تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

العباس أحمد بن عمر بن أحمد البرمكي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن علي بن عبد الرّحمن بن منصور المروزي الكاتب ، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن محمّد بن بشار الأنباري النحوي ، نا أبي ، نا أحمد بن عبيد قال (١) :

دخل كثير على عبد الملك بن مروان ، وكان كثيّر دميما ، فلما نظر إليه عبد الملك قال : تسمع بالمعيدي لا أن تراه (٢) ، فقال كثيّر (٣) :

ترى الرجل النحيف فتزدريه

وتحت ثيابه أسد يزير (٤)

ويعجبك الطرير إذا تراه (٥)

فيخلف ظنك الرجل الطرير

وما عظم الرجال لهم بزين

ولكن زينهم (٦) كرم وخير

فقد عظم البعير بغير لبّ

فلم يستغن بالعظم البعير

يصرفه الضبي بكل وجه

ويحمله (٧) على الخسف الجرير

شرار الأسد أكثرها فراخا

وأم الصقر مقلات (٨) نزور

فقال له عبد الملك : إن كنا أسأنا لك اللقاء فلست أنسى (٩) لك الثواب ، فاذكر حاجتك ، فقال : حاجتي أن تزوّجني عزّة ، فوجه إلى أهلها ، فأحضرهم ، وأمرهم بتزويجه إياها ، فقالوا : يا أمير المؤمنين هي امرأة بالغ لا يولى على مثلها ، ونحن نعرض ذلك عليها ، فإن أجابت إليه أمسكناه (١٠) ، فأمر بإحضارها ، فأحضرت فعرض عليها التزويج به ، فقالت بعد ما شهرني في العرب ، وشبّب بي فأكثر ذكري ، ما إلى هذا سبيل. فقال لها : فإذا أبيت هذا وكرهته فاكشفي وجهك فثقل ذلك عليها ، ثم فعلت ، ومضت مكشوفة الوجه إلى بعض حجر

__________________

(١) الخبر والشعر في الأمالي للقالي ١ / ٤٦ ـ ٤٧.

(٢) قوله : تسمع بالمعيدي لا أن تراه ، مثل. يضرب لمن خبره خير من مرآه ، انظر المستقصى للزمخشري ١ / ٣٧٠.

(٣) الشعر ليس في ديوان كثير ط. بيروت. ونسبت في ديوان الحماسة ٢ / ٢١ إلى العباس بن مرداس ، وهي في ملحقات ديوان العباس بن مرداس ص ١٧١ (ط. بيروت) وانظر تخريجها فيه.

(٤) في ملحق ديوان العباس : وفي أثوابه أسد مزير.

(٥) في ديوان العباس : فتبتليه.

(٦) في الديوان : بفخره ... فخرهم.

(٧) في ملحق ديوان العباس : ويحبسه.

(٨) بالأصل و «ز» : «مقلاة» والمقلات التي لا يكثر فرخها.

(٩) كذا بالأصل ، وفي «ز» : فلسنا نسيء لك الثواب.

(١٠) كذا رسمها بالأصل ، وفي «ز» : «امننلناه» وفوقها ضبة ، وفي المطبوعة والمختصر لابن منظور : امتثلناه.

٢٨١

عبد الملك ، فدخلت الحجرة ، ونظرت إلى كثيّر مغضبة ، فقال بعض من حضرها : جنّت جنّت فأنشأ كثيّر يقول (١) :

أصاب الردى من كان يهوى لك الردى

وجن اللواتي قلن : عزّة جنّت

فهن لأولى بالجنون وبالخنا

وبالسيئات ما حيين وحيّت

ولما رأت من حولها نقص (٢) الحيا

رمتني بباقي وصلها ثم ولت

فصرت كذات (٣) البو تتبع بكرها (٤)

فلما قضت بأسا من البو حنت

أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة (٥)

لدينا ولا مقلية إن تقلّت

فحلفت ألا تكلم كثيّرا سنة ، فلما انصرفت من الحج بصرت بكثيّر ، وهو على جمله ، يخفق نعاسا ، فضربت رحله بيدها ، وقالت كيف أنت يا جمل؟ فأنشأ كثيّر يقول (٦) :

حيتك عزة بعد البين وانصرمت

فحي ويحك من حياك يا جمل

لو كنت حييتها ما زلت ذا مقة

عندي وما منك الإدلاج والعمل

ليت التحية كانت لي فأبد لها (٧)

مكان يا جملا (٨) حييت يا رجل

فجنّ من جزع إذ قلت ذاك له

ورام تكليمها لو تنطق الإبل (٩)

أنبأنا أبو الحسن بن العلاف ، وأخبرني أبو المعمر عنه.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وابن العلاف ، قالا : أنا عبد الملك بن محمّد ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن جعفر ، نا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزهري ، نا الزبير بن بكار ، قال :

__________________

(١) البيت الأول في الأغاني ٩ / ٣٠ والبيت الأخير في ديوانه ص ٥٧.

(٢) بالأصل و «ز» : «نقض الحيا» والمثبت عن المختصر.

(٣) بالأصل : «كداب البو» والمثبت عن المختصر. والبو : ولد الناقة.

(٤) بالأصل و «ز» : «شعرها» وفي المختصر : «سقرها» والمثبت عن المطبوعة.

(٥) بالأصل و «ز» : ملولة ، والمثبت عن الديوان.

(٦) الأبيات في ديوان كثير ص ١٦٣.

(٧) في الديوان : فأشكرها.

(٨) كذا بالأصل و «ز» : يا جملا ، منصوبة ، وفي الديوان : جمل ، وهو أشبه.

(٩) البيت ملفق من بيتين ، وروايتهما في الديوان :

فحن من وله إذ قلت ذاك له

وظل معتذرا قد شفّه الخجل

ورد من جزع ما كنت أعرفها

ورام تكليمها لو تنطق الإبل

٢٨٢

أرسل عبد العزيز بن مروان إلى عزّة كثيّر ، فلما جاءت أدخلها بيتا ، وأسبل عليها سترا ، ثم دعا كثيّرا فقال له : حاجتك يا كثيّر ، قال : أرضك التي بمكان كذا وكذا ، ناقة برعائها. قال لك ذلك : أفتبغي غير هذا؟ قال : لا ، قال : يا غلام ارفع الستر ، فلمّا نظر إليها أنشأ يقول (١) :

