الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٣

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٣

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-195-5
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٦٦

__________________

المؤمنين «عليه‌السلام» للنسائي ص ٧٧ ـ ٧٩ و ٨٤ و ٨٥ و ٨٩ ومسند أبي يعلى ج ٢ ص ٨٧ و ٩٩ وجزء الحميري ص ٢٨ و ٣٤ وأمالي المحاملي ص ٢٠٩ وحديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ص ١٩٩ وصحيح ابن حبان ج ١٥ ص ٣٦٩ والمعجم الصغير ج ٢ ص ٢٢ و ٥٤ والمعجم الأوسط ج ٣ ص ١٣٩ وج ٥ ص ٢٨٧ وج ٦ ص ٧٧ و ٨٣ وج ٧ ص ٣١١ والمعجم الكبير ج ١ ص ١٤٦ و ١٤٨ وج ٢ ص ٢٤٧ وج ٤ ص ١٧ و ١٨٤ وج ١١ ص ٦١ وج ٢٤ ص ١٤٦ و ١٤٧ ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص ٢٥٢ وفوائد العراقيين للنقاش ص ٩٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ٢ ص ٥٩ و ٢٦٤ وج ٥ ص ٢٤٨ وج ٦ ص ١٦٩ وج ٩ ص ٣٠٥ وج ١٠ ص ٢٢٢ وج ١٣ ص ٢١١ وج ١٧ ص ١٧٤ وج ١٨ ص ٢٤ ودرر السمط في خبر السبط ص ٧٩ ونظم درر السمطين ص ٢٤ و ١٣٤ وكنز العمال وج ٥ ص ٧٢٤ وج ٩ ص ١٦٧ و ١٧٠ وج ١١ ص ٥٩٩ و ٦٠٧ وج ١٣ ص ١٠٦ و ١٢٣ و ١٢٤ و ١٥١ و ١٦٣ و ١٩٢ وج ١٦ ص ١٨٦ وتذكرة الموضوعات للفتني ص ٨ وكشف الخفاء للعجلوني ج ٢ ص ٣٨٤ و ٤٢٠ ونظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني ص ١٩٥ وفتح الملك العلى لأحمد بن الصديق المغربي ص ١٠٩ و ١٥٤ وإرغام المبتدع الغبي لحسن بن علي للسقاف ص ٥٩ وقاموس شتائم للسقاف ص ١٩٨ ودفع الإرتياب عن حديث الباب للعلوي ص ٣٣ وتفسير الإمام العسكري «عليه‌السلام» ص ٢٥٠ وخصائص الوحى المبين لابن البطريق ص ١٨٦ و ٢٤٣ و ٢٤٥ وتفسير نور الثقلين ج ٢ ص ٣١٤ وتفسير القرطبي ج ١ ص ٢٦٦ و ٢٦٧ وعدة الأصول (ط. ق) ج ١ ص ١٧٠ ورجال النجاشي ص ٩٤ و ٢٣٣ و ٤٠١ والفهرست لللطوسي ص ٧٤ ونقد الرجال للتفرشي ج ٣ ص ١٧٦ والفوائد الرجالية لبحر العلوم ج ٤ ص ١١٣ وطرائف المقال للبروجردي ج ٢ ص ٤٨٧ و ٥٦٩ ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج ٣ ص ٦٤ و ٦٥ وج ١١ ص ٩٦ وج ١٨ ص ٢١٥ وتهذيب المقال

