موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ٣

طوني مفرّج

بسكنتا

مرج بسكنتا. شاوية الزمّار

BASKINTA

MARJ BASKINTA.SH WYIT ZZUOMM R

الموقع والخصائص

بسكنتا ، إحدى أهمّ البلدات الجبليّة في قضاء المتن من حيث الغنى الطبيعي والخصوبة والتنوّع الجغرافيّ ، والمساحة وعدد السكّان ، والعراقة التاريخيّة على مدى الأجيال وما خلّفته من آثار ، والمستوى العلميّ لأبنائها ، وانتشار المتحدّرين منهم في كافّة أقطار العالم.

تبلغ مساحة أراضي بسكنتا ٦٢٠ ، ٣ هكتارا ، يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين ٦٥٥ ، ٢ م. عند قمّة صنّين ، و ٠٠٠ ، ١ م. في أسفل وادي الجماجم ، وبينهما ٦٦٠ ، ١ م. عند قناة باكيش ، و ٦٧٦ ، ١ م. عند نبع صنّين ، و ٤٠٠ ، ١ م. في وسط البلدة.

يفصل بسكنتا عن العاصمة بيروت مسافة ٤٠ كلم عبر بكفيّا ـ بتغرين ، ويمكن الوصول إليها عن طريق كسروان ـ كفردبيان ـ بقعتونا ـ كفرتيه ، وتتصل بزحلة عبر صنّين ، وبمصايف المتن العالية عن طريق الخنشارة ـ غابة بولونيا حيث تتشعّب الطرقات إلى أقضية زحلة وبعبدا فسائر المناطق المترابطة عبر شبكة طرقات تصل مناطق الجبل اللبنانيّ والبقاع كافّة ببعضها البعض.

١٠١

ينمو في أحراج بسكنتا المترامية الأطراف جميع أنواع الشجر البريّ اللبنانيّ الجبليّ باستثناء شجر الأرز الذي كان يغطّي جبالها قبل أن تقضي عليه فؤوس الفينيقيّين ومن خلفهم. أمّا ينابيعها فأكثر من أن تعد في هذه المجال ، على أنّ أشهرها وأغزرها ينابيع صنّين وباكيش ونهر بسكنتا. أمّا زراعاتها فتتنوّع بين مختلف المثمرات من تفّاح وإجّاص وخوخ وكرز وكرمة وجوز وصنوبر وبعض الزيتون والتين ، وبين مختلف أنواع الخضار والحبوب.

وفي وصف موجز وضعه الأديب سليمان كتاني ، إبن بسكنتا ، لبلدته جاء : تنبسط بسكنتا في إمكانية خصبة وجميلة ، صنّين مفرقها الأصهب ، وقناة" باكيش" خاصرتها التي تحنو على الكلوة من أراضيها ، ووادي الجماجم يغسل قدميها ليقبّلهما بحنان المجدلية على قدمي يسوع ، وما بين صنّين وقناة باكيش ووادي الجماجم ، يتربّع التاريخ ليبقى نابضا في قلب البلدة الآمنة الهادئة التي تعبّ من أنفاس العبير المنتشر من لهاث البساتين ، بساتين التفاح والكرز والكروم. أمّا مساحتها المترامية ففيها الجبل ، وفيها الوادي ، وفيها الأرض الجميلة الخصبة التي تنوء بالأثمار والخضار. بسكنتا المدينة الصغيرة ، بسكنتا المناخ والأرض والخصب والهبة والطاقة المميّزة والفريدة ، بسكنتا الحلم الجميل الذي يدغدغ المخيّلة ، تخلق المهج لتخسرهم موزّعين على الرياح الأربع في هجرة أليمة مستديمة. بسكنتا الوطن الحبيب والشأن الخطير ، تهجع بين أحضان هذه الجمالات ، كما تهجع اللؤلؤة اليتيمة في ... قعر اليمّ.

بسكنتا هذه تتّصل أراضيها بقضاء زحلة عند المقلب الشرقيّ لصنّين ، ويشكّل نهرها حدود أعالي قضاء المتن مع جرد كسروان ، ويسكن على ضفّة

١٠٢

هذا النهر لناحية بسكنتا حوالى أربعين مواطنا ينخفض عددهم إلى النصف شتاء ، ليقتصر على المزارعين الذين يهتمّون بأشجار التفّاح وسواها من الفواكه. أمّا مجمل عدد أهالي بسكنتا فيبلغ اليوم قرابة ٠٠٠ ، ٢٥ نسمة ، من أصلهم حوالى ٠٠٠ ، ٩ ناخب بحسب القيود ، بيد أنّ العدد الفعليّ للناخبين لا يزيد على الستّة آلاف.

الإسم والآثار

نسجّل أوّلا الاجتهاد الخياليّ القائل بأنّ أصل اسم بسكنتا" بيت سنكن يتن" ، نسبة إلى المؤرّخ الفينيقيّ الشهير الذي قيل إنّه كان يصطاف ، كغيره من بعض الفينيقيّين ، في هذه الأرض. ولكنّنا لا نقرّ هذا الاجتهاد لأسباب عديدة منها بعد لفظ اسم بسكنتا عن اسم سنكن يتن ، وتقديرنا لأنّ شخصيّة سنكن يتن في عصرها ، كسائر العباقرة ، لم يكن لها القيمة التي تؤهّلها من نسبة بلدة إليها ، إنّما شهرة هذه الشخصيّة قد أشرقت في عصور لاحقة.

فريحة ردّ أصل الإسم إلى BET SHKINTA والجزء الثاني من الإسم من جذر" شكن" السامي المشترك الذي يقابله" سكن : في العربية ، فيكون معنى الإسم المركّب : مكان السكن والمقام. وقد أجمع العلماء المعنيّون على هذا الرأي.

