موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ٥

طوني مفرّج

الجبل أراد أن يخرج نيّاته إلى حيّز العمل فيجعل بيت الدين مقاما أهلا بسموّ دولته. وكان أوّل ما باشر به أحياء مواتها فغرس في أراضيها اشجار التوت والفاكهة ، وما لبث أن رأى افتقار القرية إلى المياه إذ لم يكن لها سوى ماء قليل من منهل يقال له عين المعجن يشرب منها أهلها فيزدحمون عليها. وكان في دار الأمير من الأعوان المقيمين في بابه ٠٠٠ ، ٣ شخص ، إضافة إلى الخيل والدواب فما كان الماء ليكفي شربهم ، هذا فضلا عن الوافدين إلى الأمير من زوّار. وفي محاولة لسدّ هذا الخلل ، انتدب الأمير بشير رجلا من أهل دمشق إسمه خليل عطيّة كان مشهورا باشغال المياه وجرّها ، وبعد أن درس عطيّة ينابيع المنطقة وقع اختياره على ينبوع غزير بارد الماء غاية في الجودة والعذوبة يعرف بنبع القاعة ، تصبّ مياهه في نهر الصفا ، موقعه تحت عين زحلتا على مسافة ثلث ساعات من بيت الدين ، وبينما يذكر المؤرّخون أن تلك المسافة لم تكن لتثبّط عزم الأمير ، فحفر له المهندسون قناة في منعطف الجبل وفي أمّ الصخر حتى أتوا بها بعد ثلاث سنوات إلى بيت الدين ، يروي التقليد حكاية" أخوت شانيه" الشهيرة التي تقول بأنّ الأمير قد كلّف أبناء الرعيّة سخرة أن يحفر كلّ منهم على طول قامته جزءا من القناة ، وذلك عملا بمشورة" أخوت شانيه." المهمّ أنّ المياه التي وصلت إلى بيت الدين أحيت غرسها وغيّرت هيئتها إذ حوّلتها إلى جنّة غنّاء ، ما جعل الأمير يفكّر ببناء قصر يجاري قصور الملوك ببهائه ورونقه ، وهكذا فابتداء من سنة ١٨٠٨ ، بدأ يشيّد في بتدّين قصوره الشهيرة ، التي بلغ عددها خمسة ، أبرزها القصر الكبير الذي جعله مركزا لسكنه ولحكمه ، وبنى قصرا ثانيا لابنه خليل ، وثالثا لابنه قاسم ، ورابعا لابنه أمين ، وهو القصر المعروف ب" المصيف" ، أو المقصف. أمّا الخامس فخصّ به زوجته ، وهو المعروف بقصر الستّ ، وهو اليوم مقرّ لكرسي المطرانيّة المارونيّة. وقد اشترك في تصميم وتنفيذ بناء هذه

١٨١

القصور مهرة البنّائين اللّبنانيّين ، وعمّال مهرة في صقل الرخام وفي صنع الفسيفساء من دمشق وحلب ، ودام العمل في بنائها أربعين سنة. وإنّ جميع الحكّام الأجانب الذين تعاقبوا على حكم لبنان من عمر باشا النمساوي إلى آخر المتصرّفين التسعة ، قد اتّخذوا من قصر بيت الدين الشهابي مقرّا لهم. وفي إحدى حدائق هذا القصر الأثريّ الضخم ، وهو أهمّ أثر من حقبة تاريخ لبنان الحديث ، قبر زوجة الأمير الستّ شمس ، الذي نقلت إليه الحكومة اللّبنانيّة رفات الأمير بشير سنة ١٩٤٧. وفي ما يلي تعريف بقصور الأمير بشير في بيت الدين.

قصر بيت الدين

حرص الأمير بشير على جعل قصره في بيت الدين أفخم بناء عرفته البلاد ، فاستقدم البنّائين البارعين من الآستانة ودمشق وحلب والشوير ، وضمّهم إلى مهندسين من الأجانب الإيطاليّين وعهد إليهم بأن يشيّدوا له بلاطا من الطرز الشرقيّ الرفيع. فاختار المهندسون تلّتين واسعتين مرتفعتين تطلّان على الوادي الفاصل بين دير القمر وبيت الدين ، وسوّوا أرضهما على شكل مربّع ضلعه ٢٥٠ مترا ، وشرعوا ببناء القصر سنة ١٨٠٨. وروى السائح بورخردBURKHARDT الذي زار الأمير بشير سنة ١٨١٢ بأنّه كان أخذ منذ عهد قريب ببناء قصره ، وانتهى البناء بعد سبع سنوات على ما أفاد السائحان الإنكليزيّان ليت (LIGHT) ورختر (RICHTER) سنة ١٨١٤ عند قرب نجازه.