عجبت لتركي خطّة الرّشد بعد ما

بدا لي من عبد العزيز قبولها

حلفت بربّ الراقصات إلى منى

يغول البلاد نصّها وذميلها

لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها

وأمكنني منها إذا لا أقيلها

فهل أنا إن راجعتك القول مرة

بأحسن منها عائدا (٢) فتقيلها

فأصبحت كالمجفو من غير جفوة

وما بقيت من حاجة أستقيلها

قال : ونا محمّد بن جعفر ، نا إبراهيم بن الجنيد ، نا محمّد بن الحسين ، حدّثني يوسف ابن الحكم الرقي ، نا مروان بن محمّد بن عبد الملك بن مروان قال (٣) :

دخلت عزّة على أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز ، فقالت لها : يا عزّة ما قول كثيّر :

قضى كل ذي دين علمت غريمه

وعزّة ممطول معنى غريمها

ما كان هذا الدّين؟ قالت : كنت وعدته قبلة ، ثم إنّي حرجت منها ، فقالت : أنجزيها له وعليّ إثمها.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلم الشافعي ، أنا جعفر بن أحمد بن الحسين ، نا أبو القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي بمكة ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن لال الهمداني ، نا أحمد بن الحسين (٤) ، نا حامد (٥) بن حماد ، نا إسحاق بن سيار ، نا الأصمعي ، نا سفيان بن عيينة قال : دخلت عزّة على سكينة بنت الحسين بن علي ذات يوم فقالت لها : يا عزّة أرأيتك إن سألتك عن شيء هل تصدقينني (٦)؟ قالت : نعم ، قالت : ما عنى كثيّر بقوله :

قضى كل ذي دين فوفّى غريمه

وعزّة ممطول معنى غريمها

__________________

(١) الأبيات في ديوان كثير ص ١٧١ وخزانة الأدب ١ / ٥٨٢.

(٢) في الديوان : فهل أنت .... عائد فمنيلها.

(٣) الخبر والبيت في وفيات الأعيان ٤ / ١٠٨ وقد مرّ البيت قريبا وله قصة أخرى مع عبد الملك بن مروان.

(٤) الخبر والشعر في مصارع العشاق ٢ / ٨٤.

(٥) بالأصل و «ز» : خالد ، والمثب عن مصارع العشاق.

(٦) بالأصل و «ز» : تصدقيني ، والمثبت عن مصارع العشاق.

٢٨٣

فتحايت ، وقالت : فداك أبي ، إن رأيت أن تعفيني. فقالت : لا أعفيك بل أعزم عليك ؛ قالت : كنت وعدته قبلة ، قالت : أنجزيها وإثمها عليّ.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا عبيد الله بن أحمد الصيرفي إجازة ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني يزيد بن محمّد ، أخبرني محمّد بن سلّام الجمحي قال (١) :

أرادت عزّة أن تعرف ما لها (٢) عند كثيّر ، فتنكرت له ومرت به متعرضة ، فقام فاتبعها فكلمها فقالت له : فأين حبك عزّة؟ فقال : أنا الفداء لك لو أنّ عزّة أمة لي لوهبتها لك ، قالت : ويحك لا تفعل ، فقد بلغني أنها لك في صدق المودة ، ومحض المحبة والهوى ، على حسب الذي كنت تبدي لها من ذلك وأكثر ، وبعد فأين قولك (٣) :

إذا وصلتنا خلّة كي نزيلها (٤)

أبينا وقلنا : الحاجبية أوّل

فقال كثيّر : بأبي أنت وأمي اقصري عن ذكرها واسمعي ما أقول ، ثم قال :

هل وصل عزّة إلّا وصل غانية

في وصل غانية من وصلها بدل

قالت : فهل لك في المجالسة (٥) ، فقال لها : وكيف لي بذلك؟ فقالت له : فكيف بما قلت في عزّة وسيّرته لها؟ فقال : أقلبه فيتحول إليك ، ويصير لك ، قال : فسفرت عن وجهها عند ذلك وقالت : أغدرا وتنكاثا يا فاسق ، وإنك لها هنا يا عدوّ الله قال : فبهت وأبلس (٦) ولم ينطق (٧) ، وتحيّر وخجل ، ثم إنّها عرفت أمرها ونكثه وغدره بها ، وأعلمته سوء فعاله ، وقلة حفاظه ، ونقضه للعهد والميثاق ، ثم قالت : قاتل الله جميلا حيث يقول (٨) :

لحى الله من لا ينفع الودّ عنده

ومن حبله إن مدّ (٩) غير متين

__________________

(١) الخبر باختلاف الرواية في الأغاني ٩ / ٣٢.

(٢) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المطبوعة : حالها.

(٣) البيت في ديوان كثير ص ١٦٠.

(٤) صدره في الديوان : إذا ما أرادت خلة أن تزيلنا.

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الأغاني : المخاللة.

(٦) بالأصل : وأفلس ، والمثب عن «ز» ، والأغاني. وقوله : أبلس يعني سكت وتحير.

(٧) في المطبوعة : ينطق جوابا.

(٨) البيتان في ديوان جميل ص ١٢٦ (طبعة بيروت. صادر).

(٩) بالأصل و «ز» : صد ، والمثبت عن الديوان.

٢٨٤

ومن هو ذو وجهين ليس بدائم

على العهد حلّاف لكل يمين

فأنشأ كثيّر يقول بانخزال وحصر وانكسار يعتذر إليها ، ويتنصل مما كان منه ، واحتال في دفع زلّته متمثلا بقول جميل ، ويقال : بل سرقه من جميل ، ونحله إلى نفسه فقال (١) :

ألا ليتني قبل الذي قلت شيّب لي

من المذعف القاضي (٢) وسمّ الذّرارح

فمتّ ، ولم تعلم عليّ خيانة

ألا ربّ باغي الربح ليس برابح

فلا تحمليها واجعليها جناية (٣)

تروّحت منها في مياحة مائح

أبوء بذنبي إنني (٤) قد ظلمتها

وإنّي بباقي سرّها غير بائح

أنبأنا أبو الحسن بن العلّاف ، وأخبرني أبو المعمر عنه.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وابن العلاف ، قالا : أنا أبو القاسم الواعظ ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا أبو بكر الخرائطي ، نا أبو يوسف الزهري ، نا الزبير بن بكار ، قال :

بينا كثيّر ينشد الناس وقد حشدوا له ، إذ مرت به عزّة ومعها زوجها ، فقال لها زوجها : والله لتسبنه أو لأسوّأنك (٥) ، فقربت منه تسبّه فأنشأ يقول (٦) :

يكلفها الخنزير سبي (٧) وما بها

هواني ولكن للمليك استدلّت

هنيئا مريئا غير داء مخامر

لعزّة من أعراضنا ما استحلت

فما أنا بالداعي لعزّة بالجوى (٨)

ولا شامت إن نعل عزّة زلّت

أصاب الردى من كان يهوى لك الردى

وجن اللواتي قلن : عزّة جنت (٩)

قال : ونا الزبير بن بكار ، قال : بلغ كثيّرا أن عزّة مريضة بمصر ، وأنها تشتاقه ، فخرج

__________________

(١) الأبيات في الأغاني ٩ / ٣٢ ، وليست في ديوان كثير الذي بين يدي (ط. بيروت. دار الكتاب العربي) ، وهي في ديوان جميل ص ٣٠ (ط. بيروت. صادر).