لا نعلم إذا كان اسم بسكنتا هو أوّل إسم أطلق عليها بالنظر لقدمها المتجذّر في التاريخ ، فإنّ البقايا الأثريّة المتناثرة على أرضها تؤكّد على أنّها قد عرفت أنشطة بشريّة منذ العصور الحجريّة مرورا بالعهود الكنعانيّة الفينيقيّة حتّى اليوم من دون انقطاع سوى في مرحلة تهجير قصيرة نسبيّا قام

١٠٣

بها المماليك سنة ١٣٠٥ ، فاستمرّت المنطقة خالية من السكّان حتّى الفتح العثماني سنة ١٥١٦. أمّا أهمّ مرحلة عرفتها بسكنتا في تاريخها القديم فكانت في عصر المقدّمين الموارنة الذين اتّخذوا منها موقعا أساسيّا لسكنهم وتحصيناتهم. وقد حفظت أرض بسكنتا آثارا لمختلف الشعوب التي مرّت عليها عبر تاريخها المديد. وقبل استعراض تلك الآثار نقترح التعريف بالأسماء القديمة التي ما زال يحملها بعض مناطق بسكنتا. ويذكر البحّاثة الألمانيّ روهبنجر أنّ الموارنة عمّروا أوّلا بسكنتا في وادي" أولون" قبل أن يعمّروا إهدن. هذا يعني أنّ الموارنة هم الذين أعطوا بسكنتا اسمها باللغة السريانيّة ، وأنّ المكان الذي بنيت فيه كان يعرف بوادي أولون ، أمّا اسم أولون فبرأينا أنّه فينيقيّ ، من جذرOWAL الذي له معنيان : الجنون والحمق والصخب ، و" الأوّليّة" كما في العربيّة ، وما نميل إلى اعتباره أنّ معنى الأسم هنا هو الأوائل. أمّا صنّين : وهو أحد أشهر جبال لبنان ، فإسمه آرامي أصله SEN N ترجمته برد وصقيع ، وكلمةSONEN الآراميّة أيضا تعني البارد المتجمّد. إلّا أنّ اسم هذا الجبل قد ورد في التاريخ الكلاسيكي باسم SEN N في مجال ذكر أخبار الفاتح الرومانيّ بومبيوس (١٠٦ ـ ٤٨ ق. م.) الذي خرّب قلعة" سنان" في أعالي جبال لبنان ، ولا تزال آثار هذه القلعة قائمة على قمّة هذا الجبل الذائع الشهرة. وقد ذكر أبو الطيب الكفر صغابي في تاريخه أنّه ظهر قديما كوكب فوق برّ الشام ، منع الثلج عن الجبال الشامخة نحو ٢٢٠ سنة. في تلك المدّة ، عمّر الناس في الجبال العالية قراهم ، ومن هذه القرى آثار بناء على قمة جبل صنين. وإنّ الآثار التي على قمّة صنّين والتي يردّها البعض إلى العهود الفينيقية ، لهي أقدم من الفينيقيّين بكثير ، إذ ليس في التاريخ الزمني لفينيقيا ما يدلّنا على أنّ الثلج قد انقطع عن الجبال. ولم يكن بإمكان شعب أن يتّخذ من صنّين مسكنا مهما بلغت فيه المناعة. بل يبدو أنه بعد

١٠٤

عودة الطبيعة إلى حالتها السابقة ، أخذ الأموريّون بالنزوح إلى السفوح ، وممّا يدلّ على أنّهم سكنوا بسكنتا ، آثار متحفها الطبيعيّ في الهواء الطلق" ظهر الحصين". والحصين : إسم يطلق على إحدى تلال بسكنتا الحاوية آثارا ما زالت مطمورة ، وإن ردّ الى الفينيقيّة عنى : القلعة المحصّنة.

باكيش : إسم ساميّ قديم أصله B KUOSHA ترجمه فريحة إلى" حجر كبير يوصد به" ، أو صخر يقام نصبا للحدود والتخوم ، وإنّنا نميل إلى المعنى الثاني.

الشّاوية : كلمة آراميّةSH WYE تعني الأرض المنبسطة البطحاء الممهّدة والمسوّاة بحسب فريحة ، وقد ترجم حبيقة وأرملة الإسم بال" المتساوين" من دون شرح ، غير أنّ تفسير فريحة ينطبق على أرض الشاوية التي نسبت إلى عائلة الزمّار التي سكنتها زمنا ، فعرفت بشاوية الزمّار أو بشاوية بيت الزمّار.

ولا يتّسع المجال هنا لتعداد جميع الأسماء الساميّة القديمة التي تحملها مناطق بسكنتا العديدة ، فنكتفي بما ذكرناه من أبرزها لنستعرض بقيّة الآثار القديمة التي حفظنها أرض البلدة العريقة.

أقدم آثار بسكنتا متحجّرات حيوانيّة وسمكيّة وحلزونيّة من أصفاد وتوتياء ونجوم بحر ، ومتحجّرات نباتيّة وجد أكثرها عند" عين السواعير" و" عين حزير" ، علما بأنّ أعمار مثل هذه المتحجّرات تعود إلى ما يزيد على الثمانين مليون سنة بحسب علم الجيولوجيا.

يليها في القدم كهوف ومغاور محفورة في الصخور عند الرابية المقابلة لمغارة" سيف الدولة" في وادي بسكنتا ، وقد زرنا تلك المواقع وتأكّدنا من أنّ

١٠٥

الطبيعة غير قادرة على حفر مثلها إلّا إذا وضعت يد الإنسان جهدها. ومن شأن تلك الكهوف أن تفيد عن أنّ إنسان العصور الحجريّة قد سكنها بعد أن ساهم في تهذيبها نسبيّا ، وإنّه لمن الضروريّ إجراء دراسات أركيولوجيّة على تلك الكهوف الأثريّة المنسيّة على أهميّتها.

إضافة إلى ما ذكرناه حول منطقة ضهر" الحصين" عند التعريف باسمها ، نذكر أنّ فيها من الآثار العائدة إلى الأزمنة الفينيقيّة عديدها ، ولا غرو إذ إنّ المؤرخين القدماء قد ذكروا أن جبال بسكنتا كانت مكسوّة بأشجار الأرز ، وما يؤكّد ذلك اكتشاف جذع شجرة أرز مؤخّرا كان مطمورا عند منطقة قناة باكيش ، وهذا يدلّ بوضوح على أنّ الفينيقيّين قد مارسوا التحطيب في هذا الجبل الذي تركوا لهم آثارا فيه.

