الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٣

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٣

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-195-5
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٦٦

هذا من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»؟!

هل هذا اتهام لخالد؟! :

وقد ذكر عكرمة : أنه كان بأسفل مكة مع بعض الأشخاص ، فلقيهم خالد بن الوليد ، فأوقع بهم.

وهو تعبير يشير إلى : أن خالدا هو المتعمد للإيقاع بهم ، والبادئ بذلك ، دون أن يكون لدى الطرف الآخر خطة أو نشاط في هذا الإتجاه ..

وسواء أكان هذا الإستنتاج دقيقا أو غير دقيق. على اعتبار أن من الجائز أن يكونوا هم المعتدين ، ثم يوقع بهم المعتدى عليهم .. غير أن الحقيقة هي : أن خالدا كان هو المبادر للقتال ، مخالفا بذلك أوامر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله». ولا يصح ما ادّعوه لتبرير هذه الفعلة من خالد : بأنهم اجتمعوا بالخندمة لحربه ، فقاتلهم وقتلهم.

كما لا يصح قولهم : إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد أمر بذلك ..

بل الصحيح : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» نهى خالدا عن القتال ، فعصى خالد أمره.

غصّة عكرمة ويأسه :

ونرى في الحديث المتقدم عن عكرمة كيف أن عكرمة يعيش الغصة ، ويهيمن عليه اليأس ، ويصده عمله السيء عن الإيمان بالله ، ويفكر بالإنتحار غرقا ، أو بأن يهيم على وجهه ، على أن لا يدخل في دين الله تعالى ..

ولكن هذا الإستكبار والعناد سرعان ما تحول ـ حسب زعمهم ، ونصوصهم المجعولة ـ إلى إيمان وهجرة ، وفضائل وكرامات ، وجهاد

٢١

ونفقات ، وما إلى ذلك!!

فهل ترى الأمر بهذه السهولة حقا؟!

وهل ما رآه من آيات ودلالات كان أعظم وأهم مما كان قد رآه طيلة عشرين سنة سبقت؟!

إن ذلك يبقى مثارا للريبة بالدوافع التي تدعو لنسج هذه الكرامات والفضائل لمن لا تدل على حياته قبل إسلامه وبعده على أي تبدل جوهري ، في حياته وفي ممارساته.

عكرمة مهاجر ومؤمن :

١ ـ وزعموا : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال لهم : يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا مهاجرا.

مع أنهم قد رووا : أنه لا هجرة بعد الفتح ، وعكرمة إنما أسلم بعد الفتح ، وبعد ما هرب من مكة إلى اليمن .. أو غيرها.

٢ ـ وعن إيمان عكرمة نقول :

كيف يصف النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عكرمة : بأنه مؤمن وهم قد صرحوا في روايات إسلامه : بأنه حين جاء إلى النبي لم يكن قد اسلم ، فضلا عن أن يكون قد آمن. وإنما اسلم بعد مجيئه ..

غاية الأمر : أنهم يدّعون : أنه قد وقع في باطنه تغير ، ولكنهم اختلفوا في سببه.

فتارة يقولون : إن السبب هو : أن عاصفة ضربتهم في البحر ، فطلب منهم النوتي أن يخلصوا (أي أن يقولوا كلمة الإخلاص).

٢٢

وتارة يقولون : إنه رأى آية مكتوبة على دفة السفينة ، فأراد أن يمحوها ، فلم يستطع ، فعلم أنه كلام الحق جل وعلا.

٣ ـ سيأتي قصة منام النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن عذق أبي جهل في الجنة ، وأنه لما جاءه عكرمة مسلما فرح ، وأوّل ذلك العذق به.

فهذه الرواية تفيد : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إنما عرف بإسلامه بعد ان جاءه. ولو لم يأته مسلما لم يؤول ذلك العذق به.

ولكنهم يناقضون قولهم هذا ، فيقولون : إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يدع على أبي جهل في أول بعثته لأن عكرمة كان في صلبه كما سيأتي .. وأنه أخبر عن إسلام عكرمة قبل الفتح حين طعن مسلما فقتله في بعض الحروب.

لا تسبوا أبا جهل :

وأما نهي النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عن سب أبي جهل ، فإن سب الميت يؤذي الحي (١).

فأولا : إننا لا نعرف السبب في تخصيص أبي جهل بهذا النص الناهي عن التعرض له بالسب ، رغم أن العشرات ، والمئات ، وربما الألوف من الصحابة كان آباؤهم يحاربون الإسلام ، وقد قتلوا ، وبقي أبناؤهم يعيشون بين المسلمين. إلا إن كان سب أبي جهل دون سواه هو المرسوم والشائع والمتداول بين المسلمين!!

__________________

(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ١ ص ٢٥٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٤١ ص ٥٦ و ٦٧ وكنز العمال ج ١٣ ص ٥٤١ وذخائر العقبى ص ١٩٤ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج ٣ ص ١٠٨٢ وشرح النهج للمعتزلي ج ١١ ص ٦٨.

