الكافية في علم النحو والشافية في علمي التصريف والخط

جمال الدين ابن الحاجب

الكافية في علم النحو والشافية في علمي التصريف والخط

المؤلف:

جمال الدين ابن الحاجب


المحقق: الدكتور صالح عبدالعظيم الشاعر
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتبة الآداب
الطبعة: ١
ISBN: 978-977-468-235-0
الصفحات: ١٢٤

فعل فهو أفعل أو فعلان أو فعل ، ك (العشى) و (الصّدى) و (الطّوى) ؛ لأنّ نظائرها : الحول والعطش والفرق ، والغراء شادّ ، والأصمعيّ يقصره ، وجمع فعلة وفعلة ك (عرى) و (جزى) ؛ لأنّ نظائرهما قرب وقرب.

ونحو (الإعطاء) و (الرّماء) و (الاشتراء) و (الاحبنطاء) (١) ممدود ؛ لأنّ نظائرها : الإكرام والطّلاب والافتتاح والاحرنجام ، وأسماء الأصوات المضموم أوّلها ك (العواء) و (الثّغاء) ؛ لأنّ نظائرها النّباح والصّراخ ، ومفرد أفعلة نحو (كساء) و (قباء) ؛ لأنّ نظائرها حمار وقذال ، و (أندية) شادّ.

والسّماعيّ نحو (العصا) و (الرّحى) و (الخفاء) و (الإباء) ممّا ليس له نظير يحمل عليه.

ذو الزيادة

حروفها (أليوم تنساه) أو (سألتمونيها) أو (ألسّمان هويت) ، أي الّتي لا تكون الزّيادة لغير الإلحاق والتّضعيف إلّا منها.

ومعنى الإلحاق أنّها إنّما زيدت لغرض جعل مثال على مثال أزيد منه ؛ ليعامل معاملته ، فنحو (قردد) ملحق ، ونحو (مقتل) غير ملحق ؛ لما ثبت من قياسها لغيره ، ونحو (أفعل) و (فعّل) و (فاعل) كذلك ؛ لذلك ، ولمجيء مصادرها مخالفة.

ولا تقع الألف للإلحاق في الاسم حشوا ؛ لما يلزم من تحريكها.

وتعرف الزّيادة بالاشتقاق ، وعدم النّظير ، وغلبة الزّيادة فيه.

والتّرجيح عند التّعارض.

والاشتقاق المحقّق مقدّم ، فلذلك حكم بثلاثيّة (عنسل) و (شأمل) و (شمأل) و (نئدل) و (رعشن) و (فرسن) و (بلغن) و (حطائط) و (دلامص) و (قمارص) و (هرماس) و (زرقم) و (قنعاس) و (فرناس) و (ترنموت) (٢).

__________________

(١) الاحبنطاء : احبنطأ الرجل : انتفخ بطنه ، والحبنطأ : الغليظ القصير البطين ، والمحبنطئ : اللازق بالأرض.

(٢) العنسل : الناقة القوية السريعة ، الرّعشن : المرتعش ، وجمل رعشن : سريع لاهتزازه في مشيته ، والنون زائدة ، البلغن : البلاغة ، وقيل : النّمّام حطائط : الحطاطة والحطائط والحطيط : الصغير من الناس وغيرهم ، الدّلامص : البرّاق ، الزّرقم : الأزرق الشديد ، القنعاس : الناقة العظيمة الطويلة السنمة ، وقيل : الجمل ، الفرناس : الأسد الضاري ، وقيل : الغليظ الرقبة.

٨١

وكان (ألندد) أفنعلا ، و (معدّ) فعلّا ؛ لمجيء (تمعدد) ، ولم يعتدّ ب (تمسكن) و (تمدرع) و (تمندل) ؛ لوضوح شذوذه ، و (مراجل) فعالل ؛ لمجيء (ثوب ممرجل) ، و (ضهيأ) فعلا ؛ لمجيء ضهياء ، و (فينان) فيعالا ؛ لمجيء فنن ، و (جرائض) فعائلا ؛ لمجيء جرواض ، و (معزى) فعلى ؛ لقولهم : معز ، و (سنبتة) (١) فعلتة ؛ لقولهم : سنب ، و (بلهنية) فعلنية ، من قولهم : (عيش أبله) ، و (العرضنة) (٢) فعلنة ؛ لأنّه من الاعتراض ، و (الأوّل) أفعل ؛ لمجيء الأولى والأول ، والصّحيح أنّه من (وول) ، لا من (وأل) ولا من (أول) ، و (إنقحل) (٣) إنفعلا ؛ لأنّه من قحل أي يبس ، و (أفعوان) أفعلانا ؛ لمجيء أفعى ، و (إضحيان) إفعلانا ؛ من الضّحى ، و (خنفقيق) فنعليلا ؛ من خفق ، و (عفرنى) فعلنى ؛ من العفر.

فإن رجع إلى اشتقاقين واضحين ك (أرطى) و (أولق) ، حيث قيل : بعير آرط وراط ، وأديم مأروط ومرطيّ ، ورجل مألوق ومولوق ، جاز الأمران ، وك (حسّان) و (حمار قبّان) ؛ حيث صرف ومنع.

وإلّا فالتّرجيح ، ك (ملأك) ، قيل : مفعل من الألوكة ، ابن كيسان : فعأل من الملك ، وأبو عبيدة : مفعل من لأك إذا أرسل ، و (موسى) مفعل من أوسيت أي حلقت ، والكوفيّون : فعلى من ماس ، و (إنسان) فعلان من الأنس ، وقيل : إفعان من نسي ؛ لمجيء أنيسيان ، و (تربوت) فعلوت من التّراب عند سيبويه ؛ لأنّه الذّلول ، وقال في (سبروت) (٤) : فعلول ، وقيل : من السّبر ، وقال في (تنبالة) : فعلالة ، وقيل : من النّبل للصّغار ؛ لأنّه القصير ، و (سرّيّة) قيل : من السّرّ ، وقيل من السّراة ، و (مؤونة) قيل : من مان يمون ، وقيل : من الأون ؛ لأنّها ثقل ، وقال الفرّاء : من الأين ، وأمّا (منجنيق) فإن اعتدّ ب (جنقونا) فمنفعيل ، وإلّا فإن اعتدّ ب (مجانيق) ففنعليل ، وإلّا فإن اعتدّ بسلسبيل على الأكثر ففعلليل ، وإلّا ففعلنيل ، ومجانيق يحتمل الثّلاثة ، و (منجنون) مثله ؛ لمجيء (منجنين) إلّا في منفعيل ، ولولا (منجنين) لكان فعللولا ك (عضرفوط) ، و (خندريس) ك (منجنين).

__________________

(١) سنبتة : السّنبة : الدّهر ، وعشنا بذلك سنبة وسنبتة أي حقبة ، التاء في سنبتة ملحقة على قول سيبويه.

(٢) العرضنة : الاعتراض في السير من النشاط ، وهو عدو في اشتقاق ، وامرأة عرضنة : ضخمة قد ذهب عرضا من سمنها.

(٣) يقال : قحل الشّيخ : يبس جلده على عظمه ، وشيخ قحل وإنقحل : أي مسنّ جدّا.

(٤) السّبروت : الشيء القليل ، والعامّة تقول في القصير النحيل : سفروت.

٨٢

فإن فقد الاشتقاق فبخروجها عن الأصول ، كتاء (تتفل) و (ترتب) ، وكنون (كنتأل) و (كنهبل) ، بخلاف (كنهور) ، ونون (خنفساء) و (قنفخر) (١) ، أو بخروج زنة أخرى لها ، كتاء (تتفل) و (ترتب) مع (تتفل) و (ترتب) ، ونون (قنفخر) مع (قنفخر) و (خنفساء) مع (خنفساء) ، وهمزة (ألنجج) مع (ألنجوج).