وعلى قمّة صنّين قلعة المزار بحجارتها الضخمة المنحوتة التي تنسب الى الإله الفينيقي" إنّو" بحسب سليمان كتّاني. ومعلوم أنّ الفينيقيّين كانوا يتّخذون من المناطق العالية التي يصلون إليها مراكز لألهتهم. وفي أسفل حيّ بيت أبي شيبان في بسكنتا نواويس محفورة في الصخر بالقرب من دار الأمير كنج أبي اللمع ، تعود إلى العهد الفينيقيّ.

ومن الطبيعي أن تقوم هياكل رومانيّة على أنقاض الفينيقية في بسكنتا ، شأن المكان في ذلك شأنه في كل مكان من لبنان. ومن الآثار الرومانيّة المكتشفة في بسكنتا بقايا أبنية في الساقية الواقعة تحت دير مارسمعان عين القبو عند عين أبي خير ؛ ومثلها في زرعايا حيث عثر على نسر رومانيّ من حجر مشوّه قليلا نقل إلى المتحف اللبناني في بيروت. وتحدّث مؤرّخ بسكنتا الأب حبيقة عن قلم نحاس رومانيّ كان يكتب به على ألواح مدهونة بالشمع ، وعن سيخ للكشط ، وجدا في بسكنتا ، أهداهما إلى الأب نيكوليه NICOLET

١٠٦

اليسوعي المقيم في جنيف سويسرا حين زار بسكنتا سنة ١٩٤٦. كما وجدت نقود ذهبيّة لقسطنطين الملك عليها صورة والدته الملكة هيلانة. ووجدت أيضا نقوش برونزيّة عليها إسم قسطنطين. وبالإضافة إلى الآثار الرومانيّة الهامّة الكائنة عند قناة باكيش ، هنالك في جنوب البلدة قرب الينابيع محلة تعرف بوطى الجوز وجدت فيها كتابات رومانيّة ونواويس وأعمدة.

أمّا آثار المردة في بسكنتا فمنها بلاطة وجدت في منطقة الشحّار في ساقية باب الجعيلة ، وصفها من شاهدها بأنّ عليها كتابة سريانيّة بالخط الأسطر إنجيلي تظهر أنّها من عهد المردة في القرن السابع. وقد قطعت هذه البلاطة من قبل مجهولين واختفت آثارها. وهنالك نبع يسمى" عين الملوك" ، بالإضافة الى آثار أطلال لقصر يسمى" قصر العقاب" ، قيل إنّه قصر أمراء الموارنة. وكان أوّل من سكن بسكنتا من الأمراء المردة يوحنا الذي اغتيل بتدبير جوستينيانوس ملك القسطنطينية لرفضه الرضوخ لسلطة العرب. فخلفه في السكن ببسكنتا الأمير سمعان الذي قتل في موقعة جرت على أرض نهر الكلب بين المردة والعرب ، وقد حمل جثمان هذا الأمير الى بسكنتا ودفن فيها سنة ٨٧١. ويعتقد البعض أن هنالك امراء مردة آخرون قد سكنوا البلدة ، من آثارهم قصور معالمها بارزة حتى اليوم في منطقة تعرف ب" قلعة الحبس".

ومن آثار سكنتا مغارة في واديها تعرف بمغارة" سيف الدولة" ، وفي دراسة وضعت لها في القرن التاسع عشر ، ذكرت بإسم" سيدة الدولة" ، وقد وصفت بأنّ علوّها سبعون ذراعا وبداخلها أبنية فيها بقايا مذبح ونفق يتصل بالنهر الذي يجري من صنين. وقد قادنا حبّ الاكتشاف إلى دخول هذه المغارة المعلّقة في جوف صخر شاهق بين الأرض والسماء ، مرتكبين مغامرة خطرة ، وقد وجدنا في سقفها آثارا للدخان المتحجّر بالإضافة الى

١٠٧

سراديب مبنيّة بالحجارة والكلس لم نتمكّن من ولوجها ، وقد تعدّدت في جدرانها آثار حفر ونحت في الصخر. ومن بقايا المماليك الذين غزوا بسكنتا سنة ١٣٠٥ وجدت ، بحسب مؤرّخ بسكنتا الأب حبيقة ، نقود فضّيّة ونحاسيّة للملك ناصر قلاون.

أمّا آثار بسكنتا العائدة إلى تاريخها الحديث ، فأبرزها ، إضافة إلى الأديار والكنائس التي يأتي التعريف بها أدناه تحت عنوان المؤسّسات الروحيّة ، بقايا قصور أمراء لمعيّين حكموا المنطقة بعد معركة عيندارة سنة ١٧١١.

عائلاتها

موارنة : أبو توما. أبو خاطر. أبو خليل. أبو سكحة. أبو عقدة. أبو ناضر.

أبي اللمع. أبي ياغي. بسطريني. بصيبص. بعلبكي. بلعة. بيروتي. التنّوري.

جدعون. جرمانوس. الحاج. حبيقة. الحدثي. حرب. حريقة. حليحل. حنكش.

خزاعي. الخوري حنّا. الدبّور. رفّول. ريشا. الريف. الزغبي. الزمّار.

الزيّات. الزيتوني. سعد الله. سميا. شتت. شعنين. صالومي. الصبّاغ.

الصغيرة. صفير. غزال. صوما. صقر. الصيّاح. ضوّ. طربيه. طعمة.

عاقوري. العلم. غازي. غانم. الغصين. فريفر. فليحان. قديسي. القرطباوي.

قيامة. كتّاني. كرباج. كرم. المدوّر. مبارك. معتوق. منضور. منيّر. مهنّا.

ميلانة. النجّار. الهاني. الهراوي. وهبة.

أرثذوكس : أبو حيدر. أبو طراد ـ طراد. أبو فرح ـ فرح. أبو منصور. أيوب.

