الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٣

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٣

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-195-5
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٦٦

وأوذي من آذاك ، فقد كنت موضعا في سبّك وأذاك ، وقد نصرني الله وهداني إلى الإسلام.

قال الزبير : فجعلت أنظر إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وإنه ليطأطئ رأسه استحياء مما يعتذر هبار ، فقال له : قد عفوت عنك ، والإسلام يجب ما قبله.

وكان يسبّ حتى يبلغ منه فلا ينتصف من أحد.

فبلغ رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حلمه ، وما يحمل عليه من الأذى ، فقال : يا هبار سبّ من سبّك (١).

ونقول :

إن في النصوص المتقدمة مواضع للنظر والتأمل ، نذكر منها ما يلي :

ذنب هبار :

لا يصح أن يدخل في وهم أحد : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان يريد التشفّي الشخصي بهبار ، لأنه قد ارتكب جريمته ضد بعض من يخصّ رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وينتسب إليه ، وهي زينب التي يدّعي البعض : أنها ابنته على الحقيقة ، أو بالتربية ـ كما هو الحق ـ.

فإنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لا يمكن أن يتخذ مواقفه من هذه المنطلقات ، لأنه نبي معصوم. بل هو مسدد ومؤيد ، (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (٢).

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٥٧ و ٨٥٩ وكتاب التوابي ص ١٢١ والمنتخب من ذيل المذيل ص ٤٠ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٣٩.

(٢) الآيتان ٣ و ٤ من سورة النجم.

٨١

كما أن ما فعله هبار كان جرما عظيما ، بجميع المعايير ، فلاحظ ما يلي :

١ ـ إن ما أقدم عليه تجاه زينب كان عملا عدوانيا ، يهدف إلى منع الناس من ممارسة حرياتهم في أمور تعود إليهم وتخصهم.

٢ ـ إنه تعدّ على حدود الشرع والدين ، وتحد للإرادة الإلهية ، وسعي في إبطال الحق ، ونصرة الباطل.

٣ ـ إنه عدوان على إنسان ضعيف ، غير قادر على الدفاع عن نفسه ، وهو أمر معيب حتى عند أهل الجاهلية ، وعبدة الأصنام أنفسهم.

جرأتهم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وقد ادّعوا : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان كلما بعث سرية أمرها بهبار : إن أخذ أن يحرق بالنار ، ثم قال : «إنما يعذب بالنار رب النار ، اقطعوا يديه ورجليه ، إن قدرتم عليه ، ثم اقتلوه» (١).

ونقول :

أولا : إن النبي الأعظم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لا يتردد في أحكامه ، ولا يتراجع عنها ، بل هو مسدد ومؤيد بالوحي ، ولا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى .. فإنه حين أمر أن يحرق بالنار لم يقل ذلك من عند نفسه؟!

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٥٧ و ٨٥٨ و ٨٥٩ وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٣ ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٩٢ و (ط دار المعرفة) ص ٣٩ والبحار ج ١٩ ص ٣٥٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٨ ص ١٤ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٣٨ وراجع : مسند أحمد ج ٣ ص ٤٩٤ وكنز العمال ج ٥ ص ٣٩١ وأسد الغابة ج ٢ ص ٦٠ والمنتخب من ذيل المذيل ص ٣٩ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٢٣٨.

٨٢

حاشاه!! .. وإذا كان قد قاله بأمر من الله ، فما معنى أن يتراجع عنه ، ثم يستدل لصحة تراجعه بقاعدة عامة تقول : لا يعذب بالنار إلا رب النار؟! (١).

ثانيا : إن أمير المؤمنين «عليه‌السلام» كما يقولون : قد أحرق عبد الله بن سبأ بالنار حين ادّعى ربوبية الإمام «عليه‌السلام» (٢) ولا أحد مثل علي «عليه‌السلام» يتقيد بأحكام الله ، ويلتزم بشرعه تبارك وتعالى.

رابعا : قد أحرق أبو بكر الفجأة السلمي ، واسمه أياس بن عبد الله بن عبد ياليل ، وكان ذلك هو أحد الأمور الثلاثة التي ندم على فعلها ، كما

__________________

(١) الوسائل ج ١٨ باب ٥ من أبواب اللواط حديث رقم ١ والباب رقم ٣ من أبواب حد اللواط ، الحديث رقم ٩ و ٥.

(٢) رجال الكشي (ط كربلاء) ص ٩٩ و ١٠٠ ، وخلاصة الرجال للعلامة ص وقاموس الرجال ج ٥ ص ٤٦١ والوسائل (ط دار الإسلامية) ج ١٨ ص ٥٥٤ ومستدرك الوسائل ج ١٨ ص ١٦٩ والهداية الكبرى ص ١٥١ ونوادر المعجزات ص ٢١ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٢٢٧ ومدينة المعاجز ج ١ ص ٢٢٦ وجامع أحاديث الشيعة ج ٢٦ ص ٦٧ والغدير ج ٣ ص ٩٤ وتأويل مختلف الحديث ص ٧٠ واختيار معرفة الرجال ج ١ ص ٣٢٣ وخلاصة القوال ص ٣٧١ والتحرير الطاووسي ص ٣٤٥ ونقد الرجال ج ٣ ص ١٠٩ وجامع الرواة ج ١ ص ٤٨٥ وطرائف المقال ج ٢ ص ٩٦ ومستدركات علم رجال الحديث ج ٥ ص ٢١ ومعجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٠٥ وميزان الإعتدال ج ٢ ص ٤٢٦ ولسان الميزان ج ٣ ص ٢٨٩ و ٢٩٠ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٣١ وشرح إحقاق الحق ج ٨ ص ٦٤٦.

