مراح الأرواح

المؤلف:

أحمد بن علي بن مسعود حسام الدين


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٩٤

ومن الصاد : نحو قول حاتم الطائي : «هكذا فزدي (١) أنه».

الطاء : أبدلت من التاء وجوبا مطردا في الافتعال (٢) ، نحو : اضطرب.

وفي : «فحصط» لقرب مخرجهما.

والموضع (٣) الذي لم يقيّد فيه من الصّور المذكورة يكون جائزا غير مطّرد (٤).

* * *

______________________________________________________

الزاي ليوافق السين في المخرج والدال في الجهر فيتجانس الصوت ويسهل الكلمة على اللسان. اه. أحمد رحمه‌الله تعالى.

(١) أصله فصدي أنا فقوله : أنه تأكيد لياء المتكلم في فزدي ، حكي أنه كان مشهورا بالكرم فلما أسر وقيد تحت خيمة وأقام في الأسر برهة من الزمان فنزل بمن أسره ضيف ، ولم يكن عنده طعام ليضيفه الضيف به فأمر بعض خدمه أن يأتي حاتما ببعير ليفرد لأجل الضيف ، أي :

ليشوي الدم ويطعم الضيف ، فلما أتي حاتم بالبعير نحره فلامه الخدم وقالوا : أمرناك بفصده فكيف أقدمت على نحره ، فقال : هكذا فزدي أنه فقال الضيف لصاحب الخباء : من هذا الأسير؟ فقال : هو حاتم الطائي ، فاستوهبه منه فوهبه إياه ثم أطلقه. اه فلاح وإيضاح.

(٢) قوله : (مطردا) في باب الافتعال كما مر من أن تاء الافتعال إذا وقعت بعد الحروف الأربعة التي هي حروف الطبقة المستعلية وهي الصاد والضّاد والطاء والظاء يقلب وجوبا طاء مهملة لما بين حروف الإطباق ، وبين التاء من التضاد والتنافر ، وجمع المتضادين ثقيل فطلبوا حرفا من مخرج التاء ليوافق التاء في المخرج ويوافق الحروف المطبقة في الإطباق ؛ ليسهل النطق بها وهو الطاء نحو اضطرب أصله اضترب. اه شمس الدين.

(٣) قوله : (والموضع ... إلخ) لما كان للقائل : إن المصنف بين إبدال أحرف بحروف أخرى في هذا البحث من الإبدال ولم يتعرض فيه إلى الاطراد والجواز في كثير من المواد ، فلم يعلم أن الإبدال فيه مطرد أو جائز ولا بد من معرفة ذلك امتيازا بينهما ، دفعه بقوله : والموضع ... إلخ ، فحصل الامتياز بينهما. اه لمحرره.

(٤) قوله : (غير مطرد) أي : سماعا لا يقاس عليه إلا مثل موقن ؛ لأن إبدال الواو من الياء فيه واجب مطرد مع أنه لم يقيد به لعلّة ذكرناها ثمة ، فلا يرد أن يقال : في هذا القول خبط ؛ لأن الإبدال في مثل موقن واجب مطرد مع أنه لم يقيد بشيء. اه فلاح.

٢٨١
٢٨٢

الباب السابع (١) :

في اللفيف (٢)

يقال له : «لفيف» للفّ حرفي العلّة فيه.

وهو على ضربين :

١ ـ مفروق.

٢ ـ ومقرون (٣).

المفروق (٤):

______________________________________________________

(١) اسم فاعل من السبع معناه هفتم شدت وهو من باب فتح. اه

(٢) قوله : (في اللفيف) وهو في اللغة ما اجتمع من الناس من قبائل شتى ، ومنه قوله تعالى : (جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً) [الإسراء : ١٠٤] ، أي : مجتمعين مختلطين ، ثم نقل أرباب هذا الفن إلى هذا المعنى ، وهو ما فيه حرفا علّة ؛ لاجتماع الحرفين المعتلين في ثلاثية وهذا معنى قوله : يقال له لفيف ... إلخ. اه احمد رحمه‌الله تعالى.

(٣) وهذا حصر عقلي ؛ لأن حرفي العلّة في الكلمة الثلاثية إما أن يتوسط بينهما حرف صحيح أو لا فإن كان الأول يسمى لفيفا مفروقا ؛ لوجود الفارق بينهما من الحرف الصحيح ، وإن كان الثّاني يسمى لفيفا مقرونا لمقارنتهما. اه ف.

