تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٢
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

[٩٨٠٩] جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد

ابن موسى بن الحسن بن الفرات

أبو الفضل المعروف بابن حنزابة البغدادي الوزير

سكن مصر ووزر بها لكافور الإخشيدي ، وكان أبوه وزيرا للمقتدر ، واجتاز أبو الفضل بدمشق وسمع بها.

[حدث عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي ، والحسن بن محمد الداركي ، وأبي يعلى محمد بن زهير الأبلّي ، ومحمد بن حمزة بن عمارة الأصبهاني ، ومحمد بن جعفر الخرائطي ، ومحمد بن سعيد الحمصي ، وعدة.

حدث عنه : الدار قطني ، وعبد الغني بن سعيد المصري ، وطائفة](١).

[قال أبو بكر الخطيب](٢) :

[جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات ، أبو الفضل ، المعروف بابن حنزابة الوزير. نزل مصر وتقلد الوزارة لأميرها كافور ، حدث أبو الفضل عن محمد بن هارون الحضرمي ، وطبقته من البغداديين وعن محمد بن سعيد الترخمي الحمصي ، ومحمد بن جعفر الخرائطي ، والحسين بن أحمد بن بسطام ، ومحمد بن زهير الأبلّيين ، والحسن بن محمد الداركي ، ومحمد بن عمارة بن حمزة الأصبهاني.

وكان يذكر أنه سمع من عبد الله بن محمد البغوي مجلسا ولم يكن عنده. فكان يقول : من جاءني به أغنيته ، فكان يملي الحديث بمصر](٣).

[قال السلفي : كان ابن حنزابة من الحفاظ الثقات المتبجحين بصحبة أصحاب الحديث مع جلال ورئاسة يروي ويملي بمصر في حال وزارته ولا يختار على العلم وصحبة أهله

__________________

[٩٨٠٩] ترجمته في تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٢٢ وتاريخ بغداد ٧ / ٢٣٤ ومعجم الأدباء ٧ / ١٦٣ ووفيات الأعيان ١ / ٣٤٦ والوافي بالوفيات ١١ / ١١٨ وفوات الوفيات ١ / ٢٩٢ والبداية والنهاية ١١ / ٣٢٩ ، والمنتظم ٧ / ٢١٥ والكامل لابن الأثير (الفهارس) والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٠٣ وشذرات الذهب ٣ / ١٣٥. وحنزابة بكسر الحاء المهملة وسكون النون وبعدها زاي وبعد الألف باء ثانية الحروف. وهي المرأة القصيرة الغليظة ، وهي أم أبيه الفضل بن جعفر (وفيات الأعيان ١ / ٣٤٩).

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام ١٦ / ٤٨٥.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد ٧ / ٢٣٤.

١٤١

شيئا ، وعندي من أماليه ، ومن كلامه على الحديث وتصرفه الدال على حدة فهمه ووفور علمه.

نقل بعضهم أن ابن حنزابة بعد موت كافور وزّر للملك أبي الفوارس أحمد بن علي بن الإخشيذ ، فقبض على جماعة من أرباب الدولة ، وصادرهم. قيل : كان ابن حنزابة متعبدا ، ثم يفطر ثم ينام ، ثم ينهض في الليل ، ويدخل بيت مصلاه فيصف قدميه إلى الفجر](١).

حدث عن إبراهيم بن محمد بن أبي عباد بسنده عن عبيدة السلماني :

أن عليا ذكر أهل النهروان فقال : فيهم رجل متدردر اليد (٢) ، أو مثدّن اليد (٣) ، أو مخدج اليد ، لو لا أن ينظروا لأنبأتكم بما وعد الله الذين قتلوهم على لسان محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال عبيدة : فقلت لعلي : أنت سمعته؟ قال : إي وربّ الكعبة.

ومن شعر أبي الفضل جعفر بن حنزابة (٤) :

من أخمل النّفس أحياها وروّحها

ولم يبت طاويا منها على ضجر

إنّ الرياح إذا اشتدت عواصفها

فليس ترمي سوى العالي من الشّجر

أملى الحديث بمصر ، وبسببه خرج أبو الحسن الدار قطني إلى هناك ، وأقام عنده مدة يصنّف له المسند ، وحصل له من جهته مال كثير (٥) ، ولم يزل في أيام عمره يصنع أشياء من المعروف عظيمة ، وينفق نفقات كثيرة على أهل الحرمين من الأشراف وغيرهم ، إلى أن تمّ له أن اشترى بالمدينة دارا إلى جانب المسجد ، من أقرب الدور إلى القبر ، ليس بينه وبين القبر إلا الحائط وطريق في المسجد ، وأوصى أن يدفن فيها ، وقرر عند الأشراف ذلك فسمحوا له بذلك وأجابوه إليه ، فلما مات وحمل تابوته من مصر إلى الحرمين ، خرجت الأشراف من مكة والمدينة لتلقّيه والنيابة في حمله ، إلى أن حجّوا به وطافوا ووقفوا بعرفة ، ثم ردوه إلى المدينة ودفنوه في الدار التي أعدها لذلك (٦).

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام ١٦ / ٤٨٥ ـ ٤٨٧.

(٢) متدردر اليد بمعنى أن له يدا تذهب وتجيء (اللسان : درر).

(٣) مثدن اليد أي تشبه يده ثدي المرأة (اللسان : ثدن).

(٤) البيتان في تاريخ بغداد ٧ / ٢٣٥ والوافي بالوفيات ١١ / ١١٩ ووفيات الأعيان ١ / ٣٤٩.

(٥) تاريخ بغداد ٧ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥.

(٦) الخبر رواه ابن خلكان في الوفيات ١ / ٣٤٩ نقلا عن الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق.

١٤٢

ولد أبو الفضل جعفر بن الفرات في ذي الحجة سنة ثمان وثلاث (١) مائة وتوفي قيل :

سنة تسعين (٢). قالوا : وهو الصحيح ، وقيل : توفي سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة (٣).

[٩٨١٠] [جعفر بن فلاح الأمير

والي دمشق من قبل المعز صاحب مصر. وهو أول أمير وليها لبني عبيد ، وكان قد خرج مع القائد جوهر وفتح معه مصر ، ثم سار فغلب على الرملة سنة ثمان وخمسين [وثلاثمائة] وبعد أيام غلب على دمشق بعد أن قاتل أهلها أياما ، وكان بها مريضا.

