تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

جعفر بن أبي طالب ، يوم مؤتة ، ونزل عن فرس له شقراء فعرقبها (١) ثم مضى فقاتل حتى قتل.

[قال ابن عساكر :](٢) كذا وقع في هذه الرواية ، وإنما هو أبي الذي أرضعني رجل من بني مرة بن عوف ، كذلك رواه عن ابن إسحاق يونس بن بكير.

٩٥٠١ ـ امرأة ذكوانية

من أهل العراق ، فصيحة ، وفدت على معاوية متظلمة من زياد بن أبيه فردّ عليها ظلامتها وسرّحها إلى بلدها.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمّد الموصلي ، أنا أبو نصر محمّد بن علي بن ودعان ، أنا عمي أبو الفتح أحمد بن عبيد الله بن ودعان ، أنا هارون بن أحمد بن محمّد بن روح ، نا الحسين بن إبراهيم الصائغ ، نا عبد العزيز بن يحيى الجلودي ، نا محمّد بن زكريا الغلابي.

قال ابن روح : وأنا أحمد بن عبد الله بن جلين الدوري ، حدّثني محمّد بن حمزة وجعفر بن علي ، قالا : نا محمّد بن زكريا الغلابي ، نا عبد الله بن الضحاك الهدادي ، نا هشام ابن محمّد (٣) الكلبي ، عن عوانة بن الحكم ، عن خالد بن سعيد.

قال ابن روح : وأنا المطهر بن إسماعيل البلدي ببلد ، نا الحسن بن علي بن زكريا ، حدّثني ابن راشد الطفاوي ، والعباس بن بكار ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن القاسم التيمي ، نا عبد الله بن القاسم ، عن خالد بن سعيد ، عن رجل من بني أمية قال :

حضرت معاوية بن أبي سفيان في منزله وقد أذن للناس إذنا عاما ، فدخلوا عليه لمظالمهم وحوائجهم ، فدخلت عليه امرأة كأنها قلعة بين جاريتين لها ، فحدرت (٤) اللثام عن لون كأنه أشرب ماء الدر في حمرة التفاح ثم قالت :

الحمد لله يا معاوية الذي خلق اللسان فجعل فيه البيان ، فدل به على النعم ، وأجرى به

__________________

(١) في سيرة ابن هشام : فعقرها. وعرقبها أي قطع عرقوبها ، وهو الوتر الذي بين مفصل الساق والقدم ، وقيل هو الوتر الذي خلف الكعبين.

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) بالأصل و «ز» : نا محمّد بن هشام الكلبي ، فيه تقديم وتأخير.

(٤) تحرفت في «ز» إلى : فجررت.

٢٨١

القلم ، وحتم وذرأ (١) وبرأ وحكم ، وقضى ضرب (٢) الكلام باللغات المختلفة على المعاني المتفرقة ، آلفها بالتقديم والتأخير والأشباه والمناكير (٣) والموافقة والتزايد ، وأدّته الآذان إلى القلوب بالأفهام ، وأدّته الألسن بالبيان ، فاستدل به على العلم ، وعبد به الرب ، وأبرم الأمر ، وعرفت به الأقدار ، وتمت به النعمة ، فكان من قضاء الله ومشيئته أن قرّبت زيادا ، وجعلت له من أبي سفيان نسبا ثم وليته أحكام العباد ، بسفك الدماء بغير حلها ولا حقها ، ويهتك الحريم بلا مراقبة لله فيها ، خئون ظلوم غشوم ، يتخير من المعاصي أعظمها ، لا يرى لله وقارا ، ولا يظن أن له معادا ، وغدا يعرض عمله عليك في صحيفتك وتوقف (٤) على ما اجترم بين يدي ربك ، ولك يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسوة حسنة وبينك وبينه صهر وقرابة. فلا الماضين من أئمة الهدى اتبعت. ولا طريقهم سلكت. حملت عبد ثقيف (٥) على رقاب أمة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدبر أمورهم ويسفك دماءهم ، فما ذا تقول لربك وقد مضى من أجلك أكثره ، وذهب خيره ، وبقي وزره؟ إني امرأة من بني ذكوان وثب زياد الدعيّ إلى أبي سفيان على ضيعتي وتركتي على أبي وأمي فغصبنيها ، وحال بيني وبينها ، وقتل من نازعه فيها من رجالي ، فأتيتك مستصرخة ، فإن أنصفت وعدلت ، وإلّا وكلتك وزيادا إلى الله فلن يبطل ظلامتي (٦) عندك وعنده والمنتصف بيننا وبينكم (٧) حكم عدل.

فبهت معاوية ينظر إليها متعجبا من كلامها ثم قال : ما لزياد. لعن الله زيادا. فإنه لا يزال يبعث على مثالبه من ينشرها ، وعلى مساوئه من يثيرها؟

ثم أمر كاتبه بالكتاب إلى زياد يأمره بالخروج من حقّها ، وإلّا صرفه مذموما مدحورا. ثم أمر لها معاوية بعشرة آلاف درهم. وعجب هو وجميع من كان حوله من مقالتها ، وبلوغها حاجتها.

__________________

(١) بالأصل و «ز» : «درأ» والصواب ما أثبت ، ذرأ الله الخلق وبرأهم : خلقهم.

(٢) كذا بالأصل و «ز» ، ولعل الصواب : صرف الكلام.

(٣) بالأصل و «ز» : التناكير. والمثبت عن المطبوعة.

(٤) بالأصل : تقف ، والمثبت عن «ز».

(٥) تعني زياد بن أبيه ، وأمه سمية ، كانت لرجل من بني يشكر ، وهبها للحارث بن كلدة بن عمرو ... بن ثقيف الثقفي الذي عالجه حتى برأ من وجع شديد أصاب اليشكري راجع أنساب الأشراف ٥ / ١٩٧.