فإن خرجتا معا فزائد أيضا ، كنون (نرجس) و (حنطأو) (٢) ، ونون (جندب) إذا لم يثبت جخدب ، إلّا أن تشذّ الزّيادة ، كميم (مرزنجوش) دون نونها ؛ إذ لم تزد الميم أوّلا خامسة ، ونون (برناساء) ، وأما (كنأبيل) فمثل خزعبيل.

فإن لم تخرج فبالغلبة ، كالتّضعيف في موضع أو موضعين مع ثلاثة أصول للإلحاق وغيره ، ك (قردد) و (مرمريس) و (عصبصب) و (همّرش) ، وعند الأخفش أصله هنمرش كجحمرش ؛ لعدم فعّلل ، قال : ولذلك لم يظهروا.

والزّائد في نحو (كرّم) الثّاني ، وقال الخليل : الأوّل ، وجوّز سيبويه الأمرين.

ولا تضاعف الفاء وحدها ، ونحو (زلزل) و (صيصة) و (قوقيت) و (ضوضيت) رباعيّ وليس بتكرير لفاء ولا عين ؛ للفصل ، ولا بذي زيادة لأحد حرفي اللّين ؛ لرفع التّحكّم ، وكذلك (سلسبيل) خماسيّ على الأكثر ، وقال الكوفيّون : (زلزل) من زلّ ، و (صرصر) من صرّ ، و (دمدم) من دمّ ؛ لاتّفاق المعنى.

وكالهمزة أوّلا مع ثلاثة أصول فقط ، ف (أفكل) : أفعل ، والمخالف مخطئ ، و (إصطبل) : فعللّ ، كقرطعب.

والميم كذلك ، ومطّردة في الجاري على الفعل.

والياء زيدت مع ثلاثة فصاعدا ، إلّا في أوّل الرّباعيّ إلّا فيما يجري على الفعل ، ولذلك كان (يستعور) ك (عضرفوط) ، و (سلحفية) فعلّية.

والواو والألف زيدتا مع ثلاثة فصاعدا ، إلّا في الأوّل ، ولذلك كان (ورنتل) ك (جحنفل).

والنّون كثرت بعد الألف آخرا ، أو ثالثة ساكنة ، نحو (شرنبث) و (عرند) ، واطّردت في المضارع والمطاوع.

__________________

(١) القنفخر : التارّ الناعم الضخم الجثة.

(٢) الحنطأو : العظيم البطن ، أو القصير ، وقيل : العظيم.

٨٣

والتّاء في تفعيل ونحوه ، وفي نحو (رغبوت) و (جبروت).

والسّين اطّردت في استفعل ، وشذّت في (أسطاع) ، قال سيبويه : هو أطاع ، فمضارعه (يسطيع) بالضّمّ ، وقال الفرّاء : الشّادّ فتح الهمزة وحذف التّاء ، فمضارعه بالفتح ، وعدّ سين الكسكسة غلط ؛ لاستلزامه شين الكشكشة.

وأمّا اللّام فقليلة ، ك (زيدل) و (عبدل) ، حتّى قال بعضهم في (فيشلة) : فيعلة مع فيشة ، وفي (هيقل) مع هيق ، وفي (طيسل) مع طيس للكثير ، وفي (فحجل) ك (جعفر) مع أفحج.

وأمّا الهاء فكان المبرّد لا يعدّها ، ولا يلزمه نحو (اخشه) ؛ فإنّها حرف معنى كالتّنوين وباء الجرّ ولامه ، وإنّما يلزمه نحو أمّهات ونحو [من الرجز]

أمّهتي خندف والياس أبي (١)

و (أمّ) فعل ، بدليل الأمومة ، وأجيب بجواز أصالتها ، بدليل تأمّهت ، فتكون (أمّهة) فعّلة ك (أبّهة) ثمّ حذفت الهاء ، أو هما أصلان ك (دمث) و (دمثر) ، و (ثرّة) و (ثرثار) ، و (لؤلؤ) و (لأّل) ، ويلزمه نحو أهراق إهراقة.

أبو الحسن يقول : (هجرع) للطّويل من الجرع للمكان السّهل ، و (هبلع) للأكول من البلع ، وخولف ، وقال الخليل : (الهركولة) للضّخمة هفعولة ؛ لأنّها تركل في مشيها ، وخولف.

فإن تعدّد الغالب مع ثلاثة أصول حكم بالزّيادة فيها أو فيهما ، ك (حبنطى) ، فإن تعيّن أحدهما رجح بخروجها ، كميم (مريم) و (مدين) ، وهمزة (أيدع) ، وياء (تيّحان) ، وتاء (عزويت) ، وطاء (قطوطى) ولام (ادلولى) دون ألفهما ؛ لعدم فعولى وافعولى ووجود فعوعل وافعوعل ، وواو (حولايا) دون يائها ، وأوّل (يهيرّ) والتّضعيف دون الثّانية ، وهمزة (أرونان) (٢) دون واوها ، وإن لم يأت إلّا (أنبجان) ، فإن خرجتا رجّح بأكثرهما ، كالتّضعيف في (تئفّان) ، والواو في (كوألل) ، ونون (حنطأو) وواوها ، فإن لم تخرج فيهما رجح بالإظهار الشّادّ ، وقيل : بشبهة الاشتقاق ، ومن ثمّ اختلف في (يأجج)

__________________

(١) قائله قصي بن كلاب ، وقبله : عند تناديهم ب (هال) و (هبي).

(٢) أرونان : يقال : يوم أرونان ، شديد الحر والغم ، وفي المحكم : بلغ الغاية في فرح أو حزن أو حر ، وقيل : هو الشديد في كل شيء من حر أو برد أو جلبة أو صياح ، مأخوذ من الرّون وهو الشّدّة.

٨٤

و (مأجج) ، ونحو (مجبب) علما يقوّي الضّعيف ، وأجيب بوضوح اشتقاقه ، فإن ثبتت فيهما بالإظهار اتّفاقا كدال (مهدد) ، فإن لم يكن فيه إظهار فبشبهة الاشتقاق كميم (موظب) و (معلى) ، وفي تقديم أغلبهما عليها نظر ، ولذلك قيل : (رمّان) فعّال ؛ لغلبتها في نحوه ، فإن ثبتت فيهما رجح بأغلب الوزنين ، وقيل : بأقيسهما ، ومن ثمّ اختلف في (مورق) دون (حومان) ، فإن ندرا احتملهما ك (أرجوان) ، فإن فقدت شبهة الاشتقاق فيهما فبالأغلب ، كهمزة (أفعى) و (أوتكان) ، وميم (إمّعة) ، فإن ندرا احتملهما ك (أسطوانة) إن ثبتت أفعوالة ، وإلّا ففعلوانة لا أفعلانة ، لمجيء أساطين.

الإمالة

أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة ، وسببها قصد المناسبة لكسرة أو ياء ، أو لكون الألف منقلبة عن مكسور أو ياء ، أو صائرة ياء مفتوحة ، أو للفواصل ، أو لإمالة قبلها على وجه.

فالكسرة قبل الألف نحو (عماد) و (شملال) ، ونحو (درهمان) سوّغه خفاء الهاء مع شذوذه ، وبعدها في نحو (عالم) ونحو من كلام قليل لعروضها ، بخلاف (من دار) للرّاء ، وليس مقدّرها الأصليّ كملفوظها على الأفصح ك (جادّ) و (جوادّ) ، بخلاف سكون الوقف.

