تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

فيكم الثقلين ، كتاب الله حبل من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة» ثم قال : «أهل بيتي اذكروا (١) الله في أهل بيتي» ثلاث مرّات.

٩٣٧٣ ـ شكر ـ وتسمى أيضا : مشكورة ـ بنت أبي الفرج سهل

ابن بشر بن أحمد بن سعيد الإسفرايني أمة العزيز

سمعت أباها أبا الفرج ، وأبا نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطّريثيثي.

كتبت عنها شيئا يسيرا ، وكان سماعها صحيحا.

أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت أبي الفرج قالت : أنا أبي وأبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطريثيثي الصوفيان قراءة عليهما في صفر سنة تسع وسبعين وأربع مائة قالا : أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي بمصر ، أنا أبو الحسن محمّد بن عبد الله بن زكريا بن حيوية قراءة علينا بلفظه ، نا أبو العلاء محمّد بن أحمد بن جعفر الكوفي ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا محمّد بن بشر العبدي ، نا مسعر ، نا علي بن زيد بن جدعان ، نا الحسن ، نا عبد الرّحمن بن سمرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تسأل الإمارة فإنّك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها ، وإن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها ، وإذا حلفت على يمين فرأيت [غيرها](٢) خيرا منها فائت الذي هو خير ، وكفّر عن يمينك» [١٣٧٥٤].

ذكر أبوها أبو الفرج فيما وجدته بخطه : أنها ولدت بصور ليلة الخميس الثاني عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ، وماتت في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وخمس مائة ، ودفنت في [أول](٣) مقبرة باب الفراديس.

[شهدة](٤)

٩٣٧٤ ـ شهدة جارية للوليد بن يزيد بن عبد الملك

حكت عن الوليد. حكى عنها إسماعيل بن جامع السهمي.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين ، أخبرني محمّد بن عمران الصيرفي ، نا

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي «ز» : أذكركم.

(٢) سقطت من الأصل و «ز» والمختصر ، والزيادة عن المطبوعة.

(٣) سقطت من الأصل و «ز» ، وزيدت عن المطبوعة.

(٤) سقطت من الأصل ، وزيدت عن «ز».

٢٤١

الحسن بن عليك العنزي ، حدّثني أحمد بن محمّد بن سليمان الجهني أبو عبد الله قال : زعم لي ابن الموصلي أن ابن جامع حدّثه عن شهدة جارية الوليد بن يزيد أنها غنت الوليد بن يزيد يوما :

خبّرتها قالت لأترابها :

ما لأبي الخطّاب قد أعرضا؟

إن كان قد مل فما حيلتي

أو كان غضبانا فعندي الرضا

فطرب طربا شديدا واستحسنه ، وقال : ويحك يا شهدة لمن هذا الغناء قالت : يا سيدي هذا أخذته من الحنفاء والهبيرية (١) جاريتي أيوب بن سلمة المخزومي ، ولا أدري لمن هو قال : فما فعلتا؟ قالت : أما الهبيرية فماتت وأما الحنقاء فعجوز كبيرة ، فقال : فهل فيها فضل فنستدعيها؟ قالت : لا ، فأمر بالكتاب لها إلى صاحب الحجاز بعشرة آلاف درهم.

قال أبو الفرج : شهدة جارية الوليد بن يزيد بن عبد الملك وهي أم عاتكة بنت شهدة إحدى المحسنات من قيان الحجاز ، ابتيعت للوليد بن يزيد لما ولي الخلافة ، وهي في وسط عمرها لتعلّم جواريه ، وعمّرت حتى أدركت دولة بني العباس وأخذت عن معبد وطبقته الأولى من كبار المغنين ، ويقال : إن شهدة كانت مغنية نائحة ، وكان ذلك عاما في مغني أهل الحجاز ومغنياته ، وكان الغريض مغنيا نائحا ، وكانت سلّامة مغنية نائحة كذلك.

حرف الصاد

[صفية](٢)

٩٣٧٥ ـ صفية بنت لمعاوية بن أبي سفيان صخر

ابن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية

لها ذكر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال : فولد معاوية فذكرهم وقال : وصفية زوجها محمّد بن زياد بن أبي سفيان ، وأمّها أم ولد.

حرف الضاد وحرف الطاء وحرف الظاء فارغة

__________________

(١) تقرأ بالأصل : المبيرة ، والمثبت عن «ز» ، والمختصر.

(٢) زيادة عن «ز».

٢٤٢

حرف العين

٩٣٧٦ ـ عاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان

وهي مولاة زجلة من فوق (١).

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد.

ح وأنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين ، قالا : نا عبد العزيز الكتاني.

قالا : أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أبو علي الحسن (٢) بن حبيب ، نا يزيد بن عبد الصّمد ، نا أبو مسهر ، نا سعيد بن عبد العزيز قال : كانت عاتكة بنت عبد الله بن معاوية تحت خالد بن يزيد بن معاوية فرآها لبست لبسة رجل ، فطلّقها.