(٤) قوله : (المفروق) قدمه لكون فائه حرف علّة وهو مقدم على العين ، وبعضهم قدم المقرون نظرا إلى كثرة أبحاثه بالنسبة إلى المفروق ولكل وجهة ، والقسمة العقلية تقتضي أن يكون للمفروق أربعة أقسام ؛ لأن حرف العلّة اثنان واو وياء ، وموضعهما اثنان أيضا الفاء واللام ، والاثنان في الاثنين أربعة ، لكن ليس في كلامهم من هذا النوع ما فاؤه ياء إلا يديت بمعنى أنعمت فالفاء فيما عداه واو لا غير ، واللام لا يكون إلا ياء ؛ لأنه ليس في كلامهم فعل فاؤه واو ولامه واو ، فانحصر باستقراء كلامهم في قسم واحد وهو ما فاؤه واو ولامه ياء ، لا يجيء إلا من ثلاثة أبواب باستقراء كلامهم علم يعلم حسب يحسب ضرب يضرب ، فالأول مثل وجى يوجي ، ـ

٢٨٣

مثل : وقى يقي ، حكم فائهما كحكم : وعد يعد (١) ، وحكم لامهما (٢) كحكم (٣): رمى يرمي ، وكذلك حكم أخواتهما (٤).

الأمر : ق (٥) قيا ، قوا ، قي ، قيا ، قين.

وتقول بنون التأكيد : قينّ ، قيانّ ، قنّ ، قنّ ، قيانّ ، قينانّ ، وبالخفيفة : قين ، قن ، قن.

الفاعل : واق (٦) ... إلخ.

______________________________________________________

والثّاني مثل ولى يلي ، والثّالث مثل وقى يقي. اه ابن كمال باشا.

(١) قوله : (كحكم وعد ... إلخ) فكما لا يعل الفاء من المثال الواوي في الماضي لا يعل فاء اللفيف المفروق في الماضي أيضا ، وكما يعل الفاء بالحذف في المضارع من المثال الواوي إذا كان مكسور العين ؛ لوقوعها بين ياء وكسرة يعل الفاء بالحذف أيضا في المضارع من اللفيف المفروق إذا كان مكسور العين ـ لوقوعها بين ياء وكسرة ؛ لأن اللفيف المفروق مثال باعتبار الفاء ، كما يكون ناقصا باعتبار اللام ، ولهذا قال المصنف : وحكم لامها ... إلخ. اه ابن سليمان رحمه‌الله.

(٢) لأن اللفيف المفروق مثال باعتبار الفاء ، وناقص باعتبار اللام فيعامل معه ما يعامل بهما. اه

(٣) قوله : (كحكم رمى يرمي) أي : كما يعل حرف العلّة بقلبها ألفا في الماضي من النّاقص إذا كان مفتوح العين ؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها يعل حرف العلّة ، بقلبها ألفا في الماضي من اللفيف إذا كان مفتوح العين لذلك ، وكما يسكن الياء في المضارع من النّاقص إذا كان مكسور العين ؛ لثقل الضمة على الياء ، كذلك يسكن في المضارع من اللفيف لثقل الضمة عليها. اه فلاح شرح المراح.

(٤) من التثنية والجمع ومن الأمر والنهي واسم الفاعل والمفعول والمكان والزمان والآلة. اه ف.

(٥) قوله : (ق) يعني الأمر من وقى يقي يجيء على حرف واحد للمفرد المذكر ، وذلك لأنك قد عرفت أن اللفيف المفروق كالمثال فاء ، وكالنّاقص لا ما فحذفت الواو في توقي كما حذفت في توعد فبقي تقي ، ثم حذفت حرف المضارعة للأمر فحذفت الياء أيضا علامة للجزم ، كما تحذف من ارم علامة له ، فلا جرم يبقى على حرف واحد وهو القاف المكسورة ، ولذلك يجب إلحاق هاء السكت في آخره عند الوقف ؛ لئلا يكون الابتداء والوقف على حرف واحد وقس عليه قيافوا ... إلخ. اه فلاح شرح مراح.