(٦) بالأصل : ظلامي ، والمثبت عن «ز».

(٧) سقطت اللفظة من «ز».

٢٨٢

٩٥٠٢ ـ امرأة أدركت الصحابة

لها ذكر.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن ، نا نصر بن إبراهيم ، أنا عبيد الله بن محمّد بن يوسف ، أنا عيسى بن عبيد الله الموصلي ، أنا محمّد بن صلة الحيوي ، نا نصر بن عبد الملك السّنجاري ، نا عبد الرّحمن بن محمّد بن سلّام ، نا حجاج ، نا حمّاد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الله الجدلي قال :

كان معاوية قد قال لكعب : إن سألك أهل العراق عن شيء فلا تحدثهم قال : فرأى امرأة شابة (١) عند درج المسجد بدمشق ، قال : فقال : لصاحبة بني إسرائيل كانت أحسن عزّا وأفضل جزاء من هذه. فقالوا : حدثنا عنها ما كان من أمرها ، فقال : إنّي نهيت عن ذلك ، قال : فقالوا : إنّا لم نسألك عن شيء ، وإنما هذا شيء جئت به أنت ، قال : فحدّثهم قال : كان في بني إسرائيل قاض عدل كانت له امرأة ، وكان له منها ابنان ، وكانت تسفر (٢) بيته (٣) وتهيئ له طعامه ، فإذا فرغ دخل مع أصحابه فأطعمهم قال : فتردى ابناه ذات يوم في بئر ، فأخرجتهما وقد ماتا. قال : فأدخلتهما المخدع ثم سجّتهما بثوب ، فلمّا دخل طعم هو وأصحابه ، ثم تطيّبت له فأصاب منها ثم قال : أين ابناي؟ فقالت : في المخدع ، فدخل فأخذ بيد أحدهما قال : قم يا بني ، فقام ثم أخذ بيد الآخر فقال : قم يا بني قال : فلما خرج قالت [له](٤) امرأته : أي (٥) امرأة أنا عندك؟ قال : ما أعلم امرأة تكون أفضل منك ، قالت : فإنهما كانا ماتا. قال : هي شكيمة شكمتها (٦) بصبرك.

٩٥٠٣ ـ نسوة متعبدات

كن يصحبن أم الدرداء.

حكى عن اجتهادهنّ في العبادة يونس بن ميسرة بن حلبس.

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» والمطبوعة ، وفي المختصر : شافّة.

(٢) سفر البيت : كنسه.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : بينه ، والمثبت عن «ز».

(٤) زيادة عن «ز».

(٥) بالأصل : إني ، والمثبت عن «ز».

(٦) بالأصل و «ز» : «شكمتيها» والصواب ما أثبت ، وشكمتها من الشكم وهو العطاء. والشكم : الجزاء والعوض.

٢٨٣

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن عمر الصفار ، إجازة ، نا جدي أبو بكر عبد الله بن أحمد بن القاسم.

ح (١) وأنبأنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله ابن أحمد بن شاذان الأعرج ، إجازة ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن محمّد المقرئ.

قالا : أنا إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متويه ، نا عبد الواحد بن شعيب ، نا سليمان ابن عبد الرّحمن ، نا عبد ربه بن ميمون ، حدّثني يونس بن حلبس قال :

كنا نحضر أم الدرداء ويحضرها نساء متعبدات يقمن الليل كله حتى إن أقدامهن انتفخت من القيام قال : وكانت أم الدرداء تؤتى بألوان الطعام فكلما جيئت بقصعة (٢) صبّتها على الأخرى وتقول صبوا البركة بعضها على بعض.

٩٥٠٤ ـ امرأة مخزومية

ويقال زهرية.

قدمت دمشق فيمن سيّر ابن الزبير من بني أمية لها ذكر.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو محمّد أحمد بن عبد الله المزني ، نا محمود بن محمّد بن الفضل الرافقي ، نا أحمد بن أبي الأسود الحنفي القاضي ، نا مصعب بن عبد الله الزبيري :

أن ابن الزبير لما سيّر بني أمية إلى الشام كانت فيهن امرأة من بني مخزوم ناكح في بني أمية ، فمرت بسوق الصفارين بدمشق ، فسمعت رجلا ينشد شعر أبي قطيفة (٣) :

ألا (٤) ليت شعري هل تغير بعدنا

جنوب (٥) المصلى أو كعهدي القرائن؟

وهل آذر (٦) بين العقيق (٧) عوامر

من الحي أم هل بالمدينة ساكن؟

__________________

(١) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل ، وأضيف عن «ز».

(٢) بالأصل و «ز» والمختصر ، «بقصعتين» والأشبه ما أثبت وفقا للسياق.

(٣) أبو قطيفة اسمه عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط ... بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، انظر أخباره في الأغاني ١ / ١٢.

(٤) الأبيات التالية في الأغاني ١ / ٣٠ و ٣١.

(٥) كذا بالأصل وأصول الأغاني ، وقد صححها محققها : «جبوب» عن معجم البلدان.

(٦) في الأغاني : أدؤر.

(٧) في الأغاني : «حول البلاط» بدل : بين العقيق.

٢٨٤

إذا برقت نحو الحجاز سحابة

دعا الشوق مني (١) برقها المتيامن

وما أزعجتنا رغبة عن بلادنا (٢)

ولكنه ما قدّر الله كائن

فشهقت شهقة وخرّت ميتة (٣).

هذه المرأة هي :

٩٥٠٥ ـ امرأة يزيد بن سنان

شاعرة.

أنبأنا أبو الحسن بن العلّاف ، ثم أخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلاف.

قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو علي بن الصواف ، نا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا الربعي يعني العباس بن الفضل ، نا العباس بن هشام الكلبي قال :

ضرب عبد الملك بن مروان بعثا إلى اليمن ، فأقاموا سنين حتى إذا كان [ذات](٤) ليلة وهو بدمشق قال : والله لأعسنّ الليلة مدينة دمشق ، ولأسمعن الناس ما يقولون في البعث (٥) الذي أغزيت فيه رجالهم ، وأغرمت فيه أموالهم ، فبينا هو في بعض أزقتها إذا هو بصوت امرأة قائمة تصلي ، فتسمّع إليها ، فلما انصرفت إلى مضجعها قالت : اللهم يا غليظ الحجب ، ويا منزل الكتب ، ويا معطي الرغب ، ويا مؤوي الغرب ، ويا مسير النّجب (٦) ، أسألك أن تؤدي غائبي ، فتكشف به همي ، وتصفي به لذتي ، وتقرّ به عيني ، وأسألك أن تحكم بيني وبين عبد الملك بن مروان الذي فعل بنا هذا ، فقد صيّر الرجل نازحا والمرأة متقلقلة على فراشها ، ثم أنشأت تقول :

__________________

(١) بالأصل و «ز» : منها ، والمثبت عن الأغاني.

(٢) في الأغاني : فلم أتركنها رغبة عن بلادها.

(٣) الذي يفهم من الأغاني في أن المرأة التي خرجت هي امرأة من بني زهرة وهي حميدة بنت عمر بن عبد الرحمن بن عوف.

(٤) سقطت من الأصل ، وأضيفت عن «ز».

(٥) بالأصل : المبعث ، والمثبت عن «ز».

(٦) بالأصل : البخت ، والأشبه ما أثبت عن «ز».

٢٨٥

تطاول هذا الليل فالعين تدمع

وأرقني حزني فقلبي موجّع

فبت أقاسي الليل أرعى نجومه

وبات فؤادي عانيا يتفزع

إذا غاب منها كوكب في مغيبه

لمحت بعيني آخرا حين يطلع

إذا ما تذكرت الذي كان بيننا

وجدت فؤادي للهوى يتقطع

وكل حبيب ذاكر لحبيبه

يرجى لقاءه كل يوم ويطمع

فذا العرش فرج ما ترى من صبابتي

فأنت الذي ترعى أموري وتسمع

دعوتك في السراء والضرّ دعوة

على علّة بين الشراسيف (١) تلذع (٢)

فقال عبد الملك لحاجبه : تعرف هذا المنزل؟ قال : نعم ، هذا منزل يزيد بن سنان قال : فما المرأة منه؟ قال : زوجته ، فلمّا أصبح سأل. كم تصبر المرأة عن زوجها؟ قالوا : ستة أشهر ، قال : فأمر أن لا يمكث العسكر أكثر من ستة أشهر.

٩٥٠٦ ـ جارية لسليمان بن عبد الملك شاعرة

أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (٣) ، أنا أبو منصور محمّد بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز ، نا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن خاقان البيع.

ح (٤) قال : ونا القاضي أبو محمّد عبد الله بن علي بن أيوب الشافعي ، أنا أبو بكر أحمد ابن محمّد بن الجرّاح ، قالا : أنا أبو بكر بن دريد قال : قال سليمان بن عبد الملك يوما والشعراء عنده : قد قلت نصف بيت فأجيزوه فقالوا : ما هو؟ فقال :

نروح إذا راحوا ونغدو إذا غدوا

فلم يصنعوا شيئا ، فدخل على جارية له ، فأخبرها ، فقالت : كيف قلت؟ فأنشدها ، فقالت :

[نروح إذا راحوا ونغدو إذا غدوا]

وعما قليل لا نروح ولا نغدو

٩٥٠٧ ـ امرأة عمر بن عبد العزيز

حكت عنه.

__________________

(١) الشراسيف : واحدها شرسوف ، وهي أطراف أضلاع الصدر التي تشرف على البطن.

(٢) بالأصل و «ز» : تلدع ، والمثبت عن المختصر. ولذعته النار لذعا : لفحته وأحرقته.

(٣) بالأصل : المحلى ، والمثبت عن «ز».

(٤) «ح» حرف التحويل سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز».

٢٨٦

حكت عنها أم إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص الفقيه ، وهي أم ولد أيضا.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا محمّد بن حميد العبدي ، عن أسامة بن زيد ، عن إسماعيل بن أمية ، عن أمه ، عن أم ولد عمر بن عبد العزيز قالت : سألني عمر دهنا ، فأتيته به ، وبمشط من عظام الفيل ، فردّه ، وقال : هذه ميتة. قلت : وما جعله ميتة؟ قال : ويحك من ذبح الفيل؟!.

٩٥٠٨ ـ أم ولد لعمر بن عبد العزيز

حكت عن عمر.

حكى عنها ابنها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمّد بن صصرى ، أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني (٢) المؤدب ، أنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن درستويه ، أنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التميمي ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب قال : حدّثت عن شبيب بن شيبة ، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز. قال :

دخلت على أمي ومعي أخي يزيد بن عمر فرأت فينا سرورا وذلك من الغد ، فقالت : يا بني ما يسركما من خلافة أبيكما؟ فو الله لا تريان سرورا في خلافته أبدا ، قلنا : ولم ذاك؟ قالت : دخل عليّ حين صلّى العشاء بالناس وهو يبكي. قالت : فما دنا من فراش ، ولا ثنى (٣) له جنبا ، وما زال يبكي قائما وراكعا وساجدا حتى خرج من عندي لصلاة الصبح.

قال : ونا إبراهيم ، نا الجارودي ، نا عمر بن ذرّ (٤) ، حدّثني رجاء بن حيوة أن عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز قال :

__________________

(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ٤٠١ في أخبار عمر بن عبد العزيز.

(٢) بالأصل : الهمداني ، والمثبت عن «ز» ، والمطبوعة.

(٣) بالأصل و «ز» : ثنا.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : در ، والمثبت عن «ز».