ذكر أبو العباس أحمد بن يحيى ، عن عبد الله بن شبيب المدني ، حدّثني أبو عبد الله يعني الزبير بن بكار قال : رأت عاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية في المنام قائلا يقول (٣) :

إن الشباب وعيشنا اللذّ الذي (٤)

كنا به زمنا نسرّ ونجذل

ذهبت بشاشته وأصبح ذكره

حزنا يعل به الفؤاد وينهل

قال : فأوّل الناس ذلك من رؤيا عاتكة ، زوال ملك بني أمية ، فكان كما أوّلوا.

٩٣٧٧ ـ عاتكة بنت معاوية بن الفرات البكائي

وأمها الملاءة بنت أوفى.

امرأة حازمة ، خرجت من البصرة إلى هشام بن عبد الملك تشكو مالك بن المنذر حين قتل زوجها عمر بن يزيد التميمي.

__________________

(١) يريد أن عاتكة هي سيدة زجلة ، وقد تقدمت ترجمة زجلة في هذا الجزء وأن زجلة مولاة عاتكة بنت عبد الله بن معاوية.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : الحسين ، والتصويب عن «ز».

(٣) البيتان في الأغاني ٢١ / ٩٨ من قصيدة للأحوص مدح بها عمر بن عبد العزيز ، والخبر في الأغاني ٢١ / ١١١ وذكر البيتين ونسبهما لعاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية ، وفي رواية أخرى ص ١١٢ نسبهما لامرأة من ولد عثمان بن عفان.

(٤) كذا ورد صدره بالأصل و «ز» ، ثم أعيد فيهما برواية : أين الشباب وأين عيشنا الذي.

٢٤٣

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي بن عبد الوهّاب ، أنا علي بن عبد العزيز الطاهري ، أنا أحمد بن جعفر بن سلم (١) الختّلي ، أنا أبو خليفة الفضل ابن الحباب ، نا ابن سلّام قال : كانت عاتكة بنت معاوية بن الفرات البكائي ، وأمّها الملاءة بنت أوفى الحرشي (٢) أخت زرارة عند عمر بن يزيد ، فخرجت إلى هشام وأعانتها القيسية على مالك فحمل مالك (٣).

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو الحسين بن النقور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلص ، أنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، نا زكريا المنقري ، نا الأصمعي ، نا أبو عاصم النبيل قال : مالك بن المنذر ضرب عمر بن يزيد بالسياط حتى قتله.

وحدّثنا أبو عاصم النبيل عن العذافر بن زيد قال :

خرجت عاتكة بنت الملاءة امرأة عمر بن يزيد الأسيّدي في نفر إلى هشام فشكت إليه ما فعل مالك بن المنذر ، فأمر بإشخاصه فلما قدم مالك بن المنذر الكوفة أتيته (٤) أنا وأبي فجاء رسول لأمير المؤمنين فكلّمه على باب خالد ، فقال : يا دكين اكسر أنفه ، فقام فكسر أنفه ، فدخل على خالد ، فقال : كسر أنفي ببابك ، فقال : يا مالك (٥) ما لك وله؟ قال : أردت الدخول عليك فمنعني ، فقال : ولم منعته؟ فلما أراد الخروج إلى الشام أتيناه ، فقال زياد بن القاسم : ما سرّني أنّ الله عافاني من النقرس (٦) ورجعني من وجهي هذا سليما (٧) ، وأنّي لم أكن فعلت الذي فعلت فذل (٨) مالك بن المنذر حيث قتل عمر بن يزيد حتى كان سلك الطريق ، فيقول : أنا بين الاختلاط ، فلما دخل مالك على هشام قال : لا مرحبا ولا أهلا ، قتلت عمر بن يزيد.

وذكر الحكاية ، وأمر بحبسه ، فمات في السجن.

__________________

(١) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : سالم.

(٢) بدون إعجام بالأصل و «ز».

(٣) هو مالك بن المنذر بن الجارود العبدي وكان على شرط البصرة من قبل خالد بن عبد الله القسري راجع تاريخ خليفة ص ٣٥١ و ٣٥٨.

(٤) بالأصل : «أيسته» والمثبت عن «ز».

(٥) قوله : «يا مالك» سقط من المطبوعة.

(٦) بالأصل : النفوس ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».

(٧) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المطبوعة : سالما.

(٨) بالأصل و «ز» : فدله ، والمثبت عن المطبوعة.

٢٤٤

فيقال : إنّ القيسية رهط عاتكة بنت الملاءة دسّوا إليه من قتله في السجن ، ويقال : مص خاتمه ، وكان تحت الفص شيء من السّمّ.

٩٣٧٨ ـ عاتكة بنت يزيد بن معاوية

ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية (١)

أم البنين الأموية ، وأمها أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز ، وهي زوج عبد الملك ابن مروان ، وأم يزيد بن عبد الملك ، وإليها تنسب (٢) أرض عاتكة خارج باب الجابية ، وكان لها بها قصر ، وبه مات عبد الملك بن مروان.

