الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٤

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٤

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-196-3
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٧١

هل سيرضى به ربا؟!

وهل سيعبده كما تعبده الأعراب وقريش؟!

أم أنه سيتخلى عنه؟!

هل الفرار من الزحف كبيرة؟!

قال السهيلي : «إن قيل : كيف فر أصحاب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عنه ، حتى لم يبق معه منهم إلا ثمانية. والفرار من الزحف من الكبائر ، وقد أنزل الله فيه من الوعيد ما أنزل؟!

قلنا : لم يجمع العلماء على أنه من الكبائر إلا في يوم بدر.

وكذلك قال : الحسن ، ونافع مولى عبد الله بن عمر.

وظاهر القرآن يدل على هذا ، فقد قال تعالى : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ) (١).

فيومئذ : إشارة إلى يوم بدر ، ثم نزل التحقيق (لعل الصحيح : التخفيف) من بعد ذلك في الفارين يوم أحد ، وهو قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ) (٢).

وكذلك أنزل في يوم حنين : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٣).

__________________

(١) الآية ١٦ من سورة الأنفال.

(٢) الآية ١٥٥ من سورة آل عمران.

(٣) الآيات ٢٥ ـ ٢٧ من سورة التوبة.

١٤١

وفي تفسير ابن سلام : كان الفرار من الزحف يوم بدر من الكبائر. وكذلك يكون من الكبائر في ملحمة الروم الكبرى ، وعند الدجال.

وأيضا : فإن المنهزمين عنه «عليه‌السلام» رجعوا لحينهم ، وقاتلوا معه ، حتى فتح الله عليهم (١).

ونقول :

أولا : إن قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ ، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٢) خطاب عام ، لا يختص بوقت دون وقت ، ولا بغزوة دون أخرى ..

وعلى هذا ، فالمراد بقوله تعالى : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ) يراد به : يوم لقاء العدو ، أو فقل : يوم الزحف.

ثانيا : ويشهد لما ذكرناه : أن الآيات المذكورة آنفا إنما نزلت بعد وقعة بدر ، ولذلك ترى الآيات تتحدث عنها بصيغة الماضي ، فتقول : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (٣).

ومن الواضح : أن الأمور يوم بدر قد سارت على ما يرام ، ولم يحصل فرار من قبل المسلمين .. ولكن الله ، وهو يذكر هذا النصر العظيم ، ويمتن على المسلمين به يحذرهم من الفرار من الزحف فيما يأتي من حروب ، فيقول

__________________

(١) الروض الأنف ج ٤ ص ١٤١ وراجع : مواهب الجليل ج ٤ ص ٥٤٧.

(٢) الآيتان ١٥ و ١٦ من سورة الأنفال.

(٣) الآية ١٧ من سورة الأنفال.

١٤٢

لهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ) (أي في الحروب التالية) (الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ) (١) ، ثم بيّن جزاء من يفعل ذلك في ذيل الآية التالية ..

ثالثا : إنها حتى لو كانت قد نزلت يوم بدر ، فإن خصوصية سبب النزول وخصوصية المورد لا يوجب جعل مدلول الآية خاصا.

رابعا : قد صرحت الروايات الكثيرة : بأن الفرار من الزحف من الكبائر. فمن هذه الروايات التي وردت في مصادر الشيعة نذكر :

١ ـ ما روي عن أمير المؤمنين «عليه‌السلام» : «إن الرعب والخوف من جهاد المستحق للجهاد والمتوازرين على الضلال ضلال في الدين ، وسلب للدنيا مع الذل والصغار ، وفيه استيجاب النار بالفرار من الزحف عند حضرة القتال : يقول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ) (٢)» (٣).

٢ ـ عن الإمام الصادق «عليه‌السلام» : والكبائر السبع الموجبات : قتل النفس الحرام ..

__________________

(١) الآية ١٥ من سورة الأنفال.

(٢) الآية ١٥ من سورة الأنفال.

(٣) الكافي ج ٥ ص ٣٧ و ٣٨ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٩٤ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٧١ والبحار ج ٣٣ ص ٤٤٨ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ١٢٢ و ١٧١ وميزان الحكمة ج ١ ص ٥٦٧ وتفسير نور الثقلين ج ٢ ص ١٣٨ وتفسير الميزان ج ٩ ص ٥٦.

١٤٣

إلى أن قال : والفرار من الزحف (١).

٣ ـ روى عبد العظيم الحسني عن الإمام الجواد ، عن الرضا ، عن الكاظم «عليهم‌السلام» : أن عمر بن عبيد سأل الإمام الصادق «عليه‌السلام» عن الكبائر ، فقال «عليه‌السلام» : نعم يا عمر ، وأكبر الكبائر الشرك بالله ..

إلى أن قال : والفرار من الزحف ، لأن الله تعالى يقول : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٢)» (٣).

٤ ـ عن عبيد بن زرارة قال : سألت أبا عبد الله «عليه‌السلام» عن الكبائر ، فقال : «هن في كتاب علي «عليه‌السلام» سبع .. فذكرها .. وعد منها : الفرار من الزحف».

