تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أحمد ابن الحسين ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ، نا محمد بن إسماعيل (١) ، نا محمد بن مهران ، نا مسكين الحربي وثابت بن عجلان ، عن أبي عامر وهو سليم قال : كان أبو بكر أخدمه (٢) عمار بن ياسر ، وكان ممن أفاء الله على خالد بن الوليد في حاضر قنّسرين ، وشهد فتح دمشق والقادسية في سفرته قال فصلى مع أبي بكر تسعة أشهر يعني سليما.

أنبأنا أبو محمد هبة الله بن أحمد الأنصاري ، وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي ، قالا : نا أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل ، أنا أبو جعفر محمد بن عمرو البختري الرزاز ، نا سعدان بن نصر ، نا مسكين (٣) بن بكير ، عن ثابت بن عجلان ، عن سليم بن عامر قال :

كنت ممن أفاء الله على خالد بن الوليد في قنسرين وحاضر حلب ، فقدمت على أبي بكر ، وأنا في الخمس ، فصلّيت خلفه تسعة أشهر ، وإن عمار بن ياسر استخدم أبا بكر من الخمس ، فأخدمه إياي ، وكان أجذم (٤) الأذن ، فكان إذا شرب لبنا مضمض منه فقيل له : لم تمضمض منه؟ قال : إنّ له تفلا.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، ونا عبد العزيز الكتّاني (٥) ، أنا [أبو](٦) القاسم تمام بن محمد ، أنا أبو عبد الله جعفر بن محمد ، نا أبو زرعة قال في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهي العليا : سليم أبو عامر من سبي قنّسرين ، صحب أبا بكر.

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب ، أنا أحمد ابن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنبأ أحمد بن عمير قراءة ، قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول

__________________

(١) رواه البخاري في التاريخ الصغير ، ونقله ابن حجر في الإصابة ٢ / ١١٥ عن البخاري.

(٢) تقرأ بالأصل : أخادمه ، والمثبت عن الإصابة.

(٣) غير واضحة بالأصل ، والصواب ما أثبت ، وهو مسكين بن بكير أبو عبد الرحمن الحراني الحذاء ، ترجمته في سير الأعلام ٩ / ٢٠٩.

(٤) جذمه جذما وهو جذيم أي قطعه فانقطع وتقطع. والجذم : سرعة القطع. (تاج العروس : جذم).

(٥) تحرفت بالأصل إلى : الكناني.

(٦) سقطت من الأصل.

٢٨١

في الطبقة الأولى : وسليم أبو عامر من حاضر حلب ، روى عن أبي بكر.

أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي ، حدثنا أبو الفضل الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبار ، ومحمد بن علي ، واللفظ له ، قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني (١) زاد أحمد وأبو الحسين الأصبهاني قالا : أنا أبو بكر الشيرازي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو عبد الله البخاري قال (٢) : سليم أبو عامر مولى ، سمع عمر ، وعثمان ، يعد في الشاميين.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي الأصفهاني ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد.

قالا : أنبأ أبو محمد بن أبي حاتم قال (٣) :

سليم بن عامر أبو عامر ، روى عن أبي بكر ، وعمر وعثمان ، وعمار بن ياسر ، روى عنه ثابت بن العجلان ، سمعت أبي يقول ذلك ، قال أبو زرعة : سليم بن عامر صالح ، أدرك الجاهلية غير أنه لم يصحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهاجر في عهد أبي بكر.

أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس ، أنا أحمد بن منصور ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول : أبو عامر سليم عن عبد الله بن الزبير ، روى عنه ثابت بن عجلان.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن عبد الرحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عامر سليم.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما قرأنا عليه عن طاهر بن أبي الصقر ، أنا هبة الله بن إبراهيم ، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، نا محمد بن أحمد بن حماد قال (٤) : أبو عامر سليم يحدث عنه ثابت بن عجلان.

__________________

(١) تقرأ بالأصل : «العندجار» تحريف.

(٢) رواه أبو عبد الله البخاري في التاريخ الكبير ٢ / ٢ / ١٢٦ رقم ٢١٩٤.

(٣) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٢ / ١ / ٢١٠ ـ ٢١١ رقم ٩٠٨.

(٤) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٢٣.

٢٨٢

أنبأنا أبو جعفر محمد بن أبي علي ، أنا أبو بكر الصفار ، أنا أبو بكر أحمد بن علي ، أنا أبو أحمد محمد بن محمد قال : أبو عامر سليم عن أبي بكر [و](١) عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي ، روى عنه ثابت بن عجلان ، حديثه في الشاميين ، كناه مسلم.

[٩٨٥٦] سليم أبو الصلت الحضرمي الشامي الحمصي (٢)

شهد صفين ، وحكى عن معاوية ، والأشعث بن قيس ، وأبي الأعور السلمي.