٣٤١

__________________

للأبطحى ج ٣ ص ٤٨٩ وج ٥ ص ٤٣٢ والتاريخ الكبير للبخاري ج ١ ص ١١٥ ومعرفة الثقات للعجلي ج ٢ ص ١٨٤ و ٤٥٧ وضعفاء العقيلي ج ٢ ص ٤٧ والكامل لابن عدي ج ٢ ص ١٤٢ و ٣١٥ وج ٣ ص ٢٠٧ وج ٦ ص ٦٨ و ٢١٦ وج ٧ ص ٣٩ وطبقات المحدثين بأصبهان لابن حبان ج ٤ ص ٢٦٤ وعلل الدارقطني ج ٤ ص ٣١٣ و ٣٨١ وتاريخ بغداد ج ١ ص ٣٤٢ وج ٤ ص ١٧٦ و ٢٩١ وج ٥ ص ١٤٧ وج ٨ ص ٥٢ و ٢٦٢ وج ٩ ص ٣٧٠ وج ١٠ ص ٤٥ وج ١٢ ص ٣٢٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ١٢ ص ٣٤٩ وج ١٣ ص ١٥٠ و ١٥١ وج ١٨ ص ١٣٨ وج ٢٠ ص ٣٦٠ وج ٢١ ص ٤١٥ وج ٣٠ ص ٣٥٩ وج ٣٨ ص ٧ وج ٣٩ ص ٢٠١ وج ٤١ ص ١٨ وج ٤٢ ص ٥٣ و ١١٦ و ١٤٣ و ١٤٦ ـ ١٤٨ و ١٥٠ و ١٥٣ ـ و ١٥٧ و ١٦٢ ـ ١٧٥ و ١٧٧ و ١٧٩ و ١٨٠ و ١٨٢ ـ ١٨٥ وج ٥٤ ص ٢٢٦ وج ٥٩ ص ٧٤ وج ٧٠ ص ٣٥ و ٣٦ وأسد الغابة ج ٤ ص ٢٧ وج ٥ ص ٨ وذيل تاريخ بغداد لابن النجار البغدادي ج ٤ ص ٢٠٩ وتهذيب الكمال للمزي ج ٥ ص ٥٧٧ وج ٨ ص ٤٤٣ وج ١٤ ص ٤٠٧ وج ٢٠ ص ٤٨٣ وج ٣٢ ص ٤٨٢ وج ٣٥ ص ٢٦٣ وتذكرة الحفاظ ج ١ ص ١٠ و ٢١٧ وج ٢ ص ٥٢٣ وسير أعلام النبلاء ج ٧ ص ٣٦٢ وج ١٣ ص ٣٤١ وج ١٤ ص ٢١٠ وتهذيب التهذيب ج ٢ ص ٢٠٩ وج ٥ ص ١٦٠ ج ٧ ص ٢٩٦ ولسان الميزان ج ٢ ص ٤١٤ والإصابة ج ٤ ص ٤٦٧ وأنساب الاشراف ص ٩٦ و ١٠٦ والجوهرة في نسب الإمام علي وآله للبري ص ١٤ و ١٥ وذكر أخبار إصبهان ج ١ ص ٨٠ وج ٢ ص ٢٨١ و ٣٢٨ والبداية والنهاية ج ٧ ص ٣٧٦ و ٣٧٨ وج ٨ ص ٨٤ ووقعة صفين للمنقري ص ٣١٥ وبشارة المصطفى للطبري ص ٣٥٢ و ٣٧٤ و ٤٠٩ وإعلام الورى للطبرسي ج ١ ص ٣٢٦ و ٣٣١ والمناقب للخوارزمي ص ٥٥ و ٦١ و ١٢٩ و ١٣٣ و ١٤٠ و ١٥٨ و ٣٠١ وكشف الغمة ج ١ ص ٦٣ و ٧٩ و ١٢٣ و ٢٩٢ و ٣٤٢ وج ٢ ص ٢٤ ونهج الإيمان

٣٤٢

وهي كلمة قالها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لأمير المؤمنين «عليه‌السلام» في أكثر من مناسبة ، أشهرها : حين تجهز «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لغزو تبوك ، وتخلف عنه جمع من المنافقين في المدينة انتظارا للفرصة ، وأملا بإنجاز مؤامرتهم الشريرة ، وسعيا لتحقيق نواياهم المشؤومة.

فإنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قرر : أن يبقي عليا «عليه‌السلام» على المدينة مدة غيبته.

فتضايق المتآمرون من المنافقين ، وتضايق معهم من لف لفهم ، ممن كان عازما على المسير أيضا ، لكي يبقوا على مقربة من المستجدات والتحولات ، وليمكنهم التدخل في الوقت المناسب في مسار الأحداث ، وانتهاز الفرص