ولا تؤثّر الكسرة في المنقلبة عن واو ، ونحو (من بابه) و (ماله) و (الكبا) شادّ ، كما شذّ (العشا) و (المكا) و (باب) و (مال) و (الحجّاج) و (النّاس) لغير سبب ، وأمّا إمالة (الربا) فلأجل الرّاء.

والياء إنّما تؤثّر قبلها في نحو (سيال) و (شيبان).

والمنقلبة عن مكسور ، نحو (خاف) ، وعن ياء ، نحو (ناب) و (الرّحى) و (سال) و (رمى).

والصائرة ياء مفتوحة ، نحو (دعا) و (حبلى) و (العلى) ، بخلاف (جال) و (حال).

والفواصل نحو (وَالضُّحى) (١) (١).

والإمالة نحو (رأيت عمادا).

__________________

(١) الضحى / ١.

٨٥

وقد تمال ألف التّنوين ، نحو (رأيت زيدا).

والاستعلاء في غير باب (خاف) و (طاب) و (صغى) مانع قبلها يليها في كلمتها ، وبحرفين على رأي ، وبعدها يليها في كلمتها ، وبحرف وبحرفين على الأكثر.

والرّاء غير المكسورة إذا وليت الألف قبلها أو بعدها منعت منع المستعلية ، وتغلب المكسورة بعدها المستعلية وغير المكسورة ، فيمال (طارد) و (غارم) و (من قرارك) ، فإذا تباعدت فكالعدم في المنع ، والغلب عند الأكثر ، فيمال (هذا كافر) ويفتح (مررت بقادر) ، وبعضهم يعكس ، وقيل : هو الأكثر.

وقد يمال ما قبل هاء التّأنيث في الوقف ، وتحسن في نحو (رحمة) ، وتقبح في الرّاء نحو (كدرة) ، وتتوسّط في الاستعلاء نحو (حقّة).

والحروف لا تمال ، فإن سمّي بها فكالأسماء ، وأميل (بلى) و (يا) ، و (لا) في (إمّا لا) ؛ لتضمّنها الجملة ، وغير المتمكّن كالحرف و (ذا) و (أنّى) و (متى) ك (بلى) ، وأميل (عسى) لمجيء عسيت.

وقد تمال الفتحة منفردة في نحو (من الضرّر) و (مِنَ الْكِبَرِ)(١) و (من المحاذر).

تخفيف الهمزة

يجمعه الإبدال والحذف وبين بين ، أي بينها وبين حرف حركتها ، وقيل : أو حرف حركة ما قبلها ، وشرطه أن لا تكون مبتدأ بها.

وهي ساكنة ومتحرّكة ، فالسّاكنة تبدل بحرف حركة ما قبلها ، ك (راس) و (بير) و (سوت) و (إلى الهد اتانا) (٢) و (الذ يتمن) (٣) و (يقولو ذن لى) (٤).

والمتحرّكة إن كان ما قبلها ساكن وهو واو أو ياء زائدتان لغير الإلحاق قلبت إليها ، وأدغمت فيها ، ك (خطيّة) و (مقروّة) و (أفيّس) ، وقولهم : التزم في (نبيّ) و (بريّة) غير صحيح ، ولكنّه كثر ، وإن كان ألفا فبين بين المشهور ، وإن كان حرفا صحيحا أو معتلا غير ذلك نقلت حركتها إليه وحذفت ، نحو : (مسلة) و (الخب) و (شي) و (سو) و (جيل)

__________________

(١) مريم / ٨.

(٢) الأنعام / ٧١ (يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا.)

(٣) البقرة / ٢٨٣ (فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ.)

(٤) التوبة / ٤٩ (يَقُولُ ائْذَنْ لِي.)

٨٦

و (حوبة) و (أبويّوب) و (ذومرهم) و (اتّبعى مره) و (قاضوبيك) ، وقد جاء باب (شيء) و (سوء) مدغما أيضا ، والتزم ذلك في باب (يرى) و (أرى يري) ؛ للكثرة ، بخلاف (ينأى) و (أنأى ينئي) ، وكثر في (سل) ؛ للهمزتين.

وإذا وقف على المتطرّفة وقف بمقتضى الوقف بعد التّخفيف ، فيجيء في هذا (الخب) و (بريّ) و (مقروّ) السّكون والرّوم والإشمام ، وكذلك باب (شيء) و (سوء) ، نقلت أو أدغمت ، إلّا أن ما قبلها ألف إذا وقف بالسّكون وجب قلبها ألفا ؛ إذ لا نقل ، وتعذّر التّسهيل ، فيجوز القصر والتّطويل ، وإن وقف بالرّوم فالتّسهيل كالوصل.

وإن كان قبلها متحرّك فتسع : مفتوحة وقبلها الثّلاث ، ومكسورة كذلك ، ومضمومة كذلك ، نحو : (سأل) ، و (مائة) ، و (مؤجّل) ، و (سئم) ، و (مستهزئين) ، و (سئل) ، و (رؤوف) ، و (مستهزئون) ، و (رؤوس).

فنحو (مؤجّل) واو ، ونحو (مائة) ياء ، ونحو (مستهزئون) و (سئل) بين بين المشهور ، وقيل : البعيد ، والباقي بين بين المشهور ، وجاء منساة (١) وسال (٢) ونحو (الواجي) وصلا ، وأمّا [من الوافر]

يشجّج رأسه بالفهر واجي (٣)

فعلى القياس ، خلافا لسيبويه.

والتزموا (خذ) و (كل) على غير قياس ؛ للكثرة ، وقالوا : (مر) ، وهو أفصح من (اؤمر) ، وأمّا (وأمر) (٤) فأفصح من (ومر).

وإذا خفّف باب (الأحمر) فبقاء همزة اللّام أكثر ، فيقال : (الحمر) و (لحمر) ، وعلى الأكثر قيل : (من لحمر) بفتح النّون ، و (فلحمر) بحذف الياء ، وعلى الأقلّ جاء (عادلولى) (٥) ، ولم يقولوا : (اسل) ولا (اقل) ؛ لاتّحاد الكلمة.

__________________

(١) سبأ / ١٤ ، وقراءة اللفظ (مِنْسَأَتَهُ) بألف محضة هي قراءة نافع وأبي عمرو.

(٢) المعارج / ١ ، وقراءة اللفظ (سَأَلَ) بألف محضة هي قراءة نافع وابن عامر.

(٣) البيت لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت ، وصدره : وكنت أذلّ من وتد بقاع ، قال سيبويه : وليس ذا بقياس متلئب ، وإنّما يحفظ عن العرب كما يحفظ الشّيء الذي تبدل التاء من واوه نحو (أتلج).

(٤) وردت في عدّة مواضع بالقرآن الكريم : الأعراف / ١٤٥ ، ١٩٩ ، طه / ١٣٢ ، لقمان / ١٧.

(٥) النجم / ٥٠ ، قال السمين الحلبي : " اعلم أن هذه الآية الكريمة من أشكل الآيات نقلا وتوجيها" الدر المصون ١٠ / ١٠٧ ، والقراءة المذكورة بإدغام التنوين في اللام ونقل حركة الهمزة إليها هي قراءة ورش.

