كتاب اللّامات - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٢
١
٢
٣
٤

المقدّمة

بسم الله الرحمن الرحيم

تعود صلتي بأبي القاسم الزجّاجي إلى سنوات عشر اطلعت خلالها على بعض آثاره فأعجبني فيها روحه وعلمه ، وتتبعت مؤلفاته فزادتني إعجابا به وتقديرا له ، ورأيت فيه أحد أعلام القرن الرابع للهجرة ، ذلك القرن الذي بلغت الثقافة الإسلامية فيه مبلغا رائعا من الخصب والشمول ، والذي ضرب الفكر الإسلامي فيه مثلا رائعا في الحيوية والنشاط ووفرة التأليف ، وفي النضج وبعد الغور ...

ورأيت في الزجاجي واحدا ممن كادوا يضيعون في غمرة الدويّ العظيم الذي خلّفه أمثال أبي علي الفارسي (٣٧٧ ه‍) وتلميذه الفذ أبي الفتح عثمان ابن جني (٣٩٢ ه‍).

وعدت إلى سيرة الزجاجي وآثاره فإذا هو من أكثر علماء عصره حيوية ونشاطا في ميادين النحو واللغة والأدب ، وإذا هو صاحب الصوت المدوّي قبل أن يغلب على الأسماع صوت الفارسي وابن جني ، وإذا كتابه (الجمل)

٥

مطبّق بلاد المسلمين مشرقها ومغربها شهرة وانتشارا ، حتى كان له في بلاد المغرب وحدها مائة وعشرون شرحا ، وكان هو المعتمد عند الناس حتى ظهر (إيضاح) الفارسي و (لمع) ابن جني فأخملاه.

وكان مما قرّب الزجاجيّ إلى نفسي أنه يكتب النحو بأسلوب أدبي عذب ، وأن منهجه فيه قائم على تجنّب الجدل النظري والتعليل الفلسفي. وأنه يعنى بتقريب النحو إلى أفهام الناس عامة ، وأفهام المبتدئين خاصة. وأنه ـ قبل ذلك كله ـ يمثّل حلقة من حلقات تاريخنا النحوي ...

لذلك كله رأيت أن أعود إلى سيرة هذا العالم فأذيعها بين الناس ، وإلى آثاره فأحقق ما أستطيع منها ، وأحيي مذهبا نحويا أو مسلكا في التأليف النحوي أراه يمثله ، وأجلو حلقة في تاريخ النحو العربي وصلته بالفقه والمنطق وعلم الكلام وأثر هذه العلوم في مناهج النحو وأصوله (١).

وقد بدأت بتحقيق آثار الزجاجي ؛ إذ حققت منها كتاب (الإيضاح في علل النحو) (٢). ثم رأيت ـ رغبة في عدم تكرار الحديث المفصل عن حياة الزجاجي وآثاره في كل كتاب سأخرجه من كتبه ـ أن أفرد لذلك

__________________

(١) من مقدمة كتابنا (الزجاجي ، حياته وآثاره ومذهبه النحوي من خلال كتابه الإيضاح).

(٢) نشرته دار العروبة بالقاهرة سنة ١٩٥٩.

٦

كتابا خاصا ، فوضعت كتاب (الزجاجي ، حياته وآثاره ومذهبه النحوي) (١).

وهأنذا اليوم أقدم الكتاب الثاني من مكتبة الزجاجي الزاخرة ، وهو (كتاب اللامات) ، وأعد القارىء أن أقدم إليه قريبا طبعة جديدة محققة عن أصول خطية لكتاب (الجمل).

__________________

(١) نشر مقالات متسلسلة في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (أعداد المجلدين ٣٤ و ٣٥) كما نشر كتابا مستقلا في دمشق سنة ١٩٦٠.