أقام بها إلى سنة ستين ونزل الدكة فوق نهر يزيد فقصده الحسن بن أحمد القرمطي وقتله سنة ستين وثلاثمائة وقتل من خواص الأمير جعفر جماعة وكان رئيسا جليل القدر ممدحا.

وفيه يقول أبو القاسم محمد بن هانئ الأندلسي :

كانت مساءلة الركبان تخبرني

عن جعفر بن فلاح أطيب الخبر

حتى التقينا فلا والله ما سمعت

أذني بأحسن مما قد رأى بصري]

[٩٨١١] جعفر بن محمد بن أحمد بن حمّاد

ابن صبيح بن زياد التميمي

والد الفضل بن جعفر.

روى عن محمود بن خالد بسنده عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة» [١٤١٤١].

__________________

(١) تاريخ بغداد ٧ / ٢٣٥.

(٢) وهو قول محمد بن المبارك الصوري ، كما في تاريخ بغداد ٧ / ٢٣٥.

(٣) وهو قول عبد الله بن سبعون القيرواني ، قال : وهذا القول الصحيح ، يعني أنه مات سنة ٣٩١ بمصر.

وذكر بعض المصريين أنه توفي يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الأول.

[٩٨١٠] استدركت هذه الترجمة عن الوافي بالوفيات ١١ / ١٢٢ وتحفة ذوي الألباب ١ / ٣٨٨. وترجمته في وفيات الأعيان ١ / ٣٦١ والحلة السيراء ١ / ٣٠٤ والنجوم الزاهرة ٤ / ٥٨ واللباب ٢ / ٢٨ وشذرات الذهب ٣ / ٢٩ وأمراء دمشق للصفدي ص ٤٣. وسقطت ترجمته بكاملها من مختصر ابن منظور.

١٤٣

وفي رواية عن أبي أمامة أنه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«إنه لا يلبس الحرير في الدنيا إلا من لا خلاق له في الآخرة» [١٤١٤٢].

[٩٨١٢] جعفر بن محمد بن بكر

أبو العباس البالسي

[سمع النفيلي والحكم بن موسى](١).

روى عن الحكم بن موسى بسنده عن عبد الله بن عمرو قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إن الله لا يقبض العلم انتزاعا من صدور الرجال ، ولكن يقبضه بقبض العلماء ، حتى إذا لم يترك عالما ، اتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلّوا وأضلّوا» [١٤١٤٣].

وروى عن هشام بن عمار بسنده عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت ما أكلتم طعاما على شهوة أبدا ، ولا شربتم شرابا على شهوة أبدا ، ولا دخلتم بيتا تستظلون به ، ولمررتم إلى الصعدات تكدمون صدوركم وتبكون على أنفسكم». ثم قال حين حدث بهذا الحديث : لوددت أني شجرة أعضد في كل عام فأوكل [١٤١٤٤].

[٩٨١٣] جعفر بن محمد بن جعفر بن رشيد

أبو الفضل الكوفي

حدث بدمشق عن سليمان بن عبد الرحمن بسنده عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لا يقولن أحدكم : صمت رمضان ، وقمت رمضان ، ولا صنعت في رمضان كذا وكذا ، فإن رمضان اسم من أسماء الله العظام. ولكن قولوا : شهر رمضان ، كما قال ربكم في كتابه» [١٤١٤٥].

__________________

[٩٨١٢] البالسي بفتح الباء وكسر اللام ، هذه النسبة إلى بالس وهي مدينة مشهورة بين الرقة وحلب على عشرين فرسخا من حلب (الأنساب).

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن سير الأعلام ١٤ / ١٠٨.

١٤٤

[٩٨١٤] جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام

ابن عبد ربه بن زيد بن خالد بن قيس بن عمرو بن عدي

ابن ربيعة بن الحارث أبو عبد الله الكندي ، المعروف

بابن بنت عدبّس ، أخو هشام بن محمد الكندي

أصله من الكوفة.

[حدث عن يزيد بن عبد الصمد ، وأبي زرعة ، وأحمد بن فيل البالسي ، وعبد الباري الجسريني وخلق كثير.

حدث عنه : أبو عبد الله بن مندة ، وتمام الرازي ، وعبد الرحمن بن نصر ، وعبد الله بن أحمد بن معاذ الداراني ، وعبد الرحمن بن أبي نصر التميمي](١).

روى عن يزيد بن محمد بن عبد الصمد بسنده عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«طلب العلم فريضة على كل مسلم».

توفي في سنة سبع وأربعين وثلاث مائة (٢). وكان مولده سنة ثمان وخمسين ومائتين ، وكان سنّة قد نيّف على الثمانين.

[قال الكتاني : ثقة مأمون](٣).

[٩٨١٥] جعفر بن محمد بن الحارث أبو محمد المراغي

أحد الرحالين في طلب الحديث وجمعه ، سمع بدمشق وغيرها ، كتب الحديث بأصابعه نيفا وستين سنة ، ولم يزل يكتب إلى أن توفاه الله ، وكان من أعرف الناس فيه ، وأثبتهم ، رحمة الله عليه.

حدث جعفر بن محمد عن أبي الأزهر جماهر بن محمد الغساني (٤) بسنده عن الأوزاعي قال :

__________________

[٩٨١٤] ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٧٠ والإكمال ٦ / ١٥١. وعدبس ضبطت عن الإكمال ٦ / ١٥١ بفتح العين والدال وتشديد الباء المعجمة بواحدة.

(١) ما بين معكوفتين استدرك للإيضاح عن سير الأعلام ١٥ / ٤٧٠.

(٢) سير الأعلام ١٥ / ٤٧٠ وزيد فيه في ربيع الآخر.

(٣) زيادة عن سير الأعلام ١٦ / ١٥١.

(٤) جماهر بن محمد بن أحمد بن حمزة أبو الأزهر الغساني الزملكاني الدمشقي ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٤٠٦.

١٤٥

كانوا يستحبون أن يحدثوا أهل الشام بفضائل أهل البيت ، ليرجعوا عما كانوا عليه.

