الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٤

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٤

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-196-3
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٧١

حنينا!! وعتبة ومعتّب ابنا أبي لهب ، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب ، ونوفل بن الحارث ، وعقيل بن أبي طالب ، وأسامة بن زيد ، وأخوه لأمه أيمن بن أم أيمن ، وقتل يومئذ.

ومن المهاجرين : أبو بكر ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان.

روى البزار عن أنس : أن أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليا ضرب كل منهم يومئذ بضعة عشر ضربة. وابن مسعود.

ومن الأنصار : أبو دجانة ، وحارثة بن النعمان ـ قد ذكر في ذلك عند محمد بن عمر ـ وسعد بن عبادة ، وأبو بشير ـ كما في حديثه عند محمد بن عمر ـ وأسيد بن الحضير.

ومن أهل مكة : شيبة بن عثمان الحجبي كما تقدم.

ومن نساء الأنصار :

١ ـ أم سليم بنت ملحان ، أم أنس بن مالك.

٢ ـ أم عمارة نسيبة بنت كعب.

٣ ـ أم الحارث جدة عمارة بن غزيّة

٤ ـ أم سليط بنت عبيد.

قال محمد بن عمر : يقال : إن المائة الصابرة يومئذ ثلاثة وثلاثون من المهاجرين ، وستة وستون من الأنصار (١).

__________________

(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٢٩ و ٣٣٠ وراجع : طبقات ابن سعد ج ٢ ص ١٤٩ ـ ١٥٢ وراجع : إمتاع الأسماع ج ٢ ص ١٣ وتفسير السمرقندي ج ١ ص ٢٧٧.

٣٠١

ونقول :

قد تقدم : أن عد النساء في من ثبت غير دقيق ، بل لا يصح ..

وأما بالنسبة لمن زعموا : أنهم ثبتوا من الرجال .. فلا نريد أن نحكم على ما تقدم بأنه مكذوب ومختلق من أساسه ، بل نحن نقول :

أولا : لقد عدوا شيبة بن عثمان ، الذي جاء لاغتيال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في جملة الثابتين ..

ثانيا : قد عدوا النساء في جملة من ثبت. مع أن ذلك غير ظاهر ، حسبما قررناه فيما سبق.

بل تقدم : أنهم عدوا الأطفال الصغار في جملة الثابتين. مثل قثم بن العباس.

ثالثا : إن النصوص قد دلت : على أن عليا «عليه‌السلام» وحده هو الذي ثبت ، وقد وردت نصوص كثيرة تضمنت نفي ثبات غيره ، واستثنت بعضها بضعة رجال من بني هاشم ، كانوا قد أحاطوا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لكي لا يصل إليه العدو.

أما من ذكروا أنهم ثبتوا ، وأنهم ثمانون رجلا ، أو مائة رجل ، فلعلهم كانوا من أوائل العائدين إلى ساحة المعركة ، فصار كل عائد يخبر غيره عمن سبقه ، معتقدا بأن الذين يراهم لم يهربوا كما هرب.

فهذا يرجع ويرى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وحده ، وذاك يرى معه ثلاثة ، وآخر يرجع فيرى معه تسعة ، وآخر يرجع فيرى معه ثمانين أو مائة ، وهكذا ..

٣٠٢

ويدل على ذلك :

١ ـ ما ورد في حديث عثمان بن شيبة ، من أنه بعد نداء العباس صار الناس يرجعون إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فلما اجتمع عنده مائة ، استقبلوا الناس ، فاقتتلوا هم والكفار (١).

٢ ـ قال الشيخ المفيد : «فرجعوا أولا ، فأولا ، حتى تلاحقوا ، وكانت لهم الكرة على المشركين» (٢).

٣ ـ بل يدل على ذلك أيضا : حتى تلك النصوص الكثيرة ، التي ذكرت كل واحدة منها عددا ، ثم جاء من جمع الأسماء ، وضم بعضها على بعض ، ورجح وأيّد ، وقوّى وشيّد كل واحد منهم ، وفق ما ظهر له ، أو وفق ما ينسجم مع ميوله وأهوائه ..