٨٣

صرح به حين حضرته الوفاة (١).

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٣٧ وتاريخ الإسلام للذهبي : ج ١ ص ١١٧ و ١١٨ ، وإثبات الهداة ج ٢ ص ٣٥٩ و ٣٦٧ و ٣٦٨ ، والعقد الفريد ج ٤ ص ٢٦٨ ، والايضاح لابن شاذان ص ١٦١ ، والإمامة والسياسة ج ١ ص ١٨ ، وسير أعلام النبلاء ، (سير الخلفاء الراشدين) ص ١٧ ، ومجموع الغرائب للكفعمي ص ٢٨٨ ، ومروج الذهب ج ١ ص ٤١٤ ، وج ٢ ص ٣٠١ ، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي ج ١ ص ١٣٠ ، وج ١٧ ص ١٦٨ و ١٦٤ ، وج ٦ ص ٥١ وج ٢ ص ٤٧ و ٤٦ ، وج ٢٠ ص ٢٤ و ١٧ ، وميزان الإعتدال ج ٣ ص ١٠٩ ، وج ٢ ص ٢١٥ ، والإمامة (مخطوط) توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات في بيروت ص ٨٢. ولسان الميزان ج ٤ ص ١٨٩ ، وتاريخ الأمم والملوك (ط دار المعارف) ج ٣ ص ٤٣٠ وكنز العمال ج ٣ ص ١٢٥ ، وج ٥ ص ٦٣١ و ٦٣٢ ، والرسائل الإعتقادية (رسالة طريق الإرشاد) ص ٤٧٠ ، و ٤٧١. ومنتخب كنز العمال (مطبوع بهامش مسند أحمد) ج ٢ ص ١٧١. والمعجم الكبير للطبراني ج ١ ص ٦٢ وضياء العالمين (مخطوط) ج ٢ ق ٣ ص ٩٠ ، و ١٠٨ ، عن العديد من المصادر. والنص والإجتهاد ص ٩١ ، والسبعة من السلف ص ١٦ و ١٧ ، والغدير ج ٧ ص ١٧٠ ، ومعالم المدرستين ج ٢ ص ٧٩ ، وعن تاريخ ابن عساكر (ترجمة أبي بكر) ، ومرآة الزمان. وراجع : زهر الربيع ج ٢ ص ١٢٤ ، وأنوار الملكوت ص ٢٢٧ ، وبحار الأنوار ج ٣٠ ، ص ١٢٣ و ١٣٦ و ١٣٨ و ١٤١ و ٣٥٢ ، ونفحات اللاهوت ص ٧٩ ، وحديقة الشيعة ج ٢ ص ٢٥٢ ، وتشييد المطاعن ج ١ ص ٣٤٠ ، ودلائل الصدق ج ٣ ق ١ ص ٣٢.

والخصال ج ١ ص ١٧١ و ١٧٣ ، وحياة الصحابة ج ٢ ص ٢٤ ، والشافي للمرتضى ج ٤ ص ١٣٧ و ١٣٨. والمغني لعبد الجبار ج ٢٠ ق ١ ص ٣٤٠ و ٣٤١. ونهج الحق ص ٢٦٥ ، والأموال لأبي عبيد ص ١٩٤ (وإن لم يصرح بها).

٨٤

بل كان أبو بكر يأمر سراياه بإحراق المعارضين له فيما عرف بحروب الردة (١). مع أنها حروب اعتراض على خلافته ، لا أكثر.

زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

قد ذكرنا في أوائل هذا الكتاب ، وفي كتاب : «بنات النبي أم ربائبه» ، وكتاب : «القول الصائب في إثبات الربائب» : أن زينب ، وأم كلثوم ، ورقية ، اللواتي كبرن وتزوجن لم تكنّ بنات لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من خديجة ..

__________________

ومجمع الزوائد ج ٥ ص ٢٠٣ ، وتلخيص الشافي ج ٣ ص ١٧٠ ، وتجريد الإعتقاد لنصير الدين الطوسي ص ٤٠٢ ، وكشف المراد ص ٤٠٣ ، ومفتاح الباب (أي الباب الحادي عشر) للعربشاهي (تحقيق مهدي محقق) ، ص ١٩٩ ، وتقريب المعارف ص ٣٦٦ و ٣٦٧ ، واللوامع الإلهية في المباحث الكلامية للمقداد ص ٣٠٢ ، ومختصر تاريخ دمشق ج ١٣ ص ١٢٢ ، ومنال الطالب ص ٢٨٠ ، وراجع : الكامل لابن الأثير (حوادث سنة ١١ ه‍) ج ٢ ص ١٤٦ ، والإصابة ج ٢ ص ٢٢٣ والبداية والنهاية ج ٦ ص ٣١٩ ، وتاريخ الأمم والملوك ج ٣ (حوادث سنة ١١ ه‍). وراجع المواقف للإيجي ص ٤٠٣.

