تفسير الإمام الحسين عليه السلام

تفسير الإمام الحسين عليه السلام

المؤلف:


المحقق: السيد محمد علي الحلو
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة الحسينيّة المقدّسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣١٩

قوله تعالى :

(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً.)

آل عمران : ٣٠.

الحسكاني ، أخبرنا الحسن بن محمّد عن أبيه عبد الله بن محمّد عن أبيه محمّد ابن عبد الله عن أبيه عبد الله بن حسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي عليهم‌السلام قال :

نحن المستضعفون ، ونحن المقهورون ، ونحن عترة رسول الله فمن نصرنا فرسول الله نصر ، ومن خذلنا فرسول الله خذل ، ونحن وأعداؤنا نجتمع (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً)(١).

قوله تعالى :

(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.)

آل عمران الآية : ٣٣ ، ٣٤.

لما استأذن علي الأكبر أباه الحسين عليه‌السلام في القتال ، خرج الحسين عليه‌السلام يخطو وراءه خطوات وقد اغرورقت عيناه بالدموع قالوا : ورفع الحسين

__________________

(١) شواهد التنزيل : ٤٣٤ ، مسند الإمام الحسين عليه‌السلام ٣ : ١٥٤.

١٢١

عليه‌السلام سبابته نحو السماء وقال : اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك ، كنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إلى وجهه ، اللهم امنعهم بركات الأرض ، وفرّقهم تفريقا ، ومزقهم تمزيقا ، واجعلهم طرائق قددا ، ولا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا.

ثم صاح الحسين بعمر بن سعد : ما لك؟ قطع الله رحمك ولا بارك الله في أمرك ، وسلّط عليك من يذبحك بعدي على فراشك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم رفع الحسين عليه‌السلام صوته وتلا (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ...) إلى آخر الخبر (١).

روى العياشي عن حبابة الوالبية قالت سمعت الحسين بن علي عليه‌السلام يقول : ما أعلم أحدا على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا ، قال صالح : ما أحد على ملة إبراهيم ، قال جابر : ما أعلم أحدا على ملة إبراهيم.

بيان الظاهر أن صالح رواها بهذا اللفظ ، وجابر رواها باللفظ الذي روته حبابة الوالبية ، وهو الأظهر (٢).

__________________

(١) بحار الأنوار ٤٥ : ٤٢ ـ ٤٤.

(٢) تفسير العياشي ١ : ١٨٥.

١٢٢

وروى الصدوق بإسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال محمّد بن الأشعث بن قيس الكندي للحسين عليه‌السلام : يا حسين بن فاطمة أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك؟ فتلا الحسين عليه‌السلام هذه الآية (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) الآية ثم قال من الرجل فقيل محمّد بن الأشعث بن قيس الكندي فرفع الحسين عليه‌السلام رأسه إلى السماء فقال : اللهم أر محمّد بن الأشعث ذلا في هذا اليوم لا تعزه بعد هذا اليوم أبدا ، فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرز فسلط الله عليه عقربا فلدغه فمات بادي العورة ... إلى آخر الرواية (١).

قوله تعالى :

(إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ (٤٦) قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٧) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ.)

آل عمران الآية : ٤٥ ـ ٤٨.

__________________

(١) أمالي الصدوق : ١٣٩ ، تفسير كنز الدقائق ٣ : ٧٨.

١٢٣

عن الحسين بن علي عليه‌السلام أنه قال : إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلي عليه‌السلام في أثناء كلام طويل فإن هذا عيسى ابن مريم تزعمون أنه تكلم في المهد صبيا ، قال له علي عليه‌السلام لقد كان كذلك ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سقط من بطن أمه رافعا يده اليسرى على الأرض ، ورافعا يده اليمنى إلى السماء يحرك شفتيه بالتوحيد ، وبدا من فيه نور رأى أهل مكة قصور بصرى من الشام وما يليها والقصور الحمر من أرض اليمن وما يليها ، والقصور البيض من اصطفى وما يليها ، ولقد أضاءت الدنيا ليلة ولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى فزعت الجن والأنس والشياطين وقالوا : حدث في الأرض حدث ... إلى أن قال : قال له اليهودي : فإن عيسى يزعمون أنه خلق من الطين كهيئة الطير فنفخ فيه فكان طيرا بإذن الله عزوجل فقال له علي عليه‌السلام لقد كان كذلك ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد فعل ما هو شبيه لهذا إذ أخذ يوم حنين حجرا فسمعنا للحجر تسبيحا وتقديسا ثم قال للحجر : انفلق ، فانفلق ثلاث فلق يسمع لكل فلقة منها تسبيحا لا يسمع للأخرى ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته ولكل غصن منها تسبيح وتهليل وتقديس ، ثم قال لها : انشقي فانشقت نصفين ، ثم قال لها : التزقي فالتزقت. ثم قال لها : أشهدي لي بالنبوة فشهدت.