٧

حياة الزجّاجي (١)

هو أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق ولد بنهاوند ـ جنوبي همذان ـ وطاف كثيرا من البلدان فنزل بغداد حيث لقي أستاذه إبراهيم بن السريّ الزجّاج فلازمه حتى نسب إليه وسافر إلى الشام فأقام بحلب مدة ثم غادرها إلى دمشق حيث درّس وأملى. ثم غادرها إلى طبرية ومات بها سنة ٣٣٧ ه‍ على أرجح الأقوال. فكانت حياته إذا في عصر المقتدر وابن المعتز والقاهر والراضي والمتقي والمستكفي ، ومات في خلافة المطيع حين كانت مقاليد الأمور بيد بني بويه.

وكان الزجّاجي شديد الولع بالعلم ، أكثر من الأخذ عن علماء عصره ، إذ أخذ عن الزجاج ، ومحمد بن رستم الطبري ، وابن كيسان ،

__________________

(١) تجد ترجمة الزجاجي في : إنباه الرواة ٢ : ١٦٠ وبغية الوعاة : ٢٩٧ وشذرات الذهب ٢ : ٣٥٧ وطبقات الزبيدي : ١٢٩ والفهرست : ٨٠ ومرآة الجنان ٢ : ٣٣٢ ونزهة الألباء : ٣٧٩ والنجوم الزاهرة ٣ : ٣٠٢ ووفيات الأعيان ١ : ٣٨٩ وإشارة التعيين : الورقة ٢٦ والأنساب للسمعاني : ٢٧٢ وتاريخ دمشق لابن عساكر ٩ : الورقة ٤٣٢ وتلخيص ابن مكتوم : الورقة ١٠٤. وتجد ترجمته المفصلة في كتابنا عن حياته وآثاره.

٨

وابن شقير ، وابن الخياط ، وابن السراج ، وغيرهم (١) ، وتخرج على يده عدد من التلاميذ أكثرهم دمشقيون.

وكانت ثقافة الزجاجي نموذجا من ثقافة العلماء في القرن الرابع ، ذلك القرن الذي حفل بنتاج خصب للعقلية العربية الإسلامية في أوج نضجها ورقيها. فكان من أكثر العلماء طلبا للعلم وأنشطهم في التأليف ، وكانت تآليفه شاملة للنحو والصرف واللغة والأدب ..

وكان على إلمام ببعض اللغات المعروفة في عصره ، وقد ذكر ذلك ولكنه لم يعين تلك اللغات فقال في معرض كلامه على أقسام الكلام وأنها لا تخرج عن اسم وفعل وحرف : «وقد اعتبرنا ذلك في عدة لغات عرفناها سوى العربية فوجدناه كذلك (٢)».

وكانت ثقافته موضع تقدير القوم في عصره ، فقد أثنوا عليه وعوّلوا على تصانيفه حتى ظهر الفارسي وابن جني فأخملاه وما وجدت أحدا من العلماء تكلم عليه بسوء أو وجد إلى الطعن فيه سبيلا غير أبي علي الفارسي الذي قال حين وقف على بعض مسائل الزجاجيّ في النحو : «لو سمع

__________________

(١) انظر حديث الزجاجي عن أساتذته في كتابه الإيضاح في علل النحو : ٧٨ و ٧٩.

(٢) الإيضاح في علل النحو : ٤٥.

٩

الزجاجي كلامنا في النحو لاستحيا أن يتكلم فيه (١)». وما أظن هذا القول ـ إن صح صدوره عن الفارسي ـ إلا مجافيا للعدل والصواب ، فكتب الزجاجي شاهدة بعلمه ، والعلماء مقرون بفضله حتى أن ابن الأنباري عدّه في طبقة الفارسي نفسه ، اللهم إلا أن تكون لقولة الفارسي أسباب أو دوافع نفسية من عداوة الصنعة والحط من قيمة المتقدمين فيها حرصا على مكان الصدارة. وليس هذا بغريب عن الفارسي ، فقد قال مثل هذا القول في عالم فاضل هو أبو الحسن الرماني ، فزعم أنه إن كان النحو ما عند الرماني فليس عنده منه شيء ، وإن كان النحو ما عنده فليس عند الرماني منه شيء!. أضف إلى ذلك حب الفارسي لسيبويه وتعصبه له وسخطه على مخالفيه ، والزجاجي لم يكن يقبل كل آراء سيبويه ، بل خالفه في بعضها ، وقال في بعض المسائل بغير رأيه (٢).

