موسوعة قرى ومدن لبنان - ج ٢

طوني مفرّج

كلمة بوتريس اليونانيّة معناها عنقود العنب وأنّ سبب هذه التسمية يعود إلى أنّ السهل الذي يمتدّ حوالي البترون كان مزروعا كرمة ومنه استمدّت الإسم الذي تعرف به ، ومع تطوّر الزمن انقلب الإسم من بوتريس إلى البترون. وأمّا الصليبيّون فسمّوهاLA BOUTRON. وبحسب فريحة والأبوين أرملة وحبيقة فإنّ أصل الإسم BET RUONA ، وهي عبارة آراميّة تعني مكان الرئيس والمقدّم. إلّا أنّ فريحة يستطرد بأنّه قد ورد في التوراة (صموئيل الثاني ٢ : ٢٩) إسم BITRON من جذر" بتر" أي قصّ وقطع ، ومن الجذر نفسه يشتقّون أيضا كلمة تعني الصخر ، والشاهق العالي ، وفي هذه الحالة يكون إسم البترون فينيقيّا قديما من جذر" بتر" ، ونحن نميل بشدّة إلى هذا التفسير مستندين إلى أهمّ أثر في البترون ، وهو سورها البحرّي المحفور في الصخر ، وهو سور فريد من نوعه ، من الطبيعيّ أن يكون سببا كافيا لتسمية المحلّة التي حفر فيها بالصخر المبتورBITRON.

تاريخها القديم

البترون مدينة أثريّة فينيقيّة غنيّة جدّا بالآثار ، جرت في بعض المواقع منها حفريّات أوليّة ، دلّت على أنّها أقدم بكثير ممّا كان يعتقد قبلا. فإنّ أرضها قد شهدت أنشطة لإنسان العصر الحجريّ الحديث على الأقلّ ، قبل أن تعرف بالبترون. فقد اكتشف في المغاور الواقعة قرب مصبّ نهر الجوز على مسافة بضع مئات الأمتار عن المدينة أدوات ظرّانيّة كالفؤوس والمثاقب والسكاكين والمخارز ، إلى جانب مجموعة كبرى من حجارة الظرّان ، عرض بعضها لزمن في متحف الأدوات الحجريّة الذي كان في مدرسة الأخوة المريميّين في البترون قبل نقلها إلى متاحف فرنسا. ومن شأن هذه المكتشفات أن تدلّ على أنّ تلك المغاور كانت مسكنا للإنسان الأوّل ، ومعامل لصنع الأدوات الظرّانيّة

٤١

كما هي الحال عند مصبّي نهري الكلب وبيروت. وبالنسبة للتاريخ المدوّن ، فإنّ أوّل من تحدّث عن البترون من المؤرّخين القدماء سنكنيتن الذي اعتبرها مجرّد حصن للمراقبة. أمّا مينندر اليونانيّ ويوسيفوس اليهوديّ ، فقد اعتبرا أنّ باني البترون هو ملك صور في القرن العاشر قبل الميلاد ، على أيام نبوخدنصّر ملك بابل ، وجعلها حصنا منيعا لحماية حدود مملكته على شاطئ البحر. بينما استنتج باحثون محدثون أنّ البترون بنيت على يد الكاهن أيتوبعل الثاني عام ٨١٤ ق. م. وباعتقاد باحثين محدثين كالبستاني ورستم وغيرهما ، أنّها من أقدم المدن الفينيقيّة ، إذ تمكّنت ، مع تطوّر الزمن ، من أن تستقطب إليها ، إثر الضربات التي أصابت صور وصيدا ، كثرة من الفينيقيّين الذين وجدوا فيها الأمان والسلام. ويقول البستاني ورستم أنّهما وجدا إسمها لأوّل مرة في أخبار الحروب بعد إسم المدينة المثلّثة أو المدن الثلاث أي طرابلس ، فيكون ظهورها معاصرا لظهور مدينة طرابلس وذلك قبل روما وأنطاكية وبعلبك وحلب. ويعتقد لاكويان أنّ البترون كانت معاصرة لإيليّا النبيّ وإن كانت أحدث عهدا من جبيل وبيروت. ويعتقد أنّ هجمات الأشوريّين هي من الأسباب الأساسيّة التي أسهمت في إمتداد البترون وصيرورتها مدينة كبرى ، ذلك أنّ الجاليات الفينيقيّة قد تجمّعت فيها لتتمكّن من المرابطة في وادي نهر الجوز لردّ الهجمات الأشوريّة. وقد اكتسب مرفأ البترون أهميّة كبرى في الحقبة الفينيقيّة ، ويقول ديودورس الصقلي إنّ هذا المرفأ كان مركزا مهمّا لصناعة السفن من خشب الأرز المقطوع من الغابات القريبة ، وكان ينقل إلى الميناء على ظهور الدواب. وقد جاء أنّه في العام ٣١٥ ق. م. بنى بحّارة البترون أسطولا لأنطوخيوس الصقلّي. ومن شأن سور البترون المنحوت في الصخر والذي لا مثيل له بين آثار العالم القديم ، أن ينبئ عن أنّ هذه المدينة كانت من أهم المدن الفينيقيّة. وقد وردت لمحة طويلة عنها في دائرة

٤٢

المعارف الإسلاميّة ، وهي أوّل من أدخل ال التعريف على الإسم ومن حدّد مركزها.

