موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ٤

طوني مفرّج

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من عين الدلبة وصلتها ١٩٥١ ؛ الكهرباء وصلتها ١٩٦٠ ، قبل ذلك التاريخ كان بعض الأهالي قد مدّ الكهرباء إلى منازله على حسابه الخاص من بعبدا ؛ هاتف إلكتروني من مقسّم بعبدا ؛ بريد بعبدا.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

محطّة تحويل للطاقة الكهربائيّة من معمل الباروك أنشئت في عهد الإنتداب الفرنسي ؛ معمل صابون ؛ معمل لتكرير الزيت ؛ مزارع دواجن وأغنام وخنازير ؛ معمل حجارة باطون ؛ مشغل ميكانيك سيّارات ؛ بضعة محالّ وحوانيت تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات والخدمات الأساسيّة.

من بطشاي

سليم ناصيف (١٨٥٠ ـ ١٩٢٦) : مربّ وعسكري وسياسي ورجل أعمال ، علّم في مدارس المتصرّفيّة في عهد رستم باشا وفي مدرسة الثلاثة أقمار ، تحوّل إلى التجارة ثمّ اغترب إلى كركاس فنزويلا ، تطوّع هناك في جيش الحكومة لمواجهة الثوّار في خلال الحرب الأهليّة ، رفع إلى رتبة كولونيل وعيّن وكيلا سياسيّا لرئيس الجمهوريّة في دول الغرب ، عاد إلى التجارة وانتقل إلى كولومبيا حيث قضى بقية عمره فيها عاملا في التجارة.

٢١

بطلون

شقيف بطلون

B LUON

SHQIF B LUON

الموقع والخصائص

هي غير بتلون الشوف ، تقع بطلّون في قضاء عاليه على متوسط ارتفاع ٢٠٠ و ١ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٢٤ كلم عن بيروت عبر عاليه ـ بحمدون ؛ مساحة أراضيها ٢٢٠ هكتارا. زراعاتها الأساسيّة تفّاح وكرمة. تروي أراضيها مياه نبع الشقيف ونبع الجرن وعين الشرقيّة. عدد أهاليها المسجّلين نحو ٠٠٠ ، ٢ نسمة من أصلهم حوالى ٧٥٠ ناخبا ؛ وهي من القرى التي عرفت التهجير في خلال الحرب الأهليّة ، وقد استكمل الصندوق المركزيّ للمهجّرين في ربيع سنة ٢٠٠٠ دفع تعويضات الترميم وإعادة الإعمار وتنفيذ بعض مشاريع البنى التحتيّة في البلدة. ومع حلول صيف ٢٠٠١ كان الأهالي قد بدأوا يعودون إلى البلدة.

الإسم والآثار

تكتب بتلون ، وبطلون. فريحة ردّ أصل الإسم BET TELLUON السريانيّة التي تعني مكان التلة الصغيرة ؛ كما احتمل أن يكون الأصل BET ALYUON أي بيت الفتى الحدث ، أوBET ALLUONA أي مكان الندى والطل ، والواو والنون هنا للتصغير. نحن نميل إلى اعتماد التفسير القائل بمعنى" مكان التلّة الصغيرة" انطلاقا من موقع القرية ، ومن الشقيف التابعة لها ، وكلمة شقيف

٢٢

تعني الصخر الشاهق المشرف. من ناحية أخرى وجدنا أنّ للقرية حرش يدعى حرش دلبون ، ودلبون تعني مكانا صغيرا ينبت فيه شجر الدلب.

عائلاتها

روم أرثذوكس : حدّاد. خير الله. الصليبي. عبد النّور. نصر الله. الهاشم.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة والتربويّة

كنيسة السيّدة : رعائيّة أرثذوكسيّة تعرّضت للإضرار في خلال الحرب الأخيرة ، بوشرت إعادة بنائها ؛ رسميّة إبتدائيّة مختلطة.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس إختياري : بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء يوسف هاشم مختارا.

مجلس بلدي : بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء بالتزكية مجلس توافقيّ قوامه : د.

خليل خير الله رئيسا ، موسى صليبي نائبا للرئيس ، والأعضاء : إلهام نصر الله ، سمير خير الله ، ناجي عبد النور ، كمال خير الله ، سبع هاشم ، وليد عبد النور ، فؤاد الهبر ؛ محكمة عاليه ؛ مخفر بحمدون.

البنية التحتيّة والخدماتيّة والاقتصاديّة

شبكة مصلحة مياه الباروك ؛ هاتف وبريد بحمدون ؛ مكتب كهرباء عاليه.

منتزه نبع الشقيف ؛ بضعة حوانيت.

مناسباتها الخاصّة

عيد انتقال السيّدة العذراء في ١٥ آب حيث تجري احتفالات وتوزع الهريسة.

من بطلون

خليل مخول الصليبي (١٨٧٠ ـ ١٩٢٨) : فنّان تشكيلي ، من خريجي المدرسة الفنيّة الانكليزيّة ، له لوحات فريدة من نوعها في لبنان.

