الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٣

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٣

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-195-5
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٦٦

لهم : بنو المصطلق من بني جذيمة. وكان بينهم وبين بني مخزوم إحنة في الجاهلية.

فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وأخذوا منه كتابا ، فلما ورد عليهم خالد أمر مناديا فنادى بالصلاة ، فصلى وصلوا. فلما كانت صلاة الفجر أمر مناديه فنادى ، فصلى وصلوا. ثم أمر الخيل ، فشنوا فيهم الغارة ، فقتل ، وأصاب.

فطلبوا كتابهم فوجدوه ، فأتوا به النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وحدثوه بما صنع خالد بن الوليد.

فاستقبل القبلة ، ثم قال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد.

قال : ثم قدم على رسول الله تبر ومتاع ، فقال لعلي «عليه‌السلام» : يا علي ، إئت بني جذيمة من بني المصطلق ، فأرضهم مما صنع خالد.

ثم رفع «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قدميه ، فقال : يا علي ، اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك.

فأتاهم علي «عليه‌السلام» ، فلما انتهى إليهم حكم فيهم بحكم الله.

فلما رجع إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، قال : يا علي ، أخبرني بما صنعت.

فقال : يا رسول الله ، عمدت ، فأعطيت لكل دم دية ، ولكل جنين غرة ، ولكل مال مالا.

وفضلت معي فضلة ، فأعطيتهم لميلغة كلابهم ، وحبلة رعاتهم.

وفضلت معي فضلة ، فأعطيتهم لروعة نسائهم ، وفزع صبيانهم.

وفضلت معي فضلة ، فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون.

وفضلت معي فضلة ، فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله.

٣٢١

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : يا علي ، أعطيتهم ليرضوا عني؟! رضي الله عنك ، يا علي ، إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي (١).

٣ ـ حديثان آخران :

وفي حديث آخر : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعث خالدا واليا على صدقات بني المصطلق حي من خزاعة.

ثم ساق الحديث نحو ما تقدم ، ولكنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال لعلي في آخره : «أرضيتني ، رضي الله عنك ، يا علي ، أنت هادي أمتي. ألا إن السعيد كل السعيد من أحبك ، وأخذ بطريقتك. ألا إن الشقي كل الشقي من خالفك ، ورغب عن طريقتك إلى يوم القيامة» (٢).

وفي حديث المناشدة يوم الشورى ، قال «عليه‌السلام» :

«نشدتكم بالله ، هل علمتم أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ، ففعل ما فعل ، فصعد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» المنبر ، فقال : «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد»

__________________

(١) الأمالي للشيخ الصدوق (ط سنة ١٣٨٩ ه‍) ص ١٥٢ و ١٥٣ و (ط مؤسسة البعثة) ص ٢٣٨ والبحار ج ٢١ ص ١٤٢ وج ١٠١ ص ٤٢٣ و ٤٢٤ ومستدرك الوسائل ج ١٨ ص ٣٦٦ و ٣٦٧ وعلل الشرائع (ط سنة ١٣٨٥ ه‍) ج ٢ ص ٤٧٣ و ٤٧٤ وجامع أحاديث الشيعة ج ٢٦ ص ٤٨٦ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» ج ١١ ص ٨٠ وغاية المرام ج ٢ ص ٧٦.

(٢) الأمالي للشيخ الطوسي (ط سنة ١٤١٤ ه‍) ص ٤٩٨ والبحار ج ٢١ ص ١٤٣ وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم‌السلام» ج ١١ ص ٢١٩.

٣٢٢

ثلاث مرات.

ثم قال : «اذهب يا علي».

فذهبت ، فوديتهم ، ثم ناشدتهم بالله هل بقي شيء؟

فقالوا : إذا نشدتنا بالله ، فميلغة كلابنا ، وعقال بعيرنا.

فأعطيتهم لهما (١). وبقي معي ذهب كثير ، فأعطيتهم إياه ، وقلت : وهذا لذمة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولما تعلمون ، ولما لا تعلمون ، ولروعات النساء والصبيان.

ثم جئت إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فأخبرته ، فقال : «والله ، ما يسرني يا علي أن لي بما صنعت حمر النعم».

قالوا : اللهم نعم (٢).

ونقول :

قد صرحوا : بأن بني المصطلق بطن من خزاعة ، وهو بنو جذيمة ، وجذيمة هو المصطلق (٣).

وكان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد غزا بني المصطلق في سنة أربع ، أو خمس ، أوست ، فأسر وسبى ، وتزوج منهم جويرية ، فأعتق المسلمون كل

__________________

(١) أي أنه أعطى بني جذيمة مالا لأجل ميلغة الكلب ، وعقال البعير.

(٢) الخصال ج ٢ ص ٥٦٢ والبحار ج ١ ص ١٤١ و ٣٢٧.

(٣) راجع : مكاتيب الرسول ج ١ ص ٢٢٨ عن السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٩٣ و (ط دار المعرفة) ص ٥٨٣ ومعجم قبائل العرب ، ونهاية الإرب ، والروض الأنف ج ٢ ص ١٧. والمنمق ص ١٢٧ و ٢٠٠ و ٢٣٠ ولب اللباب في تحرير الأنساب ص ٢٤٦.

٣٢٣

من كان بأيديهم من الأسرى منهم ، وقالوا : أصهار رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

فآمنوا ، وأخذوا من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كتابا بإسلامهم (١).

