَقِرَةُ أيضاً : قبيلة من بنى ضَبَّةَ ، فإذا نَسبتَ إليهم فتحت القاف ، قلتَ : شَقَرِيٌ.

والأَشَاقِرُ : حىُّ من اليمن.

والمُشَقَّرُ بفتح القاف مشدّدة : حِصنٌ بالبحرين قديمٌ. قال لبيد يصفُ بناتِ الدَهر :

وأَنْزَلْنَ بالرُومِىِ (٢) من رَأْسِ حِصْنِهِ

وأَنْزَلْنَ بالأسبابِ رَبَ المُشَقَّرِ

والشُّقُورُ : الحاجةُ. يقال : أخبرته بشُقُورِي ، كما يقال : أفضيت إليه بعُجَرِى وبُجَرِى. وكان الأصمعى يقوله بفتح الشين. وقال أبو عبيد : الأوَّل أصح ، لأنَ الشُّقُورَ بالضم بمعنى الأمور اللاصقة بالقَلب المهِمَّةِ له ، الواحد شَقْرٌ. والشَّقُورُ بالفتح ، بمعنى النعت. وأنشد للعجاج :

جَارِىَ لا تستنكرى عَذِيرِى

سَيْرِى وإشفاقِى على بَعِيرِى

وكَثْرَةَ الحديثِ عن شَقُورِي

مع الجَلَا ولَائِحِ القَتِيرِ

والشُّقَّارَى بالضم وتشديد القاف : نبتٌ.

شكر

الشُّكْرُ : الثناء على المحسِن بما أَوْلَاكَهُ من المعروف. يقال : شَكَرْتُهُ وشَكَرْتُ له ، وباللام أفصح.

وقوله تعالى : (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً)، يحتمل أن يكون مصدراً مثل قَعَدَ قُعُوداً ، ويحتمل أن يكون جمعاً مثل بُرْدٍ وبُرُودٍ ، وكُفْرٍ وكُفُورٍ.

والشُّكْرَانُ : خِلاف الكفران.

وتَشَكَّرْتُ له ، مثل شَكَرْتُ له.

والشَّكُورُ من الدوابّ : ما يكفيه العلَفُ القليل.

وشَكْرُ المرأة فَرْجُهَا. قال الهذَلىّ :

صَنَاعٌ بإشْفَاهَا حَصَانٌ بِشَكْرِهَا

جَوَادٌ بقُوتِ البطنِ والعِرْقُ زَاخِرُ (١)

واشْتَكَرَتِ السماءُ : اشتد وقعها. قال امرؤ القيس يصف مطراً :

__________________

(١) ويروى :

وتساق القوم سما ناقعا

وعلا الخيل دما كالشقر

 (٢) فى اللسان : «بالدومى» بالدال المهملة وهو الصواب ، يعنى أكيدر صاحب دومة الجندل ، وذكر هذا البيت فى مادة (دوم) منه ، وهناك : وأعصفن بالدوى.

(١) الصناع : الحاذقة بالعمل. يريد أنها جيدة الخرز. والحصان : العفيفة ومع ذلك تجود بقوتها وهى سخية والعرق زاخر ، أى نسبها كريم. والزاخر : المرتفع. زخر الماء : ارتفع. وفى اللسان : «والعرض وافر».

٢٦٦

تُظْهِرُ (١) الوَدَّ إذا ما أَشْجَذَتْ

وتُوَاريهِ (٢) إذا ما تَشْتَكِرْ

ويروى : «تَعْتَكِرْ».

واشْتَكَرَ الضرعُ : امتلأَ لبناً. تقول منه : شَكِرَتِ الناقةُ بالكسر تَشْكَرُ شَكَراً ، فهى شَكِرَةٌ. قال الحطيئة :

إذا لم تكن إلَّا الأَمَالِيسُ أَصْبَحَتْ

لها حُلَّقٌ ضَرَّاتُهَا شَكِرَاتُ

وأَشْكَرَ القومُ ، أى يحلبون شَكِرَةً. وهذا زمن الشَّكْرَةِ ، إذا حفَلتْ من الربيع.

وهى إبلٌ شَكَارَى ، وغنمٌ شَكَارَى.

وضَرَّةٌ شَكْرَى ، إذا كانت ملأى من اللبن.

وشَكِرَتِ الشجرة أيضاً تَشْكَرُ شَكَراً ، أى خرج منها الشَّكِيرُ ، وهو ما ينبت حول الشجرة من أصلها. قال الشاعر (٣) :

ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً

شَكِيرُ جَحَافِلِهِ قد كَتِنْ (٤)

والشَّيْكُرَانُ (٥) : ضربٌ من النَبت.

شمر

الشَّمْرُ : الاختيال فى المشى. يقال : مَرَّ فلان يَشْمِرُ شَمْراً.

وشَمَّرَ إزاره تَشْمِيراً : رفَعَه. يقال : شَمَّرَ عن ساقه. وشَمَّرَ فى أمره ، أى خَفَّ.

ورجلٌ شَمَّرِيٌ ، كأنَّه منسوبٌ إليه ، وقد تكسر منه الشين وينشد :

* قد شَمَّرَتْ عن سَاقِ شَمَّرِيِ (١) *

والشمريَّةُ (٢) : الناقة السريعة.

وانْشَمَرَ للأمر ، أى تهيَّأ له. وتَشَمَّرَ مثلُه.

وانْشَمَرَ الفرسُ : أسرعَ.

قال الأصمعى : التَّشْمِيرُ : الإرسال ، من قولهم شَمَّرْتُ السفينةَ : أرسلْتها. وشَمَّرْتُ السهمَ : أرسلْته. قال الشماخ يذكر أمراً نزلَ به :

أَرِقْتُ له فى القومِ والصبحُ ساطعٌ

كما سطعَ المِرِّيخُ شَمَّرَهُ الغَالِى

وناقةٌ شِمِّيرٌ ، مثال فِسِّيقٍ ، أى سريعة.

وشاةٌ شَامِرٌ ، إذا انضمَّ ضَرعُها إلى بطنها.

وشرٌّ شِمِرٌّ ، أى شديدٌ.

__________________

(١) فى اللسان : «تخرج».

(٢) فى اللسان : «وتواليه».

(٣) هو ابن مقبل.

(٤) مستوزياً بالزاى لا بالذال : أى منتصبا ومرتفعا.

والشكير : الشعر الضعيف هاهنا. وكتن ، أى لزق به أثر خضرة العشب.

(٥) قال فى القاموس : أو الصواب بالسين ، ووهم الجوهرى. أو الصواب الشوكران.

