بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

على بغض علي إلا رآه في أبغض المواطن إليه ] (١).

٧ ـ جا (٢) ما : عن المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن أبي عوانه موسى ابن يوسف ، عن محمد بن سلميان ، عن الحسين الاشقر ، عن قيس ، عن ليث ، عن أبي ليلى ، عن الحسين بن علي عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الزموا مودتنا أهل البيت فانه من لقي الله يوم القيامة وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله (٣) إلا بمعرفة حقنا (٤).

٨ ـ ما : عن الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن الثالث عن أبائه ، عن الباقر عليهم‌السلام ، عن جابر ، قال الفحام : وحدثني عمي عمير بن يحيى عن إبراهيم بن عبدالله البلخي ، عن أبي عاصم الضحاك ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام عن جابر بن عبدالله قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا من جانب وعلي أمير المؤمنين صلوات الله عليه من جانب إذ أقبل عمر بن الخطاب ومعه رجل (٥) قد تلبب به فقال : ما باله ، قال : حكى عنك يا رسول الله أنك قلت : من قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة ، وهذا إذا سمعته الناس فرطوا في الاعمال ، أفأنت قلت ذلك يا رسول الله؟ قال : نعم ، إذا تمسك بمحبة هذا وولايته (٦).

٩ ـ ما : بهذا الاسناد ، عن أبي الحسن الثالث ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي إن الله عزوجل قد غفر لك ولشيعتك ولمحبي شيعتك ومحبي محبي شيعتك ، فأبشر ، فانك الانزع البطين : منزوع من الشرك

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٦٦.

(٢) مجالس المفيد ص ١٥ ٣٥.

(٣) في المصدر : لا ينتفع عبد بعلمه.

(٤) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٩٠.

(٥) والرجل أبوهريرة الدوسى وقصته مشهورة مروية في كتب الفريقين رواه مسلم في ج ١ من صحيحه باب من لقى الله تعالى بالايمان وهو غير شاك فيه دخل الجنة ، ونقله في مشكاة المصابيح ص ١٥.

(٦) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٨٨.

١٠١

بطين من العلم (١).

صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام مثله (٢).

توضيح : كأن المراد بالشيعة هنا الكمل من المؤمنين كسلمان وأبي ذر والمقداد رضي‌الله‌عنهم ، وبمحبهم من لم يبلغ درجتهم ، مع علمهم وورعهم وبمحب محبهم الفساق من الشيعة ، ويحتمل شمولهما للمستضعفين من المخالفين فان حبهم للمؤمنين ولمحبيهم علامة استضعافهم ، وفي النهاية في صفة علي عليه‌السلام « البطين الانزع » كان أنزع الشعر ، له بطن ، وقيل : معناه الانزع من الشرك المملوء البطن من العلم والايمان.

١٠ ـ ما : الحفار ، عن إسماعيل بن علي الدعبلي ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه ، علي بن علي عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عزوجل : من آمن بي وبنبيي وبوليي أدخلته الجنة ، على ما كان من عمله (٣).

١١ ـ سن : عن عمر بن عبدالعزيز ، عن أبي داود الحداد ، عن موسى بن بكر قال : كنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام فقال رجل في المجلس : أسأل الله الجنة فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : أنتم في الجنة فاسألوا الله أن لا يخرجكم منها فقالوا : جعلنا فداك نحن في الدنيا؟ فقال : ألستم تقرون بامامتنا؟ قالوا : نعم ، فقال : هذا معنى الجنة الذي من أقر به كان في الجنة فاسألوا الله أن لا يسلبكم (٤).

بيان : لما كانت الولاية سببا لدخول الجنة سميت بها مبالغة لا أنه ليست الجنة إلا ذلك.

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٠٠.

(٢) صحيفة الرضا ص ٣٢.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٧٦.

(٤) المحاسن ص ١٦١.

١٠٢

١٢ – سن : عن أبيه ، عن حماد ، عن ربعي ، عمن أخبره ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لن يطعم النار من وصف هذا الامر (١).

بيان : المراد بوصف هذا الامر معرفة الامامة ، والاعتقاد بها ، وبما تستلزمه من سائر العقائد الحقة التي وصفوها.

١٣ ـ سن : عن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن مالك بن أعين الجهني ، وعن ابن فضال ، عن أبي جميلة ، عن مالك ابن أعين قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم و تدخلوا الجنة؟ قال : ورواه أبي ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان (٢).

بيان : « وتكفوا ألسنتكم » أي عما يخالف التقية أو عن الاعم منه ومن سائر ما نهى الله عنه ، والتخصيص باللسان لان أكثر المعاصي تصدر منه وبتوسطه ، كما روي وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم.

١٤ ـ سن : عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب وابن بكير ، عن يوسف بن ثابت عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا يضر مع الايمان عمل ، ولا ينفع مع الكفر عمل ، ثم قال : ألا ترى أنه قال تبارك وتعالى : « وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم كافرون » (٣).

بيان : « لا يضر مع الايمان عمل » أي ضررا عظيما يوجب الخلود في النار أو المراد بالايمان ما يدخل فيه اجتناب الكبائر أو المراد بالضرر عدم القبول ، وهو بعيد ، وعلى الاولين الاستشهاد بالاية لقوله « ولا ينفع مع الكفر عمل » والاية في سورة التوبة هكذا « إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون » (٤) وقال تعالى بعدها بآيات كثيرة « ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وما توا وهم فاسقون » وقال : في

__________________

(١) المحاسن ص ١٦١.

(٢ و ٣) المحاسن ص ١٦٦.

(٤) براءة : ٥٤ ، وما بعدها : ٨٤ و ١٢٤.

