الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٣

السيد جعفر مرتضى العاملي

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله - ج ٢٣

المؤلف:

السيد جعفر مرتضى العاملي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-493-195-5
ISBN الدورة:
964-493-171-8

الصفحات: ٣٦٦

عتاب بن أسيد على مكة :

قالوا : وولى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عتاب بن أسيد ، وعمره ثماني عشرة ، أو إحدى وعشرون سنة أمر مكة ، وأمره «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن يصلي بالناس ، وهو أول أمير صلى بمكة بعد الفتح جماعة (١).

قال في السيرة الحلبية : «في الكشاف ، وعنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : أنه استعمل عتاب بن أسيد على أهل مكة وقال : «انطلق فقد استعملتك على أهل الله. أي وقال ذلك ثلاثا» فكان شديدا على المريب ، لينا على المؤمن.

وقال : والله ، لا أعلم متخلفا يتخلف عن الصلاة في جماعة إلا ضربت عنقه ، فإنه لا يتخلف عن الصلاة إلا منافق.

فقال أهل مكة : يا رسول الله ، لقد استعملت على أهل الله عتاب بن أسيد ، أعرابيا ، جافيا؟!

فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : «إني رأيت فيما يرى النائم كأن عتاب بن أسيد أتى باب الجنة ، فأخذ بحلقة الباب ، فقلقلها قلقالا شديدا حتى فتح له ، فدخلها ، فأعز الله به الإسلام ، فنصرته للمسلمين على من يريد

__________________

(١) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٥٩.

٢٠١

ظلمهم» (١).

هذا .. وفي تاريخ الأزرقي : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قال : «لقد رأيت أسيدا في الجنة ، وأنى. أي كيف يدخل أسيد الجنة.

فعرض له عتاب بن أسيد ، فقال : هذا الذي رأيت ، ادعوه لي.

فدعي له ، فاستعمله يومئذ على مكة ، ثم قال : يا عتاب ، أتدري على من استعملتك؟ استعملتك على أهل الله ، فاستوص بهم خيرا. يقولها ثلاثا.

فإن قيل : كيف يقول عن أسيد إنه رآه في الجنة ، ثم يقول عن ولد أسيد إنه الذي رآه في الجنة.

قلنا : لعل عتابا كان شديد الشبه بأبيه ، فظن «صلى‌الله‌عليه‌وآله» عتابا أباه ، فلما رآه عرف أنه عتاب لا أسيد.

وفي كلام سبط ابن الجوزي : عتاب بن أسيد استعمله رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على أهل مكة لما خرج إلى حنين وعمره ثماني عشرة سنة.

وفي كلام غيره ما يفيد : أنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إنما استخلف عتاب بن أسيد وترك معه معاذ بن جبل بعد عوده من الطائف ، وعمرته من الجعرانة.

إلا أن يقال : لا مخالفة ، ومراده باستخلافه إبقاؤه على ذلك.

إلى أن قال في السيرة الحلبية : وكان رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله»

__________________

(١) السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٥٩ و ٦٠ وتفسير الثعلبي ج ٦ ص ١٢٨ وميزان الإعتدال للذهبي ج ٢ ص ٤٠٦ والإصابة ج ٤ ص ٣٥٧ ولسان الميزان ج ٣ ص ٢٧٠.

٢٠٢

رأى في المنام : أن أسيدا والد عتاب واليا على مكة مسلما ، فمات على الكفر ، فكانت الرؤيا لولده ، كما تقدم مثل ذلك في أبي جهل وولده عكرمة.

ولما ولاه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على مكة جعل له في كل يوم درهما ، فكان يقول : لا أشبع الله بطنا جاع على درهم في كل يوم.

ويروى : أنه قام فخطب الناس ، فقال : يا أيها الناس أجاع الله كبد من جاع على درهم. أي له درهم ، فقد رزقني رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» درهما في كل يوم ، فليست لي حاجة إلى أحد.

وعن جابر رضي الله تعالى عنه : «أن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» استعمل عتاب بن أسيد على مكة ، وفرض له عمالته أربعين أوقية من فضة».

ولعل الدرهم كل يوم يحرز القدر المذكور : أي أربعين أوقية في السنة فلا مخالفة (١).

وستأتي مناقشة هذه الأقاويل إن شاء الله تعالى.

كتاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للمكيين مع عتّاب :

وقالوا أيضا : لما حتم قضاء الله بفتح مكة ، واستوسقت له أمّر عليهم عتّاب بن أسيد ، فلما اتصل بهم خبره قالوا : إن محمدا لا يزال يستخف بنا حتى ولى علينا غلاما حدث السن ابن ثماني عشرة سنة ، ونحن مشايخ ذوي الأسنان وجيران حرم الله الآمن ، وخير بقعة على وجه الأرض.

