الكافية في علم النحو والشافية في علمي التصريف والخط

جمال الدين ابن الحاجب

الكافية في علم النحو والشافية في علمي التصريف والخط

المؤلف:

جمال الدين ابن الحاجب


المحقق: الدكتور صالح عبدالعظيم الشاعر
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة الآداب
الطبعة: ١
ISBN: 978-977-468-235-0
الصفحات: ١٢٤

[ردّ بعض الأبنية إلى بعض] :

وقد يردّ بعض إلى بعض ، ففعل ممّا ثانيه حرف حلق ، ك (فخذ) يجوز فيه : فخذ وفخذ وفخذ ، وكذلك الفعل ك (شهد) ، ونحو (كتف) يجوز فيه كتف وكتف ، ونحو (عضد) يجوز فيه عضد ، ونحو (عنق) يجوز فيه عنق ، ونحو (إبل) و (بلز) يجوز فيهما إبل وبلز ، ولا ثالث لهما ، ونحو (قفل) يجوز فيه قفل على رأي ؛ لمجيء عسر ويسر.

[أبنية الاسم الرباعيّ المجرّد] :

وللرّباعيّ المجرّد خمسة : جعفر ، وزبرج ، وبرثن ، ودرهم ، وقمطر (١).

وزاد الأخفش نحو جخدب (٢).

وأمّا جندل وعلبط (٣) ، فتوالي الحركات حملهما على باب جنادل وعلابط.

[أبنية الاسم الخماسيّ المجرّد] :

وللخماسيّ المجرّد أربعة : سفرجل ، وقرطعب ، وجحمرش ، وقذعمل (٤).

[أبنية الاسم المزيد فيه] :

وللمزيد فيه أبنية كثيرة ، ولم يجئ في الخماسيّ إلّا : عضرفوط ، وخزعبيل ، وقرطبوس وقبعثرى ، وخندريس ، على الأكثر (٥).

[أحوال الأبنية]

وأحوال الأبنية قد تكون للحاجة ، كالماضي ، والمضارع ، والأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبّهة ، وأفعل التّفضيل ، والمصدر ، واسمي الزّمان والمكان ،

__________________

(١) الزّبرج : الزينة من وشي أو جوهر ونحو ذلك ، البرثن : مخلب الأسد ، وقيل : هو للسبع كالأصبع للإنسان ، القمطر : الجمل القوي السريع ، ومن الناس : القصير الضخم.

(٢) الجخدب والجخدب : الضخم الغليظ من الرجال والجمال.

(٣) الجندل : الجنادل ، وقيل : المكان الغليظ فيه حجارة ، علبط : رجل علبط وعلابط : ضخم عظيم ، وصدر علبط : عظيم ، وقيل : كل غليظ علبط ، والعلبط والعلابط : القطيع من الغنم.

(٤) قرطعب : ما عليه قرطعبة أي قطعة خرقة ، الجحمرش : من النساء : الثقيلة السمجة ، أو العجوز الكبيرة ، ومن الإبل : الكبيرة السن ، وأفعى جحمرش : خشناء غليظة ، القذعمل : القصير الضخم من الإبل.

(٥) العضرفوط : دويبة بيضاء ناعمة ، وقيل : هو ضرب من العظاء ، الخزعبيل : الباطل ، والأحاديث المستظرفة ، القرطبوس : الناقة العظيمة الشديدة ، وبفتح القاف : الداهية ، الخندريس : الخمر القديمة.

٦١

والآلة ، والمصغّر ، والمنسوب ، والجمع ، والتقاء السّاكنين ، والابتداء ، والوقف.

وقد تكون للتّوسّع ، كالمقصور ، والممدود ، وذي الزّيادة.

وقد تكون للمجانسة ، كالإمالة.

وقد تكون للاستثقال ، كتخفيف الهمزة ، والإعلال ، والإبدال ، والإدغام ، والحذف.

الماضي

[أبنية الفعل الثلاثي المجرّد] :

للثّلاثيّ المجرّد ثلاثة أبنية : فعل ، وفعل ، وفعل ، نحو : ضربه وقتله وجلس وقعد ، وشربه وومقه وفرح ووثق ، وكرم.

[أبنية الفعل الثلاثي المزيد] :

وللمزيد فيه خمسة وعشرون :

ملحق ب (دحرج) ، نحو : شملل (١) ، وحوقل ، وبيطر ، وجهور ، وقلنس ، وقلسى.

وملحق ب (تدحرج) ، نحو : تجلبب ، وتجورب ، وتشيطن ، وترهوك (٢) ، وتمسكن ، وتغافل ، وتكلّم.

وملحق ب (احرنجم) (٣) ، نحو : اقعنسس ، واسلنقى (٤).

وغير ملحق ، نحو : أخرج ، وجرّب ، وقاتل ، وانطلق ، واقتدر ، واستخرج ، واشهابّ ، واشهبّ ، واغدودن ، واعلوّط (٥).

و (استكان) قيل : افتعل من السّكون فالمدّ شادّ ، وقيل : استفعل من (كان) فالمدّ قياسيّ.

ففعل لمعان كثيرة ، وباب المغالبة يبنى على فعلته أفعله بالضم ، نحو : كارمني فكرمته

__________________

(١) شملل : أسرع.

(٢) ترهوك : من التّرهوك ، وهو مشي الذي كأنه يموج في مشيته.

(٣) احرنجم ، يقال : حرجمت الإبل فاحرنجمت ، إذا رددتها فارتدّ بعضها على بعض واجتمعت ، احرنجمت الإبل : اجتمعت وبركت ، واحرنجم الرجل : أراد الأمر ثم كذّب عنه.

(٤) اقعنسس : تأخّر ورجع إلى خلف ، اسلنقى : نام على ظهره.

(٥) اغدودن الشّعر : طال وتمّ ، اعلوّط : الاعلوّاط : ركوب الرأس والتقحّم على الأمور بغير روية ، وقيل : الاعلوّاط : ركوب العنق والتقحم على الشيء من فوق ، واعلوّط بعيره إذا تعلق بعنقه وعلاه.

٦٢

أكرمه ، إلّا باب (وعدت) و (بعت) و (رميت) فإنّه أفعله بالكسر ، وعن الكسائيّ في نحو :

شاعرته فشعرته (أشعره) بالفتح.

وفعل يكثر فيه العلل والأحزان وأضدادها ، كسقم ومرض وبرئ وحزن وفرح.

وتجيء الألوان والعيوب والحلي كلها عليه ، وقد جاء : أدم ، وسمر ، وعجف ، وحمق ، وخرق ، وعجم ، ورعن ، بالكسر والضّمّ.

وفعل لأفعال الطّبائع ونحوها ، كحسن ، وقبح ، وكبر ، وصغر ، فمن ثم كان لازما.