(٢) بالأصل و «ز» : «المرعف العاصي» والمثبت عن ديوان جميل ، وفي الأغاني : من السم جدحات بماء الذرارح.

(٣) بالأصل و «ز» : خيانة ، والمثبت عن ديوان جميل.

(٤) بالأصل «أبوء بديني اني» والمثبت عن الديوان.

(٥) بالأصل : «لأسوءك» والمثبت عن «ز».

(٦) ديوان كثير ص ٥٦ و ٥٧.

(٧) في الديوان : شتمي.

(٨) في الديوان : بالردى.

(٩) ليس في الديوان.

٢٨٥

يريدها ، فلما صار ببعض الطريق إذا بغراب (١) بانة ينتف ريشه ، فتطيّر من ذلك ، فبينا هو يسير لقي رجلا عائفا زاجرا فأخبره بما قصد له ، وما رأى في طريقه فقال له : لقد ماتت هذه المرأة واستبدلت به بديلا ، فقدم مصر فوجد الناس منصرفين من جنازتها فأنشأ يقول (٢) :

فما أعيف النّهديّ لا درّ درّه

وأعلمه (٣) بالزجر لا عز ناصره

رأيت غرابا واقعا (٤) فوق بانة

ينتف أعلى ريشه ويطايره

فأما غراب فاغتراب من النوى

وبان فبين من حبيب تعاشره (٥)

أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي وغيره عن أبي القاسم التنوخي.

وأخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج في كتابها قالت : أنا جعفر بن أحمد بن الحسين ، أنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي بقراءتي عليه ، أنا أبو الحسن علي بن عيسى الرماني النحوي ، نا أبو بكر بن دريد ، أنا عبد الأول بن مريد (٦) ، أخبرني حماد بن إسحاق ، عن أبيه قال (٧) :

خرج كثيّر يريد عبد العزيز بن مروان وأكرمه ورفع منزلته ، وأحسن جائزته ، وقال : سلني ما شئت من الحوائج ، قال : نعم ، أحب أن تنظر لي من يعرف قبر عزّة ، فيقفني عليه ، فقال رجل من القوم : إنّي لعارف به ، فوثب كثيّر فقال لعبد العزيز : حاجتي أصلحك الله ، فانطلق به الرجل حتى انتهى إلى موضع قبرها ، فوضع يده عليه وعيناه تجري ، وهو يقول (٨) :

وقفت على ربع لعزّة ناقتي

وفي (٩) البرد رشاش من الدمع يسفح

فيا عزّ أنت البدر قد حال دونه

رجيع التراب والصّفيح المضرّح

__________________

(١) كتب فوقها في «ز» : على.

(٢) الأبيات في ديوانه ص ١٠٤ ـ ١٠٥.

(٣) في الديوان : وأزجره للطير.

(٤) في الديوان : ساقطا.

(٥) روايته في الديوان :

فمقال غراب لاغتراب من النوى

وفي البان بين من حبيب تجاوره

(٦) بالأصل : مربد ، تصحيف ، والمثبت عن «ز». وضبطت اللفظة بضم الميم وفتح الراء وسكون الياء عن الاكمال.

(٧) الخبر والشعر في مصارع العشاق ١ / ١٢٦.

(٨) الأبيات في ديوانه ص ٧٢ ـ ٧٣.

(٩) بالأصل و «ز» : «وفي الناد» والمثبت عن المطبوعة.

٢٨٦

وقد كنت أبكي من فراقك خيفة

وهذا لعمري (١) اليوم أنأى وأنزح

فألّا فداك الموت من أنت زينه

ومن هو أسوأ منك حالا وأقبح (٢)

ألا لا أرى بعد ابنة النضر لذّة

لشيء ولا ملحا لمن يتملّح

فلا (٣) زال وادي رمس عزّة سائلا

به نعمة من رحمة الله تسفح

فإن التي أحببت قد حال دونها

طوال (٤) الليالي والضريح المرجّح (٥)

أربّ بعينيّ البكا كلّ ليلة

فقد كاد مجرى دمع عينيّ يقرح

إذا لم يكن ماء تحلّبنا دما

وشرّ البكاء المستعار الممنّح (٦)

[عفراء](٧)

٩٣٨٩ ـ عفراء بنت عقال بن مهاصر (٨) العذرية (٩)

صاحبة عروة بن حزام بن مهاصر (١٠) ، وابنة عمه.

قدمت الشام ، ونزلت البلقاء ، وكانت بنواحي بصرى ، وهي شاعرة ، قالت ترثي عروة حين هلك (١١) :

ألا أيها الركب المخبّون (١٢) ويحكم

بحقّ نعيتم عروة بن حزام

فلا يهنأ الفتيان بعدك لذة

ولا رجعوا من غيبة بسلام

وقل للحبالى لا ترجّين غائبا

ولا فرحات بعده بغلام (١٣)

__________________

(١) في الديوان : حية وأنت لعمري.

(٢) في الديوان : فهلّا فداك ... دلّا وأقبح.

(٣) صدره في الديوان : فلا زال رمس ضمّ عزة سائلا.

(٤) بالأصل : طول ، والمثبت عن «ز» ، والديوان.

(٥) في الديوان : المصفح.

(٦) في الديوان : المسيح.

(٧) زيادة عن «ز».

(٨) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : مهاجر ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٩) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : مهاجر ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(١٠) بالأصل و «ز» : مصاهر ، والمثب عن المختصر والمطبوعة ، وجاء في جمهرة ابن حزم ص ٤٤٩ عروة بن حزام بن مالك وابنة عمه : عفراء بنت مهاصر بن مالك.

(١١) الأبيات في الأغاني ٢٤ / ١٥٨ والشعر والشعراء ص ٣٩٨.

(١٢) بالأصل : «المحيون» وبدون إعجام في «ز» ، والمثبت عن الأغاني.

(١٣) في الشعر والشعراء : ولا فرحت من بعده بغلام.

٢٨٧

وقيل إنها لم تزل تردد هذه الأبيات أياما وتندبه بها حتى ماتت بعده بأيام قلائل.