وفي رواية أخرى : «هن خمس» (٤).

__________________

(١) مستند الشيعة ج ١٨ ص ١٢٩ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣٢٩ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٦٠ والكافي ج ٢ ص ٢٧٦ و ٢٧٧ والتفسير الصافي ج ١ ص ٤٤٤ وتفسير الميزان ج ٤ ص ٣٣٣.

(٢) الآية ١٦ من سورة الأنفال.

(٣) مجمع البيان ج ٣ ص ٣٩ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣١٨ و ٣١٩ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٥٢ وفي الكافي (الأصول) ج ٢ ص ٢٨٥ وعن من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ١٨٦ ومسند الإمام الرضا ج ١ ص ٣٢٦ عن تفسير العياشي ج ١ ص ٢٥١ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٣٥٠ وتفسير الميزان ج ٤ ص ٣٣٣.

(٤) راجع : الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣٢١ و ٣٢٧ و (ط دار ـ

١٤٤

٥ ـ عن محمد بن مسلم ، عن الإمام الصادق «عليه‌السلام» ، قال : «الكبائر سبع : قتل المؤمن ..

إلى أن قال : والفرار من الزحف» (١).

٦ ـ عن مسعدة بن صدقة قال : سمعت أبا عبد الله «عليه‌السلام» يقول : «الكبائر القنوط من رحمة الله ..

__________________

ـ الإسلامية) ج ١١ ص ٢٥٤ و ٢٥٩ والكافي (الأصول) ج ٢ ص ٢٨٧ والبحار ج ٧٦ ص ٤ و ٥ وج ٨٥ ص ٢٦ و ٢٨ وعن عقاب الأعمال ص ١٩ وعلل الشرائع ص ١٦٢ والخصال ج ١ ص ١٣١ وجامع أحاديث الشيعة ج ١ ص ٨ و ١٣٩ وج ٤ ص ٧٤ وج ١٣ ص ٣٥٥ ومكاتيب الرسول ج ٢ ص ١٣٨ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيخ هادي النجفي ج ٩ ص ٣٦٧ و ٣٧٠ ومستند الشيعة ج ٧ ص ٢٦٥ وج ١٨ ص ١٣٠ وكفاية الأحكام ج ١ ص ١٣٩ والحبل المتين (ط ق) للبهائي ص ٩ والحدائق الناضرة ج ٦ ص ١٥ وج ١٠ ص ٤٨ وكشف اللثام (ط ق) ج ٢ ص ٣٧٠ و (ط ج) ج ١٠ ص ٢٧٩ وذخيرة المعاد (ط ق) ج ١ ق ٢ ص ٣٠٤ ومنتقى الجمان ج ٢ ص ٣٥٢ وراجع :

تفسير الصافي ج ١ ص ٤٤٥ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٤٣٢.

(١) راجع : الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣٢٢ (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٥٤ والكافي (الأصول) ج ٢ ص ٢٧٧ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٣٥٥ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيخ هادي النجفي ج ٨ ص ٣٤٠ وج ٩ ص ٢٦٦ وج ١٢ ص ٢٨٨ وكشف اللثام (ط ق) ج ٢ ص ٣٧٠ و (ط ج) ج ١٠ ص ٢٧٩ وذخيرة المعاد (ط ق) ج ١ ق ٢ ص ٣٠٤ والحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٤٨ والقضاء والشهادات للشيخ الأنصاري ص ٢٩٥.

١٤٥

إلى أن قال : والفرار من الزحف» (١).

٧ ـ ورد ذلك أيضا في رواية أبي بصير ، عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» (٢).

٨ ـ وورد مثله في رواية أبي الصامت عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» (٣).

__________________

(١) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣٢٤ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٥٥ والكافي (الأصول) ج ٢ ص ٢٨٠ والبحار ج ٦٥ ص ٢٦٠ وج ٨٥ ص ٢٦ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيخ هادي النجفي ج ١ ص ٤٤٩ وج ٧ ص ١٢٢ وج ٩ ص ٢٠٩ و ٢٦٧ وج ١٠ ص ٤١٠ وكشف اللثام (ط ق) ج ٢ ص ٣٧٠ و (ط ج) ج ١٠ ص ٢٨٠ وذخيرة المعاد (ط ق) ج ١ ق ٢ ص ٣٠٤ والحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٤٨ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٣٥٤ ومستدرك الوسائل ج ٩ ص ١٥ ومستند الشيعة ج ١٨ ص ١٣١.

(٢) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣٢٤ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٥٦ والكافي (الأصول) ج ٢ ص ٢٨١ ومستند الشيعة ج ١٨ ص ١٣٠ ومستدرك الوسائل ج ١١ ص ٣٥٤ وجامع المدارك ج ١ ص ٤٩٥ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٣٥٦ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيخ هادي النجفي ج ٥ ص ٣٢١ وج ٩ ص ٢٦٨ وكشف اللثام (ط ق) ج ٢ ص ٣٧٠ و (ط ج) ج ١٠ ص ٢٧٩ والحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٤٩.