٢٣

بطمة

BUOME

الموقع والخصائص

تقع بطمة في قضاء الشوف على متوسط ارتفاع ٠٠٠ ، ١ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٥٥ كلم عن بيروت عبر الدامور ـ بيت الدين ـ المختارة. مساحة أراضيها ٥٥٠ هكتارا ، زراعتها الرئيسيّة زيتون وتفّاح ، مياه الريّ فيها من ينابيعها وأهمّها عين البيّاض ، عين المرج ، وعين البساتين. عدد أهاليها المسجليّن نحو ٢٠٠ ، ١ نسمة منهم حوالى ٣٠٠ ناخب.

الإسم والآثار

في السريانيةBIME تعني ما تعنيه بالعربية : شجر البطم ، فبوسع الإسم أن يكون عربيّا أو سريانيّا ـ آراميّا. فيها آثار نواويس قديمة محفورة في الصخر ، وفيها متحجّرات طبيعيّة لحيوانات ونباتات ، وسنديانة معمّرة تعرف بسنديانة إم شراطيط ، لأنّ العادة جرت أن يعلّق فيها كلّ آت إليها خرقة بعد وفاء نذره ، وهي عادة مستمرّة منذ الأزمنة الوثنيّة.

عائلاتها

موحّون دروز : أبو غانم ـ بو غانم ـ غانم. أبو نصر الدين ـ نصر الدين.

البيطار. الحريري. الحلبي. زين الدين. عضيمي ـ عظيمي. عطا لله. وهبة.

ملكيّون كاثوليك : أبو الهنا. الحدّاد. ربعمد. عطيّة.

موارنة : رزق. عازار.

٢٤

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

كنيسة مار بطرس وبولس الأثريّة : رعائيّة للروم الكاثوليك قديمة العهد ، تضرّرت في خلال أحداث الربع الأخير من القرن العشرين كما سائر بيوت القرية ، جرى الاحتفال رسميّا بتدشينها بعد إعادة البناء في ٤ تموز ١٩٩٩ وسط حضور رسميّ وقياديّ.

المؤسّسات التربويّة

رسميّة متوسّطة مختلطة.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس إختياري : بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء فوزي الحدّاد مختارا بالتزكية.

مجلس بلدي أسّس ١٩٦٢ ، وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مجلس قوامه : منصور محفوظ زين الدين رئيسا ، رضوان يوسف البيطار نائبا للرئيس ، والأعضاء : خليل الياس رزق ، رياض رامز زين الدين ، يوسف الياس ربعمد ، زيد حسن زين الدين ، طارق سليم زين الدين ، سمير وهبي بو نصر الدين ، وعفيف عبد الله البيطار.

مخفر المختارة ؛ محكمة بعقلين.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من الباروك عبر شبكة مصلحة مياه الباروك ؛ مكتب كهرباء بيت الدين ؛ مقسّم هاتف المختارة ؛ بريد المختارة.

الجمعيّات الأهليّة

نادي بطمة الإجتماعي.

فريق النجوم الرياضي.

٢٥

فوج الكشاف التقدمي.

المؤسّسات الإستشفائيّة

مستوصف.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

منتزه عين البساتين بجانب نهر الباروك ؛ بضعة محالّ وحوانيت تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة وبعض الخدمات.

مناسباتها الخاصّة

عيد مار بطرس وبولس في ٢٩ حزيران حيث تجرى إحتفالات شعبيّة يشترك فيها أبناء البلدة والجوار.

من بطمة

الأب نقولا أبو الهنا (١٨٨٨ ـ ١٩٥٦) : راهب مخلّصي ، من أئمّة اللغة والبيان والبلاغة والنقد الأدبي ، له جملة مؤلّفات ؛ سعيد البيطار : سفير ؛ الشيخ شرف الدين الحريري (م) : شيخ عقل الموحدين الدروز أوائل القرن السادس عشر. الشيخ شرف الدين عظيمي (م) : شيخ عقل الموحدين الدروز في القرن السابع عشر ، جعل في عهده مجلسا لشيوخ الطائفة.

٢٦

بعاصير

B SIR

الموقع والخصائص

تقع بعاصير في إقليم الخرّوب من قضاء الشوف على متوسط ارتفاع ٣٥٠ م. عن سطح البحر وعلى مسافة ٣٤ كلم عن بيروت عبر الدامور ـ الجيّة ـ مفرق برجا ـ بعاصير. مساحة أراضيها ٥٥٠ هكتارا. زراعتها الرئيسيّة حبوب ، وتنمو فيها كروم عنب وزيتون وخرّوب وبعض الأشجار المثمرة.

عدد سكّانها المسجّلين حوالى ٠٠٠ ، ٢ نسمة من أصلهم نحو ٠٠ ، ٥ ناخب.

الإسم والآثار

ردّ فريحة وحبيقة وأرملة اسم بعاصير إلى مركّب من مقطعين سريانيين : BETSIRE أي : محلة العصر ، أي معصرة. وكان فيها معاصر لزيت الزيتون ودبس الخرّوب بكثرة قديما.

