المظاهر الإلهيّة في أسرار العلوم الكماليّة

صدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي [ ملا صدرا ]

المظاهر الإلهيّة في أسرار العلوم الكماليّة

المؤلف:

صدر الدين محمّد بن إبراهيم الشيرازي [ ملا صدرا ]


المحقق: سيد محمد خامنه‌اى
الموضوع : الفلسفة والمنطق
الناشر: بنياد حكمت اسلامى صدرا
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨٨

المظهر السّابع

في الصراط

الصراط طريق الحقّ ودين التوحيد ، الذي جمع الأنبياء والرسل ـ عليهم السلام ـ ومتابعيهم. والصراط المستقيم الذي إذا سلكته أوصلك إلى الجنّة هو صورة الهدى (١) ، الذي أنشأته لنفسك ما دمت في عالم الطبيعة من الأعمال القلبيّة ؛ فهو في هذه الدار كسائر المعاني الغائبة عن الحواسّ لا تشاهد (٢) له صورة حسيّة. فإذا انكشف غطاء الطبيعة بالموت ، يمدّ لك يوم القيامة جسرا محسوسا على متن جهنّم ، أوّله في الموقف وآخره على باب الجنّة ؛ يعرف من يشاهده أنّه صنعتك وبناؤك وتعلم (٣) أنّه كان في الدنيا جسرا ممدودا على متن جهنّم طبيعتك التي قيل لها : هل امتلئت؟ فتقول : هل من مزيد؟ (٤) ليزيد في طولك وعرضك

__________________

(١) أصل ، لك ، دا ، آس : المدى. در كتب ديگر صدر المتألهين نيز با كلمه «الهدى» آمده است. (ر. ك : الحكمة المتعالية ، ج ٩ ، ص ٢٨٩.)

(٢) دا ، لك : يشاهد.

(٣) دا : يعلم.

(٤) تضمين آيهء ٣٠ سورهء ق.

١٢١

وعمقك من ظلّ ذي ثلاث شعب (١).

وهذا معنى «صراط اللّه» ، لقوله ـ تعالى ـ :(وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)(٢). والانحراف عنه يوجب السقوط عن الفطرة والهوىّ إلى جهنّم.

واعلم أنّ أنبياء اللّه ورسله (٣) صراط اللّه في عالم الدنيا ؛ فمن تخلّف عنهم ، هوى إلى دار الجحيم. فللصراط المستقيم (٤) وجهان : أحدهما أدقّ من الشعر ، والآخر أحدّ من السيف ؛ فكذلك للنفوس (٥) الإنسانيّة وجهان وقوّتان : علميّة ، وعمليّة. فمن كمّل قوّتيه باكتساب المعارف الإلهيّة والاقتناء بالعلوم الربّانية والاجتناب عن محارم اللّه ومناهيه ، فقد تيسّر له العبور عن هذا الصراط ، كالبرق الخاطف.

زيادة كشف وتوضيح

قال الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن بابويه القمّي ـ رحمه اللّه ـ : «اعتقادنا في الصراط أنّه حقّ وأنّه جسر جهنّم يوم القيامة وأنّ عليه ممرّ جميع الخلق. قال اللّه ـ تعالى ـ :(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا)(٦)».

قال : «والصراط ـ في وجه آخر ـ اسم حجج اللّه ؛ فمن عرفهم في الدنيا وأطاعهم ، أعطاه اللّه جوازا على الصراط ، الذي هو جسر جهنّم يوم القيامة (٧)» (٨).

وقال النبي ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ لعليّ ـ عليه السلام ـ : «يا علي! إذا

__________________

(١) تضمين آيهء ٣٠ سورهء مرسلات.

(٢) سورهء شورى ، آيهء ٥٢ و ٥٣.

(٣) دا : رسوله.

(٤) لك : ـ المستقيم.

(٥) مش ١ ، مش ٢ : النفوس.

(٦) سورهء مريم ، آيهء ٧١.

(٧) در نسخ ديگر (جز أصل وآس) : ـ يوم القيامة.

(٨) اعتقاد الإماميّة صدوق. ونيز رجوع شود به تصحيح الاعتقاد شيخ مفيد.

١٢٢

كان يوم القيامة ، أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط ، ولا يجوز على الصراط أحد إلّا من كان معه مبرّة (١) بولايتك». (٢)

وقال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ : «شعار المؤمنين على الصراط : ربّ سلّم! ربّ سلّم!» (٣).

وقال بعض أهل الشهود (٤) : [روي] أنّ اللّه ـ تعالى ـ خلق الصراط من رحمته ، أخرجها للمؤمنين. فالصراط للموحّدين خاصة ، والكفّار لا جواز (٥) لهم عليه ؛ لأنّ النار قد التقطت من الموقف جبابرهم (٦).

والصراط يدقّ ويتّسع على حسب منازل الموحّدين : الدقّة للمذنبين ، والسعة للمتّقين ، والأصل للأنبياء والأولياء. والسرعة والإبطاء في قطع الصراط على قدر القرب : فأوّلهم زمرة تقطع في مثل طرف العين ولمع البرق ، وهم الأنبياء ـ عليهم السلام ـ ؛ ثمّ (٧) مثل الريح والطير ، وهم الصدّيقون والأولياء ؛ والثالثة مثل حفر الفرس وأجاويد الخيل ، وهم المجاهدون أنفسهم ؛ والرابعة مثل الراكب رجله (٨) ، وهم المتّقون ؛ والخامسة مثل سعي الرجل ، وهم العابدون ؛

__________________

(١) لك (نسخه‌بدل) : من كانت مقرّه / أسفار (ج ٩ ، ص ٢٩٠) : براءة / المبرّة (ج : مبارّ ـ مبرّات) ـ العطيّة / بحار الأنوار (ج ٨ ، ص ٦٦) : براة.