أنشد جعفر بن الحارث المراغي لمنصور الفقيه :

لي حيلة فيمن ينمّ

وليس في الكذّاب حيله

من كان يكذب ما يري

د مخيلتي فيه قليله

وأنشد له أيضا :

الكلب أحسن عشرة

وهو النّهاية في الخساسه

ممّن ينازع في الرئا

سة قبل أوقات الرئاسه

توفي أبو محمد المراغي في رجب سنة ست وخمسين وثلاث مائة ، وهو ابن نيّف وثمانين سنة.

[٩٨١٦] جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض

أبو بكر الفريابي القاضي

قدم دمشق وسمع بها.

[حدث عن شيبان بن فروخ ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي ، وهدبة بن خالد وقتيبة بن سعيد ، وأبي مصعب الزهري ، وإسحاق بن راهويه ، وأبي جعفر النفيلي ، وسليمان ابن بنت شرحبيل ، ومحمد بن عائذ ، وهشام بن عمار ، وصفوان بن صالح ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وإبراهيم بن الحجاج السامي ، وعلي ابن المديني ، وعبد الأعلى بن حماد ، وعثمان بن أبي شيبة ، وأبي قدامة السرخسي ، ويزيد بن موهب الرملي ، وهدبة بن عبد الوهاب المروزي ، وإسحاق بن موسى الخطمي ، ومحمد بن عثمان بن خالد العثماني ، وعمرو بن علي الفلاس ، وعبد الله بن جعفر البرمكي ، والهيثم بن أبوب الطالقاني ، وأبي كامل الجحدري ، وأحمد بن عيسى التستري ، ومحمد بن عبيد بن حساب ، وعبيد الله بن معاذ ، ومحمد بن

__________________

[٩٨١٦] ترجمته في تاريخ بغداد ٧ / ١٩٩ والأنساب (الفريابي) والمنتظم ٦ / ١٢٤ والكامل لابن الأثير (الفهارس) واللباب (الفريابي) وتذكرة الحفاظ ٢ / ٦٩٢ وسير الأعلام ١٤ / ٩٦ وترتيب المدارك ٣ / ١٨٧ ومعجم البلدان ٤ / ٢٨٤ والبداية والنهاية ١١ / ١٢١ والعبر ٢ / ١١٩ وشذرات الذهب ٢ / ٢٣٥ والوافي بالوفيات ١١ / ١٤٦. والفريابي بكسر الفاء وسكون الراء نسبة إلى فارياب بليدة بنواحي بلخ ، وينسب إليها أيضا : الفاريابي ، والفيريابي (انظر اللباب ومعجم البلدان ٤ / ٢٨٤).

١٤٦

العلاء ، وتميم بن المنتصر ، وعبد العزيز بن يحيى ، ومنجاب بن الحارث ، ومحمد بن مصفى.

حدث عنه : أبو بكر النجاد ، وأبو بكر الشافعي ، وأبو علي بن الصواف ، وأبو القاسم الطبراني ، وأبو الطاهر الذهلي ، وأبو بكر القطعي ، وأبو أحمد بن عدي ، وأبو بكر الإسماعيلي ، وأبو بكر الجعابي ، وأبو القاسم علي بن أبي العقب ، وأبو علي بن هارون ، وأبو حفص عمر بن الزيات ، وأبو بكر الآجري ، وعبد الباقي بن قانع ، ومحمد بن عبد الله والد تمام الرازي ، والحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي ، وعبيد الله بن عبد الرحمن الزهري](١).

حدث عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي سنة ثمان وتسعين ومائتين ، بسنده عن ابن عباس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ بشاة ـ يعني ميتة ـ فقال : «هلا استمتعتم بجلدها؟» قالوا : يا رسول الله ، إنّها ميتة ، قال : «إنما حرّم أكلها» (٢) [١٤١٤٦].

وروى عن صفوان بن صالح بسنده عن فضالة بن عبيد الأنصاري قال (٣) :

غزونا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غزوة تبوك ، فجهد الناس جهدا شديدا ، فشكوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما بظهرهم من الجهد ، فتخير لهم (٤) مضيقا سار الناس فيه ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «مرّوا بسم الله». فمروا ، فجعل ينفخ بظهرهم وهو يقول : «اللهم احمل عليها في سبيلك ، فإنك تحمل على القوي والضعيف ، والرطب واليابس ، في البر والبحر» قال : فما بلغنا المدينة حتى جعلت تنازعنا أزمّتها. قال فضالة : فقلت هذه دعوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على القوي والضعيف ، فما بال الرطب واليابس؟ قال : فلما قدمنا الشام غزونا غزوة قبرس في البحر ، ورأيت السفن وما تحمل فيها ، عرفت دعوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [١٤١٤٧].

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام ١٤ / ٩٧.

(٢) رواه أحمد بن حنبل في المسند ١ / ٧٩٥ رقم ٣٥٢١ عن روح حدثنا شعبة عن يعقوب بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس : ماتت شاة ميمونة فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هلا استمتعتم بإهابها؟ فقالوا : إنها ميتة. فقال : «إن دباغ الأديم طهوره».

(٣) أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ٩ / ٢٤٨ رقم ٢٤٠١٠ من طريق عصام بن خالد الحضرمي حدثنا صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد أن فضالة بن عبيد الأنصاري كان يقول ، وذكره.

(٤) في المسند : فتحين بهم.

١٤٧

ولد الفريابي في سنة سبع ومائتين (١).

قال جعفر بن محمد الفريابي (٢) :

انصرفت من مجلس عبيد الله بن معاذ بالبصرة ، فإذا بحلقة وبجماعة من الناس قيام ، فنظرت فإذا بشاب مجنون ، فقيل لي : يا فتى ، تؤذن في أذنه؟ فقلت : أمسكوا يده ورجله (٣) ، وأذنت في أذنه ، فلما بلغت : أشهد أن محمدا رسول الله ، قال لي : على لسان المجنون بصوت يسمعه الحاضرون : من لسوم محمد مكن (٤) يعني أنا انصرف ولا تذكر محمدا.