وشذّ (رحبتك الدّار) ، أي رحبت بك.

وأمّا باب (سدته) فالصّحيح أنّ الضّمّ لبيان بنات الواو ، لا للنّقل ، وكذلك باب (بعته) ، وراعوا في باب (خفت) بيان البنية.

وأفعل للتّعدية غالبا ، نحو : أجلسته ، وللتّعريض ، نحو : أبعته ، ولصيرورته ذا كذا ، نحو : أغدّ البعير ، ومنه : أحصد الزّرع ، ولوجوده على صفة ، نحو : أحمدته ، وأبخلته ، وللسّلب ، نحو : أشكيته ، وبمعنى فعل ، نحو : قلته وأقلته.

وفعّل للتّكثير غالبا ، نحو : غلّقت ، وقطّعت ، وجوّلت ، وطوّفت ، وموّت المال ، أو للتّعدية ، نحو : فرّحته ، ومنه (فسّقته) ، وللسّلب ، نحو : جلّدت البعير ، وقرّدته ، وبمعنى فعل ، نحو : زلته وزيّلته.

وفاعل لنسبة أصله إلى أحد الأمرين متعلّقا بالآخر للمشاركة صريحا ، فيجيء العكس ضمنا ، نحو : ضاربته ، وشاركته ، ومن ثم جاء غير المتعدّي متعدّيا ، نحو : كارمته ، وشاعرته ، والمتعدّي إلى واحد مغاير للمفاعل متعدّيا إلى اثنين ، نحو : جاذبته الثّوب ، بخلاف : شاتمته ، وبمعنى فعّل ، نحو : ضاعفت ، وبمعنى فعل ، نحو : سافرت.

وتفاعل لمشاركة أمرين فصاعدا في أصله صريحا ، نحو : تشاركا ، ومن ثمّ نقص مفعولا عن فاعل ، وليدلّ على أنّ الفاعل أظهر أنّ أصله حاصل له وهو منتف ، نحو : تجاهل ، وتغافل ، وبمعنى فعل ، نحو : توانيت ، ومطاوع فاعل ، نحو : باعدته فتباعد.

وتفعّل لمطاوعة فعل ، نحو : كسّرته فتكسّر ، وللتّكلّف ، نحو : تشجّع ، وتحلّم ، وللاتّخاذ ، نحو : توسّد ، وللتّجنّب ، نحو : تأثّم ، وتحرّج ، وللعمل المتكرّر في مهلة ، نحو : تجرّعته ، ومنه : تفهّم ، وبمعنى استفعل ، نحو : تكبّر ، وتعظّم.

٦٣

وانفعل لازم مطاوع فعل ، نحو : كسرته فانكسر ، وقد جاء مطاوع أفعل ، نحو : أسفقته (١) فانسفق ، وأزعجته فانزعج ، قليلا ، ويختصّ بالعلاج والتّأثير ، ومن ثمّ قيل : (انعدم) خطأ.

وافتعل للمطاوعة غالبا ، نحو : غممته فاغتم ، وللاتّخاذ ، نحو : اشتوى ، وللتفاعل ، نحو : اجتوروا ، واختصموا ، وللتّصرّف ، نحو : اكتسب.

واستفعل للسّؤال غالبا ، إمّا صريحا نحو : استكتبته ، أو تقديرا نحو : استخرجته ، وللتّحوّل ، نحو : استحجر الطّين ، و [من الكامل] :

 ...

إنّ البغاث بأرضنا يستنسر (٢)

وبمعنى فعل ، نحو : قرّ واستقرّ.

[بناء الفعل الرّباعيّ] :

وللرّباعيّ المجرّد بناء واحد ، نحو : دحرجته ، ودربخ ، أي ذلّ.

وللمزيد فيه ثلاثة ، نحو : تدحرج ، واحرنجم ، واقشعرّ ، وهي لازمة.

المضارع

المضارع بزيادة حرف المضارعة على الماضي.

فإن كان مجرّدا على فعل كسرت عينه أو ضمّت ، أو فتحت إن كان العين أو اللّام حرف حلق غير ألف ، وشذّ (أبى يأبى) ، وأمّا (قلى يقلي) فعامريّة ، و (ركن يركن) من التّداخل.

ولزموا الضّمّ في الأجوف بالواو ، والمنقوص بها ، والكسر فيهما بالياء ، ومن قال : طوّحت وأطوح ، وتوّهت وأتوه ، ف (طاح يطيح) و (تاه يتيه) شاذّ عنده ، أو من التّداخل.

__________________

(١) سفق الباب ـ من باب ضرب ـ وأسفقه : ردّه.

(٢) قال في مجمع الأمثال ١ / ١٠ : البغاث ضرب من الطّير ، وفيه ثلاث لغات : الفتح والضّمّ والكسر ، والجمع بغثان ، قالوا : هو طير دون الرّخمة ، واستنسر : صار كالنسر في القوّة عند الصّيد بعد أن كان من ضعاف الطّير ، يضرب للضّعيف يصير قويّا وللذّليل يعزّ بعد الذّلّ.

٦٤

ولم يضمّوا في المثال ، و (وجد يجد) ضعيف ، ولزموا الضّمّ في المضاعف المتعدّي ، نحو : يشدّ ويمدّ ، وجاء بالكسر في يشدّه ، ويعلّه ، وينمّه ، ويبتّه ، ولزموه في (حبّه يحبّه) ، وهو قليل.

وإن كان على فعل فتحت عينه ، أو كسرت إن كان مثالا ، وطيّئ تقول في باب (بقي يبقى) : (بقى يبقى) ، وأمّا (فضل يفضل) و (نعم ينعم) فمن التّداخل.

وإن كان على فعل ضمّت عينه.

وإن كان غير ذلك كسر ما قبل الآخر ما لم يكن أوّل ماضيه تاء زائدة ، نحو : تعلّم ، وتجاهل ، فلا يغيّر ، أو لم تكن اللّام مكرّرة ، نحو : احمرّ واحمارّ ، فتدغم.

ومن ثم كان أصل مضارع أفعل : يؤفعل ، إلّا أنّه رفض لما لزم من توالي همزتين في المتكلّم ، فخفّف الجميع ، وقوله [من الرجز] :

فإنّه أهل لأن يؤكرما (١)

شاذّ.

والأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، وأفعل التفضيل ، تقدّمت.

الصّفة المشبّهة

من نحو فرح على (فرح) غالبا ، وقد جاء معه في بعضها الضّم ، نحو : ندس ، وحذر ، وعجل ، وجاءت على : سليم ، وشكس (٢) ، وحرّ ، وصفر ، وغيور.

ومن الألوان والعيوب والحلي على أفعل.

ومن نحو كرم على كريم غالبا ، وجاءت على : خشن ، وحسن ، وصعب ، وصلب ، وجبان ، وشجاع ، ووقور ، وجنب.