(١) رجل شَمَّرِىُّ ، وشِمِّرِىُّ ، وشُمُّرِىُّ ، وشِمَّرِىُّ ، ومُشَمِّرٌ : ماضٍ فى الأمور مُجَرَّبٌ.

(٢) الشِمِّرِيَّةُ ، والشِمَّريَّةُ ، والشُمُّرِيَّةُ ، والشَمَّريَّةُ.

٢٦٧

شمخر

المُشْمَخِرُّ : الجبل العالى. قال الهذَلىّ (١) :

تَاللهِ يَبْقَى على الأيام ذو حِيَدِ

بمُشْمَخِرٍّ به الظَيَّانُ والآسُ

أى لا يبقى.

شمذر

أبو عبيد : الشَّمَيْذَرُ : البعير السريع. قال : والناقة شَمَيْذَرَةٌ.

شنر

الشَّنَارُ : العيب والعار. قال القُطامىُّ يمدح الأمراء :

ونحن رعِيَّةٌ وهمُ رعاة

ولو لا رَعْيُهُمْ شَنُعَ الشَّنَارُ

شور

أَشَارَ إليه باليد : أومأ. وأَشَارَ عليه بالرأى.

وشُرْتُ العسلَ واشْتَرْتُهَا ، أى اجْتَنَيْتها.

وأَشَرْتُ لغةٌ. وأنشد أبو عمرو (٢) :

وسَمَاعٍ يَأْذَنُ الشَيْخُ له

وحديثٍ مثلِ ماذِىٍ مُشَارِ (٣)

وأنكرها الأصمعىُّ. وكان يروى هذا البيت مثل «مَاذِىِ مَشَارِ». بالإضافة وفتح الميم. قال : والمَشَارُ : الخلية يُشْتَارُ منها.

والمَشَاوِرُ : المَحَابِضُ ، الواحد مِشْوَرٌ ، وهو عودٌ يكون مع مُشْتَارِ العسل.

ابن السكيت : الشِّوَارُ : متاع البيت ومتاع الرَحْلِ بالحاء. قال : والشَّوَارُ فَرْجُ المرأة والرجل.

قال : ومنه قيل شَوَّرَ به ، أى كأنه أبدى عورته.

ويقال : أبدى الله شَوَارَهُ ، أى عورته.

والشَّوَارُ والشَّارَةُ : اللِباس والهيئة. قال زهير :

مُقْوَرَّةٌ تتبارى لا شَوَارَ لها

إلا القُطُوعُ على الأَجْوَازِ والوُرُكُ (١)

والمَشَارَةُ : الدَبْرَةُ التى فى المزرعة.

وشُرْتُ الدابة شَوْراً : عرضتها على البيع ، أقبلْتُ بها وأدبرْت.

والمكان الذى تعرض فيه الدواب : مِشْوَارٌ.

يقال : «إياك والخُطَبَ فإنها : مِشْوَارٌ كثير العِثَارِ».

والقَعْقَاعُ بن شَوْرٍ : رجل من بنى عمرو بن شيبان بن ذُهل بن ثعلبة.

__________________

(١) مالك بن خويلد الخزاعى.

(٢) لعدى بن زيد

(٣) قبله :

وملاه قد تلهيت بها

وقصرت اليوم في بيت عذاري

وقبله :

هل تبلغني ادنى دارهم قلص

يزحى أوائلها التبغيل والرتك

 (١) مقورة : أى ضامرة ، يعنى القلص. تتبارى : يعارض بعضها بعضا فى السير. والشوار : المتاع. والقطوع : الطنافس التى يوطأ بها الرحل. والورك : جمع وراك ، وهو نطع ، أو ثوب يشد على مورك الرحل ثم يثنى فيدخل فضله تحت الرحل ، ليستريح بذلك الراكب.

٢٦٨

واشْتَارَتِ الإبل ، إذا سمنتْ بعض السِمَن.

يقال : جاءت الإبل شِيَاراً ، أى سماناً حِساناً.

وقد شَارَ الفرسُ ، أى سَمِنَ وحَسُنَ.

وفرسٌ شَيِّرٌ ، وخيلٌ شِيَارٌ ، مثل جيّدٍ وجِيَادٍ.

قال عمرو بن معدى كرب :

أَعَبَّاسُ لو كانت شِيَاراً جِيَادُنَا

بتَثْلِيثَ ما نَاصَبْتَ بَعْدِى الأحَامِسا

وكانت العرب تسمِّى يوم السبت : شِيَاراً.

والمَشْوَرَةُ : الشُّورَى. وكذلك المَشُورَةُ بضم الشين. تقول منه : شَاورْتُهُ فى الأمر واسْتَشَرْتُهُ ، بمعنىً.

أبو عمرو : المُسْتَشِيرُ : السمين. وقد اسْتَشَارَ البعيرُ مثل اشْتَارَ ، أى سَمِنَ. وأما قول الراجز :

أَفَزَّ عنها كلَ مُسْتَشِيرِ

وكلَّ بَكْرٍ دَاعِر مِئْشِيرِ

فإن الأموى يقول : المُسْتَشِيرُ الفحل الذى يعرف الحائل من غيرها.

وشَوَّرْتُ الرجلَ فتَشَوَّرَ ، أى أخجلْتُه فخجل.

وشَوَّرَ إليه بيده ، أى أَشَارَ. عن ابن السكيت.

ورجلٌ حسنُ الصورة والشُّورةِ ، وإنه لصَيِّرٌ شَيِّرٌ ، أى حسن الصورة والشَّارَةِ ، وهى الهيئةُ ، عن الفراء.

وفلان خَيِّرٌ شَيِّرٌ ، أى يصلح للمُشَاوَرةِ.

شهر

الشَّهْرُ : واحد الشُّهُورِ.

وقد أَشْهَرْنَا ، أى أتى علينا شَهْرٌ. قال الشاعر :

ما زِلْتُ مُذْ أَشْهَرَ السُفّارُ أَنْظُرُهُمْ

مثلَ انتظارِ المُضَحِّى رَاعِىَ الغَنَمِ

ابن السكيت : أَشْهَرْنَا فى هذا المكان : أقمنا فيه شهراً. وقال ثعلب : أَشْهَرْنَا : دخلنا فى الشَّهْرِ.

والمُشَاهَرَةُ من الشَهْرِ ، كالمُعَاوَمَة من العام.

والشُّهْرَةُ : وضوح الأمر. تقول منه : شَهَرْتُ الأمر أَشْهَرُهُ شَهْراً وشُهْرَةً ، فاشْتَهَرَ أى وضح. وكذلك شَهَّرْتُهُ تَشْهِيراً.