وبلغني عن أبي الحسن محمّد بن العباس بن أحمد بن الفرات ، عن أخيه أبي القاسم عبيد الله بن العباس ، عن أبي عبد الله محمّد بن العباس اليزيدي ، قال : قرأت على أبي العباس أحمد بن يحيى عن من ذكره عنه قال :

مر بوادي القرى ركب يريدون البلقاء ، فسألوا : من الميت؟ فقيل : عروة بن حزام ، فقال بعضهم لبعض : أما والله لنأتين عفراء بما يسوؤها ، فساروا حتى إذا مروا بمنزلها مروا ليلا فصاح صائح بأعلى صوته :

ألا أيها القصر المغفل أهله

إليكم نعينا عروة بن حزام

فسمعت عفراء الصوت ، ففهمته ونادته بهم :

ألا أيها الركب المخبّون (١) ويحكم

أحقا نعيتم عروة بن حزام

فقال بعضهم :

نعم قد دفناه بأرض بعيدة

مقيم بها في سبسب وآكام

فقالت :

فإن كان حقّا ما تقولون فاعلموا

بأن قد نعيتم بدر كل ظلام

نعيتم فتى يسقي الغمام بوجهه

إذا هي أمست غير ذات غمام

فلا نفع الفتيان بعدك لذة

ولا ما لقوا من صحة وسلام

ولا لبس الضيفان بعدك لابس

ولا حممت (٢) بعد الحبيب حمام

وبتن الحبالى لا يرجّين غائبا

ولا فرحات بعده بغلام

ثم أقبلت على زوجها فقالت : يا هناه إنه قد كان من أمر ذلك الرجل ما قد بلغك ، والله ما كان إلّا على الحسن الجميل ، وقد بلغني أنه مات قبل أن يصل إلى أهله ، فإن رأيت أن تأذن لي فأخرج في نسوة من قومه فنندبه ونبكي عليه ، فعلت ، فأذن لها ، فخرجت تنوح بهذه الأبيات :

ألا أيها الركب المخبّون (٣) ويحكم ...

حتى ماتت.

__________________

(١) بالأصل : المحيون ، وبدون إعجام في «ز».

(٢) بالأصل و «ز» : «حمحمت» وفي المختصر : «جممت» والمثبت عن المطبوعة.

(٣) بالأصل : المحيون ، وفي «ز» : المجيؤن.

٢٨٨

أخبرنا أبو عبد الله بن البنا ، عن أبي تمام علي بن محمّد العبدي ، عن محمّد بن العباس السوسي ، حدّثني أبو بكر محمّد بن خلف ، حدّثني أبو محمّد البلخي ، حدّثني أحمد ابن سراقة ، حدّثني العباس بن الفرج قال : سمعت الأصمعي يقول عن ابن أبي الزناد قال : قال عمر بن الخطاب : لو أدركت عفراء وعروة جمعت بينهما (١).

أنبأنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الفرج غيث بن علي وغيرهما ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا علي بن أيوب القمي ، نا أبو عبيد الله محمّد بن عمران ، نا عبد الله بن محمّد بن أبي سعد ، حدّثني إسحاق بن محمّد النخعي ، حدّثني معاذ بن يحيى الصنعاني قال :

خرجت من مكة إلى صنعاء ، فلما كان بيننا وبين صنعاء خمس مراحل رأيت الناس ينزلون عن محاملهم ، ويركبون دوابّهم ، فقلت : أين تريدون؟ فقالوا : نريد أن ننظر إلى قبر عفراء وعروة ، فنزلت عن محملي ، وركبت حماري ، واتصلت بهم ، فانتهيت إلى قبرين متلاصقين ، قد خرج من هذا القبر ساق شجرة ، ومن هذا القبر ساق شجرة ، حتى إذا صارا على قامة التقيا ، فكان الناس يقولون تآلفا في الحياة وفي الموت.

أنبأنا أبو منصور بن خيرون ، عن أبي محمّد الجوهري ، عن محمّد بن العباس الخزّاز (٢) ، حدّثني أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان قال : وحدّثني إسحاق بن محمّد بن أبان ، حدّثني معاذ بن يحيى قال : خرجت إلى صنعاء ، فلمّا كنا ببعض الطريق قيل لنا إن قبر عفراء وعروة على مقدار ميل من الطريق ، قال : فمضت جماعة كنت فيهم فإذا قبران متلاصقان قد خرج من كلّ قبر ساق شجرة ، حتى إذا صارا على مقدار قامة التقت كل واحدة منهما بصاحبتها.

قال إسحاق : فقلت لمعاذ : أترى أيّ ضرب هو من الشجر؟ فقال : لا أدري ، ولقد سألت أهل القرية فقالوا : لا نعرف هذا الشجر ببلادنا.

قال أبو بكر بن المرزبان أنشدني سعيد بن الفضل الأزدي قال : أنشدنا العتبي لعروة بن حزام (٣)(٤) :

__________________

(١) الخبر في الشعر والشعراء ص ٣٩٩ وعزي قوله إلى معاوية.

(٢) بدون إعجام بالأصل و «ز».

(٣) تحرفت بالأصل إلى حرام ، والمثبت عن «ز».

(٤) الأبيات من قصيدة عروة بن حزام النونية وقد ذكرها بطولها أبو علي القالي في ذيل الأمالي ص ١٥٨ (كتاب النوادر) والأبيات فيه ص ١٦٢.

٢٨٩

لو أن أشدّ الناس وجدا ومثله

من الجنّ بعد الإنس يلتقيان

فيشتكيان الوجد ثمّت أشتكي

لأضعف وجدي فوق ما يجدان

فقد تركتني ما أعي لمحدّث

حديثا وإن ناجيته ونجاني

وقد تركت عفراء قلبي كأنه

جناح عقاب (١) دائم الخفقان

[عكرشة](٢)

٩٣٩٠ ـ عكرشة بنت الأطش (٣) بن رواحة

من الوافدات على معاوية (٤) ، لها معه قصة.

أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمّد بن خميس ، نا محمّد بن علي بن ودعان ، أنا أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن ودعان ، أنا هارون بن أحمد بن محمّد بن روح ، نا الحسين ابن إبراهيم الصائغ ، نا عبد العزيز بن يحيى الجلودي (٥) ، نا محمّد بن زكريا الغلابي ، نا العباس بن بكار ، نا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة ، وعبد الله بن سليمان عن أبيه قالا :

دخلت عكرشة بنت الأطشّ بن رواحة على معاوية بن أبي سفيان وبيدها عكاز في أسفله زجّ (٦) مسقي فسلّمت عليه بالخلافة ، فقال لها معاوية : يا عكرشة الآن صرت أمير المؤمنين ، قالت : نعم إذ لا على حيّ. قال : ألست صاحبة الكور المسدول والوسط المشدود ، المتقلدة بحمائل السيف تجولين (٧) بين الصفين يوم صفين؟ تقولين : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)(٨) إن الجنّة دار لا يرحل [عنها](٩) من قطنها (١٠) ولا

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي النوادر : غراب.

