الكافية في علم النحو والشافية في علمي التصريف والخط

جمال الدين ابن الحاجب

الكافية في علم النحو والشافية في علمي التصريف والخط

المؤلف:

جمال الدين ابن الحاجب


المحقق: الدكتور صالح عبدالعظيم الشاعر
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة الآداب
الطبعة: ١
ISBN: 978-977-468-235-0
الصفحات: ١٢٤

وصيغته من الثّلاثيّ المجرّد على فاعل ، ومن غير الثّلاثيّ على صيغة المضارع بميم مضمومة وكسر ما قبل الآخر ، مثل : (مخرج) ، و (مستخرج).

ويعمل عمل فعله بشرط معنى الحال أو الاستقبال ، والاعتماد على صاحبه أو الهمزة أو (ما).

فإن كان للماضي وجبت الإضافة معنى ، خلافا للكسائيّ.

فإن كان له معمول آخر فبفعل مقدّر ، نحو (زيد معطي عمرو درهما أمس) ، فإن دخلت اللّام استوى الجميع.

وما وضع منه للمبالغة ك (ضرّاب) ، و (ضروب) ، و (مضراب) ، و (عليم) ، و (حذر) مثله.

والمثنّى والمجموع مثله.

ويجوز حذف النّون مع العمل والتّعريف تخفيفا.

[اسم المفعول] :

اسم المفعول : هو ما اشتقّ من فعل لمن وقع عليه.

وصيغته من الثّلاثيّ المجرّد على (مفعول) ، كمضروب. ومن غيره على صيغة اسم الفاعل بميم مضمومة وبفتح ما قبل الآخر ك (مستخرج).

وأمره في العمل والاشتراط كأمر اسم الفاعل ، مثل : (زيد معطى غلامه درهما).

[الصفة المشبهة] :

الصّفة المشبّهة : ما اشتقّ من فعل لازم لمن قام به على معنى الثّبوت.

وصيغتها مخالفة لصيغة اسم الفاعل على حسب السماع ، ك (حسن) و (صعب) و (شديد).

وتعمل عمل فعلها مطلقا.

وتقسيم مسائلها أن تكون الصّفة باللّام ، أو مجرّدة عنها ومعمولها مضافا أو باللّام أو مجردا عنهما ، فهذه ستّة.

والمعمول فى كلّ واحد منها مرفوع ومنصوب ومجرور ، صارت ثمانية عشر.

٤١

فالرّفع على الفعليّة ، والنّصب على التّشبيه بالمفعول في المعرفة وعلى التّمييز في النّكرة ، والجرّ على الإضافة.

وتفصيلها : (حسن وجهه) ثلاثة ، وكذلك (حسن الوجه) ، (حسن وجه) ، (الحسن وجهه) ، (الحسن الوجه) ، (الحسن وجه).

اثنان منها ممتنعان : (الحسن وجهه) ، (الحسن وجه).

واختلف في (حسن وجهه).

والبواقي ، ما كان فيه ضمير واحد أحسن ، وما كان فيه ضميران حسن ، وما لا ضمير فيه قبيح.

ومتى رفعت بها فلا ضمير فيها ، فهي كالفعل ، وإلّا ففيها ضمير الموصوف ، فتؤنّث وتثنّى وتجمع.

واسما الفاعل والمفعول غير المتعدّيين مثل الصّفة فيما ذكر.

[اسم التفضيل] :

اسم التّفضيل : ما اشتقّ من فعل لموصوف بزيادة على غيره ، وهو (أفعل).

وشرطه أن يبنى من ثلاثيّ مجرّد ليمكن البناء ، ليس بلون ، ولا عيب ، لأنّ منهما (أفعل) لغيره مثل (زيد أفضل النّاس) ، فإن قصد غيره توصّل إليه ب (أشدّ) ونحوه ، مثل : (هو أشدّ منه استخراجا وبياضا وعمى).

وقياسه للفاعل ، وقد جاء للمفعول نحو : (أعذر) و (ألوم) ، و (أشهر) و (أشغل).

ويستعمل على أحد ثلاثة أوجه :

مضافا ، أو ب (من) ، أو معرّفا باللّام.

فلا يجوز (زيد الأفضل من عمرو) ، ولا (زيد أفضل) إلّا أن يعلم. فإذا أضيف فله معنيان :

أحدهما : ـ وهو الأكثر ـ أن تقصد به الزّيادة على من أضيف إليه ، فيشترط أن يكون منهم ، مثل (زيد أفضل النّاس) ، فلا يجوز (يوسف أحسن إخوته) ؛ لخروجه عنهم بإضافتهم إليه.

ويجوز في الأوّل الإفراد والمطابقة لمن هو له.

٤٢

وأمّا الثّاني ، والمعرّف باللّام ، فلا بدّ من المطابقة.

والذي ب (من) مفرد مذكّر لا غير.

