تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الحسن ، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، نا محمّد بن عبد الله بن عمار الموصلي ، نا المعافى بن عمران ، عن الأوزاعي ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أهل البدع شرّ الخلق والخليفة» [١٣٧٥٧].

ولدت عائشة في سنة سبع ـ أو سنة ثمان ـ وخمسمائة ، وتوفيت ليلة الخميس ودفنت يوم الخميس الثالث عشر من شوال سنة أربع وستين وخمسمائة بمقبرة الباب الصغير.

٩٣٨٢ ـ عائشة بنت موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمية (١)

تزوجها عبد الملك بن مروان فولدت له بكار بن عبد الملك. [وحكت عن زوجها عبد الملك](٢).

حكى عنها ابن أخيها أبو بكر بن عيسى بن موسى بن طلحة.

قرأت في كتاب عن عبد الصّمد بن عبد الله بن عبد الصّمد بن أبي يزيد الدمشقي ، نا معاوية بن صالح الأشعري ، حدّثني عبد الرّحمن بن شريك ، نا أبو بكر بن عيسى بن موسى ابن طلحة قالت : سمعت عائشة بنت موسى وكانت تحت عبد الملك بن مروان قالت : قال لي عبد الملك : يا عائشة لو لا أنّ مروان قتل طلحة (٣) ما تركت على ظهرها طلحيا إلّا قتلته.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير قال (٤) : وولد موسى بن طلحة : عيسى ، ومحمّدا ، قتله شبيب الخارجي ، وعائشة تزوجها عبد الملك بن مروان ، فولدت له بكارا ، قتله عبد الله ابن علي (٥) ، وأمّهم أم حكيم بنت عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا ابن (٦) سعد قال (٧) : فولد موسى بن طلحة : إبراهيم

__________________

(١) أخبارها في نسب قريش ص ١٦٤ و ٢٨٦ وطبقات ابن سعد ٥ / ١٦٢ و ٢٢٤.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز».

(٣) وكان مروان بن الحكم رمى طلحة بن عبيد الله وأصابه. وذلك في وقعة الجمل.

(٤) الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٨٦.

(٥) وذلك في يوم نهر أبي فطرس ، راجع جمهرة ابن حزم ص ٨٩.

(٦) بالأصل : أبو ، تصحيف.

(٧) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٥ / ١٦٢.

٢٦١

ابن موسى ، وعائشة تزوجها عبد الملك بن مروان ، فولدت له بكارا ، ثم خلف عليها علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، وقريبة بنت موسى ، وأمّهم أم حكيم بنت عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق (١).

[عبدة](٢)

٩٣٨٣ ـ عبدة بنت أحمد بن عطية العنسية

أخت أبي سليمان الداراني من النسوة المتعبدات ، لها ذكر.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٣) ، نا أحمد بن إسحاق ، نا إبراهيم بن محمّد بن الحارث ، نا أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان يقول : إنّي لأمرض فأعرف الذنب الذي أمرض به [وقد](٤) أصابني مرض لم أعرف له سببا ، قال : فدخلت عليّ أختي ، فقلت لها : دعوت الله أن يسلط علي المرض؟ قالت : نعم ، قال : لو لم أجد إلّا أن أعترض على الحمار لم أدع الحج ، قال أحمد : فخرج إلى الحجّ.

أخبرنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصّمد بن علي بن الحسين ، أنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ، أنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد بن يوسف بن العلّاف الواعظ ، أنا أبي أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف ، أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان يقول :

إني لأعرف الذنب الذي به أمرض ، فمرضت مرضة فلم أعرف لها سببا ، وكانت لأبي سليمان أختان إحداهما عبدة ، والأخرى أمينة ، فقال لي سليمان : إن عمتي (٥) أزهد من أبي ، يعني عبدة ، قال أبو سليمان فقلت لأختي : سألت الله أن يسلّط عليّ الحمّى؟ قالت : نعم ، قال : لو صار أن أعترض على حمار لم أدع الحج ، قال : فخرجت فما زلت عليلا.

__________________

(١) الخبر السابق سقط من «ز».

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) الخبر في حلية الأولياء لأبي نعيم الحافظ ٩ / ٢٦٧.

(٤) زيادة عن حلية الأولياء.

(٥) بالأصل و «ز» : «ابنة عمي» خطأ ، والصواب ما أثبت ، باعتبار السياق ، لأن «عبدة» هي عمة سليمان بن أبي سليمان الداراني.

٢٦٢

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا علي بن محمّد بن محمّد ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا سلمة بن شبيب ، نا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان الداراني يقول : وصفت لأختي عبدة قنطرة من قناطر جهنم ، فأقامت يوما وليلة في صبيحة واحدة ما سكتت ، ثم انقطع عنها بعد فكلما (١) ذكرت لها صاحت صيحة واحدة ثم سكتت ، قلت من أي شيء كان صياحها؟ قال : مثلت نفسها على القنطرة وهي تكفأ بها.

٩٣٨٤ ـ عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان بن حرب بن أميّة بن عبد شمس (٢)

زوج هشام بن عبد الملك ، كانت دارها بدمشق بشام الجامع بغرب.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو طاهر الذهبي ، نا أبو سليمان ، نا الزبير قال (٣) : في تسمية ولد عبد الله بن يزيد بن معاوية : وعبدة بنت عبد الله تزوجها هشام بن عبد الملك ، فولدت له ، وأمّها أم موسى بنت عمرو بن سعيد بن العاص ، وعبدة بنت عبد الله هي المذبوحة ، ذبحت أيام عبد الله بن علي بن العباس ، ولها يقول عمرو بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص حين أخذت أمها أم موسى بنت عمرو بن سعيد درع عبدة بنت عبد الله :

يا عبد لا تأسي عليّ بعدها

فالبعد خير لك من قربها

لا بارك الرحمن في عمتي

ما أبعد الإيمان من قلبها

أخبرنا أبو العزّ بن كادش مناولة وإذنا ، وقرأ عليّ إسناده ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى القاضي (٤) ، نا أبو بكر وهو ابن الأنباري ، حدّثني أبي ، نا الحسن بن عبد الرّحمن الربعي ، حدّثني عياش بن عبد الواحد ، حدّثني ابن عياش ، حدّثني أبي قال :

كانت عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية عند هشام بن عبد الملك ، وكانت من أجمل النساء ، فدخل عليها يوما وعليها ثياب سود رقاق من هذه التي يلبسها النصارى يوم

__________________

(١) بالأصل و «ز» : «فكل ما».