(٢) بحار الأنوار ، ج ٨ ، ص ٦٦ ، وج ٢٣ ، ص ١٠٠ ؛ معاني الأخبار ، ص ١٤ ؛ وروايات ديگرى بدون «جبرئيل» يا با تعبير «أقف» (بحار الأنوار ج ٧ ، ص ٣٣٢ ، وج ٢٤ ، ص ٢٧٣).

(٣) سنن ترمذى ، باب قيامت ، ج ٩ ، ص ٦٥ : «شعار المؤمن ...» ؛ بحار الأنوار ، ج ٩٣ ، ص ٢٠٤ : «شعار المسلمين على الصراط يوم القيامة لا إله إلّا اللّه وعلى اللّه فليتوكّل المتوكّلون».

(٤) أبو طالب مكّى ، قوت القلوب.

(٥) أصل : يجوز.

(٦) دا : ـ جبابرهم / چ : جنائزهم. قوت القلوب ، أبو طالب مكي : جبابرتهم.

(٧) دا ، مش ٢ : + في.

(٨) مش ٢ : رحله.

١٢٣

والسادسة مشيا (١) ، وهم العمّال المستورون ؛ والسابعة جثوا ، وهم المتهتّكون من الموحّدين. (٢)

تنبيه في أحوال

تعرض يوم القيامة

اعلم أنّه إذا ظهر نور الأنوار ، وانكشف جلال وجه اللّه القيّوم ، وغلب سلطان الأحديّة ، واشتدّت جهات الفاعليّة ، وأخرجت القوابل والمستعدّات من القوّة إلى الفعل ، وانتهت الحركات إلى غاياتها ، وبرزت الحقائق من مكامن غيبها (٣) وحجب موادّها ؛ انخرط كلّ ذي مبدأ في مبدئه (٤) ، ورجع كلّ شيء إلى أصله ، وعاد كلّ ذي غاية إلى غايته :(أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ)(٥) ،(لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ)(٦) ،(وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٧).

وإذا اتّصل كلّ فصل إلى وصل (٨) ، والتحق كلّ فرع إلى أصله (٩) ، وبلغ كتاب كلّ (١٠) شيء أجله (١١)(وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ)(١٢) ، وانكدر نور الكواكب ، وكوّرت الشمس (١٣) ، وانتثرت الكواكب (١٤) ،(وَخَسَفَ الْقَمَرُ)(١٥) ، ورجعت السماوات

__________________

(١) آس : مثل المشي.

(٢) أسفار ، ج ٩ ، ص ٢٨٦ : «... والذي أعطي نورا على قدر إبهام قدمه يجثو على وجهه ويديه ورجليه تجريدا ويعلّق أخرى وتصيب النار جوانبه فلا يزال كذلك حتى يخلص.» (الخبر.) [وما أعظم الخبر!]. جثوا وجثوا : بر سر زانو يا سرانگشتان پا نشستن.

(٣) أصل : عينها.

(٤) مش ٢ : ـ في مبدئه.

(٥) سورهء شورى ، آيهء ٥٣.

(٦) سورهء غافر ، آيهء ١٦.

(٧) سورهء آل عمران ، آيهء ١٨٠.

(٨) چ : أصله.

(٩) دا : ـ إلى أصله.

(١٠) أصل : كل كتاب ...

(١١) اقتباس از آيهء ٢٣٥ سورهء بقره.

(١٢) سورهء قيامت ، آيهء ٩.

(١٣) اقتباس از آيات سورهء تكوير.

(١٤) اقتباس از سورهء انفطار.

(١٥) سورهء قيامت ، آيهء ٨.

١٢٤

والأرض على ما كانتا عليه :(يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)(١) ،(يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ)(٢)(وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً)(٣) ؛ يرجع ما (٤) تحت مقعّر (٥) فلك (٦) الكواكب جهنّم. (٧)

وسمّيت بهذا الاسم لبعد قعرها. (يقال : «بئر جهنام» ، أي بعيد القعر.) ويوضع «الصراط» من الأرض علوا إلى سطح فلك الكواكب ، وهو فرش الكرسي من حيث باطنه ؛ ولذلك قيل (٨) : أرض الجنّة «الكرسي» ، وسقفها «عرش الرحمن».

ويوضع «الموازين» في أرض المحشر :(وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ)(٩) للرحمن ؛ ويرتفع الحجب بين اللّه وبين عباده ، وهو معنى «كشف (١٠) الساق» :(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ)(١١). فلا يبقى أحد على أيّ دين كان إلّا سجد اللّه ـ خاصة ـ بالسجود المعهود.

* * *

__________________

(١) سورهء أنبياء ، آيهء ١٠٤.

(٢) سورهء إبراهيم ، آيهء ٤٨.

(٣) سورهء حاقة ، آيهء ١٤.

(٤) لك : + و.

(٥) أصل : معقر.