غير أن البحث العلمي والموضوعي لا يسمح بالجزم بثبات احد سوى علي أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ، فإنه هو الوحيد المتسالم على ثباته من بين جميع من ذكروهم ، ومن الراجح أيضا : أن يكون هناك جماعة من بني هاشم قد أحاطوا بالنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خوفا من أن يناله سلاح الكفار (٣).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٤٨ وراجع المصادر المتقدمة.

(٢) الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٤٠ و ١٤١ والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص ٨٢ والبحار ج ٢١ ص ١٥٥ وج ٣٨ ص ٢٢٠ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٧٩.

(٣) البحار ج ٤٩ ص ١٩٩ وعيون أخبار الرضا «عليه‌السلام» ج ٢ ص ١٩٣ ومواقف الشيعة ج ١ ص ٣٠٣ وحياة الإمام الرضا «عليه‌السلام» للقرشي ج ٢ ص ٢٦٤ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج ٨ ص ٤٣٥.

٣٠٣

أما القتال فكان محصورا بعلي «عليه‌السلام».

ونستند في ذلك إلى ما يلي من نصوص :

١ ـ قال الشيخ المفيد «رحمه‌الله» : ولم يبق منهم مع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلا عشرة أنفس : تسعة من بني هاشم خاصة ، وعاشرهم أيمن بن أم أيمن ، فقتل أيمن رحمة الله عليه ، وثبتت التسعة الهاشميون حتى ثاب إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من كان انهزم.

فرجعوا أولا فأولا حتى تلاحقوا ، وكانت لهم الكرة على المشركين ، وفي ذلك أنزل الله تعالى ، وفي إعجاب أبي بكر بالكثرة : ..

(.. وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (١).

يعني : أمير المؤمنين عليا «عليه‌السلام».

ومن ثبت معه من بني هاشم ، وهم يومئذ ثمانية ، أمير المؤمنين «عليه‌السلام» تاسعهم :

العباس بن عبد المطلب ، عن يمين رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

والفضل بن العباس عن يساره.

وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند ثفر بغلته.

وأمير المؤمنين «عليه‌السلام» بين يديه يضرب بالسيف.

ونوفل بن الحارث ، وربيعة بن الحارث ، وعبد الله بن الزبير بن عبد

__________________

(١) الآيتان ٢٥ و ٢٦ من سورة التوبة.

٣٠٤

المطلب ، وعتبة ، ومعتب ابنا أبي لهب حوله.

وقد ولت الكافة مدبرين سوى من ذكرناه (١).

وكذلك عدهم ابن قتيبة في المعارف ، والثعلبي في الكشف (٢).

وأضافوا إلى هؤلاء : أيمن مولى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٣).

قال ابن شهر آشوب : «وكان العباس عن يمينه ، والفضل عن يساره ، وأبو سفيان ممسك بسرجه عند ثفر بغلته ، وسائرهم حوله ، وعلي «عليه‌السلام» يضرب بالسيف بين يديه» (٤).

٢ ـ وفي ذلك يقول مالك بن عبادة الغافقي :

لم يواس النبي غير بني هاشم

عند السيوف يوم حنين

هرب الناس غير تسعة رهط

فهم يهتفون بالناس : أين

ثم قاموا مع النبي على المو

ت فآبوا زينا لنا غير شين

__________________

(١) الإرشاد للمفيد (ط دار المفيد) ج ١ ص ١٤٠ و ١٤١ ، وعنه في مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج ٢ ص ٣٠ وراجع : البحار ج ٣٨ ص ٢٢٠ وج ٢١ ص ١٥٦ والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص ٨١ و ٨٢ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣٠٨ وأعيان الشيعة ج ٣ ص ٥٢٢ وإعلام الورى ج ١ ص ٣٨٦ ، وقريب منه ذكره الطبرسي في مجمع البيان ج ٥ ص ١٨ و ١٩.