__________________

(١) هو لأبي حيان الفقعسي ، والشاهد فيه قوله : (يؤكرم) ، قال الأنباري في الإنصاف ١ / ٢٣٩ : " فحذفوا الهمزة وإن لم يجتمع فيها همزتان حملا على (أكرم) ؛ ليجرى الباب على سنن واحد ، ولا يدلّ ذلك على أنّها مشتقّة من (أكرم).

(٢) في مختار الصحاح : رجل شكس بوزن فلس ، أي صعب الخلق ، وقوم شكس بوزن قفل ، وبابه سلم ، وحكى الفرّاء : رجل شكس بكسر الكاف ، وهو القياس. اه ، وفي القاموس المحيط على مثال ندس وكتف بمعنى الصعب الخلق ، وقد شكس ، ك (كرم) ، والشّكس : البخيل.

٦٥

وهي من فعل قليلة ، وقد جاء نحو : حريص ، وأشيب ، وضيّق.

وتجيء من الجميع بمعنى الجوع والعطش وضدّهما على فعلان ، نحو : جوعان ، وشبعان ، وعطشان ، وريّان.

المصدر

[المصدر من الثلاثي المجرّد] :

أبنية الثّلاثيّ المجرّد كثيرة ، نحو :

قتل ، وفسق ، وشغل ، ورحمة ، ونشدة ، وكدرة ، ودعوى ، وذكرى ، وبشرى ، وليان (١) ، وحرمان ، وغفران ، ونزوان ، وطلب ، وخنق (٢) ، وصغر ، وهدى ، وغلبة ، وسرقة ، وذهاب ، وصراف (٣) ، وسؤال ، وزهادة ، ودراية ، ودخول ، وقبول ، ووجيف (٤) ، وصهوبة ، ومدخل ، ومرجع ، ومسعاة ، ومحمدة ، وبغاية ، وكراهية.

إلّا أنّ الغالب في فعل اللّازم نحو ركع على ركوع ، وفي المتعدّي نحو ضرب على ضرب ، وفي الصنّائع ونحوها نحو كتب على كتابة ، وفي الاضطراب نحو خفق على خفقان ، وفي الأصوات نحو صرخ على صراخ.

وقال الفرّاء : إذا جاءك فعل ممّا لم يسمع مصدره فاجعله (فعلا) للحجاز ، و (فعولا) لنجد.

ونحو هدى وقرى مختصّ بالمنقوص.

ونحو طلب مختص بيفعل ، إلّا جلب الجرح (٥) ، والغلب.

وفعل اللّازم نحو فرح على فرح ، والمتعدّي نحو جهل على جهل ، وفي الألوان والعيوب نحو سمر وأدم على سمرة وأدمة.

وفعل نحو كرم على كرامة غالبا ، وعظم كثيرا ، وكرم نحوه.

__________________

(١) الليان مفتوح مخفّف ، على وزن (سحاب) : رخاء العيش.

(٢) الخنق بكسر النون : مصدر خنقه يخنقه.

(٣) يقال : صرفت الكلبة صروفا وصرافا : اشتهت الفحل.

(٤) وجف يجف وجفا ووجيفا ووجوفا : اضطرب.

(٥) جلب الجرح : برئ.

٦٦

[المصدر من الثّلاثيّ المزيد والرّباعيّ] :

والمزيد فيه والرّباعيّ قياس ، فنحو أكرم على إكرام ، ونحو كرّم على تكريم وتكرمة ، وجاء : كذاب وكذّاب ، والتزموا الحذف والتّعويض في نحو : تعزية ، وإجازة ، واستجازة.

ونحو ضارب على مضاربة وضراب ، ومرّاء شادّ ، وجاء : قيتال ، ونحو تكرّم على تكرّم ، وجاء : تملّاق (١) ، والباقي واضح ، ونحو : التّرداد ، والتّجوال ، والحثّيثى ، والرّمّيّا للتكثير.

المصدر الميمي

ويجيء المصدر من الثّلاثيّ المجرّد أيضا على مفعل قياسا مطّردا ، ك (مقتل) ، و (مضرب) ، وأمّا : مكرم ومعون ـ ولا غيرهما ـ فنادران ، حتّى جعلهما الفرّاء جمعا لمكرمة ومعونة.

ومن غيره جاء على زنة المفعول ، ك (مخرج) ، و (مستخرج) ، وكذلك الباقي.

وأمّا ما جاء على مفعول ك (الميسور) و (المعسور) و (المجلود) و (المفتون) فقليل.

وفاعلة ك (العافية) و (العاقبة) و (الباقية) و (الكاذبة) أقل.

ونحو : دحرج على (دحرجة) و (دحراج) بالكسر ، ونحو : زلزل على (زلزال) بالفتح والكسر.

اسم المرّة

والمرّة من الثّلاثيّ المجرّد ممّا لا تاء فيه على فعلة ، نحو : ضربة ، وقتلة.

وما عداه على المصدر المستعمل ، نحو : إناخة ، فإن لم تكن تاء زدتها.

و (أتيته إتيانة) و (لقيته لقاءة) شاذّ.

اسما الزّمان والمكان

اسما الزمان والمكان ممّا مضارعه مفتوح العين أو مضمومها ، ومن المنقوص على مفعل ، نحو : مشرب ، ومقتل ، ومرمى.

__________________

(١) تملّاق : مصدر تملّقه وتملّق له ، أي تودّد إليه وتلطّف له ، والملق : الودّ واللّطف.

٦٧

ومن مكسورها والمثال على مفعل ، نحو : مضرب ، وموعد.

وجاء : المنسك ، والمجزر ، والمنبت ، والمطلع ، والمشرق ، والمغرب ، والمفرق ، والمسقط ، والمسكن ، والمرفق ، والمسجد ، والمنخر.

وأمّا (منخر) ففرع ك (منتن) ، ولا غيرهما.

ونحو : المظنّة ، والمقبرة ـ فتحا وضمّا ـ ليس بقياس.

وما عداه فعلى لفظ المفعول.

اسم الآلة

الآلة على مفعل ، ومفعال ، ومفعلة ، ك (المحلب) ، و (المفتاح) ، و (المكسحة).

ونحو : المسعط ، والمنخل ، والمدقّ ، والمدهن ، والمكحلة ، والمحرضة ليس بقياس.

التّصغير

المصغّر : المزيد فيه ليدلّ على تقليل ، فالمتمكّن يضم أوّله ويفتح ثانيه ، وبعدهما ياء ساكنة ، ويكسر ما بعدها في الأربعة ، إلّا في تاء التّأنيث ، وألفي التّأنيث ، والألف والنّون المشبّهتين بهما ، وألف أفعال جمعا.

