موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ٢

طوني مفرّج

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من نبع اسكندر عبر شبكة عامّة ؛ الكهرباء من قاديشا ؛ هاتف إلكتروني مرتبط بشكّا ؛ بريد أميون.

الجمعيّات الأهليّة

نادي بتعبورا الرياضي ؛ لجنة بتعبورا الشعبيّة ؛ لجنة تعاضد دفن الموتى.

المؤسّسات الصناعيّة والزراعيّة

٣ مكابس زيتون ؛ معمل موادّ تنظيفات ؛ مزرعة دواجن ؛ مشاغل حدادة ؛ مشاغل ميكانيك سيّارات.

مناسباتها الخاصّة

عيد مار مانوس ؛ تشارك في مهرجان الزيتون.

من بتعبورا

د. نسيم الخوري : صاحب جريدة" سورية الحرّة" في بوسطن ؛ د. أنيس الخوري (١٨٨٥ ـ ١٩٧٧) أديب ولغوي وباحث ومربّ وسياسي ، نائب ١٩٢٩ ـ ١٩٣١ ؛ المطران بولس الخوري (ت ١٩٩٥) : مطران مرجعيون للروم الأرثذوكس ؛ د. سمير الخوري : وزير للإقتصاد ، نائب رئيس الجامعة الأميركيّة ؛ اسكندر بك الخوري (م) : شيخ صلح لبتعبورا أنشأ مشروع كهرباء البترون ؛ صقر صقر ويعقوب صقر (م) : مديران لناحية الكورة ؛ جان فيّاض : مخرج مسرحي وتلفزيوني ؛ أنيس الخوري المقدسي (١٨٨٥ ـ ١٩٧٧) : أديب ومترجم وكاتب وأستاذ جامعي وناقد لغوي وبحّاثة وشاعر وصحافي ؛ د. نديم المقدسي صحافي وكاتب.

٦١

بتعلين

BTLLIN

الموقع والخصائص

بتعلين ، مزرعة تابعة لرأس المتن في قضاء بعبدا ، تقع في منخفض يجاورها تشرف على أرصون ، وتحيط بها أشجار الصنوبر.

بقيت بتعلين منزوية عن محيطها بسبب عدم ربطها بالطرقات العامّة ما أدّى إلى هجر أهلها لها ، حتّى باتت مزرعة تابعة لرأس المتن ، وفي ستّينات القرن العشرين تملّك الرئيس عبد الله اليافي عقارات فيها وأصلحها وغرسها وبنى فيها منزلا ، فبدأت المزرعة تستعيد الحياة ، خاصّة بعد أن شقّت لها طريق بسعي اليافي ، فارتفعت قيمة عقاراتها ، ورغب فيها المتموّلون.

الإسم والآثار

أصل الإسم ، بحسب فريحة ، سريانيّ : بيت تعلسن" : أي مأوى الثعالب وأوجارها ، أو" بيت يلّاعين" أي بيت العالين.

ظهرت أثناء أعمال نقب الأراضي الزراعيّة مؤخّرا آثار أبنية قديمة وحجارة لمعاصر الزيتون. والأنقاض التي رأيناها في بتعلين هي جوانب لبناء مستدير الشكل ، يبدو وكأنّ سردابا كان يمتدّ منه ، الى جهة ما زالت مجهولة. كما وجدنا في أرض بتعلين حجارة معاصر زيتون قديمة ، بقربها حجارة بناء ضخمة ، ووجدنا كذلك ، أشجار زيتون معمّرة ، ما زالت متناثرة على أطراف

٦٢

المزرعة. ويظهر للمدقّق الأركيولوجي ، أنّ هناك إمكانيّة كبيرة ، في وجود آثار عديدة تحت تراب المزرعة. ونقدّر أنّ هذه البقايا تعود إلى الحقبتين الكنعانيّة والرومانيّة.

ومن آثار الحقبة الحديثة بقايا قصور آل الأطرش في بتعلين.

وهناك حكاية تقول بأنّه على أثر موت أحد الأمراء اللمعيّين ، يوم كانوا أصحاب إقطاع المنطقة ، حاول عبد الأمير الإستيلاء على أرملته بعد موته ، وعلى ما كان لديه من إقطاع ، وقد كان من رجال الأمير رجل من آل الأطرش ، دفعته النخوة إلى منازلة العبد ، دفاعا عن أرملة الأمير اللمعي. وقد كافأت الأرملة اللمعيّة إبن الأطرش الشجاع بأن وهبته مزرعة بتعلين.

بقيت ملكيّة هذه المزرعة لفرع من آل الأطرش ، ما زال بعضهم يقتني له الأملاك والبيوت الزراعيّة فيها حتّى اليوم. ويدلّ أحد الأبنية الباقية ، على أنّ هؤلاء القوم كانوا من أصحاب الشأن ، نظرا لعظمة البناء ، ولفخامته ، ولنوع هندسته. فهو من الأبنية المصمّمة على شكل القلاع ، في جدرانه كوى للرماية ، وفي جوانبه مرابط للخيل.