(٢) البحار ج ٤١ ص ٩٣ و ٩٤ وعن مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٦٠٤ و (ط المكتبة الحيدرية) ج ٢ ص ٣٣٠.

(٣) البحار ج ٤١ ص ٩٤ عن مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٦٠٤ و ٦٠٥ و (ط المكتبة الحيدرية) ص ٣٣٠.

(٤) المصدر السابق.

٣٠٥

وسوى أيمن الأمين من القوم

شهيدا فاعتاض قرة عين (١)

٣ ـ وقال العباس بن عبد المطلب في هذا المقام :

نصرنا رسول الله في الحرب تسعة

وقد فر من قد فر عنه فأقشعوا

وقولي إذا ما الفضل شد بسيفه

على القوم أخرى يا بني ليرجعوا

وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه

لما ناله في الله لا يتوجع (٢)

٤ ـ وفي احتجاج المأمون على علماء عصره يقول المأمون عن نزول السكينة في حنين : «إن الناس انهزموا يوم حنين ، فلم يبق مع النبي «صلى الله

__________________

(١) الإرشاد للمفيد ج ٢ ص ١٤١. وراجع : مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج ٢ ص ٣١ و (ط المكتبة الحيدرية) ج ١ ص ٣٠٥ وج ٢ ص ٣٣١ والبحار ج ٣٨ ص ٢٢٠ وج ٢١ ص ١٥٦ والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص ٨٣ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٨٠ وج ٣ ص ٥٢٢ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٢١ وبناء المقالة الفاطمية لابن طاووس ص ١٦٢.

(٢) الإرشاد للمفيد ص ١٤١ و ١٤٢ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١٦٤ وراجع : مناقب آل أبي طالب ج ٢ ص ٣٠ وفي البحار ج ٢١ ص ١٥٦ وج ٣٨ ص ٢٢٠ وج ٤١ ص ٩٤ ومجمع البيان ج ٥ ص ١٨ و ١٩ و (ط مؤسسة الأعلمي) ص ٣٥ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٢١ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٨٠ وج ٣ ص ٥٢٢ وتفسير الميزان ج ٩ ص ٢٣١ والجامع لأحكام القرآن ج ٨ ص ٩٨ وتفسير البحر المحيط ج ٥ ص ٢٦ وروح المعاني ج ١٠ ص ٧٤ وتفسير الآلوسي ج ١٠ ص ٧٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٤٨ و ٣٤٩ وفي المعارف لابن قتيبة ص ١٦٤ ونصب الراية للزيلعي ج ٤ ص ١٨٠ وأسد الغابة ج ١ ص ١٦١ والوافي بالوفيات ج ١٠ ص ٢٠ : سبعة ، بدل :

تسعة. وثامننا ، بدل : وعاشرنا.

٣٠٦

عليه وآله» إلا سبعة من بني هاشم : علي «عليه‌السلام» يضرب بسيفه ، والعباس أخذ بلجام بغلة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، والخمسة محدقون بالنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، خوفا من أن يناله سلاح الكفار ، حتى أعطى الله تبارك وتعالى رسوله «عليه‌السلام» الظفر.

عنى في هذا الموضع (١) : عليا «عليه‌السلام» ، ومن حضر من بني هاشم.

فمن كان أفضل؟ أمن كان مع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ونزلت السكينة على النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وعليه؟!

أم من كان في الغار مع النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولم يكن أهلا لنزولها عليه؟ (٢).

٥ ـ قال ابن قتيبة : «كان الذين ثبتوا مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يوم حنين ، بعد هزيمة الناس : علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ـ آخذ بحكمة بغلته ـ وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وابنه ، والفضل بن العباس بن عبد المطلب ، وأيمن بن عبيد ـ وهو ابن أم أيمن مولاة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وحاضنته ، وقتل يومئذ هو وابن أبي سفيان ، ولا عقب لابن أبي سفيان ـ وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وأسامة بن زيد بن حارثة ..» (٣).