قال أبو أحمد بن عدي :

رأيت مجلس الفريابي تجوز فيه خمسة عشر ألف محبرة وكنا نحتاج أن نبيت في موضع المجلس ، لنجد من الغد موضع مجلس (٥).

[قال أبو بكر الخطيب](٦) :

[جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض ، أبو بكر الفريابي ، قاضي الدينور ، أحد أوعية العلم ، ومن أهل المعرفة والفهم ، طوّف شرقا وغربا ، ولقي أعلام المحدثين في كل بلد ، وسمع بخراسان وما وراء النهر ، والعراق والحجاز ، ومصر ، والشام ، والجزيرة ، ثم استوطن بغداد ، وحدث بها.

قال الحسن بن شهاب العكبري : سمعت أبا علي ابن الصواف يقول : سمعت الفريابي يقول : كتبت الحديث سنة أربع وعشرين ومائتين من المشرق إلى المغرب فما رأيت أحدا يقرأ عليه ، ولا قرأت على أحد ، إلا على أبي مصعب الزهري بالمدينة ، فإنه قد كان ثقل لسانه ، وعلى المعلى بن مهدي بالموصل.

أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي قال : بلغني عن شيخنا أبي حفص عمر بن محمد بن

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٤ / ٩٦ والوافي بالوفيات ١١ / ١٤٦.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٧ / ٢٠١ من طريق الحسن بن محمد الخلال وأحمد بن محمد العتيقي ، واللفظ له ، قالا حدثنا عمر بن محمد بن علي الزيات. قال : سمعت جعفر بن محمد الفريابي يقول : وذكره.

(٣) في تاريخ بغداد : أمسكوا يديه ورجليه.

(٤) كذا في مختصر ابن منظور : من لسوم محمد مكن. والذي في تاريخ بغداد : من بشوم محمد مكوا.

(٥) سير أعلام النبلاء ١٤ / ٩٨ و١٠٠.

(٦) زيادة للإيضاح.

١٤٨

علي الزيات أنه قال : لما ورد أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي إلى بغداد واستقبل بالطيارات والزبازب ووعد الناس له إلى شارع المنار ليسمعوا منه ، فاجتمع الناس ، فحزر من حضر مجلسه لسماع الحديث ، فقيل نحو ثلاثين ألفا ، وكان المستملون ثلاثمائة وستة عشر.

كان ثقة ، أمينا ، حجة.

وقال أحمد بن كامل القاضي : جعفر الفريابي كان مكثرا في الحديث ، مأمونا موثوقا به](١).

[قال الدار قطني : قطع الفريابي الحديث في شوال سنة ثلاثمائة.

وقال الحافظ أبو علي النيسابوري : دخلت بغداد والفريابي حي ، وقد أمسك عن التحديث ، ودخلنا عليه غير مرة ، ونكتب بين يديه ، كنا نراه حسرة.

وقال القاضي أبو الوليد الباجي : جعفر الفريابي ثقة متقن](٢).

مات الفريابي ببغداد ، سلخ ذي الحجة (٣) ، سنة ثلاث مائة ، والمحفوظ سنة إحدى وثلاث مائة. وولد سنة سبع ومائتين ، وكان عمره أربعا وتسعين سنة.

[٩٨١٧] جعفر بن محمد بن حمّاد

أبو الفضل القلانسي

من أهل الرملة : سكن عسقلان ، وحدّث بدمشق.

[عن عفان ، وآدم.

لقيه الطبراني وخيثمة. صدوق عابد ، كبير القدر](٤).

روى عن أحمد بن يونس بسنده عن داود بن علي عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد ٧ / ١٩٩ ـ ٢٠٢.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام ١٤ / ٩٨ ـ ١٠٠.

(٣) قال أبو بكر الخطيب وقول عيسى بن حامد بن بشر أنه مات لأربع بقين من المحرم هو الصحيح ، وذكره كذلك غير واحد ، تاريخ بغداد ٧ / ٢٠٢.

[٩٨١٧] له ذكر في سير الأعلام ١٤ / ١٠٨.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام ١٤ / ١٠٨.

١٤٩

«صوموا عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوما وبعده يوما» [١٤١٤٨].

توفي في الرملة سنة إحدى وثمانين ومائتين ، وقيل : سنة ثمانين.

[٩٨١٨] جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب

ابن عبد الله بن عبد الغفار ، وقيل ابن شعيب

ابن ذكوان بن أبي أمية أبو عبد الله العبدري

مولى بني عبد الدار من أهل بج (١) حوران من إقليم باناس.

[حدث عن الفضل بن العباس وأبي علي الحسين بن محمد بن جعفر الحلبي ، المعروف بابن البطناني ، وأبي محمد عبد الرحيم بن علي بن محمد الأنصاري المؤذن وأحمد ابن عبد الوهاب بن نجدة ، وأبي عبد الملك ابن البسري ، وزكريا بن يحيى السجزي ، وأحمد ابن أنس بن مالك وأبي زرعة الدمشقي.

روى عنه : أبو مسلم محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران ، وأبو العباس محمد بن موسى السمسار ، وأحمد بن عبد الله البرامي ، وإبراهيم بن محمد بن سنان ، وأبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد ، وأبو الحسين الكلابي](٢).

روى عن أبي عبد الله أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة بسنده عن أنس بن مالك قال :

مطرت السماء بردا ، فقال أبو طلحة : ناولني من ذلك البرد ، فناولته ، فجعل يأكل وهو صائم وذلك في رمضان ـ قال أبو سليمان : أشك في رمضان وحده ـ قال : قلت : ألست صائما؟ قال : بلى إن هذا ليس بطعام ولا شراب ، وإنه بركة نزلت من السماء نطهّر به بطوننا. قال أنس : فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فذكرت ذلك له فقال : «خذ عن عمك» قال عبد الوارث : سمعته من علي بن زيد وإلا فصمّتا ، وقال كلّ راو كذلك ، إلى ابن عساكر.

وحدث عن أحمد بن نجدة أيضا بسنده عن ابن عباس قال :

__________________

[٩٨١٨] ترجمته في معجم البلدان (بج حوران) ١ / ٣٣٩.