(٣) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ٩ ص ٥٣٦ وج ١٥ ص ٣٢٥ و (ط دار الإسلامية) ج ٦ ص ٣٧٤ وج ١١ ص ٢٥٨ عن التهذيب للطوسي ج ١ ص ٣٩٣ و (ط دار الكتب الإسلامية) ج ٤ ص ١٥٠ وجامع أحاديث الشيعة ج ٨ ص ٦٢١ وج ١٣ ص ٣٥٦ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيخ هادي النجفي ج ٨ ص ٣٤٢ والحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٤٩ ومستند الشيعة ج ١٨ ص ١٠٢ و ١٣٢.

١٤٦

٩ ـ ورواية عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» (١).

١٠ ـ وعن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» : «وجدنا في كتاب علي «عليه‌السلام» : الكبائر خمسة : الشرك بالله ..

إلى أن قال : والفرار من الزحف» (٢).

١١ ـ وراجع رواية أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» (٣).

__________________

(١) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣٢٦ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٥٨ عن من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ١٨٦ و (ط مركز النشر الإسلامي) ج ٣ ص ٥٦١ والبحار ج ٢٧ ص ٢١٠ وج ٧٦ ص ٥ والخصال ج ٢ ص ١٤ و (ط مركز النشر الإسلامي) ص ٣٦٤ وعلل الشرائع ص ١٦٢ و (ط الحيدرية) ج ٢ ص ٤٧٤ وجامع المدارك ج ١ ص ٤٩٥ وجامع أحاديث الشيعة ج ٨ ص ٦٢١ وج ١٣ ص ٣٥٨ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيخ هادي النجفي ج ٩ ص ٢٧١.

(٢) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣٢٧ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٥٩ عن علل الشرائع ص ٤٧٥ و (ط مركز النشر الإسلامي) ج ٢ ص ٤٧٥ وعن الخصال ج ١ ص ١٣١ و (ط مركز النشر الإسلامي) ص ٢٧٣ والبحار ج ٧٨ ص و ٨٥ ص ٢٧ و ٢٨ وج ٧٦ ص ٤ وكشف اللثام (ط ج) ج ١٠ ص ٢٨١ و (ط ق) ج ٢ ص ٣٧١ ومكاتيب الرسول ج ٢ ص ١٤٠.

(٣) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣٢٩ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٦٠ عن ثواب الأعمال ص ٧١ و (ط أمير قم) ص ١٢٩ و ١٣٠ والبحار ج ٧٦ ص ١٢ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٣٥٠ والتفسير الصافي ج ١ ص ٤٤٤ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٤٧٣ ومسند الإمام الرضا «عليه‌السلام» ج ١ ص ٣٢٦ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٤٣١ والتحفة السنية (مخطوط) للجزائري ص ١٨.

١٤٧

١٢ ـ ورواية الفضل بن شاذان فيما كتبه الإمام الرضا «عليه‌السلام» للمأمون ، وعدّ فيها من الكبائر : الفرار من الزحف (١).

١٣ ـ ورواية محمد بن مسلم عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» (٢).

١٤ ـ ورواية الأعمش عن الإمام الصادق «عليه‌السلام» ، في حديث شرايع الدين (٣).

__________________

(١) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣٢٩ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٦٠ و ٢٦١ عن عيون أخبار الرضا «عليه‌السلام» ص ٢٦٨ و ٢٦٩ وكفاية الأحكام ج ١ ص ١٤١ ومستند الشيعة ج ١٨ ص ١٣٢ ورسائل فقهية للشيخ الأنصاري ص ٤٤ والبحار ج ٧٦ ص ١٢ وج ٨٥ ص ٢٧ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٣٥٣ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيخ هادي النجفي ج ٢ ص ١٠٠ وج ٥ ص ٥٥ وج ٩ ص ٢٠٠ و ٢١١ وج ٩ ص ٢٧٢ وج ١٢ ص ٢٨٤ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ١٦٣.

(٢) الكافي ج ٢ ص ٢٧٧ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣٢٢ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٦١ و ٢٦٢ عن الخصال ج ٢ ص ٤١ و (ط مركز النشر الإسلامي) ص ٣٠٢ ومستدرك الوسائل ج ١١ ص ٣٥٨ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٣٥٥ وذخيرة المعاد (ط ق) ج ١ ق ٢ ص ٣٠٤ وكشف اللثام (ط ج) ج ١٠ ص ٢٧٩ و (ط ق) ج ٢ ص ٣٧٠ والتحفة السنية (مخطوط) للجزائري ص ١٨ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيخ هادي النجفي ج ٨ ص ٣٤٠ وج ٩ ص ٢٦٦ وج ١٢ ص ٢٨٨ والحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٤٨ ومنهاج الأحكام ص ٧٢ والقضاء والشهادات للشيخ الأنصاري ص ٢٩٥.