١٠٣

أواخر السورة : « وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وما توا وهم كافرون » فلما كانت الايات كلها في شأن المنافقين يمكن أن يكون عليه‌السلام نقلها بالمعنى إشارة إلى أن كلها في شأنهم وأن عدم القبول مشروط بالموت على النفاق والكفر ، مع أنه يحتمل كونها في قراءتهم عليهم‌السلام هكذا ، أو كونها من تحريف النساخ.

١٥ ـ سن : عن أبيه ، عن حدثه ، عن أبي سلام النخاس ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : والله لا يصف عبد هذا الامر فتطعمه النار ، قلت : إن فيهم من يفعل ويفعل!؟ فقال : إنه إذا كان ذلك ابتلى الله تبارك وتعالى أحدهم في جسده ، فان كان ذلك كفارة لذنوبه ، وإلا ضيق الله عليه في رزقه ، فإن كان ذلك كفارة لذنوبه ، وإلا شدد الله عليه عند موته حتى يأتي الله ولا ذنب له ثم يدخله الجنة (١).

١٦ ـ سن : عن ابن محبوب ، عن محمد بن القاسم ، عن داود بن فرقد ، عن يعقوب بن شعيب قال : قلت لابي عبدالله رجل يعمل بكذا وكذا ـ ولم أدع شيئا إلا قلته ـ وهو يعرف هذا الامر؟ فقال : هذا يرجى له ، والناصب لا يرجى له ، وإن كان كما تقول لا يخرج من الدنيا حتى يسلط الله عليه شيئا يكفر الله عنه به إما فقرا وإما مرضا (٢).

١٧ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي إذا كان يوم القيامه أخذت بحجزة الله ، وأخذت ، أنت بحجزتي ، وأخذ ولدك بحجزتك ، وأخذ شيعة ولدك بحجزتهم ، فترى أين يومر بنا (٣).

١٨ ـ شى : عن ابن أبي يعفور قال : قلت : لابي عبدالله عليه‌السلام إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا لهم أمانة وصدق ووفاء!؟ وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الامانة ولا الوفاء ولا الصدق! قال : فاستوى

__________________

(١ و ٢) المحاسن ص ١٧٢.

(٣) صحيفة الرضا عليه‌السلام ص ٥.

١٠٤

أبوعبدالله عليه‌السلام جالسا وأقبل علي كالغضبان ثم قال : لا دين لمن دان بولاية إمام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية إمام عدل من الله ، قال : قلت : لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء؟! فقال : نعم ، لا دين لاولئك ولا عتب على هؤلاء ثم قال : أما تسمع لقول الله « الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور » يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل إمام عادل من الله ، وقال : « والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات » قال : قلت : أليس الله عنى بها الكفار حين قال : « والذين كفروا »؟ قال : فقال : وأي نور للكافر وهو كافر فاخرج منه إلى الظلمات؟ إنما عنى الله بهذا أنهم كانوا على نور الاسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله ، خرجوا بولايتهم إياهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب لهم النار مع الكفار ، فقال : « اولئك أصحاب النارهم فيها خالدون » (١).

كنز : عن المفيد في كتاب الغيبة عن ابن محبوب ، عن عبدالعزيز العبدي ، عن ابن أبي يعفور مثله.

كا : عن العدة ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب مثله (٢).

أقول : سيأتي شرحه في مقام آخر إنشاء الله تعالى.

١٩ ـ شى : عن مهزم الاسدي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قال الله تبارك وتعالى : لاعذبن كل رعية دانت بامام ليس من الله ، وإن كانت الرعية في أعمالها برة تقية ، ولاعفون عن كل رعية دانت بكل إمام من الله وإن كانت الرعية في أعمالها مسيئة ، قلت : فيعفو عن هؤلاء ويعذب هؤلاء؟ قال : نعم إن الله يقول « الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور » ثم ذكر الحديث الاول حديث ابن أبي يعفور رواية محمد بن الحسين وزاد فيه : فأعداء علي أمير المؤمنين هم الخالدون في النار وإن كانوا في أديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة ، و

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ١٣٨ ، والاية في البقرة ٢٥٦.

(٢) الكافى ج ١ ص ٣٧٥.

١٠٥

المؤمنون بعلي عليه‌السلام [ هم الخالدون في الجنة ] وإن كانوا في أعمالهم مسيئة على ضد ذلك (١).

٢٠ ـ م : قوله عزوجل « اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين » (٢) قال الامام موسى بن جعفر عليه‌السلام « اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى » باعوا دين الله ، واعتاضوا منه الكفر بالله « فما ربحت تجارتهم » أي ما ربحوا في تجارتهم في الاخرة ، لانهم اشتروا النار وأصناف عذابها بالجنة التي كانت معدة لهم لو آمنوا « وما كانوا مهتدين » إلى الحق والصواب.

