تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الورّاق (١) ، عن شدّاد الأعمى عن بعض أشياخه من بني راسب قال :

كنت أطوف بالبيت فإذا رجل أعمى يطوف بالبيت وهو يقول : اللهمّ اغفر لي ، وما أراك تفعل ، قال : فقلت : أما تتقي الله؟ قال : إنّ لي شأنا ، آليت أنا وصاحب لي لئن قتل عثمان لنلطمن حرّ وجهه ، فدخلنا عليه وإذا رأسه في حجر امرأته ابنة الفرافصة ، فقال لها صاحبي : اكشفي عن وجهه ، قالت : لم؟ قال : ألطم حرّ وجهه فقالت : أما ترضى ما قال فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال فيه كذا ، وقال فيه كذا ، قال : فاستحى صاحبي فرجع ، فقلت لها : اكشفي عن وجهه ، فقال : فذهبت تدعو عليّ فلطمت وجهه ، فقالت : ما لك؟ يبّس الله يدك ، وأعمى بصرك ، ولا غفر لك ذنبك ، قال : فو الله ، ما خرجت [من] الباب حتى يبست يدي ، وعمي بصري ، وما أرى الله يغفر لي ذنبي.

وقد رويت هذه القصة من وجه آخر وليس فيه ذكر دعاء نائلة.

أخبرنا بها أبو الفتح محمّد بن علي بن عبد الله ، أنا عثمان بن محمّد بن عبيد الله (٢) المحمي ، أنا عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، أنا عبد الله بن محمّد بن الحسن الشّرقي ، نا محمّد بن إسماعيل [البخاري أبو عبد الله ، نا موسى بن إسماعيل](٣) ، نا عيسى ابن منهال ، نا غالب ، عن محمّد بن سيرين قال (٤) :

كنت أطوف بالكعبة فإذا رجل وهو يقول : اللهمّ اغفر لي ، وما أظن أن تغفر لي ، قلت : يا عبد الله ما سمعت أحدا يقول ما تقول. قال : كنت [أعطيت](٥) الله عهدا إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلّا لطمته ، فلما قتل وضع على سريره في البيت والناس يجيئون فيصلون عليه [فدخلت كأني أصلي عليه](٦) ، فوجدت خلوة فرفعت الثوب عن وجهه فلطمت وجهه وسجيته ، وقد يبست يميني.

[قال ابن سيرين](٧) : فرأيتها يابسة كأنها عود.

__________________

(١) تقرأ بالأصل : الراق ، والتصويب عن «ز».

(٢) بالأصل و «ز» : عبد الله ، تصحيف ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء (١٤ / ٨٧ ت ٤٣٧٣) ط دار الفكر.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن ترجمة عثمان المتقدمة.

(٤) الخبر رواه المصنف في ترجمة عثمان بن عفان ٣٩ / ٤٤٦ طبعة دار الفكر.

(٥) سقطت من الأصل وزيدت عن ترجمة عثمان ، و «ز».

(٦) الزيادة للإيضاح عن ترجمة عثمان ، و «ز».

(٧) الزيادة منا للإيضاح.

١٤١

٩٤٣٦ ـ نفيسة بنت عبيد الله بن العباس

ابن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب

كانت زوج عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية ، فولدت له علي بن عبد الله المعروف بأبي العميطر الذي غلب على دمشق.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد ، وأبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير قال (١) :

فولد عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب : أبا جعفر عبد الله ، ونفيسة وأمهما : أم أبيها بنت عبد الله بن معبد بن العباس ، وأمها أم محمّد بنت عبيد الله بن العباس (٢) ، كانت نفيسة بنت عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عند عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان بن حرب ، فولدت له : عليا ، وعباسا ، خرج علي بن عبد الله بن خالد بدمشق وغلب عليها ، وأمير المؤمنين المأمون بخراسان.

٩٤٣٧ ـ نوّار جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك

لها ذكر.

قرأت في كتاب علي بن الحسين الأصبهاني :

النوار جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، لا أعلم لمن كانت ولا ممن ابتاعها ، إلّا أنّها قد أخذت بغير شك عن كبار المغنين الذين كانوا بحضرته ، مثل معبد وابن عائشة ، وحكم ، ومن هو فوقهم ، وكانت حظية عنده ، وهي التي أمرها أن تصلي بالناس وقد سكر وجاءه المؤذن فآذنه بالصلاة ، وحلف أن تفعل ، فخرجت متلثمة عليها بعض ثيابه ، فصلّت بالناس (٣) ورجعت ، وكانت لها صنعة صالحة ، ورواية كثيرة مع فضل وعقل ، ولم يعرف لها خبرا بعده.

__________________

(١) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٧٩.

(٢) انظر نسب قريش ص ٣٧.

(٣) خبر صلاة الجارية في الأغاني ٧ / ٤٧ في أخبار الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، ولم يسمّها.

١٤٢

حرف الواو

٩٤٣٨ ـ ولادة بنت العباس بن جزى (١) بن الحارث بن زهير

ابن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة

ابن عبس بن بغيض أم الوليد العبسية (٢)

زوج عبد الملك بن مروان ، وأم الوليد وسليمان ابني عبد الملك ، لها ذكر.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو القاسم بن جنيقا ، نا إسماعيل بن علي الخطبي ، قال في ذكر الوليد بن عبد الملك قال : وأمه ولّادة بنت العباس بن جزى (٣) بن الحارث بن زهير العبسية.

أخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطيب المنجبي ، أنا عبيد الله بن سعد الزهري ، عن عمّه يعقوب قال : أم الوليد بن عبد الملك : أم الوليد ابنة العباس بن الحارث وهو أحد بني عبس.

أخبرنا أبو الحسين (٤) بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابن أبي علي ، قالوا : أنا محمّد بن أحمد ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد ، أنا أبو عبد الله ، نا الزبير بن أبي بكر قال (٥) :

فولد عبد الملك بن مروان : الوليد ، وسليمان ، وعائشة تزوجها خالد بن يزيد بن معاوية ، وأمّهم أم الوليد بنت العباس بن جزى (٦) بن الحارث بن زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا التستري قال : نا أبو حاتم السجستاني عن العتبي ، عن أبيه قال :

__________________

(١) في جمهرة ابن حزم : «جزء» وفي «ز» فكالأصل : جزى.