__________________

لابن جبر ص ٦٨ و ١١٩ و ٣٧٩ ـ ٤٠٥ و ٥٣١ و ٦١٦ و ٦٥٨ والعدد القوية ص ٥١ و ٢٤٧ وكشف اليقين ص ٢٧٩ و ٤٢٥ و ٤٥٩ و ٤٦٦ والنزاع والتخاصم للمقريزي ص ١٠١ وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي «عليه‌السلام» لابن الدمشقي ج ١ ص ٣٧ و ١٩٧ و ٢٩٦ وسبل الهدى والرشاد ج ١١ ص ٢٩٢ وينابيع المودة للقندوزي ج ١ ص ١٣٧ و ١٥٦ و ١٥٧ و ١٥٨ و ١٦٢ و ٢٤٠ و ٣٠٩ و ٤٠٤ و ٤٣١ و ٤٣٤ وج ٢ ص ٨٦ و ١٤٦ و ١٥٣ و ٣٠٢ و ٣٠٣ و ٣٨٦ وج ٣ ص ٢٠٨ و ٢١١ و ٢٧٨ و ٣٦٩ و ٤٠٣ واللمعة البيضاء للتبريزي ص ٦٧ والنصائح الكافية لمحمد بن عقيل ص ٩٦ و ١١٧ و ١٨٣ والأنوار العلوية للشيخ جعفر النقدي ص ٢٣ و ٣٢٨ و ٣٣٦ ولمحات للشيخ لطف الله الصافى ص ٤٣ ومجموعة الرسائل للشيخ لطف الله الصافي ج ١ ص ١٧٤ وج ٢ ص ٣٢٩ وحياة الإمام الحسين «عليه‌السلام» للقرشي ج ١ ص ٢٥٥ وحياة الإمام الرضا «عليه‌السلام» للقرشي ج ١ ص ١٦٩ وج ٢ ص ٢٦٦ و ٣١٨.

٣٤٣

واقتناصها ، إن أمكن. أو دفع ما يرون فيه خطرا على مشاريعهم التآمرية التي يعدون لها العدة. كما أظهرته الوقائع اللاحقة.

وكان إبقاء علي «عليه‌السلام» في المدينة مخيفا لهم ، فحاولوا أن يطلقوا شائعات حول القرار بإبقاء علي «عليه‌السلام» ، من شأنها أن تمس الكرامة ، وتؤذي العنفوان ، من قبيل قولهم : إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» خلّف عليا «عليه‌السلام» استثقالا له (١).

أو قولهم : خلفه في النساء والصبيان (٢).

__________________

(١) المسترشد ص ١٢٩ و ٤٤٤ والإرشاد ج ١ ص ١٥٦ وذخائر العقبى ص ٦٣ والمستجاد من الإرشاد ص ٩٥ و ٩٦ والصراط المستقيم ج ١ ص ٣١٦ والبحار ج ٢١ ص ٢٠٨ و ٢٤٥ وج ٣٧ ص ٢٦٧ والغدير ج ٣ ص ١٩٨ والمناظرات في الإمامة ص ٢١٤ والثقات ج ٢ ص ٩٣ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ٣١ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٦٨ وعن البداية والنهاية ج ٥ ص ١١ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٩٤٦ وكشف الغمة ج ١ ص ٢٢٧ وعن عيون الأثر ج ٢ ص ٢٥٤ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ١٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٤٤١ ونشأة التشيع والشيعة ص ١٠٩ وكتاب السنة ص ٥٨٦ وإعلام الورى ج ١ ص ٢٤٤ وقصص الأنبياء للراوندي ص ٣٤٩ وشرح الأخبار ج ٢ ص ١٩٥ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٨٣ وتفسير نور الثقلين ج ٣ ص ٣٧٨ والثقات ج ٢ ص ٩٣ وكشف اليقين للعلامة الحلي ص ١٤٥.

(٢) مختصر تاريخ دمشق ج ١٧ ص ٣٣٢ والإعتقاد على مذهب السلف لأحمد بن الحسين البيهقي ص ٢٠٥ ومسند أبي يعلى ج ١ ص ٢٨٦ ومعارج القبول ج ٢ ص ٤٧١ ومسند فاطمة للسيوطي ص ٦٢ والمعجم لابن المثنى التميمي ص ٢٣٠ وتحفة الأحوذي ج ١٠ ص ٢٢٩ وتلخيص المتشابه في الرسم ج ٢ ص ٦٤٤ وتاريخ

٣٤٤

أو : كره صحبته (١).

أو : مله وكره صحبته (٢).

أو : استثقله وكره صحبته (٣).

أو : سئمه وكره صحبته (٤).

وجاء الرد الإلهي الحاسم والحازم ليقول رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعلي «عليه‌السلام» : أنت مني بمنزلة هارون من موسى.