(٢) نسب قريش للمصعب ص ١٣٢ وجمهرة ابن حزم ص ٩٢ و ١١٢ وأنساب الأشراف ٨ / ٣٦٨ (طبعة دار الفكر).

(٣) انظر نسب قريش للمصعب ص ١٣٢.

(٤) رواه المعافى بن زكريا الجريري في الجليس الصالح ٣ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧.

٢٦٣

عيدهم ، فملأته سرورا حين نظر إليها ، ثم تأمّلها فقطب ففطنت (١) ، فقالت : ما لك يا أمير المؤمنين؟ أكرهت هذه ، ألبس غيرها؟ قال : لا ، ولكن رأيت هذه الشامة التي على كشحك من فوق الثياب ، وبك تذبح النساء ـ وكان بها شامة في ذلك الموضع ـ أما إنهم سينزلونك (٢) عن بغلة شهباء وردة ـ يعني بني العباس ـ ثم يذبحونك ذبحا.

قوله بك تذبح (٣) النساء ، يعني إذا كانت دولة لأهلك ذبحوا بك من نساء القوم الذين ذبحوك ، فأخذها عبد الله بن علي بن العباس ، فكان معها من الجوهر ما لا يدرى ما هو ، ومعها درع يواقيت وجوهر منسوج بالذهب ، فأخذ ما كان معها ، وخلّى سبيلها ، فقالت في الظلمة : أي دابة تحتي؟ قيل لها دهماء كظلمة الليل ، فقالت : نجوت ، قال : فأقبلوا على عبد الله بن علي ، فقالوا : ما صنعت أدنى ما يكون يبعث أبو جعفر إليها ، فيخبره بما أخذت منها ، فيأخذه منك ، اقتلها. فبعث في إثرها ، وأضاء الصبح ، فإذا تحتها بغلة شهباء وردة (٤) ، فلحقها الرسول فقالت : مه ، قال : أمرنا بقتلك ، قالت : هذا أهون عليّ ، فنزلت فشدّت درعها من تحت قدميها وكميها على أطراف أصابعها وخمارها فما رئي من جسدها شيء ، والذي لحقها مولى لآل العباس.

قال ابن عائشة : فرأيت من يدخل دورنا يطلب اليواقيت للمهدي ليتم به تلك الدرع التي أخذت منها ، وإنما كانت [بدنا](٥) يغطي (٦) المرأة إذا قعدت.

قال الحسن بن عبد الرّحمن : فلما دخل البصرة الزّنج فيما أخبرني مشايخنا ـ لا يختلفون ـ دخلوا دار جعفر بن سليمان بن (٧) عبد الله بن العباس فجاءوا إلى بنته آمنة وهي عجوز كبيرة قد بلغت تسعين سنة ، فلما رأتهم قالت لهم : اذهبوا بي إليه ، فإنه ابن خال جدتي أم الحسن (٨) بنت جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي. قالوا : بك أمرنا ، فقتلوها (٩).

__________________

(١) سقطت من الجليس الصالح.

(٢) بالأصل : «سينزل بك» والمثبت عن «ز» ، والجليس الصالح.

(٣) الحرف الأول بدون إعجام بالأصل و «ز» ، أعجمت الكلمة عن مختصر ابن منظور.

(٤) من قوله : ذبحا ... إلى هنا سقط من الجليس الصالح.

(٥) سقطت من الأصل و «ز» ، والمطبوعة وزيدت عن الجليس الصالح.

(٦) بالأصل و «ز» : تعطي ، والمثبت عن الجليس الصالح.

(٧) في الجليس الصالح : سليمان بن علي بن عبد الله.

(٨) كذا بالأصل و «ز» والمطبوعة ، وفي الجليس الصالح : أم الحسين.

(٩) في الجليس الصالح : بل أمرنا بقتلك ، فقتلوها.

٢٦٤

قرأت بخط أبي بكر أحمد بن محمّد بن أحمد بن شرام (١) ، أنا أبو القاسم عبد الرّحمن ابن إسحاق الزجاجي النحوي ، قال : أنا الأخفش ، أنا ثعلب ، نا أحمد بن إبراهيم قال :

كانت عبدة بنت عبد الله الأسوار بن يزيد بن معاوية عند يزيد بن عبد الملك ثم خلف عليها هشام ، وكانت من أحب الناس إليه ، وكانت حولاء جميلة ، فقبض عليها عبد الله بن علي بحمص ودفعها إلى الكاملي (٢) ، وقال له : اذهب بها فاذبحها ، فلمّا ضرب بيده إليها أنشأت تقول متمثّلة بشعر خال الفرزدق :

إذا جرّ الزمان على أناس

كلاكله أناخ بآخرينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا

سيلقى الشامتون كما لقينا

فقال لها : يا خبيثة أتدرين لم أقتلك؟ قالت : لا ، قال : إنّما أقتلك بامرأة زيد بن علي ، فذهب بها الكاملي (٣) فذبحها بخربة بحمص ، فيقال : إنّ السفياني يخرج ثائرا بها.

قال أبو القاسم هكذا أنشدنا هذين البيتين في هذا الخبر ، وأنشدنا أبو بكر بن السراج قال : أنشدني المبرّد عن المازني عن الجرمي (٤) :

فإن نغلب فغلّابون قدما

وإن نغلب فغير مغلّبينا (٥)

وما إن طبنا جبن ولكن

منايانا ودولة آخرينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا

سيلقى الشامتون كما لقينا

[عتبة](٦)

٩٣٨٥ ـ عتبة المدنية

قرأت في كتاب أبي الفرج الأصبهاني ، حدّثني الحسن (٧) بن علي الخفاف ، حدّثني

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل و «ز» ، أعجمت قياسا إلى سند سابق.

(٢) بالأصل : الكاثلي ، وفي «ز» : الكابلي ، والمثبت عن المطبوعة.