(٣) الوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣٣١ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٦٢ عن الخصال ج ٢ ص ١٥٥ والبحار ج ٧٦ ص ٩ عنه ، وجامع أحاديث ـ

١٤٨

١٥ ـ ورواية ابن محبوب عن أبي الحسن في كتاب له (١).

١٦ ـ وراوية ميسر عن أبي جعفر «عليه‌السلام» (٢).

وغير ذلك ..

ومن طرق أهل السنة نذكر :

١ ـ عن أبي هريرة ، عن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال : اجتنبوا السبع الموبقات.

قالوا : وما هن يا رسول الله؟

__________________

ـ الشيعة ج ١٣ ص ٣٥٠ ومستدرك سفينة البحار ج ٩ ص ١٤ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» للشيخ هادي النجفي ج ١ ص ٢٠٤ وج ٢ ص ١٠٠ وج ١٢ ص ٣٤٩.

(١) الكافي ج ٢ ص ٢٧٦ و ٢٧٧ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣١٨ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٥٢ عن الكافي ، وراجع : مستدرك الوسائل ج ١١ ص ٣٥٨ ومشكاة الأنوار ص ٢٧٢ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٣٤٩ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» ج ٩ ص ٢٦٦ وج ١٢ ص ١٨ و ١٠٩ وذخيرة المعاد (ط ق) ج ١ ق ٢ ص ٣٠٤ وكشف اللثام (ط ج) ج ١٠ ص ٢٨١ و (ط ق) ٣٧١ والحدائق الناضرة ج ١٠ ص ٤٧ ومنهاج الأحكام ص ٧١ والقضاء والشهادات للشيخ الأنصاري ص ٢٩٤.

(٢) مستدرك الوسائل ج ١١ ص ٣٥٥ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٤٧٢ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٤٣٠ وشرح الأخبار ج ٣ ص ٤٧٥ والبحار ج ٧٦ ص ١٣ وج ٨٥ ص ٢٨ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٣٥٦ وعن مستدرك سفينة البحار ج ٩ ص ١٧ وتفسير العياشي ج ١ ص ٢٣٧.

١٤٩

قال : الشرك بالله ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، والسحر ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات (١).

__________________

(١) صحيح البخاري (ط دار الفكر) ج ٣ ص ١٩٥ وج ٨ ص ٣٣ وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج ١ ص ٦٤ والدر المنثور ج ٢ ص ١٤٦ عنهما ، وعن أبي داود ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، وراجع : المجموع للنووي ج ٢٠ ص ٥٠ والمغني لابن قدامة ج ٤ ص ١٢٢ وج ١٠ ص ٢١٠ وكشف القناع للبهوتي ج ٦ ص ١٣٣ والمحلى لابن حزم ج ٤ ص ٢٤٥ وج ٧ ص ٢٩٣ وج ٨ ص ٣٢٦ و ٤٨٦ وج ١١ ص ٢٦٨ وج ١١ ص ٤٠٠ ونيل الأوطار ج ٨ ص ٧٨ وفقه السنة ج ٢ ص ٤٤١ و ٤٦٣ و ٦٥٤ وج ٣ ص ١٣٣ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٥ ص ٣٣٠ و (ط دار الإسلامية) ج ١١ ص ٢٦١ عن الخصال ج ٢ ص ١٤ و (ط مركز النشر الإسلامي) ص ٣٦٤ وسنن أبي داود ج ١ ص ٦٥٧ وسنن النسائي ج ٦ ص ٢٥٧ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٣٥٦ وج ١٧ ص ٢٤٧ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٦ ص ٢٨٤ وج ٨ ص ٢٠ و ٢٤٩ وج ٩ ص ٧٦ والسنن الكبرى للنسائي ج ٤ ص ١١٤ وج ٦ ص ٤١٨ وشرح مسلم للنووي ج ٢ ص ٨٣ وعمدة القاري ج ٣ ص ١١٤ وج ٢ ص ٢١٦ وج ١٤ ص ٦١ وج ٢٢ ص ٨٤ وج ٢٤ ص ٢٨ والديباج على مسلم ج ١ ص ١٠٤ والكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص ١٣٩ ورياض الصالحين للنووي ص ٦٣٧ و ٦٩٢ والجامع الصغير ج ١ ص ٣٢ وكنز العمال ج ١٦ ص ٩٠ وكشف الخفاء للعجلوني ج ١ ص ٤٨ وتفسير الميزان ج ٤ ص ٣٣٥ وتفسير ابن حاتم ج ٨ ص ٢٥٥٦ وزاد المسير ج ٢ ص ١١٤ والجامع لأحكام القرآن ج ٧ ص ٣٨٢ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٦٧ و ٤٩٢ وج ٢ ص ٣٠٦ وج ٣ ص ٢٨٨

١٥٠

٢ ـ وروي : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كتب إلى أهل اليمن كتابا فيه السنن ، والفرائض ، والديات ، وفيه : «إن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة :

إشراك بالله ، وقتل النفس المؤمنة بغير حق ، والفرار من الزحف ، وعقوق الوالدين الخ ..» (١).