روى عنه صفوان بن عمرو الحضرمي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر الأنباري ، أنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم ، نا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي (٣) ، نا عمران بن بكار ، نا أبو المغيرة ، نا صفوان بن عمرو ، نا أبو الصلت سليم الحضرمي قال : شهدت صفين (٤) فإنا على صفوفنا وقد حلنا (٥) بين أهل العراق وبين الماء فأتانا فارس مقنع بالحديد ، فأقبل حتى وقف ثم حسر عن رأسه ، فإذا هو الأشعث بن قيس فقال : الله الله يا معاوية في أمة محمد ، قال معاوية : ما الذي تريد؟ قال : نريد أن تخلو بيننا وبين الماء ، فقال معاوية لأبي الأعور عمرو بن سفيان : يا أبا عبد الله خلّ بين إخواننا وبين الماء ، فقال أبو الأعور لمعاوية : كلّا والله يا أبا عبد الله لا نخلي بينهم وبين الماء ، فعزم عليه معاوية حتى خلّى بينهم وبين الماء ، فلم يلبثوا بعد ذلك إلا قليلا حتى كان الصلح بينهم. رواها النسائي عن عمران بن بكار.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز ، أنا تمام بن محمد ، نا جعفر بن محمد ، نا أبو زرعة قال في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام : أبو الصلت سليم ، شهد صفين.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

__________________

(١) سقطت من الأصل.

(٢) ترجمته في الجرح والتعديل ٢ / ١ / ٢١٢ والكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١١.

(٣) الخبر رواه أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء ٢ / ١١.

(٤) زيد بعدها في الكنى والأسماء : مع علي.

(٥) في الكنى والأسماء : حيل.

٢٨٣

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي بن محمد.

قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال : سليم الحضرمي الشامي أبو الصلت ، قال : شهدت صفين ، روى عنه صفوان بن عمرو.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، عن أبي نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن [أبي](١) عبد الرحمن ، أخبرني أبي قال : أبو الصلت سليم الحضرمي.

قرأنا على أبي الفضل عن أبي طاهر بن أبي الصّقر (٢) ، أنا أبو القاسم الصواف ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي قال (٣) : أبو الصلت سليم الحضرمي.

[٩٨٥٧] سليم مولى بني عذرة

سمع كعب الأحبار.

روى عنه مولاه من فوق مدلج بن المقداد العذري.

أنبأنا أبو طاهر محمد بن الحسين ، وحدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل (٤) الفقيه عنه ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ ، نا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المرّي (٥) ، أخبرنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي ، أنا أبو الحسن أحمد بن عمير ابن يوسف ، نا أبو عامر موسى بن عامر ، نا الوليد بن مسلم قال : حدثني يزيد بن سعيد العنسي عن مدلج بن المقداد العذري عن سليم مولاهم أنه سمع كعب الأحبار يقول : إذا نزلت الروم عمق الأعماق بأنطاكية فمن لم ينصر المسلمين. يومئذ فليس هو على (٦) شيء.

__________________

(١) سقطت من الأصل.

(٢) تقرأ بالأصل : الصفر.

(٣) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ١١.

(٤) غير واضحة بالأصل ، والصواب ما أثبت ، وهو الخضر بن شبل بن الحسين بن عبد الواحد ، أبو البركات الحارثي الدمشقي ابن عبد ، ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٥٩٢.

(٥) تحرفت بالأصل إلى : المزني ، والصواب ما أثبت ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٤٦٨.

(٦) مطموسة بالأصل ، وهي مكتوبة فوق الكلام بين السطرين.

٢٨٤

[٩٨٥٨] سليم المشجعي

ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق ، وزعم أنه كان وكيلا لمعاوية بن أبي سفيان على ضياعه بفلسطين وهي الطاني (١).

[٩٨٥٩] سليم مولى زياد

وفد على معاوية.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا أنا أبو السكين الطائي ، وهو زياد بن يحيى ، عن شيخ .... (٢) عن عوانة قال : قال معاوية لسليم مولى زياد ، وكان به معجبا (٣) : أخبرني يا سليم عني وعن زياد ، فإن لك بالرجال علماء قال : يا أمير المؤمنين لك (٤) الفضل. قال : عزمت عليك لتخبرني. قال : أما إذا عزمت علي فإني كنت عنده ، يعني زياد ، فرأيت موارده أموره ومصادرها قلت : هذا أحزم العرب وإذا قدمت عليك ، فرأيت موارد أمورك ومصادرها قلت : هذا أحزم العرب. وأحزمكما عندي الذي أكون عنده. قال : كرهت يا سليم أن تفضل أحدنا على صاحبه وسأخبرك عني وعن زياد [وعما بيننا](٥) إني أطلب الأمر مجاملة ، فإن لم أظفر به لم يعلم بما فاتني ، وإن زيادا يطلبه مغالبة فيعلم خيبته وظفره.

[٩٨٦٠] سليم مولى يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

وجهه يزيد إلى مسلم بن زياد فقبض منه بعض مال خراسان.

له ذكر.

[٩٨٦١] سليم بن صالح ، أبو سفيان العنسي

سكن جبلة.

__________________

(١) كذا رسمها.

(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل.

(٣) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٤) تقرأ بالأصل : لله ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٥) زيادة عن مختصر ابن منظور.

[٩٨٦١] ترجمته في ميزان الاعتدال ٢ / ٢٣٢ والإكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٣٠.

٢٨٥

وحدث عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان نسخة.

روى عنه عثمان بن سعيد الصيداوي.