ولا يعمل في مظهر إلّا إذا كان صفة لشيء وهو في المعنى لمسبّب مفضّل باعتبار الأوّل على نفسه ، باعتبار غيره منفيّا ، مثل : (ما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد) ؛ لأنّه بمعنى حسن ، مع أنّهم لو رفعوا لفصلوا بين (أحسن) ومعموله بأجنبيّ وهو (الكحل) ، ولك أن تقول : أحسن في عينه الكحل من عين زيد ، فإن قدّمت ذكر العين قلت : (ما رأيت كعين زيد أحسن فيها الكحل) مثل [من الطويل] :

مررت على وادي السّباع ولا أرى

كوادي السّباع حين يظلم واديا

أقلّ به ركب أتوه تئيّة

وأخوف إلّا ما وقى الله ساريا (١)

__________________

(١) البيتان من شواهد الكتاب ، وهما لسحيم بن وثيل الرياحي ، قال سيبويه : " وإنما أراد : (أقلّ به الرّكب تئيّة منهم به) ، ولكنّه حذف ذلك استخفافا ، كما تقول : (أنت أفضل) ولا تقول : (من أحد) " ا. ه.

٤٣

[الأفعال]

الفعل : ما دلّ على معنى في نفسه مقترن بأحد الأزمنة الثّلاثة.

ومن خواصّه دخول (قد) ، والسّين ، و (سوف) ، والجوازم ، ولحوق تاء (فعلت) ، وتاء التّأنيث ساكنة.

[الفعل الماضي] :

الماضي : ما دل على زمان قبل زمانك ، مبنيّ على الفتح مع غير ضمير المرفوع المتحرّك والواو.

[الفعل المضارع] :

المضارع : ما أشبه الاسم بأحد حروف (نأيت) لوقوعه مشتركا ، وتخصيصه بالسّين و (سوف).

فالهمزة للمتكلّم مفردا ، والنّون له مع غيره ، والتّاء للمخاطب وللمؤنّث والمؤنّثين غيبة ، والياء للغائب غيرهما.

وحروف المضارعة مضمومة في الرّباعيّ ، ومفتوحة فيما سواه.

ولا يعرب من الفعل غيره ، إذا لم يتّصل به نون التّأكيد ، ولا نون جمع المؤنّث.

وإعرابه : رفع ونصب وجزم.

فالصّحيح المجرّد عن ضمير بارز مرفوع للتّثنية والجمع ، والمخاطب المؤنّث ، بالضّمّة والفتحة لفظا والسّكون ، مثل : (يضرب).

والمتّصل به ذلك بالنّون وحذفها ، مثل : (يضربان) ، و (يضربون) و (تضربين).

والمعتلّ بالواو والياء بالضّمّة تقديرا ، والفتحة لفظا ، والحذف.

والمعتلّ بالألف بالضّمّة والفتحة تقديرا ، والحذف.

ويرتفع إذا تجرّد عن النّاصب والجازم ، نحو (يقوم زيد).

[نواصب الفعل المضارع] :

وينتصب ب (أن) ، و (لن) ، و (إذن) ، و (كي).

وب (أن) مقدّرة بعد (حتّى) ، ولام (كي) ، ولام الجحود ، والفاء ، والواو ، و (أو).

٤٤

ف (أن) مثل : (أريد أن تحسن إليّ) ، (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ)(١) والّتي تقع بعد العلم هي المخفّفة من المثقّلة ، وليست هذه ، نحو :

(علمت أن سيقوم) و (أن لا يقوم)

والّتي تقع بعد الظّنّ ففيها الوجهان.

و (لن) مثل (لن أبرح) ومعناها نفي المستقبل.

و (إذن) إذا لم يعتمد ما بعدها على ما قبلها ، وكان الفعل مستقبلا مثل : (إذن تدخل الجنّة) ، وإذا وقعت بعد الواو والفاء فالوجهان.

و (كي) مثل (أسلمت كي أدخل الجنّة) ، ومعناها السّببيّة.

و (حتّى) إذا كان مستقبلا بالنّظر إلى ما قبلها بمعنى (كي) أو (إلى) مثل (أسلمت حتّى أدخل الجنّة) ، و (كنت سرت حتّى أدخل البلد) ، و (أسير حتّى تغيب الشّمس).

فإن أردت الحال تحقيقا ، أو حكاية كانت حرف ابتداء ، فيرفع وتجب السّببيّة ، مثل : (مرض فلان حتّى لا يرجونه) ، ومن ثمّ امتنع الرّفع في (كان سيري حتّى أدخلها) في النّاقصة ، و (أسرت حتّى تدخلها؟).

وجاز في التّامّة (كان سيري حتّى أدخلها) ، و (أيّهم سار حتّى يدخلها).

ولام (كي) مثل (أسلمت لأدخل الجنّة).

ولام الجحود : لام تأكيد بعد النّفي ل (كان) ، مثل : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ)(٢).

والفاء بشرطين :

أحدهما : السّببيّة ، والثّاني : أن يكون قبلها أمر ، أو نهي ، أو استفهام ، أو نفي ، أو تمنّ ، أو عرض.