ذنب بني جذيمة :

والذي يبدو لنا : أن إيقاع خالد ببني جذيمة كان لعدة أسباب :

أولها : ما أشارت إليه الروايات : من أنه أراد أن ينتقم لعمه الفاكه بن

__________________

(١) راجع : مكاتيب الرسول ج ١ ص ٢٢٨ وأشار في هامشه إلى : تاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٠٤ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٩٣ وصحيح البخاري ج ٥ ص ١٤٧ وإلى الكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٩٢ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٥٦ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ١٩٢ والروض الأنف ج ٢ ص ١٧ وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ٢ ص ٩٦ وراجع : المجموع للنووي ج ١٩ ص ٣٠٦ وتكملة حاشية رد المحتار ج ١ ص ٢٦٦ ونيل الأوطار للشوكاني ج ٨ ص ١٥٠ وفقه السنة ج ٢ ص ٦٨٧ والغارات للثقفي ج ٢ ص ٨١٧ والبحار ج ٢٠ ص ٢٩٠ و ٢٩٦ وميزان الحكمة ج ٤ ص ٣٢٤٠ ومسند أحمد ج ٦ ص ٢٧٧ وسنن أبي داود ج ٢ ص ٢٣٥ و ٢٣٦ والمستدرك للحاكم ج ٤ ص ٢٦ و ٢٧ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ٧٥ ومسند ابن راهويه ج ٢ ص ٢١٧ وج ٤ ص ٣٧ وصحيح ابن حبان ج ٩ ص ٣٦٢ ونصب الراية ج ٦ ص ٥٥٠ وموارد الظمآن ج ٤ ص ١٢٥ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١١٧ والثقات لابن حبان ج ١ ص ٢٨٩ والإصابة ج ٨ ص ٧٣ والمنتخب من ذيل المذيل ص ١٠١ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٢٦٤ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج ٢ ق ٢ ص ٣٣ وإمتاع الأسماع ج ١٣ ص ٣١٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٢٦٣.

٣٢٤

المغيرة ، إنفاذا لوصية أبيه له ولإخوته بذلك (١).

ثانيها : أن خزاعة كانت مكروهة من قبل قريش ، لأنها كانت عيبة نصح لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله». فلابد أن يوقع بكل من ينتسب إلى خزاعة ، التي حالفت من لا تحبه قريش ، ومن تسعى لإبطال دعوته ، وكسر شوكته ، ومن لم يزل أمرها معه يسير من وهن إلى وهن ، حتى اضطرت إلى الاستسلام.

ثالثها : أن نفس طبيعة خالد تميل إلى العدوان ، وقهر الناس ، وإذلالهم بقسوة وشراسة ، ولو عن طريق الغدر والخديعة ، ونقض العهود ، والمواثيق .. بل ولو استلزم ذلك الكذب على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حين كان خالد يحاول إسكات الأصوات المرتفعة بالنكير عليه ، حيث زعم لعبد الرحمن بن عوف : أنه إنما قتلهم امتثالا لأمر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» الصادر إليه فيهم .. فكذبه عبد الرحمن في هذه الدعوى ، وظهر كذبه فيها أيضا من إعلان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بالقول ـ ثلاث مرات ـ اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ..

كتابة الخسائر :

وقد جاء في حديث إغارة خالد على حي أبي زاهر الأسدي : أن عليا «عليه‌السلام» أمر بنسخ ما أصيب لهم ، فكتبوا. ثم أعطاهم المال.

قال ابن شهر آشوب في آخر قصة أبي زاهر : «ونحو ذلك روي أيضا في

__________________

(١) المنمق لابن حبيب ص ٢٢٦ و ٢٤٦.

٣٢٥

بني جذيمة» (١).

ونقول :

إن لكتابة الخسائر العديد من الأهداف والمقاصد ، نذكر منها :

١ ـ أن ذلك يمثل ضمانة لحفظ حقوق الناس.

٢ ـ إنه يبعد عملية معالجة هذا الأمر عن أجواء الفوضى.

٣ ـ إنه يمنع من تحايل البعض للحصول على ما لا حق لهم به.

٤ ـ يمثل درسا عمليا في نظم الأعمال وضبطها.

٥ ـ إنه إذا أعطاهم بصورة عشوائية فذلك يفسح المجال أمام ذوي الأغراض السيئة ، لإشاعة الإتهام له «عليه‌السلام» بعدم رعاية العدل والإنصاف ، وقد يزعزع ذلك الثقة لدى بعض الضعفاء ممن لا يملكون الوعي الكافي ، وتخدعهم أو تؤثر عليهم الشائعات.

٦ ـ قد يهيء ذلك أجواء غير سليمة بين بني جذيمة أنفسهم ، حيث قد يتهم بعضهم بعضا في أمر الأموال ، ويصير بعضهم يرصد حركة البعض الآخر ، ويشيع سوء الظن ، والتحاسد فيما بينهم.

٧ ـ والأهم من ذلك كله وسواه : ما رواه سليمان بن جعفر الجعفري ، عن الإمام الرضا «عليه‌السلام» حين رأى غلمانه وهم يعملون بالطين أواري الدواب (٢) ، وغير ذلك ، وإذا معهم أسود ليس منهم ، فسألهم عنه

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء سنة ١٤١٢ ه‍) ج ١ ص ١٥١ و (ط المكتبة الحيدرية) ص ٣٩٥ والبحار ج ٣٨ ص ٧٣ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٢٤٤.

(٢) الأواري : جمع آري ، وهو محبس الدابة ، ويطلق أيضا على معلف الدابة أنه آري.