ولفلان فضيلةٌ اشْتَهَرَهَا الناسُ.

وشَهَرَ سَيفَه يَشْهَرُهُ شَهْراً ، أى سَلَّهُ.

شهبر

الشَّهْبَرَةُ مثل الشَهْرَبَةِ ، وهى العجوز الكبيرة. قال الراجز :

رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَيْرٍ شَهْبَرَهْ

عَلَّمْتُهَا الإنْقَاضَ (١) بعد القَرْقَرَهْ

__________________

(١) فى المطبوعة الأولى «الإنفاض» بالفاء ، تحريف وفى اللسان : الإنقاض بالقاف. وكذلك ذكره الجوهرى فى مادة (ن ق ض) ونسب الشعر لشظاظ ، وهو لص من بنى ضبة ، وقال : الإنقاض والسكتيت : أصوات صغار الإبل. والقرقرة والهدير : أصوات مان الإبل.

٢٦٩

والجمع الشَهَابِرُ. وقال :

* جمعتُ منهم عَشَباً شَهَابِرَا*

شهدر

رجل شِهْدَارَةٌ ، أى فاحشٌ ، بالدال والذال جميعاً.

فصل الصّاد

صبر

الصَّبْرُ : حَبس النفس عن الجزع.

وقد صَبرَ فلانٌ عند المصيبة يَصْبِرُ صَبْراً.

وصَبَرْتُهُ أنا : حبسْته. قال الله تعالى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ). قال عنترة يذكر حرباً كان فيها :

فصَبَرْتُ عَارِفَةً لذلك حُرَّةً

تَرْسُو إذا نَفْسُ الجبانِ تَطَلَّعُ

يقول : حبستُ نفْساً صَابِرَةً. وفى حديث النبى صلى الله عليه وسلم فى رجلٍ أمسك رجلاً وقتله آخرُ ، قال : «اقتلوا القاتل واصْبِرُوا الصَّابِرَ»أى احبسوا الذى حبسه للموت حتى يموت.

وصَبَرْتُ الرجل ، إذا حَلَّفْتَهُ صَبْراً أو قتلْتَه صَبْراً. يقال : قُتِل فلان صَبْراً وحَلَفَ صَبْراً ، إذا حُبِسَ على القتل حتى يُقْتَلَ أو على اليمين حتى يَحْلِفَ. وكذلك أَصْبَرْتُ الرجل بالألف.

والمَصْبُورَةُ ، هى اليمين.

والمَصْبُورَةُ التى نُهِىَ عنها ، هى المحبوسة على الموت. وكلُّ ذى روحٍ يُصْبَرُ حيًّا ثم يُرْمَى حتى يُقْتَلَ فقد قتِل صَبْراً.

والتَّصَبُّرُ : تكلُّف الصَّبْرِ. وتقول : اصْطَبَرْتُ ، ولا يقال اطَّبَرْتُ ، لأن الصاد لا تدغم فى الطاء. فإن أردت الإدغام قلبت الطاء صاداً وقلت : اصَّبَرْتُ.

والصَّبِيرُ : الكفيلُ. تقول منه : صَبَرْتُ أَصْبُرُ بالضم صَبْراً وصَبَارَةً ، أى كَفَلْتُ به. تقول منه : اصْبُرْنِي يا رجلُ ، أى أعطنى كفيلا.

والصَّبِيرُ : السحاب الأبيض لا يكاد يُمطر.

قال الشاعر (١) :

يَرُوحُ إليهمُ عَكَرٌ تَرَاغَى

كأنَّ دَوِيَّهَا رَعْدُ الصَّبِيرِ

وقال الأصمعى : الصَّبِيرُ السحاب الأبيض الذى يُصْبَرُ بعضُه فوق بعض دَرَجاً. وقال يصف جيشاً :

* كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ ذاتِ الصَّبِيرِ (٢) *

__________________

(١) رشيد بن رميض العنزى.

(٢) قال ابن برى : يحتمل أن يكون صدراً لبيت عامر بن جوين الطائى من أبيات :

وجارية من بنات الملو

ك قعقعت بالخيل خلخالها

ككرفئة الغيث ذات ال

بير تأتي السحال ونأنالها

٢٧٠

والجمع صُبُرٌ.

والصَّبِرُ ، بكسر الباء : هذا الدواء المرُّ.

ولا يسكَّن إلا فى ضرورة الشعر. قال الراجز :

* أَمَرُّ من صَبْرٍ ومَقْرٍ وحُظَظْ (١) *

يعقوبُ عن الفراء : الأَصْبَارُ : السحائبُ البيضُ ، الواحد صِبْرٌ وصُبْرٌ بالكسر والضم.

وأَصْبَارُ الإناء : جوانبه. يقال : أخذها بأَصْبَارِهَا ، أى تامَّة بجميعها ، الواحد صُبْرٌ بالضم.

وأدهقْت الكأس إلى أَصْبَارِهَا وأَصْمَارِهَا ، أى إلى رأسها. قال الأصمعى : إذا لقى الرجل الشدَّة بكمالها قيل : لقيَها بأَصْبَارِهَا.

والصُّبْرُ أيضاً : بطنٌ من غسان. قال الأخطل :

تسأله الصُّبْرُ من غَسَّانَ إذ حَضَرُوا

والحَزْنُ كيف قَرَاهُ الغِلْمَةُ الجَشَرُ (٢)

ويروى :

فَسَائِلِ الصُّبْرَ من غسان إذ حَضَروا

والحَزْنَ ...

» بالفتح ؛ لأنَّه قال بعده :

يُعَرِّفُونَكَ رأسَ ابن الحُبَابِ وقدْ

أمسى وللسَيفِ فى خَيْشُومِهِ أَثَرُ

يعنى عُمَيْرَ بن الحبابِ السُلَمِىَّ ، لأنه قتِل وحمِل رأسُه إلى قبائل غسّان ، وكان لا يُبالى بهم ويقول : ليسوا بشىء ، إنما هم جَشَرٌ.

والصُّبْرُ أيضاً : قلْب البُصْر ، وهو حَرْفُ الشىء وغِلَظه.

والصُّبْرُ أيضاً : الأرض التى فيها حصباء وليست بغليظة. ومنه قيل للحَرَّةِ : «أمُ صَبَّارٍ» بتشديد الباء.

ويقال : وقع القوم فى أمِ صَبُّورٍ ، أى فى أمر شديد.

وصَبَارَّةُ الشتاء ، بتشديد الراء : شدّة برده.