٣ ـ وحديث آخر أيضا رواه أبو هريرة عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٢).

__________________

وتفسير الثعالبي ج ٢ ص ٢٢٧ وفتح القدير ج ١ ص ٤٥٨ وتفسير الآلوسي ج ٥ ص ١٧ وج ٩ ص ١٨٢ وج ٢٧ ص ٦٣ وتهذيب الكمال ج ١٦ ص ٤٣٩ وتاريخ جرجان ص ٤٩٥.

(١) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٥٧٣ والدر المنثور ج ١ ص ٣٤٢ وج ٢ ص ١٤٦ عن ابن حبان ، وابن مردويه ، والمعرفة والتاريخ ج ٣ ص ٤٠٩ والأحاديث الطوال ص ١٤٣ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٤ ص ٨٩ ونصب الراية ج ٢ ص ٤٠٠ وموارد الظمآن ج ٣ ص ٧٧ وكنز العمال ج ٥ ص ٨٦٩ وج ٦ ص ٣١٣ وراجع : الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص ١٠٤ و (ط دار الكتاب العربي) ص ١٣٠ وميزان الحكمة ج ٤ ص ٣٦٧٧ عن الترغيب والترهيب ج ٣ ص ٣٢٧ ح ٤ ومجمع الزوائد ج ٣ ص ٧١ و ٧٢ وعمدة القاري ج ٢٢ ص ٨٤ وصحيح ابن حبان ج ١٤ ص ٥٠٤ وتفسير الميزان ج ٤ ص ٣٣٥ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٩٤ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ١٠٨ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٥ ص ٤٨٢ وتهذيب الكمال ج ١١ ص ٤٢١ وتحفة المحتاج ج ٢ ص ٤٥١ والإلمام ج ٢ ص ٧٢٥.

(٢) الدر المنثور ج ٢ ص ١٤٦ عن البزار ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٩٢.

١٥١

٤ ـ وعن ابن عمر حديث آخر ذكر فيه : الكبائر تسع. وعدّ منها الفرار من الزحف (١).

٥ ـ وراجع أيضا : حديث عمير الليثي عن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٢).

٦ ـ وحديث ابن عمرو عن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (٣).

__________________

(١) الدر المنثور ج ٢ ص ١٤٦ عن علي بن الجعد في الجعديات ، وابن راهويه ، والبخاري في الأدب المفرد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، والقاضي إسماعيل في أحكام القرآن ، والأدب المفرد ص ١٣ وراجع : المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج ٢ ص ٤٣ وتفسير الآلوسي (روح المعاني) ج ٥ ص ١٨ والتقرير والتحبير ج ٢ ص ٣٢٣ وكشف الأسرار لعلاء الدين البخاري ج ٢ ص ٥٨٤ والزواجر لابن حجر ج ١ ص ٣٩٣ و ٧٢٣ و ٨٤٣.

(٢) الدر المنثور ج ٢ ص ١٤٦ عن أبي داود ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم ، وابن مردويه ، وتفسير ابن أبي حاتم ج ٣ ص ٩٣١ وفتح الباري ج ١٢ ص ١٦١ ومجمع الزوائد ج ١ ص ٤٨ والمعجم الكبير ج ١٧ ص ٤٨ وتهذيب الكمال ج ١٦ ص ٤٤٠ وكنز العمال ج ٣ ص ٥٤٤ وزاد المسير ج ٢ ص ١١٤ وتفسير الآلوسي ج ١٥ ص ٥٩ وضعفاء العقيلي ج ٣ ص ٤٥ وتلخيص الحبير ج ٤ ص ٦٢ والتقرير والتحبير ج ٢ ص ٣٢٤ والترغيب والترهيب ج ١ ص ٣٠٣ وج ٢ ص ١٩٨ وج ٤ ص ١٧ والزواجر لابن حجر ج ٢ ص ٦٣١ وراجع : جامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٣٥٤ ومستدرك الوسائل ج ١١ ص ٣٦١ عن عوالي اللآلي ، وسنن النسائي ج ٧ ص ٨٩ والسنن الكبرى للنسائي ج ٢ ص ٢٩٠ والفضائل العددية لمحمد حياة الأنصاري ص ٤٠٧.

(٣) الدر المنثور ج ٢ ص ١٤٦ عن مردويه ، وابن المنذر ، والطبراني ، وفتح الباري ج ١٢ ص ١٦١ وكنز العمال ج ٣ ص ٥٤٤ ومجمع الزوائد ج ١ ص ١٠٣ وتفسير القرآن ـ

١٥٢

٧ ـ وحديث أبي أيوب عنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

٨ ـ وعن أبي قتادة العدوي قال : قرئ علينا كتاب عمر : من الكبائر جمع ما بين الصلاتين يعني بغير عذر ، والفرار من الزحف ، والنميمة (٢).

٩ ـ عن أبي أمامة عنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أنه عدّ الفرار من الزحف من الكبائر (٣).