عائلاتها

سنّة : إبراهيم. أبو حاقة. أبو صالح. جريس. حاج. حمزة. القعقور. المهدي.

نصر الدين.

٢٧

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

جامع بعاصير.

المؤسّسات التربويّة

رسميّة متوسّطة مختلطة.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس إختياري : بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مصطفى حمزة مختارا.

مجلس بلدي يضمّ إليها حارة بعاصير. وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مجلس بلدي قوامه : محمّد عثمان الحاج رئيسا ، مروان ملحم القعقور نائبا للرئيس ، والأعضاء : محمود سعيد القعقور ، سليم عبده الحاج ، منذر محمّد أبو صالح ، وليد نمر حمزة ، إبراهيم خضر نصر الدين ، محمود محمّد القعقور ، ناصر خضر مهدي ، ورفيق علي أبو صالح ؛ ومثّل حارة بعاصير في هذا المجلس كلّ من مارون شاكر القزّي وبيار جميل القزّي.

محكمة الدامور.

مخفر برجا.

البنية التحتيّة والخدماتيّة والإستشفائيّة

مياه الشفة عبر شبكة مصلحة مياه الباروك ، نبع العصافير ؛ هاتف إلكتروني ؛ مكتب بريد ؛ مستوصف.

الجمعيّات الأهليّة

نادي بعاصير الثقافي الرياضي.

مركز اتّحاد حماية الأحداث في بعاصير ؛ تمّ افتتاح مشغلي نجارة وحدادة ٢٠٠٠ تمّ إنجاز هما في مركز اتّحاد حماية الأحداث في بعاصير ، بدعم من

٢٨

منظمّة الأمم المتّحدة للطفولة ـ اليونسيف ، وبرنامج الخليج العربيّ لدعم منظمّات الأمم المتّحدة الإنمائيّة.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

تنتج الألبان ؛ بضعة محالّ وحوانيت تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة.

من بعاصير

د. أحمد أبو حاقة : دكتوراه في اللغة العربيّة وآدابها ، عميد كليّة التربية بالنيابة في الجامعة اللبنانيّة ١٩٧٦ ـ ١٩٧٧ ، مدير كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة ١٩٨١ ـ ١٩٨٨ ، في الجامعة اللبنانيّة ، أعلنته الجامعة اللبنانيّة أستاذا فوق القمّة في التعليم العالي ، له العديد من المؤلّفات والمحاضرات والبحوث ؛ أحمد الحاج : لواء متقاعد ، تقلّب في مسؤوليّات إداريّة وعسكريّة عديدة ، سفير ؛ مصطفى محمود القعقور (١٩٢٣ ـ ١٩٩٦) : شاعر غنائي وفنّان ، مراقب للشعر الغنائي في إذاعة لبنان ، عضو" أسرة الجبل الملهم" ، و" جمعيّة أهل القلم" ، و" جمعيّة المؤلّفين والملحّنين وناشري الموسيقى" ، له أشعار غنّاها مطربون وعدّة كتب شعريّة ؛ سعيد القعقور : عميد متقاعد ، تقلّب في المناصب العسكريّة ، ألّف لائحة خاضت الانتخابات البلديّة بعد تقاعده.

بعانوب

أنظر : قتالة

٢٩

بعبدا

الجمهور. الفيّاضيّة. عين الرّيحانة. مار تقلا

اليرزة

BABDA

.AL ـ JUOMUOR NE.AL ـ FAY DIYE.AINIL M R TAQLA ـ R AL ـ YARZE

الموقع والخصائص

بعبدا ، مركز القصر الجمهوري اللبناني ، ومركز محافظة جبل لبنان ، ومركز قضاء بعبدا ، تقع على مسافة ٩ كلم عن قلب العاصمة بيروت جنوبا بشرق ، يحتلّ وسطها مرتفعا يعلو نحو ٢٥٠ م. عن سطح البحر ، مشرفا على العاصمة إشرافا جميلا ، ويبلغ ارتفاعه عند ذروته ٣٦٠ م. ، وهو محاط بأشجار الصنوبر والزيتون والحمضيّات.

أصبح طابع البلدة فسيفسائيّا ، إذ اختلطت فيها القصور اللبنانيّة القديمة بالبيوت المختلفة الطراز ، وجاءت الأبنية العالية لتزيد في ذلك الخليط الذي لا يخلو من الجمال الأخّاذ. غير أنّ الطابع المسيطر لا يزال يوحي بالمكانة التي احتلّتها بعبدا في تاريخ لبنان منذ نشوئها. وأكثر ما يوحي بهذا الإنطباع ، السرايا القائمة بعظمة على إحدى روابي البلدة الغربيّة ، وبيوت القرميد ذات القناطر المعقودة ، وضخامة الكنائس والأديار والمدارس. ورغم أن التنّظيمات البلدية الحديثة قد عملت في تطوير وتجميل شوارع بعبدا الرئيسيّة ، فلا تزال

٣٠

الأزقّة الضيّقة تطبع داخليّة بعض أحياء البلدة حيث يبدو التطوير والتجميل مستحيلين ، إلّا أن أحياءها الحديثة ، مثاليّة الهندسة والتخطيط.