٢٨٧

دخلت على أمي حين بويع لعمر بن عبد العزيز بالخلافة ، وهي التي كانت تلي خدمة عمر ، ومعي أخي يزيد بن عمر ، فرأت فينا سرورا وذلك من الغد ، فقالت : ما يسركما من خلافة أبيكما؟ فو الله لا تريان في خلافته من الدنيا شيئا يسركما ، فقلت : وفيم ذاك؟ قالت : دخل عليّ عمر حين صلّى العشاء بالناس وهو يبكي ، فأتى مسجده فو الله ما دنا من فراشه ، ولا ثنى (١) له جنبا ، ولا زال يبكي راكعا وساجدا حتى خرج من عندي إلى صلاة الفجر.

٩٥٠٩ ـ حاضنة لعمر بن عبد العزيز

حكت عنه.

حكى عنها عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب.

كتب إليّ أبو نصر أحمد بن محمّد بن علي ، ابن البخاري ، أنا أبو بكر بن بشران ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، نا محمّد بن مخلد ، ودعلج بن أحمد ، قالا : أنا أحمد بن علي الأبّار (٢) أبو العباس ، نا سويد بن سعيد ، نا عبد الله بن ميمون المكي (٣) مولى جعفر بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد ، عن سفيان الثوري ، عن عاصم قال : قالت حاضنة عمر بن عبد العزيز : قال لي عمر بن عبد العزيز : إذا أنا متّ فلا تجعلوا على كفني حناطا (٤).

قال الدارقطني : والذي عندي أن هذا عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، والله أعلم.

رواه حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمّد ، عن سفيان ، عن عاصم قال : شهدت عمر بن عبد العزيز قال لأمة : أراك ستلين (٥) حنوطي ، فلا تجعلين (٦) فيه مسكا.

وقد تقدم في ترجمة عاصم (٧).

٩٥١٠ ـ امرأة من أهل الكوفة

وفدت على عمر بن عبد العزيز ، وحكت عنه.

__________________

(١) بالأصل و «ز» : ثنا.

(٢) أحمد بن علي بن مسلم أبو العباس البغدادي ، الأبار ، ترجمته في سير أعلام النبلاء : (١١ / ١٦ ترجمة ٢٤٣٦) ط دار الفكر.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ـ (٨ / ٢٠٥ ترجمة ١٤١٦) ط دار الفكر.

(٤) الحنوط والحناط كل طيب يخلط للميت خاصة. (تاج العروس : حنط).

(٥) في «ز» : معتلين ، تصحيف.

(٦) بالأصل و «ز» : تجعلين.

(٧) تاريخ مدينة دمشق ٢٥ / ٢٥٦ رقم ٣٠١٥ طبعة دار الفكر والخبر فيه ص ٢٦١ وفيه : قال لأمه.

٢٨٨

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمّد ، نا نصر بن إبراهيم بن نصر الزاهد ، أنا أبو محمّد عبد الله بن الوليد الأنصاري الأندلسي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد فيما كتب إلي أخبرني جدي عبد الله بن محمّد بن علي اللخمي الباجي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن يونس ، أنا بقي بن مخلد ، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، حدّثني عفان ، حدّثني عثمان بن عبد الحميد ، نا الوليد قال :

بلغنا أن امرأة كانت بالكوفة ولها زوج ولها أربع بنات فمات صاحبها وترك أربع بنات ليس لهن مال ولا عندهن جمال فقيل لها : عليك بعمر بن عبد العزيز ، لعله أن يلحقهن في العطاء ، قال : فشخصت إليه ، قال : فدخلت عليه حين قدمت فحدّثته حديثي (١) ثم قال : أدخلوها على فاطمة (٢). فدخلت على فاطمة فما رأيت عليها خزّا ولا قزا (٣) ولا هرويا ولا قوهيا (٤) فبينا أنا كذلك إذا رجل يغرف ماء من حبّ (٥) فقلت لفاطمة : هذا رجل فاستتري فقالت : هذا أمير المؤمنين فدنا قال : ردّي علي قصتك ، ففعلت فألحقهن وأعطاني عشرين دينارا ، فقال : استنفقي هذه. وكتب إلى عبد الحميد بن عبد الرّحمن ، وكان عامله على الكوفة ، فلمّا دخلت الكوفة قيل مات عمر بن عبد العزيز وقيل لو أتيته بالكتاب عسى الله أن يسخره. قالت : فأتيته ، فدفعت الكتاب إليه فلمّا قرأه بكى وبكى من حوله ، ثم قال : فكيف أصنع! قالت : والله لخرجت وهو حيّ ، وإنّ هذا لكتابه فأثبتهن في العطاء.

٩٥١١ ـ أم ولد لهشام بن عبد الملك

شاعرة.

أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن بقاء الورّاق ، إجازة ، أنا المبارك بن سالم ، أنا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرع ، نا أبو مسلم عبد الله بن مسلم ، عن أبيه قال :

__________________

(١) بالأصل و «ز» : «حديثين» والأشبه ما أثبتناه عن المختصر لابن منظور.

(٢) يعني زوجته ، وهي فاطمة بنت عبد الملك ، تقدمت ترجمتها في هذا الجزء.

(٣) القز الإبريسم أعجمي معرب (تاج العروس).

(٤) بالأصل : قرهيا ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، والقوهي ضرب من الثياب بيض ، والثياب القوهية تنسب إلى قوهستان.

(٥) بالأصل و «ز» والمختصر : «جب» تصحيف ، ولعل الصواب ما أثبت ، والحبّ : الجرة العظيمة والخابية.

٢٨٩

بصرت أم ولد لهشام بن عبد الملك بولد لها لهشام ، فرأتهم على غاية البهاء والطلل ، وكانت الجارية شاعرة أديبة فأنشأت تقول :

إذا خلطنا ماءنا بمائهم

جاءوك كالياقوت في صفائهم

وحمدوا في فعلهم ورائهم (١)

ونسبوا بعد إلى آبائهم

فهذه الصفة (٢) من أنبائهم

٩٥١٢ ـ امرأة متعبدة

كانت بجبل لبنان من أعمال دمشق.