١٠ ـ وعن علي «عليه‌السلام» قال : الكبائر : الشرك بالله ..

__________________

العظيم ج ١ ص ٤٩٣ وراجع : مستدرك الوسائل ج ١٨ ص ٩٠ وعوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٦١.

(١) الدر المنثور ج ٢ ص ١٤٦ عن أحمد ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن حبان ، والحاكم وصححه ، ومسند أحمد ج ٥ ص ٤١٣ وسنن النسائي ج ٧ ص ٨٨ والمستدرك للحاكم ج ١ ص ٢٣ والسنن الكبرى للنسائي ج ٢ ص ٢٨٩ وج ٦ ص ٣٢٢ ومسند الشاميين ج ٢ ص ١٧٩ وجامع البيان ج ٥ ص ٤٣ و (ط دار الفكر) ص ٦١ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٩٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٢ ص ١٧٧ وكنز العمال ج ٣ ص ٢١٨ وشرح مشكل الآثار للطحاوي ج ٢ ص ٣٥٠ ومعتصر المختصر لأبي المحاسن الحنفي ج ٢ ص ٢٧٤ وإعتقاد أهل السنة للالكائي ج ٦ ص ١٠٦٤

(٢) الدر المنثور ج ٢ ص ١٤٧ عن ابن أبي حاتم ، والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ١٦٩ ونصب الراية ج ٢ ص ٢٣٢ وكنز العمال ج ٨ ص ٢٤٦ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٩٥ وتفسير ابن أبي حاتم ج ٣ ص ٩٣٣.

(٣) الدر المنثور ج ٢ ص ١٤٧ عن ابن جرير ، وفتح الباري ج ١٢ ص ١٦١ وجامع البيان ج ٥ ص ٦٢ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٩٦ وشرح كتاب التوحيد ج ١ ص ٣٣٨ والزواجر لابن حجر ج ٢ ص ٨٥٣ وإعراب القرآن للنحاس ج ٤ ص ٨٧.

١٥٣

إلى أن قال : والفرار من الزحف (١).

١١ ـ وعدّ ابن عباس : الفرار من الزحف من الكبائر ، واستدل بآية سورة الأنفال (٢).

مقارنتان بين بدر وحنين :

ثالثا : إن هناك خصوصيات تتشارك فيها غزوتا بدر وحنين ، نذكر منها :

١ ـ الإمداد بالملائكة.

٢ ـ أن فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.

٣ ـ أن النكاية في المشركين في كليهما كانت لعلي «عليه‌السلام».

٤ ـ أن عدد الذين قتلهم علي «عليه‌السلام» متقارب في الغزوتين ، حيث قتل في حنين أربعين رجلا بيده (٣) ، وقتل في بدر ما يقرب من هذا العدد أيضا.

__________________

(١) الدر المنثور ج ٢ ص ١٤٧ عن ابن أبي حاتم ، وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٩٧ وتفسير أبي حاتم ج ٣ ص ٩٣٣ وفتح الباري ج ١٢ ص ١٨٢ وشرح كتاب التوحيد ج ١ ص ٣٣٨.

(٢) الدر المنثور ج ٢ ص ١٤٨ عن ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، ومجمع الزوائد للهيثمي ج ٧ ص ١١٥ والمعجم الكبير للطبراني ج ١٢ ص ١٩٦.

(٣) الجامع لأحكام القرآن ج ٨ ص ٩٩ وراجع : كشف الغطاء (ط ق) ج ١ ص ١٥ والكافي ج ٨ ص ٣٧٦ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٣٥٥ وشرح أصول الكافي ج ١٢ ص ٥٤٢ والبحار ج ٢١ ص ١٧٦ وج ٤١ ص ٦٦ ومستدرك سفينة البحار ج ٢ ص ٤٥٢ والتفسير الصافي ج ٢ ص ٣٣٢ وتفسير نور الثقلين ج ٢ ص ٢٠١ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة ج ١ ص ٢٥٧ وج ٩ ص ٣٤١.

١٥٤

فقد ذكروا : أنه «عليه‌السلام» قتل نصف السبعين ، وشارك في قتل النصف الآخر كما تقدم في غزوة بدر (١).

وحين يذكرون الأسماء ، ونجمع بين مختلفاتها ، وأقوال الرواة فيها ، فلعل العدد يبلغ الأربعين رغم حرصهم الشديد على التكتم والحذف ، وإثارة الشكوك والشبهات.

٥ ـ أن الإمتيازات الحربية في بدر كانت لصالح المشركين ، وكذلك الحال في غزوة حنين ، كما سنوضحه إن شاء الله تعالى ، ولو بصورة جزئية.

٦ ـ أن حرب بدر كانت مصيرية بالنسبة لأهل الشرك وللمسلمين على حد سواء. وكذلك كانت حرب حنين.

ونفس قول رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «إن تهلك هذه العصابة لا تعبد» خير دليل على ذلك.