بني هذا القصر على الطرز التركي الممتزج بالطرز الإيطالي ، وهو غاية في الحسن ، على جوانبه أربعة" جواسق" بديعة ، ومدخله غاية في الفخامة ويبلغ ارتفاعه نحو ١٥ مترا ، مبنيّ بالرخام الوطنيّ والأجنبي الفاخر ،

١٨٢

مزيّن بنقوش ملوّنة تمثّل أشكالا هندسيّة ونباتات وتصاوير شتّى ، تعلوها الطغراء السلطانيّة المحلّاة بالذهب. ولهذا المدخل أفاريز جميلة الصنع على شكل الأقواس ، وفوقه شرف بتقاطيع جميلة. وللمدخل رتاج عظيم ذو مصراعين يوافق البناء في حسنه. وفي داخل القصر ديوان كبير واسع الأرجاء يعرف بقاعة العمود ، لعمود من الرخام المجزّع في وسطها ، وكان الديوان مجهّزا بالأثاث الثمين ومزدانا بأصناف الحليّ ومفروشا بالفسيفساء والرخام ، مكسوّا بالطنافس العجميّة الملوّنة والأقمشة الهنديّة الزهيّة ، تترقرق في أطرافه جداول المياه الجارية إليها من بركة في صحنه. سقفه محلّى بنقوش من الذهب والألوان ، مجمّل بأشكال مقرنصة ، وعلى الجدران النمارق والديباج ، بينها كتابات مشتملة على آيات قرآنيّة ، ويصعد إلى صدر الديوان بمرقاة وصفّة عالية كان يجلس فوقها الأمير. ويضمّ القصر النوادي الرحبة والقاعات الرائعة ، فوقها طبقة ذات مقاصير ودواوين يصعد إليها بدرج رخاميّ ، وتظلّلها القناطر والأروقة المزخرفة. وأمام القصر حوض من الرخام تتصاعد من وسطه مياه نوفرة تحلّق إلى الجوّ ثم تنحدر على جوانب الحوض فتتكسّر كقضبان اللجين لتسيل في قناة من رخام إلى حديقة الدار فتسقي ما فيها من النبات وأصناف الأشجار والزهور ، وتلطّف لظى الحرّ بهبوباتها الرطبة. وبنى الأمير بشير دارا للحريم والحمّامات بجوار قصره ، لها باب يرقى إليه بدرجات من الرخام مع" درابزون" من النحاس المموّه بالذهب المشبّك. والباب ذو نقوش جميلة مطعّم بضروب الألوان المحلّاة بالميناء ، تحيط به حنيّة مجزّعة بالرخام فوقها كتابات عربيّة. وزيّنت تلك الدار بالسواري الجميلة والأعمدة الدقيقة التي تستند عليها سقوفها على شبه شكل مظلّة. وفي الدار المقاصير والحجرات لسائر حاجات الحرم. أمّا الحمّامات فملوكيّة ، فيها أسباب الراحة والهناء ، مبلّطة بالرخام المجزّع ،

١٨٣

مجهّزة بالمواقد والأحواض ، وبقساطل للمياه الجارية الباردة والفاترة والحارة ، وبمسطبة خاصّة للتمسيد ، وقاعات منفردة ، وديوان للراحة. وقد نقشت جدرانها بتصاوير فنيّة على أيدي أهل الصنعة من دمشق. وقد أضاف الأمير إلى هذه الأبنية الجميلة مباني أخرى على جانبي الساحة المربّعة لسكن عمّاله وخدمه. وكان ترك الواجهة خالية من البناء ليسرّح الناظر منها بصره على دير القمر وجهات البحر. وقد حلّ في القصر ضيوف كبار منهم الشاعر ورجل الدولة الفرنسي ألفونس دي لا مارتين الذي أحاطه الأمير الشهابي بحفاوة كبيرة مخصّصا له جناحا فخما يحمل اسمه إلى اليوم. وقد استعذب الضيف الفرنسيّ الجلوس على شرفة القصر المطلّة على واد جميل يفصل بلدتي دير القمر وبيت الدين سمّي باسمه : وداي لامارتين. كما كان ينتقل لتناول الطعام في مقهى مقابل للقصر بقي حتّى الأمس يحمل اسمه : " مقهى ومطعم شلّالات لامارتين". وقد بقي هذا القصر الآية في البناء مقصد الأهالي والأجانب الذين كانوا يتمثلونه بما يحكى في تواريخ الخلفاء عن قصور بغداد ، وما يروى في أقاصيص العرب وحكايات ألف ليلة وليلة ، حتى نفي الأمير إلى مالطة سنة ١٨٤٠ فاتّخذ العسكر العثماني القصر مركزا له. وما لبث أن لحق به الخراب. وكان السيّاح إذا زاروه أخذوا شيئا ممّا تطاله أيديهم كالرخام الذي كان يزيّن قاعة العمود. فلمّا صار حكم الجبل إلى المتصرّفين بعد سنة ١٨٦٠ ، استأجرت الدولة القصر من أرملة الأمير السيّدة حسنجهان وجعلته مقرّا صيفيّا للمتصرّفيّة بين ١٨٦١ و ١٩١٥ ، وقد أحدث المتصرّف داود باشا إصلاحات مختلفة على البناء ورمّم ما خرب منه ، ثم اشترى القصر بأكمله من أرملة الأمير وجعله ملكا للدولة. وبنى رستم باشا ثكنة للعسكر اللبنانيّ بجواره. وفي عهد واصا باشا أنشىء القسم الخارجي من الأبنية المعدّة لإقامة مجلس الإدارة ودوائر العدليّة. وفي عهد نعّوم باشا جرى