ثم قال له اليهودي : فإن عيسى يزعمون أنه قد أبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى عزوجل فقال له علي عليه‌السلام لقد كان كذلك ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله

١٢٤

وسلم أعطي ما هو أفضل أبرأ ذا العاهة من عاهته بينما هو جالس عليه‌السلام إذ سأل عن رجل من أصحابه فقالوا : يا رسول الله إنه قد صار في البلاد كهيئة الفرخ لا ريش عليه ، فأتاه عليه‌السلام فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء فقال له : «قد كنت تدعو في صحتك دعاء»؟ ، قال : نعم كنت أقول يا رب أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة فعجلها لي في الدنيا.

فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ألا قلت اللهم (آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ)(١) فقالها فكأنما نشط من عقال وقام صحيحا وخرج معنا ولقد أتاه رجل من جهينة أجذم يتقطع من الجذام ، فشكا إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخذ قدحا من ماء فتفل فيه ثم قال امسح به جسدك ففعل فبرئ حتى لم يوجد فيه شيء ، ولقد أتى أعرابي أبرص فتفل [من] فيه [عليه] فما قام من عنده إلا صحيحا ، ولئن زعمت أن عيسى ـ عليه‌السلام ـ أبرأ ذا العاهات من عاهاتهم ، فان محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينما هو في بعض أصحابه إذا هو بامرأة فقالت : يا رسول الله ابني قد أشرف على حياض الموت كلما آتيته بطعام وقع عليه التثاؤب ، فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقمنا معه ، فلما أتيناه قال له : «جانب يا عدو الله ولي الله فأنا رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجانبه الشيطان فقام صحيحا وهو معنا في عسكرنا ولئن زعمت أن عيسى أبرأ العميان

__________________

(١) سورة البقرة الآية ٢٠١.

١٢٥

فإن محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد فعل ما هو أكثر من ذلك ، إن قتادة بن ربعي كان رجلا صحيحا فلما أن كان يوم أحد أصابته طعنة في عينيه ، فبدرت حدقته فأخذها بيده ثم أتى بها إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله إن امرأتي الآن تبغضني ، فأخذها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من يده ثم وضعها مكانها ، فلم تكن تعرف بفضل حسنها وفضل ضوئها على العين الأخرى ولقد جرح عبد الله بن عتيك وبانت يده يوم حنين ، فجاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلا فمسح على يده ، فلم يكن تعرف من الأخرى ، ولقد أصاب محمّد بن مسلمة يوم كعب بن الاشرف مثل ذلك في عينيه ويده فمسحه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يستبينا ، ولقد أصاب عبد الله بن أنيس مثل ذلك في عينيه فمسها فما عرفت من الأخرى ، فهذه كلها دلالة لنبوته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال له اليهودي : فإن عيسى تزعمون أنه أحيا الموتى بإذن الله؟.

فقال له عليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبحت في يده تسع حصيات يسمع نغماتها في جمودها ولا روح فيها لتمام حجة نبوته ، لقد كلمه الموتى من بعد موتهم واستغاثوه فما خافوا تبعته ، ولقد صلى بأصحابه ذات يوم فقال : ما هاهنا من بني النجار أحد وصاحبهم محتبس على باب الجنة بثلاثة دراهم لفلان اليهودي وكان شهيدا ، ولئن زعمت أن عيسى كلم الموتى فلقد كان لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما هو أعجب من هذا ، إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

١٢٦

وسلم لما نزل بالطائف وحاصر أهلها بعثوا إليه بشاة مسلوخة مطلية بسم ، فنطق الزراع منها ، فقالت يا رسول الله لا تأكلني فإني مسمومة ، فلو كلمته البهيمة وهي حية لكانت من أعظم حجج الله عز ذكره على المنكرين لنبوته فكيف وقد كلمته من بعد ذبح وسلخ وشوي.

ولقد كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعو بالشجرة فتجيبه ، وتكلمه البهيمة وتكلمه السباع وتشهد له بالنبوة وتحذرهم عصيانه فهذا أكثر مما أعطي عيسى ، قال له اليهودي : إن عيسى تزعمون أنه أنبأ قومه بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؟.