تبشراني. جبرايل. الحدّاد. خلف. الخوري واكيم. الرميلي ـ رملي. سابا.

الشويري. عبيد. عتيق. عجوز. عماد. فريجة. قرطاس. كعدي. الكفوري.

نعيمة. يافث.

روم كاثوليك. عبده. أرمن كاثوليك : أوريان.

١٠٨

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

كنيسة السيّدة : رعائيّة مارونيّة. ذكرها الدويهي في كلامه عن سنة ٨٧١. وقال المؤرّخ الألماني روهبخر إنّ الموارنة عمّروا أوّلا بسكنتا في وادي أولون في الجيل السابع سنة ٦٩٧ ثمّ عمّروا إهدن بعد ذلك. فمن الشهادتين السابقتين : الدويهي وروهبخر ، يتّضح أنّ بسكنتا كانت عامرة بسكّانها الموارنة بين القرنين السابع والتاسع ، وإذ كان لا بدّ لهم من كنيسة فلم نقف حتّى اليوم على دليل بوجود واحدة فيها أقدم من كنيسة السيّدة. فمن المرجّح إذا أنّ هذه الكنيسة قد شادها الموارنة في القرن السابع. ويبدو أنّ مكانها الأوّل كان فوق موقعها الحالي على الأرض المعروفة بالزلزلة التي انكشفت فيها ، على أثر زلزلة حدثت هناك ، آثار حجارة ضخمة. وهو مكان يقرب من كنيسة السيّدة الحاليّة. وقد بقي هذا المعبد عامرا حتّى خراب كسروان. وبعد أن تجمّع فريق من النصارى في بسكنتا في عهد الأمراء العسّافيّين بعد الفتح العثماني ، رمّموا خرائب الكنيسة وسقفوها بالجذوع والأخشاب وكانوا يقضون فيها فروضهم الدينيّة. وفي منتصف القرن السابع عشر جدّدوا بناءها. ويمكن أن يكونوا نقلوها في ذلك التاريخ إلى مكانها الحالي ، وبنوها على طراز بديع مزيّن من الداخل بالألوان والزخارف. وإثر معركة عيندارة ١٧١٢ التي كان من نتائجها إلحاق حكم بسكنتا بإقطاع اللمعيّين ، قام سكّان البلدة من موارنة وروم أرثذوكس بهدم كنيسة السيّدة وبنائها من جديد على طراز بيزنطي جميل ، فعقدوا سقفها وجعلوها ثلاثة اسواق : السوق الأوّل أمام المذبح للخورس ، والثاني في الوسط للرجال ، والثالث للنساء يفصله عن سوق الرجال حاجز من الخشب المشبّك. وهذه الأسواق كانت قائمة على أربعة أعمدة

١٠٩

ضخمة أو" عضائد" وفي صدرها للشرق ثلاثة مذابح. فالذي في الوسط على اسم السيّدة العذراء للموارنة ، والثاني على يمينه على اسم القدّيس جورجيوس للروم الأرثوذكس ، والثالث على شماله باسم مار يوحنّا المعمدان الصابغ ، صار في ما بعد للروم الكاثوليك. وفي وسط الكنيسة مدافن وأقبية تحت ألأرض. وقد نقشت الكنيسة بالنقوش الجميلة ، ودهنت بالألوان المشرقة. وكان في أعلى حائطها الشرقي ، فوق الصورة ، " قمريّة" وقبالتها في الحائط الغربي قمريّة ثانية ، عندما تشرق الشمس في ٢١ أيّار كان نورها ينفذ من القمريّة التي في الشرق إلى القمريّة التي في الغرب. وكان في سقفها المعقود بالحجر جرار كثيرة تردّد صدى الأنغام والصلوات. وقد نقش على البلاطة التي كانت فوق مدخلها الغربي : " أنشأ هذا الهيكل المبارك أهالي بسكنتا عموما باسم والدة الإله الدائمة بتوليّتها مريم بتاريخ ١٧١٢ للتجسّد ألإلهي". ولا تزال هذه البلاطة محفوظة. وقال مؤرّخ بسكنتا الأب حبيقة إنّه لا يزال محفوظا عندنا من آثار كنيسة السيّدة هذه بيت الجسد القديم الذي كان فوق مذبح مارجرجس فوجدنا مكتوبا على قاعدة الصليب الذي في أعلاه بالحبر ـ عمل النجّار فنجنسيوس ماريني الدمشقي سنة ١٨٤٠ ـ وصورة السيّدة القديمة المرسومة على خشب هي اليوم في بيت توفيق قزحيّا الخوري حنّا ، والصورة على شكل الرسم المنسوب إلى القدّيس لوقا تنظر إليك من أيّ جهة نظرت إليها. وهي مع صورتي مارجرجس وماريوحنّا بريشة الراهب اللبناني القس بطرس القبرسي الذي كان في دير مار الياس شويّا على عهد رئاسة الأب توما اللبّودي وتوفّي بعكّا سنة ١٧٤٤ وله من العمر ٤٦ سنة ، فتكون هذه الصورة رسمت بعد سنة ١٧١٢ بقليل. ولمّا كان الروم الأرثذوكس قد ساعدوا ببناء الكنيسة بادلهم الموارنة سنة ١٧٦٢ المساعدة ببناء كنيستهم الأولى على إسم مارماما. وقبل بناء هذه الكنيسة كانت كنيسة السيّدة مشتركة بين الطائفتين

١١٠

تقضي كلّ منهما فروضها فيها على حدة وفي أوقات خاصّة. وهذا الإشتراك كان في الكنيسة القديمة قبل ١٧١٢. فالبطريرك مكاريوس الإنطاكي الأرثذوكسي من بني عزايم الملقّب بابن الزعيم (بطريرك ١٦٤٧ ـ ١٦٧٣) قدّس لأبناء طائفته فيها ١٦٥٠. وقد ذكر ذلك ولده الشمّاس بولس في سفر رحلة والده التي ابتدأت من ١٦ تمّوز ١٦٥٠ من صور إلى بيروت والشوف وجبل كسروان ومن بكفيّا والمحيدثة والشوير وبسكنتا. ولم يكن في بسكنتا عهدئذ إلّا كنيسة واحدة. ولمّا كانت سنة ١٩٠٦ هدمت تلك الكنيسة وبوشر بناؤها على هندستها الحاضرة ، إلى أن اكتمل في ١٠ تشرين الأوّل ١٩٠٨ ، ثمّ عمّرت لها في ١٩٣١ واجهة متينة تعلوها قبّة للجرس أنفق عليها أبناء بسكنتا المقيمون والمهاجرون.