وأما مذهب الزجّاجي في النحو فهو مذهب تلك الطبقة من العلماء الذين جاءوا في أعقاب ثعلب والمبرد وجمعتهم حلقات العلم في مساجد بغداد وقصورها ، ففترت لديهم حدة التعصب ، وبسطوا المذهبين وأخذوا من كل بطرف ، مع تفاوت في مقدار ما يأخذون.

وقد أخذ الزجاجي عن أساتذة بصريين وأساتذة كوفيين ، وأخذ

__________________

(١) إنباه الرواة ٢ : ١٦٠ ونزهة الألباء : ٣٧٩.

(٢) انظر مثلا باب الصفة المشبهة في كتاب الجمل.

١٠

عن آخرين ممن جمعوا بين المذهبين وأحاطوا بالقولين ، فكان مثلهم في الجمع والإحاطة ، وكان كشيخه الزجاج في ميله إلى البصرة والأخذ برأيها في أكثر الأحيان. على أن الزجاجي لم يكن متعصبا ولا مقلّدا ، وإنما كان حرّ الفكر مستقل الرأي مع سماحة في النفس ونبل في الخلق ، فلم يمنعه هواه البصريّ من عرض أحسن حجج الكوفيين واستعمال بعض مصطلحاتهم والاعتراف بفضل أساتذته منهم.

وأما أسلوبه فأسلوب العالم المتزن ، الطويل النفس ، الخبير بأساليب الحوار والجدل. يعرض المسألة بإيجاز ، ويورد أحسن ما قيل فيها من الآراء والحجج. ثم ينقد ويقوّم ، فيضعف وينقض ، أو يقوّي ويستحسن ، سالكا سبيل المنطقيين في إيراد حجج الخصوم بغية هدمها وإقامة الرأي على أنقاضها.

ويمتاز الزجاجي بالدقة والأمانة في النقل والرواية ، فلا يذكر شاهدا إلا معزوا إلى قائله ، ولا خبرا إلا مصحوبا بسنده ، كما نرى في أماليه. وحسبنا دليلا على دقته وأمانته وتواضعه أنه سئل سؤالا فكتب في الجواب : «وليست هذه المسألة مسطرة لأصحابنا في شيء من كتبهم. وهي مسطرة في كتب الكوفيين ، ولكني سألت عنها أبا بكر بن الخياط وابن شقير فأجاباني بما ذكرته لك (١) ...».

__________________

(١) الأشباه والنظائر ٢ : ١٤٦.

١١

مؤلّفات الزجّاجي

ألّف الزجاجي في مخنلف علوم اللغة والأدب ولكن مؤلفاته لم تصل إلينا كلها ، وما وصل منها لم يطبع إلا أقله وما زال أكثره ينتظر الجهد والعزيمة.

ونعرّف فيما يلي بكل مؤلفاته :

١ ـ كتاب الجمل : كتاب في النحو واسع الشهرة. أطنبت الكتب في الحديث عنه. صنفه الزجاجي بمكة وطار ذكره بين الناس ، «وأكثروا استعماله ودراسته وألزموا أنفسهم حفظه ودرايته (١)» وعوّلوا عليه في دراسة النحو حتى ظهر الفارسي وابن جني فشغلاهم بكتبهما. وذكر القفطي كتاب الجمل فقال : «وهو كتاب المصريين وأهل المغرب وأهل الحجاز واليمن والشام إلى أن اشتغل الناس بالّلمع (٢) لابن جني وبالإيضاح (٣)

__________________

(١) مقدمة وشي الحلل.

(٢) اللمع لابن جني كتاب صغير في النحو ، في دار الكتب المصرية نسخة منه رقمها ١٧١٩ نحو.