١٨٤

إصلاح قاعة العمود والحمّام القديم حتّى عادا إلى رونقهما السابق. على أنّ الحريق الذي حدث في تموز ١٩١٢ وانتقال متصرّفية لبنان إلى بعبدا قد أضرّا بالقصر الذي أعادت دولة الاستقلال ترميمه على رونقه القديم كمثال هندسيّ من الطرز الشرقيّ. وكان القصر قد أصبح مركزا لسلطات الإنتداب الفرنسي المحليّة ما بين ١٩١٨ و ١٩٤٣ ، ومن ضيوف القصر في هذه الحقبة الجنرال دنز ، المفوّض السامي الفرنسي في حكومة فيشي الذي كان يتردّد على بيت الدين في مدّة دخول القوّات الفرنسيّة الحرّة إلى لبنان بأمرة الجنرال كاتر وعن طريق الناقورة. وكانت مخابرات الحلفاء قد رصدت تحرّكاته فحاصرته في القصر الذي تعرّض لقصف لا تزال آثاره ظاهرة على أرض الحمّامات الشرقيّة حتّى اليوم. ثمّ حوّل قصر بيت الدين إلى مقرّ صيفي لرئاسة الجمهوريّة. وفي عهد الرئيس كميل شمعون أحدث فيه جناح إلى الجهة الغربيّة خصّص لانعقاد مجلس الوزراء ، وجهّز جناح منه إلى الجهة الشرقيّة لاستقبال الجنرال ديغول ، في زيارة تقرّرت ولم تحصل ، واللافت أنّ هذا الجناح قد زوّد بسرير من الخشب طوله متران ونصف ، على قياس الضيف الكبير. وكان الرئيس الراحل الياس سركيس من الذين تمكّنوا من الاصطياف في القصر في عهد ولايته رغم الحرب الأهليّة التي في خلالها أحكم الوزير وليد جنبلاط قبضته عليه ، فأوقد فيه" شعلة الشهداء" ١٩٨٣ ، وأطلق عليه تسمية" قصر الشعب". وعند ما استلم الوزير جنبلاط حقيبة وزارة الأشغال في عهد الرئيس أمين الجميّل ، كان من بين أولويّاته إعادة ترميم القصر ، فاستحدث فيه إذّاك متاحف وأجنحة هي : متحف الفخّاريّات والخزفيّات في قاعة رشيد كرامي ، افتتح ١٩٩٠ ويضمّ ١١ غرفة مرقّمة بالرومانيّة ويبلغ طوله ١٠ أمتار ؛ ومتحف الفسيفساء البيزنطيّة في قاعة الأمير عادل أرسلان ، وهو الثاني من نوعه في منطقة الشرق الأوسط

١٨٥

بعد متحف باردو في تونس ، يضم أكثر من مئة قطعة موزاييك من مختلف الأحجام والقياسات ، ويصل طول إحداها إلى ١٤ مترا ، وعرضها ٣ أمتار ، وهي كانت تشكّل أرضيّة لرواق كنيسة بيزنطيّة ؛ ومتحف كمال جنبلاط الذي افتتح ١٩٩١ ويحكي مراحل حياته ، مع عرض لشهاداته والأوسمة التي نالها وكتبه ومؤلّفاته. وشكّل الوزير وليد جنبلاط للقصر لجنة إداريّة خاصّة واعتمده كمحطّة سياحيّة لضيوفه الأجانب. وبعد ذلك جرت العادة على أن تقام المهرجانات الصيفيّة في الباحة الخارجيّة للقصر وتولّت فيه الأمور المدنيّة في الجبل عقيلة الوزير جنبلاط السيّدة نورا. وفي مجال استعادة الدولة للمؤسّسات الرسميّة والإشراف عليها والاستفادة منها وفق القوانين والأنظمة المرعيّة الإجراء ، تمّت استعادة قصر بيت الدين ، وبوشر إجراء جردة بموجوداته تمهيدا لإعادة فتحه أمام السيّاح الأجانب والزوّار المحليّين ، وبهدف تحويله مطلع صيف سنة ١٩٩٩ إلى مقر صيفيّ لمقرّ رئاسة الجمهوريّة. وبالفعل فقد عاد قصر بيت دين مقرّا صيفيّا لرئاسة الجمهوريّة عند ما انتقل إليه الرئيس إميل لحود في ١١ حزيران ١٩٩٩.

قصر الأمير خليل

من جملة القصور الخمسة التي بناها الأمير بشير في بيت الدين ، قصر ابنه الأمير خليل الذي يقوم بمحاذاة القصر الكبير ، وهو اليوم مركز لقائمقاميّة الشوف. وقد أجري عليه تحوير جذري في أواخر عهد المتصرّفيّة ليحوّل إلى سجن استمرّ حتّى عهد الانتداب ، وفي بداية عهد الإستقلال حوّل مركزا إداريّا لدوائر القائمقاميّة.

١٨٦

قصر الأمير أمين أو المقصف أو المصيف

هو المعروف أيضا باسم" المقصف" نسبة للولائم والحفلات التي كان يقيمها الأمير فيه ، كما عرف باسم" المصيف" لأنّ الأمير بشير كان يقصده أيّام الصيف للراحة ، بالرغم من أنّه بناه لابنه الأمير أمين. انتقلت ملكيّته عن طريق وقفه من قبل حرم الأمير بشير الست حسنجهان لكرسي أبرشيّة صيدا المارونيّة التي أجرت عليه تحويرات كبيرة لجعله ميتما ثمّ مدرسة بإشراف الآباء الكريميّين ، إلّا أنّ المشروعين لم ينفذّا. وظلّت حالة" المقصف" تتدهور إلى أن أقدمت وزارة السياحة على استملاكه وترميمه بدقّة بالتعاون مع المديريّة العامّة للآثار ، فأصبح على ما هو عليه اليوم. وقد سلّمت إدارته إلى سلسلة فنادق فينيسيا إنتركونتينانتال ودشّن في عهد الرئيس سليمان فرنجيّة في ٢ أيلول ١٩٧٤.