٢٣

ثانيا : إن هذا التعليل الذي ذكره ، وهو : أن سب الميت يؤذي الحي لا يختص بأبي جهل ، وابنه عكرمة ، فلما ذا تأخر إصدار الأمر للمسلمين كل تلك السنين؟! ولما ذا سكت النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» كل هذه المدة وهو يرى المسلمين واقعين بهذا الخطأ ، ولا يحذرهم منه؟!

ثالثا : إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد ذم أبا جهل بما لا مزيد عليه ، فهل يجيز للناس أن ينقلوا أقواله فيه؟! أم لا يجيز لهم ذلك؟!

وإذا نقلوها ، فهل يؤذي ذلك أولاده الأحياء أم لا يؤذيهم؟!

ألا يتوقع أن يكون تأذيهم به أكبر بكثير مما قد يسمعونه من الناس العاديين الذين قد يوصفون بالجهل وسوء الأدب ..

ولكن كلام رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يبقى خالدا عبر العصور والدهور .. وإلى يوم القيامة.

ويكفي أن يقول الناس : إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» هو الذي سماه بأبي جهل ، مع أن كنيته هي : أبو الحكم (١).

ورووا : أن عليا أمير المؤمنين «عليه‌السلام» قد عدّه من الفراعنة (٢) ، ولم يكن «عليه‌السلام» ليخالف أمر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فيه ، ولا في غيره ..

__________________

(١) البحار ج ١٠ ص ٣٧ وج ١٧ ص ٢٨٤ وج ١٨ ص ٢٣٧ عن الإحتجاج ج ١ ص ٣٢٣ والثاقب في المناقب ص ١١٠ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٨ ص ٢٩٢ و ٣٠٠ وتفسير نور الثقلين ج ٤ ص ٥٠ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١١٣.

(٢) البحار ج ١٠ ص ٣٥ وج ١٧ ص ٢٨٢ عن الإحتجاج ج ١ ص ٣٢١ وحلية الأبرار ص ١٢٥ وتفسير نور الثقلين ج ٣ ص ٣٥ وج ٤ ص ٥٥٥.

٢٤

تناقضات وتشابه بين قصتي صفوان وعكرمة :

١ ـ إن ملاحظة ما جرى لصفوان ، وما جرى لعكرمة تعطي : أن ثمة تشابها بينهما ، فكلاهما قصد اليمن.

وكلاهما يريد أن يلقي بنفسه في البحر.

وكلاهما يأتيه قريب له بالأمان من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

وكلاهما يدركه وسيطه عند البحر.

وكلاهما يقول له وسيطه : جئتك من عند أبر الناس ، وأوصل الناس ، ونحو ذلك.

وكلاهما يذهب إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ويقول له : إن فلانا زعم أنك أمنتني.

غير أن في قصة صفوان زيادة طلب العلامة ، وفي قصة عكرمة زيادات ، فيما يرتبط بمقامه ، وثناء النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عليه ، وقيامه له ، ووصفه بالمؤمن المهاجر ، وما إلى ذلك.

٢ ـ إن هناك تناقضات ظاهرة في رواية عكرمة يمكن استخلاصها بالمراجعة والمقارنة.

سر تعظيم عكرمة :

إن عكرمة بن أبي جهل هو أحد من أهدر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» دمه ، حتى لو كان متعلقا بأستار الكعبة ، بسبب شدة طغيانه ، وعظيم استكباره ، وقبيح عدوانه ..

وقد عظموه ، وبجلوه بصورة لافتة ، حتى ادّعوا : أنه «صلى الله عليه

٢٥

وآله» رأى في منامه أنه دخل الجنة ، ورأى فيها عذقا ، فأعجبه وقال : لمن هذا؟

فقيل : لأبي جهل.

فشق ذلك عليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وقال : لا يدخلها إلا نفس مؤمنة.

فلما جاءه عكرمة بن أبي جهل مسلما فرح به ، وأوّل ذلك العذق لعكرمة (١).

وأنه حين أسلم قام إليه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» واعتنقه ، وقال : مرحبا بالراكب المهاجر.

وزعموا : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يدع على أبي جهل في أول بعثته ، لأن عكرمة كان في صلبه (٢).

وأنه طعن مسلما فقتله ، فضحك النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فسئل عن ذلك ، فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أضحكني أنهما في درجة واحدة في الجنة (٣).

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٩٢ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩١ و ٩٢ وقاموس الرجال ج ٦ ص ٣٢٥ وسفينة البحار ج ٦ ص ٣٣٣ والإصابة ج ٢ ص ٤٩٦ عن الترمذي.

(٢) راجع : تفسير الإمام العسكري ص ٥١٣ و ٥١٤ والبحار ج ٩ ص ٢٧٩ وج ١٧ ص ٣٥٢ و ٣٥٣ والإحتجاج ج ١ ص ٣٦ وقاموس الرجال ج ٦ ص ٣٢٦ وسفينة البحار ج ٦ ص ٣٣٣ ومن لا يحضره الفقيه ج ٤ ص ٥٠٣.