والصُّبْرَةُ : واحدة صُبَرِ الطعام. تقول : اشتريت الشىء صُبْرَةً ، أى بلا وزنٍ ولا كيلٍ.

والصُّبَارَةُ : الحجارةُ. قال الشاعر (١) :

مَنْ مُبْلِغٌ عَمْراً بأَنَّ المَرْءَ لم يُخْلَقْ صُبَارَهْ

ويروى : «صَبَارة» بالفتح ، وهو جمع صَبَارٍ بالفتح ، والهاء داخلة لجمع الجمع ، لأن الصَّبَارَ (٢) جمع صَبْرَةٍ ، وهى حجارة شديدة. قال الأعشى :

كأنَّ تَرَنُّمَ الهَاجَاتِ فيها

قُبَيْلَ الصُبْحِ أَصْوَاتُ الصَّبَارِ

__________________

(١) قال ابن برى : صواب إنشاده «أمر» أى بالنصب.

وقبله :

أرقش ظمان اذا عصر لفظ

(٢) فى اللسان : «كيف قراك». والصبر والحزن :قبيلتان. عن اللسان.

(١) هو عمرو بن ملقط.

(٢) قال فى القاموس مادة (صبر) : أما قول الجوهرى : الصبار جمع صبرة وهى الحجارة الشديدة قال الأعشى قبيل الصبح أصوات الصبار ، فغلط ، والصواب فى اللغة والبيت : الصيار بالكسر والياء ، وهو صوت الصنج. والبيت ليس للأعشى. ورد عليه شارحه وصحح كلام الجوهرى ، ونسبة البيت للأعشى.

٢٧١

الهَاجَاتُ : الضفادعُ. شبّه نقيقها بأصوات وقع الحجارة.

والصُّنْبُورُ : النخلةُ تبقى منفردةً ويَدِقُّ أسفلُها ويتقشَّر. يقال : صَنْبَرَ أسفلُ النخلة.

والصُّنْبُورُ : الرجل الفردُ لا ولد له ولا أخ.

والصُّنْبُورُ : مَثْعَبُ الحوضِ خاصّةً ، حكاه أبو عبيد وأنشد :

*ما بين صُنْبُورٍ إلى الإزَاءِ*

والصُّنْبُورُ : قصبة تكون فى الإدَاوَةِ من حديدٍ أو رَصاصٍ يُشربُ منها.

والصَّنَوْبَرُ : شجرٌ ، ويقال ثَمَرُهُ.

وصَنَابِرُ الشتاء : شدّة بردِه ، وكذلك الصِّنَّبِرُ بتشديد النون وكسر الباء. قال طرفة :

بِجِفَانٍ تَعْتَرِى مَجْلِسَنَا

وسَدِيفٍ حين هاج الصِنَّبِرْ

والصِّنَّبْرُ بتسكين الباء : يوم من أيام العجوز ، ويحتمل أن يكونا بمعنًى ، وإنَّما حركت الباء للضرورة.

صحر

الصَّحْرَاءُ : البرّيّة ، وهى غير مصروفة وإن لم تكن صفة ، وإنَّما لم تصرف للتأنيث ولزوم حرف التأنيث له. وكذلك القول فى بُشْرَى.

تقول : صَحْرَاءُ واسعةٌ ، ولا تقل صَحْرَاءَةٌ فَتُدْخِلُ تأنيثاً على تأنيث. والجمع الصَّحَارِي والصَّحْرَاوَاتُ ، وكذلك جمع كلِّ فَعْلَاءَ إذا لم تكن مؤنَّثَ أَفْعَلَ ، مثل عَذْرَاءَ ، وخَبْرَاءَ ، ووَرْقَاءَ اسم رجلٍ.

وأصل الصَّحَارَى صَحَارِيٌ بالتشديد ، وقد جاء ذلك فى الشعر ، لأنَّك إذا جمعت صَحْرَاءَ أدخلت بين الحاء والراء ألِفاً وكسرت الراء كما يكسر ما بعد ألف الجمع فى كلّ موضع ، نحو مَسَاجِدَ وجَعَافِرَ ، فتنقلب الألف الأولى التى بعد الراء ياءً للكسرة التى قبلها ؛ وتنقلب الألف الثانية التى للتأنيث أيضاً ياءً فتدغم ، ثم حذفوا الياء الأولى وأبدلوا من الثانية ألفاً فقالوا صَحَارَى بفتح الراء لتَسْلَمَ الألف من الحذف عند التنوين. وإنَّما فعلوا ذلك ليفرقوا بين الياء المنقلبة من الألف للتأنيث وبين الياء المنقلبة من الألف التى ليست للتأنيث ، نحو أَلِفِ مَرْمًى إذْ قالوا مَرَامِى ومَغَازِى. وبعض العرب لا يحذف الياء الأولى ولكن يحذف الثانية فيقول : الصَّحَارِي بكسر الراء ، وهذه صَحَارٍ ، كما تقول جَوَارٍ.

وأَصْحَرَ الرجل ، أى خَرجَ إلى الصَّحْرَاء.

والصُّحْرَةُ بالضم : جَوْبَةٌ تنجاب وسط الحَرَّةِ ، والجمع صُحَرٌ. قال أبو ذؤيب يصف مِزمارا :

سَبِىُّ من يَرَاعَتِهِ نَفَاهُ

أَتىّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ

٢٧٢

قوله : سَبِىُّ ، أى غريبٌ. واليَرَاعَةُ ههنا : الأجمة.

والصُّحْرَةُ لون الأَصْحَرِ ، وهو الذى فى رأسه شُقْرَةٌ.

وحمارٌ أَصْحَرُ : فيه حمرةٌ. وأتانٌ صَحْرَاءُ.

واصْحَارَّ النبتُ اصْحِيرَاراً ، أى هاج.

ويقال : لقيته صَحْرَةَ بَحْرَةَ ، وهى غير مُجْرَاةٍ ، إذا رأيتَه وليس بينك وبينه ساتِرٌ.

والمُصَاحِرُ : الذى يقاتل قِرنه فى الصحراء ولا يخاتله.

والصَّحِيرَةُ : اللبن الذى يُلْقَى فيه الرَضْف حتَّى يَغْلِىَ ثم يصبَّ عليه السمن فيُشْرَب. وربَّما ذُرَّ عليه الدقيق فيُتَحَسَّى. تقول منه. صَحَرْتُ اللبن أَصْحَرُهُ صَحْراً.

وقال أبو الغوث : هى الصَّحِيرَةُ من الصَّحْرِ ، كالفَهِيرَةِ من الفَهْرِ.

وصُحَارُ بالضم : قَصَبة عُمَانَ مما يلى الجبل.