٦٣

بتغرين

BTERIN

الموقع والخصائص

بتغرين ، مصيف في قضاء المتن محاط بأشجار الصنوبر والسنديان وسائر الأشجار الحرجيّة ، ومشكّل ببساتين التفّاح والدراقن وغيرها من الأشجار المثمرة ، يقع على ارتفاع ٩٥٠ م. عن سطح البحر وعلى مسافة ٣٠ كلم. عن بيروت عبر بكفيّا ـ عين التفّاحة الخنشارة ، ويتّصل بغابة بولونيا ومنها بزحلة عبر المروج ، وببيروت عبر ضهور الشوير ـ بكفيّا ، أو عبر المتين ـ حمّانا ، أو عبر عين الزيتونة ـ عين الصفصاف ـ بعبدات. مساحة أراضيها ٥٠٠ هكتار.

عدد أهاليها المسجّلين حوالى ٠٠٠ ، ٥ نسمة من أصلهم قرابة ٨٠٠ ، ١ ناخب.

الإسم وتاريخها القديم

وضع فريحة عدّة احتمالات لمعنى الإسم بردّه إلى اللغات الساميّة القديمة ، منها أن يكون أصله BET YAGRIN أي محلّ تكثر فيه الحجارة ، ومن الجذر نفسه كلمة" بغرين" وهي لغة لبنانيّة في الحجارة الصغيرة. أمّا باقي الاحتمالات التي وضعها فبعيدة عن لفظ الإسم. نحن نقترح أن يكون أصل الإسم عربيّا من مقطعين : بيت غرين ، أي بيت من طين ، أو مكان يكثر فيه

٦٤

الطين ، ففي العربيّة كلمة" غرين" ، تعني الطين الذي حمله السيل فيبقى على وجه الأرض رطبا كان أو يابسا. إلّا أنّ هذا لا ينطبق مع التقليد القائل بأنّ بسكنتا وجوارها ، وعلى الأخصّ كفر عقاب المطلّة على بتغرين ، كانت مركز ملوك وأمراء المردة ، وأنّ هؤلاء المردة قد تنازعوا في حروب طويلة مع العرب والمماليك ، وكان من البديهيّ أن يحاول المردة صدّ هجمات الأعداء عند مناطق استراتيجيّة محكمة ، وربّما كانت ميزة طبيعة المنطقة ، الدافع الوحيد الذي حدا بأمراء المردة لاتّخاذ بسكنتا وجوارها مركزا لسكنهم ولتحصّنهم. ويذكر التقليد أنّ المماليك قد اتّخذوا لهم معسكرا في منطقة أصبحت تعرف في ما بعد بالخنشارة ، نسبة إلى الحادثة (سريانيّة : جيش الحرب أو المعسكر ـ راجع الخنشارة) وأنّ جنود المردة قد عسكروا في المنطقة التي أصبحت تعرف ببيت غرين ، أي مكان المقاتلين ، وفي هذه الحالة يكون الجزء الثاني من الإسم من جذرGERA السرياني الذي يعني القتال والحرب. وعندما نشب القتال ، الذي ثبت حدوثه تاريخيّا ، بين الفريقين ، انكفأ جنود المردة نحو الوادي ، حيث كانت المذبحة الكبرى ، فعرف المكان بوادي الجماجم. وفي أيّ حال فإنّ بتغرين وسائر قرى المنطقة قد تعرّضت للدمار على أيدي المماليك سنة ١٣٠٥ ، ومن نجا من السكّان لجأ إلى بلاد جبيل وجزيرة قبرص ، وبقيت المنطقة خالية من السكّان حتّى الفتح العثمانيّ سنة ١٥١٦.

تاريخها الحديث

هناك رواية لمؤرّخ الأسرة الصليبيّة يقول فيها إنّه في ١٢ كانون الأول ١٦٢٤ ، زار حاكم طرابلس الأمير قاسم بن يوسف سيفا ومعه ثمانية من رجال حكومته ، يعقوب سمعان بن عازار الصليبيّ في بيته في أميون ، وقد

٦٥

أعجب هذا الأمير بابنة يعقوب ، وطلب يدها منه ، وأفهمه أن لا مجال للرفض لأنّه مصمّم على اتّخاذ ابنته زوجة له ، حتّى ولو كانت زوجة لسواه ، وأنّه سيلجأ إلى القوّة إذا رفض طلبه. فاستمهل يعقوب الأمير مدّة شهر ليهيّء الموضوع ، وعمد في قرارة نفسه إلى الإنتقام من وقاحة الأمير وتعرّضه للأعراض. وعلى أثر خطّة مدبّرة ، وبعد أن رحّل يعقوب عياله وعيال أنسبائه إلى جبيل ، فتك بالأمير وبرجاله الذين حضروا إليه في الموعد المحدّد ، وكان ذلك في ١٢ شباط سنة ١٦٢٤.

وتقول الرواية إنّ يعقوب الصليبيّ كان قد ابتنى له ولعياله دسكرة في أرض كفرقواص من بلاد جبيل ، بمساعدة صديقه أحمد حسن الغندور حاكم جبيل ، وعلى أثر الحادثة ، ورد أمر من الآستانة إلى هيأة الحكومة في طرابلس ، بوجوب القبض على يعقوب الصليبيّ وأولاده ورجاله أحياء أو أمواتا ، وأبلغت الحكومة الأمر إلى الأمير فخر الدين المعني ، كما أبلغته لسواه ، وعيّنت قائدا يدعى أحمد مصطفى الكردي ، ومعه ماية وخمسون فارسا ، للقبض على يعقوب وأولاده ، وكان قد بلغهم الخبر أنّهم في كفر قواص.