مرّت البترون بأدوار تاريخيّة كتلك التي مرّت بها طرابلس وبيروت. وجاء أنّه عند دخول بومبيوس إلى لبنان سنة ٦٤ م. زاحفا من الشمال بعد أن أخضع سورية ، دمّر قلعة وجه الحجر وقوّض أبنية البترون بسبب لجوء الأيتوريين إليها. وقد أقام فيها الرومان في ما بعد أبنية وتحصينات قوّضتها زلازل ٥٥١ وما بعدها. وذكر المؤرّخ مالالا أنّ زلزال ٥٥١ أدّى إلى ظهور مرفأ طبيعيّ في البترون لم يحدّد مكانه. وممّا يدلّ على أهميّة البترون في الحقبة الرومانيّة ، القناة التي بنوها لجرّ المياه عبرها من نهر الجوز إلى سهلها. وقد خرّبت القناة في الحقبة المملوكيّة ولم يبق منها سوى بعض الآثار. وفي البترون آثار ملعب رومانيّ ، اعتبره البعض حوض مياه ، إلّا أنّ قطع الرخام والحجارة الكبيرة المنحوتة التي وجدت حوله ، والعتبة التي عليها نقوش شبيهة بتلك التي في هياكل بعلبك ، تدلّ من دون شكّ على أنّ ذلك الأثر لم يكن مجرّد حوض مياه. وفي الجهة الجنوبيّة من المدينة العديد من الأضرحة والنواويس الرومانيّة. وليس من شكّ في أنّ بعض الكنائس الأثريّة التي في البترون والتي تحفظ آثارا صليبيّة قد بنيت على أنقاض معابد رومانيّة بنيت بدورها على أنقاض معابد فينيقيّة.

تاريخها الوسيط

بعد أن تنصّرت البترون في خلال الحقبة الرومانيّة ، عمّت فيها المسيحيّة كليّا في الحقبة البيزنطيّة. وقد فتحها العرب في الحقبة نفسها التي دخلوا فيها جبيل وطرابلس. ثمّ جاء الصليبيّون فسقطت حلبا وأنفه والبترون بيد أحد قادتهم" برتراند" بعد طرابلس مباشرة التي سقطت سنة ١١٠٨ بيد قائد آخر

٤٣

هو" وليم جوردان" ، وقد أعمل فيها الفاتح الإفرنجيّ القتل والسلب والسبي. ثمّ أصبحت البترون من نصيب عائلة أغوت AGOT البروفانسيّة ، ثمّ آلت إلى إبن بوهموند الرابع بعد زواجه من إبنة مرغريت دو بترون. وكانت البترون في هذه الحقبة تابعة لكونتيّة طرابلس. وفي تلك المرحلة توزّع السكّان في كونتيّة طرابلس في مجموعات عدّة ، اختلفت إحداها عن الأخرى ، وخصوصا لجهة الإنتماء الدينيّ والمذهبيّ. فقد استوطن النساطرة في طرابلس ، والملكيّون في البترون والكورة ، واستقرّ اليعاقبة في جونية. أمّا الموارنة الذين قدّر وليم الصوري عددهم في كونتيّة طرابلس بأربعين ألفا فكانوا يشكّلون أكبر مجموعة سكّانيّة في الكونتيّة ، وقد انتشروا في بلاد جبيل وفي منطقة البترون صعودا نحو منطقتي بشرّي وإهدن ، مختلطين بطوائف مسيحيّة أخرى ، وبخاصّة الملكيّين واليعاقبة. يضاف إلى تلك الجماعات طائفة النصيريّة التي استوطنت منطقة عكّار ، وجبال لبنان الشماليّة والوسطى ، متجاورة مع الموارنة في الجبال والجرود. أمّا مؤرّخو السريان (طرازي) فيصرّون على أنّ" بطرون كانت سادس الأسقفيّات في مطرانيّة صور ، وعرف من أساقفتها فرفور في المجمع الخلقيدونيّ المسكونيّ الرابع". إلّا أنّ هذا الزعم لم يثبت بالدليل الأثريّ. وقد بقي من العهد الصليبيّ في البترون ، إضافة إلى الكنائس ، قلعة صغيرة تقوم عند الشاطئ كانت تؤدّي دور المراقبة للطرقات والممرّات بين السلسلة الغربيّة والبحر. أمّا كنيسة البترون القديمة فلا نعرفها إلّا من وصف أحد السيّاح الفرنج لها ، وقد مرّ في البترون في القرن الرابع عشر (أنظر الكنائس أدناه).

وقبل نهاية القرن الثالث عشر ، سقطت البترون كلّيا بيد المماليك الذين أعملوا فيها يد التخريب والإحراق والنهب والتدمير والقتل والتشريد ، وبقيت

٤٤

المدينة طوال الحقبة المملوكيّة المنتهية في العام ١٥١٦ مع نهاية المماليك على أيدي العثمانيّين ، شبه خالية من السكّان إلّا من بعض الأسر التركمانيّة التي أسكنت فيها لمنع النّاس من العودة إليها ولحراستها من هجمات الفرنجة.

تاريخها الحديث

عادت الحياة إلى البترون إثر تقويض حكم المماليك بسحقهم في معركة مرج دابق على يد السلطان سليم العثماني سنة ١٥١٦. وقد دخلت البترون خلال الحقبة العثمانيّة في معاملة طرابلس ، وكانت قاعدة مقاطعة البترون الممتدّة من نهر الجوز شمالا إلى المدفون جنوبا ، ومن البحر غربا إلى جرود تنّورين شرقا. وطالما وقع التنازع بين إمارة الجبل ووالي طرابلس على حكم البترون وبلادها في تلك الحقبة ، وقد طالتها النزاعات القيسيّة اليمنيّة وغيرها من النزاعات السلطويّة كتلك التي وقعت بين الحاديّين وآل الشاعر ، غير أنّ كلّ ذلك لم يمنع من تدفّق العائلات إلى البترون من المناطق المجاورة كجبال البترون وجبيل وبشرّي. فنشأ في البترون مجتمع تألّف من عائلات بأكثريّتها مارونيّة ، يليها الروم الأرثذوكس ، وقلّة من السنّة والشيعة ، وقد أوردنا أسماء هذه العائلات مع انتماءاتها الدينيّة أدناه.