قصر الأمير قاسم

هو القصر المعروف اليوم بسراي الدراكون ، بناه الأمير بشير لابنه الأمير قاسم ، لم يبق منه إلّا الطابق السفلي.

قصر الست حسن جهان

هو القصر الذي بناه الأمير الشهابي لزوجته كمصيف ومركز للاستراحة والاستجمام. وهو يقع على أعلى وأجمل رابية في بيت الدين. وقد أصبح هذا القصر المقرّ الصيفيّ لكرسي أبرشيّة صيدا المارونيّة التي أجرى أحبارها المتعاقبون على كرسي الأبرشيّة تحويرات جذريّة تتناسب مع حاجة كلّ منهم حتّى لم يبق من بنائه الأساسي سوى البوّابة الداخليّة.

١٨٧

عائلاتها

موارنة : أبو جودة. ابو خليل. أبو خير. أبو سعدى. أبو ناضر ـ ناضر. أبي نادر ـ نادر. بشارة. بشاموني. بيطار. جبيلي. جدعون. حاتم. حاطوم. حلو. حنّا. خوري ـ (يروز). خوري ـ (سعادة). الخوري ـ (فنيانوس). دعيبس. ديب. روكز. زيدان. سعادة. شاهين. شكيبان. شهاب. شوفاني. طرابلسي. عازار. عبد النور. عيد. غيّاض. فرح. فنيانوس. كرم. لبّوس. لحّود. لطفي. مراد. مزهر. مسعود. منصور. ناهض. نجم. وهبة. وهبي. يونس.

البنية التجهيزيّة

مركز قائمقاميّة الشوف

محكمة ؛ فصيلة درك ؛ دائرة نفوس ؛ دائرة ماليّة ؛ دوائر عقاريّة ؛ مكتب فنّي ؛ مصلحة كهرباء الشوف ؛ مصلحة مياه الباروك.

المؤسّسات الروحيّة

مركز أبرشيّة صيدا المارونيّة : مقرّها في القصر الذي بناه الأمير بشير لحرمه حسنجهان ؛ كنيسة سيدة الخلاص : رعائيّة مارونيّة ؛ كنيسة مار مارون : رعائيّة مارونيّة.

المؤسّسات التربويّة

مدرسة رسميّة إبتدلئيّة مختلطة ؛ مدرسة راهبات القلبين الأقدسين.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس إختياري ، وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء فادي أبي نادر مختارا.

١٨٨

مجلس بلدي أسّس ١٩٣٤ ، وبموجب قانون ١٩٩٧ أصبح عدد أعضائه ١٢.

بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مجلس قوامه : طوني ناجي عازار رئيسا ، جوزيف شفيق كرم نائبا للرئيس ، والأعضاء : ألفرد حنّا نجم ، أسعد إدمون أبو جودة ، سليم وديع كرم ، لطف الله إبراهيم الخوري ، بدري طانيوس حاتم ، مارون منير غيّاض ، شربل جرجس يونس ، وسام فؤاد روكز ، كميل جورج سعادة ، وجان مارون إدوار لحّود.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من نبع الصفا ـ القاع ؛ شبكة كهرباء وإنارة عامّة ؛ سانترال هاتف إلكتروني مركزي ؛ مركز بريد.

الجمعيّات الأهليّة

نادي بيت الدين الثقافي الرياضي الإجتماعي.

المؤسّسات الإستشفائيّة

مستشفى حكومي ؛ مركز بيت الدين الصحيّ : أهّله مجلس الإنماء والإعمار مؤخّرا ؛ مستوصف للصليب الأحمر.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة والسياحيّة

فروع مصرفيّة ؛ مطاعم ؛ منتزه ومطعم شلّالات شالوف بتدين المشهور ؛ بضعة محالّ وحوانيت تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة وبعض الكماليّات والخدمات.

مناسباتها الخاصّة

عيد سيدة الخلاص ٨ أيلول : يقام في دار المطرانيّة ، وبالمناسبة يحيي النادي الثقافي سوقا خيريّة (كرمس) وتأتي الجماهير من القرى المجاورة للمشاركة بالمناسبة ؛ عيد مار مارون شفيع البلدة ٩ شباط ؛ خميس الجسد ؛ ويجري تطواف ديني في العيدين الأخيرين.

١٨٩

مهرجانات بيت الدين : تجري في تمّوز وآب من كلّ صيف في إحدى باحات من القصر التاريخي ، تقدّم فيها لوحات من الفنون اللبنانيّة والشرقية والغربيّة ، ترعاها لجنة مهرجانات بيت الدين التي ترأسها حاليّا السيّدة نورا جنبلاط حرم الوزير وليد جنبلاط ، وأعضاؤها : أندريه داعوق ، هالة نجار ، صفا السعيدي ، غازي العريضي ، كريم مصفي ، ونيكول عسيلي.