تغلّب يعقوب الصليبيّ ورجاله على عسكر الدولة ، غير أنّه عزم على مغادرة كفر قواص خوفا من بطش الحكومة به وبأولاده. فقصد كفر عقاب ، حيث يقيم أنسباؤه آل المعلوف ، وبمرورهم في القليعات ، بقي فيها أحد أبناء يعقوب وكان اسمه صليبا ، فتزوّج من ابنة مارونيّة أحبّها هناك ، واستوطن القرية ، ونشأت من سلالته أسرة صليبا المارونيّة فيها.

وصل القوم الى كفر عقاب ، واجتمعوا بأنسبائهم ، فكان الفرح عظيما وحلّ يعقوب وقومه بينهم على الرحب والسعة. وتقول الرواية إنّه بعد شهرين ، أراد

٦٦

يعقوب أن يرحل وقومه إلى مكان أكثر موافقة لسكنهم ومواشيهم ، فطلب إليه نسيبه ومضيفه عسّاف أبو جرجس المعلوف أن يبقى هناك ، ونصحه بأن يشتري أرضا ويسكن فيها ، وأخذه وسار به إلى الوادي حيث عرّفه برجل يسكن فيها ، يدعى أسعد بن رشيد بن طانيوس بن شحادة بن شعيا بن سمعان بن عبد الله المرّ ، وهذا كان قد ترك بلاد صافيتا وجاء بلدة إدّه (البترون) ، ثم حضر إلى هذا الوادي وسكن فيه قبل ذلك التاريخ بسبع سنوات ، وكان له يومها أربعة ذكور ، وإبنة ، أمّا أولاده الذكور فهم : طانيوس وجرجس ومنصور ورامح.

تعارف المرّ والصليبي ، فسأل يعقوب مضيفه عمّا إذا كان في جواره أرض يشتريها ، فأخبره أنّ في الجبل أرض واسعة كثيرة المياه ، خصبة التربة ، كان اسمها قديما" غيض الفوّار" ، والآن اسمها بتغرين ، يسكنها رجل اسمه سويد ، أتى وأولاده مكنّى وسمعان وأسعد من قرية الخيام قرب مرجعيون ، بجانب جبل حرمون ، وهو أرثذوكسيّ المذهب ، وقطن فيها. واتفق يعقوب مع سويد على شراء الأرض بعد أن تأكّد من خصوبتها وجودة مراعيها ، وكان مع يعقوب ابنا عمّه أسعد وهارون ، فرجع الثلاثة إلى كفر عقاب ، وأحضروا عيالهم وطروشهم وسكنوا في بتغرين ، وإذ لم يكن فيها كنيسة ، ولا كاهن ، بنى يعقوب كنيسة ، وكان كاهن كفر عقاب الخوري الياس الزمّار ، يقيم الخدمة الإلهيّة تارة في كفر عقاب ، وتارة في بتغرين ، ودام هذا الحال مدّة عشرين سنة. وعندما توفّي الأب الياس ، أقام سكّان بتغرين كاهنا هو مرعي بن يوسف بن بطرس الصليبي ، فدعي أنطونيوس ، وخدم بتغرين وكفر عقاب عشر سنوات ، ومات بلسعة حيّة بينما كان ذاهبا لزيارة أنسبائه في مجدل ترشيش ، إذ كان يعقوب قد ابتاع أرض المجدل ، وسكن فيها سمعان وعازار ولدا يوسف بطرس ومعهما أسعد إبن عمّ يعقوب أخي هارون.

٦٧

بعد وفاة الخوري أنطونيوس ، خلفه في الكهنوت نسيبه ياسين بن سمعان الصليبي ، فسمّي جرجس ، وهذا خدم كنيسة بتغرين فقط. ومن مظاهر الصداقة المتينة التي كانت تربط آل الصليبي بآل المعلوف ، وبالتالي مجتمع كفر عقاب بمجتمع بتغرين ، قول المؤرخ إبن فرح : أتيت يوما من مسقط رأسي جبيل ، إلى بتغرين ، وبرفقتي نسيبي حنّا الصليبي من برجا ، وهو خطيب ابنة ابراهيم الصليبي ، لأجل إكليله عليها ، وحضر معنا قوم لحضور العرس ، فلم يقبل يعقوب الصليبي أن يكلّل الإبنة ما لم يحضر أصدقاؤه المعالفة ، فبلّغوهم بواسطة المناداة ، وهكذا لم يحصل العرس قبل قدومهم.