فتجد أنه لم يذكر أبا بكر وعمر في جملة من ثبت.

__________________

(١) أي في قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ).

(٢) البحار ج ٤٩ ص ١٩٩ وعيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٩٣.

(٣) المعارف لابن قتيبة ص ١٦٤. وعنه في البحار ج ٣٨ ص ٢٢٠ ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج ٢ ص ٣٣٠ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٧٩.

٣٠٧

٦ ـ وكانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو في وجوه المنهزمين التراب ، وتقول : أين تفرون عن الله ، وعن رسوله؟

ومر بها عمر ، فقالت له : ويلك ما هذا الذي صنعت؟!

فقال لها : هذا أمر الله (١).

وهذا يدل على عدم صحة قولهم : إنه كان في جملة من ثبت مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في حنين. حتى ادّعوا : أنه كان آخذا بلجام بغلته «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

٧ ـ عن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أنه كان يحدث الناس عن يوم حنين ، قال : «فر الناس جميعا ، وأعروا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فلم يبق معه إلا سبعة نفر ، من بني عبد المطلب : العباس ، وابنه الفضل ، وعلي ، وأخوه عقيل ، وأبو سفيان ، وربيعة ، ونوفل بنو الحارث بن عبد المطلب ، ورسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مصلت سيفه في المجتلد ، وهو على بغلته الدلدل ، وهو يقول :

أنا النبي لا كذب

أنا ابن عبد المطلب».

إلى أن قال : «التفت العباس يومئذ وقد أقشع الناس عن بكرة أبيهم ، فلم ير عليا «عليه‌السلام» في من ثبت ، فقال : شوهة بوهة ، أفي مثل هذا الحال يرغب ابن أبي طالب بنفسه عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وهو

__________________

(١) تفسير القمي ج ١ ص ٢٨٧ والبحار ج ٢١ ص ١٥٠ وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ١٠٦ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣٠٨ والتفسير الصافي ج ٢ ص ٣٣١ وتفسير نور الثقلين ج ٢ ص ٢٠٠.

٣٠٨

صاحب ما هو صاحبه؟ يعني المواطن المشهورة له.

فقلت : نقّص قولك لابن أخيك يا أبه.

قال : ما ذاك يا فضل؟

قلت : أما تراه في الرعيل الأول؟ أما تراه في الرهج؟

قال : أشعره لي يا بني.

قلت : ذو كذا ، (ذو كذا) ، ذو البردة.

قال : فما تلك البرقة؟

قلت : سيفه يزيّل به بين الأقران.

قال : برّ ، ابن بر ، فداه عم وخال.

قال : فضرب علي يومئذ أربعين مبارزا كلهم يقدّه حتى أنفه وذكره ، قال : وكانت ضرباته مبتكرة» (١).

٨ ـ وقال اليعقوبي : «فانهزم المسلمون عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حتى بقي في عشرة من بني هاشم. وقيل : تسعة. وهم : علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، وأبو سفيان بن الحارث ، وعتبة ، ومعتب ابنا أبي لهب ، والفضل بن العباس ، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب.

وقيل : أيمن ابن أم أيمن» (٢).

__________________

(١) البحار ج ٢١ ص ١٧٨ و ١٧٩ والأمالي للشيخ الطوسي ص ٥٧٥ والأمالي لابن الشيخ الطوسي ص ٥٨٥ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣٢٨ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ١٤ و ١٥ وشح إحقاق الحق ج ٨ ص ٤٧٣.

(٢) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٦٢ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج ١ ص ٢٥٤.

٣٠٩

٩ ـ «.. وفي رواية : لما فرّ الناس يوم حنين عن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يبق معه إلا أربعة ، ثلاثة من بني هاشم ، ورجل من غيرهم : علي بن أبي طالب ، والعباس ـ وهما بين يديه ـ وأبو سفيان بن الحارث آخذ بالعنان ، وابن مسعود من جانبه الأيسر. ولا يقبل أحد من المشركين جهته إلا قتل» (١).