فلما أنز الله عزوجل هذه الاية ، حضر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قوم فقالوا : يا رسول الله سبحان الرزاق ألم تر فلانا كان يسير البضاعة ، خفيف ذات اليد ، خرج مع قوم يخدمهم في البحر فرعوا له حق خدمته ، وحملوه معهم إلى الصين وعينوا له يسيرا من مالهم قسطوه على أنفسهم له ، وجمعوه فاشتروا له به بضاعة من هناك فسلمت فربح الواحد عشرة ، فهو اليوم من مياسير أهل المدينة؟

وقال قوم آخرون بحضرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله ألم تر فلانا كانت حسنة حاله ، كثيرة أمواله ، جميلة أسبابه ، وافرة خيراته ، مجتمعا شمله ، أبى إلا طلب الاموال الجمة ، فحمله الحرص على أن تهور ، فركب البحر في وقت هيجانه والسفينة غير وثيقة ، والملاحون غير فارهين ، إلى أن توسط البحر فلعبت بسفينته ريح عاصف فأزعجتها إلى الشاطئ وفتقتها في ليل مظلم ، وذهبت أمواله وسلم بحشاشته فقيرا وقيرا ينظر إلى الدنيا حسرة؟

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا أخبركم بأحسن من الاول حالا ، وبأسوء من الثاني حالا؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما أحسن من الاول حالا فرجل اعتقد صدقا بمحمد رسول الله وصدقا باعظام علي أخي رسول الله ووليه ، وثمرة قلبه ومحض طاعته ، فشكر له ربه ونبيه ووصي نبيه ، فجمع الله تعالى له بذلك خير

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ١٣٩ ، ومثله في الكافى ج ١ ص ٣٧٦ في حديثين.

(٢) البقرة : ١٦.

١٠٦

الدنيا والاخرة ، ورزقه لسانا لالاء الله تعالى ذاكرا ، وقلبا لنعمائه شاكرا ، و بأحكامه راضيا ، وعلى احتمال مكاره أعداء محمد وآله نفسه موطنا ، لاجرم أن الله تعالى سماه عظيما في ملكوت أرضه وسماواته ، وحباه برضوانه وكراماته ، فكانت تجارة هذا أربح ، وغنيمته أكثر وأعظم.

وأما أسوء من الثاني حلالا فرجل أعطا أخا محمد رسول الله ببيعته ، وأظهر له موافقته وموالاة أوليائه ، ومعاداة أعدائه ، ثم نكث بعد ذلك وخالف ووالى عليه أعداءه فختم له بسوء أعماله ، فصار إلى عذاب لا يبيد ولا ينفد ، قد خسر الدنيا و الاخرة ذلك هو الخسران المبين.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : معاشر عباد الله عليكم بخدمة من أكرمه الله بالارتضاء واجتباه بالاصطفاء ، وجعله أفضل أهل الارض والسماء ، بعد محمد سيد الانبياء علي بن أبي طالب عليه‌السلام وبموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه وقضاء حقوق إخوانكم الذين هم في موالاته ومعاداة أعدائه شركاؤكم فان رعاية علي صلوات الله عليه أحسن من رعاية هؤلاء التجار الخارجين بصاحبكم ـ الذي ذكرتموه ـ إلى الصين الذين عرضوه للغناء وأعانوه بالثراء.

أما إن من شيعة علي عليه‌السلام لمن يأتي يوم القيامة وقد وضع له في كفة سيئاته من الاثام ما هو أعظم من جبال الرواسي والبحار التيارة ، يقول الخلائق : هلك هذا العبد ، فلا يشكون أنه من الهالكين ، وفي عذاب الله تعالى من الخالدين فيأتيه النداء من قبل الله تعالى : يا أيها العبد الخاطئ الجاني! هذه الذنوب الموبقات ، فهل بازائها حسنة تكافئها وتدخل جنة الله برحمة الله؟ أو تزيد عليها فتدخلها بوعد الله ، يقول العبد : لا أدري فيقول منادي ربنا عزوجل : إن ربي يقول ناد في عرصات القيامة ألا إني فلان بن فلان من بلد كذا وكذا أو قرية كذا وكذا قد رهنت بسيئات كأمثال الجبال والبحار ، ولا حسنة لي بازائها فأي أهل هذا المحشر كانت لي عنده يد أو عارفة فليغثنى بمجازاتي عنها ، فهذا أوان شدة حاجتي إليها.

١٠٧

فينادي الرجل بذلك فأول من يجيبه علي بن أبيطالب عليه‌السلام لبيك لبيك لبيك أيها الممتحن في محبتي ، المظلوم بعداوتي ، ثم يأتى هو ومن معه عدد كثير وجم غفير ، وإن كانوا أقل عددا من خصمائه الذين لهم قبله الظلامات فيقول ذلك العدد : يا أمير المؤمنين نحن إخوانه المؤمنون كان بنا بارا ، ولنا مكرما وفي معاشرته إيانا مع كثرة إحسانه إلينا متواضعا وقد نزلنا له عن جميع طاعاتنا ، وبذلناها له فيقول علي عليه‌السلام : فبماذا تدخلون جنة ربكم؟ فيقولون : برحمة الله الواسعة التي لا يعدمها من والاك ، والا آلك يا أخا رسول الله.

فيأتي النداء من قبل الله تعالى يا أخا رسول الله هؤلاء إخوانه المؤمنون قد بذلوا له فأنت ما ذا تبذل له فاني أنا الحكم ما بيني وبينه من الذنوب ، قد غفرتها له بموالاته إياك ، وما بينه وبين عبادي من الظلامات فلا بد من فصلي بينه وبينهم فيقول علي عليه‌السلام يا رب أفعل ما تأمرني فيقول الله تعالى : يا علي اضمن لخصمائه تعويضهم عن ظلاماتهم قبله ، فيضمن لهم علي عليه‌السلام ذلك ، ويقول لهم : افترحوا علي ما شئتم أعطكم عوضا من ظلاماتكم قبله.

فيقولون : يا أخا رسول الله تجعل لنا بازاء ظلاماتنا قبله ثواب نفس من أنفاسك ليلة بيتوتك على فراش محمدرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول علي عليه‌السلام : قد وهبت ذلك لكم فيقول الله عزوجل فانظروا يا عبادي الان إلى ما نلتموه من علي فداء لصاحبه من ظلاماتكم ، ويظهر لهم ثواب نفس واحد في الجنان من عجائب قصورها وخيراتها فيكون ذلك ما يرضي الله عزوجل به خصماء اولئك المؤمنين ، ثم يريهم بعد ذلك من الدرجات والمنازل ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر.