روى عنها مهاجر والد عمرو بن مهاجر الأنصاري.

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال (٣) : في تسمية ولد يزيد بن معاوية : عبد الله بن يزيد الذي يقال له الإسوار ، وعاتكة ، ولدت مروان ويزيد ابني عبد الملك.

حدّثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي (٤) ، عن عبد الله بن أبي عبيدة بن محمّد بن عمار بن ياسر قال (٥) :

لما أراد عبد الملك الخروج إلى مصعب بن الزبير ناشت (٦) به امرأته عاتكة بنت يزيد ، وبكت فبكى جواريها [معها](٧) ، فجلس ثم قال : قاتل الله ابن أبي جمعة (٨) حين يقول :

إذا ما أراد الغزو لم يثن همّه (٩)

حصان عليها نظم درّ يزينها

__________________

(١) أخبارها في أنساب الأشراف ٥ / ٣٧٧ (طبعة دار الفكر) ونسب قريش ص ١٢٩ والمحبر (الفهارس) والأغاني ١٢ / ١٨ وتاريخ خليفة (الفهارس).

(٢) بالأصل و «ز» : ينسب.

(٣) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٢٩.

(٤) بالأصل : «الموملي» والمثب عن «ز».

(٥) الخبر في الأغاني ٨ / ٣٥ والأخبار الموفقيات ص ٤٣٩ ـ ٤٤٠ وأنساب الأشراف ٧ / ٩٠ والكامل لابن الأثير ٤ / ٣٢٤.

(٦) أي تعلقت به.

(٧) زيادة عن «ز».

(٨) يعني كثير عزة ، والبيتان في ديوانه ص ٢٣١ ط بيروت.

(٩) في الديوان : عزمه.

٢٤٥

نهته فلمّا لم تر النهي عاقه

بكت فبكى ممّا عراها (١) قطينها

ثم مضى. وأمهما (٢) أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا أبو محمد الكتاني، أنا أبو القاسم البجلي ، أنا أبو عبد الله الكندي ، نا أبو زرعة قال فيمن حدّث بالشام من النساء : عاتكة بنت يزيد بن معاوية. روى عنها مهاجر الأنصاري.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قراءة ، عن أبي الحسين بن الآبنوسي ، نا [أبو](٣) القاسم بن عتاب (٤) ، أنا ابن جوصا ، إجازة.

ح (٥) وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله الخطيب ، أنا علي بن الحسن ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنا ابن جوصا ، قراءة ، قال : سمعت محمود يقول في الطبقة الثالثة : عاتكة بنت يزيد بن معاوية ، زاد الكلابي : دمشقية.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، وحدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر بن بركات عنه ، أنا مشرف بن علي بن التمار ، إجازة ، أنا أبو خازم (٦) بن الفراء ، أخبرني أبو عمر محمّد بن العباس بن حيوية ، فيما أجازه لي ، نا أحمد بن كامل ، نا عبد الله بن محمّد اليزيدي ، حدّثني محمّد بن حبيب (٧) ، قال :

كانت عاتكة بنت يزيد بن معاوية تضع خمارها بين يدي اثني عشر خليفة كلهم لها محرم ، أبوها يزيد بن معاوية ، وأخوها معاوية بن يزيد ، وجدها معاوية بن أبي سفيان ، وزوجها عبد الملك بن مروان ، وأبو زوجها مروان بن الحكم ، وابنها يزيد بن عبد الملك ، وبنو زوجها الوليد وسليمان وهشام وابن ابنها الوليد بن يزيد ، وابن ابن (٨) زوجها يزيد بن الوليد بن عبد الملك ، وإبراهيم بن الوليد المخلوع ، وهو ابن ابن زوجها أيضا.

__________________

(١) في الديوان : شجاها.

(٢) بالأصل : وأمها ، والمثبت عن «ز».

(٣) سقطت من الأصل وأضيفت عن «ز».

(٤) في «ز» : عباب ، تحريف.

(٥) سقط حرف التحويل من الأصل وزيد عن «ز».

(٦) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : حازم.

(٧) الخبر في المحبر لأبي جعفر محمد بن حبيب ص ٤٠٤.

(٨) بالأصل و «ز» : «وابني أبي» خطأ. والذي عند محمد بن حبيب : وابنا ابن زوجها يزيد وإبراهيم ابنا الوليد بن عبد الملك.

٢٤٦

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، بقراءتي ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا وزيرة (١) ، نا محمّد بن عبيد الله العتبي ، حدّثني أبي قال :

قال عبد الملك بن مروان لعاتكة بنت يزيد : لو أشهدت بمالك لولدك قالت : ادخل علي عدة من ثقات مواليّ حتى أشهدهم ، فوجه إليها بعدة منهم ، ووجّه معهم روح بن زنباع فأبلغها روح الرسالة ، فقالت : يا روح بنيّ في غنى من مالي بأبيهم وموضعهم من الخلافة ، ولكن أشهدكم أني قد أوقفت جميع مالي على آل أبي سفيان ، فهم إلى ذلك أحوج لتغيّر حالهم ، فخرج روح وقد تغيّر لونه ، فقال له عبد الملك : ما لك؟ قال : وجهتني إلى معاوية جالس في أثوابه ، وأخبره الخبر.