(٢) انظر أخبارها في نسب قريش للمصعب ص ١٦٢ وجمهرة ابن حزم ص ٢٥١ وتاريخ الطبري (الفهارس) ، وتاريخ خليفة (الفهارس العامة) ، وأنساب الأشراف ٨ / ٦٥ (طبعة دار الفكر) و ٨ / ٩٩.

(٣) تقرأ بالأصل و «ز» : حرب.

(٤) تحرفت بالأصل إلى : الحصين ، والتصويب عن «ز».

(٥) انظر نسب قريش للمصعب ص ١٦١ و ١٦٢.

(٦) كذا بالأصل و «ز» ، وفي نسب قريش : جزء.

١٤٣

لما دخل عبد الملك بولّادة دخل عليه أبوها من الغد ، فقال : كيف وجدت أهلك؟

قال : وجدتها قد ملأتني بالدم ، قال : إنّها من نساء يحبسن (١) على أزواجهن ذلك.

حرف الهاء

٩٤٣٩ ـ هاجر ـ ويقال : آجر ـ القبطية ، ويقال : الجرهمية (٢)

أم إسماعيل بن إبراهيم ، كانت للجبار الذي وهبها لسارة ، فوهبتها سارة لإبراهيم ، وقيل : إن الجبار كان يسكن عين الجر (٣) وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة سارة ، وقيل بل كان ذلك بمصر.

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي وجماعة ، عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزقويه (٤) ، أنا عثمان بن أحمد الدقاق ، وأحمد بن سندي (٥) بن الحسن الحداد (٦) ، قالا : أنا الحسن بن علي العطار ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر ، عن محمّد بن إسحاق قال : سمعت من حدّثني عن عروة بن الزبير :

أن آجر كانت جارية من جرهم فسبيت ، فوقعت عند فرعون بمصر ، فمن ثم قال أبو هريرة : فتلك أمكم يا بني ماء السماء.

قال : وكانت جارية شعراء كحلاء جعدة مفلجة الثنايا ، حسناء ، عربية اللسان ، والحسب ، فأعطاها ألف شاة ، ومائة بقرة برعاتها ، وأعطاها خمسين بعيرا وخمسين حمارا ، قال : فجاءت سارة إلى إبراهيم ، فقالت : أبشر فقد صنع لك ، فقال إبراهيم عليه‌السلام : لم يزل لي حفيا ، قال : فانطلق إبراهيم فنزل أرض فلسطين ونزل لوط سدوم (٧) ، ونزل هاران حرّان [وإنما سميت حران](٨) لأن هاران نزلها وذلك قبل أن يبوئ الله لإبراهيم البيت ، وقيل

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المختصر : يحتسبن.

(٢) انظر أخبارها في : تاريخ دمشق : ترجمة سارة في هذا الجزء ، تاريخ الطبري (الفهارس) البداية والنهاية (الفهارس) والكامل لابن الأثير (الفهارس) وطبقات ابن سعد ١ / ٤٧.

(٣) بدون إعجام بالأصل و «ز» ، أعجمت عن معجم البلدان. تقدم التعريف بها.

(٤) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : زرقويه.

(٥) رسمها بالأصل و «ز» : «سدى» خطأ ، والصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.

(٦) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : الحراد ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٧) سدوم مدينة من مدائن قوم لوط (انظر معجم البلدان).

(٨) الزيادة لازمة عن «ز».

١٤٤

أن يولد له إسماعيل وإسحاق ، وقبل أن يبعث رسولا.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد السنجي ، وأبو محمّد بختيار بن عبد الله الهندي ، قالا : أنا أبو علي الحسن بن محمّد بن عبد العزيز التككي ، أنا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن شاذان ، أنا عثمان بن أحمد بن السماك ، وميمون بن إسحاق البصري.

وأخبرنا أبو طاهر السنجي ، أنا علي بن محمّد بن علي بن العلاف ، نا أبو الحسن علي ابن أحمد بن عمر بن الحمامي المقري ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد ، قالا : نا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن سعيد بن ميسرة ، عن أنس بن مالك :

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لما طردت هاجر أم إسماعيل سارة وضعها إبراهيم عليه‌السلام بمكة ، عطشت هاجر فنزل عليها جبريل ، فقال لها : من أنت؟ قالت : هذا ولد إبراهيم ، قال : أعطشانة أنت؟ قالت : نعم ، فبحث (١) الأرض بجناحه فأخرج الماء ، فأكبت عليه هاجر تشربه ، فلولا ذلك لكانت أنهارا جارية» [١٣٨٤٠].

أخبرنا أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا سليمان ابن عيسى الجوهري ، وعبد الله بن العباس الطيالسي ، قالا : نا حجاج الشاعر ، نا وهب بن جرير ، نا أبي قال : سمعت أيوب يحدث عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن جبريل عليه‌السلام حين ركض (٢) زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل تجمع البطحاء (٣) ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رحم الله هاجر أم إسماعيل ، لو تركتها كانت عينا معينا» [١٣٨٤١].

ورواه إسماعيل بن عليّة ، عن أيوب ، فلم يذكر فيه أبيّ بن كعب.

أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا محمّد بن عبد الله ابن الحسين ، نا عبد الله بن محمّد ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا إسماعيل بن عليّة ، عن أيوب قال : أنبئت عن سعيد بن جبير أنّه حدث عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رحم الله أم إسماعيل ، لو لا أنّها عجلت لكانت عينا معينا» (٤) [١٣٨٤٢].

__________________

(١) يعني حفرها.

(٢) ركض زمزم أي ضربها ، قال ابن الأثير : أصل الركض الضرب بالرجل والإصابة بها. (راجع تاج العروس : ركض).

(٣) البطحاء : الحصى الصغار.