٣٢٦

فقالوا : يعمل معنا ، ونعطيه شيأ.

قال : قاطعتموه على أجرته؟!

فقالوا : لا ، هو يرضى منا بما نعطيه.

فأقبل عليهم يضربهم بالسوط ، وغضب لذلك غضبا شديدا.

فقلت : جعلت فداك ، لم تدخل على نفسك.

فقال : إني قد نهيتهم عن مثل هذا غير مرة ، أن يعمل معهم أحد حتى يقاطعوه أجرته.

واعلم : أنه ما من أحد يعمل لك شيئا بغير مقاطعة ، ثم زدته لذلك الشيء ثلاثة أضعاف على أجرته إلا ظن أنك قد نقصته أجرته.

وإذا قاطعته ثم أعطيته أجرته ، حمدك على الوفاء ، فإن زدته حبة عرف ذلك لك ، ورأى أنك قد زدته (١).

فهذا التوجيه الكريم هام جدا ، ويتعين الالتزام به في قضية بني جذيمة ، التي يراد فيها القضاء عن ذمة الله ورسوله ، ومعالجة آثار كارثة تتجاوز في نتائجها وتبعاتها حدود الخسائر المادية ، لتنال الأنفس البريئة ، وقتل الأجنة.

هذا بالإضافة إلى روعات النساء ، وفزع الصبيان .. وغير ذلك من

__________________

(١) الكافي ج ٥ ص ٢٨٨ و ٢٨٩ والبحار ج ٤٩ ص ١٠٦ والحدائق الناضرة ج ٢١ ص ٥٧٧ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٩ ص ١٠٤ و (ط دار الإسلامية) ج ١٣ ص ٢٤٥ وتهذيب الأحكام ج ٧ ص ٢١٢ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٩ ص ١٥ ودرر الأخبار ص ٣٦٨ ومسند الإمام الرضا «عليه‌السلام» ج ٢ ص ٣٠١ و ٣٠٢ وتذكرة الفقهاء (ط ق) ج ٢ ص ٣٠١.

٣٢٧

أمور لا بد من معالجتها ، وسل سخيمة أولئك الناس الذين وقعوا ضحية قضاء الجاهلية ، وأحقادها ، وإحنها ، وعصبياتها البغيضة.

كل ذلك من أجل حفظ إيمان الناس ، من أن يتعرض لأي كدورة أو اختلال .. ومن أجل إقامة صرح العدل ، وإعطاء كل ذي حق حقه ..

شكوك لا مبرر لها :

وقد يسأل أحدهم : إنه إذا كان بنو جذيمة بأسفل مكة ، على ليلة منها نحو يلملم (١). إلى جهة اليمن ، فكيف يمكن أن يغزوهم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في السنة الرابعة ، أو الخامسة ، أو السادسة .. في حين أن الهيمنة على المنطقة كانت لقريش ، وكانت لها تحالفات وارتباطات مع مختلف القبائل فيها ..

ونحن .. وإن كنا نرى : أن سراياه التي كان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يرسلها في كل اتجاه ، قد أضعفت علاقة تلك القبائل بقريش ، وزعزعت تحالفها معها ، وحولتها في العديد من الموارد إلى تحالفات مع المسلمين ، ولكن ذلك لا يصلح جوابا على السؤال عن الوسيلة التي مكنت النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من الوصول إلى هذه المنطقة التي تقع مكة على طريقها ، فإن ذلك لا بد أن يكون محفوفا بالمخاطر الكبيرة ، إلا إذا كان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد سلك إليهم طرقا غير مألوفة ، مكنته من أن يتحاشى المرور من المناطق المأهولة.

__________________

(١) التنبيه والإشراف ص ٢٣٤.

٣٢٨

ولعل مما يسهل عليه هذا الأمر : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يكن بحاجة إلى استنفار الناس في المنطقة ، ولا كان يريد جمع أعداد كبيرة من المقاتلين ، بل كان يكتفي ببضع عشرات ، أو مئات ، يقدرون على إنجاز المهمات الموكلة إليهم بسرعة ، وبمزيد من التكتم والإنضباط.

على أن من الجائز أن يكون هؤلاء القوم كانوا أولا على ماء المريسيع ، قرب قديد ، على الساحل بالقرب من مكة .. حيث هاجمهم حين علم بجمعهم في المرة الأولى ، وأعلنوا له آنئذ إسلامهم ، وأعطاهم بذلك كتابا ..

ثم انتقلوا من موضعهم ذاك إلى ماء الغميصاء ، بين مكة ويلملم ، حيث جرى عليهم من خالد بعد ذلك ما جرى ، فإن العرب كانوا ينتقلون من مكان إلى آخر طلبا للماء والكلأ ، بحسب ما يقتضيه الحال.

دلالات باهرة في فعل علي عليه‌السلام :

هذا .. وقد ذكرت الروايات : الأسباب التي دعت عليا «عليه‌السلام» إلى إعطاء المال لبني جذيمة ، ونحن نعرضها وفق ما أشارت إليه النصوص ، كما يلي :

١ ـ أعطى لكل دم دية.

٢ ـ رد مثل متاعهم عليهم ، وأما نفس المتاع ، فقد ذهب ، فاقتسمه المسلمون ، فلا سبيل إلى رده عينه (وقد ورد ذلك في حديث إغارة خالد على حي أبي زاهر الأسدي ، حيث قال ابن شهر آشوب : إنه قد روي نحو ذلك في بني جذيمة).