وكتب رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لعتاب بن أسيد عهدا على مكة

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ٤ ص ١٠٥ و (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٥٩ و ٦٠.

٢٠٣

وكتب في أوله :

«من محمد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إلى جيران بيت الله الحرام ، وسكان حرم الله.

أما بعد .. فمن كان منكم بالله مؤمنا ، وبمحمد رسوله في أقواله مصدقا ، وفي أفعاله مصوبا ، ولعلي أخي محمد رسوله ، ونبيه ، وصفيه ، ووصيه ، وخير خلق الله بعده مواليا ، فهو منا وإلينا. ومن كان لذلك أو لشيء منه مخالفا ، فسحقا وبعدا لأصحاب السعير ، لا يقبل الله شيئا من أعماله ، وإن عظم وكبر ، يصليه نار جهنم خالدا مخلدا أبدا.

وقد قلد محمد رسول الله عتاب بن أسيد أحكامكم ومصالحكم ، وقد فوض إليه تنبيه غافلكم ، وتعليم جاهلكم ، وتقويم أود مضطربكم ، وتأديب من زال عن أدب الله منكم ، لما علم من فضله عليكم ، من موالاة محمد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ومن رجحانه في التعصب لعلي ولي الله ، فهو لنا خادم ، وفي الله أخ ، ولأوليائنا موال ، ولأعدائنا معاد ، وهو لكم سماء ظليلة ، وأرض زكية ، وشمس مضيئة ، قد فضله الله على كافتكم بفضل موالاته ومحبته لمحمد وعلي ، والطيبين من آلهما ، وحكّمه عليكم ، يعمل بما يريد الله فلن يخليه من توفيقه.

كما أكمل من موالاة محمد وعلي «عليه‌السلام» شرفه وحظه ، لا يؤامر رسول الله ولا يطالعه ، بل هو السديد الأمين.

فليطمع المطيع منكم بحسن معاملته شريف الجزاء ، وعظيم الحباء.

وليتوق المخالف له شديد العذاب ، وغضب الملك العزيز الغلاب.

ولا يحتج محتج منكم في مخالفته بصغر سنه ، فليس الأكبر هو الأفضل ،

٢٠٤

بل الأفضل هو الأكبر ، وهو الأكبر في موالاتنا وموالاة أوليائنا ، ومعاداة أعدائنا ، فلذلك جعلناه الأمير عليكم ، والرئيس عليكم ، فمن أطاعه فمرحبا به. ومن خالفه فلا يبعد الله غيره».

قال : فلما وصل إليهم عتاب وقرأ عهده ، ووقف فيهم موقفا ظاهرا نادى في جماعتهم حتى حضروه ، وقال لهم :

معاشر أهل مكة ، إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» رماني بكم (١) شهابا محرقا لمنافقكم ، ورحمة وبركة على مؤمنكم ، وإني أعلم الناس بكم وبمنافقكم ، وسوف آمركم بالصلاة فيقام بها ، ثم أتخلف أراعي الناس ، فمن وجدته قد لزم الجماعة التزمت له حق المؤمن على المؤمن ، ومن وجدته قد بعد عنها فتشته ، فإن وجدت له عذرا عذرته ، وإن لم أجد له عذرا ضربت عنقه ، حكما من الله مقضيا على كافتكم ، لأطهر حرم الله من المنافقين.

أما بعد .. فإن الصدق أمانة ، والفجور خيانة ، ولن تشيع الفاحشة في قوم إلا ضربهم الله بالذل ، قويكم عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه ، وضعيفكم عندي قوي حتى آخذ الحق له.

اتقو الله ، وشرفوا بطاعة الله أنفسكم ، ولا تذلوها بمخالفة ربكم.

ففعل والله كما قال ، وعدل ، وأنصف ، وأنفذ الأحكام ، مهتديا بهدى الله ، غير محتاج إلى مؤامرة ولا مراجعة (٢).

__________________

(١) لعل الصحيح : رماكم بي.

(٢) البحار ج ٢١ ص ١٢٢ ـ ١٢٤ والتفسير المنسوب للإمام العسكري «عليه‌السلام» ص ٥٥٥ و ٥٥٧ وراجع : الإقبال ص ٣١٨ ومدينة البلاغة ج ٢ ص ٢٩٢.

٢٠٥

الكتاب مصنوع :

قال العلامة الأحمدي «رحمه‌الله» : «لا يخفى ما في هذا الكتاب من آثار الكلفة والصنعة ، مع ضعف هذا التفسير في الإنتساب إليه صلوات الله وسلامه عليه (وآله).