(١) مختصر السيرة ج ١ ص ٢٦٩ والإكتفاء ج ٣ ص ٢٩ وتفسير غريب ما في الصحيحين ج ١ ص ٤٩٩ وج ١٠ ص ٤٢ والنهاية في غريب الحديث ج ١ ص ٣٧١ والتمهيد لابن عبد البر ج ٥ ص ٣١٦ وفيض القدير ج ٦ ص ٢٩٥ وراجع : الوافي بالوفيات ج ١٣ ص ١٦٢ والغدير ج ٧ ص ١٥٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٦ ص ٢٤٠ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ٣٧٢ والرياض النضرة ج ٢ ص ٤٨ الشرح الكبير ج ١٠ ص ٨٢ والمغني لابن قدامة ج ٩ ص ١٨ و (ط دار الكتاب العربي) ص ٧٨.

٨٥

ولكن ذلك لا يمنع من القول : بأنه قد كان للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بنات يحملن هذه الأسماء بالذات ، ولكنهن متن في حال الصغر ..

وإنما توصف هؤلاء بأنهن بنات رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بسبب أنهن قد عشن في بيته ، وتربين عنده .. ويصح أن يطلق على من تتربى في بيت رجل : أنها بنت ذلك الرجل ..

أما من كان يصر على بنوتهن الحقيقية لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وكذلك الذين ما زالوا يصرون على هذا الرأي ، فذلك منهم إما لجهلهم بحقيقة الحال .. إما بسبب عدم تعرضهم للبحث المعمق في هذه المسألة ، وإما لأنهم ممن يريدون التقليل من شأن فاطمة الزهراء «عليها‌السلام» ، بإيجاد منافسات لها حسب زعمهم (١). ومنح شرف المصاهرة لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لأناس آخرين غير علي «عليه‌السلام» ، فلعل هذا ـ بزعمه الفاسد ، ورأيه الكاسد ـ يقلل من شأن علي «عليه‌السلام» ويحط من مقامه ولو شيئا مّا!! ..

موقف الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله من هبار :

ولكن مهما قيل في تعظيم هؤلاء البنات ، فإن الزهراء «عليها‌السلام» تبقى تحلّق في عليائها ، ولا تدانيها أية امرأة خلقها الله تعالى ، بل هي أفضل الخلق كلهم ، باستثناء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وعلي «عليه‌السلام» بمقتضى

__________________

(١) إذ لا شك في خطئهم في زعمهم هذا ، بل يكون وجود بنات تميزت هي عليهن من شأنه أن يظهر فضلها ، ومكانتها ـ لو صح وجود بنات له «صلى‌الله‌عليه‌وآله» غيرها ، والحقيقة هي تعذر إثبات ذلك بصورة علمية ومقبولة ..

٨٦

ما دل عليه حديث : «لو لا علي لم يكن لفاطمة كفؤ ، آدم فمن دونه» (١).

__________________

(١) كشف الغمة للأربلي ج ٢ ص ١٠٠ عن صاحب كتاب الفردوس ، واللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري ص ٩٦ ، وبيت الأحزان للشيخ عباس القمي ص ٢٤ ، وحياة أمير المؤمنين لمحمديان ج ١ ص ١٠٧ ، ومجمع النورين للمرندي ص ٢٧ و ٤٣ ، وتفسير القمي لعلي بن إبراهيم ج ٢ ص ٣٣٨ ، والصحيح من السيرة (الطبعة الرابعة) ج ٥ ص ٢٧٣ عن حياة الإمام الحسن للقرشي ج ١ ص ١٥ وص ٣٢١ عن تلخيص الشافي ج ٢ ص ٢٧٧ ، والأنوار القدسية للشيخ محمد حسين الأصفهاني ص ٣٦ عن المحجة البيضاء ج ٤ ص ٢٠٠ ، وشرح أصول الكافي للمازندراني ج ٧ ص ٢٢٢ ، ووسائل الشيعة للحر العاملي ج ٢٠ ص ٧٤ وج ١٤ ص ٤٩ ، ودلائل الإمامة لمحمد بن جرير الطبري ص ٨٠ ، وعلل الشرائع ج ٢ ص ١٧٨ ، وأمالي الصدوق ص ٤٧٤ ، ونوادر المعجزات ج ٦ ص ٨٤ ، وتفضيل أمير المؤمنين «عليه‌السلام» للشيخ المفيد ص ٣٢ ، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ٢٩٠ ، والفصول المهمة للحر العاملي ج ١ ص ٤٠٨ وج ٣ ص ٤١١ ، وبحار الأنوار ج ٨ ص ٦ وج ٤٣ ص ١٠ و ١٠٧ ، وشهادة النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» للشيخ محمود شريفي ص ١٤٠ ، وإعلام الورى ج ١ ص ٢٩٠ ، وتسلية المجالس وزينة المجالس ج ١ ص ٥٤٧ ، ومناظرات في العقائد للشيخ عبد الله محسن ص ٢٦٨ ، والأسرار الفاطمية للشيخ محمد فاضل المسعودي ص ٨٣ ، ونور البراهين للسيد نعمة الله الجزائري ج ١ ص ٣١٥ ، ومستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي ج ٩ ص ١٢٦ و ٢٨٨ ، والإمام علي «عليه‌السلام» لأحمد الرحماني الهمداني ص ١٢٦ و ٣٣٤ ، ومستدرك الإمام الرضا للعطاردي ج ١ ص ٢٤١ ، والحدائق الناضرة للمحقق البحراني ج ٢٣ ص ١٠٨ ، والتهذيب ج ٧ ص ٤٧٠ ح ٩٠ وص ٤٧٥ ح ١١٦ ، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ج ٣ ص ٣٩٣ ، والكافي للكليني ج ١ ص ٤٦١ ، ـ