(٣) الإيضاح كتاب في النحو لأبي علي الفارسي ، في دار الكتب المصرية نسخة منه رقمها ١٠٠٦ نحو.

١٢

لأبي علي الفارسي (١)».

وهذه القيمة للكتاب هي التي تكشف لنا عن سبب إقبال العلماء على شرحه والتعليق عليه حتى وضعوا له في المغرب مائة وعشرين شرحا (٢). وقالوا إنه كتاب جيد لو لا طوله بكثرة الأمثلة. وليس قولهم هذا بمصيب ولكنه حكم تناقلوه ولم يمحّصوه ، فالحق أنه كتاب جيد ومن تمام جودته وضوح أمثلته.

وقد طبع كتاب الجمل سنة ١٩٢٦ على نفقة كلية الآداب في الجزائر بتحقيق الشيخ ابن أبي شنب ، على أن الكتاب نسختان كبرى وصغرى ، ولم يتكلم أحد على الصغرى غير ابن بابشاذ الذي شرحها وألّف كتابا في الزيادة التي بين الصغرى والكبرى (٣) ولم يطبع شيء من شروح الكبرى على ما أعلم ، مع أن المكتبات احتفظت لنا بعدد كبير من هذه الشروح.

٢ ـ الأمالي : أمالي الزجاجي مجموعة أخبار ينتقل القارىء فيها من تفسير آية من القرآن إلى خبر تاريخي ، ومن شعر ابن أبي ربيعة إلى رثاء ابن أبي دؤاد. ولو لا أن النزعة اللغوية غالبة عليها شرحا واستشهادا وإسنادا لقلت إنها مجموعة أخبار لا نظام لها. ولعل ذلك يعود إلى أن الشيخ كان

__________________

(١) إنباه الرواة ٢ : ١٦١.

(٢) شذرات الذهب ٢ : ٣٥٧ ومرآة الجنان ٢ : ٣٣٢.

(٣) مقدمة الجمل.

١٣

يملي هذه الأخبار على طلابه فكان لكل درس أخباره ونصوصه على نحو ما كان يدور في الدروس القديمة التي تعرف باسم المجالس.

وللأمالي أكثر من نسخة ، فمنها الأمالي الكبرى ، ومنها الأمالي الوسطى ، ومنها الصغرى. ولعل الصغرى هي التي طبعت في مصر سنة ١٣٢٤ ه‍ بتحقيق الأستاذ أحمد الأمين الشنقيطي ، ثم أعيدت طباعتها سنة ١٣٥٤ ه‍ ، وذلك لأننا لا نجد فيها ما نقله البغدادي في خزانة الأدب (١) عن الأمالي الوسطى ولا كثيرا مما نقله السيوطي في الأشباه والنظائر.

٣ ـ الإيضاح في علل النحو : وهو دراسة للعلل النحوية ، جمع فيه الزجاجي كثيرا من العلل التي كانت معروفة في عصره. وقد حققناه ونشرته مكتبة دار العروبة في القاهرة سنة ١٩٥٩.

٤ ـ شرح مقدّمة أدب الكاتب (٢) : وهو كتاب شرح فيه الزجاجي خطبة ابن قتيبة في (أدب الكاتب) شرحا عني فيه باللغة والنحو والصرف.

٥ ـ مختصر الزاهر (٣) : والزاهر في معاني الكلام الذي يستعمله الناس

__________________

(١) خزانة الأدب ٢ : ١٠٩.

(٢) من هذا الكتاب نسخة خطية في دار الكتب المصرية بالقاهرة رقمها ٣٩ ش ، وفي معهد إحياء المخطوطات العربية بالقاهرة صورة عنها وعن نسخة أخرى اسطمبولية.

(٣) منه نسخة خطية في دار الكتب المصرية بالقاهرة رقمها ٥٥٧ لغة.