__________________

الإسلام للذهبي ج ٣ ص ٦٢٧ وتاريخ الأحمدي ص ٩٩ وفضائل الصحابة للنسائي ص ١٤ والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (ط بيروت) ج ٩ ص ٤١ والحدائق لابن الجوزي ج ١ ص ٣٨٧ عن البخاري ، ومسلم ، والبداية والنهاية ج ٥ ص ٧.

(١) المسترشد ص ٤٤٥ وشرح الأخبار ج ١ ص ٩٧ ومسند ابن الجعد ص ٣٠١ والطبقات الكبرى ج ٣ ص ٢٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ١٧٥ وأنساب الأشراف ص ٩٤.

(٢) مناقب أمير المؤمنين «عليه‌السلام» ج ١ ص ٥٣١ و ٥٣٢ وفضائل الصحابة ص ١٣ ومسند سعد بن أبي وقاص ص ١٧٤ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٤٤ و ١٢٠ و ٢٤٠ وخصائص أمير المؤمنين «عليه‌السلام» للنسائي ص ٧٦ ومسند أبي يعلى ج ٢ ص ٨٦ والكامل ج ٢ ص ٤١٧ وعن تاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ١٥١ و ١٥٢ ومختصر تاريخ دمشق ج ١٧ ص ٣٤٤.

(٣) مقام الإمام علي «عليه‌السلام» ص ٣٦ ومكاتيب الرسول هامش ج ١ ص ٥٩٥ وعن تاريخ مدينة دمشق ج ٤٢ ص ١١٧.

(٤) الإحتجاج ج ١ ص ٥٩ ومدينة المعاجز ج ١ ص ٢٨٨ والبحار ج ٢١ ص ٢٢٣ وتفسير الإمام العسكري «عليه‌السلام» ص ٣٨٠ وبشارة المصطفى للطبري ص ٣١٦.

٣٤٥

٢ ـ وعن منزلة هارون من موسى نقول :

ألف : إن منزلة هارون من موسى ، كما أشارت إليه آيات القرآن الكريم : هي أنه وزيره. وذلك بجعل من الله سبحانه ، فإن الله جعل هارون وزيرا لموسى : (.. وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً) (١).

أنه شد أزر النبي ، وشد عضده.

أنه شريكه في أمر الدين ، ونشره ، وإبلاغه ، وحفظه وفي كل شيء سوى النبوة.

أنه من أهله ، فقد قال تعالى على لسان موسى «عليه‌السلام» : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (٢).

وقال تعالى : (قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ..) (٣).

أنه ردء للنبي.

أنه يصدق النبي ، فقد قال تعالى حكاية عن موسى : (فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ) (٤).

أنه خليفته في قومه ..

أن مهمته هي الإصلاح في أولئك القوم ..

قال تعالى حكاية عن لسان موسى «عليه‌السلام» : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي

__________________

(١) الآية ٣٥ من سورة الفرقان.

(٢) الآيتات ٢٩ ـ ٣٢ من سورة طه.

(٣) الآية ٣٥ من سورة القصص.

(٤) الآية ٣٤ من سورة القصص.

٣٤٦

وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) (١).

ب : قال العلامة الطباطائي «رحمه‌الله» عن نبي الله هارون «عليه‌السلام» : «أشركه الله تعالى مع موسى «عليهما‌السلام» في سورة الصافات : في المنّ ، وإيتاء الكتاب ، والهداية إلى الصراط المستقيم ، وفي التسليم ، وأنه من المحسنين ، ومن عباده المؤمنين [الصافات : ١١٤ ـ ١٢٢] وعده مرسلا [طه : ٤٧] ، ونبيا [مريم : ٥٣] ، وأنه ممن أنعم عليهم [مريم : ٥٨] ، وأشركه مع من عدهم من الأنبياء في سورة الأنعام في صفاتهم الجميلة ، من الإحسان ، والصلاح ، والفضل ، والإجتباء ، والهداية [الأنعام : ٨٤ ـ ٨٨]» انتهى (٢).

ج : ليس المراد بإشراكه في حفظ الدين ، ونشره ، وتبليغه ، ما هو على حد شراكة المؤمنين معه في ذلك من حيث إن وجوب التبليغ والإرشاد والدعوة إلى الله ، والدفاع عن الحق والدين وتعليم الأحكام يعم الجميع ، فيجب على الناس العاديين وعلى الأولياء والأنبياء أيضا .. بل هي شراكة خاصة في كل أمره «صلى‌الله‌عليه‌وآله» باستثناء نزول الوحي عليه ، ونيل درجة النبوة بصورة فعلية.