(٤) باختلاف الرواية في البداية والنهاية (١ / ٢٣٠) ط دار الفكر ، ولم يسنده إلى ابن عباس في الكامل لابن الأثير ١ / ٩٠.

١٤٥

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو بكر البيهقي (١) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا [أبو بكر](٢) محمّد بن المؤمل ، نا الفضل بن محمّد الشعراني ، نا أحمد بن حنبل ، نا سفيان ، وسئل عن حديث الزهري فإن لهم ذمة ورحما ، فقال : من الناس من يقول هاجر كانت قبطية ، وهي أم إسماعيل ، ومن الناس من يقول : كانت مارية أم إبراهيم قبطية.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي في كتابه.

وحدّثنا عمي رحمه‌الله ، أنا أبو طالب بن يوسف.

قالا : أنا الجوهري ، أنا ابن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة ، أنا محمّد بن سعد (٣) ، أنا محمّد بن عمر الأسلمي ، حدّثني أسامة بن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : لما بلغ إسماعيل عشرين سنة توفيت أمّه هاجر وهي ابنة تسعين سنة ، فدفنها إسماعيل في الحجر.

[هجيمة](٤)

٩٤٤٠ ـ هجيمة ويقال : جهيمة ـ بنت حيي ـ ويقال : حيي ـ الأوصابية ـ

ويقال : الوصابية ـ أم الدّرداء زوج أبي الدّرداء صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥)

والأوصاب بطن من حمير.

كانت زاهدة ، فقيهة ، سمعت أبا الدّرداء ، وأبا هريرة ، وعائشة.

روى عنها جبير بن نفير ، وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ، وعثمان بن حيان ، ورجاء بن حيوة ، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، ويونس بن ميسرة بن حلبس ، وإبراهيم بن أبي عبلة ، وعبد الله بن أبي زكريا ، وحيّان مولاها ، ومحمّد بن يزيد بن عفيف ،

__________________

(١) رواه البيهقي في دلائل النبوة ٦ / ٣٢٢.

(٢) زيادة عن دلائل النبوة.

(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١ / ٥٢.

(٤) موجودة فقط في «ز».

(٥) انظر أخبارها في الإصابة ٤ / ٢٩٥ ضمن أخبار خيرة بنت أبي حدرد ، وصفوة الصفوة ٤ / ٢٩٤ رقم ٨١٩ والمعرفة والتاريخ (الفهارس) والأنساب (الأوصابي) وتذكرة الحفاظ ١ / ٥٣ والاكمال ٢ / ٣٠ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٢٧٧ والبداية والنهاية ٩ / ٤٧ والجرح والتعديل ٤ / ٢ / ٤٦٣ وتهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٣ وتهذيب التهذيب وتقريبه (٩٠٢٠) ط دار الفكر وغاية النهاية ترجمة ٣٧٨٣ وهجيمة بالتصغير.

١٤٦

وخليد مولى لها ، وأبو مرحوم ، وأبو عمران سليم بن عبد الله ، وعبد ربه بن سليمان بن عمير ابن زيتون ، وصالح بن زيتون ، والأزهر بن الوليد الحمصي ، وهلال بن يسار ، وسالم بن أبي الجعد ، وعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، وميمون بن مهران الجزري (١).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات المقرئ ، أنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن الكلابي ، نا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف ، نا عبد الله بن هانئ بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة أبو عمرو ، نا أبي هانئ (٢) بن عبد الرّحمن بن أبي عبلة ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، عن أم الدّرداء عن أبي الدّرداء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أصبح معافى بدنه آمنا سربه (٣) ، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ، يا ابن جعشم ، يكفيك منها ما سدّ جوعتك ، ووارى عورتك ، وإن كان ثوبا يواريك فذاك ، وإن كانت دابة تركبها فبخ ، فلق (٤) الخبز وماء الجرّ (٥) ، وما فوق ذلك حساب عليك» [١٣٨٤٣].

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن عبد الملك بن عمر بن خلف.

ثم أخبرني أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الحسين بن الطيوري ، أنا أبو الفتح عبد الملك ابن عمر ، أنا أبو حفص بن شاهين ، نا محمّد بن مخلد.

قال : وأنا العتيقي ، أنا عثمان بن محمّد بن أحمد المخرمي ، نا إسماعيل الصفار ، قالا : نا عباس الدوري ، نا أبو بكر بن أبي الأسود ، نا الحسن بن عثمان ، أخبرني أبو سليمان محمّد ابن سليمان بن أبي الدّرداء (٦) ، قال : اسم أم الدّرداء الفقيهة التي مات عنها أبو الدّرداء وخطبها معاوية هجيمة بنت حيي الأوصابي (٧) حيّ من اليمن.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل و «ز». والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٢) بالأصل و «ز» : نا أبي ، نا هانئ.

(٣) جاء في تاج العروس : سرب : والسرب في قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : وذكر الحديث : القلب ، يقال : فلان آمن السرب أي آمن القلب ، وقيل : هو آمن في سربه أي في قومه وقيل : في طريقه ، وقال الزمخشري : في منقلبه ومنصرفه.

(٤) فلق الخبز : الفلق واحدتها فلقة ، وهي الكسرة منه.

(٥) الجرّ جمع جرّة ، وهي الآنية من الخزف.

(٦) الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٢٧٨.

(٧) كذا بالأصل و «ز» ، وفي سير الأعلام : الأوصابية.

١٤٧

رباح ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر ، نا معاوية بن صالح ، نا أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز قال : اسم أم الدّرداء : هجيمة ، أشعرية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر المخلص ، أنا أبو الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (١) ، نا العباس بن الوليد بن صبح (٢) قال : سمعت أبا مسهر يقول : سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول : اسم أم الدّرداء جهيمة (٣) بنت حييّ (٤) الأوصابية.

قال : ونا يعقوب قال : قلت لهشام بن عمار : اسم أم الدّرداء؟ قال : جهيمة (٥).

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الفضل بن خيرون.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار.

قالا : أنا أبو القاسم الأزهري ، أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن البواب ، أنا العباس ابن العباس ، أنا صالح بن أحمد بن محمّد بن حنبل ، قال : قال أبي :

[ح] وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي.

وأخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر (٦) ، أنا أبو الفضل بن البقال (٧) ، قالا :

أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله قال : أم الدّرداء الصغرى اسمها هجيمة ، وقال بعضهم : جهيمة بنت فلان الوصابية.

قال أبو عبد الله : بلغني عن أبي مسهر قال : هجيمة بنت حييّ الوصابية ، قبيلة من حمير.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد ، نا أحمد بن حنبل ، قال :

أم الدّرداء الصغرى اسمها هجيمة ، ـ وقال بعضهم : جهيمة ـ بنت فلان الوصابية.

__________________

(١) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٢٧ و ٣ / ١٩٨.

(٢) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : صالح ، والمثبت عن المعرفة والتاريخ.

(٣) كذا بالأصل والمعرفة والتاريخ ٢ / ٣٢٧ وفيه ٣ / ١٩٨ هجيمة.

(٤) في المعرفة والتاريخ ٢ / ٣٢٧ لحي الوصابية ، وفيه ٣ / ١٩٨ «حيي الأوصابية» كالأصل.

(٥) لم أعثر عليه في المعرفة والتاريخ.

(٦) أقحم بعدها بالأصل و «ز» : قالا.

(٧) تحرفت في «ز» إلى : البغال.

١٤٨

قال أبو عبد الله : بلغني عن أبي مسهر قال : هجيمة بنت حي الأوصابية ، قبيل من حمير والكبرى خيرة بنت أبي حدرد (١).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٢) قال : سمعت أبا مسهر يقول : أم الدّرداء (٣) هجيمة بنت حيي الوصابية ، وأم الدرداء الكبرى حيرة بنت أبي حدرد.

أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن قراءة ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أم الدّرداء الصغرى اسمها هجيمة ، وقال بعضهم : جهيمة ابنة فلان الوصابية ، قبيل من حمير ، فسألت يحيى بن معين عن أم الدّرداء الصغرى؟ فقال مثل ما قال أحمد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتّاني ، أنا أبو القاسم تمام بن محمّد ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال : فيمن حدث بالشام : أم الدّرداء هجيمة ابنة حيي الأوصابية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال (٤) : أم الدّرداء الصغرى هجيمة. وحكى يحيى بن معين ، عن أبي مسهر خلاف هذا.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ، قراءة ، عن أبي الحسين الصيرفي ، أنا أبو القاسم بن عتاب ، أنا أحمد بن عمير ، إجازة.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنا الحسن بن أحمد ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير قراءة قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام : أم الدّرداء هجيمة بنت حيي الأشعرية ، من أوصاب من حمير دمشق.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، قراءة عليه ، نا عبد العزيز الكتاني ، نا أبو محمّد هشام

__________________

(١) انظر صفة الصفوة لابن الجوزي ٤ / ٢٩٤.

(٢) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٣٨٧ وعن أبي زرعة نقله المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٤.

(٣) كذا بالأصل و «ز» وتهذيب الكمال ، وفي تهذيب التهذيب (٩٠٢٠) ط دار الفكر : أم الدرداء الصغرى.

(٤) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٣ / ٧٦.

١٤٩

ابن محمّد الكوفي ، أنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد القطان ، نا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم العسال.

ح (١) قال : وأنبأنا أبو المحاسن هادي (٢) بن إسماعيل ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبي قال : سمعت أبا أحمد العسال يقول في تسمية من يجمع حديثه : أم الدّرداء حديثها وكلامها وهي الصغرى ، واسمها هجيمة بنت حييّ الوصابية من أهل دمشق ، التي روي عنها الحديث الكثير (٣).

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدارقطني إجازة.

ح وقرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن (٤) الدارقطني قال :

أم الدّرداء الصغرى هجيمة بنت حيي الأوصابية ، هي التي خطبها معاوية بعد وفاة أبي الدّرداء فأبت أن تزوّجه ، زاد ابن المحاملي ، قال : وأما جبلان (٥) بالباء فهو قبيلة باليمن ، وهو جبلان بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن سعد بن عوف بن [عدي بن](٦) مالك بن حمير ، وأخوتهم وصّاب بن سهل ، إليهم ينسب الوصّابيون.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال (٧) : هجيمة بنت حيي الوصابية ، قبيلة من حمير ، الشامية (٨) أم الدّرداء الصغرى الفقيهة ، وأم الدّرداء الكبرى لها صحبة ، واسمها خيرة بنت أبي

__________________

(١) زيد حرف التحويل عن «ز».

(٢) تحرفت بالأصل إلى : معاذ ، وفي «ز» : معادي ، والمثبت عن مشيخة ابن عساكر ٢٣٤ / ب وفيها اسمه : هادي بن إسماعيل بن الحسن بن علي أبو المحاسن الحسيني الأصبهاني.

(٣) الخبر من طريق الحافظ أبي عبد الله بن منده رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٥.

(٤) تحرفت في «ز» إلى : الحسين.

(٥) بالأصل و «ز» وقع : حبلان ، بالحاء المهملة في الموضعين ، والصواب ما أثبت راجع الأنساب (الجبلاني).

(٦) الزيادة في عامود نسبه عن «ز».

(٧) نقله عنه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٤.

(٨) سقطت اللفظة من تهذيب الكمال.

١٥٠

حدرد ، أخت أبي محمّد عبد الله بن أبي حدرد ، قال : واسمه عبد ، وقال عمرو بن علي اسمه سلامة ، وكذلك قال الواقدي ، وهي أم بلال بن أبي الدّرداء ، وماتت قبل أبي الدّرداء ، وهما جميعا كانتا تحت أبي الدّرداء فيما يقال (١). سمعت أم الدّرداء الصغرى زوجها أبا الدّرداء ، روى عنها سالم بن أبي الجعد ، وإسماعيل بن عبيد الله في الصلاة والصوم ، وحجّت سنة إحدى وثمانين ، وخطبها معاوية بن أبي سفيان.