كنيسة مار أنطونيوس : مارونيّة في دير مار ساسين القديم. مكتوب على بلاطة فوق مدخلها : " خلص عمار هذا الدير المبارك على إسم القدّيس ساسين سنة ١٧٥١ مسيحيّة". بنى الدير والكنيسة المطران يواصاف الراهب اللبناني وعاونه في تكاليف البناء الرهبانيّة اللبنانيّة وبعض الأهلين الذين وقفوا الأملاك ، منهم عائلتا" النجّار والعلم". وعندما بني دير الصليب المعروف بمار ساسين الجديد نقل المطران يواصاف الراهبات إليه فخرب الدير القديم وبقيت الكنيسة ، ثمّ تداعى بناؤها فرمّمها أبناء أسرة العلم وسقفوها بألواح الزنك وجعلوا منها كنيسة خاصّة بهم على اسم القدّيس أنطونيوس الكبير سنة ١٩٤٠ بعد ان تنازلت الرهبانيّة لهم عنها. وفي هذه الكنيسة دفن المطران يواصاف مرشد الراهبات وباني الديرين : القديم والحديث.

كنيسة دير الصليب : كنيسة مارونيّة في مارساسين الجديد ، بوشر ببناء هذا الدير ١٧٥٧ قبل وفاة المطران يواصاف بسنتين ، وببناء الكنيسة ١٧٩٩.

١١١

ومن الذين لهم مجهود في بناء هذا الدير المدبّر نعمة الله النجّار والرئيس العام حليحل الحاج كلاهما من بسكنتا ومن الرهبانيّة اللبنانيّة. وقد كان انتقال الراهبات إلى الدير الجديد قبل بناء كنيسته.

كنيسة القدّيس جرجس : مارونيّة كان بناؤها ١٧٧٣. وتاريخ البناء على بلاطة فوق المدخل. نقل قسم من حجارتها الضخمة من قصر الأمير سمعان أبي اللمع الذي على قمّة الحصين. وكانت هذه الكنيسة في البداية وقفا على آل غانم وفريق من الأمراء اللمعيّين ، ويعود الفضل الأكبر في بنائها إلى آل غانم ، ثمّ انضمّ إليهم أخرون فألّفوا جميعا الرعيّة المعروفة اليوم.

كنيسة ومدرسة مار يوسف : مؤسّسة تابعة للرهبانيّة المارونيّة اللبنانيّة ، بنى أهل بسكنتا الكنيسة حتّى الأعتاب في المكان المعروف برويسة الحيّات ، ثمّ سلّموها إلى الرهبانيّة اللبنانيّة التي تعهّدت لهم بالمقابل بالخدمة الروحيّة وبتعليم الناشئة ، فباشر الرهبان ببناء المدرسة ١٦٧٦ بوكالة الراهب اللبناني سابا المقيّر ، وجرى التدريس فيها من ١٦٧٦ إلى ١٨٨٥ ، وأتمّوا الكنيسة ١٧٨٠. وجدّ بناء الأنطوش وسقفه بالقرميد الأبّاتي يوسف عيد حبيقه من سنة ١٩٠٦ إلى سنة ١٩٠٨. وسقفت الكنيسة بألواح الزنك في عهد الأب طوبيّا الرعشيني ، وبني المذبح بعهد الأب عمّانوئيل الخوري حنّا.

كنيسة مار روكس : مارونيّة بناها الخوري جرمانوس أبو ناضر الأوّل وولده من مالهما ووقفا لها أملاكا ، ثمّ أصبحت كنيسة رعائيّة حصرت الولاية عليها بذريّة الخوري جرمانوس بموجب صكّ صدّق عليه البطريرك يوسف الخازن والمطران جبرايل الناصري والمطران يوسف الخازن ١٨١٨. وفي الحقبات التي لم يكن لها كاهن من صلب الواقف كان مطارنة الأبرشيّة يقيمون عليها وكلاء من العلمانيّين.

١١٢

معبد مارموسى النبي : ماروني ، شاده الخوري موسى كرم الثاني المعروف بالصغير ١٨٩٦ بجانب دار الأمراء آل طروده أبي للمع التي اشتراها عمّه الخور أبيسكوبوس موسى الكبير وجعلها وقف ذريّة مع الأملاك التابعة له.

معبد مارلويس غونزاغا : ماروني ، بناه الخوري يوسف موسى الهراوي بجانب مدرسته ١٩٠٤.

كنيسة القدّيس بطرس : مارونيّة كانت معبدا ضمن جدران مدرسة القدّيس بطرس حتّى ١٩٢٨ ، إذ بنى المونسينيور حبيقه على أكمة بجانب مدرسته كنيسة جميلة ووقف لها أملاكا وجعلها رعائيّة لفريق من أقاربه. بدأ ببنائها في ١٣ نيسان ١٩٢٨ وأتمّها في أيلول من السنة نفسها ، وفيها مذبح له نسقه الهندسي الخاص ، وجدرانها مرصوفة بالبلاط الصيني المرخّم. وفي أرض الكنيسة مدافن خاصّة ويتبعها ستّة مدافن بنيت في أرض تابعة للوقف بطبقتين لأبناء الرعيّة. وفي الحائطين الجنوبي والشمالي مدفنان لسلالة والد الباني عيد سليمان حبيقه ، وبجانب الكنيسة غرفة متقنة البنيان فيها آثار ورسوم ومخطوطات وأوراق تاريخيّة وعلميّة ومؤلّفات كلّ من المؤلّف وشقيقه الأبّاتي يوسف.