(٣) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٩٣ وكنز العمال ج ١١ ص ٧٤٠ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ١٦٠ وج ٤١ ص ٦٠.

٢٦

ونقول :

أولا : حديث الرؤيا منقطع : لأن راويه هو مصعب بن سعد عنه ، ومصعب لم يدركه (١) ، وحتى لو أدركه فإنه هو راوي ذلك لنفسه ، وهو إنما يجر النار إلى قرصه.

ثانيا : كيف يكون مهاجرا ـ كما ورد في الحديث الآخر ـ وهم يدّعون : أنه لا هجرة بعد الفتح؟!

ثالثا : إن عكرمة كان في أول البعثة كبير السن ، وفي يوم أحد كانت معه زوجته أم حكيم (٢). وكان من رؤساء القوم (٣). وكان يومئذ على ميسرة المشركين. وكان على الحرس أيضا ، وكان خالد بن الوليد على ميمنتهم (٤).

ويوم الأحزاب عبر الخندق مع عمرو بن عبدود ، وضرار بن الخطاب الفهري ، وهبيرة بن أبي وهب ، ونوفل بن عبد الله (٥).

__________________

(١) الإصابة ج ٢ ص ٤٩٦.

(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٢١٦ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٢١.

(٣) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٢٧٧ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٣١٩ وأسد الغابة ج ١ ص ٢٢٢.

(٤) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٢٣١ و ٢٢٨ و ٢٣٥ وراجع ص ٢٤٠ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٤٠ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٢٦٧.

(٥) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٩ ص ٦٢ و ٦٤ والبحار ج ٢٠ ص ٢٠٢ و ٢٢٥ و ٢٥٤ وج ٣٩ ص ٤ ورسائل المرتضى ج ٤ ص ١١٧ و ١٢٢ وشرح أصول الكافي ج ١٢ ص ٣٩٤ وشرح الأخبار ج ١ ص ٢٩٦ والإرشاد ج ١ ص ٩٩

٢٧

وفي بدر ضرب معاذ بن عمرو بن الجموح على عاتقه فطرح يده ، وذلك حين رآه قتل أباه أبا جهل (١).

وقتل من المسلمين يوم بدر رافع بن المعلى الزرقي (٢) ولكن زياد بن لبيد سلب عكرمة درعه يوم بدر (٣).

__________________

و ١٠٢ والأمالي ج ٣ ص ٩٥ والمستجاد في الإرشاد ص ٦٩ وتفسير مجمع البيان ج ٨ ص ١٣١ وكشف الغمة ج ١ ص ١٩٨.

(١) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ١٤٠ والسير الكبير ج ٢ ص ٦٠٠ وكتاب المنمق ص ٤١٢ والبداية والنهاية ج ٣ ص ٣٥١ ونيل الأوطار ج ٨ ص ١٠٠ وفتح الباري ج ٧ ص ٢٣١ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ١٥٤ وعيون الأثر ج ١ ص ٣٤٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ٤٤٠ وسير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٥٠ والأعلام ج ٧ ص ٢٥٨ والبحار ج ١٩ ص ٣٣٧ و ٢٥٧ وأسد الغابة ج ٤ ص ٣٧٩ و ٣٨١ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ص ٤٦٣ وسبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٠ والمستدرك ج ٣ ص ٤٢٤ ومجمع الزوائد ج ٦ ص ٨٠ و ١٠٤ والمعجم الكبير ج ٢٠ ص ١٧٧ والثقات ج ١ ص ١٧١ والإصابة ج ٦ ص ١١٣.

(٢) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٢٠٨ ومنتهى المطلب (ط ج) ج ٢ ص ٨٠ ومن لا يحضره الفقيه ج ٤ ص ٥٠٣ وتفسير الميزان ج ٩ ص ٣٥ والطبقات الكبرى ج ٣ ص ٦٠١ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٣٣ والجرح والتعديل ج ٣ ص ٤٨٠ والإصابة ج ٢ ص ١٦٩ و ٣٧٠ والمعجم الكبير ج ٥ ص ٢٠ وأسد الغابة ج ١ ص ٣٥٧ وج ٢ ص ١٥٩ والبحار ج ١٩ ص ٣٦١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ٤٩٥.

(٣) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٢٣ ومواقف الشيعة ج ٣ ص ١٦١.

٢٨

وكان ممن قدم في أسرى بدر (١) وكان من أشراف قريش الذين مشوا إلى أبي سفيان يحرضونه على المسير إلى أحد (٢).

رابعا : إنه كان من المناوئين لأمير المؤمنين «عليه‌السلام» .. ولعل هذا هو السبب في إغداقهم الأوسمة عليه ، ونسج الكرامات له.