والواو بشرطين : الجمعيّة ، وأن يكون قبلها مثل ذلك.

و (أو) بشرط معنى (إلى أن) ، أو (إلا أن).

والعاطفة إذا كان المعطوف عليه اسما.

ويجوز إظهار (أن) مع لام (كي) والعاطفة ، ويجب مع (لا) في اللّام.

__________________

(١) البقرة / ١٨٤.

(٢) الأنفال / ٣٣.

٤٥

[جوازم الفعل المضارع] :

وينجزم ب (لم) و (لمّا) ، ولام الأمر ، و (لا) في النّهي ، وكلم المجازاة وهي : (إن) ، و (مهما) ، و (إذما) ، و (حيثما) ، و (أين) ، و (متى) ، و (ما) ، و (من) ، و (أيّ) ، و (أنّى).

وإما مع (كيفما) و (إذا) فشاذّ ، وب (إن) مقدّرة.

ف (لم) لقلب المضارع ماضيا ونفيه ، و (لمّا) مثلها ، وتختصّ بالاستغراق ، وجواز حذف الفعل.

ولام الأمر : اللّام المطلوب بها الفعل.

و (لا) النّهي : المطلوب بها التّرك.

وكلم المجازاة تدخل على الفعلين لسببيّة الأوّل ومسبّبيّة الثّاني ، ويسمّيان شرطا وجزاء.

فإن كانا مضارعين ، أو الأوّل فالجزم.

وإن كان الثّاني فالوجهان.

وإذا كان الجزاء ماضيا بغير (قد) لفظا أو معنى لم يجز الفاء.

وإن كان مضارعا مثبتا أو منفيّا ب (لا) فالوجهان ، وإلا فالفاء.

ويجيء (إذا) مع الجملة الاسميّة موضع الفاء ، و (إن) مقدّرة بعد الأمر والنّهي والاستفهام والتّمنّي والعرض إذا قصد السّببيّة نحو : (أسلم تدخل الجنّة) و (لا تكفر تدخل الجنّة) ، وامتنع (لا تكفر تدخل النّار) خلافا للكسائيّ ، لأنّ التّقدير : إن لا تكفر.

[فعل الأمر] :

الأمر : صيغة يطلب بها الفعل من الفاعل المخاطب بحذف حرف المضارعة.

وحكم آخره حكم المجزوم.

فإن كان بعده ساكن وليس برباعي ، زدت همزة وصل مضمومة إن كان بعده ضمّة ، ومكسورة فيما سواه مثل : (اقتل) و (اضرب) و (اعلم).

وإن كان رباعيّا فمفتوحة مقطوعة.

[فعل ما لم يسمّ فاعله] :

فعل ما لم يسمّ فاعله : هو ما حذف فاعله ، فإن كان ماضيا ضمّ أوّله وكسر ما قبل آخره ، ويضمّ الثّالث مع همزة الوصل ، والثاني مع التّاء خوف اللّبس.

٤٦

ومعتلّ العين الأفصح (قيل) و (بيع) ، وجاء الإشمام والواو.

ومثله باب (اختير) و (انقيد) دون (استخير) و (أقيم).

وإن كان مضارعا ضمّ أوّله وفتح ما قبل آخره ، ومعتلّ العين ينقلب فيه ألفا.

[المتعدّي وغير المتعدّي] :

فالمتعدّي : ما يتوقّف فهمه على متعلّق ، ك (ضرب). وغير المتعدّي : بخلافه ، ك (قعد).

والمتعدّي يكون إلى واحد ك (ضرب) ، وإلى اثنين ك (أعطى) و (علم) ، وإلى ثلاثة ك (أعلم) و (أرى) و (أنبأ) و (نبّأ) و (خبّر) و (أخبر) و (حدّث) ، وهذه مفعولها الأوّل كمفعول (أعطيت) ، والثّاني والثّالث كمفعولي (علمت).

[أفعال القلوب] :

(ظننت) ، و (حسبت) ، و (خلت) ، و (زعمت) ، و (علمت) ، و (رأيت) ، و (وجدت).

تدخل على الجملة الاسميّة لبيان ما هي عنه ، فتنصب الجزءين.

ومن خصائصها أنّه إذا ذكر أحدهما ذكر الآخر ، بخلاف باب (أعطيت).

ومنها جواز الإلغاء إذا توسّطت أو تأخّرت ؛ لاستقلال الجزءين كلاما ، بخلاف باب (أعطيت) مثل (زيد ـ علمت ـ قائم).

ومنها أنّها تعلّق قبل الاستفهام ، والنّفي ، واللّام ، مثل : (علمت أزيد عندك أم عمرو).

ومنها أنّه يجوز أن يكون فاعلها ومفعولها ضميرين لشيء واحد ، مثل : (علمتني منطلقا).

ولبعضها معنى آخر يتعدّى به إلى واحد ، ف (ظننت) بمعنى اتّهمت ، و (علمت) بمعنى عرفت ، و (رأيت) بمعنى أبصرت ، و (وجدت) بمعنى أصبت.