(٣) بالأصل و «ز» : الكابلي.

(٤) البيتان الأول والثاني من أبيات في سيرة ابن هشام ٤ / ٢٢٨ ونسبها إلى فروة بن مسيك. والأبيات أيضا في خزانة الأدب ٤ / ١١٥ نسبت أيضا لفروة بن مسيك المرادي.

(٥) غير مغلبينا ، المغلب المغلوب مرارا.

(٦) زيادة عن «ز».

(٧) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».

٢٦٥

الفضل بن محمّد اليزيدي ، حدّثني إسحاق الموصلي ، عن الزبيري (١) ، عن محمّد بن يحيى ، [عن أبيه](٢) عن جده قال :

كانت بالمدينة جارية جميلة يقال لها عتبة ، وكان لها في الغناء ذكر كبير ، فلما ولي الوليد بن يزيد الخلافة أمر بأن تخرج إليه ، فأخرجت ، فلمّا قدمت عليه دعا بها ، وجمع ندماءه والمغنّين (٣) فلما رأت كثرة من حضر ممن يغني قالت : يا أمير المؤمنين قد دعوت بي ، فاسمع ما عندي ، فإن أعجبك فاصرف هؤلاء واستمتع بما سمعت مني ، وإن لم يعجبك فاصرفني وأقبل عليهم. فقال لها : هاتي ، فقد أنصفت (٤) في القول ، فغنّت :

يقولون من طول اعتلالك بالقذى (٥)

أجدك ما تلقى لعينيك شافيا

بلى ، إن بالجزع الذي ينبت الغضى

لعينيّ لو لاقيته لمداويا

وأقبلن (٦) من أقصى الخيام يعدنني

بقية ما أبقين نصلا يمانيا (٧)

يعدن مريضا هن هيّجن داءه

ألا إنما بعض العوائد دائيا

تجمعن شتى من ثلاث وأربع

وواحدة حتى كملن ثمانيا

فقال لها : أحسنت. والله ما نريد مزيدا عليك ، وأمر بالمغنين فانصرفوا يومئذ ، واقتصر عليها.

[عثامة](٨)

٩٣٨٦ ـ عثامة بنت بلال بن أبي الدرداء

امرأة متعبدة.

ذكر أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي ، نا محمّد بن الحسين أبو شيخ

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المطبوعة : الزبيدي.

(٢) سقطت اللفظتان من الأصل واستدركتا عن «ز».

(٣) بالأصل : والمغنيين ، والمثبت عن «ز».

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، والمختصر لابن منظور ، وفي المطبوعة : أصبت.

(٥) في «ز» : بالعدا.

(٦) الأبيات الثلاثة التالية لسحيم عبد بني الحسحاس ، وهي من قصيدة له في ديوانه ص ٢٣.

(٧) عجزه في ديوان سحيم : نواهد لم يعرفن خلقا سوائيا.

(٨) زيادة عن «ز».

٢٦٦

الترجماني (١) ، حدّثني الحسن بن عبد العزيز بن الوزير الجذامي ، حدّثني عبد الله بن يوسف الدمشقي :

أن عثامة بنت بلال بن أبي الدرداء كفّ بصرها ، وكانت متعبدة ، فدخل عليها ابنها يوما وقد صلى فقالت : أصليتم أي بني؟ قال : نعم ، فقالت :

عثام ما لك لاهيه

حلّت بدارك داهيه

أبكي الصلاة لوقتها

إن كنت يوما باكيه

وابكى القرآن إذا تلي

قد كنت يوما تاليه

تتلينه بتفكر

ودموع عينك جاريه

لهفي عليك صبابة

ما عشت طول حياتيه

٩٣٨٧ ـ عريب المأمونية (٢)

قيل أنها ابنة جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي لما انتهت دولة البرامكة سرقت وهي صغيرة ، وبيعت ، واشتراها الأمين ثم اشتراها المأمون ، وكانت شاعرة مجيدة ، ومغنية محسنة ، وقدمت دمشق مع المأمون وقد ذكرنا ما يدل على قدومها في ترجمة إبراهيم بن يحيى بن المبارك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين بن علي ، أنا محمّد بن أحمد بن عبد العزيز ، أنا أحمد بن محمّد بن الصلت ، نا علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني ، حدّثني محمّد بن يزيد ، ويحيى بن علي قالا : نا حماد بن إسحاق قال : قال أبي :

ما رأيت امرأة قط أحسن وجها ، وأدبا ، وغناء ، وضربا (٣) ، وشعرا ، ولعبا بالشطرنج ، والنّرد من عريب وما تشاء أن تجد خصلة حسنة طريفة بارعة في امرأة إلّا وجدتها فيها.

قال : ونا الأصبهاني (٤) [حدّثني جحظة ، حدّثني علي بن يحيى المنجم قال : خرجت

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وعلى هامش «ز» : البرجلانية.

(٢) انظر ترجمتها وأخبارها في الأغاني ٢١ / ٥٨ وتبصير المنتبه ص ٩٤٣ أشعار أولاد الخلفاء ص ٩٨ والإماء الشواعر ص ٩٩ ونهاية الإرب ٥ / ٩٥ ـ ١١٢. وعريب ، ضبطت بالضم في تبصير المنتبه وفيه : وبالضم عريب مغنية المتوكل ، لها أخبار. وعريب ضبطت بالقلم بفتحة فوق العين في الأغاني والإماء الشواعر.

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، والمطبوعة ، وفي مختصر ابن منظور : وصوتا.

(٤) الخبر في الأغاني ٢١ / ٧٨ باختلاف الرواية والإماء الشواعر ص ٩٩ ـ ١٠٠.