مواقع سياحيّة

قلعة موسى المعماري : بالإضافة إلى القصور التي بناها الأمير بشير الثاني في بيت الدين والتي تشكّل بعضا من أهمّ الموافع السياحيّة في لبنان ، هناك قلعة حديث البناء على طريق بتدين ـ دير القمر شيّدها بيده موسى المعماري من بلدة مجدليون على مدى ٥٢ عاما ، وجعل منها متحفا حقيقيّا مسجّلا على لائحة الأثار في لبنان. وتضمّ القلعة لوحات فنيّة جسّدها موسى من واقع التراث اللبناني بحيث تحكي حكاية الضيعة ، وتؤرّخ لأهمّ الأحداث في القرن التاسع عشر ، وتضمّ طبقاتها الثلاث مئات التماثيل المتحركة بواسطة الماء. وفي ١٩٩٨ أضاف المعماري إلى قلعته متحفا للأسلحة القديمة يضمّ ٥٠٠ ، ٢ قطعة حربيّة بينها مئات القطع النادرة من عصر الانسان الحجري حتى الحرب العالميّة الثانية ، بدأ موسى بتجميعها منذ سنة ١٩٧٥ ، وتمّ افتتاح متحف الأسلحة هذا بحضور وزير السياحة في تموز ١٩٩٩.

من بيت الدين

د. جوزيف داود أبو حودة : أستاذ جامعي ، ولد ١٩٢٧ ، حائز على الإجازة التعليميّة في الفلسفة ودبلوم الدراسات العليا ودكتوراه دولة في الآداب والعلوم الانسانيّة ، درّس الفلسفة العامّة والترجمة والنصوص الاجتماعيّة والفكر السياسي وعلم الاجتماع السياسي في الجامعة اللبنانيّة ، أشرف على

١٩٠

إعداد أطروحات دكتوراه في مادّة علم الاجتماع السياسي ، عضو حلقة الثريّا ، وندوة الإثنين ، والمنظمة العالميّة لعلوم الإجتماع ، له مؤلّفات علميّة في السياسة وله ترجمات فلسفيّة ؛ جوزف أبو خليل : محام وسياسي وصحافي ومفكّر ، ولد ١٩٢٥ ، عضو المجلس المركزيّ والمكتب السياسيّ في حزب الكتائب اللبنانيّة ، معاون الأمين العام للحزب حتّى ١٩٦٨ ، رئيس تحرير جريدة" العمل" ١٩٦٨ ، وكاتب المقال الإفتتاحي" من حصاد الأيّام" ، أنشأ" إذاعة صوت لبنان" ١٩٥٨ ، أنشأ وأدار" الوكالة الوطنيّة للأنباء" ١٩٧٦ ، رئيس تحرير نداء الوطن حتّى ٢٠٠٠ ، له الكثير من المقالات والندوات وبعض المؤلّفات ؛ عبده أبو خير : قاض ، رئيس غرفة في محكمة التمييز ؛ إميل أبو خير : قاض ، عضو المجلس الدستوري ؛ شكري أبي نادر : قنصل فخري ؛ إميل أبي نادر : أستاذ جامعي ، رئيس نادي بيت الدين الثقافي الرياضي ، له دراسات ومؤلّفات ؛ الياس بشارة : قاض ؛ يوسف بشاموني:قاض ، رئيس لمحكمة الجنايات ، رئيس غرفة في محكمة التمييز ؛ الياس يوسف حاطوم : مؤرّخ ، أصدر مجلّة" الزنبقة" ؛ الخوري يوسف فنيانوس (ت ١٨٣٧) : جدّ آل الخوري فنيانوس في بتدّين ، كان انتقل من غزير إلى عين كسور ، استقدمه الأمير بشير الثاني الكبير من عين كسور إلى بتدّين لخدمة كنيسة القصر فلقب بالعنكسوري ، حملت سلالته كنوة الخوري ولقّب العنكسوري وبقي أبناء أشقائه الذين حضروا معه يحملون كنوة فنيانوس ؛ المطران يوحنّا الحبيب الخوري (١٨١٦ ـ ١٨٩٤) : هو يوحنّا إبن بطرس الخوري العنكسوري ، ولد في بيت الدين وتوفّي ودفن في دير الكريم ، عرف بإسم يوحنّا الحبيب ، تخرّج من عين ورقة ، سيم كاهنا ١٨٤١ ، أسقف الناصرة ١٨١٦ ، تعلّم الفقه الإسلامي مع الشيخ بشارة الخوري الفقيه وتولّى حكم القضاء ١٦ سنة ، أنشأ جمعيّة المرسلين اللبنانيّين ١٨٦٥ ، ذهب مترجما