هذا مضافا إلى أن يخالف أسلوب كتبه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» (١).

عتّاب قاض ، أم أمير؟! :

وقد قال الدميري : «عتاب بن أسيد الذي وجه به النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قاضيا على مكة يوم الفتح» (٢).

والظاهر : أن هذا غير دقيق ، فإن الروايات تؤكد أنه أمير ، والقضاء من الشؤون التي ترجع إلى الأمير أيضا.

تولية عتاب على مكة وخلافة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله :

وبعد .. فإن تولية عتاب على مكة وهو قرشي ، وعمره ثماني عشرة ، أو إحدى وعشرون سنة ، ثم تولية أسامة بن زيد على المهاجرين والأنصار بعد ذلك وعمره ثماني عشرة سنة يثيران أمامنا العديد من الأمور.

ولعل أهمها : أن ذلك يدخل في سياق إبطال التعللات التي يحاول مناوئوا علي «عليه‌السلام» أن يتذرعوا بها في تمردهم عليه ، وردّ أمر الله ورسوله فيه.

__________________

(١) مكاتيب الرسول ج ٢ ص ٢٦٢.

(٢) حياة الحيوان ج ٢ ص ١٣ ووفيات الأعيان ج ٦ ص ١٤٩.

٢٠٦

فتولية عتاب بن أسيد ، على شيوخ قريش ، وعتاتها ، والمستكبرين فيها ، وهو الشاب ذو الثمانية عشر عاما أو أكثر بيسير ، الذي تربى في محيط مكة ، وترعرع بين شعابها ، ويعرف الناس عنه كل شاردة وواردة ، مما لا يستسيغه أولئك الناس ، ولا يحبذونه ، بل هم يفضلون رجلا شيخا مجربا قرشيا ، ظاهر السيادة فيهم ، عظيم المقام بينهم.

وإذا كان قد سهل عليهم أن يتجرعوا هذه الكأس ، ولو بشيء من المرارة ، أو التبرم ، والإستهجان ، فذلك لأنه قرشي ، وهو منهم وإليهم.

ولو كان من غيرهم ، كأن يكون من الأنصار مثلا ، فإن المصيبة ستكون عليهم أشد ، والبلاء سيكون أعظم.

ثم جاءت تولية أسامة بن زيد على شيوخ المهاجرين والأنصار في مرض رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» مع ما لها من ارتباط وثيق بموضوع خلافة الرسول «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وما لها من أثر في إبطال الذرائع التي ربما تكون قد أعدت سلفا وكان عمره أيضا ثمانية عشر عاما ، فكانت الضربة القاسية التي استهدفت صميم مشروعهم الإنقلابي على العهود التي أعطوها لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وعلى ما أنشأوه من بيعة لعلي «عليه‌السلام» بالإمامة في يوم غدير خم.

فلم يعد يفيدهم القول : بأن ثمة من هو أسنّ من علي «عليه‌السلام» ، والناس لا يرضون بتقديمه عليهم ، إذ كيف رضي عتاة قريش بتولية عتاب على مكة .. وكيف رضي شيوخ المهاجرين والأنصار بتولية أسامة بن زيد عليهم.

فإن أمكن التعلل : بأن قضية أسامة إنما ترتبط بشأن الحرب ، وليس

٢٠٧

بالضرورة أن يكون الخبير بالحرب مؤهلا لقيادة الأمة في سائر شؤونها : السياسية ، والإقتصادية ، والإجتماعية ، ولا أن يكون قادرا على حل مشاكلها في سائر المجالات ، فضلا عن أن يكون أهلا لمقام الفتوى والقضاء ، وتربية الناس ، تربية صالحة ، وبث المعارف الصحيحة فيهم.

فإن الجواب عن ذلك هو :

أولا : إن تولية عتاب بن أسيد على مكة لا تختص بالأمور العسكرية ، بل هي لإدارة جميع الشؤون السياسية ، والإجتماعية ، وغيرها.

ثانيا : إن القيادة العسكرية هي من شؤون الحاكم أيضا .. فإذا كان أسامة ، وهو الشاب الذي قد لا يزيد سنّه على ثمانية عشر عاما ، أليق ممن يرشحون أنفسهم لخلافة النبوة ، ويكون هو الذي يصدر الأوامر إليهم ، ويدبر شؤونهم ، فما بالك بسائر الشؤون؟!

وكيف يمكن إثبات جدارة هؤلاء الناس لمقام خلافة النبوة ، في الأمور الأعظم أثرا ، والأكثر خطرا؟!