(١) بج حوران : الجيم مشددة ، من أعمال دمشق ، ونقل ياقوت عن أبي القاسم ابن عساكر قوله : قرية كانت على باب دمشق.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن معجم البلدان ١ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠ نقلا عن ابن عساكر.

١٥٠

عاش فرعون أربع مائة سنة ، وكان طوله ستة أشبار ، وكان اسمه الوليد بن مصعب ، وكانت كنيته أبو مرة.

توفي سنة تسع وعشرين وثلاث مائة [في ربيع الأول](١).

[٩٨١٩] جعفر بن محمد بن سوار بن سنان

أبو محمد النيسابوري الحافظ

[سمع قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن راهويه ، وإبراهيم بن يوسف ، وعلي بن حجر ، وأبا مصعب الزهري ، وأبا مروان محمد بن عثمان بن خالد ، ويعقوب بن حميد بن كاسب ، وعثمان بن أبي شيبة ، وأحمد بن منيع ، وأبا كريب ، وخلقا سواهم.

دخل الشام بأخرة فكتب عن : محمد بن عوف الطائي ، ويوسف بن سعيد بن مسلم.

حدث عنه : أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، والمؤمل بن الحسن ، وأبو حامد ابن الشرقي ، والشيوخ](٢).

[قال أبو بكر الخطيب](٣) :

[جعفر بن محمد بن سوار ، أبو محمد النيسابوري ، كان ثقة ، قدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها محمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي ، ومحمد بن العباس بن نجيح الحافظ](٤).

[ذكره الحاكم فقال : من أكابر الشيوخ ، وأكثرهم حديثا واتقانا. حدث بنيسابور ، وبغداد ، وكان من علماء هذا الشأن ، يقع لنا حديثه عاليا في جزء ابن نجيد](٥).

حدث عن قتيبة بن سعيد بسنده عن أبي هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«والذي نفس محمد بيده ، لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا» [١٤١٤٩].

__________________

(١) زيادة عن معجم البلدان نقلا عن ابن عساكر.

[٩٨١٩] ترجمته في تاريخ بغداد ٧ / ١٩١ وسير الأعلام ١٣ / ٥٧٤ والمنتظم ٦ / ٢٩.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام ١٣ / ٥٧٤.

(٣) زيادة للإيضاح.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد ٧ / ١٩١.

(٥) الزيادة بين معكوفتين عن سير الأعلام ١٣ / ٥٧٤ ـ ٥٧٥.

١٥١

وبإسناده أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«قال الله عزوجل : أنفق أنفق عليك».

توفي جعفر بن سوار سنة ثمان وثمانين ومائتين (١).

[٩٨٢٠] ـ جعفر بن محمد بن عبد الله بن أحمد

ابن العباس بن إدريس بن محمد بن جعفر بن إبراهيم

ابن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

أبو محمد الجعفري النيسابوري

قدم دمشق وحدث بها.

روى عن أحمد بن محمد الغزال بطوس بسنده عن أنس بن مالك ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من وعده الله على عمل ثوابا ، فهو منجزه له ، ومن وعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار» [١٤١٥٠].

[٩٨٢١] جعفر بن محمد بن علي بن يزيد بن عبد الله

أبو محمد الهمداني ، المعروف بالمليح

سمع بدمشق.

حدث عن هلال بن العلاء بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من جلس في مجلس كثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم : سبحانك ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك ثم أتوب إليك ، إلا غفر له ما كان في مجلسه» [١٤١٥١].

[٩٨٢٢] جعفر بن محمد بن الفضل بن عبد الله

أبو القاسم البغدادي الدقاق ، المعروف بابن المارستاني

نزيل مصر. قرأ بصيدا وببغداد ، وولد سنة ثمان وثلاث مائة.

__________________

(١) زيد في تاريخ بغداد ٧ / ١٩١ نقلا عن أبي الفضل محمد بن إبراهيم قوله : توفي يوم الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة مضت من ذي القعدة. وقال الحاكم : وصلى عليه ابن خزيمة. وقال الذهبي في سير الأعلام : هو من أبناء السبعين وزيادة.

[٩٨٢٢] ترجمته في تاريخ بغداد ٧ / ٢٣٢ وميزان الاعتدال ١ / ٤١٦.

١٥٢

[حدث عن أبي بكر بن مجاهد ، ومحمد بن مخلد ، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي.

حدثنا عنه الحسن بن محمد الخلال ، ومحمد بن عمر الداودي ، والحسن بن علي ابن المذهب ، وعلي بن المحسن التنوخي.

قال لي التنوخي :

قدم علينا من مصر في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وقال : ولدت ببغداد في سنة ثمان وثلاثمائة.

قال التنوخي : وكان صاحب رحلة ، سمع الناس منه فأكثروا. وروى قراءات وكتبا مصنفة.

حدثني علي بن محمد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول : أبو القاسم جعفر بن محمد بن الفضل بن عبد الله الدقاق المعروف بابن المارستاني هو بغدادي ، قدم بغداد من مصر في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة. حدث عن ابن مجاهد بكتاب القراءات ، وحدث عن ابن صاعد وأبي بكر النيسابوري.

قيل للدار قطني بحضرتي : إنه يدّعي عن هؤلاء المشايخ؟ فقال : يكذب ، ما سمع من ابن مجاهد ، ولا من هؤلاء](١).

[قال حمزة السبعي : سمعت أبا زرعة محمد بن يوسف يقول : جعفر الدقاق الحافظ ليس بمرضي في الحديث ، ولا في دينه ، وكان فاسقا كذابا](٢).

حدث عن الحسين بن الخضر بسنده عن أبي هند الداري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«قال الله عزوجل : اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي ، فمن ذكرني وهو مطيع فحق علي أن أذكره مني بمغفرتي ، ومن ذكرني وهو لي عاص فحق علي أن أذكره بمقت» [١٤١٥٢].

قال محمد بن علي الصوري :

كان كذابا ، ومات بمصر في سنة سبع وثمانين وثلاث مائة (٣).

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد ٧ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن ميزان الاعتدال ١ / ٤١٦.

(٣) قال أبو بكر الخطيب : وبلغني أنه مات في شهر ربيع الآخر من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة (تاريخ بغداد ٧ / ٢٣٤).