ولا يزاد على أربعة ، فلذلك لم يجئ في غيرها إلّا فعيل ، وفعيعل ، وفعيعيل ، وإذا صغّر الخماسيّ ـ على ضعفه ـ فالأولى حذف الخامس ، وقيل : ما أشبه الزّائد ، وسمع الأخفش (سفيرجل).

ويردّ نحو : باب ، وناب ، وميزان ، وموقظ إلى أصله ؛ لذهاب المقتضي ، بخلاف : قائم ، وتراث ، وأدد ، وقالوا : عييد ؛ لقولهم : أعياد.

فإن كانت مدّة ثانية فالواو ، نحو : ضويرب في (ضارب) ، وضويريب في (ضيراب).

والاسم على حرفين يردّ محذوفه ، تقول في (عدة) و (كل) اسما : وعيدة ، وأكيل ، وفي (سه) و (مذ) اسما : ستيهة ، ومنيذ ، وفي (دم) و (حر) : دميّ ، وحريح ، وكذلك باب : ابن ، واسم ، وأخت ، وبنت ، وهنت ، بخلاف باب : ميت ، وهار ، وناس.

٦٨

وإذا ولي ياء التّصغير واو ، أو ألف منقلبة أو زائدة ، قلبت ياء ، وكذلك الهمزة المنقلبة بعدها ، نحو : عريّة ، وعصيّة ، ورسيلة ، وتصحيحه في باب (أسيّد) و (جديّل) قليل ، فإن اتّفق اجتماع ثلاث ياءات حذفت الأخيرة نسيا على الأفصح ، كقولك في عطاء ، وإداوة ، وغاوية ، ومعاوية : (عطيّ) ، و (أديّة) ، و (غويّة) ، و (معيّة) ، وقياس (أحوى) : أحيّ ، غير منصرف ، وعيسى (١) يصرفه ، وقال أبو عمرو : أحي (٢) ، وعلى قياس أسيود : أحيو.

ويزاد للمؤنّث الثّلاثيّ بغير تاء تاء ، ك (عيينة) ، و (أذينة) ، و (عريب) ، و (عريس) شاذّ.

بخلاف الرّباعيّ ك (عقيرب) ، وقديديمة وو وريّئة شاذّ.

وتحذف ألف التّأنيث المقصورة غير الرابعة ، ك (جحيجب) و (حويليّ) في جحجبى وحولايا ، وتثبت الممدودة مطلقا ثبوت الثّاني في (بعلبك).

والمدّة الواقعة بعد كسرة التّصغير تنقلب ياء إن لم تكن إيّاها ، نحو : مفيتيح ، وكريديس ، وذو الزّيادتين غيرها من الثّلاثي تحذف أقلّهما فائدة ، ك (مطيلق) و (مغيلم) و (مضيرب) و (مقيدم) في : منطلق ، ومغتلم ، ومضارب ، ومقدّم ، فإن تساويا فمخيّر ، ك (قلينسة ، وقليسية) ، و (حبينط وحبيط) ، وذو الثّلاث غيرها تبقى الفضلى منها ، ك (مقيعس) في مقعنسس ، وتحذف زيادات الرّباعيّ كلّها مطلقا غير المدّة ، ك (قشيعر) في مقشعرّ ، و (حريجيم) في احرنجام ، ويجوز التّعويض عن حذف الزّيادة بمدّة بعد الكسرة فيما ليست فيه ، ك (مغيليم) في مغتلم.

ويردّ جمع الكثرة ـ لا اسم الجمع ـ إلى جمع قلّته فيصغّر ، نحو : غليمة في (غلمان) ، أو إلى واحده فيصغّر ثمّ يجمع جمع السّلامة ، نحو : غليّمون ، ودويرات.

وما جاء على غير ما ذكر ، ك (أنيسيان) و (عشيشية) و (أغيلمة) و (أصيبية) شاذّ.

وقولهم : أصيغر منك ، ودوين هذا ، وفويق هذا لتقليل ما بينهما.

ونحو (ما أحيسنه) شاذّ ، والمراد المتعجّب منه ، ونحو (جميل) و (كعيت) لطائرين ، وكميت للفرس موضوع على التّصغير.

__________________

(١) أي : عيسى بن عمر الثقفي (ت ١٤٩ ه‍).

(٢) ينظر : المفصّل ص ٢٥١.

٦٩

وتصغير التّرخيم تحذف منه كلّ الزّوائد ثم يصغّر ، ك (حميد) في أحمد.

وخولف بالإشارة والموصول فألحقت قبل آخرهما ياء ، وزيدت بعد آخرهما ألف فقيل : ذيّا ، وتيّا ، واللّذيّا ،

واللّتيّا ، واللّذيّان ، واللّتيّان ، واللّذيّون ، واللّتيّات.

ورفضوا تصغير الضّمائر ، ونحو (أين) و (متى) و (من) و (ما) و (حيث) و (منذ) و (مع) و (غير) و (حسبك) ، والاسم عاملا عمل الفعل ، فمن ثمّ جاز (ضويرب زيد) وامتنع (ضويرب زيدا).

النّسب

المنسوب : الملحق آخره ياء مشدّدة لتدل على نسبته إلى المجرّد عنها ، وقياسه حذف تاء التّأنيث مطلقا ، وزيادة التّثنية والجمع ، إلّا علما قد أعرب بالحركات ، فلذلك جاء (قنّسريّ) و (قنّسرينيّ).

ويفتح الثّاني من نحو (نمر) و (الدّئل) ، بخلاف (تغلبيّ) على الأفصح.

وتحذف الياء والواو من (فعيلة) و (فعولة) بشرط صحّة العين ونفي التّضعيف ، ك (حنفيّ) ، و (شنئيّ) ، ومن (فعيلة) غير مضاعف ، ك (جهنيّ) ، بخلاف (طويليّ) ، و (شديديّ) ، و (سليقيّ) و (سليميّ) في الأزد و (عميري) في كلب شاذّ ، و (عبديّ) و (جذميّ) في بني عبيدة وجذيمة أشذّ ، و (خريبيّ) شاذّ ، و (ثقفيّ) و (قرشيّ) و (فقميّ) في كنانة ، و (ملحيّ) في خزاعة شاذّ.

وتحذف الياء من المعتلّ اللّام من المذكّر والمؤنّث ، وتقلب الياء الأخيرة واوا ، ك (غنويّ) ، و (قصويّ) ، و (أمويّ) ، وجاء (أميّي) ، بخلاف (غنويّ) ، و (أمويّ) شاذّ ، وأجري (تحويّ) في (تحيّة) مجرى (غنويّ).

وأما نحو (عدوّ) ف (عدوّيّ) اتّفاقا ، وفي نحو (عدوّة) قال المبرّد : مثله ، وقال سيبويه : (عدويّ).