وتظهر آثار هذه الشراكة في وجوب طاعته «عليه‌السلام» ، وفي حجية قوله ، وفي كل ما أعطاه الله إياه من علم خاص ، ومن عرض أعمال العباد عليه ، ومن طاعة الجمادات له ، ومن التصرفات والقدرات الخاصة ، مثل طي الأرض ، ورؤيته من خلفه ، وكونه تنام عيناه ولا ينام قلبه ، والإسراء

__________________

(١) الآية ١٤٢ من سورة الأعراف.

(٢) الميزان (تفسير) ج ١٦ ص ٤٤.

٣٤٧

والمعراج إلى السماوات لرؤية آيات الله تبارك وتعالى وما إلى ذلك.

د : إنه «عليه‌السلام» من أهل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» والأهل يعيشون مع بعضهم بعفوية وشفافية ووضوح ، فأهل النبي يشاهدون أحواله ، ويطّلعون على أسراره ، فإذا كان وزيره ، وشريكه منهم ، فإن معرفته بكل هذه الأمور المعنوية تكون منطلقة من معرفته الواقعية بكل حالاته وخفاياه ، وباطنه وظاهره .. ولا بد أن يدخل إلى ضمير هذا الوزير والشريك وإلى خلجات نفسه ، وحنايا روحه ، ويلامس شغاف قلبه بصفته نبيا مقدسا وطاهرا بكل ما لهذه الكلمة من معنى ، ولا يريد لنفسه ردءا وشريكا ووزيرا بعيدا عنه ، قد يفرض غموضه احترامه عليه ، أو يخشى ويحذر ما يجهله منه ..

إن هذا الإشراف المباشر على حالات هذا النبي ، والعيش معه بعفوية الأهل والأحبة ومن دون أن يكون هناك أي داع لتحفظه معهم ، أو للتحفظ معه .. يعطي للإنسان السكينة والطمأنينة إلى صحة الرؤية ، وسلامة المعرفة ، وواقعيتها ، فيترسخ الإيمان بصحة نبوته في العقل ، ويتبلور صفاؤه في الوجدان ، ويتجذر طهره في أعماق النفس ، وينساب هداه في الروح والضمير إنسياب الدم في العروق ..

وهذه خصوصية لا يمكن أن توجد إلا لدى الأنبياء «عليهم‌السلام» ، ومن هم في خطهم من الأولياء ، والخلّص من المؤمنين ..

أما من عداهم من أهل الدنيا .. فلا يمكن أن تستقيم لهم الأمور إلا بوضع الحجب ، وإنشاء السدود والحواجز أمام الناس ، حتى أقرب الناس إليهم ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم فضلا عن غيرهم .. ومنعهم من المعرفة

٣٤٨

بحقيقة سلوكهم ، وبواقع نواياهم ، وبما تكنّه ضمائرهم .. لأن معرفة الناس بذلك سوف تجر لهم الداء الدوي ، والبلاء الظاهر والخفي ..

ه : وأما الأخوّة التي ينشدها النبي في الوزير : فقد تعني فيما تعنيه الأمور التالية :

أولا : المساواة .. والإشتراك .. والمماثلة في الميزات .. والشبه في الصفات ..

ولذلك نلاحظ : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كما ذكر المؤرخون كان يؤاخي بين كل ونظيره ، ممن هو أقرب الناس إليه في الخلق ، وفي السيرة ، وفي الطموح ، وفي المستوى الفكري والعقلي ، وسائر الصفات.

مع العلم : بأننا لا نجد ملكا يعترف لأي مخلوق ، سواء أكان وزيرا أو قريبا أو حتى ولدا بالمساواة معه في الصفات والأخلاق ، وسائر الميزات. بل هو يعطي لنفسه مقاما متميزا عن الناس كلهم ، ويسعى لتعمية الأمر على الناس ، ويتوسل إلى ذلك بأساليب شتى من الإبهام والإيهام ، والإدّعاءات الزائفة ، والمظاهر الخادعة.