(٦) أصل : تلك / مش ٢ ، دا : ذلك.

(٧) ر. ك : أسفار ، ج ٩ ، ص ٣٦٦ ـ ٣٦٧. به تعبير ديگر وى در أسفار ، جهان مادي (دنيا) در حكم مطبخى براي اطعمهء أهل بهشت (آخرت) است. وابن عربى (باب ٨٧ فتوحات) : زير جنّت ، يعنى مقعّر كرهء اثيرى (يا فلك كواكب) وخورشيد وستارگان ، در حكم آتشگير زير ديگ توليد وطبخ أطعمه وفواكه بهشتى مىباشد.

(٨) لك : + إنّ.

(٩) سورهء أعراف ، آيهء ٨.

(١٠) مش ٢ : ـ كشف.

(١١) سورهء قلم ، آيهء ٤٢.

١٢٥

المظهر الثّامن

في نشر الصحائف وإبراز الكتب

اعلم أنّ «القول» و «الفعل» ، ما دام وجودهما في أكوان الحركات والأصوات ، فلا حظّ لهما من البقاء والثبات ؛ ولكنّ من فعل فعلا أو (١) نطق بقول يحصل منه أثر في نفسه وحالة تبقى زمانا. وإذا تكرّرت الأفاعيل ، استحكمت الآثار في النفس ؛ فصارت الأحوال ملكات ، فتجتمع في ذاته وخزانة مدركاته. وهو «كتاب مسطور» [مستور] (٢) اليوم عن مشاهدة الأبصار ، فيكشف له بالموت ما يغيب عنه في حال الحياة ممّا كان مسطورا.

فكلّ من فعل «مثقال ذرّة خيرا أو شرّا (٣)» وجده مكتوبا في صحيفة ذاته ، أو صحيفة أعلى منها ، وهو نشر الصحائف ؛ فإذا حان وقت أن يقع بصره على وجه

__________________

(١) أصل : و.

(٢) أصل : مسطور / مش ٢ ، دا ، چ : منطو / لك : ملطوّ / مش ١ ، آس : لنطو (خ ل) : ملتطو.

(٣) اقتباس از سورهء زلزله :(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ...).

١٢٦

ذاته ، انكشف له عند ذلك قائلا :(ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها)(١) ؛ وعند ذلك يصير (٢) حديد البصر قارئا لكتاب نفسه :(فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)(٣) ،(وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً)(٤).

وقد ورد في هذا الباب من طريق أهل البيت ـ عليهم السلام ـ وغيرهم أحاديث كثيرة عن النبي ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ ؛ منها ما روي عن قيس بن عاصم أنّه قال ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ :

يا قيس! إنّ مع (٥) العزّ ذلّا ، وإنّ مع الحياة موتا ، وإنّ مع الدنيا آخرة ، وإنّ لكلّ شيء رقيبا (٦) ، وعلى كلّ شيء حسيبا ، وإنّ لكلّ أجل كتابا ؛ وأن (٧) لا بدّ لك (٨) من قرين يدفن معك وهو حيّ ، وتدفن معه وأنت ميّت ؛ فإن كان كريما ، أكرمك ، وإن كان لئيما ، أسلمك (٩) ؛ ثمّ لا يحشر إلّا معك ، ولا تحشر إلّا معه ، ولا تسأل إلّا عنه. فلا تجعله إلّا صالحا ؛ فإنّه إن صلح ، آنست به ، وإن فسد ، لا تستوحش إلّا منه وهو فعلك. (١٠)

__________________

(١) سورهء كهف ، آيهء ٤٩.

(٢) لك ، آس : يكون. / مش ١ ، مش ٢ ، دا ، لك ، آس : + أيضا.

(٣) سورهء ق ، آيهء ٢٢.

(٤) سورهء اسراء ، آيهء ١٣ و ١٤.

(٥) أصل : من.

(٦) بحار الأنوار ، ج ٧ ، ص ٢٢٨ : «وإنّ لكلّ شيء حسيبا».

(٧) همان : «إنّه».

(٨) همان : + يا قيس.

(٩) به معناى : خذلك / آس : أساءك.

(١٠) بحار الأنوار ، ج ٧ ، ص ٢٢٨ وج ٧١ ، ص ١٧١. وقيس بن عاصم صحابي است كه ابن أثير دربارهء وى آورده است كه پيش از اسلام هرگز شراب ننوشيد. ر. ك : الصحيح من سيرة النبي (ص) ، سيد جعفر مرتضى. ج ٥ ، ص ٢٩١.

١٢٧

ومنها قوله ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ : «إنّ الجنّة قيعان وإنّ غراسها سبحان اللّه» (١).

ومنها : «المرء مرهون بعمله» (٢).

ومنها : «خلق الكافر من ذنب المؤمن» ؛ فمن كان من أهل السعادة وأصحاب اليمين وكان معلوماته أمورا مقدّسة ، فقد أوتي كتابه بيمينه (٣) من جهة عليّين :(إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ)(٤) ، ومن كان من الأشقياء المردودين وكان معلوماته مقصورة على الجرميّات (٥) ، فقد أوتي كتابه من جهة سجين :(إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ)(٦) ، لكونه من المجرمين المنكوسين (٧) :(وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ)(٨).

تتميم

في الميزان

والحساب

قال ـ تعالى ـ :(وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً)(٩).