ثالثا : لو كان السن هو المعيار لقيادة الأمة ، لم يصح أن يبعث الله أحدا من الأنبياء ، والرسل ولا أنه يجعل أحدا من الناس رسولا أو حاكما للأمة إلا إذا كان أكبر الناس سنا .. ولبطلت نبوة نبينا «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، لأن المفروض : أنه حين صار نبيا ، ثم حين صار رسولا كانت هناك فئات كبيرة من الأمة تكبره من حيث السن.

خلاصة وتوضيح :

إن عتاب بن أسيد قد أسلم يوم الفتح. وقد كان في المهاجرين المكيين ،

٢٠٨

من هو أفضل وأورع وأتقى ، وأكثر تجربة منه بلا شك ..

ولكن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في نفس الوقت الذي يريد أن يكون والي مكة من قريش ، فإنه أراده ممن يعيش في مكة ..

وممن أسلم يوم الفتح بالذات ، فإن حقد عتاة قريش عليه أضعف ، وحساسيتهم منه تكون أقل ..

وأراده أيضا بهذا السن.

وأراد أن يبقيه لآخر حياته «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، لأن ذلك يبطل ما سوف يتذرع به نفس هؤلاء ، نصرة لأحبائهم لردّ خلافة أمير المؤمنين «عليه‌السلام» بعد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وهو أن من اختاروه كان أكبر سنا من علي ، وأن الناس لا يرضون بعلي «عليه‌السلام» بسبب حداثة سنه ، وهذه الذريعة سوف تظهر ، على رغم وجود عتّاب أميرا على مكة فعلا.

ومع أمارة أسامة عليهم في المدينة فعلا أيضا ..

ورغم أنهم قد بايعوه يوم الغدير.

ورغم أن توليته «صلى‌الله‌عليه‌وآله» من هو أصغر من علي «عليه‌السلام» سنا ، سواء لأمور البلاد ، كما هو الحال في مكة ، التي هي قلب الإسلام النابض ، أو لأمور الجيوش في الحروب ، كما في قضية تولية أسامة بن زيد ، وبديهي : أن قيادة الجيوش تعني أن تصبح أرواح الناس ، وخصوصا الثلة المؤمنة ، ومصير البلاد ، بل مصير الأمة بأسرها ، مرهونة بسياسات هذا القائد ، وخططه ، وقرارته ..

إن ذلك كله يوضح : أن قضية تولية عتّاب كانت في غاية الأهمية ، وفي

٢٠٩

منتهى الحساسية ..

لا حاجة إلى المبالغة في أمر عتاب :

إن عتّاب بن أسيد قد أسلم يوم الفتح ، وتوفي يوم موت أبي بكر ، وقيل : غير ذلك (١).

وعتّاب أموي نسبا (٢).

__________________

(١) أسد الغابة ج ٣ ص ٣٥٨ ، وتهذيب التهذيب ج ٧ ص ٨٢ و ١٩١ ، والإصابة في تمييز الصحابة ج ٢ ص ٤٥١ / ٥٣٩١ ، والطبقات الكبرى ج ٥ ص ٤٤٦ وشرح مسند أبي حنيفة ص ٥٤٦ وتهذيب الكمال ج ١٩ ص ٢٨٢ و ٢٨٣ والأعلام للزركلي ج ٤ ص ١٩٩ و ٢٠٠ والإصابة ج ٤ ص ٣٥٦ وراجع : مكاتيب الرسول ج ١ ص ٣٠ وتحفة الأحوذي ج ٣ ص ٢٤٤ وعون المعبود ج ٤ ص ٣٤٥ والبداية والنهاية ج ٧ ص ٤١ والوافي بالوفيات ج ١٩ ص ٢٨٩ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ ص ٩٨ والمعارف لابن قتيبة ص ٢٨٣ والكاشف من معرفة من له رواية في كتب الستة للذهبي ج ١ ص ٦٩٥ والثقات لابن حبان ج ٣ ص ٣٠٤ وشرح النهج للمعتزلي ج ١١ ص ١٢٣.

(٢) الإستيعاب ج ٣ ص ١٠٢٣ وطبقات خليفة بن خياط ص ٤٨٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢١ ص ١٨١ وج ٣٧ ص ١١ والوافي بالوفيات ج ١٩ ص ٢٨٩ والبداية والنهاية ج ٧ ص ٤١ وأسد الغابة ج ٣ ص ٣٠٨ والكاشف من معرفة من له رواية في كتب الستة للذهبي ج ١ ص ٦٩٥ والإصابة ج ٥ ص ٣٥ والأعلام للزركلي ج ٤ ص ١٩٩ والمعارف لابن قتيبة ص ٢٨٣ واللباب في تهذيب الأنساب ج ٢ ص ٣١٩ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٦١٢ وج ٣ ص ٩٧ وشرح النهج للمعتزلي ج ١١ ص ١٢٣ وج ١٥ ص ٢٦٥ والطبقات الكبرى

٢١٠

وقد أبقاه أبو بكر على مكة إلى أن مات (١). وهذا يشير إلى مدى التوافق والإنسجام بين عتّاب وأبي بكر.