كان وصول يعقوب الصليبي وأنسباؤه الى بتغرين يوم الأربعاء في الثالث عشر من أيار ١٦٢٥ ، فبدأ القوم ببناء البيوت والكنيسة ، مستعينين ببنّائين من الشوير وبسكنتا وغيرهما ، وتمكّنوا في خلال ثلاثة أشهر من إقامة ثمانية بيوت أكبرها وأجملها بيت يعقوب وعائلته في الحيّ المعروف اليوم بحيّ بيت الحاوي الصليبيّين ، وكان بيت يوسف مكان كنيسة القدّيسة تقلا ، وبيت أسعد وهارون في حيّ بيت هيكل بن عقل الصليبي ، وقد جاء بعدهم إلى بتغرين أناس من أنسبائهم الصليبيّين من الكورة وغيرها ، وسكنوا معهم ، كما قدمت أسر أخرى إلى بتغرين في تلك الحقبة ، فبنى لهم المقدّم يعقوب بيوتا سكنوا فيها. وقد نصح يعقوب صديقه المرّ بأن يترك الوادي الذي كان يعيش فيه ، لأنّه منعزل ، وأن يأتي ويسكن معه في بتغرين ، فقبل المرّ نصيحة صديقه ، وانتقل إلى بتغرين في ١٦ نيسان ١٦٢٧ ، فأفرغ له يعقوب منزلا ثمّ ساعده على بناء بيت خاصّ له وحوش لماشيته ، وعاش يعقوب وسويد (جدّ آل مكنّى في بتغرين اليوم) والمرّ معا بعد أن حدّدوا المراعي لمواشيهم ، ثمّ حدّدوا الأملاك لكلّ واحد منهم ، وكتبوا الحدود على أوراق وقّع عليها الثلاثة.

٦٨

سنة ١٦٣٢ ، غزا بتغرين بنو فوارس اللمعيّون ، وتسلّطوا على الأرض زاعمين بأنّ سويد لم يدفع ثمنها ، وبأنّ الحجّة التي بيده لا تنطق بأنّ الثمن قد دفع لهم ، وقبض نواطير بني فوارس على أسعد بن سويد بينما كان يرعى مواشيه ، واقتادوه مكبّلا الى فالوغا ، حيث يقيم أمراؤهم ، وسجنوه هناك ، وعندما علم أهل بتغرين بالأمر ، توجّه وفد منها إلى فالوغا يرجو إطلاق سراح أسعد سويد ، ولكنّهم لم يفلحوا ، وكان بنو فوارس يجلدون أسعد كل يوم ويذيقونه العذاب ، ويقول بن فرح : " إنّ أسباب اعتداء بني فوارس على بتغرين هو أنّهم احتاجوا إلى المال ليقدّموه إلى نائب الدولة الذي كان قد احتلّ بيوتهم لشكوى عليهم من أحد أمراء الغرب من قبيلة معادية لهم ، فقام بنو فوارس واعتدوا على هذا الأمير وأملاك النّاس ، عائثين بالبلاد فسادا ، وكان ابن معن ضدهم فعادوه أيضا. وكانوا قد سمعوا عن المقدّم يعقوب الصليبي وغناه ، فظنّوا أنّه سيدفع لهم كلّ ما يطلبونه لأنّه ليس بمقدوره أن يقاومهم. وقد قويت عندهم فكرة التعدّي بعد أن رأوا كثرة أمواله ، وهكذا تسلّطوا على الأرض ، لكنّ يعقوب كان يتربّص بهم تاركا الأمور لأوقاتها".

عندما وقع الخلاف بين الأمير المعنيّ وبني فوارس ، توجّه يعقوب وفرسانه إلى دير القمر ، وحصل على موافقة المعنيّ على أن يهاجم بني فوارس. وقد وقعت إثر ذلك معركة حامية بين بني فوارس من جهة ، ورجال يعقوب الصليبيّ وبعض رجال الأمير المعنيّ من جهة ثانية ، كان فيها الفشل من نصيب بني فوارس. إثر ذلك كتب الأمير المعنيّ إلى الباقين من بني فوارس يأمرهم بأن يقدّموا الحجّة ببيع الأرض كلّها إلى يعقوب الصليبي ، وأن يكونوا على استعداد لإجابة طلب أهالي بتغرين بكلّ عطل وضرر حصل لهم جرّاء اعتداءاتهم ، وأطلق سراح بن سويد على أثر انتصار أهل بتغرين في المعركة.

٦٩

وكانت عيال بتغرين في بدء عهدها تهتمّ بالزراعة وتربية المواشي ، ودامت كذلك حتّى أوائل القرن العشرين. أمّا أنواع الزراعات فكانت تتنوّع بحسب الحقبة والبقعة ، فإنّ رحابة أرض بتغرين الممتدّة بين تخوم بسكنتا وتمامها المروج من الشرق ، والخنشاره من الغرب وغابة بولونيا وتمامها الخنشاره من الجنوب ، ووادي الجماجم من الشمال ، تجعل طبيعتها متعدّدة الخصائص ، حيث يبلغ ارتفاعها في أعلى نقطة من تخومها نحو ٤٠٠ ، ١ م. وفي أسفل نقطة نحو ٧٠٠ م.

نما عدد سكّان بتغرين في القرن الثامن عشر إذ قصدتها عيال من قرى الجوار وغيرها لتعمل وتستوطن في ربوعها. إلى أن تألّف مجتمع بتغرين من عائلات مسيحيّة أرثذوكسيّة وملكيّة كاثوليكيّة ومارونيّة ، في ما يلي تعدادها بحسب النظام الألفبائي :

عائلاتها

باخوس. تبشراني. حاوي حريق. سماحة. صليبا (ومنها حاوي وخير الله).