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، والمطبوعة ، وفي العقد الفريد : الأطرش.

(٤) خبر وفودها على معاوية في العقد الفريد ١ / ٣٤١ بتحقيقنا.

(٥) في «ز» : الجملودي.

(٦) الزج : الحديدة في أسفل الرمح أو العكاز ونحوهما.

(٧) في العقد الفريد : واقفة بين الصفين.

(٨) سورة المائدة ، الآية : ١٠٥.

(٩) زيادة عن العقد الفريد.

(١٠) العقد الفريد : أوطنها.

٢٩٠

يحزن (١) من سكنها ، ولا يموت من دخلها. فابتاعوها بدار لا يدوم نعيمها ، ولا تنصرم غمومها (٢) ، وكونوا قوما مستبصرين. إن معاوية دلف إليكم بعجم العرب ، غلف القلوب (٣) لا يفقهون ما الإيمان ، ولا يدرون ما الحكمة ، دعاهم بالدنيا فأجابوه ، واستدعاهم بالباطل فلبّوه. فالله الله عباد الله في دين الله ، وإياكم والتواكل فإن في ذلك نقض (٤) عرى الإسلام وإطفاء نور الحق ، وإظهار الباطل ، وإذهاب السنة ، هذه بدر الصغرى ، والعقبة الأخرى ، يا معاشر المهاجرين والأنصار امضوا على [بصيرتكم واصبروا على](٥) عزيمتكم فكأني (٦) بكم غدا قد لقيتم أهل الشام كالحمير الناهقة والبغال الشّحاجة تصفق صفق البقر (٧) ، ولا تروب روب العناق ، فكأني بك على عكازك هذه قد انكفأ عليك العسكران ، يقولون هذه عكرشة بنت الأطش بن رواحة ، فإن كدت لتلتفتين (٨) عني أهل الشام لو لا ما أحب الله أن يجعل لنا هذا الأمر ، وكان أمر الله قدرا مقدورا فما حملك على ذلك ، قالت : يا أمير المؤمنين ، يقول الله عزوجل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)(٩) إنّ اللبيب إذا كره أمرا لم يجب إعادته قال : صدقت ، اذكري حاجتك ، قالت : يا أمير المؤمنين إنّ الله قد جعل صدقاتنا على فقرائنا ومساكيننا ورد أموالنا فينا إلّا بحقها ، وإنا قد فقدنا ذلك ، فما ينعش لنا فقير ، وما يجبر لنا كسير ، فإن كان ذلك عن رأيك فمثلك من انتبه من الغفلة ، وراجع التوبة ، وإن كان ذلك عن غير رأيك فما مثلك من استعان الخونة ، ولا استعان بالظالمين.

فقال معاوية : يا هذه إنه ينوبنا أمور هي أولى بنا منكم من نحور (١٠) تنبثق ، وثغور تنفتق (١١) ، قالت : يا سبحان الله ، والله ما جعل الله لنا حقا جعل فيه ضررا على غيرنا ، ولو

__________________

(١) العقد الفريد : يهرم.

(٢) العقد الفريد : همومها.

(٣) غلف القلوب أي على قلوبهم أكنة لا يفقهون ولا يسمعون.

(٤) بالأصل و «ز» : «نقص» والمثبت عن العقد الفريد.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن «ز» ، والعقد الفريد.

(٦) بالأصل و «ز» : فكان ، والمثبت عن العقد الفريد.

(٧) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المطبوعة : تضفق ضفق البقر ، وفي العقد الفريد : تصقع صقع البعير.

(٨) كذا بالأصل و «ز» ، وفي العقد الفريد : لتقتلين.

(٩) سورة المائدة ، الآية : ١٠١.

(١٠) في العقد الفريد : «بحور».

(١١) في العقد الفريد : أمور تنبثق وبحور تنفهق.

٢٩١

علم (١) أن فيما جعله لنا ضررا على غيرنا ما جعله لنا وهو علّام الغيوب ، قال : هيهات هيهات يا أهل العراق ، فقهكم ابن أبي طالب فلن تطاقوا ، ثم أمر لها بردّ صدقاتهم [فيهم](٢) وإنصافهم ، وردّها مكرمة.

[عمّارة](٣)

٩٣٩١ ـ عمّارة أخت الغريض

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين ، أخبرني محمّد بن مزيد ، نا حماد بن إسحاق ، عن أبيه ، عن عبد الله بن بكير العجلي ، عن من حدثه قال :

كانت للغريض أخت يقال لها عمّارة ، وكانت من أحسن الناس وجها وغناء ، فاشتراها عبد الله بن جعفر بثلاثين ألفا ، ووقعت منه أحسن موقع ، ثم وفد إلى معاوية ومعه سائب خاثر (٤) ، وبديح (٥) ، ونشيط (٦) ، فلما ورد عليه سرّ به وأنس بمكانه ، وكان يسمر معه ، فبينا معاوية ليلة قد خرج من بعض دور حرمه إذ سمع غناء من نحو دار يزيد ابنه ، فسعى نحوه حتى قرب منه فإذا سائب خاثر يغنيه (٧) :

بينا ينعتنني (٨) أبصرنني

دون قيد الميل يعدو بي الأغرّ

قالت الكبرى : أتعرفن الفتى؟

قالت الوسطى : نعم ، هذا عمر

قالت الصغرى وقد تيّمتها

قد عرفناه ، وهل يخفى القمر؟

فما فرغ من الصوت حتى طرب معاوية ، فضرب برجله الأرض وبعث إلى ابن جعفر فأحضره ، فقال له : يا هذا! ما جلبت علي بوفادتك بغلمانك المغنين (٩) ثم دخل إلى يزيد

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، والمطبوعة : علم الله.

(٢) سقطت من الأصل و «ز» ، وزيدت عن العقد الفريد.

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) بالأصل و «ز» : خاتر ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، انظر أخباره في الأغاني ٨ / ٣٢١ ومواضع أخرى منها متفرقة.

(٥) انظر أخباره في الأغاني ٨ / ٢١٤ و ١٥ / ١٧٣ ـ ١٧٤.

(٦) انظر أخباره في الأغاني ١٥ / ١٧٤.