٢٦٧

يوما من حضرة المعتمد](١) فصرت إلى عريب فلما قربت من دارها أصابني مطر بلّ ثيابي إلى أن وصلت إلى دارها ، فلما وصلت إليها أمرت بأخذ ثيابي عني وأتتني بخلعة فلبستها ، وأحضرنا الطعام فأكلنا ، ودعت بالنبيذ ، وأخرجت جواريها ، ثم سألتني عن خبر الخليفة في أمس ذلك اليوم ، وشربه وأيش كان صوته ، وعلى من كان؟ فأخبرتها أن بنانا غناه :

وذي كلف بكى جزعا

وسفر القوم منطلق

به قلق يململه

وكان وما به قلق

جوارحه (٢) على خطر

بنار الشوق تحترق

جفون حشوها الأرق

تجافى ثم تنطبق (٣)

فأمرت صاحبا لها بالمصير إلى بنان وإحضاره ، فمضى إليه وجاء بنان معه ، وقدّم إليه الطعام ، فأكل وشرب ، وأتي بعود ، فاقترحت عليه الصوت فغنّاه ، فأخذت دواة ودرجا (٤) وكتبت (٥) :

أجاب الوابل الغدق

وصاح النرجس الغرق

فهات الكأس مترعة

كان حبابها حرق

زاد غيره (٦) :

يكاد لنور بهجته

حواشي الكأس تحترق

وقال :

فقد غنى بنان لنا :

«جفون حشوها الأرق»

قال علي بن يحيى : فعدل بنان بلحن الصوت إلى شعرها ، وغنانا فيه ، فشربنا عليه بقية يومنا حتى سكرنا.

قال : ونا الأصبهاني ، قال (٧) : حدّثني هاشم بن محمّد الخزاعي ، قال : حدّثني ميمون

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز».

(٢) كذا بالأصل و «ز» ، والإماء الشواعر ، وفي الأغاني : جوانحه.

(٣) في الأغاني والإماء الشواعر جعل صدره عجزه وعجزه صدره.

(٤) الدرج : الورق الذي يكتب فيه.

(٥) البيتان في الأغاني والإماء الشواعر.

(٦) البيت التالي ليس في الأغاني ولا في الإماء الشواعر.

(٧) الخبر في الأغاني ٢١ / ٨٦ والإماء الشواعر ص ١٠٢.

٢٦٨

ابن هارون ، قال : كتبت عريب إلى محمّد بن حامد الذي كانت تحبه تستزيره ، فكتب إليها : إني أخاف على نفسي من المأمون ، فكتبت إليه :

إذا كنت تحذر ما نحذر

وتعلم أنك لا تجسر

فما لي أقيم على صبوتي

ويوم لقائك لا يقدر

قال : فكتب إليها محمّد بن حامد يعاتبها على شيء بلغه عنها ، فاعتذرت إليه ، فلم يقبل عذرها فكتبت إليه :

تبينت عذري فما تعذر

وأبليت جسمي وما تشعر

ألفت السرور وخلّيتني

ودمعي من العين ما يفتر

فقبل عذرها ، وصار إليها.

قال : ونا الأصبهاني قال (١) : وحدّثت عن بعض جواري المتوكل أنّها دخلت يوما على عريب فقالت لها : تعالي ويحك قبلي هذا الموضع مني ، فإنك ستجدين ريح الجنّة منه ، وأومأت إلى سالفتها (٢) قال : ففعلت وقالت لها : ما السبب في هذا ، فقالت : قبّلني [الساعة](٣) صالح المنذري في ذلك الموضع.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنا أبو القاسم النسيب وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أخبرني أبو الفتح إبراهيم بن علي بن الحسين ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثني عبيد الله بن محمّد الموصلي قال : حدّثني قطبة بن سعيد الكاتب قال :

كان المعتصم يطرق عريب كثيرا فشغل أياما عنها ، وكانت تتعشق فتى ، فأحضرته ذات يوم وقعدت تسقيه وتشرب معه وتغنيه ، إذ أقبل أمير المؤمنين المعتصم ، فأدخلته بعض المجالس ، ووافى المعتصم فرأى من الآلة والزي ما أنكره ، وقال لها : ما هذا؟ قالت : جفاني أمير المؤمنين هذه الأيام ، واشتدّ شوقي إليه ، وعيل صبري ، فتمثّلت مجلس أمير المؤمنين إذا طرقني ، وأحضرت من الآلة ما كنت أحضره إذا زارني ، وأكرمني ، ونصبت له شرابه بين يديه كما كنت أفعل ، وجعلت شرابي بين يدي كما كنت أصنع ، ثم غنيت لأمير المؤمنين صوته ،

__________________

(١) الخبر في الإماء الشواعر ص ١٠٢.

(٢) السالفة : ناحية مقدم العنق من لدن معلق القرط إلى نقرة الترقوة.

(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن «ز» ، والإماء الشواعر.

٢٦٩

وشربت كأسه ، وغنيت صوتي ، وشربت كأسي ، فهذه حالي إلى أن دخل سيدي أمير المؤمنين فصح فالي ، فقعد المعتصم ، وشرب ، وفرح ، وسكر ؛ فلما انصرف أخرجت الفتى فما زالا في أمرهما إلى الصبح.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (١) ، أنا أبو منصور بن عبد العزيز ، أنا أحمد بن محمّد بن الصلت ، أنا أبو الفرج الأصبهاني (٢) ، أخبرني جعفر بن قدامة ، حدّثني عبد الله بن المعتز قال :

رفعت إليّ رقاع لعريب ، مكاتبات منثورة ومنظومة فقرأت رقعة منها إلى المأمون وقد خرج إلى فم الصلح (٣) لزفاف بوران :

انعم تخطتك صروف الردى

بقرب بوران مدى الدهر

درة خدر لم يزل نجمها

بنجم مأمون العلى يجري

حتى استقر الملك في حجرها

بورك في ذلك من حجر

يا سيدي لا تنس عهدي فما

أطلب شيئا غير ما تدري

قال عبد الله : فذكرت ذلك لعجوز من جواري بوران فعرفت القصة.

وحدّثتني أن المأمون قرأ الرقعة على بوران وقال : أفهمت معنى الزانية؟ قالت : نعم ، فبالله يا سيدي إلّا سررتني بالكتاب بحملها (٤) إليك ، فحملت إليه (٥).

ومن شعرها في المتوكل قولها :

بجعفر زادنا (٦) الرحمن إيمانا

جزاه ذو العرش بالإحسان إحسانا

وزاد في عمره طولا ومدّ له

فيه وأعلى له في الأرض سلطانا

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ إسناده ، أنا محمّد بن

__________________

(١) بالأصل : المرزقي ، وفي «ز» : المزر؟؟؟ قي ، تصحيف.