(٦) أصله واقي فاعل كإعلال رامي. اه ف.

من أنه استثقلت الضمة على الياء فأسكنت تخفيفا فالتقى ساكنان التنوين والياء فحذف الياء لالتقاء الساكنين فصار واق. اه

أي : موقيان موقيون موقية موقيتان موقيات مواقي. اه ف.

٢٨٤

والمفعول : موقيّ (١) ... إلخ.

والموضع : موقى (٢) ... إلخ.

والآلة : ميقى (٣).

والمجهول : وقي يوقي.

والمقرون (٤) : نحو : طوى يطوي (٥) ... إلخ ، وحكمهما كحكم الناقص ، ولا يعلّ عينهما لما مرّ في باب الأجوف (٦).

______________________________________________________

(١) بكسر القاف وتشديد الياء أصله موقوي فاجتمع الواو والياء ، وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء ، فأدغمت للتجانس ، ثم كسرت القاف لأجل الياء كما في مرميّ. اه ف.

(٢) قوله : (موقى) بفتح القاف أصله موقي بتنوين الياء فاعل كإعلال مرمى ، وإنما فتحوا العين في الموضع من اللفيف سواء كان عين مضارعه مفتوحا أو مكسورا أو مضموما كما في النّاقص ، ولم يكسروها كما في المثال مع أن اللفيف كالمثال فاء ، كما يكون كالنّاقص لاما لخفة الفتحة بالنسبة إلى الكسرة. اه فلاح شرح المراح.

(٣) أصله موقي بكسر الميم وتنوين الياء ، فقلبت الواو ياء ؛ لانكسار ما قبلها كما في ميزان ، ثم أعل كإعلال مرمى. اه ف.

(٤) قوله : (والمقرون) وهو الذي لا يتوسط بين حرفي العلّة حرف صحيح بل هما مقرونان ، ولذلك سمي لفيفا مقرونا ، والقسمة العقلية تقتضي أن يكون هذا النوع أربعة أقسام لما مر في المفروق ، لكن لم يجىء ما يكون عينه ولامه ياء وبقي ثلاثة أقسام ولا يجيء اللفيف المقرون بالاستقراء إلا من علم يعلم نحو قوي يقوى وضرب يضرب. اه أحمد.

(٥) قوله : (نحو طوى يطوي) لكنهم التزموا فيما يكون الحرفان فيه واوين ، كسر العين فقلبوا فيه الواو الأخيرة ياء دفعا للثقل نحو قوي أصله قوو ، وإنما جاء في هذا يفعل بالكسر حال كون العين واوا ؛ لأن العبرة في هذا الباب باللام ولهذا لا يعل العين. اه شمس الدين.

(٦) من أنه لا يعل طوى ، أي : عينه بعد إعلال لامه لكونه محل التغيير حتى لا يجتمع فيه إعلالان ، ولقائل أن يقول : لو أعل العين وصحح اللام في طوى لم يجتمع الإعلالان وهو أولى ؛ لأن ثقل الواو أكثر بالنسبة إلى ثقل الياء ، فيقال : طاي يطاي ، يجاب : نعم ، لكنه بأنه يلزم فيه أمران أحدهما رفع لام المضارع وهو مرفوض بالإجماع ، والثّاني أنهم اجتمعوا على أن الإعلال بالأطراف أسبق ؛ لكون الطرف مظنة الخطر والآفة والتغيير فيه أولى ، وأما العين فمحل قوي فكان الوقوع فيها مخلصا من التغيرات باعتبار القوة. اه ح.

٢٨٥

الأمر : اطو اطويا اطووا ، اطوي اطويا اطوين.

وتقول بنون التأكيد المشدّدة : اطوينّ اطويانّ اطونّ ، اطونّ اطويانّ اطوينانّ.

وبالخفيفة : اطون ، اطون ، اطوين.

وتقول في الأمر من : «الرّي» : ارو ، ارويا ، ارووا (١) ، اروي ، ارويا ، اروين.

وبنون التأكيد : اروينّ ارويانّ اروونّ ، اروينّ ارويانّ اروينانّ.

وبالخفيفة : اروين ، اروون ، اروين.