[الأفعال الناقصة] :

الأفعال النّاقصة : ما وضع لتقرير الفاعل على صفة ، وهي : (كان) ، و (صار) ، و (أصبح) ، و (أمسى) ، و (أضحى) ، و (ظلّ) ، و (بات) ، و (آض) ، و (عاد) ، و (غدا) ، و (راح) ، و (ما زال) ، و (ما برح) ، و (ما فتئ) ، و (ما انفكّ) ، و (ما دام) ، و (ليس).

٤٧

وقد جاء (ما جاءت حاجتك؟) ، و (قعدت كأنّها حربة) ، تدخل على الجملة الاسميّة لإعطاء الخبر حكم معناها ، فترفع الأوّل وتنصب الثّاني ، مثل (كان زيد قائما).

ف (كان) تكون ناقصة لثبوت خبرها ماضيا دائما أو منقطعا ، وبمعنى (صار) ، ويكون فيها ضمير الشّأن ، وتكون تامّة بمعنى ثبت ، وزائدة.

و (صار) للانتقال.

و (أصبح) و (أمسى) و (أضحى) لاقتران مضمون الجملة بأوقاتها ، وبمعنى (صار) ، وتكون تامّة.

و (ظلّ) و (بات) لاقتران مضمون الجملة بوقتيهما ، وبمعنى (صار).

و (ما زال) و (ما برح) و (ما فتئ) و (ما انفكّ) لاستمرار خبرها لفاعلها مذ قبله ، ويلزمها النّفي.

و (ما دام) لتوقيت أمر بمدّة ثبوت خبرها لفاعلها ، ومن ثم احتاج إلى كلام ؛ لأنّه ظرف.

و (ليس) لنفي مضمون الجملة حالا ، وقيل : مطلقا.

ويجوز تقديم أخبارها كلها على أسمائها ، وهي في تقديمها عليها على ثلاثة أقسام :

قسم يجوز ، وهو من (كان) إلى (راح).

وقسم لا يجوز ، وهو ما في أوّله (ما) ، خلافا لابن كيسان في غير (ما دام).

وقسم مختلف فيه ، وهو (ليس).

[أفعال المقاربة] :

أفعال المقاربة : ما وضع لدنوّ الخبر رجاء أو حصولا أو أخذا فيه.

فالأوّل (عسى) ، وهو غير متصرّف ، تقول : (عسى زيد أن يخرج) ، و (عسى أن يخرج زيد) ، وقد تحذف (أن).

والثّاني : (كاد) ، تقول : (كاد زيد يجيء) ، وقد تدخل (أن) ، وإذا دخل النّفي على (كاد) فهو كالأفعال على الأصح ، وقيل : يكون للإثبات مطلقا ، وقيل : يكون في الماضي للإثبات ، وفي المستقبل كالأفعال ؛ تمسكا بقوله تعالى : (وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) (٧١) (١) ، وبقول ذي الرّمّة [من الطويل] :

__________________

(١) البقرة / ٧١.

٤٨

إذا غيّر الهجر المحبّين لم يكد

رسيس الهوى من حب ميّة يبرح (١)

والثّالث : (طفق) و (كرب) و (جعل) و (أخذ) ، وهي مثل (كاد) و (أوشك) ، وهي مثل (عسى) و (كاد) في الاستعمال.

[أفعال التّعجّب] :

فعل التّعجّب : ما وضع لإنشاء التّعجّب ، وله صيغتان :

ما أفعله ، وأفعل به.

وهما غير متصرّفين ، مثل : (ما أحسن زيدا) و (أحسن بزيد) ، ولا يبنيان إلّا ممّا يبنى منه أفعل التّفضيل ، ويتوصّل في الممتنع بمثل (ما أشدّ استخراجه) و (أشدد باستخراجه).

ولا يتصرّف فيهما بتقديم ولا تأخير ولا فصل ، وأجاز المازنيّ الفصل بالظّرف.

و (ما) ابتداء نكرة عند سيبويه وما بعدها الخبر (٢) ، وموصولة عند الأخفش (٣) والخبر محذوف.

و (به) فاعل ، [و (أفعل) أصله خبر](٤) عند سيبويه ، ولا ضمير في (أفعل) ، وأمر (٥) عند الأخفش ، والباء للتّعدية ، أو زائدة ففيه ضمير.

[أفعال المدح والذّم] :

أفعال المدح والذّم : ما وضع لإنشاء مدح أو ذم ، فمنها : (نعم) و (بئس).

__________________

(١) النّأي : البعد ، رسيس الهوى : المراد أوّله أو ما سبق منه ، والرّسّ : ابتداء الشيء ، يقال : رسّ الحمّى ورسيسها : وهو أوّل مسّها.