وتُؤَامُ : قصبتها ممَّا يلى الساحل.

وصُحَارٌ : اسم رجلٍ من عبد القيس.

وقولهم فى المثل : «ما لى ذنبٌ إلَّا ذنبُ صُحْرَ» ، وهو اسم امرأة عُوقِبت على الإحسان ، وهى أختُ لقمانَ بنِ عاد.

صخر

الصَّخْرُ : الحجارة العظام ، وهى الصُّخُورُ.

يقال صَخْرٌ وصَخَرٌ بالتحريك ، عن يعقوب.

الواحدة صَخْرَةٌ وصَخَرَةٌ.

وصَخْرُ بن عمرو بن الشريد : أخو خنساء.

والصَّاخِرَةُ : إناء من خَزَفٍ.

صدر

الصَّدْرُ : واحد الصُّدُورِ ، وهو مذكر.

وإنَّما قال الأعشى :

ويَشْرَقُ (١) بالقول الذى قد أَذَعْتَهُ

كما شَرِقَتْ صَدْرُ القَنَاةِ من الدَمِ

فأنَّثَه على المعنى لأنَ صدر القناة من القناة.

وهذا كقولهم : ذهبتْ بعضُ أصابعه ، لأنَّهم يؤنّثون الاسم المضاف إلى المؤنث.

وصَدْرُ كلِّ شىء : أوّله.

وصَدْرُ السهم : ما جاز من وسطه إلى مستدَقّه وسمِّى بذلك لأنه المتقدِّم إذا رُمِىَ.

والصَّدْرُ : الطائفة من الشىء.

والصُّدْرَةُ من الإنسان : ما أشرف من أعلى صَدْرِهِ ، ومنه الصُّدْرَةُ التى تلبس.

والمصدُورُ : الذى يشتكى صَدْرَهُ.

وطريق صَادِرٌ ، أى يَصْدُرُ بأهله عن الماء.

والصِّدَارُ ، بكسر الصادِ : قميصٌ صغير يلى الجسد ، وفى المثل : «كل ذات صِدَارٍ خالةٌ» ،

__________________

(١) فى اللسان : «وتشرق».

٢٧٣

أى من حقِّ الرجل أن يغار على كلِّ امرأة كما يغار على حُرَمه.

والصِّدَارُ : سِمَةٌ على صَدْر البعير.

والصَّدَرُ بالتحريك : الاسم من قولك : صَدَرْتُ عن الماء وعن البلاد. وفى المثل : «تركتُه على مثلِ ليلة الصَّدَرِ» ، يعنى حين صَدَرَ الناسُ من حَجِّهِمْ.

والصَّدْرُ بالتسكين المَصْدَرُ. قال الشاعر (١) :

وليلةٍ قد جَعَلْتُ الصبحَ مَوْعِدَهَا

صَدْرَ المَطِيَّةِ حتَّى تَعْرِفَ السَدَفَا (٢)

قال أبو عبيد : قوله صَدْرَ المطية ، مصدر من قولك : صَدَرَ يَصْدُرُ صَدْراً.

وأَصْدَرْتُهُ فصَدَرَ ، أى رَجَعْتُهُ فرجع.

والموضعُ مَصْدَرٌ ، ومنه مَصَادِرُ الأفعال.

وصَادَرَهُ على كذا.

وصَدَّرَ الفرسُ ، أى برز بصَدْرِهِ وسبق.

قال طُفيلٌ (٣) يصف الفرس :

كأنه بعد ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ

سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبُلُولُ

ويروى : «صُدِّرْنَ» على ما لم يُسَمَّ فاعله ، أى ابْتَلَّتْ صُدُورُهُنَ بالعَرَقِ ، والأول أجود.

والعَرَقُ : الصفُّ من الخيل.

وصَدَّرَ كتابه : جعل له صَدْراً.

وصَدَّرَهُ فى المجلس فتَصَدَّرَ.

والمُصَدَّرُ : الشديد الصَّدْرِ. ويقال للأسد : المُصَدَّرُ.

والتَّصْدِيرُ : الحزامُ ، وهو فى صَدْرِ البعير ، والحَقَبُ عند الثِيلِ.

صرر

الصَّرَّةُ : الضَجَّةُ والصيحةُ. والصَّرَّةُ : الجماعةُ.

والصَّرَّةُ : الشدةُ مِن كرْبٍ وغيره. وقول امرئ القيس :

فأَلْحَقَهُ (١) بالهَادِيَاتِ ودُونَهُ

جَوَاحِرُهَا فى صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ

يحتمل هذه الوجوه الثلاثة.

وصَرَّةُ القيظِ : شِدةُ حره.

والصِّرَارُ : الأماكن المرتفعة لا يعلوها الماء.

وصِرَارٌ : اسم جبل. وقال جرير :

إنَّ الفرزدق لا يُزَايِلُ (٢) لُؤْمَهُ

حتّى يَزُولَ عن الطريقِ صِرَارُ

__________________

(١) هو ابن مقبل.

(٢) فى اللسان : مادة (رأس): «بصدرة العنس» وصدرتها : ما أشرف من أعلى صدرها. والسدف : الضوء.

(٣) الغنوى.

(١) «فألحقه» هى رواية الخطيب. والهاء يحتمل أن تكون للفرس ، وأن تكون للغلام فى قوله : يزل الغلام. ومن روى : «فألحقنا» أى هذا الفرس بأوائل الوحش ، ويدع متخلفاته ثقة بشدة جريه ، وقوة عدوه.

(٢) فى ديوانه : «لا يزاول».

٢٧٤

والصُّرَّةُ للدراهم.

وصَرَرْتُ الصُّرَّةَ : شدَدْتها.

ابن السكيت : صَرَّ الفرسُ أذنَيه : ضمَّهما إلى رأسه. قال : فإذا لم يُوقِعُوا (١) قالوا : أَصَرَّ الفرس بالألف.

وحافرٌ مَصْرُورٌ ، أى ضيِّقٌ مقبوضٌ.

وصَرَرْتُ الناقة : شدَدْت عليها الصِّرَارَ ، وهو خيط يُشَدُّ فوق الخِلْفِ والتَوْدِيَةِ لئلا يرضعَها ولدُها.

والصِّرُّ بالكسر : بَرْدٌ يضرب النباتَ والحَرْثَ.

ويقال : رجلٌ صَرُورَةٌ ، للذى لم يحجَّ.

وكذلك رجل صَارُورَةٌ ، وصَرُورِيٌ.

وحكى الفراء عن بعض العرب قال : رأيت قوماً صَرَاراً بالفتح ، واحدهم صَرَارَةٌ.