ثانيا : إن هذا التشابه أو التقارب في الميزات من شأنه : أن يفرض تساويا في الحقوق لكل منهما بالنسبة لأخيه الآخر .. وهذا مرفوض أيضا في منطق أهل الدنيا ، فإن الرؤساء والملوك فيها ، إن لم يجدوا لأنفسهم خصوصية ، فلا بد من انتحالها ، والتظاهر بما يوهم الخصوصية. كما ألمحنا إليه ..

فكيف يمكن أن يرضوا بالمساواة مع غيرهم في الحقوق والمزايا؟!

و: إن استثناء النبوة في كلام رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن وزارة علي «عليه‌السلام» يفيد : أن المراد بمنزلة هارون من موسى : هو سائر مراتبها ، ومختلف متعلقاتها. أي أن هذا الإستثناء يفيد عموم المنزلة وشمولها لكل

٣٤٩

الأمور والجهات والمراتب ، فهو بمنزلته في لزوم الطاعة ، وفي حجية قوله ، وفي حاكميته ، وفي القضاء ، والعطاء ، والسلم ، والحرب والسفر ، والحضر ، وفي الحياة ، وبعد الممات .. وفي كل شيء ..

أنت هادي أمتي :

وتقدم : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال لعلي «عليه‌السلام» في هذه المناسبة : «أنت هادي أمتي. ألا إن السعيد كل السعيد من أحبك ، وأخذ بطريقتك. ألا إن الشقي كل الشقي من خالفك ، ورغب عن طريقك إلى يوم القيامة» (١).

ونقول :

إن هذه الكلمة قد تضمنت ثلاثة أمور هامة وأساسية .. وهي :

١ ـ علي عليه‌السلام هادي أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله :

إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد قرر في هذه المناسبة : أن عليا «عليه‌السلام» هادي أمته.

وهذا يدل على : أن ما أجراه «عليه‌السلام» في بني جذيمة ليس مجرد إيصال بعض مال استحقه أولئك الناس عوضا عن متاع سلب منهم ، أو ديات لقتلى سقطوا في عدوان تعرضوا له. بل هو أمر يرتبط بالهداية إلى الحق ، وتعريف الناس بما يرضي الله تبارك وتعالى ..

__________________

(١) الأمالي للطوسي (ط سنة ١٤١٤ ه‍) ص ٤٩٨ والبحار ج ٢١ ص ١٤٣ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» ج ١١ ص ٢١٩.

٣٥٠

فكيف يمكن فهم هذا الأمر من الوقائع التي جرت له «عليه‌السلام» في مهمته تلك؟

إن الإجابة على هذا السؤال قد تكون من خلال ملاحظة تنوّع العطاءات ، وتنوّع أسبابها ، حيث أظهرت : أن لروعات النساء ، وفزع الصبيان قيمة ، وأنه لا بد من أن تودى الأجنة إذا أسقطت في مثل هذه الحالات ، وأنه لا بد من بذل الأموال لإبراء ذمة الله ورسوله ، ولأجل ما يعلمون ، وما لا يعلمون .. وغير ذلك مما تقدم .. وتقدمت بعض الإشارات إلى وجوهه وأسبابه ..

وهي أمور لم تكن واضحة للناس ، بل هي قد لا تخطر لأحد منهم على بال ..

وهي تدل على : أنه «عليه‌السلام» هو الذي يدرك أسرار الشريعة ، ودقائقها ، وكوامنها ، ويعرف أهدافها ، ومؤدياتها ..

ولعل مما يوضح ذلك : أنه «عليه‌السلام» قد أعطى مالا أيضا من أجل أن يرضوا عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ليحفظ بذلك دينهم ، ويصون إيمانهم.

٢ ـ السعيد من أحب عليا عليه‌السلام :

وقد بيّن «صلى‌الله‌عليه‌وآله» للناس : أن حقيقة السعادة تنال بأمرين :

أحدهما : حب علي «عليه‌السلام».

والمقصود هو : حبه «عليه‌السلام» كما هو ، وعلى ما هو عليه ، وهو الذي يرضيه ما يرضي الله ، ويغضبه ما يغضبه ، فالسعيد هو من أحب عليا «عليه‌السلام» حتى وهو يجري عليه وعلى أهله وولده أحكام الله تعالى ،

٣٥١

ويقيم عليه وعليهم حدوده ، ولا تؤثر إقامته لها عليه وعليهم في محبته وفي إخلاصه وطاعته له ، فهو يحبه حتى وهو يجلده ، وحتى وهو يقتص من ولده القاتل. أو يقطع يد ولده السارق.