١٥٣

[٩٨٢٣] جعفر بن محمد بن الفضيل

أبو الفضل الجزري الرّسعني

سمع بدمشق.

[روى عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، وإسماعيل بن مسلمة بن قعنب القعنبي ، والحسن بن بشر بن سلم ، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم ، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، وصفوان بن صالح المؤذن ، وعاصم بن يوسف اليربوعي ، وعبد الله بن محمد بن حجر الرسعني ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وعبد الغفار بن داود الحراني ، وعبد القدوس ابن الحجاج الخولاني ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، وعبد الملك بن عبد الحميد الميموني ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون ، وعثمان بن صالح السهمي ، وعلي بن عياش الحمصي ، وعمرو بن عثمان الكلابي الرقي ، ومحمد بن حمير الحمصي ، ومحمد بن سليمان بن أبي داود ، ومحمد بن الصلت الأسدي ، ومحمد بن عثمان التنوخي ، ومحمد بن عمرو السلمي ، ومحمد بن كثير المصيصي ، ومحمد بن موسى بن أعين ، ومؤمل بن إسماعيل ، والوليد بن الوليد القلانسي.

روى عنه : الترمذي ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول ، وأحمد بن الحسين الجرادي ، وأحمد بن علي بن المثنى ، وأحمد بن محمد بن بشار ، وزكريا بن يحيى السجزي ، والعباس ابن حمدان الحنفي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبدان بن أحمد الأهوازي ، وعلي بن حماد بن هشام ، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي ، وعلي بن سعيد بن عبد الله ، وعلي بن الليث الحكيمي ، وعلي بن محمد بن الحسين الكازروني ، وعمر بن حفص الكاغدي ، والقاسم بن يحيى بن نصر المخرمي ، ومحمد بن أحمد بن حمدان بن عيسى ، ومحمد بن حامد بن السري البغدادي ، ومحمد بن الحسين بن أبي الشيخ ، وموسى بن محمد بن موسى المكتب ، ويعقوب بن إبراهيم البزاز ، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق البهلول التنوخي](١).

__________________

[٩٨٢٣] ترجمته في تهذيب الكمال ٣ / ٤٣٣ وتهذيب التهذيب ١ / ٣٨٦ والأنساب (الرسعني ٣ / ٦٥) وتاريخ بغداد ٧ / ١٧٧ وميزان الاعتدال ١ / ٤١٥. والرسعني : بفتح الراء وسكون المهملة وفتح العين المهملة بعدها نون ، كما في تقريب التهذيب. وهذه النسبة إلى رأس عين وهي بلدة من ديار بكر. (الأنساب).

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال ٣ / ٤٣٢ ـ ٤٣٤.

١٥٤

[قالوا أبو بكر الخطيب](١) :

[جعفر بن محمد بن فضيل ، الرسعني ، من أهل رأس عين ، ويكنى أبا الفضل ، قدم بغداد ، وحدث بها.

قال عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه قال : جعفر بن محمد بن الفضيل كان برأس العين ليس بالقوي.

قال تمام بن محمد الرازي حدثنا علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ قال : جعفر ابن فضيل الرسعني ثقة](٢).

[قال ابن حبان : مستقيم الحديث](٣).

حدث عن سعيد بن أبي مريم بسنده عن أبي سعيد أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول (٤) : «من رآني ، فقد رأى الحق ، فإن الشيطان لا يتلوّن (٥) بي» [١٤١٥٣].

[٩٨٢٤] جعفر بن محمد بن محمد ـ

ويقال : جعفر بن محمد بن خالد ـ البرذعي

روى عن هشام بن خالد بسنده عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«شهر رمضان شهر الله ، وشهر شعبان شهري ، وشعبان المطهّر ، ورمضان المكفّر» [١٤١٥٤].

[٩٨٢٥] جعفر بن محمد بن موسى

أبو محمد النيسابوري الأعرج الحافظ

[حدث عن الحسن بن عرفة ، وعبد الله بن هاشم ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، وعلي ابن حرب الطائي ـ وإسحاق بن عبد الله الخشك ، وعدة.

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد ٧ / ١٧٧ ـ ١٧٨.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد ٧ / ١٧٧ ـ ١٧٨.

(٣) الزيادة عن ميزان الاعتدال ١ / ٤١٥.

(٤) من هذا الطريق رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٧ / ١٧٨.

(٥) في تاريخ بغداد : يتكون.

[٩٨٢٥] ترجمته في تاريخ بغداد ٧ / ٢٠٣ والمنتظم ٦ / ١٥٤ والوافي بالوفيات ١١ / ١٤٧ ومعجم البلدان ٢ / ١٧٧ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٧٥٠ وسير الأعلام ١٤ / ٢٦٥.

١٥٥

وعنه : أبو إسحاق بن حمزة ، وأبو علي النيسابوري الحافظان ، وأبو بكر الإسماعيلي ، وأبو بكر ابن المقرئ ، وآخرون.

وثقه غير واحد ، ونعتوه بالحفظ والمعرفة يقال له : جعفرك](١).

[قال أبو بكر الخطيب](٢) :

[جعفر بن محمد بن موسى ، أبو محمد الأعرج النيسابوري ، قدم بغداد وحدث بها.

قال حمزة بن يوسف : سألت أبا الحسن الدارقطني عن جعفر بن محمد النيسابوري الحافظ. فقال : ثقة مأمون ، وعن مثله يسأل؟](٣).

سكن حلب.

حدث عن محمد بن يحيى بسنده عن أنس قال :

كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض [١٤١٥٥].

وحدث عن إدريس بن يونس الحراني بسنده عن أبي الدرداء قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ برّ أو إدخال السرور رفعه الله في الدرجات العلى من الجنة».

كان جعفر ثقة ، حافظا ، عالما ، عارفا (٤). توفي بحلب سنة سبع وثلاث مائة (٥).