٣ ـ أعطاهم إحتياطا لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مما يعلمون ،

٣٢٩

ومما لا يعلمون.

٤ ـ وفي نص آخر : أعطاهم على أن يحلوا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مما علم ، ومما لا يعلم.

٥ ـ ليرضوا عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

٦ ـ لروعة نسائهم ، وفزع صبيانهم.

٧ ـ قضاء ، لذمة الله ، وذمة رسوله.

٨ ـ أعطاهم كسوة عيالهم ، وخدمهم ، ليفرحوا بقدر ما حزنوا (كما ورد في حديث إغارة خالد على حي أبي زاهر الأسدي ، حيث قال ابن شهر آشوب : ونحو ذلك روي أيضا في بني جذيمة).

٩ ـ لكل جنين غرة.

١٠ ـ لكل مال مالا.

١١ ـ لميلغة كلبهم ، وحبلة رعاتهم.

وما نريد أن نقوله هنا هو : أن مجموع هذه النصوص يشير إلى أمور عديدة ، كلها على جانب كبير من الأهمية ، فلاحظ ما يلي :

ألف : إن ذلك يدل على : أن الذين قتلوا لم يكونوا جميعا من الكبار والبالغين ، بل كان فيهم أجنة أيضا ، ولذلك أعطى علي «عليه‌السلام» لكل جنين غرة. والغرّة ـ بالضم ـ عبد أو أمة.

ومنه : قضى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في الجنين بغرة.

وقال الفقهاء : الغرة من العبد الذي ثمنه عشر الدية (١).

__________________

(١) راجع : مجمع البحرين ج ٣ ص ٤٢٢ و (مكتب نشر الثقافة الإسلامية) ج ٣ ص ٣٠٢.

٣٣٠

وزعم بعضهم : أن الغرة من العبيد الذي يكون ثمنه نصف عشر الدية (١).

وفي هذا التعبير ـ أعني قوله : «لكل جنين غرة» ـ : إشارة ضمنية إلى تعدد ، أو كثرة القتلى من الأجنة ، حتى ذكرهم أمير المؤمنين «عليه‌السلام» إلى جانب ديات البالغين ..

ثم إنه لم يتضح إن كان هناك قتلى من النساء أو لم يكن .. ولكن روعاتهن كانت واضحة.

ب : إن عليا «عليه‌السلام» قد أعطى مالا لروعات النساء ، وعوضا عما أصابهن من الحزن ، وصرح : بأن المطلوب هو : أن يفرحوا بقدر ما حزنوا.

وهذا تأصيل لمعنى جديد لا بد من مراعاته في مجالات التعامل مع الناس ، ولم يكن هذا المعنى معروفا ، ولا مألوفا قبل هذه الحادثة .. كما أننا لم نجد أحدا قد راعى هذا المعنى في معالجته لآثار العدوان على الآخرين.

ولعل قول النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعلي «عليه‌السلام» : «يا علي ، اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك».

يشير إلى هذا المعنى ، ولا يختص ذلك بموضوع مقادير الديات ، أو ما يرتبط بالثأر من غير القاتل الحقيقي.

بل إن الفقهاء وعلى مدى كل هذا التاريخ الطويل لم يشيروا في فتاواهم ، ولو إلى رجحان التعرض لمعالجة هذا النوع من الآثار ، ولا رسموا

__________________

(١) أقرب الموارد ج ٢ ص ٨٦٧ وراجع : عمدة القاري ج ٢٤ ص ٦٧ وتحفة الأحوذي ج ٤ ص ٥٥٤ ومرقاة المفاتيح ج ٧ ص ٤٠ والنهاية في غريب الأثر ج ٣ ص ٣٥٣ وكتاب الكليات ج ١ ص ٦٧٠ والتعريفات للجرجاني ج ١ ص ٢٠٨.

٣٣١

له حدودا ، ولا بينوا له أحكاما ، ولا حددوا له شروطا!!

فهل هذه غفلة كانت منهم؟!

أم أنهم فهموا : أن ذلك مما يختص بالمعصوم ، من نبي وإمام؟! أم ما ذا؟!

ج : يلاحظ : أن عليا «عليه‌السلام» ، قد بذل لبني جذيمة أموالا من أجل أن يفرحوا بقدر ما حزنوا.

أي أنه «عليه‌السلام» قد لاحظ مقدار الحزن ، ومقدار الفرح ، وأراد أن يكون هذا بقدر ذاك ، ولذلك لم يقل : «ليفرحوا بعد ما حزنوا». بل قال :

«ليفرحوا بقدر ما حزنوا».

د : إن سرد ما اعطاه علي «عليه‌السلام» لبني جذيمة يصلح أن يكون هو الوصف الدقيق لحقيقة ما جرى على هؤلاء الناس من قتل وسلب وخوف. فهم قد سلبوهم كل شيء. حتى حبلة الرعاة ، وميلغة الكلب ، ولم يتركوا لهم حتى كسوة العيال والخدم .. وأخذوا منهم ما يعلمون ، وما لا يعلمون.

بالإضافة إلى قتل الرجال ، وإسقاط الأجنة ، وروعة النساء ، وفزع الصبيان ، وحزن العيال والخدم.