(٢) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص ١٠٧.

(٣) فم الصلح مدينة على شرقي دجلة ، فوق واسط ، بينها وبين جبّل ، وبها بنى المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل (انظر معجم البلدان).

(٤) الحرف الأول لم يعجم بالأصل ، وفي «ز» : «يحملها» والمثبت عن الإماء الشواعر.

(٥) بدل : «فحملت إليه» في الإماء الشواعر : فإنني والله أسرّ بذلك وأشكره من تفضلك فضحك ، وأمر بالكتاب بحملها.

(٦) في الإماء الشواعر : زادني.

٢٧٠

الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (١) ، نا محمّد بن يحيى الصولي ، نا أبو العيناء ، نا أحمد بن جعفر بن حامد ، قال : لما توفي عمي محمّد بن حامد وهو الذي كانت عريب تحبّه صار أبي (٢) إلى منزله لينظر إلى تركته ، فأخرج إليه سفط مختوم ، فإذا فيه رقاع عريب ، فجعل يتصفحها ويضحك ، فأخذت منها رقعة فإذا فيها شعر لها :

ويلي عليك ومنكا

أوقعت في القلب (٣) شكا

زعمت أنّي خئون

جورا عليّ وإفكا

ولم يكن ذاك مني

إلّا مجونا وفتكا

إن كان ما قلت حقّا

أو كنت حاولت تركا

فأبدل الله قلبي

بفتكة الحبّ نسكا

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنا محمّد بن محمّد بن عبد العزيز ، أنا أبو الحسن ابن الصلت ، أنا أبو الفرج علي بن الحسين ، حدّثني عرفة وكيل بدعة (٤) قال (٥) : دخلت عريب إلى المتوكل ، وقد نهض من علة أصابته وعاد إلى عاداته ، واصطبح ، فغنت :

شكرا لأنعم من عافاك من سقم

كنت المعافى من الآلام والسقم (٦)

عادت بنورك (٧) للأيام بهجتها

واهتز بيت (٨) رياض الجود والكرم

ما قام للدين (٩) بعد المصطفى ملك

أعفّ منك ولا أرعى على الذمم

فعمّر الله فينا جعفرا ونفى

بنور سنته عنّا دجى الظّلم

فطرب وشرب عليه رطلا ، وأجلسها إلى جنبه ، ولم تزل تغنيه إياه ، ويشرب عليه حتى سكر.

__________________

(١) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي ٣ / ٥٣ والأغاني ٢١ / ٦٩.

(٢) في الأغاني : جدي.

(٣) في الأغاني : في الحق.

(٤) بدعة جارية عريب ، مغنية أديبة شاعرة ، انظر أخبارها في الإماء الشواعر ص ١٣٩.

(٥) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص ١٠٢ ـ ١٠٣.

(٦) في الإماء الشواعر : دمت المعافى من الأيام والسقم.

(٧) في الإماء الشواعر : ببرئك.

(٨) في الإماء الشواعر : نبت.

(٩) في الإماء الشواعر : ما قام بالجود.

٢٧١

قال (١) : ودخلت إليه قبل نهوضه من العلة والحمى تعتاده ، فقال لها : أنت مشغولة عني [بالقصف](٢) ، وأنا عليل ، فقالت هذا الشعر :

أتوني وقالوا : بالخليفة علة

فقلت : ونار الشوق تقدح في صدري

ألا ليت بي حمى الخليفة جعفر

فكانت لي (٣) الحمى وكان له أجري

كفى حزنا أن قيل حم ، فلم أمت

من الحزن ، إني بعد هذا لذو صبر

جعلت فداء للخليفة جعفر

وذاك قليل للخليفة من شكر

فلمّا عوفي قالت :

حمدنا الذي عافى الخليفة جعفرا

على رغم أشياخ الضّلالة والكفر

وما كان إلّا مثل بدر أصابه

كسوف قليل ، ثم أجلى (٤) عن البدر

سلامته للدين عزّ وقوّة

وعلّته للدين قاصمة الظهر

مرضت فأمرضت البرية كلها

وأظلمت الأبصار من شدّة الذعر

فلمّا استبان الناس منك إفاقة

أقاموا وكانوا كالقيام على الجمر

سلامة دنيانا سلامة جعفر

فدام معافى سالما آخر الدهر

إمام (٥) يعمّ الناس بالعدل والتّقى

قريبا من التقوى بعيدا من الوزر

وفي غير هذه الرواية :

حمدنا الذي عافاك يا خير من مشى

بأنفسنا الشكوى وكان لك الأجر

أتوني فقالوا [لي](٦) بجعفر علة

فقلت لهم : يا ربما يكسف البدر

وغنت في الأبيات الأول نشيدا ، وفي الثانية بسيطة وهزجا.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ ، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد ، أنا أحمد ابن محمّد بن الصلت ، أنا أبو الفرج قال (٧) :

__________________

(١) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص ١٠٣.

(٢) استدركت عن هامش الأصل وهامش «ز».

(٣) في الإماء الشواعر : بي.

(٤) في الإماء الشواعر : ثم جلّى.

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الإماء الشواعر : أقام.

(٦) سقطت من الأصل ، وأضيفت للإيضاح عن «ز» ، والإماء الشواعر.

(٧) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص ١٠٤.

٢٧٢

نسخت من كتاب جعفر بن قدامة ، حدّثني أبو عبد الله أحمد بن حمدون قال : وصف للمتوكل [موضع](١) شبداز (٢) بقرميسين فأمر أن يبنى له قصر ، ويجعل في صدره ثلاثة آزاج (٣) معقودة ، ويصور فيها تلك الصورة ، ويجمع له حذاق الصّنّاع ، ويجعل فيه من المجالس ، والحجر ما يصلح ، ففعل ذلك ، فلمّا فرغ منه ، أمر بأن يفرش له الأزج المصور ففرش ، وجلس فيه [يشرب](٤) ، فغنت فيه عريب شعرا قالته فيه ، وهو :

بالسعد واليمن فانزل قصر شبداز

ملّيته في سعادات وإعزاز

واشكر لمن بك تمت فيك نعمته

بناؤه تمّ في يسر وإنجاز

لو رام هذا لأعيا دون مبلغه

دارا عجزا وسابورا وبرواز (٥)