(٢) نقل ذلك سيبويه عن الخليل ، حيث قال : زعم الخليل أنه بمنزلة قولك : شيء أحسن عبد الله ، ودخله معنى التعجّب ، وهذا تمثيل ولم يتكلّم به ... ونظير جعل (ما) وحدها اسما قول العرب في (إني مما أن أصنع) ، أي : من الأمر أن أصنع ، فجعل (ما) وحدها اسما الكتاب تحقيق د. البكاء ١ / ١١٧ ، ١١٨.

(٣) يراجع : معاني القرآن للأخفش ١ / ٣٤٧ ، وفي موصل الطلاب ص ١٥٢ ... (ما أحسن زيدا) عند الأخفش في أحد احتماليه ، أي (شيء موصوف بأنّه حسن زيدا عظيم) فحذف الخبر.

(٤) زيادة انفردت بها مخطوطة برينستون.

(٥) في المطبوع (ومفعول). والتّصويب من مخطوطة برينستون.

٤٩

وشرطهما أن يكون الفاعل معرّفا باللّام ، أو مضافا الى المعرّف بها ، أو مضمرا مميّزا بنكرة منصوبة ، أو ب (ما) مثل (فَنِعِمَّا هِيَ)(١) ، وبعد ذلك المخصوص ، وهو مبتدأ ما قبله خبره ، أو خبر مبتدأ محذوف مثل (نعم الرّجل زيد) ، وشرطه مطابقة الفاعل ، و (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا)(٢) وشبهه متأوّل.

وقد يحذف المخصوص إذا علم مثل (نِعْمَ الْعَبْدُ)(٣) و (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ) (٤٨) (٤).

و (ساء) مثل (بئس) ، ومنها (حبّذا) وفاعله (ذا) ، ولا يتغيّر وبعده المخصوص ، وإعرابه كإعراب مخصوص (نعم) ، ويجوز أن يقع قبل المخصوص وبعده تمييز أو حال على وفق مخصوصه.

__________________

(١) البقرة / ٢٧١.

(٢) الجمعة / ٥.

(٣) سورة ص / ٣٠ ، ٤٤.

(٤) الذاريات / ٤٨.

٥٠

[الحروف]

الحرف : ما دلّ على معنى في غيره ومن ثمّ احتاج في جزئيّته إلى اسم أو فعل.

[حروف الجر] :

حروف الجرّ : ما وضع للإفضاء بفعل أو معناه إلى ما يليه ، وهي :

(من) ، و (إلى) ، و (حتّى) ، و (في) ، والباء ، واللام ، و (ربّ) ، وواوها ، وواو القسم ، وتاؤه ، وباؤه ، و (عن) ، و (على) ، والكاف ، و (مذ) ، و (منذ) ، و (حاشا) ، و (عدا) ، و (خلا).

ف (من) للابتداء ، والتّبيين ، والتّبعيض ، وزائدة في غير الموجب (١) ، خلافا للكوفيّين والأخفش ، و (قد كان من مطر) وشبهه متأوّل.

و (إلى) للانتهاء ، وبمعنى (مع) قليلا.

و (حتّى) كذلك ، وبمعنى (مع) كثيرا ، وتختصّ بالظّاهر ، خلافا للمبرّد.

و (في) للظّرفيّة ، وبمعنى (على) قليلا.

و (الباء) للإلصاق ، والاستعانة ، والمصاحبة ، والتّعدية ، والمقابلة ، والظّرفيّة ، وزائدة في الخبر في الاستفهام ، والنّفي قياسا ، وفي غيره سماعا مثل (بحسبك زيد) ، و (ألقى بيده).

و (اللّام) للاختصاص ، والتّعليل ، وزائدة ، وبمعنى (عن) مع القول ، وبمعنى الواو في القسم للتّعجّب.

و (ربّ) للتّقليل ، ولها صدر الكلام مختصّة بنكرة موصوفة على الأصحّ ، وفعلها ماض محذوف غالبا ، وقد تدخل على مضمر مبهم مميّز بنكرة منصوبة ، والضّمير مفرد مذكّر ، خلافا للكوفيّين في مطابقة التّمييز ، وتلحقها (ما) فتدخل على الجمل.

و (واوها) تدخل على نكرة موصوفة.

و (واو القسم) إنما تكون عند حذف الفعل لغير السّؤال مختصّة بالظّاهر.

و (التّاء) مثلها مختصّة باسم الله تعالى.

و (الباء) أعمّ منهما في الجميع.

ويتلقّى القسم باللّام ، و (إنّ) ، وحرف النّفي ، ويحذف جوابه إذا اعترض ، أو تقدّمه ما يدلّ عليه.

__________________

(١) تراجع المسألة الرابعة والخمسون من الإنصاف ١ / ٣٧٦.

٥١

و (عن) للمجاوزة.

و (على) للاستعلاء ، وقد يكونان اسمين بدخول (من) عليهما.

و (الكاف) للتّشبيه ، وزائدة ، وقد تكون اسما ، وتختص بالظاهر.

و (مذ) و (منذ) للابتداء في الزّمان الماضي ، والظّرفية في الحاضر ، نحو (ما رأيته مذ شهرنا) و (منذ يومنا).