يقولون : يا ربنا هل بقي من جنانك شئ إذا كان هذا كله لنا فأين تحل سائر عبادك المؤمنين والانبياء والصديقين ، والشهداء والصالحين ، ويخيل إليهم عند ذلك أن الجنة بأسرها قد جعلت لهم فيأتي النداء من قبل الله تعالى يا عبادي هذا ثواب نفس من أنفاس علي بن أبي طالب عليه‌السلام الذي اقترحتموه عليه ، قد جعله لكم فخذوه ، وانظروا فيصيرون هم وهذا المؤمن الذي عوضهم علي عليه‌السلام في تلك

١٠٨

الجنان ثم يرون ما يضيفه الله عزوجل إلى ممالك علي عليه‌السلام في الجنان ما هو أضعاف ما بذله عن وليه الموالي له ، مما شاء من الاضعاف التي لا يعرفها غيره.

ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم » المعدة لمخالفي أخي ووصيي علي بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

توضيح : « خفيف ذات اليد » أي كان ما في يده من الاموال خفيفا قليلا « قسطوه » بالتخفيف والتشديد أي قسموه على أنفسهم بالسوية أو بالعدل على نسبة حالهم.

وفي المصباح « جمع الله شملهم » أي ما تفرق من أمرهم « وفرق شملهم » أي ما اجتمع من أمرهم ، وقال : « ما جم » أي كثير وفي القاموس تهور الرجل وقع في الامر بقلة مبالاة. وقال : فره ككرم فراهة وفراهية حذق فهو فاره بين الفروهية وقال : فتقه شقه كفتقه وفي بعض النسخ وفتتها من الفت وهو الدق والكسر بالاصابع كما في القاموس وقال الحشاش والحشاشة بضمهما بقية الروح في المريض والجريح.

وقال : « الوقير » القطيع من الغنم أو صغارها ، وفقير وقير تشبيه بصغار الشاء أو إتباع ، وقال : أمحضه الود أخلصه كمحضه ، والغناء بالفتح والمد الاكتفاء ، و بالكسر والقصر ضد الفقر ، والثراء بالفتح والمد كثرة المال ، وقال الجوهري : والتيار الموج ويقال : قطع [ عرقا ] تيارا أي سريع الجرية ويقال : أوليته يدا أي نعمة ، والعارفة المعروف والاحسان ، وقال الجوهري : الظلامة والمظلمة ما تطلبه عند الظالم ، وهو اسم ما أخذ منك ، والجم الغفير العدد الكثير ، وفي المصباح نزلت عن الحق تركته وفي القاموس الاقتراح ارتجال الكلام وابتداع الشي ء والتحكم.

٢١ ـ م : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله يبعث يوم القيامة أقواما تمتلئ من جهة السيئات موازينهم فيقال لهم : هذه السيئات فأين الحسنات؟ وإلا فقد عطبتم فيقولون : يا ربنا ما نعرف لنا حسنات ، فاذا النداء من قبل الله عزوجل لئن لم تعرفوا

__________________

(١) تفسير الامام ص ٤٧.

١٠٩

لانفسكم عبادي حسنات فاني أعرفها لكم واوفرها عليكم ، ثم يأتي برقعة صغيرة يطرحها في كفة حسناتهم فترجح بسيئاتهم بأكثر ما بين السماء إلى الارض فيقال لاحدهم : خذ بيد أبيك ، وامك وإخوانك وأخواتك ، وخاصتك وقراباتك وأخدانك ومعارفك فأدخلهم الجنة.

فيقول أهل المحشر : يا رب أما الذنوب فقد عرفناها فماذا كانت حسناتهم؟ فيقول الله عزوجل : يا عبادي مشى أحدهم ببقية دين لاخيه إلى أخيه فقال : خذها فاني احبك بحبك علي بن أبي طالب عليه‌السلام فقال له الاخر : قد تركتها لك بحبك علي بن أبي طالب عليه‌السلام ولك من مالي ما شئت فشكر الله تعالى ذلك لهما فحط به خطاياهما ، وجعل ذلك في حشو صحيفتهما وموازينهما ، وأوجب لهما و لوالديهما الجنة (١).

٢٢ ـ شى : عن مصقلة الطحان ; عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما يمنعكم من أن تشهدوا على من مات منكم على هذا الامر أنه من أهل الجنة؟ إن الله يقول : « كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين » (٢).

بيان : « كذلك حقا علينا » في المجمع (٣) قال الحسن : معناه كنا إذا أهلكنا امة من الامم الماضية نجينا نبيهم ونجينا الذين آمنوا به أيضا كذلك إذا أهلكنا هؤلاء المشركين نجيناك يا محمد ، والذين آمنوا بك ، وقيل معناه « كذلك حقا علينا » أي واجبا علينا من طريق الحكمة « ننجي المؤمنين » من عذاب الاخرة كما ننجيهم من عذاب الدنيا ، قال أبوعبدالله عليه‌السلام لاصحابه : ما يمنعكم من أن تشهدوا ـ إلى آخر الخبر.

٢٣ ـ شى : عن الحسن بن محبوب ، عن أبي ولاد قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك إن رجلا من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلاة قد ابتلي

__________________

(١) تفسير الامام ص ٥٤.

(٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٣٨ والاية في يونس : ١٠٣.

(٣) مجمع البيان ج ٥ ص ١٣٨.