١٤

كتاب لأبي بكر بن الأنباري. وقد شرحه الزجاجي واختصره وحذف منه الشواهد وتعليق ابن الأنباري عليها ، ورد عليه آراءه الكوفية وأحل محلها ما يقابلها من آراء البصريين. ومختصر الزاهر هذا من المختصرات التي فضّلت على أصولها.

٦ ـ اشتقاق أسماء الله تعالى وصفاته المستنبطة من التنزيل وما يتعلق بها من اللغات والمصادر والتأويل (١). وهو كتاب أحصى فيه الزجاجي أسماء الله تعالى ، وتحدث عما يتصل بكل منها من المعنى واللغة والاشتقاق.

٧ ـ كتاب الإبدال والمعاقبة والنظائر (٢) : وهو كتاب يبحث في تبادل الحروف بعضها مع بعض وتعاقبها وتناظرها. وقد حققه أستاذنا عز الدين التنوخي ونشره المجمع العلمي العربي بدمشق سنة ١٩٦٢ ، كما نشر في المجلد ٣٧ من مجلة المجمع.

٨ ـ كتاب اللامات : وهو هذا الكتاب الذي نقدمه.

__________________

(١) منه نسخة خطية في دار الكتب المصرية بالقاهرة رقمها ٣ ش لغة. وجاء ذكره في كتاب إشارة التعيين (الورقة ٢٦) باسم شرح أسماء الله تعالى.

(٢) من هذا الكتاب نسخة في اسطمبول مصورة في معهد إحياء المخطوطات بالقاهرة برقم ٣٥٦ نحو. ومنه صورة ضمن مجموعة في جامعة القاهرة رقمها ٢٢٩٦٧.

١٥

٩ ـ شرح كتاب الألف واللام للمازني (١) : ذكر هذا الكتاب في بغية الوعاة وكشف الظنون وعيون التواريخ.

١٠ ـ المخترع في القوافي : ذكره ابن النديم في الفهرست ، وجاء ذكره في كشف الظنون وعيون التواريخ ، وأما السيوطي فقد ذكره وقال إنه اطلع عليه (٢).

١١ ـ كتاب الهجاء : ذكره الزجاجي نفسه في كتاب الجمل وذلك حين قال في باب الأفعال المهموزة : «وقد ذكرت عامتها في كتاب الهجاء (٣).» ولم أجد أحدا وصفه أو تحدث عنه.

١٢ ـ كتاب المجموع في معرفة أنواع الشعر وقوافيه : ورد ذكر هذا الكتاب في فهرسة ابن خير (٤) ونقل ذلك الشيخ ابن أبي شنب محقق كتاب الجمل.

١٣ ـ كتاب معاني الحروف : عدّ بروكلمن من بين مؤلفات الزجاجي كتابا باسم (حروف المعاني). وأما (معاني الحروف) فلم يذكره

__________________

(١) ومنه نسخة في اسطمبول مصورة في معهد إحياء المخطوطات برقم ٧٩٢.

(٢) بغية الوعاة : ٢٩٧.

(٣) انظر باب الأفعال المهموزة في كتاب الجمل.

(٤) فهرسة ابن خير : ٣١٤.

١٦

أحد غير ابن خير الإشبيلي (١). إلا أن القفطي قال في الإنباه : «إن لأبي علي الفارسي كتاب (الأغفال) فيما أغفله الزجاجي في المعاني (٢)». وكلام القفطي هذا يمهّد السبيل لوهم القارىء إذ يدل على أن (أغفال) الفارسي يتصل بمعاني الحروف للزجاجي والحق أن في كلام القفطي نقصا وسهوا ؛ أما النقص فلأنه كان ينبغي له أن يشير إلى أن (الأغفال) إنما هو في معاني القرآن ، وأما السهو فلأن (الأغفال) هو تعقيب واستدراك على كتاب (معاني القرآن وإعرابه) لأبي إسحاق الزجاج ، لا على معاني الحروف لأبي القاسم الزجاجي. ولم يشر صاحب الإنباه إلى ذلك (٣).