(٧) الأبيات لعمر بن أبي ربيعة ، وهي من قصيدة بعنوان : وهل يخفى القمر؟ ديوانه ص ١٨٦ ط. بيروت. صادر.

(٨) في الديوان : يذكرنني.

(٩) بالأصل : «المغنيين» والمثبت عن «ز».

٢٩٢

فلما [رآه قاموا وفزعوا إليه فأعلموه ، فتناوم](١) ومضى معاوية فلما كان من الغد بعث إلى يزيد : إن مكان القوم لم يخف عليّ عندك ، فلا تعاودن ذلك ، فلم يعاوده ومضى إلى عبد الله بن جعفر فسأله إخراجهم إليه ، ففعل ، وغنّوه وخرجت عمّارة فغنته فشغف بها وهمّ بطلبها منه ، ثم أمسك خوفا من أبيه ، وكراهية أن يردّه ابن جعفر ، ولم تزل في نفسه حتى ولي الخلافة ، فوجه إليه سائب خاثر فأقام عنده أياما ، ثم ذكر له يزيد أمرها وما في نفسه منها ، فقال له : عبد الله من قد علمت ، وهو بعيد المرام ، ولست أقدم عليه ، ولا مثلي يجسر على مخاطبته في مثل هذا ، ولكن عليك ببديح ، فدعا به وأبثّه سرّه ، وسأله السعي له في ذلك ، فلمّا قدم عليه عبد الله بن جعفر صار إليه بديح فقال له : إنك قد جنيت على نفسك جناية أنت فيها على حالين من مفارقة لذة لك وحال تؤثرها أو سقوط الجاه وخيبة الوفادة وعداوة الخليفة. قال له : ويحك وفيم ذلك؟ فأخبره بالقصة ، فقال له : أخرجت أحسن الناس وجها وغناء إلى شاب مترف غزل فهويها ، وذهبت بعقله كلّ مذهب ، فكتم ما يلقى خوفا من أبيه طول هذه المدة ، فاختر الجارية أو رأيه. قال له : فما الرأي عندك؟ قال : الرأي عندي أن تدعني أمضي إليه فأخبره أنّي قد أشرت عليك أن تهديها له ، كأنّك لم تعلم بذات نفسه ، وتبعث بها إليه ابتداء فيكون ذلك أجمل من أن تجشّمه مسألة وشكوى بث ، وتتسلى عنها ، فإنّ لك في الجواري عوضا ، فقال ابن جعفر : لا والله ما لي منها عوض ، وإن فراقها لفراق السرور ما بقيت ، ولكن أفعل. فدخل بديح إلى يزيد مبادرا ، وبشّره بالقصة ؛ فلما كان الليل بعث بها أبو جعفر إليه ، وقد زيّنها وحلّاها ، وبعث بها مع قيّمة جواريه ، وأمرها أن تقول له : هذه الجارية كنت ملكتها وهي رضى لك ، ورأيت أن أؤثرك بها ، فبارك الله لك ، وسرّك.

فلما وصلت إليه عظم قدر ابن جعفر [عنده](٢) ووهب لبديح ألفي دينار ، وقضى حوائج ابن جعفر لوفادته وزاده خمسمائة ألف درهم (٣).

قال أبو الفرج : كانت عمّارة من أحسن الناس وجها وغناء ، وأخذت عن ابن سريج وابن

__________________

(١) بياض بالأصل والزيادة استدركت عن المطبوعة ، وفي «ز» : رآه .... فأعلموه ... ومضى.

(٢) سقطت من الأصل وزيدت عن «ز».

(٣) قصة عمارة جارية عبد الله بن جعفر ذكرها المصنف بطولها من طريق آخر في ترجمة عبد الله بن جعفر ٢٧ / ٢٨٦ وما بعدها نقلا عن المعافى بن زكريا القاضي. وقد ذكرها القاضي الجريري في كتابه الجليس الصالح الكافي ٢ / ٣٣٦ وما بعدها.

٢٩٣

محرز ، واشتراها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من العبلات (١) مولياتها ، وكتمها من زوجته ، وكان يجد بها وجدا شديدا ، ثم أهداها إلى يزيد بن معاوية ، فأخبرني الحسين بن يحيى قال : قال حمّاد بن إسحاق عن أبيه ، حدّثني عبد الله بن بكير العجلي ، عن أبيه ، عن جماعة من مشيخة قريش قالوا : كانت للغريض أخت يقال لها عمّارة من أحسن الناس وجها وغناء.

ولها يقول بعض قيان المدينة :

لو تمنيت فانتهيت لكانت

غاية النفس في المنى عمّاره

بأبي وجهك الجميل الذي يز

داد حسنا وبهجة ونضاره

٩٣٩٢ ـ عمرة بنت النعمان بن بشير بن سعد الأنصارية (٢)

امرأة شاعرة ، سكنت دمشق.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر المعدل ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال (٣) :

وكان الحارث بن خالد خطب في مقدمه دمشق عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصارية ، فقالت :

كهول دمشق وشبانها

أحب إليّ (٤) من الجالية (٥)

لهم ذفر كصنان التيو

س أعيا على المسك والغاليه (٦)

فقال الحارث (٧) :

ساكنات العقيق أشهى إلى النف

س (٨) من الساكنات دور دمشق

__________________

(١) العبلات محركة بطن من بني أمية الأصغر من قريش ، نسبوا إلى أمهم عبلة بنت عبيد إحدى نساء بني تميم.

(٢) انظر أخبارها في الأغاني ٩ / ٢٢٩ ونسب قريش للمصعب ص ٣١٣ تاريخ الطبري (الفهارس) والكامل لابن الأثير (الفهارس).

(٣) الخبر والشعر في نسب قريش ص ٣١٣ ـ ٣١٤ والشعر في الأغاني ٩ / ٢٢٧ ونسبهما لحميدة بنت النعمان بن بشير.

(٤) في نسب قريش والأغاني : إلينا.

(٥) الجالية : أهل الحجاز ، وكان أهل الشام يسمونهم بذلك لأنهم كانوا يجلون عن بلادهم إلى الشام (الأغاني ٩ / ٢٣٠).

(٦) الذفر : خبث الريح. والصنان : ذفر الابط ومعاطف الجسم.

(٧) البيتان في الأغاني ٩ / ٢١٧.

(٨) في الأغاني : قاطنات الحجون أشهى إلى قلبي.