ويظهر من إبقاء معاذ معه في مكة لتعليم الناس أحكام دينهم ، رغم أن ما يحتاجون إليه هو أبسط الأمور ، مثل تعليم الصلاة ، والوضوء ، ونحو ذلك : أن عتّابا لم يكن قادرا على القيام بهذه المهمة ، بل كان هو بحاجة إلى أن يتعلم من معاذ نفس ما كان أهل مكة يتعلمونه منه ، لأنه إنما أسلم كغيره قبل أيام من توليته.

كما أن من يسلم قبل أيام من توليته ، فلا مجال للمبالغة في إخلاصه لهذا الدين ، ولا في تقواه ، ولا في معارفه الإيمانية ، ولا .. ولا .. إلا سبيل الادّعاء والتكلف.

__________________

لابن سعد ج ٥ ص ٤٤٦ والآحاد والمثاني ج ١ ص ٤٠٣ والمعجم الكبير للطبراني ج ١٧ ص ١٦١ وتاريخ خليفة بن خياط ص ٧٧ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٥٩٥ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٥٨ وتفسير مقاتل بن سليمان ج ١ ص ١٤٩ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٣٤٧ وتفسير الثعلبي ج ٢ ص ٢٨٥ وج ٦ ص ١٢٨ والأحكام لابن حزم ج ٧ ص ٩٨٣ والثقات لابن حبان ج ٢ ص ٦٧ وج ٣ ص ٣٠٤ والدرر لابن عبد البر ص ٢٢٥ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ١٠ والسيرة النبوية لابن هشام ج ١ ص ١٨١ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦١٥.

(١) الأعلام للزركلي ج ٤ ص ٢٠٠ والمعارف لابن قتيبة ص ٢٨٣ والكاشف من معرفة من له رواية في كتب الستة للذهبي ج ١ ص ٦٩٥ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٦١٢ وج ٣ ص ٩٨ والوافي بالوفيات ج ١٩ ص ٢٨٩ والبداية والنهاية ج ٧ ص ٤١ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ١٠.

٢١١

تهديد المتخلفين عن الجماعة :

وبعد ما تقدم نقول :

قد ذكروا : أن عتّابا قد هدد بقتل المتخلفين عن الجماعة ، غير أننا نلاحظ : أن هذا لا يكشف عن شدة تعلق عتّاب بهذا الدين ، ولا عن اهتمامه بتطبيق أحكامه ، إذ قد يكون داعيه إلى ذلك هو جمع الناس إلى جماعته ، والطمأنينة إلى بسط نفوذه.

إستدلالات واهية أخرى :

ثم إن من غير الطبيعي أن ينسب إلى النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أنه يستدل على صحة اختياره لعتاب ، وعلى أهليته لمقام الولاية ، بأنه من أهل الجنة ، فإن كون إنسان من أهل الجنة لا يدل على مقدرته ، وأهليته لمقام ولاية أمور الناس.

ويدل على ذلك : أن هؤلاء القوم ، هم الذين يروون : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد قال لأبي ذر : «إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي ، فلا تأمرنّ على اثنين ولا تولّين مال يتيم» (١).

__________________

(١) المغني لابن قدامة ج ٦ ص ٥٧٧ وشرح الأزهار ص ٣٠٨ والشرح الكبير لابن قدامة ج ٦ ص ٥٩٠ وجواهر العقود ج ٢ ص ٢٨١ ونيل الأوطار ج ٩ ص ١٦٧ وفقه السنة ج ٣ ص ٥٨٠ والبحار ج ٢٢ ص ٤٠٦ وج ٧٢ ص ٤ و ٣٤٢ ومستدرك سفينة البحار ج ١٠ ص ٥٨٣ ومسند أحمد ج ٥ ص ١٨٠ وصحيح مسلم ج ٦ ص ٧ وسنن أبي داود ج ١ ص ٦٥٥ وسنن النسائي ج ٦ ص ٢٥٥ والمستدرك للحاكم ج ٤ ص ٩١ والسنن الكبرى للبيهقي ج ٣ ص ١٢٩ وج ٦

٢١٢

ولا يشك أحد في عظمة أبي ذر ، وفي رفعة مقامه في الجنة.