أخبرنا أبو المطهر شاكر بن نصر بن طاهر الأنصاري البيع بأصبهان ، أنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن سيد المديني وعبد الله بن محمد بن يحيى بن منده ، أنا علي بن أحمد بن إسحاق البنداري ، نا الحسن بن حزم الطيوري ، نا عثمان بن سعيد الصيداوي ، نا سليم (١) بن صالح عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان (٢) عن الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر ، عن جابر ابن عبد الله قال :

بلغني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث في القصاص ، وكان صاحب الحديث بمصر (٣) ، فاشتريت بعيرا وشددت عليه رجلا ، وسرت حتى وردت مصر ، فقصدت إلى باب الرجل الذي بلغني عنه الحديث ، فقرعت الباب ، فخرج إليّ مملوك له ، فنظر في وجهي ولم يكلمني ، فدخل على سيده فقال : أعرابي بالباب ، فقال سليم : من أنت؟ فقلت : جابر بن عبد الله. فخرج إليّ مولاه فاعتنق أحدنا (٤) صاحبه. فقال : يا جابر ، فيما جئت؟ فقلت : لحديث بلغني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في القصاص. ولا أظن أحدا ممن مضى وممن بقي بأحفظ له منك. قال (٥) : نعم ، يا جابر ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إن الله عزوجل يبعثكم [يوم القيامة](٦) من قبوركم حفاة عراة غرلا بهما ، ثم ينادي بصوت رفيع غير فظيع ، يسمع به من بعد كمن قرب ، فيقول : أنا الديان ، لا تظالم اليوم ، وعزتي لا يجاورني اليوم ظلم ظالم ولو لطمة كف بكف ، أو يد بيد.

أخبرنا أعلى منه أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله نا سليمان بن أحمد الطبراني نا الحسن ابن جرير ، نا عثمان بن سعيد العداوي (٧) نا سليم بن صالح نا ابن ثوبان عن الحجاج بن

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : سليمان.

(٢) تقرأ بالأصل : موتان ، تصحيف.

(٣) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٤) بالأصل : أحدانا.

(٥) مطموسة بالأصل.

(٦) زيادة عن مختصر ابن منظور.

(٧) كذا رسمها بالأصل هنا ، ومر الصيداوي.

٢٨٦

دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : كان يبلغني حديث في القصاص ، وكان صاحب الحديث بمصر ، فاشتريت بعيرا فشددت عليه رجلا ، فسرت حتى جئت إلى مصر ، فقصدت إلى باب الرجل الذي بلغني عنه الحديث ، فقرعت الباب ، فخرج إلي مولى له ، فنظر في وجهي ولم يكلمني ، فقال : أعرابي بالباب ، فقال : سله من أنت؟ فقلت : جابر ابن عبد الله ، فخرج إليّ مولاه ، فلما تراءينا اعتنق أحدنا صاحبه ، فقال : يا جابر ، ما جاء بك؟ فقلت : حديثا بلغني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في القصاص ، ولا أظن أحدا ممن مضى أو ممن بقي أفهم له منك. قال : نعم يا جابر سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إن الله عزوجل يبعثكم يوم القيامة من قبوركم حفاة عراة غرلا بهما ، ثم ينادى بصوت رفيع غير فظيع يسمع به من بعد كمن قرب. فيقول : أنا الديان لا تظالم اليوم ، وعزتي لا يجاورني اليوم ظلم ظالم ولو لطمة كف بكف ، ويد على يد ، ألا وإن أشد ما أتخوف على أمتي من بعدي عمل قوم لوط ، فلترقب أمتي العذاب إذا تكافأ النساء بالنساء والرجال بالرجال قال : والرجل الذي حدثه عبد الله بن أنيس.

أخبرنا نصر بن أحمد بن السوسي ، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا محمد بن عيسى بن عبد الكريم ، نا أحمد بن محمد الحلي ، نا عبد الله بن أحمد بن سوادة البغدادي نا علي بن محمد الأزدي ، نا عثمان بن سعيد الصيداوي ، نا السليم بن صالح أبو سفيان العنسي عن ابن ثوبان.

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي زكريا البخاري.

ح وحدّثنا خالي أبو المعالي محمد بن عيسى القاضي ، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا أبو زكريا البخاري ، نا عبد العزيز بن سعيد ح.

وقرأت على أبي محمد ، عن أبي نصر بن ماكولا قالا (١) : سليم بفتح السين سليم بن صالح روى عن ابن ثوبان نسخة.

بلغني عن الحسن بن جرير الصوري قال : كان عثمان بن (٢) سعيد يثني على السّليم بن صالح ، وزعم أنه كان من جبلة ، وأثنى عليه خيرا.

__________________

(١) الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٢٩ و٣٣٠.

(٢) تقرأ بالأصل : وسعيد.

٢٨٧

ذكر من اسمه : سماك

[٩٨٦٢] سماك بن الأحوص الصوفي

كان بدمشق.

حكى عنه أبو حمزة محمد بن إبراهيم الصوفي.

قرأت بخط عمر بن الحسن الدّهستاني مما سمعه من أبي العيش محمد بن علي بن محمد بن العيش ، أنا محمد بن النحاس ، أنا أبو يعقوب الرملي الصوفي ، حدثني أحمد بن محمد الدينوري ، نا جعفر بن عبد الله الخياط البغدادي ، نا محمد بن إبراهيم أبو حمزة الصوفي قال : وكنت مع سماك بن الأحوص الصوفي في مجلس دمشق ، فنظر إلي رجل من أصحاب الحديث يعارض غلاما جميلا ، فقام إليهما فقال له : يا فتى في هذا الدفتر شيء من كلام الله أو من قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، قال : قد كان يغبطني لك إن كنت تطلب أخبار النبيين ، وسنن المرسلين ، وفضائل الصديقين ، وأعمال الزاهدين أن يرى عليك من الله بعض ما يرد عليك من أن يحكي عنه كتابك أخبار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وآثار أصحابه ، وأنت ذاهل العقل مختلس القلب ، أما خفت من الله أن يسلبك بصرك ويحمل إليّ وأن يتم عليك ، فبكى الرجل وقام.