١٠ ـ وقال الطبرسي : «الذين ثبتوا مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» علي ، والعباس ، في نفر من بني هاشم. عن الضحاك بن مزاحم» (٢).

١١ ـ عن البراء بن عازب قال : «ولم يبق مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلا العباس بن عبد المطلب ، وأبو سفيان بن الحارث» (٣).

١٢ ـ ويقول البعض : «وانهزم المسلمون ، فانهزمت معهم ، فإذا بعمر بن الخطاب ، فقلت له : ما شأن الناس؟!

قال : أمر الله.

ثم تراجع الناس إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٤).

__________________

(١) راجع المصادر المتقدمة.

(٢) مجمع البيان ج ٥ ص ١٧ و (ط مؤسسة الأعلمي) ص ٣٢ وراجع : البحار ج ٢١ ص ١٤٧.

(٣) التفسير الكبير للرازي ج ١٦ ص ٢٢ والكشاف ج ٢ ص ٢٥٩ والمواهب اللدنية ج ١ ص ١٦٣ عن البخاري في الصحيح ، وحاشية الصاوي على تفسير الجلالين ج ٣ ص ٣٩.

(٤) السيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٢٤ وراجع ص ٦٢٣ عن البخاري وبقية الجماعة إلا النسائي. والمغازي للواقدي ج ٣ ص ٩٠٨ وصحيح البخاري (ط دار ابن كثير) ج ٤ ص ١٥٧٠ و (ط دار الفكر) ج ٥ ص ١٠١ وعمدة القاري ج ١٧

٣١٠

١٣ ـ قال المجلسي : «إن الإمام الباقر «عليه‌السلام» قد احتج على الحروري : بأنهم «كانوا تسعة فقط : علي ، وأبو دجانة ، وأيمن ؛ فبان أن أبا بكر لم يكن من المؤمنين» (١).

١٤ ـ وعند الطبرسي : فما راعنا إلا كتائب الرجال بأيديها السيوف والعمد ، والقنا ، فشدوا علينا شدة رجل واحد ، فانهزم الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد ، وأخذ رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ذات اليمين ، وأحدق ببغلته تسعة من بني عبد المطلب (٢).

١٥ ـ وعند بعضهم : أن الذين ثبتوا مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كانوا اثني عشر رجلا (٣).

__________________

ص ٣٠٠ و ٣٠٢ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٥ وفتح الباري ج ٨ ص ٢٩ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٢٩ وراجع : نيل الأوطار ج ٨ ص ٩٢ وعون المعبود ج ٧ ص ٢٧٥ والمنتخب من الصحاح الستة لمحمد حياة الأنصاري ص ١١١ وشرح الزرقاني على الموطأ ج ٣ ص ٢٨.

(١) البحار ج ٢٧ ص ٣٢٣.

(٢) إعلام الورى ص ١٢١ و (ط مؤسسة آل البيت) ج ١ ص ٢٣٠ والبحار ج ٢١ ص ١٦٦ وقصص الأنبياء للراوندي ص ٣٤٧ وراجع : مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٨١ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣٠٩ والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص ١٨٢.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٤٨ عن النووي ، وراجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٠٨ و (ط دار المعرفة) ص ٦٥ والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ١١٠ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١٠٢ وعمدة القاري ج ١٤ ص ١٥٧ وفتح الباري (ط دار المعرفة ـ الطبعة الثانية) ج ٨ ص ٢٣ وتحقيق محب الدين الخطيب ج ٨ ص ٣٠.

٣١١

١٦ ـ عن أنس بن مالك ، قال : ولى المسلمون مدبرين ، وبقي رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وحده (١).

١٧ ـ عن عكرمة : لما كان يوم حنين ، ولى المسلمون ، وثبت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : أنا محمد رسول الله ثلاث مرات ، وإلى جنبه عمه العباس (٢).