__________________

(١) راجع : نهج الحق الموجود في ضمن دلائل الصدق ج ٢ ص ٣٥٣. ولم يعترض عليه ابن روزبهان بشيء ، ونهج الحق وكشف الصدق (ط ستارة قم) ص ٢٤٨ وقال في هامشه : راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ٨ ، وقال : إذا رجعت إلى مغازي محمد بن عمر الواقدي ، وتاريخ الأشراف ليحيى بن جابر البلاذري ، وغيرها علمت صحة ذلك. وليراجع أيضا : نور الأبصار ص ٨٦.

وراجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ٢٤ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٤١٩ والبحار ج ٤١ ص ١٤٦ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٢٧٣ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج ٩ ص ٣٣٩ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٣٣٠ و ٣٩٥ وكشف اليقين ص ١٢٦ وإحقاق الحق (الأصل) ص ٢٠٦ وشرح إحقاق الحق ج ٣٢ ص ٣٣٤.

١٥٥

٧ ـ أن عدد قتلى المشركين من ثقيف كان سبعين رجلا كما سيأتي (١).

أما عدد الشهداء ، فكان أربعة أو خمسة من المسلمين فقط (٢).

وفي بدر كان عدد قتلى مشركي قريش سبعين رجلا ، وعدد الشهداء أيضا كان خمسة ، على بعض الأقوال.

٨ ـ وكما احتاج المسلمون إلى الماء في بدر ، احتاج المسلمون إلى الماء في حنين ، فعن سلمة بن الأكوع قال : غزونا مع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هوازن ، فأصابنا جهد شديد ، فدعا بنطفة من ماء في إداوة ، فأمر بها فصبت في قدح ، فجعلنا نطّهر به ، حتى تطهرنا جميعا (٣).

٩ ـ إن غزوة بدر كانت أول غزوة للعرب ، وغزوة حنين كانت آخر غزوة لهم ، فخمدت جمرة العرب بهاتين الغزاتين.

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٣٤ وراجع : تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٤٩ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٨٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٨٣ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٨٩٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٣٥ والإكتفاء للكلاعي ج ٢ ص ٢٤٦ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢١٨.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٣٤ وراجع : تفسير الميزان ج ٩ ص ٢٣٥ ومعجم الزوائد ج ٦ ص ١٨٩ و ١٩٠ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٥٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٨٩ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٠٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٤٤ وتاريخ خليفة بن خياط ج ١ ص ٨٨.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣٣٥ وج ٩ ص ٤٥٤ عن أبي نعيم ، وعمدة القاري ج ١٣ ص ٤٣ وراجع : الفايق في غريب الحديث ج ٣ ص ٣٠٧ وتاج العروس ج ١٠ ص ١٢٦ ومسند الروياني ج ٢ ص ٢٥٧ والخصائص الكبرى ج ١ ص ٤٥٠ وغريب الحديث للخطابي ج ١ ص ٤١٢ والمعجم الكبير للطبراني ج ٧ ص ١٨.

١٥٦

١٠ ـ أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» رمى بالحصى في وجوه المشركين في الغزوتين.

١١ ـ أن غزوتي بدر وحنين كانتا مع المشركين ، وأما سائر الحروب والغزوات فكان بعضها مع المشركين ، ولكن عمدتها وأهمها ، وأخطرها كان مع اليهود وغيرهم.

معاوية يروي الأكاذيب :

روي عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال : لقيت أبي منهزما مع بني أبيه من أهل مكة ، فصحت به : يا ابن حرب ، والله ما صبرت مع ابن عمك ، ولا قاتلت عن دينك ، ولا كففت هؤلاء الأعراب عن حريمك!

فقال : من أنت؟

فقلت : معاوية.

قال : ابن هند؟

قلت : نعم.

قال : بأبي أنت وأمي. ثم وقف فاجتمع معه أناس من أهل مكة ، وانضممت إليهم ، ثم حملنا على القوم فضعضعناهم. وما زال المسلمون يقتلون المشركين ، ويأسرون منهم حتى ارتفع النهار. فأمر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالكف عنه ، ونادى : أن لا يقتل أسير من القوم (١).

__________________

(١) الإرشاد للمفيد ج ١ ص ١٤٤ والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص ٨٦ والبحار ج ٢١ ص ١٥٨ وشجرة طوبى ص ٣١٠ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٢٣ والدر النظيم لابن حاتم العاملي ص ١٨٣.

١٥٧

ونقول :

إن ذلك لا يصح.

أولا : لأن أبا سفيان ومعاوية كانا على تل مشرف يتفرجان لمن تكون الدائرة ، فقد قالوا : ولما أصبح القوم ، ونظر بعضهم إلى بعض أشرف أبو سفيان وابنه معاوية ، وصفوان بن أمية ، وحكيم بن حزام على تلّ ينظرون لمن تكون الدائرة (١).

ثانيا : قال ابن إسحاق : لما انهزم المسلمون قال أبو سفيان ـ وكان إسلامه بعد مدخولا ـ : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، وإن الأزلام لمعه في كنانته (٢).