قال : ونا وريزة (٢) ، نا عمر بن شبة ، نا محمّد بن سلّام ، عن ابن جندب قال (٣) : استأذنت ابنة يزيد بن معاوية عبد الملك بن مروان في الحج فأذن لها ، وقال : ارفعي (٤) حوائجك ، واستظهري ، فإن عائشة بنت طلحة تحجّ ، وإن أقمت كان أحب إليّ ، فأبت ، فرفعت حوائجها ، وتهيّأت وجهّزها ، فلما كانت بين مكة والمدينة أقبل ركب في جماعة ، فضعضعها (٥) وفرّق جماعتها ، فقالوا : عائشة بنت طلحة ، فإذا ذلك مع جارية من جواريها ، ثم جاء ركب في موكب مثله ، فقال : ماشطتها ، ثم جاء موكب أعظم من ذلك ، في ثلاثمائة راحلة ، فقالت عاتكة : ما عند الله خير وأبقى.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد أحمد بن الحسن ، أنا محمّد بن عبد الله بن حمدون (٦) ، أنا أبو حامد بن الشّرقي (٧) ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا عثمان بن أبي شيبة ، نا الفضل بن دكين ، نا إسحاق بن سعيد بن عمرو القرشي ، عن الزهري قال :

دعاني عبد الملك في قرّاء من قرّاء أهل دمشق ، قال : فدخلنا عليه ، وإذا امرأته عاتكة بنت يزيد بن معاوية جالسة ، وابن لها صغير مريض ، قال : فأخذنا ندعو ، وأخذ هو يدعو ،

__________________

(١) بالأصل : «ورره» وفي «ز» : «ور؟؟؟ ره» والمثبت عن سند مماثل.

(٢) بالأصل و «ز» هنا : وزرة.

(٣) الخبر باختلاف الرواية في الأغاني ١١ / ١٨٨ ـ ١٨٩. في أخبار عائشة بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان.

(٤) بالأصل : ادفعي ، والمثبت عن «ز» ، والأغاني.

(٥) في الأغاني : فضغطها.

(٦) من قوله : طاهر .. إلى هنا مكرر بالأصل.

(٧) بالأصل : الشرفي ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».

٢٤٧

فقال : بحق مكاني الذي وضعتني قال : فلم يبرح حتى مات ، قال : وكان هو أشدّ جزعا من أم الصبي ، فلما مات صبر ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين إن كنت أشدّ جزعا منها ، وهي الساعة أشدّ جزعا منك ، فقال : إنّا نجزع من الأمر ما لم يقع ، فإذا وقع صبرنا.

بلغني أن عاتكة بنت يزيد بقيت حتى أدركت قتل ابن ابنها الوليد بن يزيد بن عبد الملك.

٩٣٧٩ ـ عائشة بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب

ابن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي أم عمران التيمية (١)

وأمّها أم كلثوم بنت أبي بكر الصدّيق

روت عن خالتها أم المؤمنين عائشة.

روى عنها ابنها طلحة بن عبد الله بن عبد الرّحمن ، وابن أخيها طلحة (٢) ، وحبيب بن أبي عمرة ، وعبيد الله بن يسار ، ومعاوية بن إسحاق بن طلحة ، وفضيل بن عمرو الفقيمي.

وقال أبو زرعة الدمشقي : عائشة بنت طلحة امرأة جليلة تحدّث عن عائشة ، وتحدّث الناس عنها بقدرها وأدبها ، ووفدت على عبد الملك بن مروان ، وعلى هشام بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٣) ، نا سفيان ، حدّثني طلحة بن يحيى ، عن عائشة [بنت سعد ، عن عائشة](٤) قالت : قلت : يا رسول الله إنّ صبيا من الأنصار لم يبلغ السن عصفور من عصافير الجنّة؟ قال : «أوغير ذلك؟ يا عائشة ، خلق الله الجنّة وخلق لها أهلا ، وخلق النار وخلق لها أهلا ، وهم في أصلاب آبائهم» [١٣٧٥٥].

أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد ، وأم البهاء فاطمة بنت محمّد بن أحمد ، قالا : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن الربيع بن سليمان الجيزي (٥) ،

__________________

(١) انظر أخبارها في الأغاني ١١ / ١٧٦ ونسب قريش للمصعب ص ٢٧٨ و ٣١٤ وطبقات ابن سعد ٨ / ٤٦٧ وتهذيب الكمال ٢٢ / ٣٧٩ وتهذيب التهذيب وتقريبه (١٠ / ٤٩٠ ت ٨٩٣٣) ط دار الفكر وسير أعلام النبلاء (٥ / ٣٢٠ ت ٥١٤) ط دار الفكر والبداية والنهاية ٩ / ٣٠٢ وشذرات الذهب ١ / ١٢٢ والعقد الفريد ٧ / ١٢٠.