اليرزة ، وهي جناح بعبدا الشرقيّ ، رابية مكسوّة بأشجار الصنوبر تقوم عليها أجمل القصور اللبنانيّة الحديثة. وإنّ جمال الهندسة ، وغنى البناء ، وجمال الموقع ، عناصر جعلت من اليرزة منطقة جديرة بأن تصنّف من إحدى أجمل المناطق السكنيّة اللبنانية الحديثة ، ولقد تميّزت اليرزة بطابع" الطبقيّة" إذ كان هذا القصد مرافقا للتخطيط الهندسي ، فجاءت ، تبع هذا التصميم ، مركزا رفيعا من مراكز لبنان الأرستقراطية. ويفصل اليرزة عن بعبدا مسافة كيلومتر ونصف. ولليرزة اتّصال آخر بالطرقات الرئيسيّة عبر طريق دمشق الدّولية عند الفياضيّة.

الفياضيّة ، جناح آخر لبعبدا ، على صورة بعبدا القديمة ومثالها ، كما رافق التقدم العمراني فيها نسبة التقدم الذي طرأ على بعبدا حجما وشكلا ، فجاءت الفياضيّة جناحا للبلدة الأم ، مطابقا لها وصفا وروحا. وتقع الفياضيّة شرقي مركز بعبدا الرئيسي ، حيث تمرّ طريق بيروت ـ دمشق الدوليّة. وقد أنشئت في الفيّاضيّة مؤخّرا مصانع حديثة ، أضفت عليها طابعا صناعيّا بعض الشيء.

مار تقلا ، تقع في أقصى شمال بعبدا ، متّصلة بالحازميّة التي كانت إلى عهد قريب تابعة لبعبدا ، أمّا مار تقلا فلا تزال تابعة لبعبدا إلى اليوم ، وتطالب الحازميّة بضمّ منطقة مار تقلا إلى خراجها. وهي بلدة حديثة ، تقوم فيها أبنية فخمة حديثة الطراز ، وقصور شبيهة بقصور اليرزة ، إنّما الذي يميّز اليرزة عن مار تقلا خلوّ اليرزة من الأبنية التجاريّة التي تتوفّر في مار تقلا ذات الشوارع الرحبة النظيفة ، ويجاري فيها البناء طبيعة الأرض المنحدرة نحو

٣١

الشمال والغرب. ويحدّ منطقة مار تقلا نهر بيروت من الشمال ، الحازمية من الغرب ، الفياضيّة من الجنوب ، واللويزه من الشرق.

الجمهور ، وهي منطقة مشتركة بين بعبدا ، واللويزه ، وعاريّا ، تشكّل الجناح الشرقيّ الشماليّ لبعبدا ، المتاخم لطريق دمشق الدوليّة ، قوامها بضع منازل قائمة قرب الطريق ، تكاد تختبيء خلف أبنية المصانع الحديثة الضخمة وصالات العرض والمحال التجارية.

إذا ، يضمّ الإطار المحيط بالمنطقة العقارية التي تحمل إسم بعبدا : الجمهور ، اليرزة ، مار تقلا ، الفيّاضية ، عين الريحانة ، بالإضافة إلى بعبدا. مساحة أراضيها مجتمعة حولى ٠٠٠ ، ١ هكتار ، الزراعة ضمن هذا الإطار مركّزة في المقلب الشماليّ من المنطقة ، الذي يشكّل ضفّة نهر بيروت الجنوبيّة ، حيث بساتين الحمضيّات ، وفي وادي بعبدا ، الفاصلة بينها وبين منطقة الفياضيّة من جهة ، وحدث بيروت من جهة ثانية ، وهي مكوّنة من مجرى نهر شتويّ ، تقوم فيه بساتين الحمضيّات وكروم الزيتون ، وحول البلدة من جميع النواحي بعض كروم الزيتون ، ومناطق لا تزال خالية من البناء ، ينمو فيها القليل من دوالي العنب وبعض أشجار التين واللوز وغيرها. أرضها لا تخلو من الينابيع ، وقد اشتهر منها" العين الفوقانيّة" وهي ذات مياه صحّية ، تحافظ على كميّة لا بأس بها في فصل الصيف ، يطال مجال منبعها مساحة من الأرض لا تزال تزرع بالخضار والحمضيّات.

عدد أهالي بعبدا المسجّلين بمناطقها المختلفة حوالي ٠٠٠ ، ١٦ نسمة من أصلهم حوالى ٥٠٠ ، ٥ ناخب ، وعدد إجمالي السكّان يضاهي الأربعين ألف نسمة. دخل أبنائها من استثمار الأملاك في مجالي الإسكان والزراعة ، ومن الوظيفة والتجارة والمهن الحرّة.