هل ثبت عمر في حنين؟! :

وقد زعموا : أن عمر بن الخطاب قد ثبت يوم حنين ، وقد تقدم ذكره في كلمات الصالحي الشامي أيضا.

ويدل على ذلك : ما روي عن شيبة بن عثمان الحجبي ، قال : خرجت مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يوم حنين ، والله ما خرجت إسلاما ، ولكن خرجت أنفا أن تظهر هوازن على قريش ، فإني لواقف مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إذ قلت : يا رسول الله ، إني لأرى خيلا بلقا.

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٤٨ و ٢٢٥ عن أحمد ، وابن أبي شيبة ، والحاكم ، وابن مردويه ، والبيهقي. وفي هامشه عن : ابن أبي شيبة ج ١٤ ص ٥٣٠ و ٥٣١ وعن أحمد ج ٣ ص ١٩٠ و ٢٧٩ وج ٥ ص ٢٨٦ وابن سعد ج ٢ ق ١ ص ١١٣ وعن دلائل النبوة للبيهقي ج ٥ ص ١٤١ والسنن الكبرى ج ٦ ص ٢٠٦ وعن الدولابي في الكنز ج ١ ص ٤٢ وراجع : الدر المنثور ج ٣ ص ٢٢٤ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٨ ص ٥٥٥ وكنز العمال ج ١٠ ص ٥٥٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٧٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٢٠.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٦ وفي هامشه عن : الدر المنثور ج ٣ ص ٢٢٥.

٣١٢

قال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «يا شيبة ، إنه لا يراها إلا كافر» ، فضرب بيده في صدري ، وقال : «اللهم اهد شيبة». فعل ذلك ثلاث مرات ، فو الله ما رفع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الثالثة حتى ما كان أحد من خلق الله تعالى أحب إليّ منه.

فالتقى المسلمون ، فقتل من قتل ، ثم أقبل رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وعمر آخذ باللجام ، والعباس آخذ بالثفر ، فنادى العباس : أين المهاجرون ، أين أصحاب سورة البقرة؟! ـ بصوت عال ـ هذا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

فأقبل المسلمون ، والنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يقول :

«أنا النبي لا كذب

أنا ابن عبد المطلب».

فجالدوهم بالسيوف ، فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : الآن حمي الوطيس» (١).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ١٠ ص ٦٦ وج ٥ ص ٣٢٨ عن ابن مردويه ، والبيهقي ، وابن عساكر ، وراجع : إعلام الورى ص ١٢٢ والبحار ج ٢١ ص ١٦٧ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ١١١ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٠٩ و ١١٤ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٦٢ و ٦٣ وراجع : مجمع الزوائد ٦ ص ١٨٣ والمعجم الكبير للطبراني ج ٧ ص ٢٩٨ وكنز العمال ج ١٠ ص ٥٤٥ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٣٥٩ والإكليل للكرباسي ص ٥٤٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٣ ص ٢٥٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٨٣ و ٥٨٤ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٨١ وإمتاع الأسماع ج ١٤ ص ١٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٣٢ وأخبار مكة للفاكهي ج ٥ ص ٩٤ ومعجم الصحابة ج ١ ص ٣٣٥ ودلائل النبوة للإصبهاني ج ١ ص ٤٩ و ٢٢٨ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٥ ص ١٤٦ والخصائص الكبرى ج ١ ص ٤٤٧.

٣١٣

ونقول :

إن في هذه الرواية مواضع للتأمل ، نذكر منها :

١ ـ أن جميع النصوص التي ذكرناها حول ثبات علي «عليه‌السلام» وبضعة نفر من بني هاشم احتوشوا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لمنع وصول الأعداء إليه ، يدل على عدم صحة ما زعموه من أن عمر بن الخطاب كان مع من ثبت في مكة.