وتّحذف الياء الثّانية من نحو (سيّد) و (ميّت) و (مهيميّ) من هيّم ، و (طائيّ) شاذّ ، فإن كان نحو (مهيّم) تصغير (مهوّم) قيل : مهيّيميّ ، بالتّعويض.

وتقلب الألف الأخيرة الثّالثة والرّابعة المنقلبة واوا ، ك (عصويّ) و (رحويّ) و (ملهويّ) و (مرمويّ) ، ويحذف غيرها ك (حبليّ) و (جمزيّ) و (مراميّ) و (قبعثريّ) ، وقد جاء في نحو حبلى (حبلويّ) و (حبلاويّ) ، بخلاف نحو (جمزى).

٧٠

وتقلب الياء الأخيرة الثّالثة المكسور ما قبلها واوا ويفتح ما قبلها ، ك (عمويّ) و (شجويّ) ، وتحذف الرّابعة على الأفصح ك (قاضيّ) ، ويحذف ما سواهما ك (مشتريّ).

وباب محيّ جاء على (محويّ) و (محيّيّ) ، ك (أمويّ) و (أميّيّ).

ونحو ظبية وقنية ورقية وغزوة وعروة ورشوة على القياس عند سيبويه ، و (زنويّ) و (قرويّ) شاذّ عنده ، وقال يونس (١) : (ظبويّ) و (غزويّ) ، واتّفقا في باب ظبي وغزو ، و (بدويّ) شاذّ.

وباب طيّ وحيّ تردّ الأولى إلى أصلها وتفتح ، فتقول : (طوويّ) و (حيويّ) ، بخلاف (دوّيّ) و (كوّيّ).

وما آخره ياء مشدّدة بعد ثلاثة إن كان في نحو مرميّ قيل : (مرمويّ) و (مرميّ) ، وإن كانت زائدة حذفت ك (كرسيّ) و (بخاتيّ) في بخاتيّ ، اسم رجل.

وما آخره همزة بعد ألف إن كانت للتّأنيث قلبت واوا ، و (صنعانيّ) و (بهرانيّ) و (روحانيّ) و (جلوليّ) و (حروري) شاذّ.

وإن كانت أصليّة ثبتت على الأكثر ، ك (قرّائيّ) ، وإلّا فالوجهان ك (كساويّ) و (علباويّ).

وباب سقاية (سقائيّ) بالهمزة ، وباب شقاوة (شقاويّ) بالواو ، وباب زاي وزاية (زائيّ) و (زاويّ).

وما كان على حرفين إن كان متحرّك الأوسط أصلا والمحذوف اللّام ولم يعوّض همزة وصل ، أو كان المحذوف فاء وهو معتلّ اللّام وجب ردّه ، ك (أبويّ) و (أخويّ) ، و (ستهيّ) في ست ، و (وشويّ) في شية ، وقال الأخفش : (وشييّ) على الأصل.

وإن كانت لامه صحيحة والمحذوف غيرها لم يرد ، ك (عديّ) و (زنيّ) ، و (سهيّ) في سه ، وجاء (عدويّ) ، وليس بردّ.

وما سواهما يجوز فيه الأمران ، نحو (غديّ) و (غدويّ) ، و (ابنيّ) و (بنويّ) ، و (حريّ) و (حرحيّ) ، وأبو الحسن يسكّن ما أصله السّكون فيقول : (غدويّ)

__________________

(١) ينظر : الكتاب ٢ / ٧٤ ، اللباب ٢ / ١٥١.

٧١

و (حرحيّ).

وأخت وبنت كأخ وابن عند سيبويه ، وعليه (كلويّ) ، وقال يونس : (أختيّ) و (بنتيّ) ، وعليه (كلتيّ) و (كلتويّ) و (كلتاويّ).

والمركّب ينسب إلى صدره ، ك (بعليّ) و (تأبّطيّ) ، و (خمسيّ) في (خمسة عشر) علما ، ولا ينسب إليه عددا.

والمضاف إن كان الثّاني مقصودا أصلا كابن الزّبير وأبي عمرو قيل : (زبيريّ) و (عمريّ) ، وإن كان كعبد مناف وامرئ القيس قيل : (عبديّ) و (مرئيّ).

والجمع يردّ إلى الواحد ، فيقال في كتب وصحف ومساجد وفرائض : (كتابيّ) و (صحفيّ) و (مسجديّ) و (فرضيّ) ، وأمّا مساجد علما ف (مساجديّ) ك (أنصاريّ) و (كلابيّ).

وما جاء على غير ما ذكر فشادّ.

وكثر مجيء (فعّال) في الحرف ، ك (بتّات) و (عوّاج) و (ثوّاب) و (جمّال) ، وجاء (فاعل) أيضا بمعنى (ذي كذا) ، ك (تامر) و (لابن) و (دارع) و (نابل) ، ومنه (عِيشَةٍ راضِيَةٍ)(١) و (طاعم كاس) (٢).

الجمع

الثّلاثيّ :

الغالب في نحو فلس على (أفلس) و (فلوس) ، وباب ثوب على (أثواب) وجاء (زناد) في غير باب سيل ، و (رئلان) و (بطنان) و (غردة) (٣) و (سقف) و (أنجدة) شاذ.

ونحو حمل على (أحمال) و (حمول) ، وجاء على (قداح) و (أرجل) ، وعلى (صنوان) و (ذؤبان) و (قردة).

ونحو قرء على (أقراء) و (قروء) ، وجاء على (قرطة) و (خفاف) و (فلك).

__________________

(١) الحاقة / ٢١ ، والقارعة / ٧.

(٢) إشارة إلى بيت الحطيئة في هجاء الزّبرقان بن بدر الصحابي ، حيث يقول :

دع المكارم لا ترحل لبغيتها

واقعد فإنّك أنت الطّاعم الكاسي.

(٣) بطنان : جمع بطن ، ويقال : بطنان الجنة ، أي وسطها ، غردة : جمع مغرود ، يقال : أرض مغروداء : كثيرة الكمأة.

٧٢

وباب عود على (عيدان).

ونحو جمل على (أجمال) و (جمال) ، وباب تاج على (تيجان) ، وجاء على (ذكور) و (أزمن) و (خربان) و (حملان) و (جيرة) و (حجلى).

ونحو فخذ على (أفخاذ) فيهما ، وجاء على (نمور) و (نمر).

ونحو عجز على (أعجاز) ، وجاء (سباع) ، وليس (رجلة) بتكسير.

ونحو عنب على (أعناب) فيهما ، وجاء (أضلع) و (ضلوع).

ونحو إبل على (آبال) فيهما.

ونحو صرد على (صردان) فيهما ، وجاء (أرطاب) و (رباع).

ونحو عنق على (أعناق) فيهما.

وامتنعوا من (أفعل) في المعتلّ العين ، و (أقوس) و (أثوب) و (أعين) و (أنيب) شادّ.