اعلم أنّ «الحساب» عبارة عن جمع تفاريق الأعداد والمقادير ؛ و (١٠) في قدرة اللّه أن يكشف في لحظة واحدة

__________________

(١) جمع «قاع» به معناى زمين صاف وگسترده وبرهنه وبىسنگ وريگ ، يعنى أرض محياة وقابل زرع ، كه آبادانى آن با ذكر سبحان اللّه است. در بحار (ج ٧ ، ص ٢٢٩) بنقل از شيخ بهاء ـ رحمة اللّه عليه ـ چنين آمده است : «... وإنّ غراسها سبحان اللّه وبحمده».

(٢) أصل : ـ بعمله / حديثي با اين ألفاظ ديده نشد ، ولى أحاديث بسيارى هست كه در آن «كلّ امرئ بما كسب رهين» ويا «كلّ نفس بما كسبت رهينة» يافت مىشود ، ومحتمل است مؤلف نقل به معنا نموده باشد. (ر. ك : معجم بحار الأنوار ، ج ١٣ ، ص ٩٠٤٦.)

(٣) اقتباس از آيهء ٧١ سورهء إسراء :(فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ).

(٤) سورهء مطفّفين ، آيهء ١٨.

(٥) مش ٢ ، چ : الجزئيات.

(٦) سورهء مطففين ، آيهء ٧.

(٧) مش ٢ : المنكوبين.

(٨) سورهء سجده ، آيهء ١٢.

(٩) سورهء أنبياء ، آيهء ٤٧.

(١٠) دا : ـ و.

١٢٨

للخلائق حاصل حسناتهم وسيّئاتهم :(وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ)(١).

وقد (٢) اختلف في معنى «الميزان» ؛ فقيل : إنّ الموازين هم الأنبياء والأوصياء (٣) ، ويدلّ على ذلك (٤) ما سئل الصادق ـ عليه السلام ـ عن قول اللّه عزّ وجلّ :(وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ)، قال ـ عليه السلام ـ : «الميزان هو (٥) الأنبياء والأوصياء» (٦). وقيل : هي ميزان العلوم. ولا تفاوت (٧) بين القولين ؛ لأنّ ميزان العلوم هو القرآن ، وهم ـ عليهم السلام ـ حاملوه.

واعلم أنّ الموازين الواردة في القرآن في أصله (٨) ثلاثة : «ميزان التعادل» و «ميزان التلازم» و «ميزان التعاند». لكنّ الأوّل ينقسم إلى ثلاثة أقسام : الأكبر ، والأوسط ، والأصغر ؛ فيصير الموازين خمسة. فمن يعلم (٩) هذه الموازين الخمسة التي أنزلها اللّه في كتابه المنزل على رسوله ، فقد اهتدى ؛ ومن ضلّ عنها وعمل بالرأي ، فقد غوى وتردّى.

فالأوّل ، وهو الأكبر من التعادل ، ميزان الخليل ـ عليه السلام ـ ، استعمله مع نمرود ؛ وهو كما حكى اللّه ـ تعالى ـ بقوله :(رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ) إلى قوله :(فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ)(١٠).

الثاني ، الميزان الأوسط ؛ وهو أيضا واضعه اللّه تعالى ، ومستعمله الأوّل

__________________

(١) سورهء انعام ، آيهء ٦٢.

(٢) همه نسخ : ـ قد.

(٣) مش ٢ : الأولياء.

(٤) مش ٢ ، دا ، آس ، ج ، : ويدلّ بذلك.

(٥) مش ٢ ، دا ، آس ، چ : بذلك.

(٦) در حديث : «الموازين هم الأنبياء والأوصياء». (ر. ك : بحار الأنوار ، ج ٧ ، ص : ٢٤٩ ـ ٢٥١.)

(٧) دا : تفارق.

(٨) لك : الأصل / آس ، چ ، مش ١ ، مش ٢ ، دا : أصل.

(٩) آس ، چ ، مش ١ ، دا : تعلّم.

(١٠) سورهء بقره ، آيهء ٢٥٨.

١٢٩

إبراهيم ـ عليه السلام ـ حيث قال :(لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ)(١).

الثالث ، الميزان الأصغر ؛ فهو أيضا مبناه من اللّه حيث علّم به نبيّه محمّدا ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلم ـ في القرآن ، وهو قوله :(وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ)(٢).

الرابع ، ميزان التلازم ؛ ومستفاد من قوله ـ تعالى ـ :(لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا)(٣).

الخامس ، ميزان التعاند ؛ أمّا موضعه من القرآن ، فهو قوله ـ تعالى ـ تعليما لنبيّه :(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٤).

وبالجملة ، ميزان كلّ شيء (٥) يكون من جنسه ؛ مثلا ميزان الفلسفة المنطق ، وميزان الدوائر والقسّى الفرجار ، وميزان الأعمدة الشاقول ، وميزان الشعر (٦) العروض ، وميزان الخطوط المسطر ؛ فميزان القيامة من جنس عالم الآخرة.

وقال شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن عليّ بن بابويه القمّي رحمه اللّه : «اعتقادنا في الحساب أنّه حقّ ، منه من يتولّاه اللّه ، ومنه من يتولّاه حججه ؛ فحساب الأنبياء والأئمة يتولّاه [اللّه] ـ عزّ وجلّ ـ ، ويتولّى كل نبيّ حساب أوصيائه ، ويتولّى الأوصياء حساب الأمم.»