مع تدفّق العائلات على البترون بقصد العمل والإشتاء ، نشأت في المدينة سوق أخذت تتطوّر مع السنين حتّى أصبحت مركزا يجمع إلى الحوانيت التجاريّة لبيع البضائع والسمانة واللحوم ، أعمال الحدادة ، وصناعة النحاس ، والسمكرة ، والخياطة ، وتصليح عربات الخيل ... ؛ تلك السوق التي لا تزال قائمة على حالها إلى اليوم ، هي كناية عن زواريب ضيقة ، على جانبيها مبان من طبقتين أو ثلاث ، مبنيّة بالحجر الرملي ، تزيّنها القناطر المثلثة وشرفات

٤٥

الحديد المسبوك ، وتحتها دكاكين متراصّة. هذه السوق التي باتت تعتبر اليوم نموذجا تراثيّا فريدا يختزن ذكريات القرون الخوالي ، قد ساهمت بإنعاش الحركة التجاريّة افي البترون في ظلّ وجود مرفئها ، وقد بلغت هذه الحركة أوجها في منتصف القرن التاسع عشر ، واستمرّت في النصف الأوّل من القرن العشرين حتّى بداية الحرب العالميّة الثانية. وكانت المراكب الشراعيّة ترسو في المرفأ محمّلة بالبضائع التي كانت تودع المخازن القائمة في الطبقة السفلى من مدرسة راهبات القلبين الأقدسين ، إذ كانت بمثابة العنابر ، لتنقل منها لاحقا إلى السوق القديمة. كما نشطت أعمال صيد بحريّ في المدينة على أيد أبنائها ، أهمّها صيد الإسفنج وتوضيبه وتصديره إلى ما وراء البحار ، وقد تفرّدت البترون من بين سائر بلدات الشاطئ اللبنانيّ بهذا الانتاج (راجع : مرفأ البترون أدناه). أمّا مجتمع المدينة فقد تألّف عبر السنين من العائلات التالية :

عائلاتها

موارنة : إبراهيم. أبو مراد. أبو زيد. أبي لطف الله. الياس. اليان ـ ليان. باز.

باسيل. البتروني. البدوي. بربري. بركات. طرس. بو عيسى. بولس. بيبان.

البيطار. توما. جرجي. حاتم. حايك. حبيقة. حرب. الحرك. الحشّاش. حكيّم.

حلبي. الحلو. حنّوش. حوّاط. الخبّاز. خطّار. خليفة. الخوري. داغر. داود.

درزي. درغم. دغل. راجي. رامح. رستم. روحانا. روكس. الزعنّي.

زعيتر. زهرة. الزير. سابا. سارة. سجعان. سركيس. سلهب. سلّوم.

سليمان. السمراني. شاماتي. شاهين. الشدياق. شموطي ـ شموتي. شيخاني.

صادر. صهيون. صيّاد. ضوّ. طالب. طبشي. طرابلسي. طربيه. عبّود.

٤٦

عبيد. عجلتوني. عسّاف. عطيّة. عسّال. عقل. عقيقي. عكّاري. عوّاد. عون.

عيسى. غالب. غندور. غلبوني. فارس. فتّوش. الفرنجي. الفغالي. فيّاض.

القاضي. قبلان. قزاح. القهوجي. كرم. كنعان. لحّود. لويس. مارون. مبارك.

المرشاق. المزرعاني. المقدسي. مقدسي (الخباز). منعم. مهنّا. مهوّس.

موزايا. نصر الله. نصّور. نقولا. نور. نوفل. الهاني. لوادي. يزبك. يوسف.

أرثذوكس : بدران. الجد. الجمال. الخوري. دياب. ديبو. زخريا. سالم.

العشّي. عوض. عويجان. فاخوري. قدّيس. لوقا دادا. المنيّر. ناجور. النبتي.

سنّة : جراد. درويش. عبد الرحيم. عبد القادر. ياسمين.

شيعة : علّام.

أرمن أرثذوكس : كشكوريان.

تاريخها المعاصر

في ذكر للبترون سنة ١٩٠٦ كان" فيها من الذكور البالغين المسلمين ١٩ ، ومن الموارنة ٧٠٠ ، ومن الروم الأرثذوكس ١٥٠ ، وكانت حاصلاتها من الشرانق ٠٠٠ ، ١٦ أقّة ومن الزيت ٣٠ قنطارا ، وفيها عشر عربات ، ولها حرشان وقد إتصلت بها طريق العربات في عهد نعّوم باشا (١٨٩٢ ـ ١٩٠٢) وطول هذه الطريق خمسة كيلومترات ، وهي مقرّ حكومة القائمقاميّة في زمن الشتاء ومقرّ المديريّة صيفا شتاء ، ومؤخّرا عيّن لها أسعد بك ضو مديرا وهذه الاسكلة أخذت بالتقدّم من بضع سنوات". إلّا أنّ هذا التقدّم قد انهار كليا في خلال سنوات الحرب العالميّة الأولى إذ فقد السكّان المحاصرون بحرا وبرّا والذين تعرّضت أرضهم لجحافل الجراد كلّ مصادر الغذاء

٤٧

والدواء ، ففقدت المدينة نحو نصف أبنائها بالموت جوعا ومرضا ، وهاجر عدد من الناجين فور فتح دروب البحار إلى بلدان الأميركتين.

بعد نهاية الحرب العالميّة الأولى ، أخذت البترون تستعيد بعض نشاطها ، وعادت الحياة إلى سوقها القديمة المتأصّلة فيها ، التي تجمع بين حوانيتها عادات وتقاليد وحرفا شكّلت في الماضي موردا اقتصاديّا مهمّا.

سنة ١٩٣٩ دخل الجيش الفرنسيّ البترون واحتلّت فرقة منه المخازن والمستودعات القريبة من الشاطئ ، فحوّلتها إلى مرابط لخيلها ، وامتلأت جدرانها بالحلقات والسلاسل الحديديّة التي لا تزال ظاهرة فيها إلى اليوم.