صوايا. كزازيان. المرّ. مكنّى.

تاريخها المعاصر

برزت نجاحات إقتصاديّات بتغرين منذ القرن التاسع عشر ، إذ كانت جميع أراضيها الممتدّة بين صنّين والجماجم ، تزرع توتا وحنطة ، ومن آثار تلك الحقبة ، مطحنتان ، وثلاثة معامل حرير ، وألوف الحفافي ، التي أصبحت اليوم تحتضن البوار. ولم تعد بتغرين تنتج من أصل الماية خابية من الخمر التي كانت تنتجها أكثر من خابية أو خابيتين. وكان أحد معامل الحرير فيها

٧٠

من أكبر المعامل في لبنان ، إذ كان يحتوي على ١٠٣ دواليب ، أمّا المعملان الآخران ، فكانت سعة كل منهما ثلاثين دولابا.

منذ العقد الثامن من القرن التاسع عشر ، بدأت هجرة لأبناء بتغرين راحت تتزايد نسبتها عاما بعد عام ، ولم تتوقّف الّا موقّتا في خلال سنوات الحرب العالميّة الأولى لتعود فتنشط من بعدها ، ولقد اتّجهت هجرة أبناء بتغرين نحو بلدان الأمير كتين.

في سنة ١٩٠٢ ، اتّصلت طريق العربات ببتغرين عبر بكفيّا من جهة ، وبسكنتا من جهة ثانية ، فعرفت ازدهارا في تصدير الإنتاج الزراعيّ والصناعيّ ، وأخصّه الحرير ، إذ كان معمل الحرير الكبير فيها ينتج في ذلك التاريخ ٨٦ بالة سنويّا.

يذكر المسنّون في البلدة من معاصري الحرب العالميّة الأولى أنّ بتغرين جاعت ، ولكنّها لم تتأثّر بالنسبة التي تأثّرت بها قرى كسروان وبعض قرى المتن ، إذ لم تفقد أكثر من عشر أبنائها ، ذلك بفضل نسبة مستوى إنتاج البلدة الزراعيّ الذي كان مزدهرا في ذلك التاريخ ، فكانت الإدّخارات العاديّة من المحاصيل لتنقذ أكثر أبناء القرية من المجاعة ، كذلك قصد قسم منهم سهول لبنان وحوران ، فتمكّنوا بذلك من النجاة.

بالرغم من أنّ معمل الحرير ، الذي توقّفت دواليبه طيلة سني الحرب العالميّة الأولى ، عاد فور الإحتلال الفرنسيّ للعمل ، فإنّ صناعة الحرير لم تعد على ذلك الإزدهار الذي كانت عليه في السابق ، فكانت البضائع الأجنبيّة تهدّدها بالإغراق ، وبالفعل ، فقد توقّف آخر الدواليب في العام ١٩٣٠. وقبل ذلك التاريخ كان عدد كبير من الشبّان الذين لم يغرهم المهجر ، قد اتّجه في

٧١

عمله إلى مهنة البناء. وقبل بداية الحرب الأهليّة في العام ١٩٧٥ ، كانت بتغرين قد شهدت فورة عمرانيّة صمّم أجزاءها مهندسون من أبناء البلدة ، واقتلع وهذّب وعمّر حجارتها بنّاؤون من البلدة أيضا ، فغدت بتغرين مصيفا زاهيا يزيّنه الحجر المقصوب. وكان بعض المغتربين قد عادوا من المهاجر ليبنوا لهم الدور في مسقط رأسهم. ومن الواضح أن مهنة البناء التي اتّخذها أبناء بتغرين بعد الزراعة وتربية القز ، واتّجاه فريق آخر من أبناء البلدة إلى التخصّص في الهندستين المعماريّة والمدنيّة وإلى القيام بأعمال تعهّدات البناء ، وامتهان الحدادة والنجارة وغيرهما من أشغال البناء من قبل بعض أبناء بتغرين ، عوامل ساهمت إلى حدّ كبير في صيرورتها مصيفا مميّزا بعمرانه. وقد شجّع تجهيز البلدة بالماء والكهرباء منذ ١٩٣٠ البنّائين على إنشاء الأبنية في أملاكهم ، ما لا يتطلّب منهم الكثير ، فهم يقطعون الصخر ويهذّبونه ويبنونه بأيديهم. كما شجّع بالتالي ، نجاح هؤلاء ، حين أجّروا بيوتهم صيفا ، بقيّة الأهالي على إنشاء الدور ، وهكذا ، عرفت بتغرين حركة عمران فريدة ، ضاعفت عدد بيوت المصيف في ظرف عقدين يمتدّان بدءا من منتصف القرن العشرين.

لا شكّ في أنّ بتغرين ، كسائر مصايف المنطقة ، قد شهدت ركودا شبه تامّ للاصطياف بسبب أحداث الربع الأخير من القرن العشرين ، إلّا أنّ اللافت بشكل واضح الارتفاع الكبير في عدد أصحاب المهن الحرّة والاختصاصات العالية من أبنائها ، وإنّه لمن الصعب إحصاء عدد المهندسين والأطبّاء والمحامين وحاملي الإجازات وأصحاب المشاريع من أبناء بتغرين اليوم.