واعلم أنّ هذا الميزان برهان معرفة اللّه وصفاته وأفعاله وملائكته وكتبه ورسله وملكه (٧) وملكوته ، ليعلم كيفيّة الوزن به تعليما من قبل أنبيائه

__________________

(١) سورهء انعام ، آيهء ٧٧.

(٢) سورهء انعام ، آيهء ٩١.

(٣) سورهء أنبياء ، آيهء ٢٢.

(٤) سورهء سبأ ، آيهء ٢٤. (در متن : من السماء.)

(٥) لك : جنس.

(٦) آس ، مش ٢ ، دا : الشعراء

(٧) چ : ـ ملكه.

١٣٠

ـ عليهم السلام ـ ، كما تعلم الأنبياء من ملائكته.

فاللّه هو المعلّم الأول ؛ والمعلّم الثاني جبرئيل ؛ وثالث (١) المعلّمين هو الرسول ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ ، وأوّل من استعمل هذا الميزان أب الأنبياء وشيخهم إبراهيم الخليل ، ثمّ سائر الأنبياء إلى ابنه المقدّس محمّد ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ :(وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)(٢).

تبصرة (٣)

اعلم أنّ لكلّ عمل من الأعمال الحسنة ـ كالصلاة والصيام (٤) والقيام وغيرها ـ باعتبار تأثيره في النفس وتطهيرها (٥) من (٦) غواسق الطبيعة وجذبها من الدنيا إلى الآخرة مقدارا معيّنا وقوّة معيّنة ؛ وكذلك لكلّ عمل من الأعمال السيّئة قدرا من التأثير من إظلام جوهر النفس وتكثيفها. وكلّ ذلك محجوب عن مشاهدة الخلق في الدنيا ؛ وعند وقوع القيامة ينكشف (٧) لهم ، لأجل رفع الحجاب.

فكلّ أحد ما لم يتخلّص ذاته بقوّة اليقين ونور الإيمان عن قيد الطبيعة ، فذاته مرهونة بعمله. فهو بحسب مزاولة الأعمال والأفعال وثمراتها وتجاذبها للنفس إلى شيء من الجانبين بمنزلة ميزان ذي كفّتين : إحدى كفّتيه تميل إلى الجانب الأسفل ـ أعني الجحيم ـ بقدر ما فيها من متاعها الفانية ، والأخرى تميل إلى العالم الأعلى ودار النعيم بقدر ما فيها من متاع الآخرة الباقية.

فإذا وقع التعارض بين الكفّتين ، فالحكم من اللّه العليّ الأكبر في إدخاله

__________________

(١) لك ، مش ١ ، مش ٢ ، چ : والثالث.

(٢) سورهء انعام ، آيهء ٨٣. (در متن : عليم حكيم).

(٣) چ : تحقيق.

(٤) چ : الصوم.

(٥) لك ، آس ، چ ، مش ١ ، دا : تطهّرها.

(٦) مش ٢ : عن.

(٧) لك : يكشف.

١٣١

إحدى الدارين ـ دار النعيم ودار الجحيم ـ على حسب ميزانه. (١)

واعلم أنّ كفّة الحسنات في جانب المشرق ، وكفّة السيّئات في جانب المغرب ؛ والأولى كفّة أصحاب اليمين ، و [الثانية] كفّة أصحاب الشمال. ولا تظنّنّ أنّه إذا وقع الترجيح والمجازات وقضى الحكم ونفذ الأمر ، تصير الكفّتان كلتاهما في حكم واحد في اليمينيّة والشماليّة والمشرقيّة والمغربيّة والجنانيّة والجهنّمية. فأهل السعادة كلتا يديهم تصير يمينيّة ، وكلتا يدي أهل الشقاوة تصير شماليّة.

تذكرة في الحساب

«الحساب» جمع متفرّقات شتّى ، ليعلم حاصل (٢) مجموعها ـ كما علمت سابقا.

واعلم أنّ طوائف الناس من جهة الحساب يوم القيامة (٣) صنفان : صنف يدخلون الجنّة ويرزقون نعيمها. وهم ثلاثة أقوام : المقرّبون الكاملون في المعرفة والتجرّد ، وهم لتنزّههم (٤) وارتفاع مكانتهم عن شواغل الكتاب والحساب يدخلون الجنّة بغير حساب ، كما قال ـ تعالى ـ في حقّهم :(ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ)(٥).

ومنهم جماعة من أصحاب اليمين ، لم يقدموا في الدنيا على معصية ولم يقترفوا سيّئة ولا فسادا في الأرض ، لصفاء ضمائرهم وقوّة نفوسهم على فعل الطاعات وإيتاء الحسنات ؛ فهم أيضا يدخلون الجنّة بغير حساب :(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(٦).

__________________

(١) أصل : منزلته.

(٢) چ : متفرقات الحسنات والسيّئات.

(٣) آس ، مش ١ ، لك : الآخرة.

(٤) مش ٢ : لنثرهم.

(٥) سورهء انعام ، آيهء ٥٢.

(٦) سورهء قصص ، آيهء ٨٣.

١٣٢

ومنهم جماعة نفوسهم ساذجة وصحائف (١) أعمالهم خالية عن آثار السيّئات والحسنات جميعا ، فينا لهم اللّه برحمة منه وفضل لم يمسسهم سوء العذاب ؛ لأنّ جانب (٢) الرحمة أرجح من جانب الغضب ، فهؤلاء أيضا يدخلون الجنّة بغير حساب :(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)(٣).