وامتنعوا من (فعال) في الياء دون الواو ، ك (فعول) في الواو دون الياء ، و (فووج) و (سووق) شادّ.

المؤنّث : نحو قصعة على (قصاع) ، و (بدور) ، و (بدر) ، و (نوب).

ونحو لقحة على (لقح) غالبا ، وجاء على (لقاح) و (أنعم).

ونحو برقة على (برق) غالبا ، وجاء على (حجوز) و (برام).

ونحو رقبة على (رقاب) ، وجاء على (أينق) و (تير) (١) و (بدن).

ونحو معدة على (معد).

ونحو تخمة على (تخم).

وإذا صحّح باب تمرة قيل : (تمرات) بالفتح ، والإسكان ضرورة ، والمعتلّ العين ساكن ، وهذيل تسوّي ، وباب كسرة على (كسرات) بالفتح والكسر ، والمعتلّ العين والمعتلّ اللّام بالواو ، يسكن ويفتح ، ونحو حجرة على (حجرات) بالضّمّ والفتح ، والمعتلّ العين والمعتلّ اللّام بالياء يسكن ويفتح ، وقد يسكن في تميم في (حجرات) و (كسرات) ، والمضاعف ساكن في الجميع ، وأما الصّفات فبالإسكان ، وقالوا : (لجبات)

__________________

(١) في مختار الصحاح : " فعل ذلك تارة بعد تارة ، أي مرّة بعد مرّة ، والجمع تارات وتير."

٧٣

و (ربعات) للمح اسميّة أصليّة ، وحكم نحو (أرض) و (أهل) و (عرس) و (عير) كذلك ، وباب سنة جاء فيه (سنون) و (قلون) و (ثبون) و (قلون) و (سنوات) و (عضوات) و (ثبات) و (هنات) ، وجاء (آم) (١) ك (آكم).

الصّفة : نحو صعب على (صعاب) غالبا ، وباب شيخ على (أشياخ) ، وجاء (ضيفان) و (وغدان) و (كهول) و (رطلة) و (شيخة) و (ورد) (٢) و (سحل) و (سمحاء).

ونحو جلف على (أجلاف) كثيرا ، و (أجلف) نادر.

ونحو حرّ على (أحرار).

ونحو بطل على (أبطال) و (حسان) و (إخوان) و (ذكران) و (نصف).

ونحو نكد على (أنكاد) و (وجاع) و (خشن) ، وجاء (وجاعى) و (حباطى) و (حذارى).

ونحو يقظ على (أيقاظ) ، وبابه التّصحيح.

ونحو جنب على (أجناب).

والجميع يجمع جمع السّلامة للعقلاء الذّكور ، وأمّا مؤنّثه فبالألف والتّاء لا غير ، نحو : (عبلات) و (حذرات) و (يقظات) ، إلّا نحو عبلة فإنّه جاء على (عبال) و (كماش) ، وقالوا : (علج) في جمع علجة.

ما زيادته مدّة ثالثة :

الاسم : نحو زمان على (أزمنة) غالبا ، وجاء (قذل) و (غزلان) و (عنوق).

ونحو حمار على (أحمرة) و (حمر) غالبا ، وجاء (صيران) و (شمائل).

ونحو غراب على (أغربة) ، وجاء (قرد) و (غربان) و (زقّان) ، و (غلمة) قليل ، و (ذبّ) نادر.

وجاء في مؤنّث الثّلاثة (أعنق) و (أذرع) و (أعقب) غالبا ، و (أمكن) شاذّ.

ونحو رغيف على (أرغفة) و (رغف) و (رغفان) غالبا ، وجاء (أنصباء) و (فصال) و (أفائل) ، و (ظلمان) (٣) قليل ، وربّما جاء مضاعفه على (سرر).

__________________

(١) آم : جمع (أمة) ، ضد الحرّة.

(٢) يقال للأسد : (ورد) وللفرس (ورد) ، وهو الذي بين الكميت والأشقر ، والأنثى (وردة) ، والجمع (ورد).

(٣) أفائل : جمع (أفيل) ، وهو من الإبل ابن المخاض فما فوقه ، قال الشاعر : أخذوا المخاض من الفصيل غلبة* ظلما ويكتب للأمير أفيلا ، ظلمان : جمع (ظليم) ، وهو الذكر من النعام.

٧٤

ونحو عمود على (أعمدة) و (عمد) ، وجاء (قعدان) و (أفلاء) و (ذنائب) (١).

الصّفة : نحو جبان على (جبناء) و (صنع) و (جياد).

ونحو كناز على (كنز) و (هجان)

ونحو شجاع على (شجعاء) و (شجعان) و (شجعان).

ونحو كريم على (كرماء) و (كرام) و (نذر) و (ثنيان) و (خصيان) و (أشراف) و (أصدقاء) و (أشحّة) و (ظروف).

ونحو صبور على (صبر) غالبا ، وعلى (ودداء) و (أعداء).

وفعيل بمعنى مفعول بابه فعلى ، ك (جرحى) و (أسرى) و (قتلى) ، وجاء (أسارى) ، وشذّ (قتلاء) و (أسراء) ، ولا يجمع جمع التّصحيح ، فلا يقال : (جريحون) ولا (جريحات) ؛ ليتميّز عن فعيل الأصل ، ونحو (مرضى) محمول على (جرحى) ، وإذا حملوا عليه نحو (هلكى) و (موتى) و (جربى) فهذا أجدر ، كما حملوا (أيامى) و (يتامى) على (وجاعى) و (حباطى).

المؤنّث : نحو صبيحة على (صبائح) و (صباح) ، وجاء (خلفاء) ، وجعله جمع خليف أولى ؛ حملا على الأكثر.

ونحو عجوز على (عجائز).

فاعل الاسم : نحو كاهل على (كواهل) ، وجاء (حجران) و (جنّان).

المؤنّث : نحو كاثبة على (كواثب) ، وقد نزّلوا فاعلاء منزلته فقالوا : (قواصع) و (نوافق) و (دوامّ) و (سواب).

الصّفة : نحو جاهل على (جهّل) و (جهّال) غالبا ، و (فسقة) كثيرا ، وعلى (قضاة) في المعتلّ اللّام ، وعلى (بزل) و (شعراء) و (صحبان) و (تجار) و (قعود) ، وأمّا (فوارس) فشادّ.

المؤنّث : نحو نائمة على (نوائم) و (نوّم) ، وكذلك (حوائض) و (حيّض).

المؤنّث بالألف : نحو أنثى على (إناث) ، ونحو صحراء على (صحارى).

__________________

(١) قعدان : جمع (قعود) ، وهو ـ من الإبل ـ البكر حين يركب ، أي يمكن ظهره من الرّكوب ، وأقلّه سنتان إلى أن يثني فإذا أثنى سمّي جملا ، وأفلاء جمع (فلوّ) ، وهو المهر ، والذنائب : جمع (ذنوب) ، وهي الدلو مملوءة ماء.