حكى عنها ذو النون.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري ، نا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن الحسن القزويني الحرّاني (٣) الزاهد إملاء ، نا أبو الفتح يوسف بن عمر القواس [نا](٤) علي بن إبراهيم الوراق قراءة من لفظه ، نا محمّد بن هارون قال : سمعت ذا النون المصري يقول :

كنت بجبل لبنان أتعبد فبينما أنا يومئذ جالس أبكي إذا أنا براهبة عليها المسوح ، فأقبلت فجعلت تبكي معي ثم انصرفت ، ومرّ الدهر زمانا وقد نزلت عن الجبل ، فأنا جالس عند بعض إخواني من البزّازين إذ أقبلت الراهبة بعينها فوقفت عليّ فقالت : أيا شيخ برئت قرحتك فأبكيتني (٥) ، فما انتفعت بنفسي زمانا.

٩٥١٣ ـ امرأة متعبدة

وعظها أحمد بن أبي الحواري ، فماتت.

__________________

(١) نعني : ورأيهم.

(٢) كذا بالأصل و «ز» ، والوزن غير مستقيم ، وفي المختصر لابن منظور : الصفوة.

(٣) في «ز» : الحراني ، وفوقها علامة تحويل إلى الهامش ، وكتب على هامشها : حربى.

(٤) سقطت من الأصل وزيدت عن «ز».

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وفي مختصر ابن منظور والمطبوعة : فأبكتني.

٢٩٠

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الحسن بن محمّد بن إسحاق ، نا أبو عثمان الحناط ، نا أحمد بن أبي الحواري قال :

بينا أنا ذات يوم جالس بالشام في قبة ليس عليها باب إلّا كساء مسبل ، إذا أنا بامرأة تدقّ على الحائط فقلت : من هذه؟ فقالت : امرأة ضالة دلّني على الطريق رحمك الله ، فقلت عن أي الطريقين تسأليني؟ فبكت ثم قالت : عن طريق النجاة ، فقلت : هيهات هيهات لا يقطع ذاك الطريق إلا بالسير الحثيث في الجدّ ، وتصحيح المعاملة ، وحذف العلائق الشاغلة عن أمر الدنيا والآخرة ، فبكت ثم قالت : أما علائق الدنيا ففهمتها ، فما علائق الآخرة؟ فقلت : لو وافيت القيامة بعمل سبعين نبيا لم يكن لك إلّا ما كتب لك في اللوح المحفوظ ، وإنّ لجهنم زفرة يوم القيامة لو كان معك عمل سبعين نبيا ما كان بدّ من أن ترديها (١) قال : فصرخت صرخة ، ثم قالت : سبحان من صان عليك جوارحك فلم تنقطع ، وسبحان من أمسك عليك قلبك فلم يتصدع ، ثم سقطت مغشيا عليها.

قال ابن أبي الحواري : وكانت عندنا جارية من المتعبدات ، فقلت لها : اخرجي فانظري ما قصة هذه المرأة قال : فخرجت ، فنظرت إليها فإذا هي قد فارقت الدنيا ، وإذا في جيبها رقعة مكتوب فيها : كفنوني في أثوابي ، فإن يكن لي عند ربي خير فسيبدلني ما هو خير لي منها ، وإن يكن غير ذلك فبعدا لنفسي وسحقا.

قال ابن أبي الحواري : وإذا قوم قد أحاطوا بالجارية فقلت لبعضهم : ما قصة هذه المرأة؟ فقالوا : يا أبا الحسن هذه جارية كان يظهر (٢) بها شيء نظن (٣) أنها مصابة بعقلها. وكان الذي بها يمنعها من المطعم والمشرب ، وكانت تشكو إلينا وجعا بجوفها. فكنا نعرض عليها الأطباء فكانت تقول : أريد متطببا (٤) أشكو إليه بعض ما أجد من دائي عسى أن يكون عنده شفائي.

٩٥١٤ ـ امرأة متعبدة

حكى عنها أبو علي الحسن بن حبيب.

__________________

(١) بالأصل : «ردها» والمثبت عن «ز».

(٢) بالأصل : «بظهرها» والمثبت عن «ز».

(٣) بالأصل و «ز» : يظن.

(٤) بالأصل : «متطيبا» تصحيف ، والمثبت عن «ز».

٢٩١

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو الحسين الميداني ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون قال : وقال لي أبو علي الحسن بن حبيب الإمام :

كان عندنا في باب الجابية بدمشق امرأة من المتعبدات ، فلمّا جاء ابن رائق وأحرق البلد كان الحريق في بيتها يعمل وهي قائمة تصلّي فجاء إليها زوجها فقال : قد أكربتيني (١) بصلاتك هذه ؛ إذا كان ولا بدّ فادعي عليهم. فقالت : يا هذا كيف يجوز لي أن أدعو على قوم ألحقوني بدرجة الفقراء؟!

٩٥١٥ ـ عجوز

حكى عنها أبو علي بن حبيب.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتاني ، حدّثنا أبو نصر حديد بن جعفر الأنباري ، إملاء من حفظه ، حدّثنا أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك (٢) الحصائري قال : لقيتني عجوز على رأس زقاق عطاف فقالت : يا شيخ أنشد فيك وفي عصاك بيتين من الشعر؟ فقال : نعم ، فقالت (٣) :

ما زلت أرقب حبل (٤) الدهر منتظرا

حتى بليت وحبل الدهر ممدود

أقدم العود قدامي وأتبعه

وكنت أمشي ولا يمشي بي العود

٩٥١٦ ـ شاعرة من كلب

تزوجها خالد بن يزيد بن معاوية وحملها إلى دمشق.