(٢) طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله.

(٣) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٩ / ٢٨٨ رقم ٢٤١٨٧ طبعة دار الفكر.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن «ز» ، والمسند.

(٥) تحرفت بالأصل و «ز» والمطبوعة إلى : الحيري ، والصواب ما أثبت ، راجع ترجمة الربيع بن سليمان في تهذيب الكمال ٦ / ١٤٠ وله ذكر في سير الأعلام ١٥ / ٢٧٤.

٢٤٨

نا هارون بن سعيد الأيلي ، نا سفيان ، عن طلحة بن يحيى بن طلحة ، عن عمته عائشة بنت طلحة ، عن عائشة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالت :

جاءت الأنصار بصبيّ لهم إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت ـ أو قيل : ـ هنيئا له يا رسول الله ، لم يعمل سوءا قط ، ولم يدركه عصفور من عصافير الجنّة ، قال : «أوغير ذلك؟ إن الله خلق الجنّة وخلق لها أهلا ، وهم في أصلاب آبائهم ، وخلق النار ، وخلق لها أهلا وهم في أصلاب آبائهم» [١٣٧٥٦].

ذكر أبو عثمان الجاحظ في كتاب «البغال» أن عائشة بنت طلحة لما وفدت على عبد الملك ، وأرادت الحجّ حملها وأحشامها على ستين بغلا من بغال الملوك ، فقال عروة بن الزبير (١) :

يا عيش (٢) يا ذات البغال السّتّين

أكلّ عام هكذا تحجين

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير قال في تسمية ولد طلحة قال (٣) : وزكريا بن طلحة ، وعائشة بنت طلحة ، وأمّهم (٤) أم كلثوم بنت أبي بكر الصدّيق ، وأخوتهم لأمّهم : عثمان ، وإبراهيم ، وموسى بنو عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ، وحمل الحديث عن عائشة بنت طلحة وعن أمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصدّيق.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمّد الجوهري.

وحدّثنا عمي رحمه‌الله ، أنا أبو طالب عبد القادر بن محمّد ، أنا أبو محمّد ، قراءة.

أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا أبو علي بن الفهم ، نا ابن سعد قال (٥) : عائشة بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ، وأمّها أم كلثوم بنت أبي بكر الصدّيق ، تزوجها عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق ، ثم خلف عليها مصعب بن الزبير بن العوام ، فقتل عنها ، فخلف عليها عمر بن عبيد الله بن معمر بن

__________________

(١) البيت في الأغاني ١١ / ١٨٨.

(٢) في الأغاني : عائش يا ذات.

(٣) الخبر في نسب قريش للمصعب ص ٢٨٣.

(٤) في نسب قريش : وأمهما.

(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٨ / ٤٦٧.

٢٤٩

عثمان التيمي ، وقد روت عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا محمّد بن طاهر ، أنا مسعود بن ناصر ، أنا عبد الملك بن الحسن ، أنا أبو نصر البخاري قال :

عائشة بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر التيمية القرشية ، سمعت عائشة أم المؤمنين ، روى عنها حبيب ابن أبي عمرة ، ومعاوية بن إسحاق ، في أول الحج ، يعني وأول الجهاد ووسطه.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين (١) بن الطيوري ، أنا الحسين بن جعفر ، ومحمّد بن الحسن ، وأحمد بن محمّد العتيقي.

وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين (٢) بن جعفر.

قالوا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد ، أنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي قال : عائشة بنت طلحة بن عبيد الله مدنية ، تابعية ، ثقة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو منصور بن عبد العزيز ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عمر بن الحسن الأشناني.

وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن الحمامي ، أنا علي بن أحمد بن أبي قيس قالا : نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو زيد النميري ، عن شيخ وقال الأكفاني : نا عمر بن شبة ، نا شيخ من قريش ، قال [قال](٣) أبو هريرة : ما رأيت أحدا أجمل من عائشة بنت طلحة إلّا معاوية على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا أبو الحسن بن العلّاف ، وأخبرني أبو المعمر عنه.

وأنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو الحسن بن العلاف.

قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو العباس الكندي ، نا أبو بكر الخرائطي ، نا عمر [بن](٤) شبة ، نا خلّاد بن كثير بن قتيبة بن مسلم ، حدّثني علي بن محمّد بن عبيد الله بن

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى الحسن ، والمثبت عن «ز».

(٢) تحرفت بالأصل إلى : الحصين ، والمثبت عن «ز».

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) سقطت من الأصل وأضيف عن «ز».

٢٥٠

سيف قال (١) : قال أنس بن مالك لعائشة بنت طلحة : والله ما رأيت أحسن منك إلّا معاوية على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : والله لأنا أحسن من النار في عين المقرور في الليلة القارّة (٢).