١١٠

بحب اللهو ، وهو يسمع الغنا ، فقال : أيمنعه ذلك من الصلاة لوقتها أم من صوم أو من عيادة مريض أو حضور جنازة أو زيارة أخ؟ قال : قلت : لا ، ليس يمنعه ذلك من شئ من الخير والبر قال : فقال : هذا من خطوات الشيطان ، مغفور له ذلك إنشاء الله ثم قال : إن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات أعني لكم الحلال ليس الحرام ، قال : فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم قال : فألقى الله في همة اولئك الملائكة اللذات والشهوات كي لا يعيبوا المؤمنين.

قال : فلما أحسوا ذلك من هممهم عجوا إلى الله من ذلك ، فقالوا : ربنا عفوك عفوك ، ردنا إلى ما خلقنا له ، وأجبر تنا عليه ، فانا نخاف أن نصير في أمر مريج (١) قال : فنزع الله ذلك من هممهم ، قال : فإذا كان يوم القيامة وصار أهل الجنة في الجنة استأذن اولئك الملائكة على أهل الجنة ، فيؤذن لهم ، فيدخلون عليهم فيسلمون عليهم ، ويقولون لهم : سلام عليكم بما صبرتم في الدنيا عن اللذات والشهوات الحلال (٢).

٢٤ ـ جا : عن ابن قولويه ، عن الحسن بن محمد بن عامر ، عن أحمد بن علوية عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن توبة بن الخليل ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي عبدالرحمان ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : بينا رسول الله (ص) : في سفر إذ نزل فسجد خمس سجدات ، فلما ركب قال له بعض أصحابه : رأيناك يا رسول الله صنعت ما لم تكن تصنعه؟ قال : نعم ، أتاني جبرئيل عليه‌السلام فبشرني أن عليا في الجنة ، فسجدت شكرا لله فلما رفعت رأسي قال : وفاطمة في الجنة فسجدت شكرا لله تعالى ، فلما رفعت رأسي قال : والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة فسجدت شكرا لله تعالى فلما رفعت رأسي قال : ومن يحبهم في الجنة ، فسجدت شكرا لله تعالى فلما رفعت رأسي قال : ومن يحب من يحبهم في الجنة [ فسجدت شكرا لله تعالى ] (٣).

__________________

(١) يقال أمر مريج أى مختلط أو ملتبس.

(٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢١١.

(٣) مجالس المفيد ص ٢٠.

١١١

٢٥ ـ جا : عن الحسن بن الفضل ، عن علي بن أحمد ، عن محمد بن هارون الهاشمي ، عن إبراهيم بن مهدي ، عن إسحاق بن سليمان ، عن أبيه ، عن هارون الرشيد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر المنصور ، عن أبيه ، عن جده علي بن عبدالله بن العباس ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أيها الناس نحن في القيامة ركبان أربعة ، ليس غيرنا ، فقال له قائل : بأبي أنت وامي يا رسول الله من الركبان؟ قال : أنا على البراق ، وأخي صالح على ناقة الله الذي عقرها قومه ، وابنتي فاطمة على ناقتي العضباء ، وعلي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة خطامها من لؤلوء رطب ، وعيناها من ياقوتتين حمراوين ، وبطنها من زبر جد أخضر عليها قبة من لؤلوء بيضاء ، يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، ظاهرها من رحمة الله ، وباطنها من عفو الله إذا أقبلت زفت ، وإذا أدبرت زفت ، وهو أمامي على رأسه تاج من نور ، يضئ لاهل الجمع ; ذلك التاج له سبعون ركنا كل ركن يضئ كالكوكب الدري في أفق السماء ، وبيده لواء الحمد ، وهو ينادي في القيامة « لا إله إلا الله محمد رسول الله » فلا يمر بملاء من الملائكة إلا قالوا : نبي مرسل ولا يمر بنبي مرسل إلا قال : ملك مقرب فينادي مناد من بطنان العرش يا أيها الناس ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش هذا علي بن أبي طالب ، وتجئ شيعته من بعده فينادي مناد لشيعة من أنتم؟ فيقولون نحن العلويون فيأتيهم النداء يا أيها العلويون أنتم آمنون ، ادخلوا الجنة مع من كنتم توالوان (١).

بشا : عن الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن محمد بن الحسن الطوسي ، عن المفيد ، عن الحسن بن الفضل مثله (٢).

٢٦ ـ جا : عن المظفر بن محمد ، عن محمد بن همام ، عن الحسن بن زكريا عن عمر بن المختار ، عن أبي محمد البرسي ، عن النضر ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير عن أبي جعفر محمد الباقر عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : كيف

__________________

(١) مجالس المفيد ص ١٦٧.

(٢) بشارة المصطفى ص ٧٤.

١١٢

بك يا علي إذا وقفت على شفير جهنم ، وقد مد الصراط ، وقيل للناس : جوزوا وقلت لجهنم : هذا لي وهذا لك؟ فقال علي عليه‌السلام : يا رسول الله ومن اولئك؟ قال : اولئك شيعتك ، معك حيث كنت (١).

٢٧ ـ نى : عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن ابن جمهور ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : إن الله لا يستحيي أن يعذب امة دانت بإمام ليس من الله ، وإن كانت في أعمالها برة تقية ، وإن الله يستحيي أن يعذب امة دانت بإمام من الله ، وإن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة (٢).