٢٩٤

يتضوعن إن تطيبن بالمسك

ضنانا كأنه ريح مرق

ورواهما بعض علماء قريش للمهاجر بن خالد ، وقال :

لنساء بين الحجون إلى الحثمة (١)

في مقمرات ليل وشرق

والحجون مقبرة أهل مكة ، وجاه بيت أبي موسى ، والحثمة (٢) صخرات مشرفات في ربع عمر بن الخطاب.

وقيل : إنّ هذا الشعر لأختها حميدة بنت النعمان ، وقيل : إنه لأمها ليلى بنت هانئ بن الأسود الكندية ثم الجونية (٣).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال : فولد النعمان بن بشير عمرة تزوجها المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وهي التي قتلها مصعب بن الزبير ، وأمّها ليلى بنت هانئ الكندي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو شعيب عبد الرّحمن بن محمّد ، وأبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن ، قالا : أنا الحسن ابن رشيق ، نا أبو بشر محمّد بن أحمد ، حدّثني أبو بكر الوجيهي ، وهو أحمد بن محمّد بن القاسم ، حدّثني أبي ، حدّثني صالح بن الوجيه قال (٤) :

وكانت عند المختار امرأتان إحداهما أم ثابت بنت سمرة بن جندب والأخرى عمرة بنت النعمان بن بشير الأنصارية ، فعرضهما مصعب على البراءة من المختار ، فأما بنت سمرة فبرئت منه فخلّاها وأما الأنصارية فقتلها ، فقال عبد الرّحمن بن حسان بن ثابت في ذلك (٥) :

إن من أعجب العجائب (٦) عندي

قتل بيضاء حرة عطبول

__________________

(١) بالأصل و «ز» : الخيمة ، والمثبت عن معجم البلدان «حثمة».

(٢) بالأصل و «ز» : الخيمة.

(٣) سترد ترجمتها قريبا في هذا الجزء.

(٤) الخبر والشعر في أنساب الأشراف ٦ / ٤٤٣ طبعة دار الفكر.

(٥) الأبيات في أنساب الأشراف منسوبة لعبد الله بن الزبير الأسدي ، ويقال : عمر بن أبي ربيعة ، وهي في ديوان عمر ص ٣٥٩ ط. بيروت. صادر.

(٦) في الديوان : إن من أكبر الكبائر.

٢٩٥

قتلت (١) باطلا على غير جرم

إن لله درها من قتيل

كتب القتل والقتال علينا

وعلى المحصنات (٢) جرّ الذيول

وقد قيل : إنّ هذا الشعر لعمر بن أبي ربيعة (٣).

أنبأني أبو محمّد بن الأكفاني ، شفاها ، أن أبا محمّد عبد العزيز بن أحمد أجاز لهم (٤).

أنبأنا القاضي أبو المفضّل يحيى بن علي ، والفقيه أبو الحسن علي بن المسلّم وغيرهما أنّ عبد العزيز بن أحمد أجاز لهم.

أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد الفرغاني ، نا محمّد بن جرير الطبري قال (٥) : قال هشام بن محمّد : قال أبو مخنف ، وحدّثني أبو علقمة الخثعمي :

أن المصعب بعث إلى أم ثابت بنت سمرة بن جندب امرأة المختار وإلى عمرة ابنة النعمان بن بشير الأنصارية ـ وهي امرأة المختار ـ فقال لهما : ما تقولان في المختار؟ فقالت أم ثابت : ما عسيت أن أقول فيه إلا ما تقولون فيه أنتم؟ فقالوا لها : اذهبي ، وأما عمرة فقالت : رحمة الله عليه ، إن كان عبدا من عباد الله الصالحين ، فرفعها مصعب إلى السجن ، وكتب فيها إلى عبد الله بن الزبير : أنها تزعم أنه نبي فكتب إليه : أن أخرجها ، فاقتلها. فأخرجها بين الحيرة والكوفة بعد العتمة ، وضربها مطر ثلاث ضربات بالسيف ـ ومطر تابع لآل ثعل (٦) من بني عبد الله بن ثعلبة ، كان يكون مع الشرط ـ فقالت : يا أبتاه يا أهلاه ، يا عشيرتاه ، فسمع به (٧) بعض الأنصار ، وهو أبان بن النعمان بن بشير ، فأتاه ، فلطمه فقال : يا ابن الزانية قطعت نفسها قطع الله يمينك ؛ فلزمه حتى رفعه إلى مصعب فقال : إنّ أمي مسلمة وادّعى شهادة بني

__________________

(١) في أنساب الأشراف : قتلوها ظلما على غير ذنب.

(٢) في الديوان : الغانيات.

(٣) انظر ما لاحظناه قريبا.

(٤) من قوله : أنبأني إلى هنا استدرك على هامش «ز».

(٥) الخبر رواه الطبري في تاريخه ٣ / ٤٩٤ (ط. بيروت) حوادث سنة ٦٧.

(٦) كذا بالأصل و «ز» ، وعلى هامش الأصل و «ز» : «فهد» خ وفي المطبوعة : «ثعل» أيضا ، وفي المختصر : «فهر» وفي الطبري وعنه يأخذ المصنف : قفل.

(٧) كذا بالأصل و «ز» ، والمطبوعة والمختصر ، وفي الطبري : بها.

٢٩٦

ثعل فلم يشهد له أحد ، فقال مصعب : خلّوا سبيل الفتى فإنّه رأى أمرا فظيعا (١) ، فقال عمر بن أبي ربيعة القرشي في قتل مصعب عمرة ابنة النعمان بن بشير :

إن من أعجب العجائب عندي

قتل بيضاء حرة عطبول

قتلت هكذا على غير جرم

إن لله درها من قتيل

كتب القتل والقتال علينا

وعلى المحصنات جرّ الذيول

قال (٢) : وحدّثني محمّد بن يوسف : أنّ مصعبا لقي عبد الله بن عمر ، فسلّم عليه ، فقال له : أنا ابن أخيك مصعب ، فقال له ابن عمر : أنت القاتل سبعة آلاف من أهل القبلة في غداة (٣) واحدة ، عش ما استطعت. فقال مصعب : إنّهم كانوا كفرة سحرة ، فقال ابن عمر : والله لو قتلت عدّتهم غنما من تراث أبيك لكان ذلك سرفا. فقال سعيد بن عبد الرّحمن ابن حسان بن ثابت في ذلك :

أتى راكب بالأمر ذي النبأ العجب

بقتل ابنة النعمان ذي الدين والحسب

بقتل فتاة ذات دلّ ستيرة

مهذبة الأخلاق والخيم والنسب

مطهرة من نسل قوم مطهر (٤)

من المؤثرين الخير في سالف الحقب

خليل النبي المصطفى ونصيره

وصاحبه في الحرب والنكب والكرب

أتاني بأن الملحدين توافقوا

على قتلها لا جنّبوا القتل والسلب

فلا هنأت آل الزبير معيشة

وذاقوا لباس الذل والخوف والحرب

كأنهم إذ أبرزوها وقطعت

بأسيافهم فازوا بمملكة العرب

ألم تعجب الأقوام من قتل حرة

من المحصنات الدين محمودة الأدب

من الغافلات المؤمنات بريئة

من الذم والبهتان والشك والكذب

علينا كتاب القتل واليأس واجب

وهن العفاف في الحجال وفي الحجب

على دين أجداد لها وأبوة

كرام مضت لم تخز أهلا ولا ترب (٥)

__________________

(١) في أنساب الأشراف : أمرا عظيما فظيعا.