قال : ونا عمر بن شبة ، نا حجاج بن نصير ، نا قرّة ، عن عبد الله بن محمّد ، عن أنس ابن مالك ، و [هو](٣) عمّه (٤) قال :

دخلت علي عائشة بنت طلحة في حاجة ، فقلت : إن القوم يريدون أن يدخلوا إليك فينظروا إلى حسنك ، قالت : ألا قلت لي فألبس ثيابي! وكانت من أحسن الناس في زمنها.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي محمّد بن القاسم ، نا علي بن بكر قال : حدّثت عن يحيى بن معين قال : الثقات من النساء : عائشة بنت طلحة ثقة حجّة ، وذكر غير هذه.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، نا أحمد ، نا الزبير ، حدّثني إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن عمه إسحاق بن طلحة قال :

دخلت على أم المؤمنين وعندها عائشة بنت طلحة ، وهي تقول لأمّها أم كلثوم بنت أبي بكر : أنا خير منك ، وأبي خير من أبيك ، قال : فجعلت أمّها تسبّها (٥) وتقول : أنت خير مني؟ قال : فقالت عائشة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا أقضي بينكما؟ قالتا : بلى ، قالت : فإن أبا بكر دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له : «أنت يا أبا بكر عتيق الله من النار» ، فمن يومئذ سمي عتيقا ، قالت : ودخل طلحة بن عبيد الله (٦) عليه فقال : «أنت يا طلحة ممن قضى نحبه».

قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن (٧) ، عن أبي المعالي محمّد بن عبد السّلام ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد الصيدلاني ، أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا

__________________

(١) الخبر في الأغاني ١١ / ١٩٢ وفيها أن القائل لعائشة هو أبو هريرة وليس أنس بن مالك.

(٢) في الأغاني : القرة. وكلاهما بمعنى : باردة. يقال : ليلة قرة وقارة أي باردة.

(٣) زيادة للإيضاح عن «ز».

(٤) بالأصل : عنه ، والمثبت عن «ز».

(٥) كذا بالأصلين والمختصر.

(٦) تحرفت بالأصل إلى «عبد الله» والتصويب عن «ز».

(٧) تحرفت بالأصل إلى : «الحسين» ، والمثبت عن «ز».

٢٥١

الحوطي ، يعني عبد الوهّاب بن نجدة ، نا إسماعيل بن عياش ، حدّثتنا عائشة بنت عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق قالت : رأيت عائشة بنت طلحة لها سبحة تسبّح بها.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد ، نا أبو مصعب ، نا مالك (١) ، عن أبي النّضر (٢) مولى عمر ابن عبيد الله : أن عائشة بنت طلحة أخبرته أنّها كانت عند عائشة أم المؤمنين ، فدخل عليها زوجها هنالك ، [وهو عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق](٣) وهو صائم ، فقالت له عائشة : ما يمنعك أن تدنو من أهلك فتقبّلها وتلاعبها ، فقال : أقبّلها وأنا صائم ، فقالت : نعم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين [نا أبو الحسين](٤) بن المهتدي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، قالا : أنا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد ، نا داود بن عمرو ، نا منصور بن أبي الأسود ، عن العلاء بن المسيب ، عن عمرو بن مرة ، عن يوسف بن ماهك ، عن عائشة بنت طلحة ، قالت : سافرت إلى مكة في العمرة ، فلقيت عائشة أم المؤمنين فقالت لي : ما لي أراك شعثة سيئة الهيئة؟ قالت : قلت : أسقطت سقطا أو ولدت ولدا ، ولم أغتسل بعد ، قالت : اغتسلي واذهبي وتطيّبي ، فإنه قد حلّ لك كل شيء إلّا زوجك.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم العلوي ، وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن [إبراهيم بن](٥) سيبخت (٦) ، نا أبو بكر محمّد ابن يحيى الصولي ، حدّثني عون يعني ابن محمّد عن أبيه عن الهيثم ، عن ابن عياش (٧) :

أن عائشة بنت طلحة كانت عند عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر ، وكان أبا عذرتها (٨) ثم هلك فتزوجها مصعب بن الزبير ، فقتل عنها ، فتزوجها عمر بن عبيد الله بن

__________________

(١) رواه مالك بن أنس في الموطأ ص ١٩٨ رقم ٦٤٩.

(٢) بالأصل و «ز» : أبي النصر ، تصحيف. والتصويب عن الموطأ.

(٣) الزيادة للإيضاح عن الموطأ ، وهذه سقطت من الأصل و «ز».

(٤) الزيادة عن «ز».

(٥) سقطت اللفظتان من الأصل ، واستدركتا عن «ز».

(٦) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : سبخت.

(٧) الخبر في الأغاني ٢ / ٣٨٠ ـ ٣٨١ في أخبار الغريض.