٨٧

والهمزتان في كلمة إن سكنت الثّانية وجب قلبها ، ك (آدم) و (ايت) و (أوتمن) ، وليس (آجر) منه ؛ لأنّه فاعل لا أفعل ؛ لثبوت يؤاجر ، وممّا قلته فيه [من المتقارب] :

دللت ثلاثا على أنّ يؤج

ر لا يستقيم مضارع آجر

(فعالة) جاء و (الافعال) عزّ

وصحّة (آجر) تمنع (آجر)

وإن تحرّكت وسكن ما قبلها ك (سأل) ثبتت ، وإن تحرّكت وتحرّك ما قبلها فقالوا :

وجب قلب الثّانية ياء إن انكسر ما قبلها أو انكسرت ، وواوا في غيره ، نحو : (جاء) و (أيمّة) و (أويدم) و (أوادم) ، ومنه (خطايا) في التّقدير الأصليّ ، خلافا للخليل ، وقد صحّ التّسهيل في نحو (أَئِمَّةَ)(١) والتّحقيق ، والتزم في باب (أكرم) حذف الثّانية ، وحمل عليه أخواته ، وقد التزموا قلبها مفردة ياء مفتوحة في باب (مطايا) ، ومنه (خطايا) على القولين ، وفي كلمتين يجوز تحقيقهما وتخفيفهما وتخفيف إحداهما على قياسها ، وجاء في نحو (يَشاءُ إِلى)(٢) الواو أيضا في الثّانية ، وجاء في المتّفقتين حذف إحداهما وقلب الثّانية كالسّاكنة.

الإعلال

تغيير حرف العلّة للتّخفيف ، ويجمعه القلب والحذف والإسكان ، وحروفه الألف والواو والياء ، ولا يكون الألف أصلا في متمكّن ولا في فعل ، ولكن عن واو أو ياء.

وقد اتّفقتا فاءين ، ك (وعد) و (يسر) ، وعينين ، ك (قول) و (بيع) ، ولامين ، ك (غزو) و (رمي) ، وتقدّمت كلّ واحدة على الأخرى فاء وعينا ، ك (ويل) و (يوم) ، واختلفتا في أنّ الواو تقدّمت عينا على الياء لاما ، بخلاف العكس ، وواو (حيوان) بدل عن ياء ، وأنّ الياء وقعت فاء وعينا في (يين) (٣) ، وفاء ولاما في (يديت) (٤) ، بخلاف الواو ، إلّا في أوّل على الأصحّ ، وإلّا في الواو على وجه ، وأنّ الياء وقعت فاء وعينا ولا ما في (ييّيت) (٥)

__________________

(١) التوبة / ١٢ ، وقد تكرر اللفظ في : الأنبياء / ٧٣ ، القصص / ٥ ، ٤١ ، السجدة / ٢٤.

(٢) البقرة / ١٤٢ ، وقد تكرر في : البقرة / ٢١٣ ، يونس / ٢٥ ، النور / ٤٦.

(٣) اسم مكان ، وليس له في الأسماء نظير.

(٤) يقال : يديت إليه يدا : صنعتها ، واليد : النعمة ، ويقال : يديت الرجل وأيديته : كسرت يده ، ينظر : كتاب الأفعال لابن القطاع ٣ / ٣٧٧ ، ٣٧٨.

(٥) يقال : يييت ياء حسنة أي كتبت ، قال ابن جني : على أن ذلك شاذ ، وقال : على أن فيه ضعفا من طريق الرواية ، ينظر : سر صناعة الإعراب ٢ / ٧٢٩ ، ٧٣١.

٨٨

بخلاف الواو ، إلّا في الواو على وجه.

الفاء : تقلب الواو همزة لزوما في نحو (أواصل) و (أويصل) و (الأول) إذا تحرّكت الثّانية ، بخلاف (ووري) ، وجوازا في نحو (أجوه) و (أوري) ، وقال المازنيّ : وفي نحو (إشاح) ، والتزموه في (الأولى) حملا على (الأول) ، وأمّا (أناة) و (أحد) و (أسماء) فعلى غير القياس.

وتقلبان تاء في نحو (اتّعد) و (اتّسر) ، بخلاف (ايتزر).

وتقلب الواو ياء إذا انكسر ما قبلها ، والياء واوا إذا انضمّ ما قبلها ، نحو (ميزان) و (ميقات) و (موقظ) و (موسر).

وتحذف الواو من نحو (يعد) و (يلد) ؛ لوقوعها بين ياء وكسرة أصليّة ، ومن ثمّ لم يبن مثل (وددت) بالفتح ؛ لما يلزم من إعلالين في (يدّ) ، وحمل أخواته نحو (نعد) و (أعد) و (تعد) وصيغة أمره عليه ، ولذلك حملت فتحة (يسع) و (يضع) على العروض ، و (يوجل) على الأصل ، وشبّهتا ب (التّجاري) و (التّجارب) ، بخلاف الياء في نحو (ييئس) و (ييسر) ، وقد جاء (يئس) وجاء (ياءس) ، كما جاء (يا تعد) و (ياتسر) ، وعليه جاء (موتعد) و (موتسر) في لغة الشّافعيّ ، وشذّ في مضارع وجل (ييجل) و (ياجل) و (ييجل) ، ويحذف الواو من نحو (العدة) و (المقة) ، ونحو (وجهة) قليل.

العين : تقلبان ألفا إذا تحرّكتا مفتوحا ما قبلهما أو في حكمه في اسم ثلاثيّ ، أو في فعل ثلاثيّ ، أو محمول عليه ، أو اسم محمول عليهما ، نحو (باب) و (ناب) و (قام) و (باع) و (أقام) و (أباع) ، و (استكان) منه ، خلافا للأكثر ؛ لبعد الزّيادة ، ولقولهم : (استكانة) ، ونحو (الإقامة) و (الاستقامة) ، و (مقام) و (مقام) ، بخلاف (قول) و (بيع) ، و (طائيّ) و (ياجل) شاذّ ، وبخلاف (قاول) و (بايع) ، و (قوّم) و (بيّن) ، و (تقوّم) و (تبيّن) ، و (تقاول) و (تبايع) ، ونحو (القود) و (الصّيد) و (أخيلت) و (أغيلت) و (أغيمت) شادّ.

وصحّ باب (قوي) و (هوى) للإعلالين ، وباب (طوي) و (حيي) لأنّه فرعه ، أو لما يلزم من (يقاي) و (يطاي) و (يحاي) ، وكثر الإدغام في باب (حيي) للمثلين ، وقد تكسر الفاء ، بخلاف باب (قوي) ؛ لأنّ الإعلال قبل الإدغام ، ولذلك قالوا : (يحيى) و (يقوى) ، و (احواوى يحواوي) ، و (ارعوى يرعوي) فلم يدغموا ، وجاء (احويواء واحويّاء) ، ومن قال : (اشهباب) قال : (احوواء) ك (اقتتال) ، ومن أدغم اقتتالا قال :

٨٩

(حوّاء) ، وجاز الإدغام في (أحيي) و (استحيي) بخلاف (أحيا) و (استحيا) ، وأمّا امتناعهم في (يحيي) و (يستحيي) فلئلّا ينضمّ ما رفض ضمّه ، ولم يبنوا من باب (قوي) مثل (ضرب) ولا (شرف) ؛ كراهة (قووت) و (قووت) ، ونحو (القوّة) و (الصّوّة) و (البوّ) و (الجوّ) محتمل للإدغام.

وصحّ باب (ما أفعله) لعدم تصرّفه ، و (أفعل) محمول عليه ، أو للّبس بالفعل ، و (ازدوجوا) و (اجتوروا) لأنّه بمعنى تفاعلوا ، وباب (اعوارّ) و (اسوادّ) للّبس ، و (عور) و (سود) لأنّه بمعناه ، وما تصرّف ممّا صحّ صحيح أيضا ، ك (أعورته) و (استعور) و (مقاول) و (مبايع) و (عاور) و (أسود) ، ومن قال : (عار) قال : (أعار) و (استعار) و (عائر) ، وصحّ (تقوال) و (تسيار) للّبس ، و (مقوال) و (مخياط) للّبس ، و (مقول) و (مخيط) محذوفان منهما أو بمعناهما ، وأعلّ نحو (يقوم) و (يبيع) و (مقوم) و (مبيع) بغير ذلك للّبس ، ونحو (جواد) و (طويل) و (غيور) للإلباس بفاعل أو بفعل ، أو لأنّه ليس بجار على الفعل ولا موافق ، ونحو (الجولان) و (الحيوان) و (الحيدى) و (الصّورى) للتّنبيه بحركته على مسمّاه ، و (الموتان) لأنّه نقيضه ، أو لأنّه ليس بجار ولا موافق ، ونحو (أدور) و (أعين) للإلباس ، أو لأنّه ليس بجار ولا مخالف ، ونحو (جدول) و (خروع) و (عليب) لمحافظة الإلحاق ، أو للسّكون المحض.