معبد ومزار القدّيسة تقلا : في صخر ضخم علوّه حوالى خمسة أمتار وعرضه ١٥ مترا وطوله الظاهر فوق الأرض عشرون ، وهو تحت كنيسة القدّيس جرجس ، بجانب النهر ، في ملك ورثة الخوري شكر الله غانم وأخيه جرجس. ففي صدر الصخر المذكور للجهة الغربيّة حفرت طاقة علوّها ٧٥ سم. ويقرب من هذا عرضها ويزيد عليه عمقها ، وضعت فيها صورة القدّيسة تقلا الشهيدة. أمّا زمان حفر الطاقة في الصخر فمجهول ، والراجح أنّه جرى في أوّل عهد بسكنتا. والمكان مزار حتّى اليوم. وقد بنى أبناء رعيّة القدّيس

١١٣

جرجس فوق الصخر معبدا للقدّيسة المذكورة ثمّ نقل ١٩١٠ إلى الجانب الشرقي من كنيسة القدّيس جرجس وهو هنالك إلى اليوم.

كنيسة ماربطرس مرج بسكنتا : رعائيّة مارونيّة بنيت ١٨٩٧ وجعلت كنيسة رعائيّة لمجاوريها من البسكنتاويّين الذين عمّروا بيوتا في أملاكهم بمحلّة المرج.

كنيسة الرب : رعائيّة مارونية في الشاوية.

كنيسة مارماما : رعائيّة أرثذوكسيّة بناها أهل بسكنتا عموما للمرّة الأولى ١٧٦٢ ، وجدّد بناؤها على النسق الحالي ١٩٢٦ بعد نقلها بضعة أمتار إلى الشرق. كتب فوق بابها : " قد أنشئت كنيسة القدّيس ماما الشهيد بعهد رئاسة المطران بولينيكوس الفريد بسعي الخوري عبد الله (التبشراني) ذي الرأي السديد سنة ١٧٦٢".

كنيسة سيّد الغابة : رعائيّة أرثذوكسيّة بنيت ١٨٨٢ أو ١٨٨٣. وقد بذل ماله في تشييدها نصر الله فضّول حيدر وساعده أبناء طائفته. كرّسها ١٨٩٥ المطران غفرائيل شاتيلا مطران بيروت ولبنان.

كنيسة مار جرجس (الريحاني) : أرثذوكسيّة مبنيّة في محلّة السقي رعيّتها من مجاوريها.

كنيسة مار الياس العنزة : رعائيّة للملكيّين الكاثوليك. فلما اعتنق فريق من عائلة عبده وبعض الأرثوذكس المذهب الكاثوليكي كانوا يقضون واجباتهم الدينيّة في الفرزل ثمّ في سيّدة بسكنتا على مذبح ماريوحنّا الصابغ حتّى بنى لهم المطران أغابيوس الرياشي هذه الكنيسة ١٨٣٦. كتب على عتبتها : " لله درّ أغابيوس الحبر الذي ، هو في سماء الشرق أفضل كوكب ، أنشأ بهمّته

١١٤

وأرّخ راسما ، هذي الكنيسة باسم إيليّا النبي". سمّيت الكنيسة مار الياس العنزة نسبة إلى عائلة العنزة القديمة التي كان المكان من أملاكها.

معبد قلب يسوع : تابع لدير ومدرسة البيزانسون. بني ١٩٠٤ ثمّ نقل من مكانه الأوّل إلى الطابق العلوي.

المؤسّسات التربويّة

مدرسة القدّيس يوسف : تابعة للرهبانيّة المارونيّة اللبنانيّة ، ذكرنا تاريخها مع الكنيسة أعلاه. وقد عرفت بسكنتا في مختلف حقبات تاريخها مدارس عديدة ، توقّف جميعها في ظروف مختلفة ، أمّا هذه المدرسة فهي أقدم مدارس بسكنتا العاملة اليوم.

مدرسة السيّدة : عمّرها البسكنتاويّون في ملك وقف كنيسة السيّدة وبجانبها حوالى ١٨٥٠ ، واستلم إدارتها الآباء اليسوعيّون لحقبة من الزمن ، فكانوا يعيّنون لها المعلّمين ويتبرّعون بالقسم الأكبر من مرتّباتهم ، ويتعلّم فيها أبناء البلدة وجوارها بالمجّان. أشرف على إدارتها باسمهم الخوري يوسف الهراوي ، ثمّ بعد الإنتداب الفرنسي المونسينيور حبيقه ، ثمّ جعلت سنة واحدة مدرسة رسميّة تابعة لوزارة التربية الوطنيّة ، ثمّ نقلت المدرسة الرسميّة إلى مكان مدرسة القدّيس بطرس ١٩٤٥.

مدرسة مار لويس : أنشأها الخوري يوسف الهراوي وأدارها وعلّم فيها. ثمّ أجّرها للإخوة المريميّين الفرنسيّين ١٩٠٤ ـ ١٩٠٨ ، ثمّ أديرت في فترات متقطّعة واستلمها مدّة الأب شميت الألماني قبل توقّفها نهائيّا.

المدرسة الشرقيّة : بناها أبناء طائفة الروم الأرثوذكس في بسكنتا وغذّتها البعثة العلميّة الروسيّة على نفقتها حتّى الحرب العالميّة الأولى إذ استلمتها

١١٥

الحكومة وجعلتها مدرسة رسميّة تابعة لمديريّة المعارف في لبنان. وبعد الإنتداب الفرنسي أدارها سنة واحدة الأستاذ عبد الله غانم لحسابه ، ثمّ استلمت شؤونها" جمعيّة الشرق الخيريّة البسكنتاويّة" فأدارتها بنفقة الأهلين والمتبرّعين. وقد أنفق عليها ستّ سنوات المحسن ميشال أسعد تبشراني واستلم إدارتها سنتين الأستاذ مخايل نعيمة على نفقة السيّد ميشال زكّور ، وأنفق عليها سنة السيّد مخايل كيوان الحدّاد ، ثم عادت تدار بواسطة الجمعيّة الخيريّة البسكنتاويّة ، وعيّنت لها وزارة التربية خمسة معلّمين ومعلّمات ١٩٤٦ بصورة موقّتة.