(٢) القائل : أبو مخنف ، والخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٤٩٤ ـ ٤٩٥.

(٣) بالأصل و «ز» : غزاة ، والمثبت عن الطبري.

(٤) كذا بالأصل و «ز» : «قوم مطهر» وفي الطبري : «قوم أكارم» وفي المختصر لابن منظور : «قرم مطهر» وهو أشبه.

(٥) في الطبري : ولم ترب.

٢٩٧

من الخفرات لا خروج بذيّة

ولا نمة تبغي (١) على جارها الجنب

عجبت لها إذ كفنت وهي حية

ألا إن هذا الخطب من أعجب العجب

أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر ، أنا أبو بكر بن أبي القاسم ، أنا ابن (٢) الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب قال : سنة سبع وستين قتلت بنت النعمان بن بشير ، وكانت تحت المختار ، وذكر أبو حسان الزيادي أنّ مصعبا قتلها في هذه السنة بغير أمر أخيه ، فكتب إليه يعنّفه على ذلك.

بعونه تعالى تمّ الجزء التاسع والستون

من تاريخ دمشق ويليه الجزء السبعون

وهو الأخير

__________________

(١) في الطبري : ملائمة تبغي.

(٢) بالأصل و «ز» أبو الفضل» تصحيف ، والمثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.

٢٩٨

الفهرس

حرف الألف

ذكر من اسمها : أسماء

٩٢٩٤ ـ أسماء بنت عبد الله أبي بكر الصديق بن أبي قحافة عثمان (ذات النطاقين) التيمية ٥

٩٢٩٥ ـ أسماء بنت محمد بن الحسن بن طاهر القرشية.............................. ٣٢

٩٢٩٦ ـ أسماء بنت واثلة بن الأسقع الليثية........................................ ٣٢

٩٢٩٧ ـ أسماء ـ ويقال فكيهة ـ بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس........... ٣٣

٩٢٩٨ ـ أسماء امرأة كانت في عصر أم الدرداء..................................... ٤٠

٩٢٩٩ ـ آمنة ـ ويقال أمة ـ بنت سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس............... ٤٠

٩٣٠١ ـ آمنة بنت الشريد....................................................... ٤٢

٩٣٠١ ـ آمنة ـ يقال : أمينة ـ بنت عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص ٤٣

٩٣٠٢ ـ آمنة ـ ويقال ـ بنت أبي الشعثاء الفزارية.................................... ٤٥

٩٣٠٣ ـ آمنة بنت محمد بن أحمد أم اليمن العجلية................................. ٤٦

٩٣٠٤ ـ آمنة بنت محمد بن الحسن بن طاهر القرشية المعروف والدها بأبي البركات بن القران ٤٧

٩٣٠٥ ـ آمنة ذات الذنب...................................................... ٤٧

٩٣٠٦ ـ أمة العزيز بنت سهل الأسفراييني......................................... ٤٨

٩٣٠٧ ـ أمة العزيز بنت محمد بن الحسن الديلمية.................................. ٤٨

٩٣٠٨ ـ أميمة بنت أبي بشر بن. يد بن الأطول ـ ويقال : [زيد الأطول ـ] الأزدية....... ٤٨

٩٣٠٩ ـ أميمة بنت رقيقة وهي أميمة بنت عبد ـ ويقال عبد الله ـ بن بجاد بن عمير بن الحارث       ٤٩

٩٣١٠ أميمة بنت صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أم حبيب..... ٥٧

٢٩٩

٩٣١١ ـ أمينة بنت أحمد بن عطية العنسية........................................ ٥٧

٩٣١٢ ـ أنيسة بنت معبد المغني.................................................. ٥٧

حرف الباء

٩٣١٣ ـ بثينة بنت حبا بن ثعلبة بن الهوذ بن عمرو الاحب بن حن بن ربيعة بن حرام... ٥٩

٩٣١٤ ـ بحرية بنت هانئ بن قبيصة بن مسعود الشيبانية ، امرأة عبيد الله بن عمر...... ٦٥

٩٣١٥ ـ برق الأفق المدنية....................................................... ٦٦

٩٣١٦ ـ بلقيس بنت شراحيل الهدهاد بن شرحبيل.................................. ٦٩

أسماء النساء على حرف التاء

٩٣١٧ ـ تجيفة زوج أبي عبيدة بن الجراح........................................... ٨٠

٩٣١٨ ـ تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن........................... ٨١

أسماء النساء على حرف الثاء المثلثة

٩٣١٩ ـ الثريا بنت عبدالله بن الحارث ويقال : بنت علي بن عبدالله بن الحارث......... ٨٣

أسماء النساء على حرف الجيم

٩٣٢٠ ـ جويرية بنت أبي سفيان صخر بن حرب أخت أم حبيبة ويزيد ومعاوية بن ي أبي سفيان    ٨٧

٩٣٢١ ـ جرباء بنت عقيل بن علفة بن الحارث بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع.. ٨٩

أسماء النساء على حرف الحاء

٩٣٢٢ ـ حبابة بالتخفيف ، وهو لقب............................................ ٩٠

٩٣٢٣ ـ حبة بنت الفضل....................................................... ٩٥

٩٣٢٤ ـ حسينة ماشطة عبد الملك بن مروان....................................... ٩٨

٩٣٢٥ ـ حميدة بنت عمر بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة الزهرية         ٩٩

٩٣٢٦ ـ حميدة حاضنة ولد عمر بن عبد العزيز................................... ١٠٠

٩٣٢٧ ـ حميدة حاضنة ولد عمر بن عبد العزيز................................... ١٠٣

٩٣٢٨ ـ حواء أم البشر....................................................... ١٠٣

٩٣٢٩ ـ حولا بنت بهلول المتعبدة............................................... ١١٣

٩٣٣٠ ـ حية : ويقال : فاختة................................................. ١١٣

٣٠٠