وتقلبان همزة في نحو (قائم) و (بائع) المعتلّ فعله ، بخلاف نحو (عاور) ونحو (شاك وشاك) شادّ ، وفي نحو (جاء) قولان ، قال الخليل : مقلوب ك (الشّاكي) ، وقيل : على القياس ، وفي نحو (أوائل) و (بوائع) ممّا وقعتا فيه بعد ألف باب (مساجد) وقبلها واو أو ياء ، بخلاف (عواوير) و (طواويس) ، و (ضياون) شادّ ، وصحّ (عواور) وأعلّ (عياييل) لأنّ الأصل (عواوير) فحذف ، و (عيائل) فأشبع ، ولم يفعلوه في باب (مقاوم) و (معايش) ؛ للفرق بينه وبين باب (رسائل) و (عجائز) و (صحائف).

وجاء (معائش) بالهمزة على ضعف ، والتزم همزة (مصائب).

وتقلب ياء (فعلى) اسما واوا في نحو (طوبى) و (كوسى) ، ولا تقلب في الصّفة ولكن يكسر ما قبلها فتسلم الياء ، نحو (مشية حيكى) ، و (قِسْمَةٌ ضِيزى)(١) ، وكذلك

__________________

(١) النجم / ٢٢.

٩٠

باب (بيض) ، واختلف في غير ذلك ، فقال سيبويه : القياس الثّاني ، فنحو (مضوفة) شادّ عنده ، ونحو (معيشة) يجوز أن يكون مفعلة ومفعلة ، وقال الأخفش : القياس الأوّل ، ف (مضوفة) قياس عنده ، و (معيشة) مفعلة ، وإلّا لزم (معوشة) ، وعليهما لو بني من البيع مثل (ترتب) لقيل : (تبيع) و (تبوع).

وتقلب الواو المكسور ما قبلها في المصادر ياء ، نحو (قياما) و (عياذا) و (قيما) ؛ لإعلال أفعالها ، و (حال حولا) ك (القود) ، بخلاف مصدر نحو (لاوذ) ، وفي نحو (جياد) و (ديار) و (رياح) و (تير) و (ديم) لإعلال المفرد ، وشذّ (طيال) ، وصحّ (رواء) جمع ريّان كراهة إعلالين ، و (نواء) جمع ناو ، وفي نحو (رياض) و (ثياب) لسكونها في الواحد مع الألف بعدها ، بخلاف (عودة) و (كوزة) ، وأما (ثيرة) فشادّ.

وتقلب الواو عينا أو لاما أو غيرهما إذا اجتمعت مع ياء وسكن السّابق ياء ، وتدغم ويكسر ما قبلها إن كان ضمّة ك (سيّد) و (أيّام) و (ديّار) و (قيّام) و (قيّوم) و (دليّة) و (طيّ) و (مرميّ) و (مسلميّ) رفعا ، وجاء (ليّ) في جمع (ألوى) بالكسر والضّمّ ، وأمّا (ضيون) و (حيوة) و (نهوّ) فشادّ ، وقوله [من الطويل] :

 ...

فما أرّق النّيّام إلّا سلامها (١)

أشذّ.

وتسكّنان وتنقل حركتهما في نحو (يقوم) و (يبيع) ؛ للبسه بباب (يخاف) ، ومفعل ومفعل كذلك ، ومفعول كذلك ، نحو (مقول) و (مبيع).

والمحذوف عند سيبويه واو مفعول ، وعند الأخفش العين ، وانقلبت واو مفعول عنده ياء للكسرة ، فخالفا أصليهما ، وشذّ (مشيب) و (مهوب) ، وكثر نحو (مبيوع) ، وقلّ نحو (مصوون) ، وإعلال نحو (تلون) (٢) و (يَسْتَحْيِي)(٣) قليل.

وتحذفان في نحو (قلت) و (بعت) ، و (قلن) و (بعن) ، ويكسر الأوّل إن كانت العين ياء أو واوا مكسورة ، ويضمّ في غيره ، ولم يفعلوه في (لست) لشبهه بالحرف ، ومن ثمّ سكّنوا الياء ، وفي نحو (قل) و (بع) لأنّه عن (تقول) و (تبيع) ، وفي (الإقامة)

__________________

(١) البيت لذي الرّمّة في خزانة الأدب ٣ / ٤١٩ ، ٤٢٠ ، وصدره : ألا طرقتنا ميّة ابنة منذر.

(٢) آل عمران / ١٥٣.

(٣) البقرة / ٢٦ ، وتكرر في الأحزاب / ٥٣.

٩١

و (الاستقامة) ، ويجوز الحذف في نحو (سيّد) و (ميت) و (كينونة) و (قيلولة).

وفي باب (قيل) و (بيع) ثلاث لغات : الياء ، والإشمام ، والواو ، فإن اتّصل به ما يسكن لامه نحو (بعت يا عبد) و (قلت يا قول) فالكسر والإشمام والضّمّ ، وباب (اختير) و (انقيد) مثله فيها ، بخلاف باب (أقيم) و (استقيم).

وشرط إعلال العين في الاسم غير الثّلاثيّ والجاري على الفعل ممّا لم يذكر موافقة الفعل حركة وسكونا مع مخالفته بزيادة أو بنية مخصوصتين به ، فلذلك لو بنيت من البيع مثل (مضرب) و (تحلئ) قلت : (مبيع) و (تبيع) معلا ، ومثل (تضرب) قلت : (تبيع) مصحّحا.

اللّام : تقلبان ألفا إذا تحرّكتا وانفتح ما قبلهما إن لم يكن بعدهما موجب للفتح ، ك (غزا) و (رمى) و (يقوى) و (يحيى) و (عصا) و (رحى).

بخلاف (غزوت) و (رميت) ، و (غزونا) و (رمينا) ، و (تخشين) و (تأبين) ، و (غزو) و (رمي) ، وبخلاف (غزوا) و (رميا) ، و (عصوان) و (رحيان) للإلباس ، و (اخشيا) نحوه ؛ لأنّه من باب (لن يخشيا) ، و (اخشينّ) لشبهه بذلك ، بخلاف (اخشوا) و (اخشونّ) و (اخشي) و (اخشينّ).

وتقلب الواو ياء إذا وقعت مكسورا ما قبلها ، أو رابعة فصاعدا ولم ينضمّ ما قبلها ك (دعي) و (رضي) ، و (الغازي) ، و (أغزيت) و (تغزّيت) و (استغزيت) ، و (يغزيان) و (يرضيان) ، بخلاف (يدعو) و (يغزو) ، و (قنية) و (هو ابن عمّي دنيا) شادّ ، وطيّىء تقلب الياء في باب (رضي) و (بقي) و (دعي) ألفا.