(٨) يعني أنه أول من تزوجها ، والعذرة : البكارة.

٢٥٢

معمر حيث وجهه عبد الملك من الشام إلى أبي فديك ، وأمره أن ينتخب من أهل الكوفة ستة آلاف ، ومن أهل البصرة ستة آلاف فبنى بها بالحيرة.

قال ابن عياش : فحدّثني من شهد عرسه تلك الليلة أنه مهدت له فرش لم أر مثلها سبعة أذرع في عرض أربعة أذرع ، قال : فانصرف تلك الليلة عن سبع مرات ، قال : فلقيته مولاة له حين أصبح فقالت له : أبا حفص فديتك كملت في كل شيء حتى في هذا.

قال ابن عياش : فلما مات ناحت عليه قائمة ، ولم تنح على أحد منهم قائمة غيره ، وكانت العرب إذا ناحت المرأة على زوجها قائمة علموا أنها لا تزوّج بعده ، فقيل لها : يا عائشة ، والله ما صنعت هذا بأحد من أزواجك ، فقالت : إنه كان فيه خلال ثلاث (١) لم تكن في واحد منهم ، كان سيد بني تيم ، وكان أقرب القوم ، وأردت أن لا أتزوج بعده أبدا ، قال : فعلم أنّها كانت تؤثره على غيره.

أنبأنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك ، وأبو السرايا غنائم بن أحمد بن [الخضر بن](٢) أبي الوبر ، قالا : أنا رشأ بن نظيف ، أنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يوسف العلاف ، أنا أبو علي الحسين بن صفوان البردعي ، نا ابن أبي الدنيا ، نا أبو كريب ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، عن أبيه قال :

دخلت على عائشة بنت طلحة ، وكانت لا تحتجب من الرجال تجلس وتأذن كما يأذن الرجل ، فلقد رأتني دخلت عليها وهي منكبة (٣) ولو أنّ بعيرا أنيخ وراءها ما رئي.

قال ابن إسحاق : فتزوجها مصعب بن الزبير على مائة ألف دينار ، ثم تزوّجها ابن عمّ لها عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ، فأصدقها مائة ألف دينار.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا عمي أبو علي ، نا علي بن بكر ، أنا ابن (٤) الخليل ، أنا عمر بن عبيدة ، أنا هارون بن معروف ، نا ابن ربيعة ، عن السّدّي ، عن الشعبي.

__________________

(١) بالأصل : ثلاثة ، والمثبت عن «ز».

(٢) سقطت اللفظتان من الأصل واستدركتا عن «ز».

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المختصر : متكئة.

(٤) بالأصل : أبي ، والمثبت عن «ز».

٢٥٣

قال ابن عبيدة : ونا ابن معاوية ، عن الهيثم بن عدي ، عن مجالد ، عن الشعبي وقد اختلفا في اللفظ والمعنى واحد ، قال (١) :

قال لي مصعب يوما : إذا قمت فاتبعني ، فلما قام اتبعته حتى دخل الدار ، ثم مضى بي إلى باب حجرة فقال : مكانك يا شعبي ، فأقمت وألقيت لي وسادة ، فجلست عليها ، فلم ألبث أن فتح باب الحجرة ، فإذا قبالتي حجلة (٢) فيها مصعب وعائشة ، فقال لي مصعب : أتعرف هذه يا شعبي؟ قلت : نعم ، هذه سيدة نساء الناس ، هذه عائشة بنت طلحة ، قال : هذه ليلى (٣) :

وما زلت في ليلى لدن طرّ شاربي

إلى اليوم أبدي إحنة (٤) وأداجن (٥)

وأضمر في ليلى لقوم ضغينة

وتضمر (٦) في ليلى عليّ الضغائن

إذا شئت يا شعبي ، قال أبو بكر : وسمعت في غير هذا الحديث ، فقالت : تنصرف هكذا ، وقد رآني فأمرت له بحقّ (٧) حلي وثياب ، فانصرفت ومعي كارة قصار.

رجع إلى حديث ابن الخليل : فلما كان الغد دخلت المسجد ، فإذا مصعب على سريره ، فقال : ادن ، فدنوت منه ، فقال : كيف رأيت ذلك الإنسان ، قلت : أحسن الناس ، قال : ما أدخلناك إلّا لتخبر ، ـ وقال (٨) ابن ربيعة في حديثه : ما أدخلناك إلّا لمهانتك.

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش عنه ، أنا إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، نا عون ، يعني ابن محمّد ، نا أبي ، عن الهيثم ، وهو ابن عدي ، نا ابن عياش ، عن الشعبي قال :

ونا أبو يعقوب الثقفي [نا](٩) عبد الملك بن عمير ، عن الشعبي قال :

__________________

(١) الخبر في الأغاني ٢ / ٣٧٩.

(٢) الحجلة بيت كالقبة ، يزين بالثياب والأسرة والستور.

(٣) البيتان لكثير عزّة وهما في ديوانه ص ٢٢٤ (ط. بيروت).