٨٧

وبعد ما تقدم نقول :

إنه إذا كان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أهدر دم هبار بن الأسود ، والحويرث بن نقيدر ، لأنهما روّعا زينب ، أو لأن الحويرث نخس بها الجمل ، فوقعت على الأرض ، فماذا سيكون موقفه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ممن ضرب فاطمة «عليها‌السلام» ، وأسقط جنينها ، وكسر ضلعها ، وتسبب لها بعلّتها التي ماتت منها ، فكانت صدّيقة شهيدة كما روي؟! (١).

فهل سوف يكون «صلى‌الله‌عليه‌وآله» راضيا عمن فعل بها ذلك؟!! أم أنه سيعاقبه ، بما يستحقه؟!

__________________

وعيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٠٣ و (ط أخرى) ج ١ ص ٢٢٥ ، والخصال ص ٤١٤ ، والمختصر ص ١٣٣ و ١٣٦ ، وبشارة المصطفى ص ٣٢٨ ، وإحقاق الحق (قسم الملحقات) ج ٧ ص ١ و ٢ وج ١٧ ص ٣٥ وج ١٩ ص ١١٧ عن عدد من المصادر التالية : مودة القربى للهمداني (ط لاهور) ص ١٨ و ٥٧ ، وأهل البيت «عليهم‌السلام» لتوفيق أبي علم ص ١٣٩ ، ومقتل الحسين للخوارزمي (ط الغري) ص ٩٥ ، و (ط أخرى) ج ١ ص ٦٦ ، والفردوس ج ٣ ص ٣٧٣ و ٥١٣ ، والسيدة الزهراء «عليها‌السلام» للحاج حسين الشاكري ص ٢٣ ، والمناقب المرتضوية لمحمد صالح الترمذي ، وكنوز الحقائق للمناوي (ط بولاق ـ مصر) ص ١٣٣ ، وينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي الحنفي ج ٢ ص ٨٠ و ٢٤٤ و ٢٨٦. لكن أكثر مصادر أهل السنة قد اقتصرت على عبارة لو لا علي لم يكن لفاطمة كفؤ .. ولم تذكر كلمة ، آدم فمن دونه.

(١) الكافي ج ١ ص ٤٥٨ وجامع أحاديث الشيعة ج ٢ ص ٤٧٣ ومنتقى الجمان ج ١ ص ٢٢٤ ومشرق الشمسين ص ٣٢٤ والصراط النجاة ج ٣ ص ٤٤١ ومسائل علي بن جعفر ص ٣٢٥ والحدائق الناضرة ج ٣ هامش ص ٢٩٦.

٨٨

وهل العقوبة هي مجرد إهدار الدم؟! والأمر بالإحراق بالنار ، بعد قطع اليد والرجل ـ كما زعموا ـ ثم العفو عنه؟!! أم أن الأمر أعظم ، والموقف سيكون أشد وأقسى؟!

سبّ من سبّك :

ولا نريد أن نبحث كثيرا لاستكشاف قائل كلمة : «سبّ من سبّك» ، هل هو رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، لتكون كلمة : «سبّ» فعل أمر؟!

أم هو هبار ، وتكون الكلمة «سبّ» فعل ماض مبني للمجهول؟!

ولكننا نريد أن نقول :

إن الأمر بالسبّ لا يصدر من النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وهو الذي يقول ـ حسبما روي عنه ـ : لا تسبنّ أحدا. وإن امرؤ سبك بأمر لا يعلمه فيك ، فلا تسبه بأمر تعلمه ، فيكون لك الأجر ، وعليه الوزر (١).