وأمّا الصنف الثاني ، الذين هم أهل العقاب ، فهم أيضا ثلاثة أقسام : منهم (٤) صحيفة أعمالهم خالية من (٥) العمل الصالح ولا محالة يكون كافرا ، فيدخلون جهنّم بلا حساب.

وقسم منهم (٦) صدر منهم بعض الحسنات ، لكن وقع في حقّهم :(وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)(٧) ،(وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً)(٨).

وقسم منهم ، وهم في الحقيقة من أهل الحساب حيث (٩) خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ، فهؤلاء قسمان : قسم يناقش معهم في الحساب (١٠) لكلّ دقيق وجليل ، لأنّهم بهذه الصفة عاشوا في الدنيا ؛ والقسم الثاني ، وهم الّذين كانوا يخافون سوء العذاب (١١) ويشفقون من عذاب يوم القيامة ، فهؤلاء لا يعذّبون كثيرا بالمناقشة معهم (١٢) في الحساب.

__________________

(١) مش ٢ : صحائفهم.

(٢) آس ، دا : ـ جانب.

(٣) سورهء أعراف ، آيهء ١٥٦.

(٤) آس ، چ : قسم.

(٥) چ : عن.

(٦) چ : ومنهم قسم.

(٧) سورهء هود ، آيهء ٢٣.

(٨) سورهء فرقان ، آيهء ٢٣.

(٩) آس : ـ حيث.

(١٠) لك : الحسنات.

(١١) آس ، لك : سوء الحساب.

(١٢) أصل : ـ معهم.

١٣٣

تبصرة

اعلم ، يا حبيبي ، أنّك مسافر من الدنيا إلى الآخرة وأنت تاجر ، ورأس مالك حياتك (١) في تجارتك اكتساب المعارف ، وهي زاد سفرك إلى معادك ؛ وفائدتك وربحك هي حياتك الأبديّة بنعيمها بلقاء اللّه ورضوانه ، خسرانك هو هلاك نفسك باحتجابك عن جوار اللّه ودار كرامته.

واعلم أنّ «الناقد» (٢) بصير (٣) ، لا يقبل منك إلّا الذهب الخالص وفضّة الطاعة ؛ فوزّن حسناتك بميزان صدق ، واحسب حساب نفسك قبل أن توافي عمرك (٤) وقبل أن يحاسب عليك في وقت لا يمكنك التدارك.

فالموازين مرفوعة ليوم الحساب ، وفيه الثواب والعقاب :(فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ * فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ * وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ * نارٌ حامِيَةٌ)(٥).

تنبيه

اعلم أنّ «باطن» الإنسان في الدنيا هو «ظاهر (٦)» في الآخرة ، وما كان له «غيبا» هاهنا يصير «علانية (٧)» هناك ؛ لأن للنفس في ذاتها سمعا وبصرا وشمّا وذوقا ولمسا وتخيّلا وتصرّفا وفعلا وحركة ؛ وأنّ لها عينا باصرة «إلى ربّها ناظرة» (٨) ، وأذنا سامعة يسمع بها كلمات الملائكة وأصوات طيور الجنان ونغماتها ، وشمّا يشمّ (٩) روائح الأنس ونسائم القدس ، وذوقا يذوق به طعوم الجنّة ، ولمسا يلمس به حور العين.

__________________

(١) آس ، لك ، دا : + الدنيا.

(٢) دا : الناقل.

(٣) دا ، آس : البصير.

(٤) مش ٢ : غيرك.

(٥) سورهء قارعه ، آيات ٦ تا ١١.

(٦) آس ، مش ٢ ، لك ، چ : طاهرة.

(٧) چ : شهادة هناك ويكون كلّ سرّ علانية.

(٨) تضمين آيهء ٢٣ سورهء قيامت :(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ).

(٩) آس ، لك ، دا ، چ : + به.

١٣٤

وهي المشاعر الروحانيّة والحواس الباطنيّة ؛ وأنّها مع محسوساتها من أهل الجنّة إن لم يحجبها سدّ ولم يمنعها مانع. وأمّا هذه الحواس ، فهي داثرة ؛ ومحسوساتها مستحيلة كائنة فاسدة ، توجب العذاب الأليم والحرمان عن النعيم.

تذنيب

في أنّ الجنّة

والنار حقّ

اعلم أنّ للّه ـ تعالى ـ عالما آخر غير هذا العالم وهو «عالم الآخرة» و «عالم الباطن» و «عالم الغيب» و «عالم الملكوت والأمر» (١) ؛ وهذا العالم «عالم الدنيا» و «عالم الظاهر» و «عالم الشهادة والملك والخلق» ، وهو ثابت الآن. ومكانهما ليس في ظواهر هذا العالم ؛ لأنّه محسوس ، وكل محسوس (٢) بهذه الحواس فهو من الدنيا ، والجنّة والنار من عالم الآخرة.

نعم ، مكانهما في داخل حجب السماوات ، ولهما مظاهر في هذا العالم ؛ وعليها يحمل الأخبار الواردة في تعيين بعض الأمكنة لهما (٣).