وإذا أردت (٢) أن تعرف أحكام نون (٣) التأكيد في الناقص (٤) واللفيف فانظر إلى حروف العلّة ، إن كانت أصلية محذوفة تردّ في الواحد مع التحرّك ؛ لأن حذفها كان للسكون (٥) ، وهو انعدم بدخول (٦) النون (٧) ، وتفتح لخفّة الفتحة ، نحو :

______________________________________________________

(١) ارووا في الأصل ارويوا على زنة اسمعوا فانقلبت الياء ألفا ؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها فاجتمع ساكنان أحدهما واو الضمير لجماعة المذكر ، والثّاني اللام وهو الألف المنقلبة من الياء فحذفت الألف فصار ارووا على زنة افعوا. اه شرح.

(٢) لما فرغ المصنف عن بيان أحكام النّاقص واللفيف إذا اتصل بهما نونان التأكيد من حذف اللام كما في اطون ، وإثباته كما في اطوينّ والتّحريك فيه ، شرع في بيان ضابطة كلية يعرف بها أحوال حروف العلّة الكائنة في آخر النّاقص واللفيف من حذفها تارة وإثباتها أخرى ، وعودها باتصاله نون التأكيد وتحريكها باتصال فقال : إذا أردت. اه مهدية.

(٣) مشددة كانت أو مخففة من الحذف والإثبات والإعادة ومن الفتح والكسر والضم. اه ف

(٤) ولم يتعرض إلى بيان أحكام نون التأكيد إذا اتصل في آخر الصحيح أو الأجوف أو المهموز ؛ لعدم حذف حرف يوقف الصّرف فيهن. اه تحرير.

(٥) أي : ليكون آخر الأمر ساكنا إذ الحرف الأخير عن النّاقص كحركة الحرف الأخير من الصحيح فيكون إسكان النّاقص بحذف الحرف الأخير كما يكون إسكان الصحيح بحذف حركة حرف الأخير. اه ف

(٦) قوله : (بدخول ... إلخ) دليل لمحذوف وهو قولنا : انعدم ؛ لأن أثر موجب السكون وهو الوقف العرفي إنما ظهر فيه لوقوعه في الآخر وقد زال ذلك بدخول ... إلخ. اه شرح

(٧) قوله : (بدخول النون) لوجوب تحرك ما قبل النون في الصحيح ؛ لئلا يجتمع ساكنان الحرف الأخير وأولى نوني التأكيد ، فنقول : اضربن بتحريك الباء فكان كأنه ردت الحركة المحذوفة لأجل السكون ، فوجب رد ما حذف لأجل السكون في النّاقص واللفيف أيضا ، ثم لما ـ

٢٨٦

اطوينّ (١) ، واغزونّ ، واروينّ ، كما في (٢) : اطويا (٣) ، واغزوا ، وارويا.

وإن كانت ضميرا ، فانظر إلى ما قبلها ، إن كان مفتوحا تحرّك لطروّ (٤) حركتها وخفّة ما قبلها ، نحو : اروونّ ، واروينّ ، كما في قوله تعالى (٥): (وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) [البقرة : ٢٣٧] ، وإن كان غير مفتوح تحذف لعدم الخفّة فيما قبلها (٦) ، نحو : اطونّ (٧) ،

______________________________________________________

ردت تلك المحذوفة وجب تحريكها ؛ لئلا يجتمع ساكنان. اه فلاح.

(١) قوله : (اطوين ... إلخ) أورد ثلاث نظائر إيذانا بأن يكون ما قبل المحذوف متحركا بأي حركة مفتوحا كان أو مضموما أو مكسورا ، يرد للمحذوف. اه عبد الأحد.

(٢) وإنما ترد العلّة في اطويا لانعدام أثر وقف الصّرفي فيه ؛ لأن أثره ظهر في حذف النون التي هو عوضا عن حركة الرفع في المفرد. اه

(٣) قوله : (كما في اطويا) فإن قلت : ينبغي أن يعاد المحذوف في لا يخشون وارضون وأمثال ذلك فيقال : لا يخشاون وارضاون لأجل نون التأكيد؟.

قلت : لأن نون التأكيد إنما يكون كالجزء إذا كان مع الضمير البارز والضمير في هذه الأمثلة بارز وهو الواو بخلاف بيعن وخافن. اه جلال الدين.