قال يعقوب : والصَّرُورَةُ فى شعر النابغة (٢) : الذى لم يأتِ النساءَ ، كأنّه أَصَرَّ على تركهن.

وفى الحديث : «لا صَرُورَةَ فى الإسلام». وامرأةٌ صَرُورَةٌ : لم تَحُجَّ.

والصَّرَارِيُ : الملَّاح ، والجمع الصَّرَارِيُّونَ.

قال العجاج :

*جَذْبُ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرُورِ (١)*

ويقال للملَّاح أيضاً : الصَارِى ، مثل القَاضِى ، نذكره فى المعتلّ.

والصَّارَّةُ : الحاجةُ. يقال : لى قِبَلَ فلان صَارَّةٌ.

وقولهم : صَارَّهُ على الشىء ، أى أكرهه.

والصَّارَّةُ : العطشُ. يقال : قَصَعَ الحمارُ صَارَّتَهُ ، إذا شرِب الماءَ فذهب عطشُه. قال أبو عمرو : وجمعُها صَرَائِرُ. وأنشَدَ لذى الرمَّة :

فانْصَاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرَائِرَهَا

وقد نَشَحْنَ فلا رِىُّ ولا هِيمُ

وعِيبَ ذلك على أبى عمرٍو وقيل : إنَّما الصَّرَائِرُ جمع صَرِيرَةٍ ، وأما الصَّارَّةُ فجمعها صَوَارُّ.

وصَرَّارُ الليل : الجُدْجُدُ ، وهو أكبر من الجُنْدُبِ ، وبعض العرب يسمِّيهِ الصَدَى.

وصَرَّ القلمُ والبابُ يَصِرُّ صَرِيراً ، أى صَوَّتَ.

ويقال : درهمٌ صِرِّيٌ ، للذى له صوت إذا نُقِدَ.

وقولهم فى اليمين : هى منى صِرَّى ، مثال الشِعْرَى ، أى عزيمةٌ وجِدٌّ. وهى مشتقّة من أَصْرَرْتُ على الشىء ، أى أقمتُ ودمتُ. قال أبو سَمَّالٍ الأسدىُّ ، وقد ضَلَّتْ ناقتُهُ : ايْمُنُكَ لئنْ لم تردَّها علىَّ لا عَبَدْتُكَ! فأصاب ناقتَه

__________________

(١) المراد بالإيقاع تعدية الفعل.

(٢) هو قوله :

لو أنها عرضت لأشمط راهب

يخشى الاله صرورة متعبد

(١) قبله :

لايا يثانيه عن الحور

٢٧٥

وقد تعلَّق زِمامُها بعوسجةٍ ، فأخذها وقال : عَلِمَ رَبِّى أنّها منى صِرَّى.

وحكى يعقوب : أَصِرِّي وأصِرَّى ، وصِرِّي وصِرَّى. وقد اختُلِف عنه.

واصْطَرَّ الحافرُ ، أى ضاق. قال الراجز (١) :

*ليس بمُصْطَرٍّ ولا فِرْشَاحِ (٢)*

وصَرَّ الجُنْدُبُ صَرِيرًا ، وَصَرْصَرَ الأخطبُ صَرْصَرَةً. كأنَّهم قدَّروا فى صوت الجندب المدّ وفى صوت الأخطب الترجيعَ فحكوه على ذلك.

وكذلك الصقرُ والبازِى. وأنشد الأصمعىُ (٣) :

ذاكم (٤) سَوَادَةُ يَجْلُو مُقْلَتَىْ لَحِمٍ

بَازٍ يُصَرْصِرُ فوق المَرْقَبِ العَالِى

وصَرْصَرٌ : اسم نهر بالعراق.

وريحٌ صَرْصَرٌ ، أى باردةٌ. ويقال أصلها صَرَّرٌ من الصَّرِّ ، فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل ، كقولهم : كُبْكِبُوا ، أصله كُبِّبُوا ؛ وتَجَفْجَفَ الثوبُ ، أصله تَجَفَّفَ.

والصَّرْصَرَانِىُ : واحد الصَّرْصَرَانِيَّاتِ ، وهى الإبل بين البَخَاتِىِّ والعِرَابِ ، ويقال : هى الفَوَالِجُ.

والصَّرْصَرَانِيُ : ضربٌ من سمك البحر (١).

والصَّرَاصِرَةُ : نَبَطُ الشامِ.

والصُّرْصُورُ ، مثل الجُرْجُورِ. وهى العظامُ من الإبل.

صعر

الصَّعَرُ : الميل فى الخَدِّ خاصةً.

وقد صَعَّرَ خدَّه وَصَاعَرَهُ ، أى أمالَه من الكِبْرِ. ومنه قوله تعالى : (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ). وقال الشاعر(٢) :

وكُنَّا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ

أَقَمْنَا له من دَرْئِهِ (٣) فتَقَوَّمَا

وفى الحديث : «ليس فيه إلا أَصْعَرُ أو أَبْتَرُ» ، أى ليس فيه إلَّا ذاهبٌ بنفسه أو ذليلٌ.

وربَّما كان الإنسانُ والظليم أَصْعَرَ ، خِلقةً.

وقول الراجز :

* وقد قَرَبْنَ قَرَبًا مُصْعَرَّا (٤) *

يعنى شديداً.

والصَّمْعَرُ : الشديدُ ، والميم زائدة ، يقال رجل صَمْعَرِيٌ.

والصَّمْعَرَةُ : الأرض الغليظة.

__________________

(١) هو أبو النجم العجلى.

(٢) وقبله :

بكل واب للحصى رضاح

(٣) لجرير يرثى ابنه سوادة.

(٤) فى ديوانه : «لكن».

(١) أملس الجسم ضخم.

(٢) المتلمس.

(٣) يروى : «من خده».

(٤) بعده :

اذا الهدان حار واسبكرا

٢٧٦

وثَعْلَبَةُ بنُ صُعَيْرٍ المازنىُ (١).

والصَّيْعَرِيَّةُ : اعتراضٌ فى السَيْرِ ، وهو من الصَّعَرِ.

والصَّيْعَرِيَّةُ : سِمَةٌ فى عنُق البعير. قال الشاعر (٢) :

وقد أَتَنَاسَى الهَمَّ عند احْتِضَارِهِ

بنَاجٍ عليه الصَّيْعَرِيَّةُ مُكْدَمِ

والصُّعْرُورُ : قِطعة من الصمغ فيها طولٌ والتواء. وقال أبو عمرو : الصَّعَارِيرُ ما جَمُدَ من اللَثَى.