ويروي المعمّرون أنّ الجنود الفرنسيّين عند مجيئهم إلى البترون ، كانوا يركبون بغالا عرفت ب" بغال مرسيليا" ، وقد تميّزت بأطرافها العريضة ، ولكنّ الأمر لم يتوقّف عند ضرر البغال ، بل تعدّاه إلى ما هو أثقل بكثير ، إذ سرعان ما جاءت الدبّابات بجنازيرها الغليظة التي اقتلعت في طريقها إلى الميناء الحجارة التي رصفت بها طريق السوق.

منذ ذلك التاريخ ، أخذت البترون تفقد ذلك المركز الإقليميّ التجاريّ والخدماتيّ الذي تميّزت به في السابق ، ينمّ عن هذا التحوّل الحركة الخجولة في سوقها اليوم ، وهي تقتصر على حرف بسيطة ، فالقسم الأكبر من سوق البترون القديمة تحوّل مستودعات ومخازن لا تفتح أبوابها إلّا نادرا ، ما أضفى على السوق ركودا وسكينة ، وانتقل بعض النشاط إلى الشارع الرئيسيّ للمدينة الذي شهد في النصف الثاني من القرن العشرين حقبات ازدهار وركود ، أمّا السوق القديمة فباتت عرضة لإهمال خلّف فيها آثارا واضحة على المباني التي تداعى بعضها بفعل الزمن. وكانت مديريّة الآثار قد أدرجت في برنامجها سنة ١٩٧٥ مشروعا يقضي بترميم حوانيت السوق ، وبتحويل

٤٨

أزقّتها إلى شوارع للمشاة بعد رصفها بالحصى ، وما أن باشرت تلك المديريّة بتنفيذ المشروع حتّى نشبت الحرب الداخليّة في لبنان ، فتوقّفت أعمال الترميم وبقيت كذلك مع توقّف الحرب.

تبعا لهذا الواقع ، تقتصر الأعمال في سوق البترون الأثريّة اليوم على حرف قديمة كحرفة الحدادة العربيّة التي تعنى بصنع أدوات زراعيّة قديمة كسكّة الفلاحة والمنجل والمعول والفأس ، وإصلاح أدوات البناء كالمطرقة والشاقوف والإزميل ، ومنها القردحة التي تتضمّن صناعة أسلحة الصيد وإصلاحها ؛ وحرفة النجارة اليدويّة التي لا تزال تستعمل الرابوخ والمنقرة والكورنيش ؛ وهناك صانع البراويز الخشبيّة للصور الذي ورث المهنة عن جدّ أبيه. ولا يزال فيها بعض الحوانيت التي ما زالت تبيع ما كانت تبيعه من زمن بعيد ، كالطحين إلى من لا يزالون يخبزون في القرية ، والحبوب ، وعلف الدواجن من شعير ونخالة وما شابه. ومؤخّرا باشرت المديريّة العامّة للآثار عمليّة ترميم سوق البترون الأثريّة لإعادة افتتاحها. (النهار ، ٧ / ١ / ١٩٩٩).

في ١٠ حزيران ٠٠٠ ، ٢ وضع الحجر الأساس لمشروع مار يعقوب السكنيّ بدعم من الرهبانيّة المارونيّة اللبنانيّة والمؤسّسة العامّة للإسكان. أمّا المشاريع الأبرز التي عرفتها البترون في خلال ربع القرن الأخير ، فهي المجمّعات السياحيّة البحريّة التي عدّدناها أدناه. والأهمّ من كلّ ذلك تأقلم العديد من أبنائها مع عصر العولمة ، مع كلّ ما يتطلّبه ذلك من علوم عالية وتخصّص وانفتاح. وقد بات عدد ملحوظ من أبنائها اليوم من أصحاب المهن الحرّة وحملة الإجازات الجامعيّة ورجال الأعمال المميّزين في لبنان وبلدان الانتشار.

٤٩

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

كاتدرائيّة مار إسطفان : كنيسة رعائيّة مارونيّة ، بنيت على أنقاض كنيسة صليبيّة كانت على اسم القدّيس جرجس. وهي تتميّز بضخامة بنائها وهندستها الرائعة. أمّا الكنيسة القديمة فقد زارها أحد السيّاح الأجانب في القرن الرابع عشر ، فلاحظ أنّها تتألّف من ثلاثة صحون ، وتجمع في طرازها المعماريّ الفنّين القوطيّ والشرقيّ ، وعلى جدرانها إيقونات بيزنطيّة. أمّا أرضها فرصفت بسيفساء مزيّنة بصور الطيور كالحمام والطواويس ، إضافة إلى أشكال تمثّل سنابل القمح. وفي سنة ١٨٩٨ ، إرتأت لجنة من وجهاء المدينة هدم الكنيسة وبناء أخرى واسعة ، فجمعت لهذه الغاية التبرّعات من الأهالي. وكلّف المهندس المعماريّ الإيطالي مجيوري جيوزيبي وضع تصميم الكنيسة الجديدة ، أمّا صورة مار إسطفان التي تزيّن مذبحها حتّى اليوم فقد رسمها الفنّان الإيطالي جوسبي مقابل ٩٩٠ ريالا مجيديّا.

كنيسة سيّدة الساحة : رعائيّة مارونيّة ، أطلق عليها هذا الإسم بسبب موقعها وسط ساحة البترون القديمة. تمّ تشييدها على أنقاض كنيسة صليبيّة قديمة ، وانتهى العمل فيها عام ١٩٠٢ ، بفضل جهود أعضاء" جمعيّة قلب يسوع" الذين كانوا يقدّمون تمثيليّات دينيّة يعود ريعها لبناء هذه الكنيسة التي شهدت احتفالات دينيّة مميّزة ، خصوصا في عيد انتقال السيّدة العذراء ، إذ كان المؤمنون يقصدونها حاملين المشاعل ويشاركون في مأدبة طبقها الرئيسيّ" الهريسة".