فقد ذكر ابن أبي الحديد المعتزلي : أنه قد ظاهر أعداءه عليه «صلوات الله وسلامه عليه» ، وحين هتف الأنصار باسم علي «عليه‌السلام» قال : «وإن الذى هم فيه من فلتات الأمور ومن نزغات الشيطان ، وما لا يبلغه المنى ، ولا يحمله الأمل. أعذروا إلى القوم ، فإن أبوا فقاتلوهم. فو الله ، لو لم يبق من قريش كلها إلا رجل واحد لصيّر الله هذا الأمر فيه» (٣).

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ١٩٩ و ٢٠٤ وعن مغازي الواقدي ج ١ ص ١٣٩.

(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٢١٣ و ٢١٤ وعين العبرة ص ٥٤ والبحار ج ١٧ ص ١٨٠ وج ١٩ ص ٢٣١ وتفسير مجمع البيان ج ٤ ص ٤٦٤ وتفسير الميزان ج ٤ ص ١٤ وجامع البيان ج ٩ ص ٣٢٣ وأسباب نزول الآيات ص ١٥٩ وتفسير القرآن العظيم ج ٢ ص ٣٢٠ وتفسير الجلالين ص ٤١٩ والدر المنثور ج ٢ ص ٦٧ ولباب النقول ص ٩٩ وفتح القدير ج ٢ ص ٣٠٧ وعيون الأثر ج ١ ص ٤٠٥ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ١٨٧ والبداية والنهاية ج ٤ ص ١١ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٥٨١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٩.

(٣) شرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ٢٤ ومواقف الشيعة ج ٣ ص ١٦٢ والإصابة ج ١ ص ٦٩٨ و ٦٩٩.

٢٩

٢ ـ صفوان بن أمية :

ولما علم صفوان بن أمية أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أهدر دمه يوم فتح مكة ، هرب مع عبد له ، اسمه يسار إلى جدة (١).

وقالوا : خرج صفوان بن أمية يريد جدة ليركب منها إلى اليمن ، فقال عمير بن وهب : يا نبي الله ، إن صفوان بن أمية سيد قومي وقد خرج هاربا منك ، ليقذف نفسه في البحر ، فأمنه صلى الله عليك وسلم.

قال : «هو آمن».

وفي الحلبية : (فأمنه ، فإنك أمنت الأحمر والأسود.

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أدرك ابن عمك ، فهو آمن.

فقال : أعطني آية يعرف بها أمانك ، فأعطى «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعمير عمامته التي دخل بها مكة) (٢).

فخرج عمير حتى أدركه ـ وهو يريد أن يركب البحر ـ وقال صفوان لغلامه يسار ـ وليس معه غيره ـ : ويحك!! أنظر من ترى؟

قال : هذا عمير بن وهب.

__________________

(١) تاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٣ ومناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٧٩ وأسد الغابة ج ٣ ص ٢٢ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٣٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٥٣ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٥٨٤ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٥٣.

(٢) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٩٤ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٥٣ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٨٧٥ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥٨٤ والثقات ج ٢ ص ٥٤ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٣٨ وعيون الأثر ج ٢ ص ٢٠٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٥٤.

٣٠

قال صفوان : ما أصنع بعمير بن وهب ، والله ما جاء إلا يريد قتلي ، قد ظاهر علي محمدا.

فلحقه ، فقال : يا أبا وهب جعلت فداك ، جئت من عند أبر الناس ، وأوصل الناس ، فداك أبي وأمي ، الله الله في نفسك أن تهلكها ، هذا أمان من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد جئتك به.

قال : ويحك ، أغرب عني فلا تكلمني.

قال : أي صفوان ، فداك أبي وأمي. أفضل الناس ، وأبر الناس ، وخير الناس ابن عمك ، عزه عزك ، وشرفه شرفك ، وملكه ملكك.

قال : إني أخافه على نفسي.

قال : هو أحلم من ذلك وأكرم.

قال : ولا أرجع معك حتى تأتيني بعلامة أعرفها.

فقال : امكث مكانك حتى آتيك بها.

فرجع عمير إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال : إن صفوان أبى أن يأنس لي حتى يرى منك أمارة يعرفها ، فنزع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عمامته فأعطاه إياها ، وهي البرد الذي دخل فيه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» معتجرا به برد حبرة.

فرجع معه صفوان حتى انتهى إلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وهو يصلي بالمسلمين العصر في المسجد ، فلما سلم رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» صاح صفوان : يا محمد ، إن عمير بن وهب جاءني ببردك ، وزعم : أنك دعوتني إلى القدوم عليك ، فإن رضيت أمرا ، وإلا سيّرتني شهرين.

فقال : «انزل أبا وهب».

٣١

قال : لا والله حتى تبين لي.

قال : «بل لك تسيير أربعة أشهر».

فنزل صفوان.

ولما خرج رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى هوازن (وعند الواقدي والديار بكري : أرسل إليه يستعير سلاحه ، فأعاره سلاحه ، مائة درع بأداتها ، فقال : طوعا أو كرها.

قال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : عارية مؤداة.