أخبرنا أبو الحسن الخطيب ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس النهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا البخاري ، نا إبراهيم بن المنذر ، نا الوليد (٢) ، نا عثمان بن أبي عاتكة ، وابن جابر قالا : كانت أم الدّرداء يتيمة في حجر أبي الدّرداء تختلف مع أبي الدّرداء في برنس تصلي في صفوف الرجال ، وتجلس في حلق القراء تعلّم القرآن حتى قال [لها](٣) أبو الدّرداء [يوما](٤) : الحقي بصفوف النساء.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي ، نا عبد الله بن سهل ، نا أحمد بن الفرج (٥) ، عن بقية بن الوليد أن إبراهيم بن أدهم قال :

قال أبو الدّرداء لأم الدّرداء : إذا غضبت أرضيتك ، وإذا غضبت فارضيني ، فإنك إن لم تفعلي ذلك فما أسرع ما نفترق (٦) ، ثم قال إبراهيم لبقية : يا أخي ، وكان يؤاخيه ، هكذا الإخوان ، إن لم يكونوا كذا ما أسرع ما يفترقون (٧).

أخبرنا أبو علي (٨) حنبل بن علي بن الحسين بن الحسن السجزي مناولة ، وقرأ عليّ إسناده بهراة ، أنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن أحمد البوني ، أنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد

__________________

(١) إلى هنا ينتهي الخبر في تهذيب الكمال.

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٥.

(٣) زيادة عن سير الأعلام ، سقطت من الأصل و «ز».

(٤) زيادة عن تهذيب الكمال و «ز».

(٥) نقله المزي في تهذيب الكمال عن أبي عتبة أحمد بن الفرج ٢٢ / ٤٦٥.

(٦) كذا بالأصل و «ز» ، وفي تهذيب الكمال : نتفرق.

(٧) في تهذيب الكمال : يتفرقون.

(٨) كذا وردت كنيته بالأصل و «ز» ، راجع ترجمته في سير الأعلام (١٥ / ٧٧ ت ٤٩٥٧) ط دار الفكر وكناه أبا جعفر ، وفي مشيخة ابن عساكر ٥٨ / ب أبو جعفر السجزي.

١٥١

الشروطي ببست ، أنا أبو حاتم محمّد بن حبان البستي ، أنا الحسن بن سفيان ، أنا إبراهيم بن [أيوب](١) الحوراني ، نا ابن (٢) مسلم ، نا سهل بن هاشم ، عن إبراهيم بن أدهم قال : قال أبو الدّرداء لأم الدّرداء : إذا غضبت ترضيني ، وإذا غضبت رضيتك (٣) ، فمتى لم يكن هكذا ما أسرع ما نفترق.

أخبرنا أبو بكر الشيرويي (٤) في كتابه ، ثم حدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق [بن](٥) محمّد ، أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، نا محمّد بن إسحاق الصغاني ، نا عبد الله ابن صالح (٦) ، حدّثني معاوية بن صالح ، عن أبي الزاهرية (٧) ، عن جبير بن نفير ، عن أم الدّرداء أنّها قالت لأبي الدّرداء عند الموت : إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوك (٨) ، وإني (٩) أخطبك إلى نفسك في الآخرة ، قال : فلا تنكحي بعدي ، فخطبها معاوية بن أبي سفيان ، فأخبرته بالذي كان ، فقال : عليك بالصيام.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم الحافظ (١٠) ، نا إبراهيم بن عبد الله ، نا محمّد بن إسحاق ، نا قتيبة بن سعيد ، نا الفرج بن فضالة (١١) ، عن لقمان بن عامر ، عن أم الدّرداء أنّها قالت :

اللهم إن أبا الدّرداء خطبني فتزوجني في الدنيا ، اللهمّ فأنا أخطبه إليك ، فأسألك (١٢) أن تزوجنيه في الجنّة ، فقال لها أبو الدّرداء : فإن أردت ذلك فكنت أنا الأول فلا تتزوجي بعدي ، قال : فمات أبو الدّرداء وكان لها جمال وحسن ، فخطبها معاوية ، فقالت : لا والله لا أتزوج

__________________

(١) زيادة عن ترجمته في تاريخ مدينة دمشق ٦ / ٣٥٨ رقم ٣٧٤.

(٢) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : «أبو» والصواب ما أثبت ، وهو الوليد بن مسلم ، شيخ لإبراهيم الحوراني.

(٣) بالأصل : يرضيك ، والمثبت عن «ز».

(٤) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : الشيروني.

(٥) سقطت من الأصل وزيدت عن «ز».

(٦) من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٢٧٨.

(٧) الخبر من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٥.

(٨) في تهذيب الكمال : فأنكحوني.

(٩) في سير الأعلام : وأنا.

(١٠) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ١ / ٢٢٤.

(١١) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٥.

(١٢) في الحلية وتهذيب الكمال : وأسألك.

١٥٢

زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدّرداء إن شاء الله في الجنّة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، وعلي بن زيد السّليمان ، قالا : أنا أبو الفتح الزاهد ـ زاد الفرضي ، وعبد الله بن عبد الرزّاق ، قالا : ـ أنا أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنا أبو بكر بن خريم ، نا هشام بن عمار ، نا محمّد بن سليمان بن بلال بن أبي الدّرداء ، عن أبيه قال : خطب معاوية أم الدّرداء فقالت : سمعت أبا الدّرداء قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «المرأة للآخر من أزواجها» ، وإنّي سألت أبا الدّرداء أن يسأل الله أن يجعلني زوجته في الجنّة ، فقال : ذلك إن لم تحدثي بعدي زوجا.

أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو أحمد الحاكم ، أنا محمّد بن محمّد ، نا هشام بن عمار ، نا محمّد بن سليمان ابن بلال بن أبي الدّرداء ، عن أبيه قال : خطب معاوية أم الدّرداء فقالت : سمعت أبا الدّرداء يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «المرأة لآخر أزواجها» [١٣٨٤٤].