[٩٨٦٣] سماك بن عبد الرحمن الدمشقي

حدّث عن أبي مسهر ، قدم العراق ، وحدث بها.

قال ابن مندة فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه.

٢٨٨

[قال ابن عساكر :](١) وهذا وهم من ابن منده أو من المقدسي ، وإنما هو سماك بن عبد الصمد الذي يأتي أيضا.

[٩٨٦٤] سماك بن عبد الصمد بن سلام بن وديعة

وقيل : ربيعة بن سماك بن رافع بن مالك

أبو القاسم الأنصاري البغدادي

سمع بدمشق أبا مسهر ، وحدث عنه ، وعن أبي الأخيل خالد بن عمرو السلفي الحمصي ، وأبي مسلم عبد الرحمن بن واقد.

روى عنه أبو محمد بن زبر الدمشقي ، وعلي بن إسحاق المادرائي (٢) ، وعبد الصمد بن علي الطستي (٣) ، وأبو بكر الشافعي ، والحسن بن محمد بن عفير الأنصاري ، وأبو عوانة الإسفرايني ، وعبد الله بن محمد بن علي بن طرخان البلخي.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمد بن إبراهيم البزار ببغداد ، نا سماك بن عبد الصمد ، نا [أبو](٤) مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني ، نا إسماعيل بن عبد الله ، حدثني الأوزاعي ، حدثني سليمان بن حبيب ، عن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ثلاثة كلهم ضامن على الله عزوجل : رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يردّه بما نال من أجر أو غنيمة ، ورجل [راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة ، أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة ، ورجل](٥) دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله» [١٤١٧٨].

__________________

(١) زيادة للإيضاح.

[٩٨٦٤] ترجمته في تاريخ بغداد ٩ / ٢١٦.

(٢) الأصل : الماذري ، وهو علي بن إسحاق بن البختري ، أبو الحسن الماردائي البصري ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٣٣٤.

(٣) غير واضحة بالأصل ، والصواب ما أثبتناه ، وهو عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم أبو الحسين البغدادي الطستي ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥٥٥.

(٤) سقطت من الأصل.

(٥) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبعده صح.

٢٨٩

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي ، أنا أبو بكر (١) الخطيب ، أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ، نا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادراني ، نا أبو القاسم الأنصاري سماك بن عبد الصمد بن سلام بن وديعة بن سماك بن رافع ، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني ، نا وهب بن تميم ، عن الشعبي ، عن جيفان بن عرابة (٢) العنسي قال :

قدمت على عثمان في ثلاثمائة راكب من اليمن ، فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، أنا جيفان بن عرانة (٣) العنسي ، قدمت عليك من خبج (٤) وخبيج (٥) لتلحقنا بالمهاجرين وتجعل لنا سهما في المسلمين ، فقال عثمان : أخبرني عما مررت به من أفاريق العرب في بلاد اليمن فقلت له : يا أمير المؤمنين أمّا هذا الحي من بني الحارث بن كعب فحسبك أمراس (٦) ومسك (٧) أحماس (٨) ، إذا اشتد الباس ، وأما هذا الحي من مذحج فأنجاد بسل ، ومساعير غير عزل ، وأما هذا الحي من خثعم فجعابيب (٩) أصحاب أنابيب بنو أب وأولاد علة ، وأما هذا الحي من الأزد فكرام في الجاهلية سادة ، وحماة في الإسلام ، قادة ، وأما هذا الحي من حمير فبخ بخ أولئك الملوك أرباب الملوك فقال عثمان : مرحبا بأهل اليمن ، أعلام في الدين قادة في المسلمين ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ، ورحا الإسلام دائرة فيما ولد قحطان ، والجفوة والقسوة فيما ولد عدنان ، حمير رأس العرب ونابها ، ومذحج هامتها وعصامتها (١٠) ، والأزد كاهلها

__________________

(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٢) كذا بالأصل : جيفان بن عرابة ، وفي الإكمال ٦ / ١٨٤ جيفان بن عرانة. وبهامشه عن زيادات المستغفري : خيفان. وقال المستغفري عرانة : بفتح العين المهملة والنون. ووقع في تبصير المنتبه : عرانة بتثقيل الراء والنون.

(٣) كذا ، ومرّ عرابة ، وانظر ما لاحظناه.

(٤) بدون إعجام بالأصل ، أعجمت عن مختصر ابن منظور ، وفي معجم البلدان : خبج يوزن زفر ، قرية من أعمال ذمار باليمن.

(٥) بدون إعجام ، بالأصل ، أعجمت عن مختصر أن منظور.

(٦) أمراس : جمع مرس بكسر الراء ، وهو الشديد الذي مارس الأمور وجربها (النهاية).