كنيسة القدّيس جاورجيوس للروم الأرثذوكس : بنيت عام ١٨٦٧ ، وهي تقع جنوب الميناء وطابعها بيزنطيّ. حجرها رمليّ ، وتتميّز بقبّتها المضلّعة

٥٠

الشاهقة وجدرانها المزخرفة ذات النوافذ الصغيرة. وفي الماضي كانت تحوطها محالّ تجاريّة تابعة لسوق البترون القديمة. أمّا اليوم فهدمت المحال وبنيت محلّها منازل باتت الكنيسة في وسطها.

كنيسة سيّدة البحر : رعائيّة أرثذوكسيّة ، تقع قبالة السور الفينيقيّ كأنّها حارسة له. ويطلق عليها الأهالي اسم" حارسة الحيّ البحري". شيّدت على أنقاض هيكل فينيقيّ في القرن التاسع عشر ، ولا يميّزها طابع معماريّ واضح. أمّا هيكلها وأيقونتها فمعظمهما بيزنطي. وثمّة علاقة وطيدة تربط بحّارة البترون بهذه الكنيسة ، فقبل قيامهم برحلاتهم كانوا يتضرّعون إلى العذراء طالبين حمايتها من العواصف والأخطار.

كنيسة مار يعقوب : كنيسة مارونيّة جديدة فيها حائط واحد من العهد الصليبيّ.

كنيسة القديسة ريتا : رعائيّة مارونيّة جديدة.

دير راهبات القلبين الأقدسين ؛ دير راهبات العائلة المقدسة المارونيّات ؛ دير الكبّوشيين.

جامع البترون.

المؤسّسات التربويّة

فرع لدار المعلّمين والمعلّمات ؛ رسميّة ابتدائيّة تكميليّة للبنات ؛ رسميّة ابتدائيّة تكميليّة للصبيان ؛ رسميّة تكميليّة مختلطة ؛ رسميّة ثانويّة مختلطة ؛ مهنيّة رسميّة ؛ مدرسة مار يوسف للآباء الكبّوشيّين : خاصّة ابتدائيّة تكميليّة ثانويّة مختلطة ؛ مدرسة راهبات القلبين الأقدسين للإناث : خاصّة ابتدائيّة تكميليّة ثانويّة ؛ مدرسة ليسيّه مار الياس لراهبات العائلة المقدّسة المارونيّات للإناث : خاصّة ابتدائيّة تكميليّة ثانويّة مختلطة ؛ مدرسة القدّيس إسطفانوس : خاصّة ابتدائيّة تكميليّة ثانويّة مختلطة ؛ مدرسة البيت اللبناني : خاصّة ؛ مدرسة

٥١

المقاصد الخيريّة الإسلاميّة : خاصّة ؛ مدرسة مجّانيّة خاصّة للروم الأرثذوكس ؛ معهد" دانيالز هاوس أوف ميوزيك" للموسيقى ؛ مدرسة تمريض ؛ المعهد العالي للعلوم البحريّة ؛ المركز الوطنيّ لعلوم البحار : دشّن في ٢١ أيّار ١٩٩٧ ، هدفه درس البحر والتيّارات المائيّة والثروة البحريّة والتنوّع البيئيّ.

المؤسّسات الإداريّة

مركز القائمقاميّة. محكمة منفردة. فصيلة درك. مخفر درك. سجن. مركز جيش. مركز أمن عام. مركز أمن دولة. دائرة نفوس. دائرة ماليّة. مركز دفاع مدني. مخفر أحراج ؛ مصلحة كهرباء البترون ؛ مصلحة مياه البترون.

مجلس اختياري للبترون الشرقيّة من مختارين وستّة أعضاء. ومجلس اختياري للبترون الغربيّة من مختارين وستّة أعضاء. وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مختارا كلّ من : أنور يوسف الغلبوني ، خليل جميل يعقوب درويش ، جرجي إسطفان بو عيسى ، وميشال يعقوب مبارك.

المجلس البلدي : أسّس أول قوميسيون بلدي في البترون سنة ١٨٧٨ توقّف مع بداية الحرب العالميّة الأولى. ثمّ أسّس مجلس بلدي سنة ١٩٢٧ بعد إعلان دولة لبنان الكبير ، وتوالت انتخابات المجالس البلديّة للمدينة حتى سنة ١٩٦٣ حيث انتخب مجلس من ١٢ عضوا ، برئاسة إميل الزعنّي الذي خلفه شكيب دياب ، ثمّ خلفه بعد وفاته ، أحد الأعضاء حلمي عبد الرحيم ، وبعد وفاة الأخير بقي سبعة أعضاء من أصل ١٢ ، انتخبوا السيّد كسرى باسيل رئيسا استمرّ حتّى موعد الانتخابات سنة ١٩٩٨. في هذه الحقبة نفّذت البلديّة من التبرّعات والرسوم ، شبكة الإنارة العامّة ، تشجير الشوارع ومداخل المدينة ، تأهيل عشرة ألآف متر مربّع من الأرض عند مستديرة المدينة للحديقة العامّة وتشجيرها وبداية تزويدها المقاعد والألعاب واستحداث مدرج وملاعب رياضيّة ، إنشاء

٥٢

مستوصف بلدي ، مركز ثقافي بلدي ، مكتبة عامّة تضمّ ١٧ ألف كتاب باللغات الثلاث ، إضافة إلى أعمالها الروتينيّة. وبنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء مجلس بلدي قوامه : كسرى جبران باسيل رئيسا ، أنطوان إسحق ناجور نائبا للرئيس ، والأعضاء : عادل طانيوس مرشاق ، أنطوان يوسف عسّاف باسيل ، د. جرجس إسطفان رستم ، إسطفان شارل الخبّاز ، فارس يوسف الجمّال ، مرسلينو يعقوب الحرك ، المحامي سايد إسطفان فيّاض ، جورج عادل دياب ، الياس وديع طرابلسي ، سامي الشيخ حبيب الخبّاز ، جوزيف بطرس العجلتوني ، رائد حلمي عبد الرحيم ، جيسي سايد عقل. وفي صيف ١٩٩٩ استقال الرئيس كسرى باسيل فانتخب مكانه نائب الرئيس أنطوان ناجور ، وانتخب نائبا للرئيس مارسلينو الحرك.