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبد الله ابن محمّد البغوي ، نا داود بن رشيد ، نا مروان بن معاوية ، نا يزيد (١) بن سنان ، عن عيينة (٢) اللخمي ، عن أبي الدهماء قال : خطب معاوية بن أبي سفيان أم الدّرداء بعد أبي الدّرداء وكانت امرأة حسناء ، فأبت عليه فقالب : ما الذي تكرهين مني؟ فقالت : لأنّي سمعت عويمرا ، تعني أبا الدّرداء وهو يقول : إنّ المرأة لآخر زوجها (٣) قالت : فقلت له : فلي الله عليك إن اجتهدت بعدك في العبادة ثم مت فدخلت الجنّة ، فعرضت عليك لتقبلني فقال : نعم.

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنا عبد الرّحمن بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا العباس بن محمّد ، نا داود بن رشيد ، نا الوليد ، عن أبي بكر ، يعني ابن عبد الله بن أبي مريم ، عن عطية بن قيس أن معاوية بن أبي سفيان خطب أم الدّرداء بعد وفاة أبي الدّرداء فقالت أم الدّرداء : قال أبو الدّرداء : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المرأة لزوجها الأخير» فلست بمتزوجة بعد أبي الدّرداء زوجا حتى أتزوجه في الجنّة [١٣٨٤٥].

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : زيد ، والتصويب عن «ز».

(٢) في «ز» : عتيبة.

(٣) كذا بالأصل و «ز» : «زوجها». وجاء في تاج العروس : الزوج للمرأة : البعل ، والجمع : أزواج ، وجمع الزوج أيضا : زوجة كعنبة.

١٥٣

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو القاسم عيسى بن علي ، أنا عبد الله البغوي ، نا عيسى بن سالم ، نا ابن المبارك ، عن أبي بكر بن أبي مريم ، حدّثني عطية بن قيس :

أن معاوية بن أبي سفيان خطب أم الدّرداء بعد موت أبي الدّرداء فأبت أن تنكح وقالت : إني سمعت أبا الدّرداء يقول : إن المرأة تكون لزوجها الآخر (١) ، وأنا أحب أن لا أتزوج. فبعث إليها معاوية : إن عليك بالصيام ، فإنه (٢) محسمة.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الطيّب عثمان بن عمرو بن محمّد ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا ابن المبارك ، أنا أبو بكر بن أبي مريم ، نا عطية بن قيس :

أن معاوية بن أبي سفيان خطب أم الدّرداء بعد موت أبي الدّرداء فأبت أن تنكحه وقالت : إنّي سمعت أبا الدّرداء يقول : المرأة تكون لزوجها الآخر ، فأنا أحب ألا أتزوج. قال : فأرسل إليها معاوية : فعليك بالصيام ، فإنه محسمة.

أخبرنا أبو محمّد السّيّدي ، أنا أبو سعد (٣) محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو [أحمد](٤) الحاكم ، أنا محمّد بن محمّد بن سليمان الواسطي ، نا إسماعيل بن عبد الله السكري ، نا أبو المليح الرقّي ، عن ميمون بن مهران قال :

خطب معاوية أم الدّرداء فقالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «المرأة لآخر أزواجها» [١٣٨٤٦].

كذا جاء (٥) ، وقال في هذه الرواية ، وهو وهم ، لأن أم الدّرداء لم تسمع من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا.

وقد رواه عن إسماعيل السكري على الصواب أبو يعلى الموصلي ، والعباس بن صالح ابن مساور الحراني.

__________________

(١) بالأصل : الأخير ، والمثبت عن «ز» ، والمطبوعة.

(٢) بالأصل : فإنها ، وفوقها علامة تحويل إلى الهامش ، وكتب عليه : فإنه ، وبعدها صح ، وهو ما أثبت ويوافقه عبارة «ز».

(٣) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : سعيد.

(٤) استدركت عن هامش الأصل.

(٥) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «كذا قال».

١٥٤

فامّا حديث أبي يعلى :

فاخبرتنا به أم المجتبى العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو يعلى الموصلي ، نا إسماعيل بن عبد الله بن خالد القرشي ، نا أبو المليح ، عن ميمون بن مهران قال :

خطب معاوية أم الدّرداء فأبت أن تزوّجه قالت : سمعت أبا الدّرداء يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المرأة لآخر أزواجها» ولست أريد بأبي الدّرداء بدلا [١٣٨٤٧].

وأمّا حديث العباس :

فأخبرناه أبو بكر بن المزرفي (١) ، نا أبو الحسين محمّد بن علي ، أنا أبو أحمد محمّد ابن عبد الله بن أحمد ، نا محمّد بن سعيد بن عبد الرّحمن ، نا العباس بن صالح بن مساور الحرّاني ، نا أبو عبد الله السكري إسماعيل بن عبد الله بن خالد ، نا أبو المليح ، عن ميمون ابن مهران قال (٢) : خطب معاوية أم الدّرداء فأبت أن تزوجه وقالت : سمعت أبا الدّرداء يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المرأة في آخر أزواجها» ، أو قال : «لآخر أزواجها» أو كما قالت (٣) ، ولست أريد بأبي الدّرداء بدلا.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ.

ح (٤) وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، وأبو بكر اللفتواني ، قالا : أنا أبو محمّد التميمي.

قالا : أنا أبو الحسين بن بشران العدل ، أنا إسماعيل بن محمّد الصفار ، نا سعدان بن نصر ، نا أبو معاوية ، عن عمرو بن ميمون بن مهران (٥) ، عن أبيه ، عن أم الدّرداء قالت : قال لي أبو الدّرداء (٦) : لا تسألي أحدا شيئا ، فقلت : إن احتجت؟ قال : تتبعي الحصادين ، فانظري ما يسقط منهم فخذيه ، فاخبطيه ، ثم اطحنيه ، ثم اعجنيه ، ثم كليه ، ولا تسألي أحدا شيئا.

__________________

(١) بالأصل : المرزقي ، ومثله في «ز». تصحيف.

(٢) رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة من طريق ميمون بن مهران ٤ / ٢٩٧.

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي صفة الصفوة : وكما قال.

(٤) حرف التحويل زيد عن «ز».

(٥) من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٢٧٨.