قال له علي عليه‌السلام : لقد كان كذلك ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعل ما هو أكبر من هذا ، إن عيسى أنبأ قومه بما كان وراء الحائط ومحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنبأ قومه عن مؤتة وهو عنها غائب ووصف حربهم ومن استشهد منهم وبينه وبينهم مسيرة شهور كان يأتيه الرجل يريد أن يسأله عن شيء فيقول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تقول أو أقول؟ فيقول بل قل يا رسول الله.

فيقول : جئتني في كذا وكذا حتى يفرغ من حاجته ، ولقد كان صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبر أهل مكة بأسوارهم بمكة حتى لا يترك من أموالهم شيئا ، منها ما كان بين صفوان بن أمية وبين عمير بن وهب ، فقال جئت في فكاك ابني فقال له كذبت بل قلت لصفوان وقد اجتمعتم في الحطيم وذكرتم قتلى بدر ، وقلتم : والله

١٢٧

الموت أهون علينا من البقاء مع ما صنع محمّد بنا ، وهل حياة بعد أهل القليب فقلت أنت لو لا عيالي ودين عليّ لأرحتك من محمّد فقال صفوان عليّ أن اقضي دينك وأن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما يصيبهن من خير أو شر فقلت أنت : فاكتمها علي وجهزني حتى اذهب فأقتله فجئت لتقتلني فقال صدقت يا رسول الله فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله وأشباه هذا مما لا يحصى (١).

قوله تعالى :

(إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ.)

آل عمران : ٧٧.

في شرح الآيات الباهرة وفي كتاب مصباح الأنوار للشيخ الطوسي رحمه‌الله بسنده إلى الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حرم الله الجنة على ظالم أهل بيتي وقاتلهم وشانئهم والمعين عليهم. ثم تلا هذه الآية : (أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ)(٢).

__________________

(١) تفسير نور الثقلين : ٤٠٥ إلى : ٤٠٧. تفسير كنزل الدقائق وبحر الغرائب : ج ٢ ، ص ١٠٢.

(٢) تفسير كنز الدقائق ٣ : ١٣٩.

١٢٨

قوله تعالى :

(ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (٧٩) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.)

آل عمران الآية : ٧٩ ـ ٨٠.

في سؤال المأمون للإمام الرضا عليه‌السلام عن الغلاة والمفوضة لعنهم الله حديث طويل وفيه فقال المأمون : يا أبا الحسن بلغني أن قوما يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحد؟. فقال الرضا : حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لا ترفعوني فوق حقي ، فإن الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا ، قال الله تعالى : (ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (٧٩) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) وقال علي عليه‌السلام يهلك فيّ اثنان ولا ذنب لي محب مفرط ومبغض مفرط ، وإنا لنبرأ إلى الله تعالى ممن يغلو نبينا فرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى ابن مريم عليه‌السلام من النصارى (١).

__________________

(١) تفسير نور الثقلين : ٤٢٦ ـ ٤٢٧.

١٢٩

قوله تعالى :

(قُلْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ.)

آل عمران : ٨٤.

عن زيد بن علي عن أبيه عن جده [الحسين بن علي] عن علي عليهم‌السلام : إنه كان يقنت في الفجر بهذه الآية (آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ) الآية (١).

قوله تعالى :

(لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ.)

آل عمران الآية : ٩٢.

عن الحسين بن علي عليهما‌السلام (٢) : أنه كان يتصدق بالسكر فقيل له في ذلك. فقال : إني أحبه وقد قال الله تعالى : (لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ).

__________________

(١) مسند زيد بن علي : ١١٠.

(٢) تفسير نور الثقلين ١ : ٤٣٣.

١٣٠

قوله تعالى :

(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً.)

آل عمران : ٩٧.

زيد بن علي عن أبيه عن جده [الحسين بن علي] عن علي عليهم‌السلام : في قول الله عزوجل : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) ، قال عليه‌السلام : السبيل ، الزاد والراحلة ، وقال عليه‌السلام : ولما نزلت هذه الآية قام رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله الحج واجب علينا في كل سنة أو مرة واحدة في الدهر؟.

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بل مرة واحدة ولو قلت في كل سنة لوجب.

قال : يا رسول الله فالعمرة واجبة مثل الحج؟

قال : لا ، ولكن ان اعتمرت خيرا لك (١).

قوله تعالى :

(وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ.)

آل عمران الآية : ١١٥.

__________________

(١) مسند زيد بن علي : ٢٢٣.