ه : وقد صرحت الكلمات الواردة في الروايات : بأن عليا «عليه‌السلام» يريد أن يقضي عن ذمة الله ورسوله. أي أن الذين قتلهم خالد ، قد كانوا في ضمان ذمة الله ، وذمة الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

ولعل هذا يؤيد صحة القول : بأنه كان لديهم كتاب من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، يضمن لهم سلامتهم ، وأمنهم ، ويعتبرهم في ذمة الله ورسوله.

وعدوان خالد عليهم يعتبر إخلالا بهذه الذمة ، وهذا يحتم الوفاء بها ،

٣٣٢

وإعادة الأمور إلى نصابها.

بل قد يقال : إن هذا التعبير يدل على : أنه لو أن أحدا من غير المسلمين اعتدى على بني جذيمة لوجب نصرهم ، وتحمل مسؤولية التعويض عليهم كل نقص يعرض لهم ، في الأموال والأنفس على حد سواء ..

و: قد ذكرت النصوص المتقدمة : أنه «عليه‌السلام» أعطاهم مقدارا من المال ، ليرضوا عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، مع العلم : بأن السخط على الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من موجبات الكفر والخروج من الدين.

ومع أن السخط والرضا لا يشترى ولا يعطى بالمال ، فكيف نفهم هذا الإجراء منه «عليه‌السلام»؟!

ولعل من المفيد أن نقول في الإجابة عن ذلك :

إن المراد بالرضا هنا ليس ما يقابل السخط ، بل المراد به : الشعور بالرضا ، بعد الشعور بالحاجة إلى الإنصاف ، وبضرورة إيصال حقهم إليهم ..

فإذا رأوا عليا «عليه‌السلام» قد اعطاهم فوق ما لهم من حق ، فلا بد أن يتكون لديهم شعور باستعادة كامل حقوقهم ، وبما فوق مستوى الإنصاف والعدل الذي يتوقعونه أو ينتظرونه ..

وهذا معناه : أنه «عليه‌السلام» لم يشتر رضاهم بالمال .. بل هو قد وفاهم حقهم ، حتى تكوّن لديهم الشعور بالرضا بهذا الوفاء.

ز : إن تخصيص جزء من المال لما يعلمون ، وما لا يعلمون. قد يكون من أهم الأمور التي تبلّغهم درجات ذلك الرضا بأكمل وجوهه ، وأتمها ، فإن هناك أمورا قد يفقدها الإنسان ، ولكنها تكون من الصغر ، والتفاهة إلى حد يرى أن مطالبته بها تنقص من قدره ، وتحط من مقامه ، فيعرض عنها.

٣٣٣

ولكنه حتى حين يغض النظر عنها قد يبقى لديه شعور بالانتقاص من حقه ، أو فقل بعدم بلوغه درجة الإشباع.

فإذا رضخ علي «عليه‌السلام» له مالا في مقابل تلك الأمور أيضا ، فإنه لا يبقى مجال لأي خاطر يعكر صفو الشعور بالإرتواء التام ..

فإذا زاد على ذلك : أن أعطاه أموالا في مقابل ما ربما يكون قد عجز عن استحضاره في ذهنه ، فإنه سينتقل إلى مرحلة الشعور بالامتنان. والإحساس بمزيد من اللطف به ، والتفضل عليه ، والنظر إليه ، والشعور معه ..

حكم علي عليه‌السلام حكم الله تعالى :

وقد صرحت الروايات المتقدمة : بأن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أمر عليا «عليه‌السلام» بأن يضع قضاء الجاهلية تحت قدميه .. أي أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يعلن أن خالدا قد قضى في بني جذيمة بحكم الجاهلية ..

وذلك يكذب ما زعمه خالد : من أنه قد نفذ أمر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فيهم .. حسبما تقدم. كما كذّبه قبل ذلك حين أعلن ثلاث مرات براءته مما صنع خالد.

ويكذّب أيضا رواية محبي خالد : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كان راضيا ، ولم يعترض على فعله ، ولم تسقط منزلته عنده .. فإن النبي الأعظم والأكرم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لا يمكن أن يرضى بما يكون من قضاء الجاهلية ، ولا يمكن أن يرضى بما يعلن أنه بري إلى الله منه ..

وفي المقابل نجد عليا «عليه‌السلام» كما يصرح به الإمام الباقر «عليه‌السلام» : لما انتهى إلى بني جذيمة «حكم فيهم بحكم الله».

٣٣٤

وهذا صريح : بأن جميع ما فعله علي «عليه‌السلام» إنما هو إجراء لحكم الله تعالى ، وليس مجرد تبرعات منه «عليه‌السلام» ، تستند إلى الاستحسان ، أو إلى تفاعل أو اندفاع عاطفي آني ، أو رغبة أذكتها العصبية للقربى ، أو محبة أكدتها علاقة المودة والإلف بينه وبين ابن عمه نبي الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» .. بل ما فعله كان ـ كما قلنا ـ إجراء وتنفيذا لحكم الله تبارك وتعالى ، من دون تأثر بهوى ، أو ميل مع عصبية أو عاطفة ..

ويؤكد هذا المعنى : أن المال الذي حمله «عليه‌السلام» معه إليهم ، سواء أكان ملكا شخصيا للنبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، أو كان من بيت مال المسلمين ، لا يجوز له الإسراف والتبذير فيه ، فضلا عن تمزيقه وتفريقه وفق ما يقود إليه الهوى ، وما يرجحه الذوق والاستنساب ، وتدعو إليه العاطفة والإنفعالات الشخصية.