واعلم أنّ الأحاديث مختلفة في وجودهما وعدمهما : فبعض الأحاديث (٤) يدلّ على أنّهما ليسا بموجودين ، بل هما يكونان موجودين (٥) بعد بوار الدنيا وخراب السماوات والأرض ؛ وبعضها يدلّ على أنّهما موجودان (٦) الآن. ولا منافاة بين الأحاديث التي وردت عن أرباب العصمة وأصحاب الحكمة ـ عليهم السلام ـ ؛ لأنّ الجنّة التي هي (٧) موجودة الآن هي الجنّة التي خرج عنها أبونا

__________________

(١) مش ٢ ، آس ، چ ، لك ، دا : ـ الأمر.

(٢) آس ، لك ، دا ، چ : + كل محسوس / أصل وبقيه : ـ كل محسوس.

(٣) دا : ـ لهما.

(٤) أصل : ـ مختلفة ... الأحاديث.

(٥) مش ٢ ، چ : موجودا.

(٦) مش ١ ، مش ٢ : أنّه الموجودان.

(٧) مش ٢ : ـ هي.

١٣٥

وزوجته لخطيئتهما ، والجنّة والنار اللّتان تحصلان بعد بوار الدنيا هي جنّة الأعمال والأفعال ، اللتان تتكوّنان بعد إتمام الأفعال والآثار.

وقال محمّد بن علي بن بابويه القمّي ـ رحمه اللّه ـ : «اعتقادنا في الجنّة (١) أنّها دار البقاء ودار السلام ، لا موت فيها ولا هرم ولا سقم ولا مرض ولا فقر ، وأنّها دار الغناء». وقال في النار : «اعتقادنا في النّار (٢) أنّها دار الهوان (٣) ودار الانتقام من أهل الكفر والعصيان. ولها أبواب ودرجات ودركات ؛ والملائكة يدخلون عليهم من كلّ باب لها سبعة أبواب ، لكلّ باب منها جزء مقسوم». (٤) عصمنا اللّه وإيّاكم من حرّ النار.

* * *

__________________

(١) أصل : + والنار.

(٢) مش ٢ : ـ اعتقادنا في النار.

(٣) مش ٢ : الهوام.

(٤) اعتقادات الإماميّة.

١٣٦

خاتمة

في أحوال تعرض يوم القيامة

منها الأعراف ؛ وهو سور بين الجنّة والنّار. [له باب] (١) «باطنه فيه الرحمة» ، وهي ما تلا الجنّة ؛ «وظاهره من قبله العذاب» ، وهو ما يلي منه النار. يكون عليه من تساوت كفّتا ميزانه ، فهم ينظرون بعين إلى النار و (٢) بعين [إلى] (٣) الجنّة :(وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ)(٤).

ومنها ذبح الموت ؛ فهو (٥) أنّ اللّه يظهره يوم القيامة في صورة كبش أملح ، ويأتي يحيى ـ عليه السلام ـ وبيده الشفرة فيذبحه ، وينادي مناد (٦) : «يا أهل النار! خلود بلا موت». وليس في النار ذلك الوقت إلّا الذين هم أهلها ؛ فأمّا أهل الجنّة ـ إذ رأوا الموت ـ ، سرّوا سرورا (٧) عظيما ، فيقولون : بارك اللّه لنا فيك! لقد خلّصتنا من

__________________

(١) چ : له باب / همهء نسخ : ـ له باب.

(٢) أصل وبقيه نسخ (جز آس ، مش ١ ، دا) : ـ بعين إلى النار و.

(٣) أصل وبقيهء نسخ (جز آس) : من.

(٤) سورهء أعراف ، آيهء ٤٦.

(٥) آس ، دا : وهو.

(٦) چ : مناديا.

(٧) آس ، مش ١ ، دا : سرا.

١٣٧

تلك الدنيا وكنت خير وارد علينا وخير تحفة أهداها اللّه إلينا. قال النبي ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ : «الموت تحفة المؤمن» (١).

وأهل النار إذا أبصروه ، يفزعون منه ويقولون : لقد كنت شرّ وارد علينا ، عسى أن تميتنا فنستريح ممّا نحن فيه. ثمّ يغلق أبواب النار غلقا لا فتح بعده ، فينطبق أهلها ويدخل بعضها على بعض ؛ فيعظم الضغاط على أهلها ، ويرجع أسفلها أعلاها ، ويرى الناس والشياطين فيها كقطع اللحم في القدر إذا كان تحتها نار عظيمة تغلى(كَغَلْيِ الْحَمِيمِ)(٢) ، كلّما خبت زدناهم سعيرا بتبديل الجلود.

إشراق في

معنى النفخ

قال ـ سبحانه ـ :(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ)(٣). لمّا سئل النبي ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ عن «الصور» ، فقال ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ : «قرن من نور التقمه إسرافيل» ؛ فوصف (٤) بالسعة والضيق ، واختلف في أنّ أعلاه ضيّق وأسفله واسع ، أو بالعكس ؛ ولكلّ وجه. «والنفخة» نفختان : نفخة تطفئ النار ، ونفخة تشعلها :(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ)، ثمّ نفخ فيه أخرى(فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ)(٥).