٧٢

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

كنيسة مار ميخائيل : رعائيّة أرثذوكسيّة بنيت سنة ١٨٧٠ ؛ كنيسة مار جرجس : رعائيّة أرثذوكسيّة ؛ كنيسة القدّيسة تقلا : رعائيّة أرثذوكسيّة ؛ كنيسة سيدة النياح : رعائيّة كاثوليكيّة بنيت في سنة ١٨٧٥.

المؤسّسات التربويّة

رسميّة ابتدائيّة تكميليّة مختلطة كبرى أنشئت ١٩٦٥ ؛ مدرسة سيدة الانتقال : ابتدائيّة مجّانيّة في عهدة الراهبات الباسيليّات الشويريّات أنشئت ١٩٦٦ ، وجدّدت ١٩٨٢ ؛ مدرسة الإتحاد الأرثذوكسي : خاصّة ، أنشئت ١٩٦٨ ؛ مدرسة البيت اللبناني الحديث : خاصّة.

من آثار النشاطات التبشيريّة ونشاطات الإرساليّات الأجنبيّة في بتغرين ، مدرسة للبروتستانت ، ومدرسة للآباء اليسوعيّين ، أسّستا أواخر القرن التاسع عشر ، وتوقّفتا حوالي ١٩٠٢ ، حين قامت فيها الإرساليّات المسكوبيّة بتأسيس مدرسة في وقفي الكنيستين الأرثذوكسيّتين ، توقفت ١٩١٤ بسبب الحرب.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس اختياري : بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مختارا كلّ من : الياس حنّا صليبا ، ونجم الياس صليبا.

مجلس بلدي أسّس ١٩٢٨ : وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاءت ميرنا ميشال المرّ رئيسا ؛ ميشال ابراهيم صليبا نائبا للرئيس ، والأعضاء : جوسلين صليبا ، نقولا سماحة ، ميشال جميل صليبا ، نجيب حريق ، بشارة جميل المرّ ، صموئيل مخايل صليبا ، نجاة صليبا المرّ ، ريتا سماحة ، فايز صليبا ، نجيب صليبا ، سمير ميشال صليبا ، ملحم صليبا ، غبريال تبشراني ؛ محكمة الجديدة ؛ مخفر بكفيّا.

٧٣

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة معمّمة على عقاراتها المبنيّة من مشروع نبع المنبوخ عبر شبكة عامّة ؛ هاتف إلكتروني ؛ بريد الخنشارة.

الجمعيّات الأهليّة

فرقة الاتّحاد الشعبيّة ؛ نادي الرابطة الثقافيّة الرياضيّة ؛ نادي الهواة الثقافيّ الرياضيّ ؛ جمعيّة الشبيبة العاملة المسيحيّة ؛ أخويّة الحبل بلا دنس.

المؤسّسات الصناعيّة

معامل كاروسّري ؛ مصانع مشروبات روحيّة ؛ مشاغل حدادة ونجارة ؛ مشاغل ميكانيك.

المؤسّسات الإستشفائيّة

مستوصف لجمعيّة زهرة الإحسان.

مناسباتها الخاصّة

عيد سياحيّ سنويّ تتخلّله مهرجانات فولكلوريّة ونشاطات رياضيّة وثقافيّة.

من بتغرين

تبعا للنظام الألفبائي بحسب اسم العائلة : جورج أنيس حاوي : سياسي ، ولد ١٩٣٨ ، مجاز في العلوم السياسيّة ، انتمى إلى الحزب الشيوعي اللبناني ١٩٥٥ ، تقلّب في مناصبه إلى أن انتخب أمينا عامّا له ١٩٧٩ وجدد له ١٩٩٢ ، نائب رئيس الحركة الوطنيّة في خلال الأحداث ، رئيس تحرير جريدة" النداء" ، استقال من الأمانة العامّة للحزب ١٩٩٢ ، له مؤلّفات في السياسة ؛ المطران خريسنثوس صليبا (ت ١٨٨٩) : مطران عكّار ١٨٨٥ ، وصف بالعالم الكبير ؛ المطران متاديوس صليبا (م) : كان مطرانا لأبرشيّة عكّار الأرثذوكسيّة ؛ الأرشمندريت جورج نجيب صليبا : لاهوتي ومجاز في