وعن الإمام الباقر «عليه‌السلام» : قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم ، فإن الله يبغض اللعّان ، السبّاب ، الطعّان على المؤمنين ، الفاحش

__________________

(١) البحار ج ٧٣ ص ٣٥٥ عن كنز الفوائد للكراجكي ص ٩٥ ومسند أحمد ج ٥ ص ٦٤ وسنن أبي داود ج ٢ ص ٢٦٦ والسنن الكبرى للبيهقي ج ١٠ ص ٢٣٦ والآحاد والمثاني ج ٢ ص ٣٩٣ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٤٨٧ والمعجم الكبير ج ٧ ص ٦٥ وكتاب الدعاء ص ٥٧٠ ورياض الصالحين ص ٣٨٤ والعهود المحمدية ص ٨٤٦ وكنز العمال ج ١٥ ص ٨٨١ وتفسير القرآن العظيم ج ٣ ص ٣٨٢ والمنتخب من ذيل المذيل ص ٦٥.

٨٩

المتفحش الخ .. (١).

وعن الإمام الكاظم «عليه‌السلام» : ما تسابّ اثنان إلا انحط الأعلى إلى مرتبة الأسفل (٢).

تقوى هبار؟! :

ثم إن ما تضمنته الروايات المتقدمة : من إشارات إلى تحول هبار من إنسان ساقط في حمأة الجهالات والضلالات ، إلى إنسان فاضل ، ومنضبط ، وصابر ومتسامح .. حتى لو فرضنا صحته ، فليس ثمة ما يوجب الوثوق بكونه يعبر عن تحول حقيقي في شخصية هبار ، فإن من القريب جدا أن يكون ذلك سياسة منه ، تهدف إلى أن يجد موقعا مناسبا في هذا المجتمع الجديد ، الذي أصبح مقهورا على الإستسلام له ، والعيش فيه.

__________________

(١) البحار ج ٦٥ ص ١٥٢ وج ٧٥ ص ١٨١ عن تحف العقول ، وأمالي الصدوق ص ٣٢٦ وتحف العقول ص ٣٠٠ وروضة الواعظين ص ٣٧٠ ومستدرك الوسائل ج ١٢ ص ٨٢ ومشكاة الأنوار ص ٣٣٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٤٣١ وتفسير العياشي ج ١ ص ٤٨ وتفسير مجمع البيان ج ١ ص ٢٨٦ وتفسير الصافي ج ١ ص ١٥٢ وتفسير كنز الدقائق ج ١ ص ٢٨٧ وتفسير الميزان ج ١ ص ٢٢٠ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٦٥٨.

(٢) البحار ج ٧٥ ص ٣٣٣ عن الدرة الباهرة ، والدرة الباهرة في الأصداف الطاهرة للشهيد الأول ص ٧ وأعلام الدين في صفات المؤمنين للديلمي ص ٣٠٥ ومستدرك سفينة البحار ج ٤ ص ٤٢٧ ونزهة الناظر وتنبيه الخاطر للحلواني ص ١٢٥ وشرح إحقاق الحق ج ١٩ ص ٥٥٢.

٩٠

سبّ المسلمين لهبار موضع ريب :

إننا نظن ظنا قويا : أن يكون ما يزعم من سب المسلمين لهبار أسطورة ، نسجها خيال الرواة الذين يريدون التسويق لهبار ، وإلا فإن من البعيد جدا أن يتجاهر المسلمون بسبّ الناس ، بعد أن نهاهم النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن السب ..

على أنه لو صح ذلك ، فإن ما نتوقعه من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هو : أن يجدد نهيه لهم عن السبّ ، وأن يعلن لزوم ارتداعهم عن المنكر ، لا أن يأمر بمواجهة المنكر بمثله :

وممن أهدر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» دمهم :

٨ ـ الحارث بن هشام :

أخو أبي جهل لأبويه. وقد أسلم بعد ذلك (١).

٩ ـ زهير بن أمية :

وكان قد استجار بأم هاني ، وأراد علي «عليه‌السلام» قتله ، فأمضى

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٨١ و ٩٣ وراجع : تنوير الحوالك ص ٢١٣ وتحفة الأحوذي ج ٨ ص ٢٨٣ وج ١٠ ص ٢٥٠ وعمدة القاري ج ٢٠ ص ٢١٢ وعون المعبود ج ٦ ص ٥٦ وتنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ص ٣٦٠ و ٣٦١ وتفسير الثعلبي ج ٧ ص ٢٧٣ والإكمال في أسماء الرجال ص ٥٤ والثقات ج ٣ ص ٧٢ وتاريخ مديمة دمشق ج ١١ ص ٤٧١ و ٤٩٧ و ٤٩٨ وتهذيب التهذيب ج ٢ ص ١٤٠ والوافي بالوفيات ج ١١ ص ١٩٢ والبداية والنهاية ج ٧ ص ١٠٧ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٣٧٤.

٩١

النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» جوارها ، وأسلم زهير بعد ذلك (١).

١٠ ـ عبد الله بن ربيعة :

ذكره الأزرقي بدل زهير بن أمية (٢).