٢ ـ قد تقدم : أن أم الحارث الأنصارية وأحد الصحابة الآخرين سأل عمر بن الخطاب عن سبب هزيمته ، حين مر عليه ، فقال : أمر الله (١).

٢ ـ إن حديث نسيبة بنت كعب المازنية المتقدم برقم (٦) صريح في : أن عمر كان فارا مع الفارين ، فراجع.

٣ ـ أضف إلى ذلك : أن عثمان الحجبي الذي يعترف أنفا بأنه لم يخرج إلى حنين لأجل الدفاع عن الدين وأهله ، وإنما بدافع الحميّة الجاهلية .. لا يمكن أن يكون صادقا في أمر يكذبه فيه سائر الصحابة ، وفيهم الأبرار والأخيار ، بل يكذبه فيه حتى من لا يحب أن تثبت فضيلة لعلي «عليه‌السلام» ، ولا أن تنسب سقطة لأمثال عمر وأبي بكر ، وسائر من يؤيدهما ..

__________________

(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٢٦ عن البخاري ، ومسلم ، والبيهقي ، وأشار في هامشه إلى : مسلم ج ٣ ص ١٤٠٢ (٨١) ، والبيهقي في الدلائل ج ٥ ص ١٤٠ و ١٤١ وإلى الدر المنثور ج ٣ ص ٢٢١. وإعلام الورى ص ١٢٢ والبحار ج ٢١ ص ١٥٠ و ١٦٧ والمغازي للواقدي ج ٣ ص ٩٠٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٢٤ وراجع ص ٦٢٣ عن البخاري ، وبقية الجماعة ، وتفسير القمي ج ١ ص ٢٨٧ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٠٨ ومصادر أخرى تقدمت.

٣١٤

٤ ـ إن نفس الرواية قد أكدت كفر راويها ، فهو بنفسه قد أثبت الكفر لنفسه ، على لسان سيد الأنبياء والمرسلين «صلى‌الله‌عليه‌وآله». حيث إنه ذكر أنه رأى خيلا بلقا (يقصد الملائكة الذين أنزلهم الله لنصرة نبيه) ، فقال له النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «يا شيبة ، إنه لا يراها إلا كافر».

وقد خاطب الله تعالى المسلمين بقوله : (وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها) (١).

وأما ما ادّعاه : من أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد ضرب بيده في صدره ، فصار أحب الناس إليه ، فهو لا يعدو كونه ممن يريد أن يجر النار إلى قرصه ، ليدفع التهمة عن نفسه.

وفي جميع الأحوال نقول :

إن من يعترف على نفسه بالكفر ، وينقل لنا شهادة النبي الأعظم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بذلك عليه ، كيف يمكن أن يكون مأمونا فيما ينقله ، ولا سيما إذا خالفه فيه سائر الصحابة الذين حضروا تلك المشاهد؟!

٥ ـ إن الراوي الذي حاول أن يخلط الأمور والقضايا ، ويحشر اسم عمر في الرواية ويجعله آخذا بلجام البغلة ، ويجعل العباس ممسكا بثفرها. لم يوضح لنا عن أي ساعات القتال يتحدث .. كما أنه لم يذكر شيئا عن الهزيمة التي مني بها المسلمون .. وهذا سياق غريب ، لا يتردد أحد يقف عليه ، ويقارن بينه وبين سواه ، في الحكم بأنه مسوق للتضليل والتعمية ، وتضييع الحقيقة على طالبها.

٦ ـ وأخيرا .. ما هذا التحول الذي حصل في قلب شيبة؟! وكيف

__________________

(١) الآية ٢٦ من سورة التوبة.

٣١٥

يمكن تصديقه ، فإننا لا ننكر أن يكون لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كرامات ومعجزات ، ولكن لا يمكن قبول هذا الأمر إذا كان يتعلق بتعطيل الإختيار ، وفرض الإيمان على الناس ، من خلال التصرف التكويني ، والقهر الإلهي ، من دون أن يكون لمن يفعل به ذلك أية رغبة في الحصول على هذا الأمر ، بل تكون رغبة بالحصول على المزيد من البعد ، ويكون طريقه الذي ارتضاه لنفسه هو طريق الجحود واللجاج والعناد.