و (حاشا) و (عدا) و (خلا) للاستثناء.

[الحروف المشبّهة بالفعل] :

(إنّ) ، و (أنّ) ، و (كأنّ) ، و (لكنّ) ، و (ليت) ، و (لعلّ).

لها صدر الكلام ، سوى (أنّ) فهي بعكسها.

وتلحقها (ما) فتلغى على الأفصح ، وتدخل حينئذ على الأفعال.

ف (إنّ) لا تغيّر معنى الجملة.

و (أنّ) مع جملتها في حكم المفرد ، ومن ثم وجب الكسر في موضع الجمل ، والفتح فى موضع المفرد.

فكسرت ابتداء ، وبعد القول ، وبعد الموصول.

وفتحت فاعلة ومفعولة ومبتدأة ومضافا إليها.

وقالوا : (لو لا أنّك) لأنّه مبتدأ ، و (لو أنّك) لأنّه فاعل.

فإن جاز التّقديران جاز الأمران ، مثل (من يكرمني فإنّي أكرمه) و [من الطويل]

 ...

إذا أنّه عبد القفا واللهازم (١)

وشبهه ، ولذلك جاز العطف على اسم المكسورة ـ لفظا أو حكما ـ بالرّفع دون المفتوحة ، مثل (إنّ زيدا قائم وعمرو) ، ويشترط مضيّ الخبر لفظا أو حكما ، خلافا للكوفيّين (٢) ، ولا أثر لكونه مبنيّا ، خلافا للمبرّد والكسائيّ (٣) في مثل (إنّك وزيد ذاهبان).

__________________

(١) صدره : وكنت أرى زيدا ـ كما قيل ـ سيّدا ، لا يعلم قائله ، والشاهد فيه وقوع (إذا) بمعنى المفاجأة.

(٢) تراجع المسألة الثالثة والعشرون من كتاب الإنصاف.

(٣) لعلّ ذكر المبرّد هنا من قبيل سبق القلم ، ينظر : مغني اللبيب ص ٣٨٤.

٥٢

و (لكنّ) كذلك ، ولذلك دخلت اللّام مع المكسورة دونها على الخبر ، أو على الاسم إذا فصل بينه وبينها ، أو على ما بينهما ، وفي (لكنّ) ضعيف.

وتخفّف المكسورة فيلزمها اللّام ، ويجوز إلغاؤها ، ويجوز دخولها على فعل من أفعال المبتدأ ، خلافا للكوفيّين في التّعميم.

وتخفّف المفتوحة فتعمل في ضمير شأن مقدّر ، وتدخل على الجمل مطلقا ، وشذّ إعمالها في غيره ، ويلزمها مع الفعل السّين ، أو (سوف) ، أو (قد) ، أو حرف النّفي.

و (كأنّ) للتّشبيه ، وتخفّف فتلغى على الأفصح.

و (لكنّ) للاستدراك ، تتوسّط بين كلامين متغايرين معنى ، وتخفّف فتلغى ، ويجوز معها الواو.

و (ليت) للتّمنّي ، وأجاز الفرّاء : (ليت زيدا قائما).

و (لعلّ) للتّرجّي ، وشذّ الجرّ بها.

[الحروف العاطفة] :

الواو ، والفاء ، و (ثمّ) ، و (حتّى) ، و (أو) ، و (إمّا) ، و (أم) ، و (لا) ، و (بل) ، و (لكن).

فالأربعة الأول للجمع ، فالواو للجمع مطلقا ولا ترتيب فيها ، و (الفاء) للتّرتيب ، و (ثمّ) مثلها بمهلة ، و (حتّى) مثلها ، ومعطوفها جزء من متبوعه ليفيد قوّة أو ضعفا.

و (أو) و (إما) ، و (أم) لأحد الأمرين مبهما.

ف (أم) المتّصلة لازمة لهمزة الاستفهام ، يليها أحد المستويين والآخر الهمزة ، بعد ثبوت أحدهما لطلب التّعيين ، ومن ثمّ ضعف (أرأيت زيدا أم عمرا) ، ومن ثمّ كان جوابها بالتّعيين دون (نعم) أو (لا).

والمنقطعة ك (بل) والهمزة ، مثل (إنّها لإبل أم شاء).

و (إمّا) قبل المعطوف عليه لازمة مع (إمّا) ، جائزة مع (أو) و (لا) و (بل) و (لكن) لأحدهما معيّنا ، و (لكن) لازمة للنّفي.

[حروف التنبيه] :

(ألا) ، و (أما) ، و (ها).

٥٣

[حروف النداء] :

(يا) أعمّها ، و (أيا) و (هيا) للبعيد ، و (أي) و (الهمزة) للقريب.

[حروف الإيجاب] :

(نعم) ، و (بلى) ، و (إي) ، و (أجل) ، و (جير) ، و (إن).

ف (نعم) مقرّرة لما سبقها.

و (بلى) مختصّة بإيجاب النّفي.