١١ ـ زهير بن أبي سلمى (٣) :

١٢ ـ مقيس بن صبابة (٤) :

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٨١ و ٩٣ و (ط المعرفة) ص ٤١ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٦٧ وفتح الباري ج ١ ص ٣٩٧.

(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٩٣ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٦٧ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٢٧٧ وفتح الباري ج ١ ص ٢٩٧ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٧ ص ٢٧٧ ونصب الراية ج ٤ ص ٢٤٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ١١ ص ٤٩٥ وتهذيب الكمال ج ٥ ص ٢٩٨ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٥٩ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٣٨٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٤٩.

(٣) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٨٢.

(٤) راجع : قرب الإسناد ص ٦١ و (ط مؤسسة أهل البيت) ص ١٣٠ والإرشاد ج ١ ص ١٣٦ والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص ٧٧ والبحار ج ٢١ ص ١٠٥ و ١١١ و ١٣١ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٥ ومكاتيب الرسول ج ٣ ص ٦٥١ وسنن النسائي ج ٧ ص ١٠٦ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٨ ص ٢٠٥ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ١٦٩ و ١٧٣ وفتح الباري ج ٨ ص ٩ والإستذكار ج ٤ ص ٤٠٤ والدرر ص ١٩١ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٨ ص ١٥ وكنز العمال ج ١٠ ص ٥١٧ و ٥٢٨ و ٥٣٥ وتفسير نور الثقلين ج ٥ ص ٦٩٥ وتفسير ـ

٩٢

كان أسلم ، ثم أتى على رجل من الأنصار فقتله ، وكان الأنصاري قتل أخاه هشاما خطأ في غزوة ذي قرد ، ظنه من العدو ، فجاء مقيس ، فأخذ الدية ، ثم قتل الأنصاري ، ثم ارتد ، فقتله نميلة بن عبد الله يوم الفتح (١).

وقد قتله بعد أن أخبروه : بأنه مع جماعة يشربون الخمر ، فذهب إليه ، فقتله بردم بني جمح ، وقيل : قتل وهو متعلق بأستار الكعبة (٢).

ويقال : خرج وهو ثمل فيما بين الصفا والمروة ، فرآه المسلون ، فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه (٣).

__________________

البغوي ج ١ ص ٤٦٤ وزاد المسير ج ٢ ص ١٧٣ وتفسير العز بن عبد السلام ص ٣٤٤ والتسهيل لعلوم التنزيل ج ١ ص ١٥٣ وتفسير البحر المحيط ج ٣ ص ٣٣٨ ولباب النقول ص ٧٧ وأضواء البيان ج ٢ ص ٧٢ وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٤٠٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٩ ص ٣٣ وج ٤١ ص ٥٨ وج ٥٩ ص ١٦٨ وأسد الغابة ج ٤ ص ٥ وج ٥ ص ٤٢ و ٦٢ وتهذيب الكمال ج ١١ ص ١١٤ والإصابة ج ٢ ص ٤٧٧ وج ٦ ص ٣٧٣ والأعلام ج ٧ ص ٢٨٣ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٣٦ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٥٥٣ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٧٩ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٤٤ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٢٠٤ وج ١٣ ص ١١٠ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٥٨٣ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٨٦٨ وإعلام الورى ج ١ ص ٢٢٣ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٩٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢٩٨.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٥ ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٨١ و ٩١ ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٣ وراجع مصادر الهامش السابق.

(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٩١ و (ط دار المعرفة) ص ٣٨ ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٣.

(٣) المغازي ج ٢ ص ٨٦١ والأعلام للزركلي ج ٧ ص ٢٨٣ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٤٠٠.

٩٣

١٣ ـ الحويرث بن الطلاطل الخزاعي :

كان يؤذي النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، قتله علي «عليه‌السلام» ذكره أبو معشر (١).

١٤ ـ كعب بن زهير :

وهو الشاعر الذي كان يهجو رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وجاء بعد ذلك فأسلم ، ومدحه بقصيدة بانت سعاد. ذكره الحاكم (٢).

١٥ ـ وحشي بن حرب :

وتقدم شأنه : في غزوة أحد ، وفي فتح مكة. هرب إلى الطائف ، فلما أسلم أهلها جاء مع وفدهم فأسلم (٣).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٥ ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٤ وراجع : نيل الأوطار ج ٨ ص ١٧٢ وج ١٢ ص ٧٠ وفتح الباري ج ٨ ص ١٠.

(٢) راجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٨٢ و ٩٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٥ ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٤ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٧٢ وفتح الباري ج ٨ ص ١٠ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٢٤ و ٤٢٨ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٥٧٩ والآحاد والمثاني ج ٥ ص ١٦٨ وأسد الغابة ج ٤ ص ٢٤٠ والدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ص ٥٣٨ والإصابة ج ٥ ص ٤٤٣ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٧٠٥.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٥ ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٩٤ ، والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٦٣ ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٤ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٥٠ وراجع : مجمع الزوائد ج ٧ ص ١٠١ والمعجم الكبير ج ٢٢ ص ١٣٦ وتفسير الميزان ج ٤ ص ٣٨١ وزاد المسير ج ٦ ص ٢٤ وقاموس الرجال ج ١٠ ـ

٩٤

فقال له «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : غيب عني وجهك (١).