٧٥

والصّفة : نحو عطشى على (عطاش) ، ونحو حرمى على (حرامى).

ونحو بطحاء على (بطاح) ، ونحو عشراء على (عشار) ، وفعلى أفعل نحو الصّغرى على (الصّغر).

وبالألف خامسة نحو حبارى على (حباريات).

أفعل الاسم كيف تصرّف ، نحو أجدل وإصبع وأحوص ، على (أجادل) و (أصابع) و (أحاوص) ، وقولهم : (حوص) للمح الوصفيّة.

وأفعل الصّفة نحو أحمر على (حمران) ، ولا يقال : (أحمرون) ؛ لتميّزه عن أفعل التّفضيل ، ولا (حمراوات) ؛ لأنّه فرعه ، وجاء (الخضراوات) لغلبته اسما ، ونحو الأفضل على (الأفاضل) و (الأفضلين).

والاسم نحو شيطان وسرحان وسلطان على (شياطين) و (سراحين) و (سلاطين) ، وجاء (سراح).

والصّفة نحو غضبان على (غضاب) و (سكارى) ، وقد ضمّت أربعة : (كسالى) و (سكارى) و (عجالى) و (غيارى).

فيعل نحو ميّت على (أموات) و (جياد) و (أبيناء).

ونحو (شرّابون) و (حسّانون) و (فسّيقون) و (مضروبون) و (مكرمون) و (مكرمون) استغني فيها بالتّصحيح.

وجاء (عواوير) و (ملاعين) و (ميامين) و (مشائيم) و (مياسير) و (مفاطير) و (مناكير) و (مطافل) و (مشادن).

والرّباعي نحو جعفر وغيره على (جعافر) قياسا ، ونحو قرطاس على (قراطيس) ، وما كان على زنته ملحقا أو غير ملحق بمدّة أو بغير مدّة يجرى مجراه ، نحو : كوكب ، وجدول ، وعثير (١) ، وتنضب ، ومدعس ، وقرواح ، وقرطاط (٢) ، ومصباح ، ونحو (جواربة) و (أشاعثة) في الأعجميّ والمنسوب.

وتكسير الخماسي مستكره كتصغيره بحذف خامسه.

__________________

(١) العثير : العجاج ـ الغبار ـ الساطع.

(٢) القرواح : الفضاء من الأرض التي ليس بها شجر ولم يختلط بها شيء ، القرطاط : العجب ، وقيل : الداهية.

٧٦

ونحو تمر وحنظل وبطّيخ ممّا يميّز واحده بالتّاء ليس بجمع على الأصحّ ، وهو غالب في غير المصنوع ، ونحو (سفين) و (لبن) و (قلنس) ليس بقياس ، و (كمأة) وكمء و (جبأة) وجبء ، عكس تمرة و (تمر).

ونحو ركب ، وحلق ، وجامل ، وسراة ، وفرهة ، وغزيّ ، وتؤام ، ليس بجمع على الأصح.

ونحو (أراهط) و (أباطيل) و (أحاديث) و (أعاريض) و (أقاطيع) و (أهال) و (ليال) و (حمير) و (أمكن) على غير الواحد منها.

وقد يجمع الجمع ، نحو (أكالب) و (أناعيم) و (جمائل) و (جمالات) و (كلابات) و (بيوتات) و (حمرات) و (جزرات).

التقاء السّاكنين

يغتفر في الوقف مطلقا ، وفي المدغم قبله لين في كلمة ، نحو : (خويصّة) ، و (الضّالّين) ، و (تمودّ الثّوب) ، وفي نحو : (ميم) و (عين) ممّا بني لعدم التّركيب وقفا ووصلا ، وفي نحو : (آلحسن عندك؟) ، و (آيمن الله يمينك) ؛ للإلباس ، و (حلقتا البطان) شادّ.

فإن كان غير ذلك وأوّلهما مدّة حذفت نحو : (خف) و (قل) و (بع) و (تخشين) و (اغزوا) و (ارمي) و (اغزنّ) و (ارمنّ) و (يخشى القوم) و (يغزو الجيش) و (يرمي الغرض).

والحركة في نحو : (خف الله) ، و (اخشوا الله) ، و (اخشي الله) ، و (اخشونّ) و (اخشينّ) غير معتدّ بها ، بخلاف نحو (خافا) و (خافنّ).

فإن لم يكن مدّة حرّك ، نحو : (اذهب اذهب) ، و (لم أبله) ، و (الم (١) اللهُ)(١) و (اخشوا الله) ، و (اخشي الله) ، ومن ثم قيل : (اخشونّ) و (اخشينّ) ؛ لأنّه كالمنفصل ، إلّا في نحو (انطلق) ، و (لم يلده) ، وفي (ردّ) ، و (لم يردّ) في تميم ، ممّا فرّ من تحريكه للتّخفيف فحرّك الثّاني ، وقراءة حفص (وَيَتَّقْهِ)(٢) ليست منه على الأصح.

__________________

(١) آل عمران / ١ ، ٢.

(٢) النور / ٥٢.

٧٧

والأصل الكسر ، فإن خولف فلعارض ، كوجوب الضّمّ في ميم الجمع و (مذ) ، وكاختيار الفتح في (الم (١) اللهُ)(١) ، وكجواز الضّمّ إذا كان بعد الثّاني منهما ضمّة أصليّة في كلمته ، نحو (وَقالَتِ اخْرُجْ)(٢) و (قالت اغزي) ، بخلاف (إِنِ امْرُؤٌ)(٣) و (قالت ارموا) و (إِنِ الْحُكْمُ)(٤) ، واختياره في نحو (اخشوا القوم) عكس (لَوِ اسْتَطَعْنا)(٥) ، وكجواز الضّمّ والفتح في نحو (ردّ) و (لم يردّ) ، بخلاف (ردّ القوم) على الأكثر ، وكوجوب الفتح في نحو (ردّها) ، والضّمّ في نحو (ردّه) على الأفصح ، والكسر لغيّة ، وغلط ثعلب في جواز الفتح ؛ لكونه ضعيفا ، والفتح في نون (من) مع اللّام نحو : (من الرّجل) ، والكسر ضعيف ، عكس (من ابنك) ، و (عن) على الأصل ، و (عن الرّجل) بالضّمّ ضعيف.

وجاء في المغتفر (النّقر) ، و (من النّقر) ، و (اضربه) ، و (دأبّة) ، و (شأبّة) و (جأنّ) ، بخلاف نحو (تَأْمُرُونِّي)(٦).