و «الصور» (بضمّ الصاد وسكون الواو ، وقرء بفتحها (٦) أيضا) جمع «الصورة» ، لأنّ نافخها هو واهب الصورة (٧) بإذن اللّه ؛ فإذا تهيّأت هذه الصور ؛

__________________

(١) دعوات الراوندي : «قال النبيّ ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ : تحفة المؤمن الموت.» (بحار الأنوار ، ج ٨٢ ، ص ١٧١ وج ٦١ ، ص ٩٠) ؛ وبه همين مضمون : «الموت رحمة من اللّه لعباده المؤمنين» (بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ١١٨ وج ٦١ ، ص ٢٩٦) و «الموت ريحانة المؤمن» (بحار الأنوار ، ج ٨٢ ، ص ١٦٨ و ١٧٩).

(٢) سورهء الدخان ، آيهء ٤٦.

(٣) سورهء زمر ، آيهء ٦٨.

(٤) مش ٢ : فوصفه.

(٥) سورهء زمر ، آيهء ٦٨.

(٦) دا : بفتحهما.

(٧) أصل : الصور.

١٣٨

كانت فتيلة (١) استعدادها كالحشيش المحترق ؛ وهو الاستعداد لقبول الأرواح ؛ كاستعداد الحشيش بالنار التي كمنت فيه لقبول الاشتعال.

والصور البرزخية كالسرج (٢) مشتعلة بالأرواح التي فيها. فنفخ إسرافيل نفخة واحدة ، فتمرّ على تلك الصور (٣) فتطفؤها ، وتمرّ النفخة التي تليها ـ وهي الأخرى ـ على الصور المستعدة للاشتعال ـ وهي النشأة الأخرى ـ فتشتعل بأرواحها(فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ)(٤).

فيقوم تلك الصور أحياء ناطقة بمن ينطقها اللّه ، فمن ناطق ب «الحمد للّه» ، ومن ناطق يقول :(مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا)(٥) ، ومن ناطق ب «الحمد للّه الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور».

وبالنفخ الأوّل أشار النبي ـ صلى اللّه عليه وآله وسلم ـ في قوله : «إنّه يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد ، ثمّ يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحد إلّا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل». قال :

فيجيء ملك الموت حتى يقوم بين يدي اللّه ـ عزّ وجلّ ـ ويقال له : من بقي؟ ـ وهو أعلم ـ ، فيقول : يا ربّ لم يبق إلّا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل ؛

فيقال : فليموتا ، جبرئيل وميكائيل! فيقول الملائكة : رسولاك وأميناك؟ فيقول : إنّي قضيت على كلّ نفس فيها الروح (٦) الموت ؛ وحملة العرش؟ فيقول : قل (٧) لحملة العرش : فليموتوا!

__________________

(١) مش ٢ : قليلة.

(٢) آس ، لك ، دا : كالسراج.

(٣) آس ، چ : الصورة.

(٤) سورهء زمر ، آيهء ٦٨.

(٥) سورهء يس ، آيهء ٥٢.

(٦) سورهء زمر ، آيهء ٦٨.

(٧) چ : ـ قل.

١٣٩

قال : ثمّ يجيء ملك الموت كئيبا حزينا لا يرفع طرفه ، فيقال : من بقي؟ فيقول : لم يبق إلّا ملك الموت! فقال له : مت يا ملك الموت! ثمّ يأخذ الأرض بيمينه والسماوات بيمينه ويقول : أين الذين كانوا يدعون معي شريكا؟! أين الذين كانوا يجعلون مع اللّه (١) إلها!؟» ثم نفخ فيه أخرى(فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ)(٢). (٣)

استبصار

في الإشارة

إلى الزبانية

قال ـ تعالى ـ :(عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ)(٤).

اعلم أنّ «مدبّرات الأمور» في برازخ عالم الظلمات وأشباح عالم الطبيعة التي ظاهرها «الدنيا» وباطنها طبقات «الجحيم» هي المشار إليه بقوله :(فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً)(٥) بعد قوله :(فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً)(٦) ؛ لأنّ وجود كلّ منها تحت وجود جوهر قدسيّ مفارق الذات سابق الوجود على النفسانيّات والطبيعيّات. المدبّرات كروحانيات العالم الكبير الجسماني والعالم الصغير الإنساني. فهي في العالم الكبير العلوي أرواح الكواكب السيّارة والبروج (٧) الاثنا عشريّة ، والمجموع تسعة عشر مدبّرا. وكذا في العالم الصغير البشريّ هي رؤوس القوى المباشرة للتدبير والتصرّف في البرازخ السفليّة تسعة عشر قوّة (٨) : سبعة منها مبادئ الأفعال النباتيّة وأسبابها ، التي ثلاثة منها أصول وأربعة منها فروع ؛ واثنا عشر مبادئ الأفعال الحيوانيّة ، عشرة منها مبادئ الإدراكات ـ التي خمسة (٩) ظاهرة وخمسة باطنة ـ واثنان : الشهوة والغضب.

__________________

(١) أصل وبقيه نسخ (جز مش ٢) : ـ مع اللّه.

(٢) سورهء زمر ، آيهء ٦٨.

(٣) بحار الأنوار ، ج ٦ ، ص ٣٢٩.

(٤) سورهء مدّثّر ، آيهء ٣٠.

(٥) سورهء نازعات ، آيهء ٥.

(٦) سورهء نازعات ، آيهء ٤.

(٧) چ ، مش ١ : الروح.

(٨) آس ، لك ، مش ٢ : قوى.

(٩) آس ، دا : + منها.

١٤٠