فو الله لو لا دين آل محمد :

وقد قال رجل من بني جذيمة :

جزى الله عنا مدلجا حيث أصبحت

جزاءة بؤسى حيث سارت وحلت

أقاموا على أقضاضنا يقسمونها

وقد نهلت فينا الرماح وعلت

فو الله لو لا دين آل محمد

لقد هربت منهم خيول فشلت (١)

ونقول :

إننا نسجل هنا :

__________________

(١) السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٧٧ و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ص ٨٨٧.

٣٣٥

١ ـ إن هذا القائل قد بيّن أن تمسك بني جذيمة بدين الإسلام هو الذي منعهم من مهاجمة خالد ومن معه ، وهو الذي دعاهم إلى إلقاء السلاح ، ثم القبول بأن يكتف بعضهم بعضا .. ولو لا ذلك لكانت لهم صولات توقع الهزيمة الحتمية على الذين قتلوهم.

٢ ـ إن هذا الشعر قد تضمن تصريحا بأن هؤلاء القوم كانوا يلتزمون بدين آل محمد ..

وهذا معناه : أن آل محمد كانوا جزءا من هذا الدين ، وكانوا أعلامه ، وقادته ورواده ، وعنهم تؤخذ معالم الدين ومفاهيمه ، وشرائعه. وأن ذلك كان معروفا منذ ذلك الزمن. ولا ندري إن كان «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد سجل عليهم في الكتاب الذي أعطاهم إياه ، فقد وجدنا لهذا نظائر في تاريخ الإسلام ، فإنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كتب لأهل مقنا : «وليس عليكم أمير إلا من أنفسكم ، أو من آل بيت رسول الله ..» (١).

٣ ـ إن هذه الأبيات قد نسبت دين الإسلام كله إلى آل محمد ، فإن الشاعر لم يقل : لو لا محمد.

بل قال : لو لا دين آل محمد.

وفي ذلك دلالة ظاهرة على ما قلناه ..

وفي مقابل ذلك : لم نجد أحدا يقول : لو لا دين أبي بكر وعمر لكان

__________________

(١) راجع : مكاتيب الرسول ج ٣ ص ١٠٣ و ١٠٦ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ ص ٢٧٧ وفتوح البلدان للبلاذري (ط سنة ١٣٨ ه‍) ص ٦٧ و (ط مكتبة النهضة المصرية) ج ١ ص ٧٢.

٣٣٦

كذا .. لا في زمن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولا بعده.

أنت مني بمنزلة هارون من موسى :

١ ـ إن من أهم الأوسمة التي أعلن عنها رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فيما يرتبط بما جرى لبني جذيمة ، هو قوله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعلي «عليه‌السلام» ، حسبما روي عن الإمام الباقر «عليه‌السلام» : «أنت مني بمزلة هارون من موسى» (١).

__________________

(١) الهداية للشيخ الصدوق ص ١٥٧ و ١٥٨ و ١٦٠ و ١٦٢ والمقنعة للشيخ المفيد ص ١٨ ورسائل الشريف المرتضى ج ١ ص ٣٣٣ وج ٤ ص ٧٦ والإقتصاد للشيخ الطوسي ص ٢٢٢ و ٢٢٥ والرسائل العشر للشيخ الطوسي ص ١١٤ وإشارة السبق لأبي المجد الحلبي ص ٥٣ والحدائق الناضرة ج ٨ ص ٥١٢ ونخبة الأزهار للسبحاني ص ١٦٠ والخلل في الصلاة للسيد مصطفى الخميني ص ١٣٠ وكتاب الطهارة للسيد الخميني ج ٢ ص ١٢٨ والمحاسن للبرقى ج ١ ص ١٥٩ والكافي ج ٨ ص ١٠٧ وعلل الشرائع ج ١ ص ٢٢٢ وج ٢ ص ٤٧٤ وعيون أخبار الرضا «عليه‌السلام» ج ١ ص ٢٠٨ وج ٢ ص ٢١٠ والخصال ص ٢١١ و ٣١١ و ٥٥٤ و ٥٧٢ والأمالي للشيخ الصدوق ص ٢٣٨ و ٤٠٢ و ٤٩١ و ٦١٨ وكمال الدين وتمام النعمة ص ٢٧٨ ومعاني الأخبار للشيخ الصدوق ص ٧٤ و ٧٥ و ٧٧ و ٧٨ و ٧٩ وتحف العقول ص ٤٣٠ و ٤٥٩ وتهذيب الأحكام ج ١ ص ٢٧ وج ١٠ ص ٤١ وروضة الواعظين للفتال النيسابوري ص ٨٩ وشرح أصول الكافي ج ٥ ص ١٩٩ وج ٦ ص ١١٠ وج ٩ ص ١٢٢ وج ١٢ ص ٣٩ و ٤١ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١١ ص ٣٢ و (ط دار الإسلامية) ج ٨ ص ٢١ ومستدرك الوسائل ج ١٨ ص ٣٦٧ وكتاب سليم بن قيس (تحقيق ـ