الابتداء

لا يبتدأ إلّا بمتحرّك ، كما لا يوقف إلّا على ساكن ، فإن كان الأوّل ساكنا ـ وذلك في عشرة أسماء محفوظة ، وهي (ابن) و (ابنة) و (ابنم) و (اسم) و (است) و (اثنان) و (اثنتان) و (امرؤ) و (امرأة) و (ايمن الله) ، وفي كلّ مصدر بعد ألف فعله الماضي أربعة فصاعدا ، ك (الاقتدار) و (الاستخراج) ، وفي أفعال تلك المصادر من ماض أو أمر ، وفي صيغة أمر الثّلاثيّ ، وفي لام التّعريف وفي ميمه ـ ألحق في الابتداء خاصّة همزة وصل مكسورة ، إلّا فيما بعد ساكنه ضمّة أصليّة فإنّها تضمّ ، نحو (اقتل) ، (اعز) ، (اعزي) ، بخلاف (ارموا) ، وإلّا في لام التّعريف و (ايمن الله) فإنّها تفتح.

__________________

(١) آل عمران / ١ ، ٢.

(٢) يوسف / ٣١.

(٣) النساء / ١٧٦.

(٤) الأنعام / ٥٧ ، ويوسف / ٤٠ ، ٦٧.

(٥) التوبة / ٤٢.

(٦) الزمر / ٦٤.

٧٨

وإثباتها وصلا لحن ، وشذّ في الضّرورة ، والتزموا جعلها ألفا ـ لا بين بين ـ على الأفصح في نحو (آلحسن عندك؟) ، و (آيمن الله يمينك؟) ؛ للّبس.

وأمّا سكون هاء (وهو) ، (وهي) ، و (فهو) ، و (فهي) ، و (لهو) ، و (لهي) فعارض فصيح ، وكذلك لام الأمر نحو (وَلْيُوفُوا)(١) ، وشبّه به (أهي) ، و (أهو) ، و (ثُمَّ لْيَقْضُوا)(٢) ، ونحو (أَنْ يُمِلَّ هُوَ)(٣) قليل.

الوقف

قطع الكلمة عمّا بعدها ، وفيه وجوه مختلفة في الحسن والمحلّ.

فالإسكان المجرّد في المتحرّك ، والرّوم في المتحرّك وهو أن تأتي بالحركة خفيّة ، وهو في المفتوح قليل ، والإشمام في المضموم وهو أن تضمّ الشّفتين بعد الإسكان ، والأكثر على أن لا روم ولا إشمام في هاء التّأنيث وميم الجمع والحركة العارضة.

وإبدال الألف في المنصوب المنوّن ، وفي (إذا) ، وفي نحو (اضربن) ، بخلاف المرفوع والمجرور في الواو والياء على الأفصح.

ويوقف على الألف في باب (عصا) و (رحى) باتّفاق ، وقلبها وقلب كلّ ألف همزة ضعيف ، وكذلك قلب ألف التّأنيث في نحو (حبلى) همزة أو واوا أو ياء.

وإبدال تاء التّأنيث الاسميّة هاء في نحو (رحمة) على الأكثر ، وتشبيه تاء (هيهات) به قليل ، وفي (الضّاربات) ضعيف.

و (عرقات) إن فتحت تاؤه في النّصب فبالهاء ، وإلّا فبالتّاء ، وأمّا (ثلاثة اربعة) فيمن حرّك فلأنّه نقل حركة همزة القطع لما وصل ، بخلاف (الم (١) اللهُ)(٤) فإنّه لمّا وصل التقى ساكنان.

وزيادة الألف في (أنا) ، ومن ثمّ وقف على (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي)(٥) بالألف ، و (مه) و (أنه) قليل.

وإلحاق هاء السّكت لازم في نحو (ره) و (قه) ، و (مجيء مه؟) ، ومثل (مه) في

__________________

(١) الحج / ٢٩.

(١) الحج / ٢٩.

(٢) البقرة / ٢٨٢ ، والحديث عن القراءة بسكون الهاء من (هو) ، وهي قراءة أبي نشيط.

(٣) آل عمران / ١ ، ٢.

(٤) الكهف / ٣٨.

٧٩

(مجيء م جئت؟) ، ومثل (م أنت؟) ، وجائز في (لم يخشه) و (لم يرمه) و (لم يغزه) و (غلاميه) و (على مه) و (حتّى مه) و (إلى مه) ممّا حركته غير إعرابيّة ولا مشبّهة بها ، كالماضي ، وباب (يا زيد) و (لا رجل) ، وفي نحو (ها هناه) و (هؤلاه).

وحذف الياء في نحو (القاضي) و (غلامي) حرّكت أو سكّنت ، وإثباتها أكثر ، عكس (قاض) ، وإثباتها في نحو (يا مري) اتّفاق.

وإثبات الواو والياء وحذفهما في الفواصل والقوافي فصيح ، وحذفهما فيهما في نحو (لم يغزوا) و (لم ترمي) و (صنعوا) قليل.

وحذف الواو في (ضربه) و (ضربهم) فيمن ألحق ، والياء في نحو (ته) و (هذه).

وإبدال الهمزة حرفا من جنس حركتها عند قوم مثل : (هذا الكلو) و (الخبو) و (البطو) و (الرّدو) ، و (رأيت الكلا) و (الخبا) و (البطا) و (الرّدا) ، و (مررت بالكلي) و (الخبي) و (البطي) و (الرّدي) ، ومنهم من يقول : (هذا الرّدي) و (من البطو) فيتبع.

والتّضعيف في المتحرّك الصّحيح غير الهمزة المتحرّك ما قبلها مثل (جعفر) ، وهو قليل ، ونحو (القصبّا) شادّ ضرورة.

ونقل الحركة فيما قبله ساكن صحيح إلّا الفتحة ، إلّا في الهمزة ، وهو أيضا قليل ، مثل (هذا بكر) و (خبؤ) ، و (مررت ببكر) و (خبئ) ، و (رأيت الخبأ) ، ولا يقال : (رأيت البكر) ، ولا (هذا حبر) ، ولا (من قفل) ، ويقال : (هذا الرّدؤ) ، و (من البطئ) ، ومنهم من يفرّ فيتبع.

المقصور والممدود

المقصور : ما آخره ألف مفردة ، ك (العصا) و (الرّحى).

والممدود : ما كان بعدها فيه همزة ، ك (الكساء) و (الرّداء).

والقياسيّ من المقصور : أن يكون ما قبل آخر نظيره من الصّحيح فتحة ، ومن الممدود : أن يكون ما قبله ألفا.

فالمعتلّ اللّام من أسماء المفاعيل من غير الثّلاثيّ المجرّد مقصور ، ك (معطى) و (مشترى) ؛ لأنّ نظائرهما : مكرم ومشترك ، وأسماء الزّمان والمكان والمصدر ممّا قياسه مفعل ومفعل ك (مغزى) و (ملهى) ؛ لأنّ نظائرهما (مقتل) و (مخرج) ، والمصدر من

٨٠