و (إي) إثبات بعد الاستفهام ، ويلزمها القسم.

و (أجل) ، و (جير) ، و (إن) تصديق للمخبر.

[حروف الزيادة] :

(إن) ، و (أن) ، و (ما) ، و (لا) ، و (من) ، والباء ، واللام.

ف (إن) مع (ما) النّافية ، وقلّت مع (ما) المصدريّة و (لما).

و (أن) مع (لمّا) ، وبين (لو) والقسم ، وقلّت مع الكاف.

و (ما) مع (إذا) و (متى) و (أيّ) و (أين) و (إن) شرطا ، وبعض حروف الجرّ ، وقلّت مع المضاف.

و (لا) مع الواو بعد النّفي ، وبعد (أن) المصدريّة ، وقلّت قبل أقسم ، وشذّت مع المضاف.

و (من) و (الباء) و (اللّام) تقدّم ذكرها.

[حرفا التفسير] :

(أي) ، و (أن).

ف (أن) مختصّة بما في معنى القول.

[حروف المصدر] :

(ما) ، و (أن) ، و (أنّ).

فالأوّلان للفعليّة.

و (أن) للاسميّة.

٥٤

[حروف التّحضيض] :

(هلّا) ، و (ألّا) ، و (لولا) ، و (لوما).

لها صدر الكلام ، ويلزم الفعل لفظا أو تقديرا.

[حرف التّوقّع] :

(قد) ، وفي المضارع للتّقليل.

[حرفا الاستفهام] :

الهمزة ، و (هل).

لهما صدر الكلام ، تقول : (أزيد قائم؟) ، و (أقام زيد؟) ، وكذلك (هل) ، والهمزة أعمّ تصرّفا ، تقول : (أزيدا ضربت؟) و (أتضرب زيدا وهو أخوك؟) ، و (أزيد عندك أم عمرو) ، و (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ)(١) ، و (أَفَمَنْ كانَ)(٢) ، و (أَوَمَنْ كانَ)(٣) ، دون (هل).

[حروف الشرط] :

(إن) ، و (لو) ، و (أمّا).

لها صدر الكلام.

ف (إن) للاستقبال وإن دخل على الماضي ، و (لو) عكسه.

ويلزمان الفعل لفظا أو تقديرا ، ومن ثمّ قيل : (لو أنّك) بالفتح ؛ لأنّه فاعل ، و (انطلقت) بالفعل موضع (منطلق) ليكون كالعوض.

وإن كان جامدا جاز لتعذّره.

وإذا تقدّم القسم أوّل الكلام على الشّرط لزمه الماضي لفظا ومعنى ، وكان الجواب للقسم لفظا ، مثل (والله إن أتيتني ، وإن لم تأتني لأكرمتك).

وإن توسّط بتقديم الشّرط أو غيره جاز أن يعتبر وأن يلغى ، كقولك : (أنا والله إن تأتني آتك) و (إن أتيتني والله لآتينّك) ، وتقدير القسم كاللّفظ ، نحو (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا

__________________

(١) يونس / ٥١.

(٢) هود / ١٧ ، وقد تكرر في : السجدة / ١٨ ، محمد / ١٤.

(٣) الأنعام / ١٢٢.

٥٥

يَخْرُجُونَ)(١) و (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) (١٢١) (٢).

و (أمّا) للتّفصيل ، والتزم حذف فعلها ، وعوّض بينها وبين فائها جزء ممّا في حيزها مطلقا ، وقيل : هو معمول المحذوف مطلقا مثل : (أمّا يوم الجمعة فزيد منطلق).

وقيل : إن كان جائز التّقديم فمن الأوّل ، وإلّا فمن الثّاني.

[حرف الردع] :

(كلّا).

وقد جاء بمعنى (حقّا).

[تاء التأنيث الساكنة] :

تاء التّأنيث السّاكنة : تلحق الماضي لتأنيث المسند إليه.

فإن كان ظاهرا غير حقيقيّ فمخيّر.

وأما إلحاق علامة التّثنية والجمعين فضعيف.

[التنوين] :

التّنوين : نون ساكنة تتبع حركة الآخر لا لتأكيد الفعل.

وهو للتّمكّن ، والتّنكير ، والعوض ، والمقابلة ، والتّرنّم.

ويحذف من العلم موصوفا ب (ابن) مضافا إلى علم آخر.

[نون التأكيد] :

نون التّأكيد : خفيفة ساكنة ، ومشدّدة مفتوحة مع غير الألف.

تختصّ بالفعل المستقبل في الأمر ، والنّهي ، والاستفهام ، والتّمنّي ، والعرض ، والقسم ، وقلّت في النّفي ، ولزمت في مثبت القسم ، وكثرت في مثل (إمّا تفعلنّ).

وما قبلها مع ضمير المذكّرين مضموم ، ومع الخاطبة مكسور ، وفيما عدا ذلك مفتوح.

وتقول في التّثنية وجمع المؤنّث : (اضربانّ) و (اضربنانّ) ، ولا تدخلهما الخفيفة ، خلافا ليونس.