١٩١

مع البطرك بولس مسعد إلى روما ١٨٦٧ فباريس فالآستانة ، نال الوسام المجيدي ، من آثاره تعريب" اللاهوت الأدبي" للأب يوحنّا الغوري اليسوعي ؛ أنطونيو الخوري : صاحب أمبراطوريّة أعمال في جوهانس بورغ ؛ إدمون سعادة (١٩١٤ ـ ١٩٨٦) : شاعر ، ممثّل لبنان في اللجنة العربيّة النّاظرة في الكتاب العربي الذي تدرّسه الدولة العبريّة للطلاب العرب ١٩٧٦ ، مدير قسم الإشتراكات في مجلّة" الحوادث" ؛ الأمير عبد العزيز فائق شهاب (١٩١٣ ـ ١٩٨٦) : حقوقي وسياسي وإداري ، هو بن فائق بن سعد بن خليل ابن بشير الثاني الكبير ، من أبناء بيت الدين ومواليد بعبدا ، درس في الكليّة اليسوعيّة ونال شهادة الحقوق ودخل سلك القضاء والإدارة ، محافظ الشمال ١٩٤٦ ومحافظ الجنوب ١٩٤٧ ، مدير عام وزارة الداخليّة ١٩٥٥ ـ ١٩٦٠ ، نائب الشوف على اللائحة الاشتراكيّة ١٩٦٠ ـ ١٩٦٤ ، و ١٩٦٤ ـ ١٩٦٨ ؛ جورج الياس عازار : قاض ؛ جورج عيد : محام ، مدّع عام ؛ سليم كرم (م) : شيخ صلح بتدّين قبل الحرب العالميّة الأولى ؛ سليم وديع كرم : مهندس ، رئيس بلديّة بيت الدين حتّى ١٩٩٨ ؛ غابي لحّود : عسكري وإداري ، ولد ١٩٣١ ، إنتسب إلى المدرسة الحربية ١٩٥٠ ، تخرّج برتية ملازم ١٩٥٢ ، تابع دورة تدريب على سلاح المدفعيّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة وتفوّق إذ وضع معادلة دقيقة لتصويب الرمايات المدفعيّة لا تزال تحمل إسمه ، إلتحق بسلاح المدفعيّة في الجيش اللبناني حتّى ١٩٥٧ ، نقل إلى" الشعبة الثانية" التي كان يرئسها أنطون سعد ، رئيس الشعبة الثانية ١٩٦٤ ـ ١٩٧٠ ، تصدّى للققوّت الفلسطينيّة المسلّحة والأحزاب المتحالفة في ٢٣ نيسان ١٩٦٩ ، ملحق عسكري في السفارة اللبنانية في إسبانيا ١٩٧١ ، صدر حكم بتسريحه من الجيش إثر محاكمة الضبّاط الشهابيّين ١٩٧٢ فانصرف إلى مزاولة أعمال تجارية في إسبانيا ، أعيد إلى الخدمة الفعليّة ورقيّ إلى رتبة عميد ١٩٨٢ ،

١٩٢

طرح إسمه مرشّحا لرئاسة الجمهوريّة ١٩٧٦ و ١٩٨٢ ؛ الأب إميل لحود (م) : شقيق السابق ، بادري يسوعي ، تسلّم مهمّات إدلريّة في رهبانيّته ، مدير المطبعة اليسوعيّة ؛ يوسف مزهر (م) : طبيب ومؤرّخ ، طبيب في الجيش السوداني ، له" تاريخ لبنان" ؛ منير نجم : فنّان. وقد أنجبت بيت الدين عددا كبيرا من أصحب المهن الحرّة والاختصاصات العالية والإجازات الجامعيّة والكهنة والمربّين.

بيت رضوان

أنظر : إيزال

بيت الرّشعيني

أنظر : القصير

بيت زود

أنظر : بقاعصفرين

١٩٣

بيت شاما

BAIT SH MA

الموقع والخصائص

تقوم بيت شاما في قضاء بعلبك على متوسط ارتفاع ٠٥٠ ، ١ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٦٢ كلم عن بيروت عبر زحلة ـ أبلح. مساحة أراضيها ٥٧٣ هكتارا. زراعاتها حنطة وكرمة وكرز. عدد سكّانها المسجّلين حوالى ٠٠٠ ، ٤ نسمة من أصلهم نحو ١٠٠ ، ٢ ناخب.

أدّت أحداث الربع الأخير من القرن العشرين إلى تهجير نحو ٤٠% من أبنائها ، ومعظم هؤلاء لم يشارك في انتخابات ١٩٩٢ و ١٩٩٦ ، ولكنّ نسبة ملحوظة منهم شاركت في انتخابات ٢٠٠٠ بعد إجراء المصالحات.

الإسم والآثار

عند الباحثين في أصول أسماء القرى اللبنانيّة وتفسير معانيها رأيان حول اسم بيت شاما ، الأوّل للأبوين حبيقة وأرملة يردّه إلى السريانيّة ويترجمه إلى" بيت شهير" من دون إيضاح ؛ والثاني لفريحة الذي وضع احتمالين لأصل الإسم على أنّه من الآراميّة ـ السريانيّة ، اوّلهما يردّه إلى BET SHAMMI ومعناها بيت الصنم" شمّي" ، والثاني يردّه إلى BET SHAMMAYA أي بيت السماء أو البيت العالي المرتفع. أمّا نحن فنفضّل رد المقطع الثاني من الإسم إلى جذر" شمّ" السامي القديم ، فيكون معنى الإسم : المكان أو المحلّة المسلوبة والمنهوبة والمهجورة. وما يجعلنا نميل إلى هذا

١٩٤

التفسير تأكيد أكثر المؤرّخين على أنّ هذه البلدة كانت مأهولة قبل القرن الثاني للميلاد ، وقد تعرّض أهلها للتهجير إثر واقعة حربيّة غير محدّدة التاريخ ، وإنّ الآثار التي وجدت في أراضيها من حجارة لأبنية خربة وقبور قديمة وقطع خزفيّة تؤكّد على هذا الاعتبار. علما بأنّ البلدة لم تكن في موقعها الحالي بل على مرتفع في محلّة تسمّى القلعة ، حيث بقايا ابنية القديمة والكهوف والنواويس المحغورة في الصخر.

عائلاتها

شيعة : حاطوم. حسن قاسم. زغيب. شرف. صبرا. طقش. فرحات. كلامي.

موارنة : التنّوري. الحاج. الخوري. شمعون. صليبا. كرباج. كيروز.