(٤) قوله : (لطروّ ... إلخ) اندفع بهذا ما قيل فعلى هذا تلزم حركة الضمة على قوله : اروونّ بحرف العلّة التي لا تحملها ؛ لثقل الضمة وضعف حرف العلّة ، وما يقال : إن الأصل في ضمير جمع المذكر والواحدة المخاطبة في الأمر السكون ، وعلى هذا يلزم تحركهما تدبر. اه لمحرره رحمه‌الله.

(٥) قوله : (ولا تنسوا ... إلخ) أصلها تنسوا بسكون الواو فلما التقى الساكنان الواو واللام حركت الواو بالضمة ؛ لتجانسها إياها وطرو حركتها وخفة ما قبلها. اه حنفية.

(٦) لأنه ليس بمفتوح مع أن الحركة التي قبلها يدل عليها كضمة الواو في نحو : اطون لجماعة الذكور ، وككسرته في اطون للواحدة ، وكضم الميم في ارمن لجماعة الذكور ، وككسرته في ارمين للواحدة المخاطبة. اه شمس الدين.

(٧) قوله : (اطونّ واطونّ) اطون كانتا في الأصل اطوون واطوين فحذفت الواو والياء الضميرين اكتفاء بالضمة والكسرة للدلالة عليهما.

فإن قيل : الضمير علامة والعلامة لا تحذف سيما عند عدم الأخرى؟.

قلنا : الحذف إنما يكون تغيرا والتغيير في أواخر الكلمة أولى ، ولهذا إذا لم يعل آخر الكلمة لم يعل وسطها لتحصنها بتوسطها ، وأما حذف العلامة فإنما لا يجوز إذا لم يكن على حذفها دلالة ما ، وأما إذا دلّ دليل عليها جاز حذفها وهو كذلك. اه حنفية.

٢٨٧

واطونّ ، كما في (١) : «اغزوا القوم» و «يا امرأة اغزي (٢) القوم».

والفاعل : طاو ، ولا يعلّ (٣) واوه في : «طوى».

وتقول من (٤) : «الرّيّ» : ريّان (٥) ريّانان رواء ، ريّا ريّيان رواء أيضا ، ولا تجعل (٦) واوهما ياء كما في : «سياط» (٧) حتى لا يجتمع الإعلالان (٨) : قلب الواو

______________________________________________________

(١) قوله : (كما في ... إلخ) يعني يحذف حرف العلّة التي هي الضمير بدخول نون التأكيد لالتقاء الساكنين ، كما يحذف عند الاتصال إلى ساكن آخر غير نون التأكيد ؛ لالتقاء الساكنين ، لكن في اللفظ لا في الكتابة ، والفرق ما مر من أن نون التأكيد في حكم داخل الكلمة فيكون الكلمة معها مبنية كالمركب ، بخلاف المفعول فإنه فضلة في الكلام. اه أحمد.

(٢) لكن المثال الأول نظير اطون بضم ، والثّاني نظير اطون بكسر الواو. اه ف.

(٣) قوله : (ولا يعل ... إلخ) جواب عما يقال : ينبغي أن يعل واو طاو ؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها ، فإن الألف لكونها ساكنا وضعيا كالميت ليست بحاجز حصين ، كما أعل واو قائل أصله قاول بما أصله أن عدم تعليله لأجل عدمه في طوى ، فإن الاسم في التعليل فرع لتعليل الفعل ، وإنه إعلاله قائل فلإعلاله قال تدبر. اه تحرير.

(٤) قوله : (وتقول ... إلخ) أي : في الصفة المشبهة ، وإنما قلنا في الصفة المشبهة ولم يقل في اسم الفاعل ؛ لأن الري من أفعال الطبيعة فلم يجيء منه إلا الصفة المشبهة التي ليست على زنة فعله ، ولذلك أفرده بالذكر ولم يكتفي بذكر الفاعل من طوى. اه ابن كمال باشا رحمه‌الله.

(٥) يعني : أن النعت من روى على حد سمع يأتي على فعلان ، والتثنية على فعلانان كما تقول : رجل ريان ، أصله رويان فقلبت الواو ياء فأدغمت ، ورجلان ريانان ... إلخ ، وتأتي في المؤنث فيجيء على فعلى وفعليان تقول : امرأة ريا وامرأتان رييان ، وأما الجمع فيهما على وزن فعال نحو رواء أصله رواو قلبت الهمزة كما في كساء ، ويكون مشتركا بينهما والفرق بالقرينة. اه حنفية.