٢٨ ـ كش : عن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل ، عن ابن محبوب ، عن البطائني عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : ما فعل أبوحمزة الثمالي؟ قلت ; خلفته عليلا قال : إذا رجعت إليه فأقرئه مني السلام وأعلمه أنه يموت في شهر كذا في يوم كذا ، قال أبوبصير : فقلت : جعلت فداك والله لقد كان [ لكم ] فيه انس وكان لكم شيعة ، قال : صدقت ما عندنا خير لكم قلت : شيعتكم معكم؟ قال : إن هو خاف الله وراقب نبيه ، وتوفى الذنوب ، فإذا هو فعل كان معنا في درجاتنا قال علي : (٣) فرجعنا تلك السنة فما لبث أبوحمزة إلا يسيرا حتى توفي (٤).

٢٩ ـ كش : عن محمد بن مسعود ، عن عبدالله بن محمد ، عن أبي داود المسترق عن عبدالله بن راشد ، عن عبيد بن زرارة قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام وعنده البقباق (٥) فقلت له : جعلت فداك رجل أحب بني أمية أهو معهم؟ قال : نعم

__________________

(١) مجالس المفيد ص ٢٠٢.

(٢) غيبة النعمانى ص ٦٥ ، الكافى ج ١ ص ٣٧٦.

(٣) هو على بن أبى حمزة المعروف بالبطائنى ، الراوى عن أبى بصير.

(٤) رجال الكشى ص ١٧٧.

(٥) هو أبوالعباس فضل بن عبدالملك البقباق مولى كوفى ثقة ، ولعله كان مذياعا للحديث فأخفى أبوعبدالله عليه‌السلام حديثه ذلك عنه لئلا يذيعه في جهلة الشيعة.

١١٣

قلت : رجل أحبكم أهو معكم؟ قال : نعم ، قلت : وإن زنى وإن سرق؟ قال : فنظر إلى البقباق فوجد منه غفلة ثم أومأ برأسه نعم (١).

٣٠ ـ كش : عن نصر بن الصباح ، عن ابن أبي عثمان ، عن محمد بن الصباح عن زيد الشحام قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال لي : يا زيد! جدد التوبة وأحدث عبادة ، قال : قلت : نعيت إلى نفسي ، قال : فقال لي : يا زيد ما عندنا لك خير وأنت من شيعتنا ، إلينا الصراط ، وإلينا الميزان ، وإلينا حساب شيعتنا ، والله لانا لكم أرحم من أحد كم بنفسه يا زيد كأني أنظر إليك في درجتك من الجنة و رفيقك فيها الحارث بن المغيرة النضري (٢).

٣١ ـ كش : عن محمد بن مسعود ، عن عبدالله بن محمد بن خالد ، عمن يثق به يعني أمه ، عن خالد محمد قال : فقال له عمرو بن إلياس قال : دخلت أنا وأبي إلياس ابن عمرو على أبي بكر الحضرمي وهو يجود بنفسه ، فقال : يا عمرو ليست ساعة الكذب أشهد على جعفر بن محمد أني سمعته يقول : لا يمس النار من مات وهو يقول بهذا الامر (٣).

٣٢ ـ كش : عن محمد بن علي بن القاسم ، عن الصفار ، عن عبدالله بن محمد بن خالد ، عن الوشاء ، عن خاله عمرو بن إلياس قال : دخلت على أبي بكر الحضرمي وهو يجود بنفسه فقال لي : أشهد على جعفر بن محمد أنه قال : لا يدخل النار منكم أحد (٤).

٣٣ ـ فض ، يل : بالاسناد يرفعه إلى صفوان الجمال قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك سمعتك تقول : شيعتنا في الجنة وفيهم أقوام مذنبون ، يركبون الفواحش ، ويأكلون أموال الناس ، ويشربون الخمور ويتمتعون في دنياهم ، فقال عليه‌السلام : هم في الجنة اعلم أن المؤمن من شيعتنا لا يخرج من الدنيا حتى يبتلي بدين أو بسقم أو بفقر ، فان عفي عن هذا كله شدد الله عليه في النزع عند خروج روحه حتى يخرج من الدنيا ولا ذنب عليه ، قلت : فداك

__________________

(١ و ٢) رجال الكشى ص ٢٨٦.

(٣ و ٤) رجال الكشى ص ٣٥٥.

١١٤

أبي وأمي فمن يرد المظالم؟ قال : الله عزوجل يجعل حساب الخلق إلى محمد وعلي عليهما‌السلام فكل ما كان على شيعتنا حاسبناهم مما كان لنا من الحق في أموالهم وكل ما بينه وبين خالقه استوهبناه منه ، ولم نزل به حتى ندخله الجنة برحمة من الله ، وشفاعه من محمد وعلي عليهما‌السلام.

غو : عن صفوان مثله.

٣٤ ـ كف : من كتاب كفاية الطالب ، عن أبي مريم السلولي ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : يا علي إن الله قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إلى الله منها ، الزهد في الدنيا ، وجعلك لا تنال من الدنيا شيئا ولا تنال الدنيا منك شيئا ، ووهب لك حب المساكين ، فرضوا بك إماما ورضيت بهم أتباعا ، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، فأما الذين أحبوك و صدقوا فيك فهم جيرانك في دارك ، ورفقاؤك في قصرك ، وأما الذين بغضوك وكذبوا عليك فحق على الله أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة ، قال : وذكره ابن مردويه في مناقبه (١).

٣٥ ـ جش : عن الحسن بن علي ابن بنت إلياس روى عن جده إلياس قال : لما حضرته الوفاة قال لنا : اشهدوا علي وليست ساعة الكذب هذه الساعة ، لسمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : والله لا يموت عبد يحب الله ورسوله ويتولى الائمة فتمسه النار ، ثم أعاد الثانية والثالثة من غير أن أسأله (٢).