وأما الحديث عن عزة الإسلام بعتاب بن أسيد ، فلم يظهر له وجه ، فإن مجرد توليه مكة من قبل النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لا يعني أن يعزّ الإسلام به ، وأن تأتي البشارة بهذا العز لرسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في المنام.

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يعرف الأب من الابن :

ولا ندري كيف صح للحلبي الشافعي أن يزعم : أن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يميز بين عتاب وبين أبيه أسيد ، لشدة الشبه بينهما.

فأولا : كيف يستطيع أن يثبت الحلبي هذا الشبه الشديد بين الأب والابن ، فإن مجرد الإحتمال لا يجدي في رفع المناقضة.

ثانيا : لنفترض : أن ثمة شبها ، ولكن أليس الأب شيخا ، وعتّاب

__________________

ص ٢٨٣ وج ١٠ ص ٩٥ وشرح مسلم للنووي ج ١٢ ص ٢١٠ وعمدة القاري ج ١٢ ص ١٩ وشرح سنن النسائي للسيوطي ج ٦ ص ٢٥٥ والسنن الكبرى والنسائي ج ٤ ص ١١٣ وأمالي المحاملي ص ٣٨٩ ومعرفة السنن والآثار ج ٧ ص ٣٥٣ ورياض الصالحين للنووي ص ٣٤٠ ونصب الراية ج ٥ ص ٤١ والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج ٢ ص ١٦٦ والعهود المحمدية ص ٨٩٣ وتفسير القرآن العظيم ج ١ ص ٤٦٥ وج ٣ ص ٤٢ والأحكام لابن حزم ج ٥ ص ٦٩٤ وج ٧ ص ٩٨٦ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٤ ص ٢٣١ وعلل الدارقطني ج ٦ ص ٢٨٥ وتاريخ مدينة دمشق ج ٦٦ ص ٢١٩ وتهذسي الكمال ج ١٠ ص ١٤١ وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٧٥ وتهذيب التهذيب ج ٣ ص ٣٧٧ وأخبار القضاة ج ١ ص ٢١ وفتوح مصر وأبارها ص ٤٨٠ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ ص ٤٠٦ وسبل الهدى والرشاد ج ١٠ ص ١٠٣.

٢١٣

شابا؟! فهل يعقل أن لا يميز بين الشيخ الكبير والشاب الذي لا يتجاوز عمره الثمانية عشر عاما ، أو أكثر من ذلك بقليل؟!

ثالثا : إذا كان النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يخلط بين الأمور إلى هذا الحد ، فكيف يمكن أن نطمئن إلى أن هذا الخلط والإشتباه لم يحصل في ما هو أهم من هذا وذلك؟!

وأين هو موقع عصمة الأنبياء ، وتسديدهم؟!

أليس يقولون : إن رؤيا الأنبياء وحي أيضا؟!

فهل يمكن أن يتطرق الخطأ إلى الوحي الإلهي؟!

أهل مكة أهل الله!! :

وأما وصف أهل مكة : بأنهم أهل الله ، فلا ندري كيف نفهمه ، أو نفسره؟ إذ إنهم قد استسلموا وأصبحوا في قضية الإسلام قبل أيام ، ولم يسلم الكثيرون منهم حتى هذه الساعة ، والذين اسلموا منهم لمّا يدخل الإيمان في قلوبهم .. فكيف صاروا أهل الله ، وهم على هذه الحالة؟!

الشك في كتاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأهل مكة :

إن ما ذكر في الكتاب المتقدم لأهل مكة ، من مدح لعتّاب لا يمكن قبوله ، فإن عتابا لا يمكن أن يكون بهذه المثابة التي وضعه فيها الكتاب المذكور ، فهو :

١ ـ لم يكن عارفا بأحكام الله تعالى ، لكي يعلّم جاهلهم.

٢ ـ لا يصح وصفه : بأنه سماء ظليلة ، وأرض زكية ، وشمس مضيئة ، ما دام أنه حديث الإسلام ولم يتفقه في الدين.

٢١٤

٣ ـ متى بلغ من الفضل والتقى حدا جعله مفضلا على كافة أهل مكة؟! مع وجود كثير من المسلمين يعيشون بين أهل مكة منذ سنوات ، وخصوصا بعد الحديبية.

٤ ـ وكيف ومتى ظهر حبه لمحمد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وأهل بيته «عليهم‌السلام» إلى هذا الحد الذي وصفه الكتاب المذكور.

٥ ـ على أن في خطبة عتاب فقرات يعرف الناس كلهم أنها لأمير المؤمنين «عليه‌السلام» (١).