بجعفر وضحت سبل الهدى وبه

راش البرية ربي بعد إعواز

قال : ونا أبو الفرج (٦) ، حدّثني عمي ، حدّثني أحمد بن المرزبان قال : غضبت قبيحة على عريب ثم رضيت عنها ، فقالت فيها هذا الشعر ، وغنت فيه :

سبحان من أعطى عريب الذي

رجته في المولاة والمولى

أعطاك في المعتز أمنية

والسّول في سيّدة الدنيا

وردّ حسن الرأي فيها لها

فطيّب الله لها المحيا

وذكر ابن المعتز (٧) : أن بعض جواريهم حدثته أن عريب (٨) كانت تعشق صالحا المنذري (٩) وتزوّجته سرا ، فوجه به المتوكل في حاجة له إلى مكان بعيد ، فقالت فيه شعرا وصاغت لحنه في خفيف الثقيل وهو :

أما الحبيب فقد مضى

بالرغم مني لا الرضا

__________________

(١) زيادة عن الإماء الشواعر.

(٢) بالأصل و «ز» : سبذاز. وفي الإماء الشواعر : «شيداز» جميعه تصحيف ، والمثبت عن معجم البلدان : شبداز ، ويقال : شبديز ، موضعان أحدهما قصر عظيم من أبنية المتوكل بسر من رأى. والآخر منزل بين حلوان وقرميسين.

(٣) الآزاج جمع أزج ، وهو بناء مستطيل مقوس السقف.

(٤) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، والإماء الشواعر.

(٥) كذا عجزه بالأصل ، وفي الإماء الشواعر : دارا وقصّر عنه ملك برواز.

(٦) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص ١٠١.

(٧) الخبر والشعر في الأغاني ٢١ / ٧١ ـ ٧٢ والإماء الشواعر ص ١٠١.

(٨) بالأصل و «ز» : «عربيا» والمثبت عن الأغاني والإماء الشواعر.

(٩) تحرف بالأصل و «ز» إلى : المذري ، والتصويب عن الأغاني والإماء الشواعر.

٢٧٣

أخطأت في تركي لمن

لم ألق منه عوضا

لبعده عن ناظري

صرت بعيشي عرضا (١)

وغنته يوما بين يدي المتوكل ، فاستعاده مرارا ، وجواريه يتغامزن ويضحكن. ففطنت وأصغت إليهن سرا من المتوكل ، وقالت : يا سحاقات هذا خير من عملكن.

قال : ونا أبو الفرج (٢) : حدّثني ابن حمدون قال :

مرضت قبيحة ، فقال المتوكل لعريب : قولي في علة قبيحة شيئا وغنّي فيه ، وليكن قولك الشعر على لسان يذكر (٣) قلقي بها ، فقالت :

بثت (٤) قبيحة في قلبي لها حرقا

وبدلت مقلتي من نومها أرقا

ما ذاك إلّا لشكواها فقد عطفت

قلبي على كل شاك بعدها شفقا

كأنها زهرة بيضاء قد ذبلت

أو نرجس مسّ مسكا طيبا عبقا

وغنت فيه لحنا من خفيف الرمل ، فاستحسنه المتوكل ، وأمرها أن تدخل إلى قبيحة فتنشدها الشعر ، وتغنيها به ، ففعلت ، فقالت لها قبيحة : فأجيبيه عني (٥) ، فقالت :

يا سيدي أنت حقّا سمتني الأرقا

وأنت علمت قلبي الوجد والحرقا

لولاك لم أتألم علة أبدا

لكن على كبدي أسرفت فاحترقا

إذا شكوت إليه الوجد كذبني

وإن شكا قال قلبي ـ خيفة ـ صدقا ـ

وخرجت إليه ، وأنشدته الشعر ، وغنت [فيه] وفي الشعر الأول لحنا واحدا.

قال أبو الفرج (٦) : ولها في المستعين :

بوجه المستعين يزيد حسنا

بنا (٧) قد جلّ عن كنه الصفات

وأم المستعين (٨) لها أياد

سوابق في الندى متتابعات

__________________

(١) سقط البيت الثالث من الأغاني.

(٢) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص ١٠٤ ـ ١٠٥.

(٣) الحرف الأول بدون إعجام بالأصل ، وفي «ز» : تذكر. وفي الإماء : تذكرين.

(٤) بالأصل : ثبت ، وفي الإماء : شبت ، والمثبت عن «ز».

(٥) بالأصل و «ز» : «يا حبيبة غني» والتصويب عن الإماء الشواعر.

(٦) الشعر في الإماء الشواعر ص ١٠٨.

(٧) بالأصل : «زيد حسنا ثنا» وفي «ز» : «نريد حسنا ثناء» والمثبت عن الإماء الشواعر.

(٨) أم المستعين : صقلبية ، واسمها مخارق ، وكان لها نفوذ كبير في عهد المستعين ، وكانت مسرفة وكان بذخها وبساطها معروفا.

٢٧٤

على البركات حلت خير دار

وأيمن طائر وعلى الثبات

أقامت في مجالس مونقات

شوامخ بالسعود متوجات

بناء مشرف يزداد حسنا

بأحمد (١) ذي العلى والمكرمات

ولها فيه :

أيها الطارقون في الأسحار

أصبحونا فالعيش في الابتكار

لا تخافوا صرف الزمان علينا

ما لصرف الزمان والأحرار

إنما المستعين بالله جار

وهو بالله في أعز الجوار

ملك في جبينه كسنا البر

ق ، ونور يعلو على الأنوار

حل بستان شاهك طائر الس

عد بوجه الإمام ذي الابصار

جدد الله فيه كل نعيم

في معين بربوة وقرار

وبه (٢) النرجس المضاعف يدعو

نا خلال الأشجار والأنهار

أنزلوا عندنا سرور مقيم

وحديث يطيب للسمار

وبه زهرة البنفسج تهت

ز مع الورد في عراض لبهار

ونبات الأترج قد قابل التف

اح ، صلى صغاره للكبار (٣)

وأغاني عريب إذ تنثر الد

رّ إذا ما شدت على الأوتار

وترى الأرض وجهها مشرق يض

حك بين النوار في الأشجار

وبها الصيد من حبارى ودرا

ج وغرّ (٤) يصاد بالأطيار

ومتى شئت صدت فيها غزالا

وتصيد الحيتان في جوف دار

وترى الضب فيه والنون والملاح

والحاديين خلف القطار (٥)

مجمع العير والسفين إليه

فرضة البر ، فرضة للبحار (٦)

__________________

(١) تعني المستعين ، واسمه أحمد بن المعتصم ، وكان قد استخلف بعد المنتصر في سنة ٢٤٨ ه‍ وقتل سنة ٢٥٢ ه‍.