وصَعْرَرْتُ الشىء فتَصَعْرَرَ ، أى استدار.

قال الراجز :

* سُودٌ كحَبِّ الفُلْفُلِ المُصَعْرَرِ (٣) *

صعبر

الصَّعْبَرُ : شجر بمنزلة السِدْرِ ، وكذلك الصَّنَعْبَرُ.

صعفر

اصْعَنْفَرَتِ الحُمُرُ : ابْذَعَرَّتْ ، وصَعْفَرَهَا الخوفُ. قال الراجز يصف الرامى والحُمُرَ :

* فلم يُصِبْ واصْعَنْفَرَتْ جَوَافِلَا*

ويروى : «... واسْحَنْفَرَتْ».

صغر

الصِّغَرُ : ضد الكِبَر.

وقد صَغُرَ الشىء ، وهو صَغِيرٌ وصُغَارٌ بالضم.

وأَصْغَرَهُ غيرُهُ ، وصَغَّرَهُ تَصْغِيراً.

وأَصْغَرْتُ القِرْبةَ : خرزْتها صَغِيرَةً. قال الراجز :

شُلَّتْ يَدَا فَارِيَةٍ فَرَتْهَا

لو كانتِ السَاقِىَ أَصْغَرَتْها (١)

واسْتَصْغَرَهُ : عَدَّهُ صَغِيراً.

وتَصَاغَرَتْ إليه نفسه : تحاقَرَتْ.

وقد جُمع الصَّغِيرُ فى الشِعر على صُغَرَاءَ وأنشد أبو عمرو :

فلِلْكُبَراءِ أَكْلٌ حيث شاءُوا

وللصُّغَراءِ أَكْلٌ واقْتِثَامُ

والصُّغْرَى : تأنيث الأَصْغَرِ ، والجمع الصُّغَرُ.

قال سيبويه : لا يقال نِسوةٌ صُغَرٌ ، ولا قومٌ أَصَاغِرُ ، إلَّا بالألف واللام. قال : وسمعنا العرب تقول الأَصَاغِرُ ، وإنْ شئت قلت الأَصْغَرُونَ.

والصَّغَارُ بالفتح : الذُلُّ والضَيمُ ، وكذلك الصُّغْر بالضم. والمصدر الصَّغَرُ بالتحريك. وقد صَغِرَ الرجل بالكسر يَصْغَرُ صَغَراً. يقال : قم على صَغَرِكَ وصُغْرِكَ.

والصَّاغِرُ : الراضى بالضيم.

__________________

(١) أحد الشعراء الجاهليين القدماء.

(٢) المسيب بن علس ، كما فى اللسان.

(٣) فى اللسان :

يبعرف مثل الفلفل المصغر

(١) فى اللسان :

لو خافت النزغ لأصغرتها

٢٧٧

والمَصْغُورَاءُ : الصِّغَارُ.

وأرضٌ مُصْغِرَةٌ : نَبْتُها صَغِيرٌ لم يَطُلْ ، عن ابن السكِّيت.

صفر

الصُّفْرَةُ : لون الْأَصْفَرِ.

وقد اصْفَرَّ الشىء ، واصَفَارَّ ، وصَفَّرَهُ غيره.

وأهلك النِساءَ الأصفران : الذهبُ والزعفرانُ ، ويقال : الوَرْسُ والزعفرانُ.

وفرسٌ أَصْفَرُ ، وهو الذى يسمَّى بالفارسية «زَرْدَهْ». قال الأصمعى : ولا يسمَّى أَصْفَرَ حتَّى يَصْفَرَّ ذَنَبُهُ وعُرْفُهُ.

وبنو الأَصْفَرِ : الروم.

وربَّما سَمَّتِ العرب الأسودَ أَصْفَرَ. قال الأعشى :

تلك خَيْلِى منه وتلك رِكَابِى

هُنَ صُفْرٌ أولادُها كالزَبِيبِ

ويقال : إنَّه لفى صُفْرَةٍ ، للذى يعتريه الجنون ، إذا كان فى أَيامٍ يزول فيها عقلُه ، لأنَّهم كانوا يمسحونه بشىءٍ من الزعفران.

والصُّفْرُ بالضم : الذى تُعمَل منه الأوانى.

وأبو عبيدة يقوله : بالكسر.

والصِّفْرُ أيضاً : الخالى. يقال : بيتٌ صِفْرٌ من المتاع ، ورجلٌ صِفْرُ اليدين.

وفى الحديث : «إنّ أَصْفَرَ البيوت من الخير البيتُ الصِّفْرُ من كتاب الله»

. وقد صَفِرَ بالكسر.

وأَصْفَرَ الرجل فهو مُصْفِرٌ ، أى افتقر.

والصَّفَارِيتُ : الفُقَراء ، الواحد صِفْرِيتٌ.

قال ذو الرمة : * ولا خُورٌ صَفَارِيتُ (١) *

والتاء زائدة.

وصَفَرٌ : الشهرُ بعد المحرم. والجمع أَصْفَارٌ.

وقال ابن دريد : الصَّفَرَانِ شهران من السنة ، سمِّى أحدهما فى الإسلام المحرَّمَ.

والصَّفَرِيُ فى النِتَاجِ بعد القَيْظِىِّ.

والصفريَّةُ : نبات يكون فى أول الخريف.

والصَّفَرِيُ : المطر يأتى فى ذلك الوقت.

والصَّفَرُ فيما تزعم العرب : حَيَّةٌ فى البطن تعَضُّ الإنسان إذا جاع ، واللذعُ الذى يجده عند الجوع من عضِّه. قال أعشى باهلة يَرْثِى أخاه :

لا يَتَأَرَّى لِمَا فى القِدْرِ يَرْقُبُهُ

ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفِهِ الصَّفَرُ

وفى الحديث : «لا صَفَرَ ولا هَامَةَ».

وقولهم : لا يَلْتَاطُ هذا بصَفَرِي ، أى لا يَلْزَقُ بى ولا تقبلُه نفسى.

والصَّفَرُ أيضاً : مصدر قولك صَفِرَ الشىء

__________________

(١) قال ابن برى : صواب إنشاده : ولا خور ـ يعنى بالجر ـ والبيت بكماله :

بفتبة كسيوف الهند لاورع

من الشباب ولاخور صفاريت

٢٧٨

بالكسر ، أى خلا. يقال : نعوذ بالله من صَفَرِ الإناء (١). يعنون به هلاك المواشى.

وصَفَرِ الطائر يَصْفِرُ صفِيراً ، أى مَكَا. ومنه قولهم : «أَجْبَنُ من صَافِرٍ» و «أَصفَرُ من بلبلٍ».