١٦ ـ هبيرة بن أبي وهب :

زوج أم هاني يقال : إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أهدر أيضا دمه (٢).

١٧ ـ سارة :

مولاة عمرو بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف ، وكانت مغنية

__________________

ص ٢٢٦ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٢ ص ٤٠٥ والوافي بالوفيات ج ٢٧ ص ٢٥٣ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٤٠٠.

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٦٣ ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٤ وشرح الأخبار ج ١ ص ٢٦٩ وج ١٠ ص ١١١ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ٩٨ ومسند أبي داود الطيالسي ص ١٨٦ والآحاد والمثاني ج ١ ص ٣٦٢ والمعجم الكبير ج ٣ ص ١٤٨ والدرجات الرفيعة ص ٦٨ وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٤٢٦ والكامل ج ٦ ص ١١٢ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٢ ص ٤٠٥ و ٤٠٧ و ٤٠٩ و ٤١١ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ١٧٦ والأعلام ج ٨ ص ١١١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢١ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٤٠٠ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٣١٢ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٥٩٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٣٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٢١٧ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٢ ص ٥٣٨ وشرح إحقاق الحق ج ٧ ص ٤١٦.

(٢) شرح معاني الآثار ج ٣ ص ٣٣١ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٠ ص ٧٨ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٣٠٥.

٩٥

نواحّة بمكة (١) ، وكانت قدمت على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قبل الفتح ، وطلبت منه الصلة وشكت الحاجة ، فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «ما كان في غنائك ما يغنيك»؟

فقالت : إن قريشا منذ قتل من قتل منهم ببدر تركوا الغناء ، فوصلها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وأوقر لها بعيرا طعاما ، فرجعت إلى قريش.

وكان ابن خطل يلقي عليها هجاء رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فتغني به. وهي التي وجد معها كتاب حاطب ابن أبي بلتعة.

وقالوا : استؤمن لها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فأمنها ، فأسلمت وعاشت إلى خلافة عمر بن الخطاب ، أو إلى خلافة أبي بكر (٢).

وقال الواقدي : «أمر بها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يوم الفتح أن

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٥ وقرب الإسناد ص ٦١ والإصابة ج ٨ ص ٣٩٨ والبحار ج ٢١ ص ١١١ وفيه : قرسا وأم سارة ، وكانتا قينتين تزنيان وتغنيان بهجاء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وتحضضان يوم أحد على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٥ ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٧٥ و ٨١ و ٩٣ ، و (ط دار المعرفة) ص ٢٢ وراجع : البحار ج ٢١ ص ٩٣ و ٩٤ و ١١١ عن مجمع البيان ج ٩ ص ٢٦٩ و ٢٧٠ ، والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٦٠ ، وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٤ و ٧٨ وأعيان الشيعة ج ١ ص ٢٧٦ وفتح الباري ج ٨ ص ١٠ وعمدة القاري ج ١٧ ص ٢٧٤ والدرر ص ٢٢٠ وتخريج الأحاديث والآثار ج ٣ ص ٤٥٣ وتفسير البغوي ج ٤ ص ٥٤٠ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٣٦ وعيون الأثر ج ٢ ص ١٩٦.

٩٦

تقتل ، فقتلت يومئذ» (١).

١٨ ـ أرنب مولاة ابن خطل.

١٩ ـ فرتنى :

أو قرينا.

٢٠ ـ قريبة :

ضد بعيدة. ويقال : هي أرنب السابقة.

وهما قينتان لابن خطل ، كانتا تغنيان بهجاء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فاستؤمن لإحداهما ـ فأسلمت ـ وقتلت الأخرى ، قتلها علي «عليه‌السلام» (٢).

وذكر عن ابن إسحاق : أن فرتنى هي التي أسلمت ، وأن قريبة قتلت (٣).

٢١ ـ أم سعد :

قتلت فيما ذكره ابن إسحاق.

__________________

(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٦٠ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٨ ص ١٦.

(٢) البحار ج ٢١ ص ١٣١ ، والإرشاد ج ١ ص ١٣٦ والمستجاد من الإرشاد ص ٧٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٩ ص ٣٢ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٤ : أما قريبة فقتلت مصلوبة.

(٣) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٥ و ٢٢٦ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٩٤ وراجع :

المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٦٠ وفتح الباري ج ٨ ص ١٠ والإصابة ج ٨ ص ٢٧٩ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٤٠ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ٤٠٠.

٩٧

ويحتمل ـ كما قال الحافظ ـ : أن تكون أرنب ، وأم سعد القينتين. واختلف في اسمهما باعتبار الكنية واللقب (١).