٦ ـ يضاف إلى ذلك : أن رواية هذا الكتاب تقول : فلما وصل إليهم عتاب ، وقرأ عهده .. مع أن عتّابا كان معهم ، ولم يأتهم من خارج بلادهم؟!

معاذ يعلّم أهل مكة :

وقالوا : إن النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد جعل معاذا بمكة مع عتاب ، ليفقّه أهلها ، ويعلمهم السنن (٢).

ونقول :

١ ـ إنه لا شك في أن ما كان يحتاجه أهل مكة في أول إسلامهم هو : تعلم أبسط الأمور ، وأوضحها ، مثل : الصلاة ، والزكاة ، والتطهر من

__________________

(١) راجع على سبيل المثال : الخطبة رقم ٣٧ من نهج البلاغة ، ففيها : الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق منه.

(٢) راجع : سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٤٥٩ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٦١١ و ٦١٢ ومكاتيب الرسول ج ٢ ص ٦٦٣ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٤٢٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٦٧٩ والمستدرك للحاكم ج ٣ ص ٢٧٠.

٢١٥

الجنابة ، ودلالتهم على ما هو نجس ، ولزوم تطهيره .. والوضوء ، والتيمم ، وحرمة الكذب ، والنميمة والبهتان .. وسائر المحرمات .. وكيفية الذبح ، والصلاة على الميت ، وقراءة القرآن ونحو ذلك.

ولم يكونوا في مستوى يحتاجون فيه إلى المعارف الدقيقة والعالية.

فإبقاء معاذ في مكة ليعلم أهلها أمثال هذه لا يدل على أنه يملك علما ، وأن له فضلا يعتد به ..

كما أن هذا لا يدل على استقامته ، فضلا عن أن يدل على عدالته ..

وهل هذا إلا مثل إرسال خالد لدعوة الناس إلى الإسلام ، وإذ به يرتكب في حقهم أفظع الجرائم ، ويبوء بأعظم المآثم ..

من هو معاذ بن جبل؟! :

ثم إن معاذا ـ كما يقول سليم بن قيس ـ كان من الذين كتبوا صحيفة تعاقدوا فيها على أن يزيلوا الإمامة عن علي «عليه‌السلام» (١).

وقال الديلمي : إنه حين احتضاره كان يدعو بالويل والثبور ، لممالأته القوم ضد علي «عليه‌السلام» (٢).

__________________

(١) كتاب سليم بن قيس ص ١٥٤ والبحار ج ٢٨ ص ٢٧٤ والإحتجاج ج ١ ص ١١٠ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٢٤٩ ومستدركات علم الرجال ج ٧ ص ٤٣٦ والأنوار العلوية ص ٢٨٨ وغاية المرام ج ٥ ص ٣١٨ و ٣٣٦ ونفس الرحمن في فضائل سلمان للميرزا الطبرسي ص ٤٨٥ وتنقيح المقال ج ٣ ص ٢٢١ والمحتضر لحسن بن سليمان الحلي ص ٦٠ ومجمع النورين ص ١٠٠ ومدينة المعاجز ج ٢ ص ١٠٠.

(٢) البحار ج ٢٨ ص ١٢٢ وج ٣٠ ص ١٢٧ و ١٢٨ وج ٣١ ص ٦٣٤ وج ٥٨ ص ٢٤١ ـ

٢١٦

وهو من الجماعة الذين شهروا سيوفهم يوم السقيفة ، ومضوا حتى أخرجوا أبا بكر ، وأصعدوه المنبر (١).

وهو أول من اتجر في مال الله ، وذلك حين ولاه رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» على اليمن ، فلما توفي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قدم ، فقال عمر لأبي بكر : أرسل إلى هذا الرجل ، فدع له ما يعيشه ، وخذ سائره.

فقال أبو بكر : إنما بعثه النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ليجبره ، ولست آخذا شيئا منه إلا أن يعطيني (٢).

قال التستري : «لم يبعثه النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لأكل مال الله ، ولا

__________________

ومستدركات علم الرجال ج ٤ ص ٤١٢ ومستدرك سفينة البحار ج ٢ ص ٣٢٠ وتنقيح المقال ج ٣ ص ٢٢١ عن الديلمي ، وكتاب سليم بن قيس (تحقيق الأنصاري) ص ٣٤٦ وإرشاد القلوب ص ٣٩١ والصراط المستقيم ج ٣ ص ١٥٣ وكتاب الأربعين للشيرازي ص ٥٧٤ ومجمع النورين ص ٢٠٤ وعاية المرام ج ٤ ص ٣٦٧ ومدينة المعاجز ج ٢ ص ٩٠ ومجمع النورين ص ٢٠٤ ومدينة المعاجز ج ٢ ص ٩٣.