٣٦ ـ رياض الجنان : لفضل الله بن محمود الفارسي بالاسناد عن أبي محمد الحسن الحراني ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : مامن شيعتنا أحد يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتليه الله ببلية تمحص بها ذنوبه ، إما في ماله أوولده ، وإما في نفسه حتى يلقى الله محبنا وماله ذنب ، وإنه ليبقى عليه شئ من ذنوبه فيشدد عليه عند موته

__________________

(١) كشف الغمة ج ١ ص ٢٢٨ الطبعة الحروفية وهكذا ص ٢١٧ ، عن مناقب الخوارزمي.

(٢) رجال النجاشى ص ٣٠.

١١٥

فتمحص ذنوبه.

٣٧ ـ بشا : عن محمد بن أحمد بن شهريار ، عن حمزة بن محمد ين يعقوب ، عن محمد بن أحمد الجواليقي ، عن محمد بن أحمد بن الوليد ، عن سعدان ، عن علي ، عن حسين بن نصر ، عن أبيه ، عن الصباح المزني ، عن الثمالي ، عمن حدثه ، عن أبي رزين ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام أنه قال : من أحبنا لله نفعه حبنا ، ولو كان في جبل الديلم ، ومن أحبنا لغير ذلك فان الله يفعل ما يشاء ، إن حبنا أهل البيت يساقط عن العباد الذنوب كما تساقط الريح الورق من الشجر (١).

٣٨ ـ بشا : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن إدريس ، عن أبيه ، عن البرقي عن ابن معروف ، عن محمد بن يحيى ، عن طلحة بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسو الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتاني جبرئيل من قبل ربي جل جلاله فقال : يا محمد إن الله عزوجل يقرئك السلام ، ويقول لك : بشر أخاك عليا بأني لا اعذب من تولاه ، ولا أرحم من عاداه (٢).

٣٩ ـ ما : عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن محمد بن همام ، عن الحميري عن محمد بن موسى بن عبدالله بن مهران ، عن محمد بن سنان ، عن أبي بكر الحضرمي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لو أن كافرا وصف ما تصفون عند خروج نفسه ، ما طعمت النار من جسده شيئا (٣).

٤٠ ـ ما : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن محمد بن محمود ، عن أحمد بن عبدالرحمان الذهلي ، عن عبدالرحمان بن أبي حماد ، عن أبي العلاء الخفاف يعني خالد بن طهمان ، عن شجرة قال : قال أبوجعفر الباقر عليه‌السلام : يا شجرة بحبنا تغفر لكم الذنوب (٤).

__________________

(١) بشارة المصطفى ص ٣.

(٢) بشارة المصطفى ص ١٨.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٣٤.

(٤) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٦٨.

١١٦

٤١ ـ ما : عن الفحام ، عن المنصوري ، عن سهل بن يعقوب بن إسحاق ، عن الحسن بن عبدالله بن مطهر ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال : دخل سماعة بن مهران على الصادق عليه‌السلام فقال له : يا سماعة من شر الناس؟ قال : نحن يا ابن رسول الله ، قال : فغضب حتى احمرت وجنتاه ثم استوى جالسا وكان متكئا فقال : يا سماعة من شر الناس عند الناس؟ فقلت : والله ما كذبتك يا ابن رسول الله نحن شر الناس عند الناس لانهم سمونا كفارا ورافضة ، فنظر إلي ثم قال : كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنة ، وسيق بهم إلى النا؟ فينظرون إليكم ويقولن : « مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار » يا سماعة بن مهران إنه من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنشفع ، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال ، والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال ، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال ، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد ، فتنافسوا في الدرجات واكمدوا عدوكم بالورع (١).

بيان : في القاموس الكمدة بالضم والكمد بالفتح والتحريك تغير اللون وذهاب صفائه ، والحزن الشديد ، ومرض القلب منه ، كمد كفرح فهو كامد وأكمده فهو مكمود.

٤٢ ـ ما : عن الفحام ، عن المنصوري ، عن عم أبيه ، عن أبي الحسن الثالث ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إذا حشر الناس يوم القيامة ناداني مناد يارسول الله إن الله جل اسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك ومحبي أهل بيتك الموالين لهم فيك ، والمعادين لهم فيك فكافئهم بما شئت وأقول يارب الجنة فابوءهم منها حيث شئت ، فذلك المقام المحمود الذي وعدت به (٢).

٤٣ ـ ما : بإسناد أخي دعبل ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٠١ ، والاية في سورة ص : ٦٢.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٠٤.

١١٧

رسول الله : في قوله عزوجل « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد » قال : نزلت في وفي علي بن أبي طالب وذلك أنه إذا كان يوم القيامة شفعني ربي وشفعك يا علي وكساني وكساك يا علي ، ثم قال لي ولك يا علي : « ألقيا في جهنم كل من أبغضكما وأدخلا في الجنة كل من أحبكما » فان ذلك هو المؤمن (١).

٤٤ ـ ير : عن محمد بن الحسين ، عن عبدالله بن جبلة ، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : حججت مع أبي عبدالله عليه‌السلام فلما كنا في الطواف ، قلت له : جعلت فداك يا ابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق؟ فقال : يا أبا بصير إن أكثر من ترى قردة وخنازير ، قال : قلت له. أرنيهم ، قال : فتكلم بكلمات ثم أمره يده على بصري فرأيتهم قردة وخنازير ، فهالني ذلك ثم أمر يده على بصري فرأيتهم كما كانوا في المرة الاولى ، ثم قال : يا أبا محمد أنتم في الجنة تحبرون ، وبين أطباق النار تطلبون ، فلا توجدون ، والله لا يجتمع في النار منكم ثلاثة ، لا والله ولا اثنان لا والله ولا واحد (٢).