٣٢

الإسم والآثار

يذكر التقليد أنّ اسم بعبدا منسوب إلى كنيسة مار عبدا فيها ، ويقول إنّ عائلة شاهين حنّا نزحت من قرية معاد في قضاء جبيل إلى هذا المكان وباشرت بناء كنيسة على اسم مار عبدا الذي له دير في معاد ، وفي الحقبة نفسها نزحت عائلة ياغي من حصرايل في قضاء جبيل إلى حيث تقيم أسرة شاهين حنّا وأصرّت على أن تكون الكنيسة على اسم مار فوقا شفيع بلدة حصرايل ، فوقع الخلاف بين الأسرتين بين ١٧٣٥ و ١٧٤٢ ما جعل المطران عبد الله قرألي (مطران أبرشيّة بيروت المارونيّة ١٩١٦ ـ ١٧٤٢) يتدخّل لحسم النزاع فأفتى بأن تكون الكنيسة على اسم القديسين عبدا وفوقا ، فحلّت المشكلة ، ومن إسم مار عبدا اتخذت بعبدا اسمها. أمّا فريحة كما حبيقة وأرملة فردّوا الإسم إلى السريانيّة : BET ABDA إي مكان العبد. ولكنّنا نرجّح ما جاء في التقليد حول اسم بعبدا لأنّنا لم نجد لها ذكرا في المدوّنات قبل منتصف القرن الثامن عشر.

إسم اليرزة عربيّ منسوب إلى شجر اليرز الشبيه بالشربين الذي ينمو في المحلّة.

واسم الفيّاضيّة منسوب إلى مؤسّس الفيّاضيّة حبيب صالح فيّاض الذي كان أوّل من بنى في المحلّة بيتا وكنيسة سنة ١٩٣٢.

أمّا إسم الجمهور فله رواية تقول إنّه نحو سنة ١٩١٠ بينما كان القطار المحمّل بالركّاب آتيا من البقاع باتّجاه بيروت بقيادة سائق درزي ، تعطلّت المكابح عند مشارف المنطقة المعروفة اليوم بالجمهور ، ولمّا لم يستطع السائق السيطرة على القطار ، تذكّر أنّ بالقرب من المكان كنيسة على اسم سيّدة البشارة في بعبدا ، فتضرّع إليها صارخا باسم الجميع بأن تنقذهم ناذرا

٣٣

إذا تحقّق لهم الخلاص أن يزوروا كنيستها للصلاة والشكر وتقديم كلّ ما يملكون من مال ومجوهرات ، فتوقّف القطار فجأة على بعد مئات الأمتار من الكنيسة ، فنزل الجميع ، مسلمين ومسيحيّين ودروزا ، وشكروا السيّدة وقدّموا مالهم ومجوهراتهم ، ثمّ تابعوا المسير بأمان ، فتطايرت أخبار الحادثة في كلّ مكان ، وأطلق اسم السيّدة العجائبيّة على الكنيسة ، واسم الجمهور على المحلّة التي توقّف فيه القطار ونزل منه" الجمهور" ليزور الكنيسة.

ولاسم مار تقلا رواية أخرى تقول إنّ الأرض التي تقوم عليها المحلّة اليوم كانت ملكا لضاهر شبلي الحلو من بعبدا ، وعلى أثر ظهور ضوء عجيب من مغارة كانت فيها ، أجرى ضاهر الحلو تنقيبات خفيفة في المغارة ، فوجد صورة للقديسة تقلا ، فقام فورا بحفر أساس لبناء كنيسة على إسم القديسة ، غير أنّه توفي بعد أن أتمّ من البناء أربعة مداميك ، فاشترى الأرض راجي ونجيب الأسمر ، وأكملا البناء في العام ١٩١٩ ، ومنذ ذلك الحين عرفت المحلّة باسم مار تقلا ، ومؤخّرا قامت الأبنية الحديثة على تلك البقعة المجاورة للكنيسة التي بقيت تحمل الإسم.

عين الريحانة إسمها عربي منسوب إلى عين ماء بقربها شجرة ريحان.

وهكذا نجد أنّ أسماء جميع المناطق التي تتألّف منها بعبدا الكبرى عربيّة حديثة نسبيّا ، إلّا أن المنطقة قد عرفت أنشطة قديمة بقيت منها آثار. أهمها" قناطر زبيدة" التي أجمع المحقّقون بعد البحث على أنّها من بناء الرومان ، وليس لزبيدة زوجة هارون الرشيد ولا لزينب الزباء ملكة تدمر يد في بنائها ، وعلى هذه القناطر كانت تمرّ قناة نبع العرعار الواقع فوق بعبدات على مسافة ١٢ ميلا عن القناطر ، ولا تزال آثار القبو الذي بناه الرومان لنبع العرعار قصد جلب مياهه إلى بيروت ظاهرة حتى الآن ، كما أن آثار القناة الرومانيّة