ثالثا : ما معنى أن يخاطب معاوية أباه بقوله : «يا ابن حرب»؟! أليس

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣١٧ والبحار ج ٢١ ص ١٥٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٧٧ والسيرة النبوية ج ٣ ص ٦٢٦ ودلائل النبوة ج ٥ ص ١٣١ وتاريخ الإسلام ج ٢ ص ٥٧٨.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣١٩ وراجع : تفسير الميزان ج ٩ ص ٢٣٥ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٤٧ والكامل لابن الأثير ج ٢ ص ٢٦٣ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٧٤ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ١٧ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٨٠ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ص ٢١٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦١٩ والنصائح الكافية لمحمد بن عقيل ص ١١٠ وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه‌السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ لمحمد الريشهري ج ١ ص ٢٥٢ وشرح مشكل الآثار ج ٦ ص ٤١٢ ومعتصر المختصر لأبي المحاسن الحنفي ج ١ ص ٢٢٩ وزاد المعاد ج ٣ ص ٤٦٩ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٣٧.

١٥٨

هذا من سوء أدب الأبناء مع الآباء؟! أم أن ذلك كان من أساليب الخطاب بين الأبناء والآباء في الجاهلية؟!

ثم ما معنى أن لا يعرفه أبوه ولو من صوته ، مع أنه قد أطال خطابه معه؟! حتى احتاج أن يسأله عن نفسه!!

رابعا : إنه يريد أن يزعم : أن أبا سفيان كان قد أسلم حقا ، مع أن الروايات الكثيرة التي مرت وتمر معنا في هذه الغزوة تصرح بخلاف ذلك. ولأجل الوصول إلى هذه الغاية ، قال معاوية له : «ولا قاتلت عن دينك».

ثم أكد ذلك بقوله : ولا كففت هؤلاء الأعراب عن حريمك ، للإيهام بأن حريم أبي سفيان في خطر من قبل هوازن ، لأنه كان قد أسلم .. مع أن هذا الأمر غير ظاهر ، بل لعل غطفان كانت مطمئنة إلى أن أبا سفيان سوف يساعدها على حرب النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لو وجد سبيلا إلى ذلك.

خامسا : إنه يريد أن يقول : إن كرة أبي سفيان وقريش ، هي السبب في هزيمة هوازن. مع أن الروايات الآتية تصرح : بأن الأنصار هم الذين كروا على هوازن حتى طردوها (١).

بل الصحيح هو : أن عليا «عليه‌السلام» هو واهب النصر للمسلمين كما سيتضح.

سادسا : لماذا يعترض معاوية على أبيه ، ويؤنبه بهذه الحدة ، ولا ينظر إلى

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٣١٩ و ٣٢٠ و ٣٢٣ ومواضع أخرى عن العديد من المصادر ، وتفسير البحر المحيط ج ٥ ص ٢٦ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٢٢٩.

١٥٩

نفسه ، فإنه هو الآخر كان في جملة الهاربين.

فاتضح : أن معاوية في روايته تلك ليس فقط يريد أن يدفع عن نفسه وعن أبيه عار الهزيمة يوم حنين. بل هو يريد أن يدّعي : أنه هو وأبوه وقريش هم صانعو النصر في حنين ، فهم الذين ضعضعوا المشركين ، ثم ما زال المسلمون يقتلون ويأسرون ، حتى كفهم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ..

ثم إنه يريد أن يثبت إسلام أبي سفيان آنئذ ، ويبعد صفة النفاق ، والشرك عنه ، مع تصريحهم بخلاف ذلك حسبما تقدم وسيأتي.

ونحن على يقين من أن هذه الرواية لو صحت ، أو حتى لو أمكن التسويق لها ، ولو بشق الأنفس ، لو جدت محبي معاوية وأبي سفيان يقذفون بها في كل اتجاه ، ولكانت قد امتلأت بها كتبهم ، ولأشاروا إليها ، ودلوا عليها بمناسبة وبغير مناسبة ..

ولكن القاعدة التي تقول : حدّث العاقل بما لا يليق له ، فإن لاق له ، فاعلم أنه لا عقل له .. قد قيدتهم هنا ، وإن لم تستطع أن تفعل شيئا في مواضع كثيرة أخرى حين يتعلق الأمر بالخليفتين الأولين مثلا.

ولعل السبب في ذلك : أن معاوية وأبا سفيان وقريشا ، وإن كانت لهم مكانتهم في قلوبهم ، ويعزّون عليهم ، ولكن هناك مجال للتساهل في أمرهم ، والتغاضي عن بعض ما يرتبط بهم .. أما إذا كان الأمر يرتبط بأركان الخلافة ، وخصوصا الشيخين ، فلا بد من تعطيل كل العقول ، والقبول بكل حديث عن فضائلهم ، وقهر القلوب على محبتهم ، ومحاربة ، بل وقتل كل من يتوهم أنهم أخطأوا أو ظلموا ، أو اغتصبوا حق علي وبنت النبي عليهم الصلاة والسلام ، أو غير ذلك.

١٦٠