والنَسْرُ يَصْفِرُ.

وقولهم : ما بها صَافِرٌ ، أى أحد.

وحكى الفراء عن بعضهم قال : كان فى كلامه صُفَارٌ بالضم ، يريد صَفِيراً.

والصُّفَّارِيَّةُ (٢) : طائرٌ.

والصَّفَارُ بالفتح : يَبِيسُ البُهْمَى.

والصُّفَارُ بالضم : اجتماعُ الماء الأَصْفَرِ فى البطن ، يعالج بقَطْعِ النائط ، وهو عِرْقٌ فى الصُلْبِ.

قال الراجز :

* قَضْبَ الطبيبِ نَائِطَ المَصْفُورِ (٣) *

وقولهم فى الشتم : «فلان مُصَفِّرُ اسْتِهِ» ، وهو من الصَّفِيرِ لا من الصُّفْرَةِ (٤) ، أى ضَرَّاطٌ.

والصَّفْرَاءُ : القوسُ. والصَّفْرَاءُ : نبتٌ.

والصُّفْريَّةُ ، بالضم : صِنفٌ من الخوارج ، نسبوا إلى زياد بن الأصفر رئيسهم. وزعمَ قومٌ أن الذى نسبوا إليه هو عبد الله بن الصَّفَّارِ ، وأنهم الصِّفْرِيَّةُ بكسر الصاد.

صقر

الصَّقْرُ : الطائر الذى يصاد به.

والصَّقْرُ أيضاً : اللبنُ الشديد الحموضة. يقال : جاءنا بصَقْرَةٍ تَزوِى الوجه ، كما يقال : بصَرْبَةٍ.

حكاهما الكسائى.

والصَّقْرُ أيضاً : الدِبْسُ عند أهل المدينة.

يقال : رُطَبٌ صقْرٌ ، للذى يصلُح للدِبْسِ.

والمُصَقَّرُ من الرُطَبِ : المُصَلَّبُ يُصَبُّ عليه الدِبس ليَلِينَ. وربما جاء بالسين ، لأنهم كثيراً ما يقلبون الصاد سيناً إذا كان فى الكلمة قاف ، أو طاء ، أو غين ، أو خاء : مثل الصُدْغِ ، والصِمَاخِ ، والصِرَاطِ ، والبصاق.

أبو عمرو : الصَّاقُورُ : الفأسُ العظيمة التى لها رأس واحدٌ دقيقٌ تكسر به الحجارة ، وهو المِعْول أيضاً. والأصمعىُّ مثله.

وقد صقَرْتُ الحجارةَ صقْراً ، إذا كسرتَها بالصاقور.

والصَّقْرُ والصَّقْرَةُ : شِدَّة وقع الشمس.

يقال : صقَرَتْهُ الشمس. قال الشاعر ذو الرمة :

إذا ذابَتِ الشمسُ اتَّقَى صقَراتِها

بأَفْنان مَرْبُوعِ الصَرِيمةِ مُعْبِلِ

__________________

(١) فى اللسان : «نعُوذ بالله من قَرَعِ الفِنَاءِ ، وصَفَر الإنَاء».

(٢) بتخفيف الياء وتشديدها.

(٣) قبله :

وبج كل عاند نعور

(٤) وقيل من الصفرة ، يعنون أنه مأيون ، يزعفر استه.

٢٧٩

صمر

الصُّمَارَى ، بالضم (١) : الدُبُرُ.

والصَّمَرَ بالتحريك : النَتْنُ. يقال : يَدِى من السَمَك صَمِرَةٌ.

والصُّمْرُ بالضم : الصُبْرُ. ويقال : أدهقْت الكأسَ إلى أَصبَارِهَا وأَصْمَارِهَا ، بمعنًى. عن ابن السكيت.

ورجلٌ صَمِيرٌ : يابسُ اللحم على العظام تَفوحُ منه رائحةُ العَرَق.

صنر

الصِّنَارَةُ : رأسُ المِغزل.

وصِنَارَةُ الحَجَفَةِ : مَقبِضها.

وأهل اليمن يسمُّون الأُذُن : صِنَارَةً.

صور

الصُّورُ : القَرْنُ. قال الراجز :

لقد نَطَحْنَاهُمْ غَدَاةَ الْجمْعَيْنِ

نَطْحاً شديداً لا كَنَطْحِ الصُّورَيْن

ومنه قوله تعالى : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) ، قال الكلبىّ : لا أدرى ما الصُّورُ. ويقال : هو جمع صُورَةٍ ، مثل بُسْرَةٍ وبُسْرٍ ، أى يُنْفَخُ فى صُوَرِ الموتى الأرواحُ.

وقرأ الحسن : يومَ يُنْفَخُ فى الصُّوَرِ.

والصِّوَرُ بكسر الصاد : لغة فى الصُّوَرِ جمع صُورَةٍ. وينشد هذا البيتُ على هذه اللغة يصف الجوارى :

أَشْبَهْنَ من بَقَرِ الخَلْصَاءِ أَعْيُنَهَا

وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرَانِهَا صِوَرا

والصِّيرَانُ : جمع صِوَار ، وهو القطيع من البقر. والصِّوَارُ أيضاً : وعاء المسك. وقد جمعهما الشاعر بقوله :

إذا لَاحَ الصِّوَارُ ذَكَرْتُ لَيْلَى

وأَذْكُرُهَا إذا نَفَخَ (١) الصِّوَارُ

والصِّيَارُ لغة فيه.

والصَّوْرُ بالتسكين : النخل المجتمع الصِغَارُ ، لا واحد له. وقول الشاعر :

كأنَّ عُرْفاً مَائِلاً من صَوْرِهِ

بين مَقَذَّيْهِ إلى سِنَّوْرِهِ (٢)

يريد شَعَرَ الناصية.

ويقال : إنِّى لأجدُ فى رأسى صَوْرَةً ، وهى شبه الحِكَّةِ حتَّى يشتهى أن يُفَلَّى رأسُه.

وصَارَةُ : اسمُ جبلٍ ، ويقال أرضٌ ذاتُ شجر.

والصَّوَرُ ، بالتحريك : المَيْلُ. ورجلٌ أَصْوَرُ بَيِّنُ الصَّوَرِ ، أى مائلٌ مشتاقٌ.

__________________

(١) فى التهذيب : بالكسر.

(١) فى المطبوعة الأولى : اذا نفخ صوا به من اللسان والأساس.

(٢) فى اللسان :

كأن جذعا خارجا من صوره

مابين أذنيه الى سنوره

٢٨٠