٣٤

ما زالت بائنة في منطقة الرويسة من بعبدات ، وفي منطقة عرفت بالقنطرة نسبة إلى وجود قنطرة فيها هي أصل القناة ، ثم في مكان يعرف بالرصيف شرق برمّانا ، وقد سمّي الرصيف نسبة لحجارة القناة المرصوفة ، ثم بمعصرة الحريق الواقعة بين برمّانا وبيت مري حتى تبلغ دير القلعة ؛ إلّا أنّ بعض المؤرّخين يشكّ في أن تكون قناطر زبيدة قد بنيت لمياه العرعار ، بيد أنّ الرأي السائد يقول بأنّ مياه العرعار قد جرّت إلى دير القلعة ، وأنّ القناطر قد بنيت لمياه بيروت. ولا شكّ في أنّ هذه القناطر قد بنيت لتزويد بيروت بالمياه ، سواء كانت المياه التي جرّت عليها من العرعار أو من نبع بيروت ، فقد كان الماء" ينفذ من القناة في تقب داخل صخر عظيم إلى قناة أخرى كبيرة حتى يبلغ بيروت ، غير أنّه لم يبق اليوم من تلك القناة سوى آثارها".

عائلاتها

مسيحيّون بأكثريّة مارونيّة : أبو جودة. حرب. أبو خليل ـ أبي خليل ـ خليل.

أبو صافي. أبو قوس. أبو لحّود. أبو نادر ـ أبي نادر ـ نادر. أبي راشد. أبي موسى. أبي ياغي ـ ياغي. الأسمر. إسطفان. إضباشي. أنطونيوس. باحوط.

بدّور. بركات. البعيني. بوّاب. جبيلي. الجلخ. جمهوري. الحاج منعم.

حباليني. حرفوش. حريقة. الحلو. حنّا. حنين. خاطر. الخوري. دانيّال.

دعبول. الرجّي. رحّال. رزق الله. رشيد. ريّس. زخّور. سعد. السمين.

شحلاوي. شكر الله. شعيا. شنيعي. شهاب. شهوان. صادق. صرّوف. صعب.

صقر. صهيون. الطقش. عبّود. عسّاف. عوّاد. الغرّ. الفاخوري. الفغالي.

فيّاض. القارح. القسّيس. القصيّفي. قمر. كلش. كميد. معتوق. مكرزل.

الملّاط. ناصيف ـ أبي ناصيف. النبي. نخلة. نعمة. النوّار. الهاشم.

مسلمون : العبد الله. العلايلي. اللهيب.

٣٥

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

كنيسة مار عبدا وفوقا : رعائيّة مارونيّة بناها الأهالي في حوالى ١٧٣٢ ، وجدّدوا بناءها ١٩٠٧ ، ورمّموها وأجروا عليها تحسينات في حقبات لاحقة ، وفي ١٩٩٩ وضع الحجر الأساس لبناء صالة كبرى لها.

ديرمار أنطونيوس للآباء الأنطونيّين : في النصف الأوّل من القرن الثامن عشر قام آل ياغي القاطنون في بعبدا بوقف عقارات من أملاكهم الخاصة بغية إنشاء دير لسكن بناتهم اللواتي رغبن في الترهّب ، وبنوا ١٧٤٥ بعض أبنية خشبية متواضعة ، وطلبوا من رئيس عام الرهبانية الأنطونيّة القس سمعان عريض أن يحرّر قانونا للراهبات بموجب قوانين وفرائض الراهبات الأنطونيّات فلبّى طلبهم ، ولمّا قدّموا القانون لمطران الأبرشيّة يوسف إسطفان ١٧٥٥ ، أمر بتثبيت القانون موقّتا على أن ترسل الرهبانيّة الأنطونيّة كاهنا يهتمّ بتدبير الشؤون الروحيّة للراهبات ، وبقي هذا الكاهن حتى ١٧٦٤ إذ رغب أعيان عائلة أبي ياغي بتسليم الدير للرهبانيّة الأنطونيّة ، وهكذا تمّ التسليم بموافقة المطران يوسف إسطفان والبطريرك طوبيّا الخازن ، ووقّع صك التسليم حاكم لبنان الأمير سيّد أحمد الشهابي ، وقد جعلت الرهبانيّة الأنطونيّة الدير على إسم القدّيس أنطونيوس البادواني ، وجدّدت بناءه بطبقتين ، وأنشأت فيه كنيسة بديعة الهندسة قلّت يومها مثيلاتها في لبنان. وكان الراهبان المعتنيان بهذا الإنجاز ، الأب إبراهيم عون ، والأب إسطفان أبو خرص. ومن نقش كان على جرن المعمودية في الكنيسة ، يستدلّ أنّ بناء الكنيسة قد أنجز ١٧٨٤ ، وتعاقب على إضافة الإنشاءات إلى هذا الدير الآباء إقليموس البعبداوي ، وباسيليوس البيروتي ١٨٠٠ ، ثمّ يوسف الليلكي. وفي

٣٦

١٨٣٠ أنشأت الرهبانيّة الأنطونيّة مدرسة إكليركيّة في هذا الدير كان من أوّل الذين علّموا فيها الشيخ بشارة الخوري الفقيه ، وبين ١٩٠٦ و ١٩١٤ حوّلت الرهبانيّة الدير إلى مدرسة عامّة ، وأصدرت فيه مجلّة" كوكب البرّيّة" الأدبيّة ، وبعد توقّف بسبب الحرب العالميّة الأولى ، قامت بإنشاء مبنى خاص للمدرسة ما لبث أن جمع حوالى ٢٥٠ تلميذا. ثمّ قام المرسلون الكبّوشيّون بتأسيس مدرسة هناك ، كانت تعتني بتعليم اللغة الإيطالية.