فأعاره ، فأمره رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فحملها إلى حنين ، فشهد حنينا والطائف ، ثم رجع «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى الجعرانة ، فبينا رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يسير في الغنائم ينظر إليها).

وفرق غنائمها ، فرأى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» صفوان ينظر إلى شعب ملآن نعما وشاء ورعاء ، فأدام النظر إليه ، ورسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يرمقه ، فقال : «يا أبا وهب يعجبك هذا الشعب»؟

قال : نعم.

قال : «هو لك وما فيه».

فقبض صفوان ما في الشعب ، وقال عند ذلك : ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله. وأسلم مكانه (١).

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٥٣ و ٢٥٤ عن ابن إسحاق ، والبيهقي ، والواقدي ، والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٨٥٣ ـ ٨٥٥ ودلائل النبوة للبيهقي

٣٢

يحسبون كل صيحة عليهم :

وبعد .. فقد حكى الله حالة الرعب التي تهيمن على أعداء الله من المنافقين ، فكيف بالكافرين ، فقال : (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) (١).

وحالة صفوان بن أمية تجسد مضمون هذه الآية بصورة دقيقة ، فقد كان يرى نفسه من الرؤساء والزعماء الكبار في قومه ، وكان يعيش حالة الإستكبار والجحود ، ويمارس الطغيان والتعدي والظلم ، حسب ما يروق ويحلو له .. وإذ به بين ساعة وأخرى يرى نفسه شريدا طريدا هاربا ، يستجدي الرحمة من أي كان من الناس.

ويرى : أن كل شيء يلاحقه ، حتى أبناء عشيرته ، ولذلك فهو يقسم : أن عمير بن وهب ، وهو من قومه وعشيرته ، جاء يريد قتله ، وقد ظاهر عليه محمدا «صلى‌الله‌عليه‌وآله».

مع أن عميرا كان يفكر في الإتجاه الآخر ، وقد حصل له على الأمان من رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فهو يلاحقه ليعيد السكينة إلى قلبه ، وليحفظ حياته ، بل هو يريد أن يراه عزيزا شريفا مكرما برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ولذلك قال له ، كما تقدم : «عزه عزك ، وشرفه شرفك ، وملكه ملكك».

__________________

ج ٥ ص ٩٨ وراجع : السيرة الحلبية ج ٣ ص ٩٤ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٩٣ و ٩٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٨ ص ١١ و ١٢ وكنز العمال ج ١٠ ص ٥٠٦ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٤ ص ١١٤ و ١١٥ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٦٦ والمعجم الأوسط ج ٣ ص ١٥٢.

(١) الآية ٤ من سورة المنافقون.

٣٣

إنقلاب الصورة :

واللافت هنا : أن هذا الرجل المشرك الذي لم يزل يفتئت على رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ويرميه بكل فرية ، ويصفه بأنه قاطع الرحم ، وبأنه شاعر ، وكاهن ، وكاذب ، ومفرق الجماعة ، وسبب الشرور والبلايا ، والمصائب والرزايا. ولا تزال هذه الكلمات تتزاحم في فمه ، وتتراكض على لسانه.

وإذ به حين يختار الإسلام يبادر إلى الحديث عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بما يناقض ذلك كله .. فيصفه : بأنه أبر الناس ، وأكرمهم ، وأفضلهم ، وخيرهم ..

وتجده بالغ الحماس لإثبات صحة ما يقول في إسراره وإعلانه ، وفي سائر المواقف ، مهما اختلفت خصوصياتها ، وحالاتها ، واقتضاءاتها ..

ما أسرع ما أجاب!! :

واللافت أيضا : أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لا يتردد في العفو عن عكرمة ، وعن صفوان ، وعن غيرهما ممن أهدر دمهم في فتح مكة.

وتجد سهولة ظاهرة في إعطائه الأمان لهم ، حتى كأنه ينتظر هذا الطلب ، وقد أعد له هذه الإجابة والإستجابة!!

ولم نلاحظ : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد ناقش أحدا في أمر الأمان ، أو ذكّر أحدا منهم بما صدر منه ، مما اقتضى اعتباره مجرما مهدور الدم.

وقد طلب منه صفوان أن يسيره شهرين ، فأعطاه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أربعة أشهر ، تفضلا منه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وكرما ، وسماحة ، وفضلا.

ولكن ذلك لا يقلل من قيمة الإجراء الأول ، وهو إهدار الدم ، الذي

٣٤

اتخذه في حق ذلك المجرم ، بل ذلك إعلان لكل أحد : بأن ثمة جرائم وعظائم تستحق أمثال هذه العقوبات ، ولا ترتفع عقوباتها إلا بهذا الأمان ، الذي يستبطن انصياعا واعترافا ، واستسلاما ، وتخليا عن منطق الجحود ، والطغيان ، وخروجا عن صفة العتو والتمرد ، ورفضا وإدانة لسبل الجبارين والمفسدين.