وتقلب الواو طرفا بعد ضمّة في كلّ متمكّن ياء ، فتنقلب الضّمّة كسرة كما انقلبت في (التّرامي) و (التّجاري) ، فيصير من باب قاض مثل (أدل) و (قلنس) ، بخلاف (قلنسوة) و (قمحدوة) ، وبخلاف العين ك (القوباء) و (الخيلاء) ، ولا أثر للمدّة الفاصلة في الجمع إلّا في الإعراب ، نحو (عتيّ) و (جثيّ) ، ونحو (نحوّ) شادّ ، وقد جاء نحو (معديّ) و (مغزيّ) كثيرا ، والقياس الواو.

وتقلبان همزة إذا وقعتا طرفا بعد ألف زائدة ، نحو : (كساء) و (رداء) ، بخلاف (زاي) و (ثاي) ، ويعتدّ بتاء التّأنيث قياسا ، نحو (شقاوة) و (سقاية) ، ونحو (صلاءة) و (عظاءة)

٩٢

و (عباءة) شاذّ.

وتقلب الياء واوا في فعلى اسما ، ك (تقوى) و (بقوى) ، بخلاف الصّفة نحو (صديا) و (ريّا) ، وتقلب الواو ياء في فعلى اسما ، ك (الدّنيا) و (العليا) ، وشذّ نحو (القصوى) و (حزوى) ، بخلاف الصّفة نحو (الغزوى).

ولم يفرق في فعلى من الواو ، نحو (دعوى) و (شهوى) ، ولا في فعلى من الياء ، نحو (الفتيا) و (القضيا).

وتقلب الياء إذا وقعت بعد همزة بعد ألف في باب مساجد ، وليس مفردها كذلك ألفا ، والهمزة ياء ، نحو (مطايا) و (ركايا) و (خطايا) على القولين ، و (صلايا) جمع المهموز وغيره ، و (شوايا) جمع شاوية ، بخلاف (شواء) جمع شائية من شأوت ، وبخلاف (شواء) و (جواء) جمعي شائية وجائية على القولين فيهما ، وقد جاء (أداوى) و (علاوى) و (هراوى) مراعاة للمفرد.

ويسكّنان في باب (يغزو) و (يرمي) مرفوعين ، و (الغازي) و (الرّامي) مرفوعا ومجرورا ، والتّحريك في الرّفع والجرّ في الياء شاذّ كالسّكون في النّصب ، والإثبات فيهما وفي الألف في الجزم.

ويحذفان في مثل (يغزون) و (يرمون) ، و (ترمين) ، و (اغزنّ) و (اغزنّ) ، و (ارمنّ) و (ارمنّ).

ونحو (يد) و (دم) و (اسم) و (ابن) و (أخ) و (أخت) ليس بقياس.

الإبدال

جعل حرف مكان غيره ، ويعرف باشتقاقه ك (تراث) و (أجوه) ، وبقلّة استعماله ك (الثّعالي) ، وبكونه فرعا وهو زائد ك (ضويرب) ، وبكونه فرعا وهو أصل ك (مويه) ، وبلزوم بناء مجهول نحو (هراق) و (اصطبر) و (ادَّارَكَ)(١).

وحروفه (أنصت يوم جدّ طاه زلّ) ، وقول بعضهم : (استنجده يوم طال) وهم في نقص الصّاد والزّاي ؛ لثبوت (صراط) و (زقر) ، وفي زيادة السّين ، ولو أورد (اسّمع) ورد (اذّكر) و (اظّلم).

__________________

(١) النمل / ٦٦.

٩٣

فالهمزة من حروف اللّين ، والعين والهاء ، فمن اللّين إعلال لازم في نحو (كساء) و (رداء) و (قائل) و (بائع) و (أواصل) ، وجائز في نحو (أجوه) و (أوري) ، وأمّا نحو (دأبّة) و (شأبّة) و (العألم) و (بأز) و (شئمة) و (مؤقد) فشادّ ، و (أباب بحر) أشذّ ، و (ماء) شاذّ لازم.

والألف من أختيها ، والهمزة والهاء ، فمن أختيها لازم في نحو (قال) و (باع) ، و (آل) على رأي ، ونحو (ياجل) ضعيف ، و (طائيّ) شادّ لازم ، ومن الهمزة في نحو (رأس) ، ومن الهاء في (آل) على رأي.

والياء من أختيها ، ومن الهمزة ، ومن أحد حرفي المضاعف ، والنون والعين والباء والسّين والثّاء ، فمن أختيها لازم في نحو (مفاتيح) و (مفيتيح) و (ميقات) و (غاز) و (قيام) و (حياض) ، وشادّ في نحو (حبلى) و (صيّم) و (صبية) و (ييجل) ، ومن الهمزة نحو (ذيب) ، ومن الباقي مسموع كثير في نحو (أمليت) و (قصّيت) ، وفي نحو (أناسيّ) ، وأمّا (الضّفادي) و (الثّعالي) و (السّادي) و (الثّالي) فضعيف.

والواو من أختيها ، ومن الهمزة ، فمن أختيها لازم في نحو (ضوارب) و (ضويرب) و (رحويّ) و (عصويّ) و (موقن) و (طوبى) و (بوطر) و (بقوى) ، وشادّ ضعيف في (هذا أمر ممضوّ عليه) و (نهوّ عن المنكر) و (جباوة) ، ومن الهمزة في نحو (جونة) و (جون).

والميم من الواو واللّام والنّون ، فمن الواو لازم في (فم) وحده ، وضعيف في لام التّعريف ، وهي طائيّة ، ومن النّون لازم في نحو (عمبر) و (شمباء) ، وضعيف في (البنام) و (طامه الله على الخير) ، ومن الباء في (بنات مخر) و (ما زلت راتما) ومن (كثم).

والنّون من الواو واللّام شادّ في (صنعانيّ) و (بهرانيّ) ، وضعيف في (لعنّ).

والتّاء من الواو والياء والسّين والباء والصّاد ، فمن الواو والياء لازم في نحو (اتّعد) و (اتّسر) على الأفصح ، وشادّ في نحو (أتلجه) وفي (طست) وحده ، وفي (الذّعالت) و (لصت) ضعيف.

والهاء من الهمزة والألف والياء والتّاء ، فمن الهمزة مسموع في (هرقت) و (هرحت) و (هيّاك) و (لهنّك) و (هن فعلت) في طيّئ ، و (هذا الّذي؟) في (أذا الّذي؟) ، ومن الألف شادّ في (أنه) و (حيّهله) وفي (مه) مستفهما ، وفي (يا هناه) على رأي ، ومن الياء في (هذه) ، ومن التّاء في باب (رحمة) وقفا.

٩٤

واللّام من النّون والضّاد ، في (أصيلال) قليل ، وفي (الطجع) رديء.

والطّاء من التّاء لازم في (اصطبر) ، وشادّ في (حصط).

والدّال من التّاء لازم في نحو (ازدجر) و (ادّكر) ، وشادّ في نحو (فزد) و (اجدمعوا) و (اجدزّ) و (دولج).

والجيم من الياء المشدّدة في الوقف في نحو (فقيمجّ) ، وهو شادّ ، ومن غير المشدّدة في نحو [من الرجز]

لا همّ إن كنت قبلت حجّتج (١)

أشذّ ، ومن نحو [من الرجز]

حتّى إذا ما أمسجت وأمسجا (٢)

أشذّ.

والصّاد من السّين الّتي بعدها غين أو خاء أو قاف أو طاء جوازا ، نحو (أصبغ) و (صلخ) و (مَسَّ سَقَرَ)(٣) ، و (صراط).

والزّاي من السّين والصّاد الواقعتين قبل الدّال ساكنتين ، نحو (يزدل) ، و (هذا فزدي أنه).

وقد ضورع بالصّاد الزّاي دونها ، وضورع بها متحرّكة أيضا نحو (صدق) و (صدر) ، والبيان أكثر فيهما ، ونحو (مسّ زقر) (٤) كلبيّة ، و (أجدر) و (أشدق) بالمضارعة قليل.