نعم ، إن هذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا ، فإن الله تعالى ، يريد للإنسان نفسه ان يختار الإيمان ، ويندفع إليه برضا منه ، وقد أخذ على نفسه أن يمد هذا الطالب والمندفع بالتوفيقات والألطاف والعنايات على قاعدة : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) (١) و (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٢) وقاعدة : (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (٣) و (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) (٤).

__________________

(١) الآية ١٧ من سورة محمد.

(٢) الآية ٥ من سورة الصف.

(٣) الآية ٩٩ من سورة يونس.

(٤) الآية ٢٩ من سورة الكهف.

٣١٦

الفصل الرابع :

نهايات حرب حنين

٣١٧
٣١٨

سليم في شعر ابن مرداس :

ولا بأس بأن نشير هنا إلى أنهم ينسبون إلى عباس بن مرداس قوله :

فإن سراة الحي إن كنت سائلا

سليم وفيهم منهم من تسلما

وجند من الأنصار لا يخذلونه

أطاعوا فما يعصونه ما تكلما

فإن تك قد أمرت في القوم خالدا

وقدمته فإنه قد تقدما

بجند هداه الله أنت أميره

تصيب به في الحق من كان أظلما

حلفت يمينا برة لمحمد

فأكملتها ألفا من الخيل ملجما

وقال نبي المؤمنين تقدموا

وحب إلينا أن تكون المقدما

وبتنا بنهي المستدير ولم تكن

بنا الخوف إلا رغبة وتحزما

أطعناك حتى أسلم الناس كلهم

وحتى صبحنا الجمع أهل يلملما

يضل الحصان الأبلق الورد وسطه

ولا يطمئن الشيخ حتى يسوما

لدن غدوة حتى تركنا عشية

حنينا وقد سالت دوامعه دما

سمونا لهم ورد القطازفة ضحى

وكل تراه عن أخيه قد احجما

إذا شئت من كل رأيت طمرة

وفارسها يهوي ورمحا محطما

٣١٩

وقد أحرزت منا هوازن سربها

وحب إليها أن نخيب ونحرما (١)

ونقول :

إن من يراجع كتب السيرة والتاريخ سيرى أمامه العديد من القصائد ، والمقطوعات الشعرية ، المتضمنة للإفتخار بدور بني سليم في حرب حنين ، وأكثرها منسوب إلى أحد رؤساء هذه القبيلة ، وهو العباس بن مرداس السلمي ..

هذا بالإضافة إلى الثناء على خالد ، وتحسين تأميره على المقدمة في حرب حنين ..

غير أنه قد تقدم منا في بعض الفصول : أن خالدا لم يكن ناجحا في قيادته ، وخصوصا في حرب حنين ، وكان في المنهزمين الأوائل في ساحة القتال (٢).

وهكذا الحال بالنسبة لقبيلة سليم ـ التي كانت تفخر بأن ألفا منها قد حضروا في حنين (٣) ـ فإنها إما تبعت أهل مكة في الهزيمة ، وقد كانوا معا في

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٤٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٦ ص ٤٢٤ و ٤٢٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٩٤ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩١٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٥١.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣١٧ عن الواقدي ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ١٠١ وراجع : تفسير البغوي ج ٢ ص ٢٧٨.

(٣) راجع : تفسير القمي ج ١ ص ٢٨٧ والبحار ج ٢١ ص ١٤٩ عنه ، وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣٠٧ والتفسير الأصفى ج ١ ص ٤٥٩ وتفسير مجمع البيان ج ٥ ص ٣٤ والتفسير الصافي ج ٢ ص ٣٣١ وتفسير نور الثقلين ج ٢ ص ١٩٩ وتفسير الميزان ج ٩ ص ٢٣١.

٣٢٠