بلغني أن خالدا خرج حاجّا ، فلمّا رجع انتهى إلى ماء لكلب ، فإذا هو بشيخ قد أورد إبلا له ومعه (٥) ابنة له كأنها ظبية عيطاء (٦) تعينه على سقي الإبل. من أتم النساء ما بين قرن

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» : أكربتيني.

(٢) تحرف اسم أبيه بالأصل و «ز» وجاء فيهما : الحسن بن عبد الملك بن حبيب الحصائري ، والصواب ما أثبتناه ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٩ ت ٣٠٥٣ ط دار الفكر.

(٣) سقط البيتان كليا من «ز».

(٤) بالأصل : جبل ، والمثبت عن المختصر.

(٥) بالأصل : وسبقه ، والمثبت عن «ز».

(٦) بالأصل : عبطا ، تصحيف ، والمثبت عن «ز». والعيط : طول العنق ، وهو أعيط وهي عيطاء (القاموس).

٢٩٢

إلى قدم ، وهي في بردتين لها قد اتزرت بواحدة ، وتدرّعت الأخرى ، فرأى شيئا لم ير مثله. فقال لمولى له : انطلق إلى هذا الأعرابي فاخطب عليّ ابنته ، وأعطه ما سأل ، فزوّجها إياه على مائة من الإبل ، وأهديت إليه في البردتين كما رآها ، فلم يزدد إلّا سرورا ، فكانت تسامره ، وتنشده أشعار قومها وتفتخر ، فلما أغاظته قال : أنسيت البردتين؟ فأعرضت عنه طويلا ثم أنشأت تقول :

أخالد مهلا لا يعير (١) بالفقر

فكم من فتى نذل (٢) الخليقة (٣) ذي وفر

وآخر محمود الخليقة معوز

من المال لا يزري به لازم الفقر

ومن ذات بعل في حلي مظاهر

وترفل في بز العراق وفي العطر (٤)

مذممة الأخلاق والغدر همة

وإن مزجت منها البشاشة بالبشر

حصان لها خلق ودلّ مبتل

هضيم الحشاء حوراء آلفة الخدر

فلمّا قدم الشام تلقاه عبد الملك بن مروان فسأله عن سفره ، فأخبره ، وحدثه بحديث الأعرابية وبردتيها. فانصرف عبد الملك إلى نسائه فحدّثهن بذلك ، فقلن : يا أمير المؤمنين أن لو بعثت إلى بردتيها حتى ننظر إليهما. فسرّح رسولا فلما أتى خالدا (٥) الرسول فقال (٦) : ما كنت لأفعل حتى أوجه إليه بأبيات ، فإن استحسن أن ينظر إليهما فهو أعلم ، فسرّحت إليه :

يا ابن الذوائب من أمية والذي

أفضت إليه خلافة الجبار

فيم استفزك خالد بحديثه

حتى هممت بأن ترى أطماري (٧)

مهلا أمير المؤمنين فما الذي

أحببت من ذاكم عليّ بعار

فلئن رأيت سحيق شملي باليا

إني لمن قوم ذوي أخطار

صبر على ريب الزمان أعزّة

لا يخفرون بذمة وجوار

__________________

(١) بالأصل و «ز» : تعير.

(٢) بالأصل : ندل ، وفي «ز» : بذل ، والمثبت عن المختصر.

(٣) في «ز» : الخليفة.

(٤) بالأصل و «ز» : «الفطر» والمثبت عن المختصر.

(٥) بالأصل : خالد ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».

(٦) كذا بالأصل و «ز» ، وفي «ز» : قالت.

(٧) الأطمار واحدها طمر ، وهو الثوب البالي.

٢٩٣

غلب إذا حمي الوطيس وجدتهم

صبرا لدى (١) الهيجا بني أحرار

فاترك مقالة خالد وحديثه

واحتفظ مقالة معشر أخيار

قال : فوجه إليها عبد الملك بألف دينار. وقال : إنما أردنا استخراج هذا الشعر منك.

٩٥١٧ ـ امرأة شاعرة من أهل الشام

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت محمّد بن صالح الكاتب يقول : سمعت أبا عبد الله الفارسي يقول : كان رجل من أهل الشام مع الحجاج ، وكان يحضر طعاما ، فكتب إلى أهله يخبرهم بما هو فيه من الخصب وإنه قد سمن فكتبت إليه يعني امرأته :

أتهدي لي القرطاس والخبز حاجتي

وأنت على باب الأمير بطين

إذا غبت لم تذكر صديقا ، وإن تقم

فأنت على ما في يديك ضنين

وأنت ككلب السوء في جوع أهله

فيهزل أهل البيت وهو سمين

٩٥١٨ ـ امرأة شاعرة من نصارى بصرى (٢)

روى عنها المازني شعرا.

قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمّد بن المظفر الشمشاطي الذي صنفه في ذكر الديرة قال : حكى المازني قال (٣) : نزلت بدير بصرى فرأيت في رهبانه فصاحة وهم عرب متنصرة (٤) ، وهم أفصح من رأيته فقلت ما فيكم شاعر؟ فقالوا : ما فينا إلّا امرأة (٥) كبيرة السن فقلت : جيئوني بها ، فجاءت واستنشدتها فأنشدتني لنفسها (٦) :

__________________

(١) بالأصل : «لذي» والمثبت عن «ز».

(٢) بصرى : بالشام من أعمال دمشق ، قصبة كورة حوران ، مشهورة عند العرب قديما وحديثا (معجم البلدان).

(٣) الخبر والأبيات في معجم البلدان ٢ / ٥٠٠ و ٥٠١ (دير بصرى).

(٤) في معجم البلدان : عرب متنصرة من بني الصادر.

(٥) في معجم البلدان : أمة.