[٩٨٢٦] جعفر بن محمد بن الوليد

حدث عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال :

شكت أم عمر بن المنكدر إلى أخيه محمد بن المنكدر ما يلقاه من كثرة بكائه بالليل ، فاستعان محمد عليه بأبي حازم ، فدخلوا عليه ، فقال أبو حازم : يا عمر ، ما هذا البكاء الذي قد شكته أمك! قال : إنه إذا جن علي الليل هالني فأستفتح القرآن ، فما تنقضي عني عجيبة ، حتى ترد عليّ عجيبة ، حتى إن الليل ينقضي ، وما قضيت نهمتي. قال : فما الذي أبكاك؟

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن سير الأعلام ١٤ / ٢٦٥.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد ٧ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤.

(٤) تاريخ بغداد ٧ / ٢٠٣.

(٥) تاريخ بغداد ٧ / ٢٠٤ والوافي بالوفيات ١١ / ١٤٧. وقال الذهبي في سير الأعلام ١٤ / ٢٦٥ توفي سنة نيّف عشرة وثلاثمائة.

١٥٦

قال : آية في كتاب الله عزوجل هي التي أبكتني : (وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) [سورة الزمر ، الآية : ٤].

[٩٨٢٧] جعفر المتوكل بن محمد المعتصم

ابن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور

ابن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس

بويع بالخلافة بعد موت أخيه هارون الواثق (١) بمشاورة في ذلك.

قال محمد بن شجاع الأحمر (٢) :

دخلت على المتوكل وبين يديه نصر بن علي الجهضمي ، فجعل نصر يحضّ المتوكل على الرفق ، ويمدح الرفق ، ويوصي به ، والمتوكل ساكت ، فلما سكت نصر قال المتوكل ، والتفت إلى يحيى بن أكثم القاضي فقال له : أنت يا يحيى حدثتني بسندك (٣) عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «من حرم الرفق حرم الخير» [١٤١٥٦]. ثم أنشأ يقول :

الرّفق يمن والأناة سعادة

فاستأن في رفق تلاق نجاحا

لا خير في حزم بغير رويّة

والشّكّ وهن إن أردت سراحا

لما (٤) مات الواثق أجمع (٥) وصيف التركي ، وأحمد بن أبي دؤاد ، ومحمد بن عبد

__________________

[٩٨٢٧] ترجمته في تاريخ الطبري (الفهارس) والوزراء والكتاب للجهشياري ص ١٢٩ ومروج الذهب (الفهارس) وتاريخ بغداد ٧ / ١٦٥ والكامل لابن الأثير (الفهارس) والبداية والنهاية (الفهارس) ووفيات الأعيان ١ / ٣٥٠ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٠ وتاريخ الخلفاء ص ٤٠٦.

والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٧٥ وما بعدها وشذرات الذهب ٢ / ١١٤ وفوات الوفيات ١ / ٢٩٠ والفخري ص ٢٣٧.

(١) وكان ذلك في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، انظر سير الأعلام ١٢ / ٣١ وانظر ترجمة هارون الواثق ، أبا جعفر ، في تاريخ الخلفاء ص ٤٠٠.

(٢) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٧ / ١٦٦ من طريق محمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي ـ بالأهواز ـ حدثنا محمد بن هارون الهاشمي حدثني محمد بن شجاع الأحمر ، فذكره.

(٣) كذا ، وتمام السند في تاريخ بغداد : عن محمد بن عبد الوهاب عن سفيان عن الأعمش عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن هلال عن جابر.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٧ / ١٦٥ من طريق الحسين بن علي الصيمري حدثنا محمد بن عمران بن موسى حدثنا أبو عبد الله الحكيمي حدثنا ميمون بن هارون عن جماعة سماهم ، وذكره.

(٥) تاريخ بغداد : اجتمع.

١٥٧

الملك ، وأحمد بن خالد المعروف بابن (١) أبي الوزير ، وعمر بن فرج ، فعزم أكثرهم على تولية محمد بن الواثق ، فأحضروه وهو غلام أمرد ، فقال أحمد بن أبي دؤاد : أما تتقون الله! كيف تولّون مثل هذا الخلافة؟ فأرسلوا بغا الشرابي إلى جعفر بن المعتصم فأحضروه ، فقام ابن أبي دؤاد فألبسه الطويلة ودراعة ، وعممه بيده على الطويلة ، وقبّل بين عينيه وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ثم غسّل الواثق ، وصلّى عليه المتوكل ودفن.

وكان المتوكل رأى في النوم كأن سكرا سليما نيئا (٢) سقط عليه من السماء ، مكتوبا عليه : جعفر المتوكل على الله. فلما صلى على الواثق قال محمد بن عبد الملك : نسميه المنتصر ، وخاض الناس في ذلك ، فحدث المتوكل أحمد بن أبي دؤاد بما رآه في منامه ، فوجده موافقا ، فأمضى ، وكتب بذلك للآفاق.

ولد المتوكل سنة سبع ومائتين ، وقيل خمس ، وبويع بسرّ من رأى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وكان أسمر ، حسن العينين ، نحيف الجسم ، خفيف العارضين ، إلى القصر أقرب ، كنيته أبو الفضل (٣) ، وأمه أم ولد يقال لها شجاع ، من سروات النساء سخاء وكرما (٤) ، ولما بويع أظهر السنة وبسطها ونصر أصحاب السنة (٥).

ودخل دمشق في صفر سنة أربع وأربعين ومائتين ، وكان من لدن شخص من سامراء إلى أن دخلها سبعة وسبعون يوما ، وعزم على المقام بها ونقل دواوين الملك إليها ، وأمر بالبناء بها ، فتحرك الأتراك في أرزاقهم وأرزاق عيالاتهم ، فأمر لهم بما أرضاهم ، ثم استوبأ (٦) البلد وذلك أن الهواء بها بارد ندي ، والماء ثقيل (٧) ، والريح تهب فيها مع العصر ، فلا تزال تشتد حتى تمضي عامة الليل ، وهي كثيرة البراغيث ، وغلت عليه الأسعار ، وحال الثلج بين السابلة والميرة (٨). وسيّر المتوكل بغا لغزو الروم ، وغزا الصائفة. وأقام المتوكل بدمشق شهرين وأياما (٩) ، ثم رجع إلى سر من رأى.

__________________

(١) في تاريخ بغداد : المعروف بأبي الوزير.

(٢) في تاريخ بغداد : سليمانيا ، مكان «سليما نيئا».

(٣) تاريخ بغداد ٧ / ١٧٢.