مدرسة القدّيس بطرس : بدأ بإنشائها المونسينيور حبيقه ١٩٠٦ ، وفتح أبوابها للطلبة ١٩٠٨. كانت حتّى الحرب العالميّة الأولى داخليّة خارجيّة للعلوم الثانويّة والعالية فضارعت أكبر المدارس اللبنانيّة بما فيها مدارس بيروت ، وفي الحرب العالميّة الأولى أدارها منشئها ، وبعد الحرب فتح أبوابها للطلبة الداخليّين والخارجيّين حسب برنامجها الأوّل ، ثمّ جعلها خارجيّة مجّانيّة مع المحافظة على نظامها حتّى ١٩٤٤. وفي ١٩٤٥ نقلت إليها المدرسة الرسميّة.

مدرسة قلب يسوع لراهبات المحبّة البيزانسون : بنى راهبات المحبّة" البيزانسون" ديرهنّ ومدرستهنّ في بسكنتا ١٩٠٤ ، فكان أوّل دير لهنّ في الشرق. وجعلت المدرسة منذ نشأتها داخليّة وخارجيّة للبنات. فكان لها فضل كبير على بنات بسكنتا إذ علّمتهنّ اللغات والعلوم اللازمة ، والتدبير المنزلي والأشغال اليدويّة. وأنشىء في هذه المدرسة ميتم للبنات الفقيرات. وكان في الدير صيدليّة متقنة.

١١٦

المؤسّسات الإداريّة

مجلسان إختياريّان. وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء جرجس أنطوان كرم ، وجورج فؤاد أبي حيدر مختارين على الحي الشمالي. كما جاء على الحي الجنوبي المختاران منير كميل حبيقة ، والياس توفيق الخوري حنّا.

المجلس البلدي : جاء تعيين أوّل قوميسيون بلدي لبسكنتا برئاسة مدير الناحية في تشرين الأول ١٨٨٠ بموجب قرار صادر عن المتصرّف رستم باشا ، ثمّ حوّل هذا القوميسيون إلى مجلس بلدي ١٩٠٦ توقّف في سنوات الخرب العالميّة الأولى. ثمّ أعيد تأسيس البلديّة في عهد الانتداب وتوالى انتخاب المجالس ، وبموجب قانون ١٩٩٧ أصبح عدد الأعضاء ١٥ ، وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مجلس قوامه : جورج غانم رئيسا ، د. بيرون الرملي نائبا للرئيس ، والأعضاء : وديع الحاج ، جوزيف كرم ، ألبير كرم ، زكي أبو حيدر ، الياس صقر ، ربيكّا أبي ناضر ، إميل عيد العلم ، سامي الخوري ، سبع أمين أبي حيدر ، جورج حبيقة ، جورج كرباج ، أنطوان المدوّر ، وروكز الخوري ؛ محكمة جديدة المتن ؛ مخفر درك.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياهها من نبع العسل وينابيعها المحليّة معمّمة على العقارات المبنيّة عبر شبكة عامّة ؛ هاتف إلكتروني ؛ كهرباء معمّمة على أحيائها وإنارة عامّة ؛ مكتب بريد.

الجمعيّات الأهليّة

نادي الرابطة الأدبيّة الثقافي الرياضي ؛ الحركة الثقافية في بسكنتا والجوار ؛ نادي البراعم الجديدة ؛ نادي الحياة الرياضي ؛ نادي باكيش ؛ أخويّة الميتة الصالحة ؛ أخويّة قلب يسوع ؛ أخويّة الحبل بلا دنس ؛ جمعيّة مار منصور ؛ وجمعيّات أخرى.

١١٧

المؤسّسات الإستشفائيّة

مستوصف بلدي مجّاني ؛ صيدليّة ؛ عيادة خاصّة.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة

فروع مصرفيّة ؛ حياكة نول وبسط ؛ عدد ملحوظ من المحالّ والحوانيت التي تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة والكماليّة بأكثر أنواعها ، وقد كانت بسكنتا قبل استشراء النزوح إلى المدن تشكّل مركزا تسويقيّا للمتن وكسروان العاليين.

مناسباتها الخاصّة

عيد إنتقال السيّدة العذراء ١٥ آب.

من بسكنتا

راجي بك يوسف أبو حيدر (١٨٧٣ ـ ١٩٤٥) : قاض ، ترأس عدّة محاكم ، محقّق عدلي ، مستشار لمحكمة التمييز ؛ شفيق راجي أبو حيدر :قاض ، قائمقام راشيّا ١٩٤٢ ، ثمّ الشمال ، قاضي تحقيق ، محافظ لمدينة بيروت ؛ راجي أبو حيدر : مجاز في الحقوق ، نائب المتن ١٩٩٦ ؛ د. أنطوان يوسف أبو حيدر : طبيب متخصّص في جراحة الأطفال وسياسي ، له العديد من الأبحاث في كندا ولبنان ، انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي ١٩٤٩ ، رئيس للحزب ١٩٧١ ؛ الأرشمندريت نقولا أبو فرح : رئيس لدير مار جرجس الحرف ، ولدير سيدة النوريّة ؛ الأب نعمة الله شاكر أبو ناضر (ت ١٩٢٢) : راهب لبناني وعلامة ومربّ وسياسي ومفكّر وخطيب ومناضل وشاعر ومنشئ وصحافي بالعربيّة والتركيّة ، سافر إلى الآستانة وانتظم في" جمعيّة تركيا الفتاة" وكان فيه من رجال النهضة والقلم ومن أبرز دعاة تحرير العرب ، التجأ إلى مدرسة الأرمن الكاثوليك في حلب بعد قيام الحكومة