(٢) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الإماء الشواعر : وبدا النرجس.

(٣) في الإماء الشواعر : بالكبار.

(٤) الحبارى : طائر طويل العنق ، رمادي اللون على شكل الأوزة ، في منقاره طول. والغرّ طير سود بيض الرءوس من طيور الماء.

(٥) النون : الحوت. والقطار : الإبل يسير بعضها خلف بعض.

(٦) الفرضة : محط السفن. وجاءت بالأصل في الموضعين : «فرصة» والمثبت عن «ز» ، والإماء الشواعر.

٢٧٥

حكمة تعجر الشياطين عنها

واختراق الزلال جوف المجاري

ما رأينا كسيد جمع الفض

ل بحسن التدبير والاختيار

فإذا عاش للامام (١) وصيف

وبغا فالملك ثبت القرار (٢)

فهما جنّة الإمام وسيفا

ه ، وأنصاره على الكفار

والموالي فإنهم عصمة المل

ك وخير الكفاة والأنصار (٣)

دام هذا وزاد فيه بمولا

نا على رغم أنفس الأشرار

ولها فيه بسيط وهزج مطلق.

ومن شعرها في المستعين أيضا قولها (٤) :

بارتياح الخليفة المستعين

جمع الله كل دنيا ودين (٥)

وبعدل الخليفة المستعين

استجارت من البكاء جفوني

وقولها (٦) :

بالمستعين إمام (٧) أمة أحمد

عم الأنام (٨) سوابغ النعماء

الله منّ على الأنام بملكه

لولاه كانوا في دجى عشواء

يا خير من قصدت له آمالنا

لسداد ثغر أو لبذل عطاء

أعطاك في العباس رب محمّد

ما يأمل الخلفاء في الخلفاء (٩)

ووقاك فيه والرعية كلها

ما يحذر الآباء في الأبناء

وأراكه من فوق منبر أحمد

يتلو عليه مواعظ الخلفاء

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الإماء الشواعر : للانام.

(٢) وصيف وبغا من قادة الأتراك ، وكان نفوذها واسعا في زمان المستعين ، وما أعقبه.

(٣) البيت السابق سقط من الإماء الشواعر.

(٤) البيتان في الإماء الشواعر ص ١١٠.

(٥) عجزه بالأصل و «ز» ، هو عجز البيت التالي ، قدمنا هذا العجز إلى هنا وأخرنا العجز التالي ، وفاقا لما في الإماء الشواعر.

(٦) الأبيات في الإماء الشواعر ص ١١٠.

(٧) في الإماء الشواعر : أقام.

(٨) في الإماء الشواعر : تمم الإله.

(٩) في الإماء الشواعر : الأمراء.

٢٧٦

ولها فيه (١) :

بالمستعين أنارت الدنيا

وصفا لأهل الطاعة المحيا

ملك إذا عدّت محاسنه

لم يستطع أحد لها إحصا

أبقاه في عز وعافية

رب العلى ما شاء أن يبقى

ولها فيه (٢) :

بالمستعين الإمام أحمد قا

م العدل فينا ، فالخير منتشر

بدا لنا يوم عقد بيعته

يشرق نورا كأنّه القمر

والحمد لله لا شريك له

قد رزق الناس أحسن الخبر

ولها فيه (٣) :

بوجهك أستجير من الزمان

ويطلق كل مكروب وعاني (٤)

أشعت العدل والإحسان حتى

غدوت من المآثم في أمان

فنسأل ربنا عونا بشكر

فقد أعطاك مفروج الأمان

إذا سلم الإمام فكلّ نفس

فداء المستعين من الزمان

قال : وأنا أبو الفرج ، قال (٥) : أخبرني محمّد بن خلف بن المرزبان ، أنشدني محمّد بن الفضل النيسابوري لعريب ترثي العباس بن الفضل (٦) :

يا من بمصرعه زها الدهر

قد كان منك تضاءل الدهر

زعموا : قتلت وعندهم عذر

كلا ، وربك ما لهم عذر

بلغني أن مولد عريب سنة إحدى وثمانين ومائة ، وتوفيت سنة سبع وسبعين ومائتين ، ولها ست وتسعون سنة ، وماتت بسر من رأى.

__________________

(١) الأبيات في الإماء الشواعر ص ١١٠.

(٢) الأبيات في الإماء الشواعر ص ١١٠.

(٣) الأبيات في الإماء الشواعر ص ١١١.

(٤) العاني : الأسير.

(٥) الخبر والشعر في الإماء الشواعر ص ١٠١.

(٦) كذا بالأصل و «ز» والمطبوعة ، وفي الإماء الشواعر : العباس بن المأمون.

٢٧٧

٩٣٨٨ ـ عزّة بنت حميل بن حفص (١) ، ويقال : بنت حميد (٢) بن وقاص

ابن إياس بن عبد العزى بن حاجب بن غفار ، ويقال : عزّة بنت عبد الله

إحدى بني حاجب بن عبد الله بن غفار ، أم عمرو الضّمريّة ، صاحبة كثيّر.

وفدت على عبد الملك.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، عن أبي الحسن الدارقطني.

وقرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال : عزّة صاحبة كثيّر. قال ابن الكلبي : هي عزّة بنت حميل (٣) بن حفص من بني (٤) حاجب بن غفار.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٥) : وأما حميل بضم الحاء المهملة وفتح الميم : عزّة صاحبة كثيّر ، قال ابن الكلبي : هي عزّة بنت حميل بن حفص من بني حاجب بن غفار.

وقال (٦) : وأما عزّة بالزاي ، فهي عزّة بنت حميل بن وقاص بن حفص بن إياس بن عبد العزى بن حاجب بن غفار ، صاحبة كثيّر الشاعر.