(٤) تاريخ بغداد ٧ / ١٦٦.

(٥) تاريخ الخلفاء ص ٤٠٦ وسير الأعلام ١٢ / ٣١.

(٦) في البداية والنهاية ٧ / ٣٦١ ثم إنه استوخمها.

(٧) زيد في البداية والنهاية : بالنسبة إلى هواء العراق ومائه.

(٨) في البداية والنهاية : وانقطعت الأجلاب بسبب كثرة الأمطار والثلوج.

(٩) في البداية والنهاية : وعشرة أيام.

١٥٨

وكان السبب الذي عزم به المتوكل على الشخوص إلى دمشق أن خرج إلى الموضع المعروف بالمحمدية بسامراء في بعض نزهه التي كان يخرج فيها ، وذكروا بحضرته البلدان وهواء كل بلد وطيبه ، وما فيه مما يفضل به على غيره ، وذكر إسرائيل بن زكريا المتطبب المعروف بالطيفوري دمشق ، واعتدال الهواء بها وطيبها في الصيف ، وقلة حرّها وبرد مياهها ، وكثرة البساتين والأشجار بها ، وأنها من البلدان التي يصلح لأمير المؤمنين سكناها وتلائم بدنه ، وتنحلّ عنه فيها العلل التي لا تزال تعرض له في العراق عند حلول الصيف ، ووافق ذلك مجيء كتاب عامل سميساط (١) بمصير الروم إلى القرى التي بالقرب من المدينة وإخرابهم إياها ، فأمر المتوكل بالأهبة للسفر.

ولما نزل دمشق بنى بأرض داريا قصرا (٢) عظيما ، ووقعت من قلبه بالموافقة ، فخرج يوما يتصيد فأجمع قوم من جنده على الفتك به ، واتصل ذلك به فرحل إلى سامراء ، وقتل بها.

قال علي بن الجهم السّامي (٣) :

وجه إلي المتوكل فأتيته ، فقال لي : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الساعة في المنام ، فقمت إليه فقال لي : تقوم إلي وأنت خليفة؟ فقلت له : أبشر يا أمير المؤمنين ، أما قيامك إليه فقيامك بالسّنة ، وقد عدّك من الخلفاء. قال : فسرّ بذلك (٤).

كان إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة يقول (٥) :

الخلفاء ثلاثة : أبو بكر الصديق ، قاتل أهل الردة حتى استجابوا له ، وعمر بن عبد العزيز ردّ مظالم بني أمية ، والمتوكل (٦) محا البدع ، وأظهر السّنة.

قال محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب :

__________________

(١) سميساط : مدينة على الشاطئ في طرف بلاد الروم ، ولها قلعة.

(٢) سير الأعلام ١٢ / ٣١ نقلا عن خليفة بن خياط ، وزيد فيها : مما يلي المزة.

(٣) هذه النسبة إلى سامة بن لؤي ، انظر الأنساب ، وجمهرة ابن حزم ص ١٣.

(٤) الخبر في تاريخ بغداد ٧ / ١٧٠.

(٥) الخبر رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ٤٠٦ وانظر البداية والنهاية ٧ / ٣٦٧.

(٦) في تاريخ الخلفاء : والمتوكل في إحياء السنة وإماتة التجهم. وسير الأعلام ١٢ / ٣٢ وفوات الوفيات ١ / ٢٩٠.

١٥٩

جعلت دعائي في المشاهد كلها للمتوكل ، وذلك أن عمر بن عبد العزيز جاء الله به يرد المظالم ، وجاء الله بالمتوكل يردّ الدّين.

قال هشام بن عمار (١) :

سمعت المتوكل يقول : وا حسرتي (٢) على محمد بن إدريس الشافعي رحمه‌الله كنت أحب أن أكون في أيامه فأراه ، وأشاهده ، وأتعلم منه ، فإني رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام ثلاث ليال متواليات وهو يقول : يا أيها الناس ، إن محمد بن إدريس المطلبي قد صار إلى رحمة الله ، وخلّف فيكم علما حسنا فاتبعوه تهتدوا (٣) ، فإن كلام المطلبي سنتي ، يا أيها الناس ، من ترحم على محمد بن إدريس الشافعي غفر الله تعالى له ما أسرّ وما أعلن. ثم قال المتوكل : اللهم صلّ على محمد وعلى آله وأصحابه ، وارحم محمد بن إدريس رحمة واسعة ، وسهّل عليّ حفظ مذهبه ، وانفعني بذلك (٤).

حكى علي بن الجهم عن المتوكل ، كلاما ، وقد بلغه أن رجلا أنكر على رجل ينتمي إلى التشيع وقال قولا أغرق فيه من مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فغضب المتوكل وقال : الناسب هذا المادح إلى الغلو جاهل ، وهو إلى التقصير أقرب ، وهل أحد بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أئمة الإسلام أحقّ بكل ثناء حسن من علي!

وجّه (٥) المتوكل إلى أحمد بن المعذّل وغيره من العلماء فجمعهم في داره ، ثم خرج عليهم فقام الناس كلهم له غير أحمد بن المعذّل فقال المتوكل لعبيد الله (٦) : إنّ هذا لا يرى بيعتنا (٧). فقال له : بلى ، يا أمير المؤمنين ، ولكن في بصره سوء. فقال أحمد بن المعذّل : يا

__________________

(١) رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ٤١٢ نقلا عن ابن عساكر.

(٢) في تاريخ الخلفاء : وا حسرتا.

(٣) تاريخ الخلفاء : تهدوا.

(٤) عقب السيوطي على الخبر بقوله : استفدنا من هذا أن المتوكل كان متمذهبا بمذهب الشافعي ، وهو أول من تمذهب من الخلفاء.

(٥) الخبر رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ٤١٢ ـ ٤١٣ نقلا عن ابن عساكر قال : وأخرج عن أحمد بن علي البصري قال ، وذكره ، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٦٦ من طريق أحمد بن مروان المالكي حدثنا أحمد ابن علي البصري.

(٦) يعني عبيد الله بن يحيى بن خاقان.

(٧) في أصل مختصر ابن منظور : منعتنا والمثبت عن تاريخ الخلفاء.

١٦٠