فيأتي هذا التفضل النبوي ، ليعطي للناس الإنطباع الصحيح عن حقيقة هؤلاء ، ليدركوا بعقولهم ، وبفطرتهم البون الشاسع بينهم وبين حقيقة الشخصية النبوية الإلهية ، التي تعيش روح التقوى ، والعمل الصالح في كل مفردات حياتها.

هذه هي معاييرهم :

والذي يثير استغراب الإنسان العاقل والمنصف حقا : أن ترى صفوان بن أمية ، وهو من الزعماء والرؤساء في قومه ، لا يستجيب لنداء العقل ، ولا ينساق مع قضاء الفطرة ، ولا يخضع لما تقتضيه المعجزات الإلهية القاهرة ، التي تضطر كل ذي لب ، وضمير ، ووجدان حي للانقياد ، والتسليم ، والخضوع ، ولا لغير ذلك من كرامات حبا الله بها نبيه والمؤمنين ، أو دلالات وآيات بينات.

إن صفوان يتجاهل ذلك كله ، ويرى أنه لا يعني له شيئا ، ويصر على العناد واللجاج والجحود ، وعلى مواصلة حرب الله ورسوله ، والمؤمنين ..

ثم يبوء بالفشل ، ويواجه الهزيمة الذليلة ، ويعيش الخزي بأقسى وأظهر معانيه ، حتى استنقذه بعض أهل الإسلام ، الذين حاربهم ، وبغى ـ ولم يزل ـ

٣٥

الغوائل لهم ، ووجد الخلق الرفيع ، وأعظم مظاهر الكرم ، والفضل ، والبر ، والنبل ، والسماحة لدى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، حين عفا عن جرائمه الكبيرة ، التي جعلته مهدور الدم ..

نعم .. إن صفوان لا يرى في ذلك كله : أية دلالة على الحق والهدى ، ولا يدله على بطلان ما يعتقده في أصنامه ، التي هي مجرد أحجار ، وجمادات ومخلوقات لا تضر ولا تنفع ، ولا تبصر ولا تسمع ، فيعطيها مقام الألوهية والخالقية ، والرازقية. ولا يدله ذلك على قبح الظلم والإفساد ، والطغيان ، وغير ذلك من جرائم يرتكبها.

ولكنه يهتدي للحق ـ بزعمه ـ حين يرى : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد منحه بعض فضول الحطام في هذه الدنيا الدنية ، فيدّعي : أن ذلك قد دله على بطلان أصنامه ، وعلى أن ثمة ألها سواها يستحق أن يعبد ، وعلى وجود حساب وعقاب ، وثواب ، وعلى وجود آخرة ، وعلى صحة نبوة رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وعلى رسوليته و.. و.. الخ.

فهو يقول عندما أعطاه النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» بعض الإبل التي رمقها بعين الوامق : «ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله. وأسلم مكانه ..».

فهل عميت بصيرته عن كل تلك الدلالات ، وعن جميع المعجزات والكرامات؟! أم انطفأ سراج عقله؟! وتلاشت كل ومضات النور في فطرته؟! حتى لم يبق إلا رشحات الأطماع ، وومضات الأهواء والشهوات لتكون هي التي تهدي صفوان من الضلال ، وتحفظه من الضياع؟!

ولكنك مع ذلك كله تجد بعض الناس يعظمون أمثال صفوان ،

٣٦

ويعتقدون عدالته ، وإخلاصه.

فما أعجب أمر هؤلاء!! وما عشت أراك الدهر عجبا!!

صفوان بن أمية في ميزان الإعتبار :

لقد حاولت بعض الروايات : أن تعطي صورة مشرقة عن صفوان قبل إسلامه ، ثم تدّعي : أنه قد حسن إسلامه ، بعد أن كان من المؤلفة قلوبهم.

غير أن مراجعة تاريخ صفوان ، لا تشجع على تصديق ما يذكرونه عنه ، فهو قبل أن يتظاهر بالإسلام كان من المعاندين والجاحدين ، الذين يجهدون لإطفاء نور الله تبارك وتعالى بماله ، وبلسانه ، وبيده ..

وإذا تتبعنا أحوال هذا النوع من الناس ، فقد لا نعثر على أي واحد منهم يمكن الإطمينان إلى إخلاصه وسلامة دينه ، بعد أن أظهر الإسلام.

ويكفي أن نذكر : أن صفوان هو الذي أخرج خمس مائة دينار ليجهز بها جيش المشركين إلى بدر (١).

وهو الذي ضمن لعمير بن وهب قضاء دينه ، وأن يضم عياله إلى عياله ، على أن يقتل محمدا «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، إذا أصيب في هذا السبيل ، ثم جهزه وأرسله إلى المدينة ، لينفذ ما تآمرا عليه (٢).

__________________

(١) سفينة البحار ج ٥ ص ١٣٠ وتفسير القمي ج ١ ص ٢٥٧ والبحار ج ١٩ ص ٢٤٦ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ١١٣.