أما حب علي «عليه‌السلام» لأنه شجاع مثلا ، فهو ليس حبا لعلي «عليه‌السلام» ، بل هو حب للشجاعة فقط ، فهو يحبها حتى لو ظهرت لدى أعداء الله ورسوله. وأعداء الإنسانية .. فهذا الحب لا ينفع صاحبه ولا يسعده برضا الله تبارك وتعالى.

الثاني : الأخذ بطريقة علي «عليه‌السلام» .. أي أن العمل الجوارحي يجب أن ينسجم مع المشاعر ، ويستجيب لدعوتها أيضا .. فالحب لعلي «عليه‌السلام» يدعو إلى التأسي والإقتداء وبدون ذلك ، فإن الحب يبقى عقيما ، ليس له أي امتداد أو قيمة ، أو ما يوجب له البقاء.

غير أن الملاحظ هنا : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد تحدث عن الأخذ بطريقة علي «عليه‌السلام» ، ولم يأمر بأن يعمل نفس عمل علي «عليه‌السلام» بحيث يكون للعمل نفس قيمة وخصوصيات عمل علي «عليه‌السلام» ، ونفس درجته في الإخلاص ، والخلوص ، والمثوبة ، وسائر الآثار ، بل المطلوب هو : أن يتبع المؤمن سبيله ، وطريقته «عليه‌السلام» ، وإن لم تتحقق المماثلة لها في سائر الخصوصيات والآثار.

ولذلك نلاحظ : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد رتب الشقاء على مخالفة طريقة علي «عليه‌السلام» ، لا على فقدان الأعمال لخصوصيات وآثار وقيمة ، وخصائص عمل علي «عليه‌السلام».

وذلك لطف آخر من الله ورسوله بالعباد ، ولهذا البحث مجال آخر.

٣٥٢

الفهارس

١ ـ الفهرس الإجمالي

٢ ـ الفهرس التفصيلي

٣٥٣
٣٥٤

١ ـ الفهرس الإجمالي

الباب الثالث : نهايات فتح مكة

الفصل الأول : الذين أهدر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دمهم.............................. ٧ ـ ١٠٦

الفصل الثاني : أحداث جرت في فتح مكة :............................ ١٠٧ ـ ١٥٠

الفصل الثالث : تشريعات وأحكام.................................... ١٥١ ـ ١٩٨

الفصل الرابع : مكة بعد الفتح بيد عتّاب .. ومعاذ...................... ١٩٩ ـ ٢١٨

القسم العاشر : من الفتح .. إلى الشهادة

الباب الأول : من فتح مكة إلى حنين .. تسع بعوث وسرايا ..

الفصل الأول : بعوث وسرايا قبل بني جذيمة............................ ٢٢٣ ـ ٢٤٤

الفصل الثاني : خالد يبيد بني جذيمة................................... ٢٤٥ ـ ٢٩٢

الفصل الثالث : نصوص أخرى أوضح وأصرح.......................... ٢٩٣ ـ ٣١٦

الفصل الرابع : حديث العترة هو القصص الحق.......................... ٣١٧ ـ ٣٥٢

الفهارس :.......................................................... ٣٥٣ ـ ٣٦٦

٣٥٥
٣٥٦

٢ ـ الفهرس التفصيلي

الباب الثالث : نهايات فتح مكة

الفصل الأول : الذين أهدر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دمهم

كذلك نجزي المجرمين :......................................................... ٩

اقتلوهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة :............................................. ١١

١ ـ عكرمة بن أبي جهل :.................................................. ١٢

لم يقم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا لعكرمة :............................................. ١٨