كنيسة سيّدة البشارة العجائبيّة : رعائيّة كاثوليكيّة ، فمع اعتناق بعض الأمراء الشهابيّين المسيحيّة ، وبروز الحاجة إلى بناء كنيسة لطائفة الروم الكاثوليك وخاصّة في بعبدا ، وقف الأمير ملحم شهاب الذي حلّ في بعبدا ، قطعتي أرض لمصلحة الطائفة شيّدت على إحداهما كنيسة بيزنطيّة كاثوليكيّة تحمل اسم سيّدة البشارة العجائبيّة ، وعلى الثانية مدفن خاصّ بأبناء الرعيّة الملكيّة الكاثوليكيّة. في واجهة الكنيسة لوحة رخاميّة تذكاريّة تشير إلى أنّها بنيت برعاية المتروبوليت أغابيوس الرياشي الذي تولّى كرسي أبرشيّة بيروت الملكيّة ١٨٢٨ ـ ١٨٧٨ ، ثمّ رممّها ١٨٨٥ المتصرّف نعوّم باشا. في ١٩٨٨ رممّها ووسّعها إبن البلدة شاهين طوبيّا وبنى لها أنطوشا ، وفي ١٩٩٦ أنشئ ٣٦ مدفنا لأبناء الطائفة. وفي ٢٥ آذار ١٩٩٧ عيد سيّدة البشارة ، دشّنت القاعة الكبرى المعدّة لاستقبال النشاطات الرعويّة. وروينا عن تسميتها بالعجائبيّة تحت إسم الجمهور أعلاه.

كنيسة القديسة تريزيا الطفل يسوع : رعائيّة مارونيّة في الفيّاضيّة ، بناها مؤسّس الفيّاضيّة حبيب صالح فيّاض ١٩٣٢ ، وقام خادمها الخوري يوسف أبي صعب ١٩٥٧ ـ ١٩٨٣ بإغنائها بالأواني والمقاعد والجرس الكبير وسوّر ساحتها بعد تعبيدها وأصلح بيت الكاهن ، وذلك بعون من الرئيس اللواء فؤاد

٣٧

شهاب الذي كان آنذاك قائدا للجيش ، والذي اتّخذ القديسة تريزيا شفيعة له وللجيش اللبناني. كما اعتنى الخوري أبي صعب بتأسيس مدرسة الأحداث في الفيّاضيّة التّابعة لأبرشيّة بيروت المارونيّة.

كنيسة مار تقلا : رعائيّة مارونيّة في محلّة مار تقلا المنسوبة إليها ، وقد روينا عن تأسيها تحت عنوان إسم محلّة مار تقلا.

كنيسة مار جرجس : رعائيّة مارونيّة.

المؤسّسات التربويّة

الجامعة الانطونيّة : في دير مار أنطونيوس الآنف الذكر ، وإضافة إلى المعهد الوارد ذكره فقد أنشئ في المؤسّسة جامعة عرفت بالجامعة الأنطونيّة ، وفي أيّار ١٩٩٧ صار تدشين ٤ فروع جديدة لها هي :

١) معهد تكنولوجيا المعلومات ، وهو الأول في لبنان ؛ ٢) معهد علوم مختبرات طب الأسنان ؛ ٣) معهد الموسيقي ؛ ٤) معهد التربية البدنيّة. وعقد اتفاق مع جامعة السوربون الفرنسية يخوّل طالب المعهد بعد نيله الإجازة في الإختصاص متابعة دراسته العليا تلقائيّا في السوربون من دون امتحان دخول.

مدرسة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات : أسستها الرهبانيّة ١٩٠٥ على أرض إشترتها من الأمير قيس ملحم الشهابي.

مدرسة الحكمة في منطقة برازيليا.

رسمية تكميلية : أسست في بعبدا ١٩٥٦.

المدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ.