٣٣٧

__________________

محمد باقر الأنصاري) ص ١٦٧ و ١٩٥ و ٢٠١ و ٢٠٤ و ٢٩٩ و ٣٠٥ و ٣١٤ و ٣٢٢ و ٤٠٠ و ٤٠٨ و ٤١٤ و ٤٢٢ و ٤٥٨ والغارات للثقفي ج ١ ص ٦٢ وج ٢ ص ٧٤٥ و ٧٦٧ ومناقب أمير المؤمنين «عليه‌السلام» لمحمد بن سليمان الكوفي ج ١ ص ٢٢٤ و ٣٠١ و ٣١٧ و ٤٥٩ و ٤٩٩ و ٥٠١ و ٥٠٢ و ٥٠٣ و ٥٠٨ و ٥١٠ و ٥١١ و ٥١٢ و ٥١٩ و ٥٢٠ و ٥٢٢ و ٥٢٣ و ٥٢٤ و ٥٢٧ و ٥٢٩ و ٥٣٤ و ٥٣٩ و ٥٤٠ و ٥٤١ وج ٢ ص ٥١٦ المسترشد للطبري ص ٦٧ و ٣٣٥ و ٤٤٠ و ٤٤١ و ٤٤٦ و ٤٥٤ و ٤٥٩ و ٤٦٠ و ٦٢١ ودلائل الإمامة للطبري ص ١٢٤ وشرح الأخبار ج ١ ص ٩٧ و ٣١٩ وج ٢ ص ١٧٧ و ١٨٦ و ٢٥٠ و ٤٧٧ وج ٣ ص ٢٠٢ ومائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي ص ٩٢ و ١٦٠ والفصول المختارة للشيخ المفيد ص ٢٨ و ٢٥٢ والإفصاح للشيخ المفيد ص ٣٣ والنكت الإعتقادية للشيخ المفيد ص ٣٨ و ٤٢ والنكت في مقدمات الأصول للشيخ المفيد ص ٤٧ و ٤٧ والإرشاد للشيخ المفيد ج ١ ص ٨ والأمالي للشيخ المفيد ص ١٩ والأمالي للسيد المرتضى ج ٤ ص ١٨٦ وكنز الفوائد ص ٢٧٤ و ٢٧٥ ـ ٢٨٣ والأمالي للشيخ الطوسي ص ٢٢٧ و ٢٥٣ و ٣٣٣ و ٣٥١ و ٥٤٨ و ٥٥٥ و ٥٦٠ والإحتجاج للطبرسي ج ١ ص ١٥٥ و ١٦٢ و ١٦٣ و ١٩٧ و ٢١٦ و ٢١٨ و ٢٣٣ و ٢٤٧ و ٢٧٨ وج ٢ ص ٨ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ٣ و ٤ و ١٩٠ وج ٢ ص ٣٧ و ٢١٩ و ٣٠٢ وج ٣ ص ٤٤ و ٤٦ و ٦٠ والعمدة لابن البطريق ص ١٣ و ٩٧ و ١٢٦ ـ ١٣٧ و ١٤٤ و ١٨٣ و ٢١٤ و ٢٥٨ و ٣٣٧ والمزار لمحمد بن المشهدي ص ٥٧٦ والفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي ص ١٥٢ وسعد السعود لابن طاووس ص ٤٣ وإقبال الأعمال ج ١ ص ٥٠٦ واليقين لابن طاووس ص ٢٠٨ و ٤٤٨ والطرائف لابن طاووس ص ٥١ ـ ٥٤ و ٦٣ و ١٥١ و ٢٧٧ و ٤١٤ و ٥٢١ والصراط المستقيم ج ١ ص ٦١ و ١٠١ و ٢٠٧ ـ ٣٢٣ وج ٢ ص ٤٧ و ٦٤ و ٨٧ وج ٣ ص ٧٨

٣٣٨

__________________

والمحتضر لحسن بن سليمان الحلي ص ٩٦ ووصول الأخيار إلى أصول الأخبار لوالد البهائي العاملي ص ٥٤ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٩٨ ـ ١٠٣ و ١٩٠ و ٢٢٢ وحلية الأبرار للسيد هاشم البحراني ص ٨٠ و ٣٢٧ و ٣٣٨ و ٤٢٤ ومدينة المعاجز ج ٢ ص ٤٢٠ والبحار ج ٥ ص ٦٩ وج ٨ ص ١ وج ١٦ ص ٤١٢ و ٤١٣ وج ٢١ ص ١٤٢ وج ٢٥ ص ٢٢٤ وج ٢٦ ص ٣ وج ٢٨ ص ٤٥ و ٥٥ و ٢٢٢ و ٣٥٠ وج ٢٩ ص ٨٣ و ٦٠٦ وج ٣١ ص ٣١٦ و ٣٣٣ و ٣٥١ و ٣٦٢ و ٣٦٨ و ٣٧١ و ٣٧٦ و ٤١٤ و ٤١٧ و ٤٢٩ و ٤٣٣ وج ٣٢ ص ٤٨٧ و ٦١٧ وج ٣٣ و ١٤٩ و ١٥٤ و ١٧٦ و ١٨٣ وج ٣٥ و ٥٨ و ٢٧٥ وج ٣٦ ص ٣٣١ و ٤١٨ وج ٣٧ ص ٢٥٤ ـ و ٣٠٥ وج ٣٨ ص ١٢٣ و ٢٤٠ و ٢٤٦ و ٢٤٧ و ٣٣١ و ٣٣٤ ـ ٣٣٨ و ٣٤١ و ٣٤٢ وج ٣٩ ص ٢٠ و ٢١ و ٢٨ و ٥٩ و ٦٢ و ٨٥ وج ٤٠ ص ٢ و ٩ و ١٠ و ٤٣ و ٧٨ و ٨٨ و ٩٥ وج ٤٢ ص ١٥٥ وج ٤٤ ص ٢٣ و ٣٥ و ٦٣ وج ٤٩ ص ٢٠٠ و ٢٠٩ و ٢٢٩ وج ٦٤ ص ١٤٨ و ١٩٤ وج ٦٨ ص ٦٥ وج ٦٩ ص ١٤٦ و ١٥٥ وج ٧٢ و ٤٤٥ وج ٨٢ ص ٢٦٥ وج ٩٧ ص ٣٦٢ وج ٩٩ ص ١٠٦ وج ١٠١ ص ٤٢٤ وكتاب الأربعين للشيخ الماحوزي ص ٧٩ و ٨١ و ٨٢ و ١٣٧ و ١٤٦ و ٢٣٦ و ٢٣٩ و ٣٤٢ و ٤٣٥ و ٤٤٣ ومناقب أهل البيت «عليه‌السلام» للشيرواني ص ١٠٦ و ١٣٣ ـ ١٣٥ و ٢٠١ و ٢١٦ و ٢٢٠ و ٤٤٦ وخلاصة عبقات الأنوار للنقوي ج ١ ص ٥٢ و ٥٥ و ٦١ و ٧٢ و ٨٥ و ٨٦ و ٩٢ و ٩٧ وج ٢ ص ٢١٣ وج ٧ ص ٥٨ و ٧٥ و ٨٧ و ١٢١ و ١٧٩ و ١٨٨ و ٢٣٣ وج ٨ ص ٢٦٣ وج ٩ ص ١٠٦ و ٢٦٩ و ٣١٤ ونهاية الدراية للسيد حسن الصدر ص ١٣١ و ١٣٣ والنص والإجتهاد ص ٤٩١ و ٥٦٤ والمراجعات ص ٢٠٠ و ٢٠٤ و ٢٠٩ و ٢١٠ و ٢٨٣ و ٣١٠ و ٣٨٩ وسبيل النجاة في تتمة المراجعات لحسين الراضي ص ١١٧ و ٢١٣ و ٢٧٦ ومقام الإمام علي «عليه‌السلام» لنجم الدين العسكري ص ١٣ و ١٨