البنية التحتيّة والخدماتيّة

مياه الشفة من نبع دلّي عبر مصافي كفر حلدا في شبكة مصلحة مياه البترون ؛ شبكة مياه للري من نهر الجوز عبر قناة ترابيّة ومن الاسمنت ؛ الكهرباء من قاديشا بواسطة محطة تحويل البترون ؛ هاتف إلكتروني وسنترال محلّي ؛ مركز بريد ؛ مسلخ قديم بحاجة لتجديد ؛ محطة سكّة حديد متوقّفة بسبب توقّف عمل القطار.

الجمعيّات الأهليّة

مجلس البترون الثقافي ؛ مركز البترون الثقافي ؛ مكتبة بلديّة عامّة ؛ لجنة مهرجانات البترون ؛ النادي الرياضي البتروني ؛ نادي شباب البترون الرياضي ؛ نادي أبولو الرياضي ؛ نادي الحدثي الرياضي ؛ نادي التضامن الاجتماعي ؛ رابطة البترون الانمائيّة ؛ حركة الانماء الانساني ؛ مركز لمؤسسة كاريتاس ؛ مركز ليونزي ؛ جمعيّة البترون التعاونيّة الاسكانيّة ؛ جمعيّة السيّدة

٥٣

الخيريّة ؛ جمعيّة مار منصور الخيريّة ؛ جمعيّة البرّ والإحسان للسيّدات ؛ جمعيّة قلب يسوع.

المؤسّسات الإستشفائيّة

مستشفى البترون الحكومي ؛ مستشفى الدكتور إميل بيطار ؛ مركز طبّ شرعي رسمي ؛ مركز للصليب الأحمر ؛ مستوصف بلدي مجّاني ؛ مستوصف حكومي بإشراف وزارة الصحّة ؛ مستوصف الحركة الإجتماعيّة التابعة لمصلحة الإنعاش الإجتماعي ؛ بيت راحة لجمعية مار منصور ؛ عدّة صيدليّات.

مؤسسات سياحيّة

حديقة البترون العامّة ؛ منتجع سان ستيفانو ؛ منتجع أكوالاند ؛ منتجع الصواري ؛ منتجع الروابي ؛ حوالى ٢٧ مطعما ومقهى.

المؤسّسات الصناعيّة والزراعيّة والتجاريّة

صناعة : مصانع لنشر الرخام ؛ مصنع تنقية وتوضيب الإسفنج الطبيعي ؛ مطبعتان ؛ معمل ألبسة ؛ مشغل برادي ؛ معمل زجاج ؛ عدّة مرائب إصلاح السيارات ؛ عدّة معامل حجر باطون ؛ عدّة مشاغل حدادة ؛ عدّة معامل نجارة ؛ عدّة مزارع دواجن.

تجارة : سوق تجاريّة فيها عدد كبير من المؤسسات والمحلات التجاريّة المختلفة التي يقصدها الزبائن من مدينة البترون وقضائها.

مرفأ البترون : كان هذا المرفأ قديما أشبه بالخليج الطبيعيّ ، يراوح عمقه بين عشرين وخمسين مترا ، تكسو أرضه حجارة سوداء متعدّدة الحجم. ولأنّه مشرّع على البحر من دون حماية ، كانت المراكب الراسية فيه ترفع إلى الشاطئ خلال العواصف. وقد عرف مرفأ البترون ازدهارا بدءا من أواسط القرن التاسع عشر ، وشمل ، إضافة إلى صيد الأسماك ، نشاطات النقل

٥٤

والتجارة وصيد الإسفنج واستخراج الملح. وبلغ عدد المراكب العاملة في نطاق هذا المرفأ عند بداية القرن العشرين حوالى أربعين مركبا ، مالكوها من البحّارة الذين يغوصون لاستخراج الإسفنج. وبين ١٩٠٣ وبداية الحرب العالميّة الثانية ، كانت تصله المراكب المحمّلة بالخشب والقمح والترابة من عكّار وحيفا ومصر ، ناقلة البطّيخ والتبن والشعير من صور وقبرص. ومع بداية ستّينات القرن العشرين عملت الدولة على تحديث هذا المرفأ ، فبنت سنسولا شكّل سدّا في وجه الأمواج. أمّا صيد الإسفنج فموغل في القدم في البترون يعود إلى ما قبل سنة ١٨٣٠ ، وقد وصلت كميّات الإسفنج المستخرجة سنويّا من شاطئ البترون إلى نحو أربعة أطنان. والإسفنج العاديّ يقع على عمق مئة قدم ، أمّا الأبيض الناعم فيقع أحيانا على عمق ١٣٠ قدما. أمّا صيّادو الإسفنج فقد أجبروا في زمن المتصرّفيّة على الحصول على رخص رسميّة تجدّد سنويّا لقاء نصف ريال مجيدي لكلّ منها. واستوفت الدولة لاحقا عشرين في المئة من مدخول بيع السمك ، على أن تستبدل النسبة بضريبة إستنسابيّة توافقيّة عند كساد الموسم. وقد شملت نشاطات الغطّاسين البترونيّين كلّ الشاطئ اللبنانيّ الشماليّ وصدّروا الإسفنج إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة ودول أوروبّا الغربيّة. أمّا اليوم فيشكو الصيّادون من وقف نموّ الإسفنج بسبب معامل الكيميائيّات على الشاطئ والتي تلوّث البحر. كما يعيش صيّاد والأسماك في العوز بعد ما قضى الديناميت على بيوض الأسماك وحدّ من تكاثرها.