(٢) سفينة البحار ج ٥ ص ١٣٠ والبحار ج ١٧ ص ٢٩٦ وج ١٠ ص ٤٩ ـ ٥١ وج ١٨ ص ١٤٠ وج ١٩ ص ٣٢٦ والإحتجاج ج ١ ص ١١٨ ـ ١٢٠ والخرائج والجرائح ج ١ ص ١١٩ والمناقب لابن شهرآشوب ج ١ ص ١١٣ والمنتتقى للكازروني

٣٧

ويروى عن أبي عبد الله «عليه‌السلام» ، قال : جرت في صفوان بن أمية الجمحي ثلاث من السنن : استعار منه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» سبعين درعا حطمية ، فقال : أغصبا يا محمد؟

قال : بل عارية مؤداة.

فقال : يا رسول الله إقبل هجرتي.

فقال النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «لا هجرة بعد الفتح» (١).

__________________

ص ١١٣ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٢ ص ٣١٦ ودلائل النبوة للبيهقي ج ٣ ص ١٤٧ ـ ١٤٩ والثاقب في المناقب ص ١٠١ وكلمات الإمام الحسين للشريفي ص ١٨٥ وتفسير نور الثقلين ج ١ ص ٣٤١ وتفسير كنز الدقائق ج ٢ ص ٩٧ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج ٢ ص ٢٠٠ ومجمع الزوائد ج ٨ ص ٢٨٥ والمعجم الكبير ج ١٧ ص ٥٦ و ٥٨ و ٦٠ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ١٥٤ وكنز العمال ج ١٣ ص ٥٦٣ وأسد الغابة ج ٤ ص ١٤٩ والإصابة ج ٤ ص ٦٠٣ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ١٦٧ والبداية والنهاية ج ٣ ص ٣٨١ وعيون الأثر ج ١ ص ٣٥٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ٤٨٦.

(١) المنتقى من السنن المسندة ص ٢٥٧ وتاريخ المدينة ج ٢ ص ٤٨٢ وقصص الأنبياء للراوندي ص ٢٩٢ وصحيح ابن خزيمة ج ٤ ص ٣٥٠ وذكر أخبار إصبهان ج ١ ص ٧١ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٦٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٦ وصحيح ابن حبان ج ١٠ ص ٤٥٢ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٦٥ والنهاية في غريب الحديث ج ١ ص ٣٠٨ ولسان العرب ج ٣ ص ١٣٥ وتاج العروس ج ٢ ص ٣٢٩ والمعجم الكبير ج ٣ ص ٢٧٣ ومعرفة علوم الحديث ص ٢٤ ومسند الشهاب ج ٢ ص ٤١ ورياض الصالحين للنووي ص ٥٧ وفيض القدير ج ٦ ص ٥٦٧ وتفسير مجمع البيان ج ٤ ص ٤٩٩ وجامع البيان ج ١٠ ص ٦٧

٣٨

__________________

وأحكام القرآن ج ٢ ص ٣٤ وتفسير القرطبي ج ٥ ص ٣٠٨ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٢٥٩ والدر المنثور ج ٦ ص ٤٠٦ وتفسير الثعالبي ج ٣ ص ٢٢١ وفتح القدير ج ١ ص ٥٠٥ والمحصول ج ٤ ص ٣٣٢ والسير الكبير ج ١ ص ٩٤ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٤٢ والطبقات لخليفة بن خياط ص ٧٧ والتاريخ الكبير ج ٧ ص ١٠٩ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢٤ ص ١٠٥ وأسد الغابة ج ١ ص ١١٩ وتهذيب الكمال ج ٢ ص ٤٩٤ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥٦٤ وتهذيب التهذيب ج ٥ ص ١٦٠ والإصابة ج ١ ص ٢٦٨ والمبسوط للطوسي ج ٢ ص ٤ والسرائر للحلي ج ٢ ص ١٤ وتذكرة الفقهاء (ط ق) ج ١ ص ١٨٠ مسند أبي يعلى ج ٨ ص ٣٦٢ ومسالك الأفهام ج ٣ ص ١٧ ومجمع الفائدة ج ٧ ص ٤٤٦ وزبدة البيان ص ٣١٤ وجواهر الكلام ج ١٣ ص ٣٦٣ والمجموع للنووي ج ١٩ ص ٢٦٣ وبدائع الصنائع ج ١ ص ١٥٨ وتكملة حاشية المحتار ج ١ ص ٣٦١ والمغني لابن قدامة ج ١٠ ص ٥١٣ وج ١١ ص ٢٤٨ والشرح الكبير ج ١٠ ص ٣٨٠ وج ١١ ص ٢٠٨ وكشاف القناع ج ١ ص ٥٧٤ وج ٣ ص ٤٧ وسبل السلام ج ٢ ص ٢٨ والمحلى ابن حزم ج ٧ ص ٤٥ و ٢٩١ ونيل الأوطار الشوكاني ج ٣ ص ١٩٣ وج ٨ ص ١٧٦ و ١٧٧ و ١٧٨ وفقه السنة الشيخ سيد سابق ج ٢ ص ٦٢٣ ونهج البلاغة خطب الإمام ج ٢ ص ١٢٩ (ش) والخصال ص ١٩٣ وشرح أصول الكافي ج ١٢ ص ٢٦١ والوسائل (ط مؤسسة آل البيت) ج ١٩ ص ٩٥ و (ط دار الإسلامية) ج ١٣ ص ٢٣٩ والخرائج والجرائح ج ٢ ص ٥٤٥ والمحتضر ص ١٨٧ و ٣٢١ وعوالي اللآلي ج ١ ص ٤٤ و ١٦٢ والبحار ج ١٩ ص ٩٠ وج ٣٣ ص ٩٤ وج ٤١ ص ١٧٠ وج ٦٦ ص ٢٢٩ و ٢٣٠ وج ٧٦ ص ١٨٢ وج ٨٥ ص ٤٦ وج ١٠٠ ص ١٧٦ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٩ ص ٤ وج ٢٥ ص ٥٥٢ ومستدرك سفينة البحار ج ٧ ص ٤٨١ وج ١٠ ص ٤٨٦ ومكاتيب الرسول ج ٣ ص ٦١٧ ومسند أحمد