هل هذا اتهام لخالد؟! :.................................................... ٢١

غصّة عكرمة ويأسه :...................................................... ٢١

عكرمة مهاجر ومؤمن :.................................................... ٢٢

لا تسبوا أبا جهل :........................................................ ٢٣

تناقضات وتشابه بين قصتي صفوان وعكرمة :................................ ٢٥

سر تعظيم عكرمة :....................................................... ٢٥

٢ ـ صفوان بن أمية :...................................................... ٣٠

يحسبون كل صيحة عليهم :................................................ ٣٣

إنقلاب الصورة :.......................................................... ٣٤

ما أسرع ما أجاب!! :..................................................... ٣٤

هذه هي معاييرهم :....................................................... ٣٥

صفوان بن أمية في ميزان الإعتبار :.......................................... ٣٧

٣٥٧

٣ ـ عبد العزى بن خطل :.................................................. ٤٢

تغيير الاسم إحسان وتفضل :.............................................. ٤٧

الهروب إلى الأمام :........................................................ ٤٨

الكعبة لا تعيذ عاصيا ولا تمنع من إقامة الحد :................................ ٤٩

٤ ـ عبد الله بن سعد بن أبي سرح :.......................................... ٥٠

ابن أبي سرح أعظم إجراما :................................................ ٥٧

بين الحياء ، وظن السوء :.................................................. ٥٩

تبارك الله أحسن الخالقين :................................................. ٦٠

عثمان وأخوه ، وعلي عليه‌السلام وأخته :......................................... ٦٢

كله صواب :............................................................. ٦٣

استأمن له ، ثم أتى به :................................................... ٦٤

أين كان علي عليه‌السلام؟! :.................................................... ٦٥

الوسطاء لابن أبي سرح :................................................... ٦٦

مات وهو ساجد :........................................................ ٦٧

٥ ـ عبد الله بن الزبعرى :................................................... ٦٩

٦ ـ الحويرث بن نقيدر :.................................................... ٧٤

أسلوب استدراجي :....................................................... ٧٦

٧ ـ هبار بن الأسود :..................................................... ٧٨

ذنب هبار :.............................................................. ٨١

جرأتهم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :.............................................. ٨٢

زينب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :............................................... ٨٥

٣٥٨

موقف الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله من هبار :............................................. ٨٦

سبّ من سبّك :.......................................................... ٨٩

تقوى هبار؟! :........................................................... ٩٠

سبّ المسلمين لهبار موضع ريب :........................................... ٩١

٨ ـ الحارث بن هشام :..................................................... ٩١

٩ ـ زهير بن أمية :........................................................ ٩١

١٠ ـ عبد الله بن ربيعة :................................................... ٩٢

١١ ـ زهير بن أبي سلمى :................................................. ٩٢

١٢ ـ مقيس بن صبابة :................................................... ٩٢

١٣ ـ الحويرث بن الطلاطل الخزاعي :........................................ ٩٤

١٤ ـ كعب بن زهير :..................................................... ٩٤

١٥ ـ وحشي بن حرب :................................................... ٩٤

١٦ ـ هبيرة بن أبي وهب :................................................. ٩٥

١٧ ـ سارة :.............................................................. ٩٥

١٨ ـ أرنب مولاة ابن خطل................................................. ٩٧

١٩ ـ فرتنى :............................................................. ٩٧

٢٠ ـ قريبة :.............................................................. ٩٧

٢١ ـ أم سعد :........................................................... ٩٧

٢٢ ـ هند بنت عتبة :..................................................... ٩٨

تعقيب غير ضروري :.................................................... ١٠٢

هند .. وأموال زوجها البخيل :............................................ ١٠٢

٣٥٩

الفصل الثاني : أحداث جرت في فتح مكة

لا تحدوا النظر إلى سهيل :.................................................. ١٠٩

١ ـ سبب تعظيم سهيل بن عمر!! :....................................... ١١٠

٢ ـ ليس هذا مدحا لسهيل بن عمرو :..................................... ١١١

إسلام ابني أبي لهب :....................................................... ١١٣

السائب شريك الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في التجارة :..................................... ١١٧

الخطبة الثانية للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في مكة :........................................... ١٢٠

أحلت لي ساعة من نهار :................................................... ١٢٤

دية القتيل المشرك :......................................................... ١٢٥

لما ذا التزوير؟!............................................................. ١٣٢

أول قتيل وداه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :.................................................. ١٣٣

لعلها خطبة أخرى في مكة :................................................. ١٣٣

تجديد أنصاب الحرم :....................................................... ١٣٧

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقترض أموالا ويقسمها :.......................................... ١٣٨

ضفائر أربع!! أم وفرة؟! :................................................... ١٤١

رفع شعر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السماء :............................................ ١٤٣

شعرات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تحترق :............................................... ١٤٤

جبر : الغلام المعذب :...................................................... ١٤٦

مظاهر تقوى ابن عبادة :.................................................... ١٤٧

لعل ثمة تزويرا :............................................................ ١٤٩

٣٦٠