١١٨

التركيّة على" تركيا الفتاة" ، درّس في اليسوعيّة ، أنشأ جريدة" روضة المعارف" ، زهد بالدنيا ودخل الرهبانيّة اللبنانيّة فأبرز نذوره في دير كفيفان ١٩٠٣ ، سيم ١٩٠٧ ، علّم في مدارس الرهبانيّة ، عيّن كاتبا للرئاسة العامّة ، ترك آثارا مطبوعة ومخطوطة ؛ الخوري نوهرا أبو ناضر (ت ١٨٦٠) : فقيه وخطّاط ، أسّس مدرسة في حمّانا ؛ رامح أبو ناضر (م) : محام ، أمين سر قائمقاميّة النصارى في عهد الأمير يوسف علي ، محرّر المقاولات وقائم بوظيفة مدّعي عام في المتن في عهد القائمقاميّتين ؛ فؤاد رامح أبو ناضر (م) : حقوقي ، أمين سرّ الحاكم الإداري الفرنسي ١٩١٩ ، ثمّ معاون حاكم صلح في بعلبك ، صاحب إمتياز كهرباء بعلبك ؛ د. طانيوس أبو ناضر : طبيب ومناضل ، لاحقه المجلس العرفي فعاش متخفّيا في مغاور بسكنتا ، له" الطبيب الشريد" الذي يصف مجاعة الحرب العالميّة الأولى ؛ طانيوس بك أبو ناضر (١٨٤٤ ـ؟) : قاض ، رئيس محكمة دير القمر في عهد المتصرّفيّة ، خاصم رستم باشا المتصرّف ١٨٧٣ ـ ١٨٨٣ الذي حاول اعتقاله فهرب إلى دمشق ، اعتقله نعوم باشا المتصرّف ١٨٩٢ ـ ١٩٠٢ وبرّأته الآستانة بعد تدخّل كبار الحقوقيّين اللبنانيّين ، منعه مظفّر باشا المتصرّف ١٩٠٢ ـ ١٩٠٧ من الحضور أمام المحاكم ، عضو مجلس إدارة لبنان الكبير ؛ روكز طانيوس أبو ناضر (١٨٨٥ ـ ١٩٥٣) : محام وسياسي ونقيب للمحامين ، عضو المجلس التمثيليّ الثاني ١٩٢٥ ـ ١٩٢٦ ، نائب في ٣ دورات ١٩٢٧ ـ ١٩٣٩ ، وزير في ٣ حكومات ١٩٣٨ ـ ١٩٣٩ ، عضو اللجنة التأسيسيّة لوضع الدستور اللبناني ١٩٢٦ ؛ الياس أبو ناضر (١٨٩٢ ـ ١٩٣٨) : محام وفقيه ، رئيس القسم الإداري في البوليس في عهد الإنتداب ؛ د. ميشال أبو ناضر (ت ١٩٣٩) : طبيب ومناضل ، حاكمه المجلس العرفي بدمشق ١٩١٥ ، نفي إلى روسيا بأمر جمال باشا ، عميد قنصل فرنسا ببيروت ١٩٢٠ ؛ يونس أبو

١١٩

ناضر (م) : محام ، رئيس ديوان الجنديّة اللبنانيّة في عهد المتصرّفيّة ، أوقف بعهد رستم باشا ١٨٧٣ ـ ١٨٨٣ لتمسّكه بالإستقلال ؛ جوزيف أبو ناضر : محام ، مدير للدوائر العقاريّة ، قاض عقاري ، أمين السجل العقاري ؛ د. طوني أبو ناضر : طبيب ومكتشف علميّ ، صاحب نظريّة أنّ تركيبة جسم الإنسان وديناميّة الكون وقوانين الطبيعة موجودة في جسم الإنسان وفي فكره ، حاز جائزة من جامعة مهاريشي في هولندا وهي مقدار وزنه من الذهب ، مدير للجامعة المذكورة ؛ شاكر عبد العزيز أبو ناضر (م) : رئيس حزب تركيا الفتاة في اسطنبول ؛ طانيوس أبو ناضر : أديب ؛ موريس أبو ناضر : أستاذ جامعي ؛ ربييكّا أبو ناضر : إعلاميّة ، عضو مجلس بلديّة بسكنتا ١٩٩٨ ؛ الأمير حسن أبي اللمع (م) : وكيل قائمقميّة النصارى ، مدير ناحية بسكنتا ؛ الأمير يوسف شديد أبي اللمع (١٨٧٦ ـ ١٩٤٣) : شاعر وأديب وصحافي وكاتب ، سافر إلى الولايات المتحدة ١٨٩٨ ، انتخب عضوا في عدد من الجمعيّات المهجريّة في نيويورك ، أصدر مع عيسى الخوري جريدة" الدائرة" ، وأصدر مجلّة" الفجر" مع شقيقته نجلاء ١٩٣١ في مدينة مونتريال بالعربيّة والانكليزيّة ، عاد إلى بيروت وأصدر" الفجر" مع أشقّائه ١٩٣٨ ، له مؤلفات أدبيّة وشعريّة ؛ الأميرة نجلاء شديد أبي اللمع (١٨٩٥ ـ ١٩٦٧) : أديبة وصحافيّة ، أنشأت مجلّة" الفجر"" مع شقيقها يوسف ١٩٣١ في مونتريال بالعربيّة والانكليزيّة وفي بيروت بالعربيّة ١٩٣٨ ؛ رشيد أيّوب (١٨٧٢ ـ ١٩٤١) : شاعر مهجري ، اشترك بتأسيس الرابطة القلميّة في نيويورك ، له مؤلّفات ؛ خليل أيّوب (م) : قاض ، رئيس لجمعيّة الشرق الخيريّة التي أدارت المدرسة الشرقيّة في بسكنتا منذ تأسيسها ١٩٤٤ ؛ الخوري الياس تبشراني (م) : باني كنيسة مار ماما في بسكنتا حتّى الأعتاب ، ثمّ آزره الأهالي في إكمالها ؛ فيليب لطف الله تبشراني (١٨٩٧ ـ ١٩٧٨) : شاعر وناشط إجتماعي ، هاجر إلى

١٢٠