(٦) قوله : «قالت : قال لي أبو الدرداء» سقط من «ز».

١٥٥

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (١) ، حدّثني الوليد بن عتبة (٢) ، نا الوليد بن مسلم ، أنا ابن (٣) ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول قال : كانت أم الدّرداء فقيهة (٤).

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور النهاوندي ، أنا أبو العباس ، أنا ابن الأشقر ، نا البخاري ، نا أبو نعيم ، نا سفيان ، عن ثور (٥) ، عن مكحول قال : كانت أم الدّرداء تجلس في صلاتها جلسة الرجل ، وكان فقيهة.

أخبرنا أبو محمّد (٦) عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم ، أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير بن أحمد ، أنا محمّد بن أحمد (٧) بن عبد الله الذهلي ، نا جعفر بن محمّد بن الحسن ، نا الوليد بن عتبة الدمشقي ، نا عمر بن عبد الواحد ، عن الأوزاعي (٨) ، عن جسر بن الحسن ، عن عون بن عبد الله ، قال :

جلسنا إلى أم الدّرداء فقلنا لها : أمللناك ، فقالت : أمللتموني ، لقد طلبت العبادة في كلّ شيء ، فما أصبت (٩) لنفسي شيئا أشفى من مجالسة العلماء ، ومذاكرتهم ، ثم اجتنبت (١٠) وأمرت رجلا يقرأ ، فقرأ ، (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ)(١١).

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو محمّد بن حيّان ، نا أحمد بن نصر ، نا أحمد بن كثير ، نا يزيد بن هارون ، نا المسعودي (١٢) ، عن عون بن عبد الله قال (١٣) :

__________________

(١) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٣٣٤.

(٢) تحرفت في «ز» إلى : عقبة.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : «أبو ثوبان» والمثبت عن أبي زرعة ، و «ز».

(٤) سير الأعلام ٤ / ٢٧٨.

(٥) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٥ نقلا عن ثور بن يزيد.

(٦) أقحم بعدها بالأصل : «بن» والمثبت يوافق عبارة «ز».

(٧) قوله : «أنا محمد بن أحمد» مكرر بالأصل و «ز».

(٨) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٥ ـ ٤٦٦.

(٩) بالأصل : «أحب» وفي «ز» : «أجبت» والمثبت عن تهذيب الكمال : أصبت.

(١٠) بالأصل و «ز» والمطبوعة : احتبت ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(١١) سورة القصص ، الآية : ٥١.

(١٢) رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٦.

(١٣) رواه عنه ابن الجوزي في صفة الصفوة ٤ / ٢٩٦.

١٥٦

كنا نأتي أم الدّرداء فنذكر الله عندها ، قال : فاتكأت ذات يوم ، فقيل لها : لعلنا أن نكون قد أمللناك يا أم الدّرداء؟ فجلست فقالت : أزعمتم أنكم قد أمللتموني وقد طلبت العبادة بكلّ شيء ، فما وجدت شيئا أشفى لصدري ولا أحرى أن أدرك ما أريد من مجالسة أهل الذكر.

أخبرنا أبو منصور بن زريق ، أنا ـ وأبو الحسن بن سعيد ، نا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنا الحسن بن علي التميمي ، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، نا عبد الله بن أحمد ، حدثتني خديجة أم محمّد سنة ست وعشرين ومائتين ، وكانت تجيء إلى أبي تسمع منه ، ويحدثها قالت : نا إسحاق الأزرق ، نا المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، قال :

كنا نجلس إلى أم الدّرداء فنذكر الله عندها ، فقالوا : لعلنا قد أمللناك؟ قالت : تزعمون أنكم قد أمللتموني؟ فقد طلبت العبادة في كلّ شيء فما وجدت شيئا أشفى لصدري ولا أحرى أن أصيب به الذي أريد من مجالس الذكر.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان المالكي ، نا أحمد بن محمّد ، نا الهيثم بن خارجة.

قال : ونا يوسف بن عبد الله الحلواني ، نا الهيثم بن خارجة.

ح (٢) وأخبرتنا أم البهاء بنت البغدادي قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن جعفر ، نا عبيد الله بن سعد ، نا هيثم بن خارجة.

نا إسماعيل بن عياش (٣) ، عن حجّاج ، عن مهاجر ، عن أبي مرحوم قال : سمعت أم الدّرداء تقول : أفضل العلم المعرفة.

وفي حديث المالكي : الحجاج بن مهاجر الخولاني.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، وسليمان بن إبراهيم ، قالا : أنا عثمان بن أحمد ، أنا محمّد بن عمر ، نا إسحاق بن الفيض ، نا المعافى بن الجارود ، حدّثني إسماعيل بن عيّاش ، عن عبد ربه بن سليمان بن عمير بن زيتون قال : كانت أم الدّرداء

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤ / ٤٣٥ في ترجمة خديجة أم محمد. ورواه ابن الجوزي في صفة الصفوة ٤ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦ نقلا عن عبد الله بن أحمد.

(٢) زيد حرف التحويل «ح» عن «ز».

(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٦.

١٥٧

تكتب لي في لوحي فيما تعلمني من الحكمة (١).

ح (٢) وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو محمّد الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة ، حدّثني علي بن عياش ، عن إسماعيل بن عياش ، عن عبد ربّه (٣) بن سليمان بن زيتون.

ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم ، نا عبد العزيز ، أنا ابن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٤) ، نا علي بن عياش ، نا ابن عياش ، حدّثني عبد ربه بن سليمان بن عمير بن زيتون.