مزرعاني. معوّض. النجّار.

روم كاثوليك : دروبي. المعلوف.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

كنيسى رعائيّة مارونيّة ؛ حسينيّة.

المؤسّسات التربويّة

مدرسة رسميّة متوسّطة مختلطة.

المؤسّسات الإداريّة

المجلس إختياري : تعرّفت بيت شاما إلى سبع مجالس إختياريّة منذ الإنتداب الفرنسي ، تولّاها تباعا كلّ من المخاتير : قبلان التنّوري ، ونجله عبد الله ،

١٩٥

فمحمّد علي فرحات ، ثمّ الحاج توفيق حمد فرحات ، ثمّ علي الحاج فرحات ، وأخيرا محمّد مخيبر فرحات الذي أعيد انتخابه ١٩٩٨.

يجمعها إلى شمسطار مجلس بلديّ واحد ؛ محكمة بعلبك ؛ مخفر درك.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه اللشفة موزّعة على هقاراتها المبنيّة من نبع اليمّونة ، وعين الفوقا ، وعين التحتا عبر شبكة عامّة ؛ شبكة كهرباء ؛ شبكة هاتف من مقسّم بدنايل ؛ بريد بدنايل.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

بضعة محالّ وحوانيت تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة.

من بيت شاما

جورج التنّوري : مربّ ؛ الحاج توفيق حمد فرحات (م) : من أعيان المنطقة ، شارك في صياغة وتنظيم ميثاق شرف بين عشائر وعائلات بلاد بعلبك ـ الهرمل ، وهو الداعي الأبرز إلى نبذ الثأر ، مختار لبيت شاما أواسط القرن العشرين.

١٩٦

بيت شباب

BAIT CHAB B

الموقع والخصائص

بيت شباب ، من كبرى بلدات المتن وأعرقها ، تقوم على هضبة من هضاب المتن الشماليّة يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين ٦٠٠ و ٧٥٠ م. ، على مسافة ٢٣ كلم عن بيروت عبر إنطلياس ـ قرنة شهوان ـ الشاوية ـ بيت شباب ، أو عبر بكفيّا ـ بيت شباب. مساحة أراضيها ٣٨٧ هكتارا ، يحدّها شمالا وادي نهر الكلب ، شرقا بكفيّا ومار بطرس كريم التين ، غربا الشاوية وقرنة شهوان ، جنوبا بكفيّا وبحرصاف وساقية المسك. مناخها صحّيّ ، وفيها ينابيع عديدة منها عين حشيمة المعدنيّة الموصوفى لأمراض الكلى ، وعين الغابية ، وعين الدكر ، والنبع العالي ، وسواها. أحراجها صنوبر وسنديان وعفص ، فاكهتها دراقن وإجاص وتفاح وعنب ، وفيها عدة مزارع للدواجن.

فيلسوف الفريكة ، جارة بيت شباب ، الأديب والمفكّر أمين الريحاني وصف بيت شباب بأنّها ضيعة متصاعدة بجمالها ، متّصفة بعمرانها ، تملأ صدر الجبل الطويل العالي ، الذي يتّصل بجبل بكفيّا ، ويدنو شمالا من جبل كسروان ، الأوّل من منازلها يعلو ستمائة متر عن سطح البحر ، والأخير سبعمائة وخمسين مترا. وبين أسفلها وأعلاها تجتمع البيوت بعضها فوق بعض ، وتنتشر وتتسلسل ، وتستدير ، بأشكال فاتنة من الحجارة البيضاء والسطوح الحمراء المسنّمة ، وقد تخلّلتها جميعا بساتين الفاكهة ، وبواسق الحور والجوز والصفصاف. أما سوقها فمؤلّف من ثلاث ساحات ، يصل

١٩٧

بعضها ببعض طريق العربات الكثير التكويع والإلتفاف ، والأجراف الهائلة. على أنّك تستقبل في الساحة الأولى كنيسة السيدة ـ سيدة الجوزة ـ فتنذر لها نذر السلامة إذا كنت من المؤمنين ، وتستمرّ في العربة مصعّدا في ذلك الطريق اللولبيّ ، ولا خوف عليك إن شاء الله. أمّا إذا كنت من غير المؤمنين بالسيّدات القدّيسات وكنائسهنّ ـ وما أكثر كنائسهنّ في بيت شباب ـ فخير لك أن تسلك الجادات ذات الأبراج ، المتغلغلة في صميم البلدة ، فتعرّج في التوقّل على بيوت الصناعات ومعاملها. أما المشهد الطبيعيّ ، المنفصل عن الحالة الإجتماعية ، فهو من أعالي بيت شباب ، مشهد رائع في تنوّع أشكاله الجاثمة في أوديته ، المتسلسلة في روابيه ، المحصّنة بين أضلعه ، الحافلة بالدساكر والقرى. وما أجملها في هذا الموقف ، تلك القرى المغمورة بشمس الهجير ، فتبدو بقرميدها الأحمر خلال البساتين والغابات كجزر من المرجان في بحر من الزمرد واللازورد.