٣٨

المؤسّسات الإداريّة

دار الحكومة أو السرايا : بعد تعيينه متصرفا للبنان بشهر واحد ، إتّخذ داود باشا (متصرّف ١٨٦١ ـ ١٨٦٨) دار الحكومة في دير القمر ، مقرّا للمتصرفية ، ولم يلبث أن إشترى قصر بيت الدين ، ونقل مقرّ الحكومة إليه ، ثمّ قام بإجراء إنتخابات مشايخ القرى ، ومختاري المدن ، وهؤلاء إختاروا أعضاء مجلس إدارة المتصرفية. وقد اجتمع أول مجلس إدارة في بيت ببلدة الحدث ، لم يبق له أثر. ثمّ في قصر الأمير بشير بو طحين الشهابي في قرية سبنيه المتاخمة لبعبدا ، وقد جعل هذا المركز مقرّا للمتصرّف وأعضاء مجلس الإدارة وجميع دوائر الحكومة ، إلى أن اختلف المتصرّف واصا باشا (متصرّف ١٨٨٣ ـ ١٨٩٢) مع أبناء المنطقة ، فنقل مقرّه إلى غزير في كسروان. وقد سارع أهالي بعبدا أنذاك إلى" شراء القسم الذي يخصّهم من المحل المبني فيه دار الحكومة من بعض الأمراء الشهابيين في ١٨٨٧ وقدّموه لحكومة المتصرّف واصا باشا ليجعله مقرّا لمجلس الإدارة ، فقام بهدم البناء القديم وأنشأ مكانه مبنى الدوائر". وفي ١٨٩٧ بعهد نعوم باشا تمّ إكمال الدائرة الشمالية من المبنى. وفي ١٩٠٣ بعهد مظفّر باشا" صار إصلاح بوابة دار الحكومة ونقشت عليها الطغراء السلطانيّة". ودامت سرايا بعبدا مقرّا شتويّا للمتصرّفيّة حتى آخر عهدها ، وكان المقرّ الصيفي في بيت الدين.

قصر الرئاسة : في ١٩٥٥ تملّكت الدولة اللبنانيّة نزولا عند رغبة الرئيس كميل شمعون أرضا بمحازاة منطقة اليرزة من بعبدا ، بشرائها من الوجيه اللبناني هنري بك فرعون ، وقامت بإنشاء قصر لرئاسة الجمهورية عليها. غير أن هذا القصر بقي غير معتمد للسكن من قبل الرؤساء ، حتى كانت المدة الأخيرة من ولاية الرئيس شارل الحلو ، الذي جعل مركزه فيه في منتصف

٣٩

العام ١٩٦٩ ، وقد قام باتخاذ هذا القرار نزولا عند رغبة أبناء بعبدا ، وهنري بك فرعون ، الذي كان قد اشترط على الدولة عند بيعها العقار ، أن تقيم عليه مقرّ رئاسة الجمهوريّة. وقد أذاعت أجهزة الإعلام نبأ انتقال الرئيس الحلو إلى القصر الجديد ، الذي دعته" قصر اليرزة" ، فقامت قيامة أبناء بعبدا ، مطالبين بنسبة القصر في التسمية إلى بلدتهم ، وبالفعل ، فقد اتّخذ منذ ذلك الوقت القرار بتسمية القصر الجمهوري الحديث ، ب" قصر بعبدا" ، وهكذا ، عادت بعبدا في القرن العشرين ، مقرّا لرئيس لبنان. ويحتلّ بناء هذا القصر مساحة ١٤ ألف و ٥٠٠ متر مربع من رابية مكسوّة بالصنوبر ، تبلغ مساحتها ٥٠ ألف متر مربّع. هندسته مزيج من طرازين ، لبناني وعصري. فمن الجهة الشمالية ، يظهر بشكل فيلا حديثة ، بينما جناحه الجنوبي ، يبدو وكأنّه قطعة من قصر بيت الدين. كما ويشكّل الحجر المقصوب في القصر ، بجوار الإسمنت ، تجانسا للهندسة اللبنانية الشاملة ... فلبنان عصريّ وقديم في آن واحد. قوام القصر ثلاث طبقات. واحدة تحت الأرض ، حيث المطابخ وغرف الخدم وغرفة مكيّفات الهواء والمخازن العامّة. والطبقة الأرضيّة ترتفع قليلا عن أرض الحديقة ، التي تبدو وكأنها إمتداد للقصر. وفي هذه الطبقة ، صالة شرف ، وصالات الإستقبال ، ومكتب فخامة الرئيس ، ومكاتب إدارة القصر ، وصالة اجتماعات مجلس الوزراء. ولقد أخرجت هذه الأخيرة بهندسة لبنانية قديمة ، فأضفت الأخشاب التي أدخلت في تأثيثها جوّا يذكّر ببيت الدين. وتحتوي غرفة أعمال الرئيس مكتبة غنيّة. أمّا مكاتب المدراء العاملين فمتواضعة بصغرها ، رغم أنّها غنيّة بموجوداتها. وصالة الطعام ضخمة ، وهي مرصّعة بفسيفساء قدّمتها مديريّة الآثار. وفي الطبقة العلويّة ، مركز سكن الرئيس وعائلته ، وفيها جناح مختصّ بكبار الضيوف. وقد صمّم هذا القصر ، مؤسسة"ADDOR ET JULLIARD " السويسرية ، وبلغت تكاليفه تسعة ملايين و ٥٠٠ ألف

٤٠