(٦) جواب سؤال مقدر وهو أن يقال : ينبغي أن تقلب واو رواء بالياء ؛ لوجود علّة القلب فيها ، وهي سكون الواو في الواحد ، وفتحها في الجمع بعد الكسرة قبل الألف بما ترى. اه حنفية.

(٧) الكاف منصوب المحل على أنه صفة مصدر محذوف ، أي : لا يجعل الواو ياء جعل مثل جعل في سياط. اه شرح.

(٨) قوله : (حتى لا يجتمع إعلالان) اعلم أن اجتماع إعلالين ليست بمستكره مطلقا ؛ لأن الإعلال إمّا إبدال وإما إسكان وإما حذف ، والجمع بين الإسكان والإبدال جائز كقال ، وكذا الجمع بين الإسكان والحذف كمقول ، وكذا جاز الجمع بين الإبدالين كيدعي ، وكذا يجوز الجمع ـ

٢٨٨

التي هي عين الفعل ياء ، وقلب الياء التي هي لام الفعل همزة (١).

وتقول في تثنية المؤنث في حالة النصب والخفض : ريّيين ، مثل : عطشيين ، وإذا أضفته إلى ياء المتكلم قلت : رأيت ريّييّ ، بخمس ياءات (٢):

الأولى : منقلبة عن الواو التي هي عين الفعل.

والثانية : لام الفعل.

والثالثة : منقلبة عن ألف التأنيث.

والرابعة : علامة النصب.

والخامسة : ياء المتكلّم.

______________________________________________________

بين الإبدال والحذف نحو ليقل ، وكذا الجمع بين الحذفين كق ، بل الجمع بقيد مخصوص جائز وهو الجمع بين الإبدالين ، أو الحذفين ، أو إبدال ، أو حذف بقيد أن يكون أحدهما في موضع وآخر في موضع آخر على سبيل التعاقب ، كما في ماه أصله موه فقلبت الواو ألفا ثم قلبت الهاء همزة.

وإنما لم يجمعوا بين الإعلالين ؛ لأن الإعلال تغيير وتوالي التغيرات في موضعين غير جائز ؛ لأنه يلزم الإجحاف والإضرار بالكلمة ، بخلاف ما إذا كان بينهما حاجز نحو ق فإن مثل هذا جائز ، ألا ترى أن التعليل يستريح بين العلتين إذا كان بينهما فاصل ، ويتضاعف ضعفه إذا توالى ، وبخلاف ما إذا توالى إبدالين وإبدال وحذف في موضع واحد كما في يدعى ، وليقل ؛ لأنه لم يحصل منه تغير إلا بحرف واحد ، فلا يلزم الإجحاف والإسكان وإن كان تغييرا ، لكنه لم يعلم من هذا تغيير يستلزم تخفيفا على ما يستحقه فكان وجوده كعدمه ، فلا يكون الجمع بينه وبين غيره من أقسام الإعلال مستكرها. اه مولوي عبد الحكيم.

(١) قوله : (همزة) لوقوعها بعد ألف زائدة للتكسير.

فإن قلت : قد مر أن الإعلال إنما لا يجوز إذا لم يتوسط بينهما حرف ، أما إذا توسط جاز كما في يقي أصله يوقي فأعل الواو بالحذف والياء بالإسكان ؛ لتوسط القاف بينهما وهاهنا يتوسط ألف التكسير بينهما؟.

قلت : الألف واسطة للزوم سكونها ، ولأنها ليست أصلية والواسطة المعتبرة هي الأصليّة. اه فلاح.

(٢) قوله : (بياء) مشددة مفتوحة أيضا ، ولو قال : إذا أضفته إلى نفسك قلت : كذا ، لكان أخصر.

اه شرح.

٢٨٩

والمفعول : مطويّ (١).

والموضع (٢) : مطوى.

والآلة : مطوى (٣).

والمجهول : طوي يطوى ... إلخ.

وحكم لام هذه (٤) الأشياء

______________________________________________________

(١) بياء مشددة بعد واو مكسورة أصله مطووي فقلبت الواو الثّانية ياء بناء على قانون اجتماع الواو والياء الأصليتين ، وسبق إحداهما بالسكون فأدغمت الياء في الياء فصار مطوي كما في مهدي أصله مهدوي. اه شرح.