اشتهرت بيت شباب في خلال القرن التاسع عشر بصناعة الأجراس وبأعمال الحياكة وصناعة نسج الديما من القطن ، وقبل الحرب العالمية الأولى كان في كل بيت من بيت شباب نولان أو ثلاثة. وكان الإنتاج من النسيج الوطني يضاهي الإنتاج من الحرير ، كميّة لا ثمنا. فيصدّر التجار منه إلى مصر وقبرص والأناضول. غير أن النول قد نكب في الحرب العالميّة الأولى وبعدها ، وكادت تضمحلّ صناعة الحياكة ، فقد طغت عليها الأقمشة الأوروبيّة المنسوجة على الأنوال الأوتوماتيكيّة. وكان في بيت شباب المعمل الوحيد لسبك الحديد في لبنان وفي شرقي البحر المتوسّط ، وكان يستعمل فيه الحديد الوطنيّ ، ثمّ درج على استيراد المواد الأوليّة من الخارج لتوقف استخراج الموادّ الأوليّة في لبنان ، ولأن الحديد الأجنبي أرخص ثمنا بيد أنّه ليس بجودة الحديد اللبناني.

١٩٨

أمّا بشأن صناعة سبك الأجراس الكبيرة التي تفرّدت بها بيت شباب فيروى أن أوّل من اهتدى إليها كان أحد أهالي البلدة الذي تعلّم هذه الصناعة من رجل جاء من أوروبا سنة ١٧٨٠ ليسبك جرسا لكنيسة مار عبدا في بكفيّا ، وبعد أن تعلّم إبن البلدة الصناعة علّمها لأولاده الذين أتقنوها ، وراحت تنتقل من جيل إلى جيل. وكانوا يسبكون في بيت شباب أيضا أجراسا صغيرة ويصنعون المسامير والنعال والمضخّات والموازين وحربات الصواعق والأدوات النحاسيّة. ذلك الازدهار الصناعيّ الذي عرفته بيت شباب طغت عليه الهجرة قبل وخلال وبعد الحرب العالميّة الأولى ، فهاجر من بيت شباب أكثر من ثلث سكانها. وقد بذلت في الوقت نفسه ، رغم الهجرة ، جهود في تجديد الصناعات الأخرى التي كادت تضمحلّ بعد الحرب ، على أنّ النجّار والبنّاء والحّداد والفخّاريّ ، كلّهم أو أكثرهم فتنوا بأفريقيا ، تلك الساحرة السوداء ، وراحوا يلبّونها ، كما يقول الريحاني ، وإذا بقي في البلدة نجّار أو حدّاد أو بنّاء ، فإنه كان يعمل بهمّة باردة ، وبروح يعتريها السأم ، لأنّ إفريقيا تناديه. ومنذ ذلك التاريخ تراجعت الصناعات التي تميّزت بها بيت شباب ، وتوقّفت الصحف التي كانت تصدر فيها أوائل القرن كما معامل الحرير ، ودرج النزوح إلى بيروت ، ولم يكن الإصطياف الذي بدأت تشهده بيت شباب أواسط القرن العشرين ، كما سائر بلدات المتن العالية ، ليعوّض عن التراجع الإقتصادي الذي طغى على مسار البلدة. واستعاض أكثر أبناء بيت شباب عن المهن الحرفيّة بتحصيل العلوم ، وبرز منهم العديد في الآداب والصحافة والمهن الحرّة والتجارة وفي سلك الإكليروس في الوطن وبلدان الانتشار.

عدد أهالي بيت شباب المسجّلين المقيمين اليوم نحو ٠٠٠ ، ١٦ نسمة ، من أصلهم حوالى ٢٠٠ ، ٥ ناخب. أمّا عدد المغتربين والنازحين فأكثر بكثير.

١٩٩

الإسم والآثار

رغم أنّ اسم بيت شباب يوحي بأنّه عربيّ ، فقد أجمع الباحثون على أنّه سريانيّ عصرا ولغة ، أصله : BET CHEBABA وتعريبه : بيت الجار. ما يمكنه أن يعني أنّ المردة الذين استقرّوا في بحرصاف وبسكنتا ، هم الذين بنوا بيت شباب في خلال أو بعيد القرن السابع.

لا يزال من آثار تلك الحقبة في بيت شباب قلعة ربّما جدّد بناءها الصليبيّون في القرن الحادي عشر.

عائلاتها

موارنة : إبراهيم. أبو خليفة ـ بو خليفة. أبو دبس. أبو درويش ـ بو درويش.

أبو زردان ـ بو زردان. أبو زكريّا ـ زكريّا. أبو زيد. أبو عقل. أبي اللمع.

إسحق. الأسمر. الأشقر ـ حبشي الأشقر. بطرس. بو داود. بو دلحة. البجّاني.

بيطار. تركي. جبر. جبرايل. حاج. الحايك. حبشي الأشقر. حبقوق. الحجّار.

حديفة. حزقيّال. الحوّاط. خليل. الخوري أنطون. الخوري الياس. داغر.

درغام. درويش. الرامي. زعرور. ساسين. سعود. سلوان. سميا. شاهين.

شعيا. شهوان. شيبان. الشيخ. صوما. ضوميط. طربيه. الطن. طوبيّا. عبيد.

عطالله. العمّار. عنيسي. غالب. غبريل. غصوب. الفاخوري. الفتى. فرج الله. فضول. القاري. القاعي. قبلان. قزما. قشّوع. قصيّر. كريتا. كنعان.

لحد. مالك. مدلج. مراد. مرقس. مصروعة. مكرزل. منذر. نجا. نخلة.

الهنود. نفّاع. نهرا. الوتشي. ياغي. يميّن.

ملكيّون : أبو عيسى ـ أبي عيسى. الحدّاد.

٢٠٠