٧٤

الاقتصاد ؛ جورج يوسف صليبا : مخترع وصناعي في الولايات المتحدة ، ولد ١٩٠٥ ، عضو معاهد هندسيّة كبرى ؛ جميل شهيد صليبا (١٨٩٨ ـ؟) : هاجر مع والديه إلى الولايات المتحدة ١٩٠٧ ، انخرط في الحرس الوطني ١٩١٣ ، ترقّى إلى رتبة جنرال في الجيش الأميركي باسم جايمس صليبا ؛ لطيفة يوسف صليبا : مربّية ، مديرة لمدرسة زهرة الإحسان في بيروت ؛ د. أبير نجيب صليبا : ولد في القاهرة ١٩٠٩ ، طبيب جرّاح ١٩٣٤ ، مدير مستشفى القدّيس جاورجيوس ١٩٤٥ ـ ١٩٤٨ ، عضو مجلس نقابة أطبّاء لبنان ١٩٥٠ ، نائب رئيس" الجمعيّة الطبيّة اللبنانيّة الفرنسيّة" ، له أبحاث ؛ متري المر (١٨٨٠ ـ ١٩٦٩) : شاعر وفنّان وملحّن وأستاذ جامعي ، لحّن النشيد الوطني السوري ؛ دعيبس المر : نقيب سابق للمحامين ؛ غبريال المرّ (ت ١٩٥٩) : نائب المتن في عدّة دورات ، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير في عدّة حكومات ، نائب رئيس مجلس النوّاب ١٩٤٧ ـ ١٩٥١ ؛ ميشال الياس المرّ : مهندس ورجل أعمال وتعهّدات وسياسي ، نائب المتن ١٩٦٨ ـ ١٩٧٢ ، ومنذ ١٩٩١ ، وزير في عدّة حكومات منذ ١٩٦٩ ، نائب رئيس مجلس الوزراء في عدّة حكومات ١٩٩٠ ـ ٢٠٠٠ ، له مشاريع عمرانيّة وإنشائيّة كبرى ؛ الياس ميشال المرّ : محام وطيّار وإداري وسياسي ، وزير الداخليّة والبلديّات ٢٠٠٠ ؛ ميرنا ميشال المرّ : حقوقيّة ، رئيسة بلديّة بتغرين ورئيسة اتّحاد بلديّات المتن منذ ١٩٩٨ ؛ كبريال الياس المر : مهندس مدني ، أسّس وأدار تلفزيون M.T.V. ؛ د. ميّ الياس المر : دكتوراه في التاريخ ، أديبة وشاعرة وأستاذة جامعيّة في التاريخ ، لها مؤلّفات عديدة ، أنشأت" أكاديميا الجمال" مع سعيد عقل وسليمان أبو زيد ؛ د. جورج جبرائيل المرّ : دكتوراه دولة في الآداب الانكليزيّة ، مربّ وأستاذ جامعي له مؤلّفات.

٧٥

بتلون

BATLUON

الموقع والخصائص

هي غير بطلون عاليه ، تقع بتلون في قضاء الشوف على متوسط ارتفاع ٠٠٠ ، ١ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٤٩ كلم عن بيروت عبر الدامور ـ دير القمر ، ويمكن الوصول إليها عن طريق المدير ج ـ نبع الصفا. مساحة أراضيها ٥٥٠ هكتارا. زراعاتها تفّاح وإجاص ودرّاقن وكرمة وخضار ، تروي أراضيها مياه الباروك عبر أبنية تابعة لأملاكها.

عدد سكّانها المسجّلين نحو ٥٠٠ ، ٢ نسمة من أصلهم حوالى ٠٠٠ ، ١ ناخب.

الإسم والآثار

وجدناها تكتب بتلون ، وبطلون. وقد ردّ فريحة أصل الإسم BET TELL N السريانيّة التي تعني مكان التلة الصغيرة ؛ كما احتمل أن يكون الأصل BETALYUON أي بيت الفتى الحدث ، أوBETALLUONA أي مكان الندى والطل ، والواو والنون هنا للتصغير ، وإلى هذا المعنى ردّ أصل الإسم الأبوان حبيقة وأرملة.

نحن نميل إلى اعتماد التفسير القائل بمعنى" مكان التلّة الصغيرة" انطلاقا من موقع القرية الجغرافيّ. وفي محلة الفرمانية بخراج بتلون نواويس

٧٦

محفورة بالصخر تدلّ على قدمها ، نعتقد أنّ بتلون اتخذت اسمها منها ، أمّا إسم الفرمانيّة فتركي نسبة إلى لفظة فرمان المعروفة المعنى.

عائلاتها

موحّدون دروز : أبو صالح. أبو وادي ـ بوادي. جنبلاط. حاطوم. حداد.

حسن. حمد. حميدان. ربح. رشيد. زين الدين. سرحال. قيس. كمال الدين.

محمود. يحيى.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات التربويّة

رسميّة تكميلية مختلطة ؛ مدرسة رعاية الطفل.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس إختياري : بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء غالب نسيب حسن مختارا بالتزكية ؛ أعيد الانتخاب في الدورة التكميليّة في ٢٠ حزيران ١٩٩٩ فأعيد انتخاب غالب نسيب حسن مختارا.

مجلس بلدي أسّس ١٩٦١ ، وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مجلس قوامه : رجا ملحم محمود ، حليم حامد أبو صالح رئيسا ، رجا سليمان قيس نائبا للرئيس ، والأعضاء : شوقي سلمان رشيد ، حاتم سعيد كمال الدين ، ناهدة سعيد قيس ، ربيع نجيب أبو وادي ، يوسف كمال الدين ، جهاد ذوقان حاطوم ، فرحان سليمان زين الدين ، كمال سرحال ، وشاهين محمّد أبو صالح.

مخفر الباروك ؛ محكمة دير القمر ؛ فرع لمصلحة الإنعاش الإجتماعي.

٧٧

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة عبر شبكة مصلحة مياه الباروك ؛ كهرباء بيت الدين ؛ هاتف إلكتروني ؛ بريد دير القمر.