الإدغام

أن تأتي بحرفين ، ساكن فمتحرّك ، من مخرج واحد من غير فصل ، ويكون في المثلين والمتقاربين.

فالمثلان واجب عند سكون الأوّل في الهمزتين ، إلّا في نحو (سأّل) و (الدّأث) ، وإلّا في الألف لتعذّره ، وإلّا في نحو (قوول) للإلباس ، وفي نحو (تووي) و (رييا) (٥) على

__________________

(١) لرجل من اليمانيين ، لاهم : أي اللهم ، حجتج : حجّتي.

(٢) للعجّاج ، أمسجت وأمسج : أمست وأمسى.

(٣) القمر / ٤٨.

(٤) من الآية (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) القمر / ٤٨.

(٥) (تووي) مخفف (تؤوي) من (وَتُؤْوِي) في الأحزاب / ٥١ ، و (رييا) مخفف (رئيا) من (وَرِءْياً) في مريم / ٧٤.

٩٥

المختار إذا خفّف ، وفي نحو (قالُوا وَما)(١) و (فِي يَوْمٍ)(٢) ، وعند تحرّكهما في كلمة ولا إلحاق ولا لبس ، نحو (ردّ يردّ) ، إلّا في نحو (حيي) فإنّه جائز ، وإلّا في نحو (اقتتل) و (تتنزّل) و (تتباعد) ، وسيأتي.

وتنقل حركته إن كان قبله ساكن غير لين ، نحو (يرد) ، وسكون الوقف كالحركة ، ونحو (مَكَّنِّي)(٣) ، و (يمكنني) ، و (مَناسِكَكُمْ)(٤) ، و (ما سَلَكَكُمْ)(٥) من باب كلمتين ، وممتنع في الهمزة على الأكثر ، وفي الألف ، وعند سكون الثّاني لغير الوقف ، نحو (ظللت) و (رسول الحسن) ، وتميم تدغم في نحو (ردّ) و (لم يردّ) ، وعند الإلحاق واللّبس بزنة أخرى ، نحو (قردد) و (سرر) ، وعند ساكن صحيح قبلهما في كلمتين ، نحو (قرم مالك) ، وحمل قول القرّاء على الإخفاء ، وجائز فيما سوى ذلك.

المتقاربان ونعني بهما ما تقاربا في المخرج ، أو في صفة تقوم مقامه ، ومخارج الحروف ستّة عشر تقريبا ، وإلّا فلكلّ مخرج ، فللهمزة والهاء والألف أقصى الحلق ، وللعين والحاء وسطه ، وللغين والخاء أدناه ، وللقاف أقصى اللّسان وما فوقه من الحنك ، وللكاف منهما ما يليهما ، وللجيم والشّين والياء وسط اللّسان وما فوقه من الحنك ، وللضّاد أوّل إحدى حافّتيه وما يليهما من الأضراس ، وللّام ما دون طرف اللّسان إلى منتهاه وما فوق ذلك ، وللرّاء منهما ما يليهما ، وللنّون منهما ما يليهما ، وللطّاء والدّال والتّاء طرف اللّسان وأصول الثّنايا ، وللصّاد والزّاي والسّين طرف اللّسان والثّنايا ، وللظّاء والذّال والثّاء طرف اللّسان وطرف الثّنايا ، وللفاء باطن الشّفة السّفلى وطرف الثّنايا العليا ، وللباء والميم والواو ما بين الشّفتين.

ومخرج المتفرّع واضح ، والفصيح ثمانية : همزة بين بين ثلاثة ، والنّون الخفيّة نحو (عندك) ، وألف الإمالة ، ولام التّفخيم ، والصّاد كالزّاي ، والشّين كالجيم.

__________________

(١) البقرة / ٤٢٦ ، وقد تكرر في الرحمن / ٦٠.

(٢) إبراهيم / ١٨ ، وقد تكرر في السجدة / ٥ ، القمر / ١٩ ، المعارج / ٤ ، البلد / ١٤.

(٣) الكهف / ٩٥.

(٤) البقرة / ٢٠٠.

(٥) المدثر / ٤٢.

٩٦

وأمّا الصّاد كالسّين ، والطّاء كالتّاء ، والظّاء كالثّاء ، والفاء كالباء ، والضّاد الضّعيفة ، والكاف كالجيم ، فمستهجنة.

وأمّا الجيم كالكاف ، والجيم كالشّين ، فلا يتحقّق.

ومنها المجهورة والمهموسة ، ومنها الشّديدة والرّخوة وما بينهما ، ومنها المطبقة والمنفتحة ، ومنها المستعلية والمنخفضة ، ومنها حروف الذّلاقة والمصمتة ، ومنها حروف القلقلة والصّفير ، واللّيّنة ، والمنحرف ، والمكرّر ، والهاوي ، والمهتوت.

فالمجهورة ما ينحصر جري النّفس مع تحرّكه ، وهي ما عدا حروف (ستشحثك خصفه) ، والمهموسة بخلافها ، ومثّلا ب (ققق) و (ككك).

وخالف بعضهم فجعل الضّاد والظّاء والذّال والزّاي والعين والغين والياء من المهموسة ، والكاف والتّاء من المجهورة ، ورأى أنّ الشّدّة تؤكّد الجهر.

والشّديدة ما ينحصر جري صوته عند إسكانه في مخرجه فلا يجري ، ويجمعها (أجدك قطبت) ، والرّخوة بخلافها.

وما بينهما ما لا يتمّ له الانحصار ولا الجري ، ويجمعها (لم يروعنا؟) ، ومثّلت ب (الحجّ) و (الطّشّ) و (الخلّ).

والمطبقة ما ينطبق على مخرجه الحنك ، وهي الصّاد والضّاد والطّاء والظّاء ، والمنفتحة بخلافها.

والمستعلية ما يرتفع اللّسان بها إلى الحنك ، وهي المطبقة والخاء والغين والقاف ، والمنخفضة بخلافها.

وحروف الذّلاقة ما لا ينفك رباعيّ أو خماسيّ عن شيء منها لسهولتها ، ويجمعها (مر بنفل) ، والمصمتة بخلافها ؛ لأنّه صمت عنها في بناء رباعيّ أو خماسيّ منها.

وحروف القلقلة ما ينضمّ إلى الشّدّة فيها ضغط في الوقف ، ويجمعها (قد طبج).

وحروف الصّفير ما يصفر بها ، وهي الصّاد والسّين والزّاي.

واللّيّنة حروف اللّين.

والمنحرف اللّام ؛ لأنّ اللّسان ينحرف به.

والمكرّر الرّاء ؛ لتعثّر اللّسان به.

والهاوي الألف ؛ لاتّساع هواء الصّوت به.

٩٧

والمهتوت التّاء ؛ لخفائها.

ومتى قصد لإدغام المتقارب فلا بدّ من قلبه ، والقياس قلب الأوّل ، إلّا لعارض في نحو (اذبحّتودا) و (اذبحّاذه) ، وفي جملة من تاء الافتعال ؛ لنحوه ، ولكثرة تغيّرها ، و (محّم) في (معهم) ضعيف ، و (ستّ) أصله (سدس) شادّ لازم.

ولا تدغم منها في كلمة ما يؤدّي إلى لبس بتركيب آخر ، نحو (وطد) و (وتد) و (شاة زنماء) ، ومن ثمّ لم يقولوا : (وطدا) ولا (وتدا) ؛ لما يلزم من ثقل أو لبس ، بخلاف نحو (امّحى) و (اطّيّر) ، وجاء (ودّ) في (وتد) في تميم.