(٧) المسك جمع مسكة : وهو الرجل الذي لا يتعلق بشيء فيتخلص منه ، ولا ينازله منازل فيفلت (النهاية).

(٨) أي شجعان.

(٩) كذا بالأصل ، وهم القصار من الرجال جمع جعبوب ، وفي النهاية : صعابيب. وهم الصعاب أي الشداد.

(١٠) كذا بالأصل ، وفي مختصر ابن منظور : وغلصمتها.

٢٩٠

وجمجمتها (١) والأنصار مني وأنا منهم ، اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ، اللهم أعزّ غسان أكرم العرب في الجاهلية وانصر الناس في الإسلام [تقية ، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم الأنصار](٢) وازروني ونصروني وحموني ، هم شيعتي وأصحابي وأول من يدخل بحبوحة الجنة من أمتي» [١٤١٧٩].

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن المبارك السلمي.

وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن ، أنا أحمد بن علي بن طاهر بن الفضل ابن الفرات.

قالا : أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقرئ ، أنا عبد الوهاب بن جعفر بن عمار الميداني ، أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر ، نا أبي ، أنا سماك بن عبد الصّمد أبو القاسم الأنصاري ، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني بمسجد دمشق في صفر سنة ست عشرة ومائتين ، نا وهب بن تميم فذكر بإسناده نحوه وزاد في آخره ثم أنشأ كعب بن مالك الأنصاري يقول :

ألا أيهذا السائلي عن عترتي

هلمّ إلى أهل المكارم والفخر

أنا ابن مباري الريح عمرو بن عامر

نموت إلى قحطان في بناها الدهر

نصرنا رسول الله إذ حلّ وسطنا

ببيض اليماني والمنفقة السّمر

وسرنا إلى بدر ونحن عصابة

ثلاث مئين كالمسوّدة الزّهر

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا ـ [و](٣) أبو الحسن بن سعيد ، ثنا ـ أبو بكر الخطيب قال (٤) : سماك بن عبد الصّمد بن سلام بن وديعة (٥) ـ ، وقيل : ربيعة ـ بن سماك بن رافع أبو القاسم الأنصاري ، حدث عن أبي (٦) مسهر عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي ، وأبي

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل ، وبعد صح.

(٣) زيادة لازمة لتقويم السند.

(٤) الخبر في تاريخ بغداد ٩ / ٢١٦.

(٥) في تاريخ بغداد : وريعة.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : ابن.

٢٩١

الأخيل الحمصي ، روى عنه علي بن إسحاق المادراني ، وعبد الصمد بن علي الطستي (١) ، وأبو بكر الشافعي ، وما علمت من حاله إلا خيرا.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب قال في باب سماك : وسماك قال أما الأول بكسر السين وتخفيف الميم ، وآخر الحروف كاف ، فهو سماك بن عبد الصمد بن سلام ابن وديعة بن سماك بن رافع أبو القاسم الأنصاري البغدادي ، حدث عن أبي مسهر الدمشقي ، روى عنه الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري ، وعلي بن إسحاق المادراني ، وأبو بكر الشافعي.

ح قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر علي (٢) ابن هبة الله (٣) قال : أما سماك بكسر السين المهملة وتخفيف الميم وآخره كاف فهو سماك بن عبد الصّمد بن سلام بن وديعة ابن سماك بن رافع أبو القاسم الأنصاري البغدادي ، حدث عن أبي مسهر الدمشقي ، روى عنه الحسين بن محمد بن عفير [الأنصاري](٤) وعلي بن إسحاق المادراني ، وأبو بكر الشافعي.

أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك وأبو الحسن علي بن الحسن قالا (٥) : نا أبو بكر الخطيب (٦) ، أنا محمد بن عبد الواحد ، أنا محمد بن العباس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : وبلغتنا وفاة سماك بن عبد الصّمد الأنصاري بطرسوس في شهر رمضان سنة اثنتين (٧) وثمانين ، يعني ومائتين.

[٩٨٦٥] سماك بن عمرو الساعدي العاملي (٨) القضاعي

شاعر.

قرأت في أمالي أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري ، حدثني أبي ، نا أحمد بن

__________________

(١) رسمها بالأصل : العلنسي ، كذا ، والصواب عن تاريخ بغداد.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : عن.

(٣) الخبر في الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٤٩ و٣٥١.

(٤) زيادة عن الإكمال.

(٥) بالأصل : قال.

(٦) الخبر في تاريخ بغداد ٩ / ٢١٧.

(٧) بالأصل : اثنين.

(٨) تحرفت بالأصل إلى : المعاملي.