٢٢ ـ هند بنت عتبة :

وهي التي شقت عن كبد حمزة بن عبد المطلب ، عم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولاكت قلبه (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٦ وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٥ وفتح الباري ج ٨ ص ١٠.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٢٥ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٩٤ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٤ وافحتجاج ج ١ ص ٢٦٥ وسيرة ابن إسحاق ج ٣ ص ٣١٢ والبحار ج ٢٠ ص ٥٥ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٢٨٣ ونهج السعادة ج ٣ ص ١٦١ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٦٠٧ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٧٢ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٤٣ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ١٢ و ٢٣٧ وتفسير القمي ج ١ ص ١١٧ وعيون الأثر ج ١ ص ٢٢٤ وتفسير مجمع البيان ج ٢ ص ٣٧٨ والتفسير الصافي ج ١ ص ٣٧٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤٠٧ والنزاع والتخاصم ص ٣٨ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٣٨٦ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٢١٤ وتفسير الثعلبي ج ٣ ص ١٤٦ وتفسير القرطبي ج ٤ ص ١٨٧ وإمتاع الأسماع ج ١ ص ١٦٦ والنصائح الكافية ص ١١٢ وتقوية الإيمان ص ٦٩ والأنوار العلوية ص ١٨٥ وإحقاق الحق (الأصل) ص ٢٦٦ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٠٤ والدرجات الرفيعة ص ٦٧ وقاموس الرجال ج ١٢ ص ٣٤٩ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ ص ١٢ والثقات ج ١ ص ٢٣٠ وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٤١ وشيخ المضيرة

٩٨

عن هند بنت عتبة ، وهي تذكر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فتقول : أنا عاديته كل العداوة ، وفعلت يوم أحد ما فعلت من المثلة بعمه وأصحابه ، وكلما سيّرت قريش مسيرة فأنا معها بنفسي أو معينة لقريش ، حتى إن كنت لأعين كل من غزا إلى محمد ، حتى تجردت من ثيابي ، فرأيت في النوم ثلاث ليال ولاء بعد فتح مكة :

رأيت كأني في ظلمة لا أبصر سهلا ولا جبلا ، وأرى تلك الظلمة انفرجت علي بضوء كأنه الشمس ، وإذا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يدعوني.

ثم رأيت في الليلة الثانية : كأني على طريق يدعوني ، وإذا هبل عن يميني يدعوني ، وإذا إساف عن شمالي يدعوني ، وإذا برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بين يدي يقول : «هلمي إلى الطريق».

ثم رأيت في الليلة الثالثة : كأني واقفة على شفير جهنم ، يريدون أن يدفعوني فيها ، وإذا بهبل يقول : أدخلوها. فالتفت ، فأنظر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من ورائي آخذ بثيابي ، فتباعدت من شفير النار ، فلا أرى النار ، ففزعت (١).

فقلت : ما هذا؟ وقد تبين لي ، فغدوت من ساعتي إلى صنم في بيت كنا

__________________

أبو هريرة ص ١٦٠ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٥٩ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٢١٥.

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٥٤ و ٢٥٥ عن الواقدي ، وراجع : المغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٧١ ومسند عمر بن عبد العزيز ص ١٨٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ٧٠ ص ١٧٧.

٩٩

نجعل عليه منديلا ، فأخذت قدوما ، فجعلت أفلذه وأقول : طالما كنا منك في غرور ، وأسلمت (١).

وعن عبد الله بن الزبير : أن هندا أتت رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وهو بالأبطح ، فأسلمت ، وقالت : الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه ، لتمسني رحمتك يا محمد ، إني امرأة مؤمنة بالله ، مصدقة به.

ثم كشفت عن نقابها ، فقالت : أنا هند بنت عتبة.

فقال رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «مرحبا بك».

فقالت : يا رسول الله ، والله ، ما كان على وجه الأرض من أهل خباء أحب إلي من أن يذلوا من خبائك ، ولقد أصبحت وما على الارض أهل خباء أحب إلي أن يعزوا من خبائك (٢).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٥٥ ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٣٠٣ و (ط دار المعرفة) ص ٥٧ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٨٩ ومسند عمر بن عبد العزيز ص ١٨٠ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ٢٣٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٧٠ ص ١٨٤ والأعلام ج ٨ ص ٩٨ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ٦.

(٢) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٥٥ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ٩٦. وراجع ص ٩٤ ، والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٥٠ وراجع : دلائل النبوة للبيهقي ج ٥ ص ١٠٠ وعن البخاري ج ٧ ص ١٧٥ (٣٨٢٥) و (ط دار الفكر) ج ٧ ص ٢٢٠ وج ٨ ص ١٠٩ وصحيح مسلم ج ٥ ص ١٣٠ وراجع : السنن الكبرى للبيهقي ج ٧ ص ٦٦ وج ١٠ ص ٢٧٠ وشرح مسلم للنووي ج ١٢ ص ٩ وفتح الباري ج ٩ ص ٤٤٤ وعمدة القاري ج ٢٣ ص ١٧٣ وج ٢٤ ص ٢٣٥ ومسند الشاميين ج ٤ ص ١٩١ وكتاب التوابين ص ١٢٣ وتغليق التعليق ج ٤ ص ٨١ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ٢٣٧ وتاريخ مدينة دمشق ج ٧٠ ص ١٧٩ و ١٨٣ وتاريخ ـ

١٠٠