معالمها الأثريّة

مغاور نهر الجوز حيث وجدت أدوات ظرّانيّة ومنحوتات حجريّة عائدة لإنسان العصر الحجري الحديث ؛ السور الفينيقيّ المنحوت في الصخر عند

٥٥

الشاطئ ؛ النواويس الحجريّة المحفورة في الصخور ؛ المدرج الروماني ؛ قلعة حيّ البحر المعروفة بمقعد المير ؛ السوق العتيقة ؛ الكنائس الأثريّة والهيكل القديم تحت كنيسة سيدة البحر ؛ (راجع المسيلحة).

مناسباتها الخاصّة

عيد مار اسطفان ٢٧ كانون الأوّل ، وهو العيد الرئيسيّ في المدينة ؛ عيد التجلّي ٦ آب ؛ عيد انتقال السيّدة العذراء ١٥ آب ؛ تنظّم كنائس البترون مجتمعة احتفالا سنويّا في ٢٨ حزيران ليلة عيد القديسين بطرس وبولس يتمّ في خلاله الإحتفال بالذبيحة الإلهيّة على متن سفينة وسط البحر ، بمشاركة جمع غفير من المؤمنين ، أمّا سبب اختيار هذا التاريخ فلإنّ أحد القديسين ، بطرس ، كان صيّاد سمك ، فيما قام الآخر بأسفار بحريّة عديدة ؛ مهرجان رياضي يدوم أسبوعا ينتهي بليلة ساهرة ١ آب ؛ مهرجان السور الفينيقيّ تنظّمه لجنة مهرجانات البترون.

من البترون

كسرى باسيل : رئيس بلديّة البترون حتّى ١٩٩٨ ، أعيد انتخابه ١٩٩٨ ، استقال ١٩٩٩ ؛ فارس بولس : محام وقاض ، مدّعي عام المحكمة البدائيّة ، رئيس لبلديّة البترون ؛ فيليب فارس بولس : قاض ، رئيس لمحكمة الجنايات ؛ الشيخ ضاهر البيطار (م) : حاكم مدينة البترون في العهد الإقطاعي ؛ الشيخ كنعان ضاهر البيطار (١٨٤٩ ـ ١٩١٩) : قاض ، مدير لناحية البترون ، عضو مجلس الإدارة ١٨٨١ ؛ د. نبيل إميل الحكيّم : أستاذ جامعي في طبّ الأسنان وعضو مجلس كليّة العلوم الطبيّة في الجامعة اللبنانيّة ١٩٨٣ ـ ١٩٨٦ ، وكلّ من الجمعيّات اللبنانيّة والفرنسيّة والأميركيّة لجراحة التجميل والترميم للفكّ

٥٦

والوجه ، رئيس سابق لجمعيّة كشّاف لبنان ، مؤسّس جمعيّةARC EN CIEL الإجتماعيّة ، وحركة الجامعيّين ، أسهم في دعم إنشاء مستشفى تنّورين الحكومي مع منظّمة الصحّة العالميّة ؛ جورج حكيم (ت ١٩٩٨) : مربّ ، مدير مدرسة صيدا الفنيّة العالية ؛ جوزيف فؤاد حكيّم : مجاز في الفلسفة ، من مؤسّسي نادي السينما في المجلس الثقافي البلدي ، له أعمال مسرحيّة ومؤلّفات بموضيع الفن والتاريخ والأديان والبيئة ؛ المونسينيور حارث خليفة (ت ١٩٩٨) ؛ وداد قسطادبيو (ت ١٩٩٨) : مربية ، رئيسة مدرسة طرابلس الإنجيليّة للبنات ، حائزة عدّة أوسمة ؛ فارس نقولا راجي : سفير لبنان في الأرجنتين ؛ يوسف روكس : قاض ، رئيس محكمة الإستئناف في حلب ؛ د. ضاهر الزعنّي (م) : طبيب الحكومة في عهد المتصرّفيّة ؛ الأب بطرس سارة (١٨٧٨ ـ ١٩٦٣) : راهب لبناني ، كاتب وأديب وشاعر ، ترأّس أديارا ، نائب أسقفي ، مدبّر أوّل ثمّ نائب عام ؛ يوسف حنّا سلهب (م) : محام ، مدير لنواحي البترون وأميون وحلبا ؛ د. ميشال سليمان (١٩٣٢ ـ ٢٠٠٠) : صحافيّ وأديب وشاعر ، رئيس اتّحاد الكتّاب اللبنانيّين ، نال جوائز الشعر في لبنان والإتّحاد السوفياتيّ وتشيكو سلوفاكيا ، وجائزة جبران العالميّة ، له مؤلّفات نثريّة ومسرحيّة ودواوين شعر ، ترجم العديد من أشعاره إلى لغات أجنبيّة ؛ د. يوسف صادر : رئيس لمكتب الإحصاء والتوثيق ؛ الشيخ يوسف ضوّ (م) : تولّى حكم المقاطعة الشماليّة على عهد الأمير حيدر ؛ أسعد يوسف ضوّ (م) : مدير لناحية البترون ؛ يوسف أسعد ضوّ (١٩٠٢ ـ ١٩٨٣) : محام وسياسي ومناضل ، نائب ١٩٤٣ ـ ١٩٥١ ، حافظ على وثيقة الاستقلال التي وقّعها النوّاب بصفته أمين سرّ المجلس النيابي ١٩٤٣ ؛ جورج يوسف ضو : محام وسياسي ، خاض الانتخابات النيابيّة مرارا ؛ منير أسعد ضو (م) محام وكاتب وقائمقام ؛ المونسينيور إسطفان ضوّ (١٨٥٠ ـ؟) : لاهوتي وأديب وشاعر