ولم تدغم حروف (ضوي مشفر) فيما يقاربها ؛ لزيادة صفتها.

ونحو (سيّد) و (ليّة) إنّما أدغما لأنّ الإعلال صيّرهما مثلين ، وأدغمت النّون في اللّام والرّاء لكراهة نبرتها ، وفي الميم وإن لم يتقاربا لغنّتها ، وفي الواو والياء لإمكان بقائها ، وقد جاء (لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ)(١) و (اغْفِرْ لِي)(٢) و (نَخْسِفْ بِهِمُ)(٣) ، ولا حروف الصّفير في غيرها ، ولا المطبقة في غيرها من غير إطباق على الأفصح ، ولا حرف حلق في أدخل منه إلّا الحاء في العين والهاء ، ومن ثمّ قالوا فيهما : (اذبحّتودا) و (اذبحّاذه).

فالهاء في الحاء ، والعين في الحاء ، والحاء في الهاء والعين بقلبهما حاءين ، وجاء (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ)(٤) ، والغين في الخاء ، والخاء في الغين.

والقاف في الكاف ، والكاف في القاف ، والجيم في الشّين.

واللّام المعرّفة تدغم وجوبا في مثلها ، وفي ثلاثة عشر حرفا (٥) ، وغير المعرفة لازم في نحو (بَلْ رانَ)(٦) ، وجائز في البواقي.

والنّون السّاكنة تدغم وجوبا في حروف (يرملون) ، والأفصح إبقاء غنّتها في الواو

__________________

(١) النور / ٦٢.

(٢) الأعراف / ١٥١ ، وقد تكرر في : إبراهيم / ٤١ ، سورة ص / ٣٥ ، نوح / ٢٨.

(٣) سبأ / ٩.

(٤) آل عمران / ١٨٥.

(٥) هي كما في المفصّل ص ٥٥٠ : الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء والصاد والسين والزاي والشين والضاد والنون والراء.

(٦) المطففين / ١٤.

٩٨

والياء وإذهابها في اللّام والرّاء ، وتقلب ميما قبل الباء ، وتخفى في غير حروف الحلق ، فيكون لها خمس أحوال ، والمتحرّكة تدغم جوازا.

والطّاء والدّال والتّاء والظّاء والذّال والثّاء يدغم بعضها في بعض ، وفي الصّاد والزّاي والسّين.

والإطباق في نحو (فَرَّطْتُ)(١) إن كان معه إدغام فهو إتيان بطاء أخرى وجمع بين ساكنين ، بخلاف غنّة النّون في (مَنْ يَقُولُ)(٢).

والصّاد والزّاي والسّين يدغم بعضها في بعض.

والباء في الميم والفاء.

وقد تدغم تاء (افتعل) في مثلها ، فيقال : (قتّل) و (قتّل) ، وعليها (مقتّلون) و (مقتّلون) ، وقد جاء (مُرْدِفِينَ)(٣) إتباعا ، وتدغم الثّاء فيها وجوبا على الوجهين ، نحو (اتّأر) و (اثّأر) ، وتدغم فيها السّين شادّا على الشّادّ ، نحو (اسّمع) ؛ لامتناع (اتّمع) ، وتقلب بعد حروف الإطباق طاء.

فتدغم فيها وجوبا في (اطّلب) ، وجوازا على الوجهين في (اظطلم) ، وجاءت الثّلاث في [من البسيط] :

 ...

 ... ويظلم أحيانا فيظطلم (٤)

وشادّا على الشّادّ في نحو (اصّبر) و (اضّرب) ؛ لامتناع (اطّبر) و (اطّرب) ، وتقلب مع الدّال والذّال والزّاي دالا فتدغم وجوبا في (ادّان) ، وقويّا في (ادّكر) ، وجاء (اذّكر) و (اذدكر) (٥) ، وضعيفا في (ازان) ؛ لامتناع (ادان).

__________________

(١) الزمر / ٥٦.

(٢) البقرة / ٨ ، وقد تكرر في : البقرة / ٢٠٠ ، ٢٠١ ، التوبة / ٤٩ ، ١٢٩ ، العنكبوت / ١٠.

(٣) الأنفال / ٩.

(٤) البيت لزهير بن أبي سلمى ، وهو بتمامه :

هو الجواد الّذي يعطيك نائله

عفوا ويظلم أحيانا فيظلم ،

والشاهد في (فيظّلم) وأصلها (يظتلم) ، قد تقلب التاء طاء فيقال : (يظطلم) ، وقد تقلب الطاء ظاء فتدغم وتصبح (فيظّلم) ، وقد تقلب الظاء طاء فتصبح (فيطّلم).

(٥) بهذه الأوجه وردت القراءات لقوله تعالى : (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ)[يوسف / ٤٥] ، حيث قرأت العامة ـ أهل المدينة وأهل الكوفة ـ (وادّكر) بالدال ، وقرأ الحسن البصري (واذّكر) بالذال.

٩٩

ونحو (خبط ، وحصط ، وفزد ، وعدّ) في (خبطت ، وحصت ، وفزت ، وعدت) شادّ.

وقد تدغم تاء نحو (تتنزّل) (١) و (تتنابزوا) (٢) وصلا وليس قبلها ساكن صحيح ، وتاء تفعّل وتفاعل فيما يدغم فيه التّاء ، فتجب همزة الوصل ابتداء نحو (اطّيّروا) و (ازّيّنوا) و (اثّاقلوا) و (ادّارؤوا) ، ونحو (اسطاع) مدغما مع بقاء صوت السّين نادر.

الحذف

الحذف الإعلاليّ والتّرخيميّ تقدّم ، وجاء غيره في تفعّل وتفاعل ، وفي نحو (مست) و (أحست) و (ظلت) و (اسطاع) و (يسطيع) ، وجاء (يستيع) ، وقالوا : (بلعنبر) و (علماء) و (ملماء) في (بني العنبر) و (على الماء) و (من الماء).

وأما نحو (يتسع) و (يتقي) فشادّ ، وعليه جاء [من الطويل] :

 ...

تق الله فينا والكتاب الّذي تتلو (٣)

بخلاف (تخذ يتخذ) فإنّه أصل ، و (استخذ) من استخذ ـ وقيل : أبدل من تاء اتّخذ ـ أشذّ ، ونحو (تبشروني) و (تبشريني) و (إنّي) قد تقدّم.

وهذه مسائل التّمرين

معنى قولهم : (كيف تبني من كذا نحو كذا؟) ، أي إذا ركّبت منها زنتها وعملت ما يقتضيه القياس فكيف تنطق به؟ وقياس قول أبي عليّ أن تزيد وتحذف ما حذف في الأصل قياسا ، وقياس آخرين أن تحذف المحذوف قياسا أو غير قياس ، فمثل (محويّ) من ضرب : (مضربيّ) ، وقال أبو عليّ : (مضريّ).

ومثل (اسم) و (غد) من دعا : (دعو) و (دعو) ، لا ادع ولا دع ، خلافا للآخرين ، ومثل (صحائف) من دعا : (دعايا) باتّفاق ؛ إذ لا حذف في الأصل.

ومثل (عنسل) من عمل : (عنمل) ، ومن باع وقال : (بنيع) و (قنول) بإظهار النّون فيهنّ ؛ للإلباس بفعّل.

ومثل (قنفخر) من عمل : (عنملّ) ، ومن باع وقال : (بنيعّ) و (قنولّ) بالإظهار ؛

__________________

(١) ورد بالإدغام في الشعراء / ٢٢١ ، ٢٢٢ ، القدر / ٤.

(٢) الحجرات / ١١.

(٣) البيت لعبد الله بن همام السلولي ، وصدره : زيادتنا نعمان لا تنسينّها.

١٠٠