قرأت بخط رشأ ، وأنبأنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أخبرني أبو القاسم إبراهيم بن علي بن الحسين بن سيبخت ، أنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثني عون (٧) بن محمّد ، نا أبي ، نا الهيثم بن عدي قال (٨) :

__________________

(١) انظر ترجمتها وأخبارها في : وفيات الأعيان ٤ / ١٠٦ ومصارع العشاق (الفهارس) والعقد الفريد (الفهارس) والأغاني (الفهارس) والشعر والشعراء ١ / ٥١٠.

(٢) في وفيات الأعيان : جميل. وفي الاكمال لابن ماكولا : حميل.

(٣) بالأصل جميل ، والمثبت عن «ز».

(٤) بالأصل و «ز» : بنات.

(٥) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ١٢٧ ـ ١٢٨ في باب حميل.

(٦) الاكمال ٦ / ٢٠٤ في باب عزة.

(٧) بالأصل و «ز» : «عمر» تصحيف ، والمثبت عن أسانيد مماثلة.

(٨) الخبر والشعر في الأغاني ٩ / ٢٧.

٢٧٨

دخلت عزّة على عبد الملك بن مروان فخاطبته وخاطبها ثم قال لها : [هل تروين](١) من شعر كثيّر فيك؟ قالت : أيّ ذلك؟ قال : أنشديني قوله (٢) :

وقد زعموا (٣) أني تغيرت بعدها

ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغيّر

تغير جسمي والخليقة كالذي (٤)

عهدت ولم يخبر بسرّك مخبر

فاستحيت ، وقالت : أما هذا يا أمير المؤمنين فلا أحفظه ، ولكن أروي له (٥) :

كأني أنادي صخرة حين أعرضت

من الصم لما أعرضت وتولّت (٦)

صفوحا فما تلقاك إلا ملولة (٧)

فمن ملّ منها ذلك الوصل ملت

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد ، ثم أخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو الحسن بن العلاف.

قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن جعفر ، نا علي بن الأعرابي ، نا علي بن عمروس قال :

دخلت عزّة على عبد الملك بن مروان وهو لا يعرفها ترفع مظلمة لها ، فلمّا سمع كلامها تعجّب منه ، فقال له بعض جلسائه : هذه عزّة كثيّر ، فقال عبد الملك : إن أردت أن أردّ عليك مظلمك فأنشديني ما قال فيك كثيّر ، فاستحيت وقالت : والله ما أعرف كثيّرا لكني سمعتهم يحكون عنه أنه قال فيّ (٨) :

قضى كل ذي دين علمت غريمه (٩)

وعزّة ممطول معنى غريمها

فقال عبد الملك : ليس عن هذا أسألك ، ولكن أنشديني من قوله :

__________________

(١) بالأصل و «ز» : «تروي» المثبت «هل تروين» عن الأغاني.

(٢) البيتان في ديوان كثير ص ١٠٠ (ط. بيروت).

(٣) في الديوان والأغاني : زعمت.

(٤) في الأغاني : كالتي.

(٥) البيتان في ديوان كثير ص ٥٥ من قصيدة يمدح عزة.

(٦) عجزه في الديوان : من الصم لو تمشي بها العصم زلت.

(٧) صدره في الديوان : صفوح فما تلقاك إلا بخيلة.

(٨) البيت في ديوان كثير من قصيدة طويلة ص ٢٠٧.

(٩) في الديوان : فوفى غريمها.

٢٧٩

وقد زعمت أنّي تغيرت بعدها

ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغير

تغيّر جسمي والخليفة كالذي

عهدت ولم يخبر بسرّك مخبر

قالت : قد سمعت هذا ، ولكني سمعت الناس يحكون أنه قال فيّ :

كأني أنادي صخرة حين أعرضت

من الصم لو تمشي بها العصم زلّت

صفوح فما تلقاك إلّا بخيلة

فمن ملّ منها ذلك الوصل ملّت

فقضى حاجتها وردّ مظلمتها ، وقال : أدخلوها على الجواري يأخذن من أدبها.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، عن أبي الحسن الدارقطني.

وقرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا الدارقطني.

نا الحسين بن إسماعيل ، نا عبد الله بن شبيب ، نا الزبير (١) ، حدّثني يعقوب بن حكيم السلمي ، عن قسيمة (٢) بنت عياض الأسلمية ، عن بنّة (٣) وهي أم البنين ابنة عياض بن الحسن (٤) الأسلمية (٥) ، قالت :

سارت علينا عزّة في جماعة من قومها ، فنزلت على يبر ابن يربوع الجهنية (٦) ، فسمعنا بها ، فاجتمعت جماعة من نساء الحاضر أنا فيهن ، فجئناها ، فرأينا امرأة حميراء (٧) حلوة لطيفة ، فتضاءلنا لها (٨) ، ومعنا نسوة كلهن لهن الفضل عليها في الجمال والخلق إلى أن تحدّثت عزّة ، فإذا هي أبدع الخلق وأحلاه حديثا ، فما فارقناها إلّا ولها الفضل في أعيننا ، وما نرى أن امرأة تفوقها حسنا وجمالا وحلاوة.

أنبأنا أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار بن إبراهيم ، أنا أبي أبو المعالي ، أنا أبو

__________________

(١) الخبر في الأغاني ٩ / ٢٨ في أخبار كثير عزة.

(٢) بالأصل و «ز» : قسمة ، والمثبت عن الأغاني.

(٣) بنة ضبط عن تبصير المنتبه ١ / ٥٩.

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المطبوعة : الحسين.

(٥) الذي في الأغاني : عن قسيمة بنت عياض بن سعيد الأسلمية وكنيتها أم البنين. قالت : وثمة سقط في السند فيها.

(٦) في الأغاني : بين يدي يربوع وجهينة.

(٧) بالأصل والمطبوعة : حمراء ، والمثبت عن «ز» ، وهو يوافق عبارة الأغاني. قوله حميراء : أي بيضاء ، وكانت العرب تقول للبيضاء والأبيض ، الأحمر والحمراء.

(٨) بالأصل و «ز» : «فتضالها».

٢٨٠