(٢) أي : ظرف الزمان والمكان من طوى يطوي مطوي بفتح الميم والواو مع سكون الطاء وقلب الياء التي هي لام الكلمة ألفا ؛ لوجود علّة القلب بالألف وهو تحرك الياء ، وانفتاح ما قبلها.

اه شرح.

(٣) قوله : (بكسر الميم) وسكون الطاء مع فتح الواو وقلب الياء وهي لام الكلمة بالألف ؛ لوجود علّة القلب بالألف وهي تحرك الياء وانفتاح ما قبلها ولخلوه عن المانع. اه شرح.

قوله مطوي بكسر ميم اه نور محمد مدقق لا هوري.

(٤) قوله : (هذه الأشياء ... إلخ) الظاهر أن المراد من هذه الأشياء اسم المفعول ، والموضع دلالة ، والماضي المجهول والمضارع المجهول ؛ لأن كلمة هذه للقريب ، لكن قوله الآتي : ونحو طاويان لأنه غير داخل في المشار إليه ، ولو قال : يدله نحو طوى على صيغة المجهول لكان سالما عما ذكر.

ولا يستقيم الإشارة إلى مجموع طوى يطوي ؛ لأنه قد بين حكمه فيما سبق ، واللغة لا يستقيم حينئذ قوله : كحكم طوى يطوي بالكسر إلا أن يقرأ كحكم طوى بالكسر ، لكن قوله : في التي اجتمع ، لا يصح حينئذ ، فالحق أن يشار بهذه الأشياء إلى ما أشرنا إليه ، وأن يقرأه كحكم طوى بالفتح في الموضعين فحينئذ صح قوله : للمتابعة. اه إيضاح.

٢٩٠

كحكم (١) لام الناقص ، وحكم عينهنّ (٢) كحكم عين : «طوى يطوي» في التي اجتمع فيها إعلالان بتقدير إعلالها ، وفي التي لا يجتمع فيه إعلالان ، فقد يكون حكمها أيضا كحكم : «طوى» للمتابعة لطوى ، نحو : طاويان فقط.

* * *

______________________________________________________

(١) قوله : (كحكم ... إلخ) أي : كما أسكنت الياء في رام كذلك أسكنت الواو في طاو ، وكما أبقيت الياء في مرمى على حالها كذلك ألقيت في مطوي ، وكما أبدلت الياء في مرمي بالألف أبدلت مطوي. اه مولوي عبد الحكيم سيالكوني رحمه‌الله.

(٢) قوله : (عينهن) أي : عين هذه الأشياء كعين طوى بالفتح ، يطوي بالكسر في التصحيح ، وقوله : في التي اجتمع ... إلخ ، حال عينهن أو صفة لها ، أي : حال كون عينهن في الكلمات التي اجتمع فيها إعلالان بتقدير إعلالها ، أي : إعلال عين تلك الكلمات ، وفي هذا القيد إشارة إلى وجه تصحيح عينين ، وهو لزوم اجتماع الإعلالين على تقدير إعلال العين. اه إيضاح.

٢٩١
٢٩٢

فهرس المحتويات

مقدمة التحقيق.................................................................. ٥

ترجمة مؤلف المراح................................................................ ٧

الباب الأول : في الصحيح....................................................... ٢٣

فصل : في الماضي.............................................................. ٥٥

فصل : في المستقبل............................................................. ٩٣

فصل : في الأمر والنهي........................................................ ١٠٧

فصل : في اسم الفاعل........................................................ ١٣١

فصل : اسم المفعول........................................................... ١٤٥

فصل : في اسمي المكان والزمان.................................................. ١٤٩

فصل : في اسم الآلة.......................................................... ١٥٥

الباب الثاني : في المضاعف..................................................... ١٥٩

الباب الثالث : في المهموز...................................................... ١٨٩

الباب الرابع : في المثال......................................................... ٢١٧

الباب الخامس : في الأجوف................................................... ٢٢٥

الباب السادس : في الناقص.................................................... ٢٥٧

٢٩٣

الباب السابع : في اللفيف..................................................... ٢٨٣

فهرس المحتويات............................................................... ٢٩٢

٢٩٤