__________________

(١) الحشر / ١٢.

(٢) الأنعام / ١٢١.

٥٦

وهما في غيرهما مع الضّمير البارز كالمنفصل ، فإن لم يكن فكالمتّصل.

ومن ثمّ قيل : (هل ترينّ) و (ترونّ) و (ترينّ) ، و (اغزونّ) و (اغزنّ) و (اغزنّ).

والمخفّفة تحذف للسّاكن ، وفي الوقف ، فيردّ ما حذف ، والمفتوح ما قبلها تقلب ألفا.

والله أعلم.

تمّت بحمد الله وعونه وحسن توفيقه.

٥٧
٥٨

ثانيا : متن الشافية

بسم الله الرّحمن الرّحيم

ربّ تمّم بالخير

الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد خاتم النبيين ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

سألني من لا يسعني مخالفته أن ألحق بمقدّمتي في الإعراب مقدّمة في التّصريف على نحوها ومقدّمة في الخط ، فأجبته سائلا متضرعا أن ينفع بهما كما نفع بأختهما ، والله الموفّق.

[تعريف التّصريف] :

التّصريف علم بأصول يعرف بها أحوال أبنية الكلم الّتي ليست بإعراب.

[أنواع الأبنية] :

وأبنية الاسم الأصول ثلاثيّة ورباعيّة وخماسيّة.

وأبنية الفعل ثلاثيّة ورباعيّة.

[الميزان الصّرفيّ] :

ويعبّر عنها بالفاء والعين واللام وما زاد بلام ثانية وثالثة ، ويعبّر عن الزائد بلفظه ، إلّا المبدل من تاء الافتعال فإنّه بالتاء ، وإلّا المكرّر للإلحاق أو لغيره فإنّه بما تقدّمه وإن كان من حروف الزيادة ، إلّا بثبت ، ومن ثمّ كان (حلتيت) فعليلا لا فعليتا ، و (سحنون) و (عثنون) فعلولا لا فعلونا لذلك ولعدمه ، و (سحنون) إن صحّ الفتح ففعلون لا فعلول ك (حمدون) ، وهو مختصّ بالعلم ؛ لندور فعلول وهو (صعفوق) ، و (خرنوب) ضعيف ، و (سمنان) فعلان ، و (خزعال) نادر ، و (بطنان) فعلان ، و (قرطاس) ضعيف ، مع أنّه نقيض (ظهران) (١).

__________________

(١) الحلتيت : نبات ، يخرج في أصول ورقه صمغ ، سحنون : طائر ، وقد ورد علما ، العثنون : شعيرات تكون تحت حنك البعير ، صعفوق : اسم أعجمي ، الخرنوب : اسم شجر ، سمنان : موضع قرب اليمامة ، الخزعال : العرج ، البطنان : جمع بطن ، وهو اسم لظاهر الريش ، ظهران : جمع ظهر ، اسم لظاهر الريش.

٥٩

ثمّ إن كان قلب في الموزون قلبت الزّنة مثله ، كقولك في (آدر) : أعفل (١).

[القلب المكاني] :

ويعرف القلب بأصله ، ك (ناء يناء) مع (النأي).

وبأمثلة اشتقاقه ، ك (الجاه) و (الحادي) و (القسيّ).

وبصحّته ، ك (أيس).

وبقلّة استعماله ، ك (آرام) و (آدر).

وبأداء تركه إلى همزتين عند الخليل ، نحو (جاء) ، أو إلى منع الصّرف بغير علّة على الأصح ، نحو (أشياء) فإنّها لفعاء ، وقال الكسائيّ : أفعال ، وقال الفرّاء : أفعاء وأصلها أفعلاء (٢).

وكذلك الحذف ، كقولك في (قاض) : فاع ، إلّا أن يبين فيهما.

[الصحيح والمعتل] :

وتنقسم إلى صحيح ومعتل :

فالمعتلّ ما فيه حرف علة ، والصحيح بخلافه.

فالمعتل بالفاء مثال ، وبالعين أجوف وذو الثلاثة ، وباللام منقوص وذو الأربعة ، وبالفاء والعين أو بالعين واللام لفيف مقرون ، وبالفاء واللام لفيف مفروق.

[أبنية الاسم الثلاثي المجرد] :

وللاسم الثلاثيّ المجرّد عشرة أبنية ، والقسمة تقتضي اثني عشر ، سقط منها (فعل) و (فعل) استثقالا ، وجعل (الدّئل) منقولا ، و (الحبك) إن ثبت فعلى تداخل اللّغتين في حرفي الكلمة ، وهي :

فلس وفرس وكتف وعضد.

وحبر وعنب وإبل.

وقفل وصرد وعنق.

__________________

(١) آدر : جمع دار ، مقلوب (أدؤر).

(٢) أقوال العلماء في وزن (أشياء) مبسوطة في المسألة الثامنة عشرة بعد المائة من كتاب الإنصاف ٢ / ٨١٢.

٦٠