١٣١

عن موسى بن جعفر عن آبائه عن الحسين بن علي عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكفرا لا يشكر معروفه ، ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي ومن كان أعظم معروفا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على هذا الخلق وكذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكر معروفنا ، وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم (١).

قوله تعالى :

(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.)

آل عمران الآية : ١٣٤.

جنى غلام للحسين عليه‌السلام جناية توجب العقاب عليه ، فأمر به أن يضرب ، فقال يا مولاي (٢)(وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ) قال : خلوا عنه.

فقال : يا مولاي (وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ) قال : قد عفوت عنك.

قال : يا مولاي (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) قال : أنت حر لوجه الله ، ولك ضعف ما كنت أعطيك (٣).

__________________

(١) تفسير كنز الدقائق ٣ : ٢٠٥.

(٢) كشف الغمة للأربلي ٢ : ٢٠٧.

(٣) كلمة الإمام الحسين : ١٢٣.

١٣٢

قوله تعالى :

(قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ.)

آل عمران الآية : ١٥٤.

لما سار أبو عبد الله الحسين بن علي عليهما‌السلام من المدينة لقي أفواجا من الملائكة المسوّمين والمردفين في أيديهم الحراب على نجب من نجب الجنة ، فسلّموا عليه وقالوا : يا حجة الله على خلقه بعد جده وأبيه وأخيه ، ان الله عزوجل أمرّ جدك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنا في مواطن كثيرة ، وان الله أمّرك بنا ، فقال لهم : الموعد حفرتي وبقعتي التي استشهد فيها وهي كربلاء فإذا وردتها فأتوني.

فقالوا : يا حجة الله إن الله أمرنا أن نسمع لك ونطيع ، فهل تخشى من عدو يلقاك فنكون معك؟

فقال : لا سبيل لهم عليّ ولا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي وأتته أفواج من مؤمني الجن فقالوا له : يا مولانا نحن شيعتك وأنصارك فمرنا بما تشاء ، فلو أمرتنا بقتل كل عدو لك وأنت بمكانك لكفيناك.

فجزاهم الحسين خيرا وقال لهم : أو ما قرأتم كتاب الله المنزل على جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قوله (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ ...) إلى آخر حديثه عليه‌السلام (١).

__________________

(١) كلمة الإمام الحسين عليه‌السلام : ٢٤٣.

١٣٣

قوله تعالى :

(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (١٧٨) ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ.)

آل عمران الآية : ١٧٨ ـ ١٧٩.

قال أبو مخنف : عن عبد الله بن عاصم ، عن الضحاك بن عبد الله المشرفي ، قال : فلما أمسى حسين وأصحابه قاموا الليل كلّه يصلون ويستغفرون ، ويدعون ويتضرعون : قال : فتمر بنا خيل لهم تجوسنا ، وإن حسينا ليقرأ (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (١٧٨) ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ.)(١)

قوله تعالى :

(الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٨٣) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ.)

آل عمران الآية : ١٨٣ ـ ١٨٤.

__________________

(١) موسوعة كلمات الإمام الحسين عليه‌السلام : ٤٠٣.

١٣٤

عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام حديث طويل وفيه قال الله عزوجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما أسري به : وكانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس ، فمن قبلت ذلك منه أرسلت إليه نارا فأكلته فرجع مسرورا ، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا ، وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك أضعافا مضاعفة ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا وقد رفعت ذلك عن أمتك وهي من الآصار التي كانت على الأمم قبلك (١).

قوله تعالى :

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا.)

آل عمران الآية : ١٠٣.

عن الحسين بن علي عن أبيه عن جده عليهم‌السلام : قال : جاء رجل في هيئة أعرابي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما معنى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا.)

فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا نبي الله وعلي بن أبي طالب حبله.

فخرج الأعرابي وهو يقول : آمنت بالله وبرسوله واعتصمت بحبله (٢).

__________________

(١) تفسير نور الثقلين : ٤٩٤ ، ٤٩٦.

(٢) تفسير فرات الكوفي : ٩٠.

١٣٥

تفسير سورة النّساء

قوله تعالى :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ.)

النساء الآية : ٥٩.