__________________

(١) فهرسة ابن خير : ٣١٩.

(٢) إنباه الرواة ١ : ٢٧٤.

(٣) نذكر زيادة للايضاح أن للأغفال نسختين إحداهما في مكتبة الأوقاف بطرابلس الغرب رقمها (خزانة : ١ ف : ٤ رقم : ٩٤) والثانية في دار الكتب المصرية رقمها ٥٢ تفسير ، وقد ذكر ابن خير كتاب الأغفال بنسبته الصحيحة في فهرسته ص ٣١٠ كما ذكر كتاب معاني القرآن وإعرابه للزجاج في ص ٦٤.

وبمناسبة اللبس بين الزجاج والزجاجي يجدر أن ننبه على أن الكثير من فهارس المكتبات العامة ذكرت كتاب (فعلت وأفعلت) منسوبا إلى الزجاجي حتى أخذ بذلك بعض المحققين فعدّه الشيخ ابن أبي شنب محقق كتاب الجمل بين آثار الزجاجي نقلا ـ كما ذكر ـ عن كشف الظنون. والحق أن كتاب (فعلت وأفعلت) من وضع الزجاج أستاذ الزجاجي كما في كشف الظنون ٢ : ١٤٤٧ وقد طبع في القاهرة سنة ١٩٠٦ ضمن مجموعة بامم الطرف الأدبية. اللامات (٢) ٢. كتاب اللّامات

١٧

١٤ ـ شرح رسالة سيبويه : لم يشر أحد من الباحثين إلى هذا الكتاب على كثرة عنايتهم بكتاب سيبويه وما يتصل به. والذي ذكره إنما هو صاحبه نفسه ، وقد أعاد ذكره غير مرة في كتابه (الإيضاح في علل النحو). والكتاب عبارة عن شرح للصفحات الأولى من كتاب سيبويه.

١٥ ـ كتاب غرائب مجالس النحويين الزائدة على تصنيف المصنّفين : ذكره بروكلمن بين آثار الزجاجي. ونقل عنه السيوطي في الأشباه والنظائر بعض مجالسه ، وأشار غير مرة إلى أنه يظنه تأليف أبي القاسم الزجاجي (١). وقد كنا ذكرنا حين نشرنا كتاب الإيضاح في علل النحو (٢) سنة ١٩٥٩ ما يقوّي ظن السيوطي ويرجّحه ، ثم فصّلنا ذلك في مجلة المجمع العلمي بدمشق (٣) وفي كتابنا عن الزجاجي وآثاره (٤) المطبوع سنة ١٩٦٠ وفي سنة ١٩٦٢ نشرت وزارة الإرشاد والأنباء في الكويت هذا الكتاب بتحقيق الأستاذ عبد السّلام محمد هارون باسم (مجالس العلماء).

١٦ ـ الإذكار بالمسائل الفقهية : وهو مجموعة مسائل نحوية تتصل

__________________

(١) الأشباه والنظائر ٣ : ١٧ و ٢٩.

(٢) الإيضاح في علل النحو : ٨.

(٣) انظر الجزء الرابع من المجلد الرابع والثلاثين (عام ١٩٥٩) ص ٦٠٤ ـ ٦٠٦.

(٤) الزجاجي ، حياته وآثاره : ٣٥.

١٨

بالفقه ، جمعها السيوطي في كتابه الأشباه والنظائر (١).

١٧ ـ رسالة في بيان الأسئلة الواردة على البسملة وأجوبتها (٢).

١٨ ـ مسائل متفرقة : وهي إحدى عشرة مسألة جمعها الزجاجيّ وبعث بها في جواب له عن سؤال وجّه إليه. وقد ذكرها السيوطي في الأشباه والنظائر (٣).

__________________

(١) الأشباه والنظائر ٤ : ٢٣٣.

(٢) ذكرها بروكلمن ١ : ١٧١S.ADG.

(٣) الأشباه والنظائر ٣ : ٤٨.

١٩
٢٠