٤٥ ـ ك : عن ابن المتوكل عن الاسدي عن النخعي ، عن النوفلي ، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة الثمالي (٣) ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حدثني جبرئيل عن رب العزة جل جلاله أنه قال : من علم أنه لا إله إلا أنا وحدي ، وأن محمدا عبدي ورسولي ، وأن علي ابن أبيطالب خليفتي ، وأن الائمة من ولده حججي أدخلته الجنة برحمتي ونجيته من النار بعفوي ، وأبحت له جواري ، وأوجبت له كرامتي ، وأتممت عليه نعمتي وجعلته من خاصتي وخالصتي ، إن ناداني لبيته ، وإن دعاني أجبته ، وإن سألنى أعطيته ، وإن سكت ابتدأته ، وإن أساء رحمته ، وإن فر مني دعوته ، وإن رجع إلى قبلته ، وإن قرع بابي فتحته.

ومن لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي أو شهد ولم يشهد أن محمدا عبدي ورسولي

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٧٨ ، والاية في سورة ق : ٢٤.

(٢) بصائر الدرجات ص ٢٧٠. (٣) البطائنى. ظ.

١١٨

أو شهد بذلك ولم يشهد أن علي بن أبي طالب خليفتي أو شهد بذلك ولم يشهد أن الائمة من ولده حججي فقد جحد نعمتي ، وصغر عظمتي ، وكفر بآياتي وكتبي إن قصدني حجبته ، وإن سألني حرمته ، وإن ناداني لم أسمع نداءه ، وإن دعاني لم أسمع دعاءه ، وإن رجاني خيبته ، وذلك جزاؤه مني ، وما أنا بظلام للعبيد (١).

أقول : تمامه في باب نص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

٤٦ ـ سن : عن أبيه عن النضر عن يحيى الحلبي عن عبدالله بن مسكان عن بدر بن الوليد الخثعمي قال : دخل يحيى بن سابور على أبي عبدالله عليه‌السلام ليودعه فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : أما والله إنكم لعلى الحق ، وإن من خالفكم لعلى غير الحق ، والله ما أشك أنكم في الجنة ، فاني لارجو أن يقر الله أعينكم إلى قريب (٣).

٤٧ ـ سن : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن زرارة ، عن أبي حعفر عليه‌السلام قال : لا تطعم النار واحدا وصف هذا الامر (٤).

٤٨ ـ سن : عن أحمد ، عن ابن فضال ، عن بكار بن أبي بكر الحضرمي قال : قيل لابي جعفر عليه‌السلام : إن عكرمة مولى ابن عباس قد حضرته الوفاة ، قال : فانتقل (٥) ثم قال : إن أدركته علمته كلاما لم تطعمه النار ، فدخل عليه داخل فقال : قد هلك قال : فقال له [ أبي ] : فعلمناه! فقال : والله ما هو إلا هذا الامر الذي

__________________

(١) اكمال الدين ص ١٥٠ وفى ط الاسلامية ج ١ ص ٣٧١.

(٢) راجع ج ٣٦ ص ٢٥١ و ٢٥٢ من هذه الطبعة.

(٣) المحاسن ص ١٤٦.

(٤) المحاسن ص ١٤٩.

(٥) اى انتقل عن جلسته التى كان عليها ، ولعله كان متكئا فانتقل وجلس على ركبته كما في نظائره.

١١٩

أنتم عليه (١).

٤٩ ـ بشا : عن إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن الحسين بن عتبة عن محمد بن الحسين بن أحمد الفقيه ، عن حمويه بن علي ، عن محمد بن عبدالله بن المطلب عن محمد بن علي بن مهدى ، عن محمد بن على بن عمر بن ظريف ، عن أبيه ، عن جميل بن صالح ، عن أبي خالد الكابلي ، عن الاصبغ بن نباتة قال : دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين عليه‌السلام في نفر من الشيعة ، وكنت فيهم ، فجعل الحارث يتأود في مشيته (٢) ويخبط الارض بمحجنه ، وكان مريضا فأقبل عليه أمير المؤمنين وكانت له منه منزلة فقال : كيف تجدك يا حارث؟ (٣) قال : نال الدهر مني يا أمير ـ المؤمنين وزادنى أو زاد غليلا اختصام أصحابك ببابك ، قال : وفيم خصومتهم؟ قال : في شأنك ، والثلاثة من قبلك ، فمن مفرط غال ، ومقتصد تال ، ومن مترددمرتاب لايدري أيقدم أم يحجم؟ قال : بحسبك يا أخا همدان ، ألا إن خير شيعتي النمط الاوسط إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي قال : فقال له الحارث : لو كشفت فداك أبي وأمي الريب عن قلوبنا ، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا ، قال : قدك فانك امرء ملبوس عليه إن دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية احق فاعرف الحق تعرف أهله ، يا حارث إن الحق أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد ، وبالحق اخبرك فارعني سمعك ثم خبر به من كانت له حصافة من أصحابك.

ألا إني عبدالله وأخو رسول الله وصديقه الاكبر : صدقته وآدم بين الروح والجسد ، ثم إني صديقه الاول في امتكم حقا فنحن الاولن ، ونحن الاخرون

__________________

(١) المحاسن ص ١٤٩.

(٢) أى كان ينعطف في مشيته : يستقيم صلبه مرة ويعوج اخرى والمحجن وهكذا المحجنة ـ كمنبر ومكنسة ـ : العصا المعوجة رأسها ، والخبط الضرب الشديد ، يقال : خبط البعير بيده الارض : وطئه شديدا.

(٣) يا حارث : في بعض النسخ « يا حار » على الترخيم في المواضع كلها.

منه رحمه‌الله.

١٢٠