٣٣٩

__________________

١٩ و ٣٠ و ٣٣ والغدير ج ١ ص ٣٩ و ١٩٧ و ١٩٨ و ٢٠٨ و ٢١٢ و ٢١٣ و ٢٩٧ و ٣٩٦ وج ٢ ص ١٠٨ وج ٣ ص ١١٥ و ٢٠١ و ٢٢٨ وج ٤ ص ٦٣ و ٦٥ وج ٥ ص ٢٩٥ وج ٦ ص ٣٣٣ وج ١٠ ص ١٠٤ و ٢٥٨ و ٢٥٩ وفدك في التاريخ للسيد محمد باقر الصدر ص ٢٧ ومستدرك سفينة البحار ج ٧ ص ٢٢٩ وج ٨ ص ٢٣١ وج ١٠ ص ٢٩ و ٣٠ و ٣١ و ٥٥ ونهج السعادة ج ١ ص ١٢٤ و ١٦٠ و ٣٦٣ وج ٧ ص ٤٧١ والإمام علي «عليه‌السلام» لحمد الرحماني الهمداني ص ٢٥٣ و ٢٨٢ و ٣٠٧ و ٥٨٦ وكلمات الإمام الحسين «عليه‌السلام» للشيخ الشريفي ص ٢٧٢ ومسند الإمام الرضا «عليه‌السلام» للعطاردي ج ١ ص ١٢٨ وج ٢ ص ١١٦ وأضواء على الصحيحين للنجمي ص ٣٢٩ و ٣٤٤ ومعالم المدرستين للعسكري ج ١ ص ٢٩٦ و ٣١٦ وأحاديث أم المؤمنين عائشة للعسكري ج ١ ص ٢٤٥ ومكاتيب الرسول ج ١ ص ٤٣ و ٥٦٤ ومواقف الشيعة ج ١ ص ١٠٢ و ٣٠٥ و ٣١٥ و ٤٤٠ و ٤٥٤ وج ٢ ص ٤٠٢ وج ٣ ص ٢٦٩ و ٣٠٢ والمناظرات في الإمامة للشيخ عبد الله الحسن ص ٥ و ١٠١ و ١٠٩ و ١١٢ و ١١٦ و ١٦٥ و ١٦٦ و ١٦٩ و ٢١٣ و ٢١٥ و ٢٣٧ و ٢٣٨ و ٢٥٩ و ٣٣٢ و ٤٧٥. وفضائل الصحابة ص ١٣ و ١٤ وصحيح مسلم ج ٧ ص ١٢٠ وسنن الترمذي ج ٥ ص ٣٠٤ وشرح مسلم للنووي ج ١٥ ص ١٧٤ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٩ ـ ١١١ والديباج على مسلم للسيوطي ج ٥ ص ٣٨٦ وتحفة الأحوذي ج ١٠ ص ١٦١ ومسند أبي داود ص ٢٩ والمعيار والموازنة للإسكافي ص ٢١٩ و ٢٢٠ والمصنف لابن أبي شيبة ج ٧ ص ٤٩٦ ومسند سعد بن أبي وقاص للدورقي ص ١٧٦ وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص ١٣ والآحاد والمثاني ج ٥ ص ١٧٢ وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص ٥٥١ و ٥٨٦ ـ ٥٨٨ و ٥٩٥ و ٥٩٦ ومجلسان من إملاء النسائي ص ٨٣ والسنن الكبرى للنسائي ج ٥ ص ٤٤ و ٤٥ و ١٢٠ ـ ١٢٥ وخصائص أمير

٣٤٠