(٦) الأبيات في معجم البلدان ٢ / ٥٠١ (دير بصرى) ، والأول والثاني والثالث في معجم البلدان (بصرى) ١ / ٤٤١ ونسبها هنا لأعرابي.

٢٩٤

أيا رفقة من دير بصرى تحملت

تؤم الحمى حييت (١) من رفقة رشدا

إذا ما بلغتم (٢) سالمين فبلغوا

تحية من قد ظن ألا يرى نجدا

وقولا (٣) : تركنا العامري مكبلا

بكل هوى من حبه مضمرا وجدا

فيا ليت شعري هل أرى جانب الحمى

وقد (٤) أنبتت أجراعه (٥) أثلا (٦) صعدا (٧)

وهل أردنّ الدهر ماء وتلعة (٨)

كأن الصبا تجلو (٩) عن متنه بردا

٩٥١٩ ـ امرأة عنسية

من النسوة الشواعر ، من أهل داريا ، قتل لها ابن عمّ اسمه عمرو في داريا في حرب أبي الهيذام ، فقالت ترثيه :

فيما قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، وذكر أنه مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه ، عن جده وأهل بيته من المريين قال :

وقالت امرأة من عنس تبكي ابنا لها قتلته قيس يوم داريا :

عين بالدمع فاستهلي لعمرو

بدموع غزيرة الهملان

قتلته قيس فقرّت بقتلى

قيس عيلان مني العينان

قتلوه مثل الهلال جوادا

بالعطايا يبر بالإخوان

قتلوه مثل القناة طريرا

مائد الأصل طيب الأردان

__________________

(١) في معجم البلدان : «ألقيت» وروايته فيه في مادة (بصرى) :

أيا رفقة من آل بصرى تحملوا

رسالتنا لقيت من رفقة رشدا

(٢) في معجم البلدان (بصرى) : وصلتم.

(٣) في المختصر ومعجم البلدان (دير بصرى) : وقولوا ، وروايته في معجم البلدان (بصرى) :

وإذا تركنا الحارثي مكبلا

بكبل الهوى من ذكركم مضمرا وجدا

(٤) عجزه في معجم البلدان (دير بصرى) : وقد أنبتت أجراعه بقلا جعدا.

(٥) والأجراع واحدها جرع ، والجرع : الأرض ذات الحزونة تشكل الرمل ، وقيل : هي الرملة السهلة المستوية.

(٦) والأثل : ضرب من الشجر ، العضاه.

(٧) سكنت العين فيها لضرورة الشعر ، يقال : خشبه جيد وصعد جمع صعود ، والصّعود بالفتح ضد الهبوط (القاموس).

(٨) في معجم البلدان : «يوما وقيعه» بدل : «ماء وتلعة».

(٩) في معجم البلدان : تسدى.

٢٩٥

وبعمرو فجعت ، لهفي عليه

أبدا أو ألفّ في الأكفان

فقدته عنس الكرام وخولا

ن ومن مثل عنس أو خولان

ليت شعري فذاك أكبر همّي

هل يقدني الزمان من عيلان

عامرا عامرا فلا يغلبنكم

عامر الغي يا بني قحطان

إن يفتكم يكن معاير فيكم

فاضحات للشيب والولدان

ألبسوا الحلي والمجاسد يا قو

م إذا وأجلسوا مع النسوان

بعونه تعالى تمّ الجزء السبعون

وبه تمّ الكتاب والحمد لله رب العالمين

٢٩٦

هذا آخر ما يسّر الله جمعه من هذا الكتاب ، والله الموفق فيه للرشاد والصواب ، فرحم الله من ألّفه وجمعه ، ونفع به من كتبه وقرأه وسمعه ، فهو المرجو لغفران الذنوب ، والفتاح لأقفال (١) القلوب ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وصلواته على محمّد وآله وصحبه بالغاديات (٢) الرائحات ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم (٣)(٤).

__________________

(١) بالأصل : لا فعال ، والمثبت عن «ز».

(٢) بالأصل و «ز» : الغاديات.

(٣) في «ز» : الكريم.

(٤) كتب بعدها في «ز» : تم السفر الثامن والخمسون من كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر رحمه‌الله ، وبتمامه تم جميع الديوان وكمل بحمد الله وعونه وصلواته على محمّد رسوله وآله وهو مما أمر بإتمام نسخه ووضعه في الخزانة المكرمة مولانا الأمير الأجل المبارك الأسعد الميمون المظفر المنصور المؤيد أبو عبد الله ابن الأمير الأجل المجاهد المقدس المرحوم أبي زكريا ابن الشيخ الأجل المجاهد المقدس المرحوم أبي محمد ابن الشيخ الأجل المجاهد المقدس المرحوم أبي حفص أدام الله أيامهم ونصر بعزته ألويتهم وأعلامهم ، وكان الفراغ من نسخه بحضرة تونس كلأها الله في أواخر شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وستمائة. وقد وقع الفراغ من نسخ السفر الثامن والخمسون من كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر رحمه‌الله في يوم الأحد ٢ ذو القعدة سنة ١٣٣٨ الموافق ١٨ يوليو سنة ١٩٢٠ م. ونسخ ذلك من النسخة المخطوطة بدار الكتب الأزهرية بنمرة ٢٠٩ تاريخ ، ونسخ ذلك الراجي عفو مولاه محمود صدقي النساخ بدار الكتب السلطانية عمرها الله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

٢٩٧

خاتمة الطبع

بعونه تعالى وبفضله وتوفيقه تمّ طبع كتاب «تاريخ دمشق» لمحدّث الشام وإمام أهل الحديث في زمانه وحامل لوائهم الحافظ ابن عساكر.

وللمرّة الأولى يصدر هذا الكتاب الجليل والأثر النفيس متتابعا وكاملا وقد بلغت أجزاؤه سبعين مجلدا.