٣٩

__________________

الإمام ج ١ ص ٢٢٦ و ٣٥٥ وج ٣ ص ٢٢ و ٤٦٨ و ٤٦٩ وج ٥ ص ١٨٧ وسنن الدارمي ج ٢ ص ٢٣٩ وصحيح البخاري ج ٣ ص ٢٠٠ و ٢١٠ وج ٤ ص ٣٨ و ٢٥٣ وج ٥ ص ٩٨ وصحيح مسلم ج ٦ ص ٢٨ وسنن الترمذي ج ٣ ص ٧٥ والمستدرك الحاكم ج ٢ ص ٢٥٧ وج ٣ ص ١٨ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٩ ص ١٧ وشرح مسلم النووي ج ٥ ص ١٧٣ وج ٩ ص ١٢٣ وج ١٣ ص ٦ و ٧ و ٨ وج ١٤ ص ٢٠٩ ومجمع الزوائد للهيثمي ج ٥ ص ٢٥٠ وفتح الباري ج ١ ص ١٢٦ وج ٦ ص ٣ و ٢٨ و ١٣٢ و ٢٠٣ وج ٧ ص ١٧٨ و ١٧٩ و ٢٠٢ و ٢١٦ و ٣٤٠ وج ١٠ ص ١٥٥ و ٤٥٧ وج ١٣ ص ١٧٣ وعمدة القاري ج ١ ص ٢٩ و ٣١٥ وج ٩ ص ١٥ وج ١٤ ص ٧٩ و ٨٠ و ٨١ و ١٢٢ و ٢٢٥ وج ١٥ ص ١٠ وج ١٧ ص ٣٧ الديباج على مسلم للسيوطي ج ٣ ص ٣٩٧ وج ٥ ص ٢٣٢ وتحفة الأحوذي ج ٥ ص ١٧٨ وج ٨ ص ٤ وعون المعبود ج ٢ ص ٢٠٤ وعون المعبود ج ٧ ص ١١٣ ومسند ابن المبارك ص ١٣٣ ومسند أبي داود الطيالسي ص ٨٤ و ١٣٠ و ٢٩٣ والمصنف عبد الرزاق الصنعاني ج ٥ ص ٣٠٩ وج ٨ ص ٤٧٤ وج ١٠ ص ١٥٢ والمصنف ابن أبي شيبة الكوفي ج ٨ ص ٥٣٩ و ٥٤٠ وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص ١٨٣ والآحاد والمثاني للضحاك ج ٣ ص ٨٦ ج ٤ ص ٢٣٠ ومسند أبي يعلى ج ٨ ص ٣٦٢ والمنتقى من السنن المسندة ص ٢٥٧ وصحيح ابن خزيمة ج ٤ ص ٣٥٠ وج ١٠ ص ٤٥٢ ج ١١ ص ٢٠٩ والمعجم الكبير للطبراني ج ٣ ص ٢٧٣ وج ١٠ ص ٣٤٠ وج ١١ ص ٢٦ وج ١٨ ص ٢٦٢ و ٢٦٣ وج ٢٠ ص ٣٢٥ ومعرفة علوم الحديث للنيسابوري ص ٢٤ ومسند الشهاب لابن سلامة ج ٢ ص ٤١ و ٤٢ والإستذكار لابن عبد البر ج ٧ ص ٢٧٧ وج ٨ ص ٢٢٦ الإستيعاب ج ١ ص ٨ و ١٠٦ وج ٢ ص ٧٢٠ و ٧٢٣ و ٨٣٧ وج ٣ ص ١٢٥٣ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢ ص ٢١٨ وج ٨ ص ٣٩٠ وشرح نهج البلاغة

٤٠