الجمعيّات الأهليّة

جمعيّة إنعاش القرية ؛ نادي بتلون الثقافي الرياضي الاجتماعي ، ساهم في شقّ طريق داخليّة ، سعى في بناء مدرسة وبيت للنادي.

المؤسّسات الصناعيّة والتجاريّة والسياحيّة

منتزه الخرارة على ضفاف الباروك ؛ منتزه ضهر الشقيف ؛ بضعة محالّ وحوانيت تؤمّن المواد الغذائيّة والحاجيّات الأساسيّة.

مناسباتها الخاصّة

تشترك في مهرجانات بيت الدين.

من بتلون

د. عبّاس أبو صالح : مؤرّخ ، دكتوراه في التاريخ ، أستاذ في الجامعة اللبنانيّة ، له بحوث في دوائر المعارف ومؤلّفات ؛ قاسم بك أبو قاسم حسن : معتمد الأمير بشير شهاب الثاني الكبير ؛ سليمان آغا ، قاض في العهد العثماني أعطي صلاحيّة الحكم بالإعدام ؛ يوسف بك حسن (١٨٨١ ـ ١٩٦٩) : قائمقام فمتصرّف عثماني في اليمن حيث لقّب ب" أمير الرعويّة" ، منح لقب باشا ؛ عارف بك حسن : مدير للجمارك ؛ نايف قيس : مغترب في الولايات المتحدة الأميركيّة ، محسن كبير ساهم في بناء مدرسة بتلون الرسميّة وساهم في نادي بتلون.

٧٨

بتوراتيج

BTUORATIJ

الموقع والخصائص

تقع بتوراتيج في قضاء الكورة على متوسط ارتفاع ٢٥٠ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٨٣ كلم. عن بيروت عبر شكّا ـ البحصاص ـ ضهر العين. مساحة أراضيها ١٢١ هكتارا. زراعاتها : زيتون ولوز وكرمة وحمضيّات.

عدد أهاليها المسجّلين نحو ١٥٠ ، ١ نسمة من أصلهم حوالى ٦٠٠ ناخب حسب لوائح الشطب.

الإسم والآثار

إعتبر فريحة الإسم غامضا وأنّ العنصر آخره" تيج" ليس ساميّا ، أمّا" بتورا" فلعلّ أصله BET TUORA أي بيت الجبل ، واحتمل فريحة أن يكون أصل الجزء الأخيرT GA أي التاج ، فيكوم معنى الإسم بحسب فريحة" البيت الجبلي ذو التاج". نحن نقترح أن يكون أصل الإسم ثلاثيّا آراميّا محرّفا : BET TUOR TAG أي محلّة الجبل المتوّج.

وجدت في أراضي البلدة نواويس ومغاور ومعاصر قديمة لا يمكن تحديد تاريخها ، وكتابات آراميّة تشير إلى أنّه كان في المكان كنيسة أو دير. كما وجد فيها بعض الهياكل العظميّة المدفونة قديما ، وعدد من الآبار العميقة والكبيرة الحجم. وهناك بناء قديم يسمّى الياخور ، أي مربط الخيل ، قديم العهد ،

٧٩

مبنيّ بحجارة ضخمة يبلغ طولها ما يقارب ال ٢٥ مترا ، ويتألّف من طبقتين ، السفلى وهي البناء القديم ، والعليا وهي بناء حديث مأهول حاليّا. كلّ هذه الآثار تشير إلى أنّ بتوراتيج قد عرفت نشاطا سكنيّا ربّما في العهود الفينيقيّة مرورا بالتي تلتها من رومانيّة وبيزنطيّة ومارونيّة وصليبيّة قبل قدوم جدود مجتمعها الحاليّ إليها.

عائلاتها

الأسرة التي بنت بتوراتيج الحاليّة هي أسرة الحسن المسلمة السنيّة الحسنيّة الهاشميّة الشريفة المتحدّرة من أشراف الحجاز ، قدم جدّها السيّد محمّد الحسن من مكّة المكرّمة إلى دمشق أوائل القرن السابع عشر وتوطّنها ، ثمّ انتقل بأسرته إلى لبنان واشترى أراضي بتوراتيج من مقدّم بترومين أواسط القرن السابع عشر كما تثبت وثيقة تاريخيّة محفوظة مع أحد أبناء الأسرة ، ومن سلالته نشأ آل الحسن في بتوراتيج ، وتفرّعوا إلى كامد اللوز حيث تشعّبت الأسرة إلى فروع حملت أسماء عدّة. (راجع : كامد اللوز) ومن آل الحسن هؤلاء اليوم في مدن وبلدات شماليّة عديدة. وقد ورد في المدوّنات أنّ العثمانيّين قد أحرقوا البلدة لتمرّد أهاليها بقيادة آل الحسن الذين اضطرّوا لمغادرتها فاحتلّها الأيّوبيّون ، لكنّهم عادوا واسترجعوها بعد الحصول على عفو من السلطان ، وكان الثمن إعدام مؤسّس البلدة في طرابلس حيث لا تزال المحلّة تعرف ب" جامع المعلّق". أمّا اليوم فيتألّف مجتمع بتوراتيج من العائلات التالية :

سنّة : الأيّوبي. الحسن. حسين. خليل. علي. موارنة : منعم. العضيمي.

٨٠