(١) رجال البرقي ص ٦٠ وقاموس الرجال للتستري ج ١٠ ص ٩٨ وراجع : مكاتيب الرسول ج ١ ص ١٧٨ والفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج ١ هامش ص ٤٦٦ ومعجم رجال الحديث ج ١٩ ص ٢٠٣.

(٢) الإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج ٣ ص ٣٥٨ و (ط دار الجيل) ص ١٤٠٤ ومكاتيب الرسول ج ٣ ص ٥٥٥ عنه ، والمصنف للصنعاني ج ٨ ص ٢٦٨ و ٢٦٩ ونصب الراية ج ٦ ص ١٩٨ وكنز العمال ج ٥ ص ٥٩١ و ٥٩٢ وقاموس الرجال ج ١٠ ص ٩٩ وتاريخ مدينة دمشق ج ٥٨ ص ٤٣٠ وخلاصة عبقات الأنوار ج ٣ ص ٩٥ والتمهيد لابن عبد البر ج ٢ ص ٩.

٢١٧

أجازه في التجارة به» (١).

ومن الذي قال لأبي بكر : إنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» إنما بعثه ليجبره. فلعله بعثه لحفظ الشأن العام ، وحفظ أموال بيت المال؟!

وقالوا : إنه في أحداث البيعة لأبي بكر جاءهم خالد بن الوليد المخزومي ، ومعه ألف رجل ، وجاءهم سالم مولى أبي حذيفة ، ومعه ألف رجل ، وجاءهم معاذ بن جبل ، ومعه ألف رجل ، فما زال يجتمع إليهم رجل رجل حتى اجتمع لهم أربعة آلاف رجل ، فخرجوا شاهرين أسيافهم يقدمهم عمر بن الخطاب ، حتى وقفوا بمسجد رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، فقال عمر : والله ، يا أصحاب علي ، لئن ذهب فيكم رجل يكلم بالذي تكلم بالأمس لنأخذن الذي فيه عيناه.

ثم يذكر كيف أن عمر صار يطوف بالمدينة ، ويجمع الناس ويكبسهم ، ويستخرجهم من بيوتهم للبيعة.

وبعد ذلك بادر إلى إحراق بيت الزهراء «عليها‌السلام» (٢).

وحين جيء بعلي «عليه‌السلام» للبيعة ـ جبرا وقهرا ـ كان في جملة الجالسين حول أبي بكر بالسلاح (٣).

__________________

(١) قاموس الرجال ج ٩ ص ٩٩.

(٢) الإحتجاج ج ١ ص ٢٠٠ و (ط دار النعمان) ص ١٠٤ و ١٠٥ والبحار ج ٢٨ ص ٢٠٢ ومواقف الشيعة ج ١ ص ٤٣٠ و ٤٣١ والفوائد الرجالية ج ٢ ص ٣٣٣ و ٣٣٤ ومجمع النورين ص ٧٩ و ٨٠ ونهج الإيمان لابن جبر ص ٥٨٦ وبيت الأحزان ص ٧٩ و ٩٥ و ٩٦ وراجع : الصوارم المهرقة ص ٥٨.

(٣) كتاب سليم بن قيس (تحقيق الأنصاري) ص ١٥١ والبحار ج ٢٨ ص ٢٧٠ والإحتجاج ج ١ ص ١٠٩ ومجمع النورين ص ٩٨ وبيت الأحزان ص ١١٠.

٢١٨

القسم العاشر

من الفتح .. إلى الشهادة

الباب الأول : من فتح مكة إلى حنين .. تسع بعوث وسرايا

الباب الثاني : غزوة حنين .. الهزيمة .. الجريمة ..

الباب الثالث : النصر الإلهي

الباب الرابع : حرب أوطاس .. وحصار الطائف

الباب الخامس : الأنصار .. والسبي .. والغنائم

الباب السادس : أحداث وسرايا .. إلى تبوك

الباب السابع : الوفادات على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

الباب الثامن : وفود لها تاريخ

الباب التاسع : .. إلى حجة الوداع

الباب العاشر : تبليغ سورة براءة وحجة الوداع

الباب الحادي عشر : الغدير في الحديث والتاريخ

الباب الثاني عشر : مرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وإستشهاده .. أحداث وسياسات

الباب الثالث عشر : دفن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله حدث وتحقيق

الباب الرابع عشر : السقيفة .. عرض وتحليل ..

٢١٩
٢٢٠