قال : كتبت لي أم الدّرداء في لوحي فيما تعلمني : تعلموا الحكمة صغارا ، تعلموا بها كبارا. انتهى حديث ابن الأكفاني ، وزادا (٥) : وإنّ كلّ زارع حاصد ما زرع من خير أو شر.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا نصر بن إبراهيم ، وعبد الله بن عبد الرزّاق ، قالا : أنا أبو الحسن بن عوف ، أنا أبو علي بن منير ، أنا أبو بكر بن خريم (٦) ، نا هشام بن عمار ، نا ابن أبي السائب ، وهو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان قال (٧) : سمعت أبي يذكر : أن أم الدّرداء كانت تشرق (٨) إذا قرأت.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين ، أنا عيسى ، أنا البغوي ، نا عيسى ابن سالم الشاشي ، نا أبو المليح (٩) ، عن ميمون قال :

دخلت على أم الدّرداء فرأيتها مختمرة بخمار صفيق ، قد ضربت على حاجبها قال : وكان فيها قصر فوصلته بسير (١٠) ، قال : وما دخلت عليها في ساعة صلاة إلّا وجدتها مصلّية.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٦.

(٢) «ح» حرف التحويل زيد عن «ز».

(٣) تحرفت بالأصل إلى : عبدان ، والمثبت عن «ز».

(٤) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ١ / ٣٣٤ وتهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٦.

(٥) الزيادة ليست في تاريخ أبي زرعة ، وهي مثبتة في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٦.

(٦) بالأصل : حريم ، والمثبت «خريم» بالخاء المعجمة عن «ز».

(٧) تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٦.

(٨) تحرفت في تهذيب الكمال إلى : تشدق.

(٩) رواه من طريقه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٦ وآخره فقط في صفة الصفوة ٤ / ٢٩٦.

(١٠) السير : ما قد من جلد.

١٥٨

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، وعلي بن زيد ، قالا : أنا نصر المقدسي ـ زاد الفرضي وعبد الله الكلاعي ، قالا : ـ أنا ابن عوف ، أنا ابن منير ، أنا ابن خريم.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، أنا محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك ، أنا عبد الله ابن الحسين بن عبيد الله بن عبدان ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الجهم بن طلّاب.

قالا : نا هشام بن عمار ، نا الهيثم بن عمران (١) ، قال : سمعت إسماعيل بن عبيد الله ، ويونس بن حلبس ، قالا : كن النساء يتعبدن مع أم الدّرداء ، فإذا ضعفن عن القيام في صلاتهن تعلّقن بالحبال.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا ابن منيع ، نا داود بن رشيد ، نا سلمة بن بشر ، نا خلّاد بن الصباح ، حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة ، قال :

رأيت أم الدرداء جالسة مع نساء المساكين في بيت المقدس ، فجاء انسان يقسم (٢) بينهم (٣) فلوسا ، فأعطى أم الدّرداء فلسا ، فقالت لجاريتها : اشتري لنا بهذا جزورا (٤) ، فقالت : أوليس صدقة؟ فقالت : إنّه إنما جاءنا من غير مسألة.

قال داود : تعني النّفل (٥).

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتاني ، نا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي ، نا عباس بن محمّد الدوري ، نا أحمد بن جناب (٦) ، نا عيسى بن يونس ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، عن عثمان بن حيّان قال : سمعت أم الدّرداء تقول :

إن أحدهم يقول : اللهم ارزقني وقد علم أن الله لا يمطر عليه دينارا ولا درهما ، وبعضهم ـ يعني ـ يرزق من بعض ، فإذا أتى أحدكم شيء فليقبل ، فإن كان غنيا عنه فليضعه في

__________________

(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٦.

(٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «فقسم» وهو أشبه.

(٣) كذا بالأصل و «ز» والمطبوعة : بينهم ، وفي المختصر : «بينهن» وهو أشبه.

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، والمطبوعة ، وفي المختصر : جروزا.

(٥) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : البقل. والمثبت عن المطبوعة. والنفل بمعنى الهبة.

(٦) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : حباب.

١٥٩

ذي الحاجة من إخوانه ، وإن كان إليه محتاجا فليستعن به على حاجته ، ولا يردّ على الله تعالى رزقه الذي رزقه.

أخبرناها عالية أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس الأصم ، نا سعيد بن عثمان ، نا بشر بن بكر ، حدّثني ابن جابر (١) ، حدّثني عثمان بن حيّان مولى أبي الدّرداء قال : سمعت أم الدّرداء تقول :

ما بال أحدكم يقول اللهم ارزقني وقد علم أنّ الله لا يمطر عليه من السماء دنانير (٢) ودراهم ، وإنّما يرزق بعضكم من بعض ، فمن أعطي شيئا فليقبله ، وإن كان عنه غنيا فليضعه في ذي الحاجة من إخوانه ، وإن كان فقيرا فليستعن به على حاجته ، ولا يردّ على الله عزوجل رزقه الذي رزقه.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا أبو سهل بن زياد القطان ، نا أبو إسماعيل الترمذي ، نا أبو صالح (٣) ، نا معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، وعن إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدّرداء أنها قالت : ولذكر الله أكبر ، وإن صلّيت فهو من ذكر الله ، وإن صمت فهو من ذكر الله ، وكلّ خير تعمله فهو من ذكر الله ، وكلّ شيء تجتنبه فهو من ذكر الله ، وأفضل ذلك تسبيح الله عزوجل.

أخبرنا أبو الحسن الفقيه الشافعي ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أحمد بن سليمان بن زبّان (٤) ، نا هشام بن عمار ، نا صدقة بن خالد ، نا ابن جابر ، حدّثني ابن أبي زكريا الخزاعي ، قال :

خرجنا مع أم الدّرداء في سفر فصحبنا رجل فقالت له أم الدّرداء : ما يمنعك أن تقرأ أو تذكر الله كما يصنع أصحابك؟ فقال : ما معي من القرآن إلّا سورة ، وقد رددتها حتى قد أدبرتها (٥) قالت : وإن القرآن ليدبر؟ ما أنا بالتي أصحبك ، إن شئت أن تتقدم ، وإن شئت أن

__________________

(١) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٦.

(٢) في تهذيب الكمال : دينارا ولا درهما.

(٣) رواه المزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٤٦٧.

(٤) بدون إعجام بالأصل ، وفي «ز» : «ريان» تصحيف ، والصواب ما أثبت وضبط : «زبّان» وهو أبو بكر الكندي أحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٦ ترجمة (٣٠٤٧) ط دار الفكر.

(٥) بالأصل : أدبر بها ، والمثبت عن «ز».

١٦٠