٢٩٢

عبيد ، نا هشام بن محمد ، عن أبيه ، والزيادي عن الشّرقي ، وابن الأعرابي عن الفضل قالوا :

كان ملك من ملوك غسان يطلب ذحلا (١) في فخذ من عاملة يقال لهم بنو ساعدة ، وبنو عاملة من قضاعة ، فأخذ رجلين منهم يقال لهما سماك ومالك ابنا عمرو ، فاحتبسهما زمانا ثم أخرجهما من محبسهما ، فقال لهما : إني قاتل أحدكما فأيكما أقتل؟ فقال كل واحد منهما : اقتلني أنا وكفّ عن أخي ، فقتل سماكا وخلّى عن مالك فلما قدّم سماك للقتل أنشأ يقول :

إلام سحت (٢) ليلة عامد

كما ابد (٣) ليلة واحدة

فأبلغ قضاعة أن جيتهم

وحص سراة بني ساعدة

وأبلغ نزارا على بابها

بأن الرماح هي العائدة

وأقسم لو قتلوا مالكا

لكنت لهم حيّة راصدة

برأس سبيل علي مرقب

ويوما عليّ طرق واردة

فأم سماك فلا تجزعي

فللموت ما تلد الوالدة

فانصرف مالك إلى أمه ومنزله بعد قتل أخيه فمكث أياما ، فبينا هو جالس مع أمه مرّ بهم ركب ، فتمثّل بعضهم بهذا الشعر :

فأقسم لو قتلوا مالكا

لكنت لهم حيّة راصدة

فقالت أمّه : أخزى الله الحياة بعد سماك ، يا بني ، أخرج فاطلب بدم أخيك ، فتأهب وخرج فتلقّى ركبا فيهم قاتل أخيه فقال : من أحس لي الجمل الأحمر ، فعرفوه ، وعلموا بغيته ، فقالوا له : خذ مائة ناقة وانصرف ، فأبى وحمل على قاتل أخيه فقتله ، وكان قاتل أخيه رجلا من بني قمير ، وقمير من غسان وأنشأ يقول :

يا راكبا بلغا ولا تدعا

بني قمير وإن هم جزعوا

فليحمدوا مثل ما وحمد ...

شتا كنت مشتى وجع (٤)

__________________

(١) بالأصل : دحلا ، والذحل بالحاء المهملة ، الثأر. أو طلب مكافأة بجناية جنيت عليك ، أو عداوة أتيت إليك ، أو هو العداوة والحقد. (تاج العروس : ذحل).

(٢) كذا ، وفوقها ضبة بالأصل.

(٣) كذا رسمها بالأصل.

(٤) كذا البيت بالأصل.

٢٩٣

لا أسمع اللهو في الحديث ولا

ينفعني في الغراغر مضطجع

لا وجد ثكلا كما وجد ولا

ثكل عجوز أضلها رتع

أو وجد شيخ أضل ناقته

يوم توافى الحجيج فاندفعوا

ينظر في أوجه الركاب ولا

يعرف شيئا بالوجه ملتمع

حللته صارم الحديدة كما

لملحمة فيه شفا من (١) لمع

بين ضمير وباب خلق

في أثوابه من دمائه دفع

أضر به باديا بواحدة

يبدو امراه والرأس منصدع

بني قمير قتلت سيدكم

فاليوم لا دنة ولا جزع

واليوم نمنا على السواء فإن

نجزوا فدهري ودهركم جزع

قال الزيادي في روايته : فانصرف مالك إلى أمه بالسيف ، وفيه دم ثأره ، فجعلت تلحس الدم حتى هذّ السيف لسانها وهي لا تشعر من شدة السرور والتشفي.

وقال أحمد بن عبيد : قمير منزل على ليلة من دمشق ، وهو لغسان واشتقاق الطرائق والآثار.

[٩٨٦٦] سماك بن مخرمة بن حمين بن ثلث

ابن الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة

ابن إلياس بن مضر الأسدي الهالكي الكوفي

يقال : إن له صحبة.

وفد على عمر بن الخطاب ، ودعا له ، وكان من وجوه أهل العراق ، وقدم على معاوية بعد ذلك وإليهم تنسب السيوف الهالكية (٢).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو الحسين ابن النقور ، أنا أبو طاهر المخلص ، أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد [نا](٣) السري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم نا

__________________

(١) فوقها ضبة بالأصل.

[٩٨٦٦] ترجمته في أسد الغابة ٢ / ٣٠٠ وفيه : بلث بدل : ثلث والوافي بالوفيات ١٥ / ٤٤٨ والجرح والتعديل ٢ / ١ / ٢٧٩ والاستيعاب ٢ / ٨٤ (هامش الإصابة) ، والإصابة ٢ / ٧٧.

(٢) الوافي بالوفيات ١٥ / ٤٤٨ نقلا عن ابن عساكر.

(٣) سقطت من الأصل.

٢٩٤

سيف بن عمر عن محمد وطلحة والمهلب وعمرو وسعيد قالوا (١) :

قدم سماك بن مخرمة وسماك بن عبيد ، وسماك بن خرشة في وفود من وفود أهل الكوفة بالأخماس ـ يعني من همذان (٢) ـ على عمر ، فنسبهم فانتسب له سماك وسماك وسماك ، فقال : بارك الله فيكم ، اللهم اسمك بهم الإسلام وأيّدهم بالإسلام :

فقال سماك بن مخرمة بعد تلك الأيام (٣) :

برزت لأهل القادسية معلما

وما كان من يلقى الكريهة يعلم

وقومي بنو عمرو ونصير كأنهم

أسود بمرج حين بشوا وأسلموا

ويوم بأكناف النّخيلة (٤) قبلنا

عجيب فلم أبرح أدمّى وأظلم (٥)

وأقعص (٦) منهم فارسا بعد فارس

وما كل من يغشى الكريهة يسلم (٧)

فنجّاني الله الأجلّ وجرأتي

وسيف لأطراف المرازب مخذم

وخولي بتؤدة أن لا يبرحونني

إذا أسرجت صاحوا بها ثم صمّموا

وأيقنت يوم الدّيلميّين أنه

متى ينصرف قومي عن الناس يهزموا (٨)

محافظة إنّي امرؤ ذو حفيظة

إذا لم أجد مستأخرا أتقدم

وسماك بن مخرمة هو صاحب مسجد سماك (٩).

أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخياط ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسجركبن ، أنا أبو جعفر أحمد بن

__________________

(١) الخبر رواه الطبري في تاريخه ٢ / ٥٣٦ (حوادث سنة ٢٢).

(٢) بالأصل : همدان.

(٣) الأبيات في معجم البلدان (النخيلة) ونسبها لعروة بن زيد الخيل قالها يوم النخيلة من أيام القادسية.

(٤) النخيلة : موضع قرب الكوفة ، على سمت الشام. والنخيلة ماء على يمين الطريق قرب المغيثة والعقبة على سبعة أميال من جوي (معجم البلدان).

(٥) عجزه في معجم البلدان : شهدت فلم أبرح أدمى وأكلم.

(٦) غير واضحة بالأصل ورسمها : والعصى وفي معجم البلدان : وأقصعت.

(٧) عجزه في معجم البلدان :

وما كل من يلقى الفوارس يسلم

(٨) عجزه في معجم البلدان : متى ينصرف وجهي إلى القوم يهزموا.

(٩) تاريخ الطبري ٢ / ٥٣٧ والإصابة ٢ / ٧٧.

٢٩٥

أبي طالب علي بن محمد الكاتب ، حدثني أبي ، حدثني أبو عمرو محمد بن مروان بن عمر القرشي السعيدي ، أخبرني أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو القرشي ، حدثني أبي قال (١) : قال ، يعني معاوية ، لآذنه : ائذن لسماك بن مخرمة ، فدخل ، وقضى سلامه ، فقال : إيها يا سميك بني مخرمة ، قال : مهلا يا أمير المؤمنين بل سماك بن مخرمة ، والله يا أمير المؤمنين ما أحببناك منذ أبغضناك ، ولا أبغضنا عليا منذ أحببناه ، وإنّ السيوف التي ضربناك بها لعلى عواتقنا ، وإن القلوب التي قابلناك بها لبين جوانحنا ، ولئن قدمت إلينا شبرا من غدر لنقدمن إليك باعا من ختر (٢) ، قال : اخرج (٣) عنا (٤).

وذكرنا في الحكاية وستأتي في ترجمة جويرية بنت أبي سفيان (٥) على الكمال ، وهذا إنما كان بدمشق ، لأن جويرية كانت شاهدة ذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، أنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد بن السماك ، أنبأ أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء قال : قال علي بن المديني : مسجد سماك سماك بن مخرمة خال سماك بن حرب ، وبه تسمّى.

وفي نسخة ما أجازني أبو عبد الله الخلال أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي الأصبهاني ـ إجازة.

ح قال (٦) وأخبرنا أبو طاهر بن (٧) سلمة ، أنا أبو الحسن الفأفاء.

قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم (٨) قال :

__________________

(١) الخبر في أخبار الوافدين على معاوية للضبي ص ٤٢ ـ ٤٣.

(٢) الختر : أقبح الغدر.

(٣) في أخبار الوافدين : أخرج عني.

(٤) زيد في أخبار الوافدين : ثم قال لأخته الذي عاينت من قبله واحدة ، فما ذا رأيت؟ قالت : والله يا أمير المؤمنين لقد ضاق بي مجلسي حتى أردت أن أكلمهم لما كلموك به. قال : إذا والله كانوا إليك أسرع ، وعليك أجرأ ، هم العرب لا تفروها.

(٥) راجع ترجمة جويرية بنت أبي سفيان ـ تراجم النساء ـ طبعة دار الفكر ـ.

(٦) بالأصل : ح قالوا أخبرنا والمثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٧) بالأصل : عن ، تصحيف.

(٨) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ١ / ٢٧٩.

٢٩٦

سماك بن مخرمة الذي ينسب إليه مسجد بالكوفة ، يقال : مسجد سماك ، وهو خال سماك بن حرب ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي قراءة على أبي الحسن الدار قطني.

ح وقرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدار قطني.

قال : أما ثلث فمن ولده سماك بن مخرمة بن حمين (١) بن ثلث بن الهالك الأسدي ، خرج هاربا من علي بن أبي طالب ، وقصد الجزيرة (٢) ، وهو الذي ينسب إليه مسجد سماك بالكوفة ، قال ذلك ابن الكلبي ، زاد ابن المحاملي فيما قرأته بخط أبي رؤبة عن ابن حبيب عنه : هو مخضرم.

ح قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٣) : وأما بلث أوله باء معجمة بواحدة وبعدها ياء ساكنة وآخره ثاء معجمة بثلاث ، وحمين (٤) بحاء مهملة مضمومة وميم مفتوحة وبعدها ياء ساكنة معجمة باثنتين (٥) من تحتها : فهو سماك بن مخرمة بن حمين بن بلث بن الهالك الأسدي خرج هاربا من علي وقصد الجزيرة قاله ابن الكلبي ، هو الذي ينسب إليه مسجد سماك بالكوفة.

وقال ابن ماكولا في موضع آخر (٦) : سماك بن خرشة أنصاري وليس بأبي دجانة ، وسماك بن عبيد العبسي (٧) ، وسماك بن مخرمة الأسدي ، ذكرهم سيف ، وقال : قدموا على عمر وهم أول من قاتل الدّيلم.