٥٧

ومربّ وصحافي ، أصدر مجلّة" العثماني" في البترون ١٩٠٩ ، سافر إلى البرازيل ١٩١٩ وانقطعت أخباره ، من آثاره مؤلّفات في تاريخ لبنان ؛ الخوري لويس عبّود ضوّ (م) : اهتمّ بتأسيس جمعيّة مار لويس غونزاغا في البترون ، وبتشييد كنيسة السيدة فيها ، خدم في البرازيل حيث كان مرجعا للجالية ؛ يوسف بتروني ضوّ (م) : قائد أوركسترا إذاعة القدس زمن الإنتداب البريطاني ؛ فيليب ضوّ (م) : صحافي ورجل أعمال وإعلام وسياسي ، ولد في" مناوس" عاصمة الأمازون ١٩٢٩ ، حاز العديد من أهمّ الألقاب والأوسمة ؛ الأب لويس البتروني طبشي (ت ١٩٧٢) : راهب لبناني ، مرسل بطريركي ؛ رشيد طرابلس : نقيب لمحامي الشمال ؛ وديع رشيد طرابلسي : مدّعي عام صيدا ؛ رئيف طرابلسي : أمين للسجلّ العقاري في طرابلس ؛ د. أنطون طرابلسي : مؤسّس جريدة" سوسيال جوستيس" الإنكليزيّة وأستاذ الفلسفة في جامعة سانت كندا ؛ عادل عبد الرحيم : مدير عام لوزارة السياحة ؛ د. ساسين عسّاف : علّامة ، مدير سابق لكليّة التربية ، ولكليّة الآداب ، عميد سابق لكليّة الآداب ؛ إبراهيم بك عقل (م) : قاضي صلح البترون ومدير ناحيتها ، قاوم الجمعيّات المناهضة للإكليروس في عهد مظفّر باشا ١٩٠٢ ـ ١٩٠٧ ، نفي إلى الأناضول ؛ كميل ابراهيم عقل : مهندس ، نائب ١٩٥١ ـ ١٩٥٣ ، و ١٩٦٠ ـ ١٩٦٤ ؛ خليل بك عقل : محام ، نائب ١٩٦٠ ـ ١٩٦٤ ؛ سايد خليل عقل : رجل أعمال وسياسي ، عضو سابق في حزب الكتلة الوطنيّة ، نائب البترون ١٩٦٨ ـ ١٩٧٢ ، و ١٩٩٢ و ١٩٩٦ و ٢٠٠٠ ، صاحب" مؤسّسة سياحيّة في البترون ؛ راجي نصّور (م) : مدير ناحية البترون ؛ وهبة راجي نصّور (م) : مدير ناحية البترون.

٥٨

بتعبورا

BT BUORA

الموقع والخصائص

تقع بتعبورا في قضاء الكورة على تلّة مشرفة على مجريي نهري الجوز والعصفور ، متوسط ارتفاعها ٣٠٠ م. عن سطح البحر ، وعلى مسافة ٧٤ كلم عن بيروت عبر كفريّا ـ كفرحاتا ـ بدنايل. مساحة أراضيها ٣٢٢ هكتارا ، تحيط بها بساتين الزيتون واللوز وتتميّز بوفرة محاصيلها الزراعيّة ومنها التبغ والكرمة. ومن ينابيعها المعروفة نبعا عين التحتا وعين الفوقا. وتصلها مياه الريّ من نبع اسكندر عبر أقنية.

شهدت بتعبورا نهضة ملحوظة في العقدين الأخيرين رغم الأحداث ، وبات فيها عدد ملحوظ من أصحاب العلوم العالية ، وانتشر فيها بعض المحالّ التجاريّة التي تؤمّن المواد الغذائيّة والسلع الاستهلاكيّة الأساسيّة لأبنائها. أمّا دخلها الرئيسيّ فمن زراعة الزيتون واللوز ، ومن المداخيل التي يؤمّنها أبناؤها النازحون إلى المدن والمنتشرون في بلدان الاغتراب.

عدد سكّانها المسجّلين قرابة الألف نسمة من أصلهم حوالي ٢٦٠ ناخبا.

الإسم والآثار

إسمها ، بحسب فريحة وحبيقة وأرملة ، سريانيّ ـ آراميّ من مقطعين" بيت عبورا" ومعناه مكان الغلّة ، أو الأهراء.

٥٩

وجدت في موازاة طريقها العام مغارة عرفت ب" قطّين العظام" فيها عظام حيوانات متحجّرة. وقد ردّ باحثون هذه المغارة إلى إنسان العصر الحجري الذي كان يسكنها ، واعتبروا العظام من بقايا الحيوانات التي كان يقتات بلحومها. وليس من آثار تفيد عن بقيّة تاريخها القديم.

عائلاتها

أرثذوكس : إبراهيم. اسبيريدون. الياس. انطانيوس. أنطونيو. بربر. بشارة.

تامر. جبّور. جرجس. جورج. الحوّاط. الخوري (المقدسي). داغر.

الرحباني. سالم. سمعان. سويت. سويد. شاهين. صعب. صقر. عبد الله.

فارس. فرح. فهد. فيّاض. كنعان. لوليا. مخايل. معوّض. المقدسي. ناصيف.

نخلة. نخّول. نصّار. نصر. نعمة. يزبك. يعقوب.

البنية التجهيزيّة

المؤسّسات الروحيّة

كنيسة مار جرجس.

كنيسة مار مانوس : كنيستان رعائيّتان أرثذوكسيّتان.

المؤسّسات التربويّة

رسميّة متوسطة مختلطة ؛ مشروع إنشاء تجمّع مدارس.

المؤسّسات الإداريّة

مجلس اختياري ، بنتيجة انتخابات ١٩٩٨ جاء الياس حنّا بشارة مختارا.

محكمة أميون ؛ درك شكّا.

٦٠