وبكل فخر واعتزاز تقدم دار الفكر ببيروت هذا الكتاب الموسوعة للقارئ العربي وللباحث والدارس منهل كل منهم منه ما يطيب له صفوا سائغا ، وقد بذلنا الجهد ، وهو جهد المقلّ ، ما يجعل هذا الكتاب أقرب إلى الكمال كما أراده مؤلفه الحافظ ابن عساكر وأيسر للنفع والإفادة.

ولا يفوتنا أن نتوجه بالشكر والتقدير للأيادي البيضاء التي ساعدتنا على إخراج وطبع هذا الكتاب كاملا بهذه الصيغة ونخص بالذكر الأخ الفاضل عزيز بنّيس صاحب دار المعرفة في الدار البيضاء الذي لم يدّخر جهدا ولم يأل سعيا للبحث عن الأجزاء الناقصة وبعض المواد والتراجم التي سقطت من المخطوطات التي كانت بحوزتنا عند إعداد الكتاب للطبع في مراحله المختلفة.

لقد سبق وأشير إلى السقط في موضعه وقد حصلنا على السقط المذكور مؤخرا ونحن بصدد إعداد وضع هذا السقط في مستدرك يصدر قريبا إن شاء الله.

كما أننا بصدد إعداد فهارس شاملة للكتاب لتيسر الانتفاع به ، فالفهارس مفاتيح الكتب كما يقولون.

ولا بد لنا أيضا من التنويه بالشكر والتقدير لمركز الكمبيوتر «هوساك كمبيوتر برس» الذي قام بتنضيد مواد الكتاب وللجهد الدءوب الذي بذله القائمون عليه في ملاحقة مواد الكتاب تنضيدا وتصحيحا وإخراجا.

وأخيرا نتوجه بالرجاء لكل من ينتفع بهذا الكتاب أن يخصنا بدعوة صالحة بظهر الغيب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

بيروت ١٢ ربيع الأول ١٤١٩ ه‍

٦ تموز (جولاي) ١٩٩٨

الناشر

دار الفكر

٢٩٨

الفهرس

حرف الغين

[غدر]

٩٣٩٣ ـ غدر مولاة الغمر بن يزيد بن عبد الملك..................................... ٣

[غريبة]

٩٣٩٤ ـ غريبة ابنة عبد الله الحلبية.................................................. ٤

حرف الفاء

[فاختة]

٩٣٩٥ ـ فاختة بنت عبد الله بن عامر بن كريز ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أم كلثوم العبشمية ٤

٩٣٩٦ ـ فاختة بنت عنبة بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤي بن غالب القرشية العامرية......................................................................... ٥

٩٣٩٧ ـ فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشية زوج معاوية بن أبي سفيان          ٦

٩٣٩٨ ـ فاطمة بنت أسامة بن زيد بن حارثة الكلبية................................. ٨

٩٣٩٩ ـ فاطمة بنت الحسن أم أحمد العجلية........................................ ٩

٩٤٠٠ ـ فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم......... ١٠

٩٤٠١ ـ فاطمة بنت سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري الأندلسي............... ٢٥

٩٤٠٢ ـ فاطمة ـ المدعوة ست العجم ـ بنت سهل بن بشر بن أحمد الأسفرايني المعروف بالعالمة الصغيرة        ٢٥

٩٤٠٣ ـ فاطمة بنت عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن كعب بن لؤي القرشية العدوية     ٢٦

٩٤٠٤ ـ فاطمة بنت عبد الله.................................................... ٢٧

٩٤٠٥ ـ فاطمة بنت عبد العزيز أبي الحسن القاضي بن عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني

٢٩٩

أم العز........................................................................ ٢٧

٩٤٠٦ ـ فاطمة بنت عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية............ ٢٨

٩٤٠٧ ـ فاطمة بنت علي بن أحمد بن منصور بن قبيس الغساني..................... ٣٤

٩٤٠٨ ـ فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا ، أم أبيها بنت أبي الحسن العكبري...... ٣٤

٩٤٠٩ ـ فاطمة بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية ٣٥

٩٤١٠ ـ فاطمة بنت علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ٣٩

٩٤١١ ـ فاطمة بنت مجلي...................................................... ٣٩

٩٤١٢ ـ فاطمة بنت مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس أخت عبد الملك ٤٠

٩٤١٣ ـ فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أخت خالد بن الوليد ٤٢

٩٤١٤ ـ فسيلة بنت واثلة بن الأسقع............................................. ٤٤

حرف القاف

[قزعة]

٩٤١٥ ـ قزعة الحجازية.......................................................... ٤٦

٩٤١٦ ـ قطبة ابنة هرم بن قطبة مولاة أبي الشعثاء الفزاري............................ ٤٨

٩٤١٧ ـ قطر الندى بنت أبي الحسن خمارويه بن أحمد بن طولون..................... ٤٨

حرف الكاف

٩٤١٨ ـ كتيبة بنت الوقعة السعدية............................................... ٤٨

[كريمة]

٩٤١٩ ـ كريمة بنت الحسحاس المزنية.............................................. ٤٩

٩٤٢٠ ـ كنود ابنة قرظة بن عبد عمرو ابن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشية....... ٥٤

حرف اللام

[لبابة]

٩٤٢١ ـ لبابة ابنة يحيى بن أحمد بن علي بن يوسف الخراز........................... ٥٥

[ليلى]

٩٤٢٢ ـ ليلى بنت الجودي الغسانية.............................................. ٥٦

٩٤٢٣ ـ ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب أم عاصم والدة عمر بن عبد العزيز...... ٦٠

٩٤٢٤ ـ ليلى الأخيلية بنت عبد الله بن الرحال ـ ويقال الرحالة ـ بن شداد بن كعب بن معاوية ، وهو الأخيل ، ويقال الأخيل بن معاوية فارس الهرار بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة العبادية.............. ٦٠

٣٠٠