عن موسى بن عقبة أنه قال : لقد قيل لمعاوية إنّ الناس قد رموا أبصارهم إلى الحسين عليه‌السلام فلو قد أمرته يصعد المنبر فيخطب فان فيه حصرا وفي لسانه كلالة ، فقال لهم معاوية : قد ظننا ذلك بالحسن فلم يزل حتى عظم في أعين الناس وفضحنا ، فلم يزالوا به حتى قال للحسين عليه‌السلام : يا أبا عبد الله لو صعدت المنبر فخطبت فصعد الحسين عليه‌السلام على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمع رجلا يقول : من هذا الذي يخطب؟ فقال الحسين عليه‌السلام نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأقربون ، وأهل بيته الطيبون ، وأحد الثقلين الذين جعلنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثاني كتاب الله تبارك وتعالى ، الذي فيه تفصيل كل شيء ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، والمعوّل علينا في تفسيره ولا يبطئنا تأويله ، بل نتبع حقائقه (١).

__________________

(١) الاحتجاج ٢ : ٢٢ ، ٢٣ ، كلمة الإمام الحسين عليه‌السلام : ١٥٠.

١٣٦

فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة قال الله عزوجل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) وقال (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً)(١).

قوله تعالى :

(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (٦٩) ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً.)

النساء الآية : ٦٩ ـ ٧٠.

عن الحسين بن علي عليهما‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوصى إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام وكان فيما أوصى به أن قال له : يا علي من حفظ من أمتي أربعين حديثا يطلب بذلك وجه الله تعالى والدار الآخرة حشره الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

فقال علي عليه‌السلام : يا رسول الله ما هذه الأحاديث؟ (٢).

__________________

(١) النساء الآية : ٨٣.

(٢) تفسير نور الثقلين ٢ : ١٠٤.

١٣٧

فقال : أن تؤمن بالله وحده لا شريك له ، وتعبده ولا تعبد غيره إلى أن قال بعد تعدادها صلوات الله عليه وآله ... فهذه أربعون حديثا من استقام عليها وحفظها أعني من أمتي دخل الجنة برحمة الله وكان من أفضل الناس وأحبهم إلى الله تعالى بعد النبيين والوصيين وحشره الله تعالى يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا (١).

وفي أمالي الشيخ (٢) عن الحسن والحسين ابني علي عن أبيهما عليهم‌السلام قال : جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله ما أستطيع فراقك ، وإني لأدخل منزلي فأذكرك فأترك صنيعتي وأقبل حتى أنظر إليك حبّا لك ، فذكرت إذا كان يوم القيامة وأدخلت الجنة فرفعت في أعلى عليين فكيف لي بك يا نبي الله فنزل (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ ...) فدعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الرجل فقرأها عليه وبشرّه بذلك.

وعن الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذه الآية (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ.)

قال : (مِنَ النَّبِيِّينَ) محمّد.

__________________

(١) الخصال : ٥٤٣.

(٢) أمالي الطوسي : ٦٢١ البحار ١٦ الحديث : ١٢٨ عنه البيان في الواقعة بين الحديث والقرآن للسيد الطباطبائي ٣ : ١٠٢.

١٣٨

(وَالصِّدِّيقِينَ) علي بن أبي طالب.

(وَالشُّهَداءِ) حمزة.

(وَالصَّالِحِينَ) الحسن والحسين.

(وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً)(١) قال : القائم من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٢).

قوله تعالى :

(وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً.)

النساء الآية : ٨٣.

الإمام الحسين عليه‌السلام في خطبة له طويلة إلى أن قال في بعضها :

فأطيعونا فان طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة ، الله ورسوله مقرونة قال الله عزوجل و (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) وقال : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً)(٣).

__________________

(١) النساء : ٦٩.

(٢) شواهد التنزيل للحاكم النيسابوري ١ : ١٩٧.

(٣) الاحتجاج ٢ : ٢٢. كلمة الإمام الحسين عليه‌السلام : ١٥١.

١٣٩

قوله تعالى :

(وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها.)

النساء الآية : ٨٦.

عن أنس قال كنت عند الحسين عليه‌السلام فدخلت عليه جارية فحيته بطاقة ريحان ، فقال لها : أنت حرة لوجه الله.

فقلت : تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها؟ قال : كذا أدبنا الله قال الله تعالى (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) وكان أحسن منها عتقها (١).

قوله تعالى :

(وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ.)

النساء : ١٢٩.

عن زيد بن علي عن أبيه عن جده [الحسين بن علي] عن علي عليهم‌السلام : في قول الله عزوجل : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ.)

قال : هذا في الحب والجماع ، وأما النفقة والكسوة والبيتوتة فلا بدّ من العدل في ذلك ، ولا حظ للسراري في ذلك (٢).

__________________

(١) كلمة الإمام الحسين عليه‌السلام.

(٢) مسند زيد بن علي : ٣١٢.

١٤٠