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، أنبأ أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي.

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل.

(٢) أسد الغابة ٢ / ٣٠١.

(٣) الإكمال لابن ماكولا ١ / ٥١٤.

(٤) الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٥٣٤.

(٥) بالأصل : باثنين.

(٦) الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٤٩ و٣٥٠ في باب سماك ، بكسر السين المهملة وتخفيف الميم وآخره كاف.

(٧) في الإكمال «العبسي» وهو ما أثبت ، وبالأصل «العنسي» انظر ترجمته في الإصابة ٢ / ٧٧.

٢٩٧

ح وأنبأنا أبو سعد بن الطيوري ، عن عبد العزيز الأزجي ، قالا : أنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة (١) الخلال ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدثني جدي قال : سماك بن مخرمة الأسدي يقال : إن سماكا هذا مات بالرقة (٢) ، والله أعلم.

[٩٨٦٧] سمرة بن سهم الأسدي ـ

ويقال : القرشي

من أهل الكوفة.

قدم دمشق ، وسمع بها معاوية وخاله أبا هاشم بن عتبة بن ربيعة ، وسمع ابن مسعود بالكوفة.

روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة [الأسدي].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أبو بكر القطيعي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي (٣) ، نا معاوية بن عمرو أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنا أبو محمد بن يوسف ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا عبد الرحمن بن طلق ، نا عمرو بن مرزوق.

ح وأخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أحمد بن الحسين ، أنا أبو طاهر الفقيه.

ح أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد البراء ، نا أبو علي أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف قال : أنا الأستاذ الإمام أبو طاهر محمد بن محمد الزيادي ، أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ، ثنا محمد بن عبد الوهاب ، أنا معاوية بن عمرو.

قالا : نا زائدة ، عن منصور ، عن سفيان ، نا سمرة بن سهم.

قالا : نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو طعين فدخل عليه معاوية يعوده ، فبكى ، فقال

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : رحمة ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٨٢.

(٢) أسد الغابة ٢ / ٣٠١ والإصابة ٢ / ٧٧.

[٩٨٦٧] ترجمته في تهذيب التهذيب ٣ / ٤٣٣ وتهذيب الكمال ٨ / ١٣٩ وميزان الاعتدال ٢ / ٢٣٤ والتاريخ الكبير ٢ / ٢ / ١٧٩ والجرح والتعديل ٢ / ١ / ١٥٦.

(٣) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٨ / ٣٤٩ رقم ٢٢٥٥٩ طبعة دار الفكر.

٢٩٨

له معاوية : ما يبكيك؟ أوجع يشترك (١) أم الدنيا؟ فقد ذهب صفوها؟ وفي رواية الفقيه : أم حرص على الدنيا؟ قال : على كلّ ، لا ـ وفي رواية أحمد فقال : لا (٢) ـ ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد إلي عهدا فوددت أن أتبعه ـ وقال البزار : أنّي تبعته ـ إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لعلك أن تدرك أموالا تقسم بين أقوام ، وإنّما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله» [١٤١٨٠] فوجدت فجمعت.

رواه الأعمش ، كذا رواه أبو بكر بن عيّاش ، عن عاصم ، عن أبي وائل لم يذكروا سمرة.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدثنا أبو الفضل البغدادي ، أنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمد بن علي ، واللفظ له ، قالوا : أنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد ابن الحسن ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل قال (٣) : سمرة بن شهر (٤) سمع أبا هاشم بن عتبة ، روى عنه شقيق بن سلمة ، وقال إسرائيل : رجل من قريش وهم (٥).

كذا في الأصل : ابن شهر ، وصوابه ابن سهم ، وقوله : من قريش تصحيف ، وإنّما هو رجل من قومي.

في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد.

قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (٦) : سمرة بن سهم روى عن أبي هاشم ، روى عنه شقيق بن سلمة ، سمعت أبي يقول ذلك.

__________________

(١) رسمها بالأصل : «شبرى» وفوقها ضبة ، والمثبت عن مسند أحمد.

(٢) في مسند أحمد : فقال : على كلّ ، لا.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٢ / ٢ / ١٧٩.

(٤) كذا بالأصل ، وكانت بأصل التاريخ الكبير : «شهر» أيضا. وسينبه المصنف إلى الصواب.

(٥) كذا بالأصل : وهم وفي التاريخ الكبير : ولم يسمه.

(٦) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٢ / ١ / ١٥٦ رقم ٦٨٤.

٢٩٩

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد ، أنا محمد بن أحمد بن الصواف ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال في أسماء أصحاب عبد الله : سمرة بن سهم الأسدي ، حدث عنه أبو وائل.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السماك ، أنا محمد بن أحمد بن البراء قال : سئل علي بن المديني عن سمرة بن سهم فروى عنه أبو وائل ، روى عن أبي هاشم بن عتبة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : «لعلك أن تدرك أموالا»؟ فقال : سمرة بن سهم مجهول ، لا نعلم (١) أحدا روى عنه غير أبي وائل (٢) ، والله أعلم.

__________________

(١) بالأصل : يعلم.

(٢) ميزان الاعتدال ٢ / ٢٣٤.

٣٠٠