(٤) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وفي الديوان : أخفي حبها.

(٥) بالأصل : «أواحن» ومثله في «ز» ، والمثبت عن الديوان ، وقوله : أداجن أداري وأحسن المداراة.

(٦) في الديوان : وأحمل ... وتحمل.

(٧) الحق بالضم هو علبة صغيرة منحوتة من الخشب أو العاج.

(٨) بالأصل و «ز» : وكان ، تحريف ، والمثبت عن المطبوعة.

(٩) سقطت من الأصل و «ز» ، واستدركت لتقويم السند.

٢٥٤

دخلت المسجد باكرا فإذا أنا بمصعب بن الزبير على سرير جالسا ، والناس عنده ، فجلست ، وذهبت لانصرف فقال : ادن ، فدنوت حتى وضعت يدي على مرافقه ، فقال : إذا قمت فاتبعني ، فجلست مليا ثم نهض فتوجه نحو دار موسى بن طلحة ، وتبعته فلمّا طعن (١) في الدار (٢) التفت إلي فقال : ادخل ، ومضى نحو حجرة وتبعته فالتفت إلي فقال : ادخل ، فدخلت فدخل صفّته (٣) ، فدخلت معه بازاء حجلة ، إنّها لأول حجلة رأيتها لأمير ، فقمت ، ودخل الحجلة ، فسمعت حركة ، فكرهت الجلوس ، ولم يأمرني بالانصراف ولا الجلوس ، فإذا جارية قد جاءت فقالت : يا شعبي يأمرك الأمير أن تجلس ، فجلست على وسادة ، ورفع سجف الحجلة ، فإذا أجمل الخلق ، فلم أر زوجا قط أجمل منهما ، مصعب وعائشة ، فقال : يا شعبي أتعرف هذه؟ قلت : نعم ، قال : ومن هي؟ قلت : سيدة نساء العالمين عائشة بنت طلحة ، قال : لا ، ولكن هذه ليلى ، ثم أنشأ يقول :

وما زلت في ليلي لدن طرّ شاربي

إلى اليوم أخفي إحنة وأداجن

وأحمل في ليلي لقوم ضغينة

وتحمل في ليلي عليّ الضغائن

إذا شئت يا شعبي ، قال : فقمت ، ثم رحنا إلى المسجد ، فإذا مصعب جالس على سريره ، فسلّمت ، فقال : ادن ، فدنوت [ثم قال : أدن ، فدنوت](٤) حتى وضعت يدي على مرافقه (٥) ، فأصغى إليّ ، فقال : هل رأيت مثل ذلك الإنسان قط؟ قلت : لا والله ، قال : أتدري لم أدخلناك؟ قلت : لا ، قال : لتحدث بما رأيت ، ثم التفت إلى عبد الله بن أبي فروة ، فقال : أعطه عشرة آلاف درهم وثلاثين ثوبا ، قال : فما انصرف أحد يومئذ بما انصرفت به ، عشرة آلاف درهم ، ومثل كارة القصّار ثيابا ، ونظر إلى عائشة.

أخبرنا أبو العزّ (٦) أحمد بن عبيد الله مناولة وإذنا ، وقرأ علي إسناده ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا القاضي ، نا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم العجلي البزار (٧) المعروف بالمراجلي ، بسرّ من رأى ، نا محمّد بن يونس الكديمي ، نا يحيى

__________________

(١) بالأصل : ظعن ، والمثبت عن الأغاني.

(٢) قوله : «فلما طعن في الدار» سقط من.

(٣) الصفة : الظلة ، والصفة شبه البهو الواسع راجع اللسان : صفف.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن «ز».

(٥) المرافق واحدتها مرفقة وهي المخدة.

(٦) تحرفت بالأصل إلى : «الحسن» ومثله في «ز» ، والصواب ما أثبت قياسا إلى أسانيد مماثلة.

(٧) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المطبوعة : البزاز.

٢٥٥

ابن عمر الليثي ، نا الهيثم بن عدي ، نا المجالد ، عن الشعبي ، قال (١) :

مرّ بي مصعب بن الزبير وأنا في المسجد ، فقال لي : يا شعبي ، قم ، فقمت ، فوضع يده في يدي وانطلق حتى دخل القصر ، فقصرت فقال : ادخل يا شعبي ، فدخل حجرة ، فقصّرت فقال : ادخل يا شعبي ، ثم دخل بيتا فقصرت ، فقال : ادخل ، فدخلت ، فإذا امرأة في حجلة ، فقال : أتدري من هذه؟ فقلت : نعم ، هذه سيدة نساء المسلمين ، عائشة بنت طلحة بن عبيد الله (٢) ، فقال : هذه (٣) ليلى ، وتمثل :

وما زلت في ليلى لدن طرّ شاربي

إلى اليوم أخفي حبها وأداجن

وأحمل في ليلى لقوم ضغينة

وتحمل في ليلى عليّ الضغائن

ثم قال لي : يا شعبي ، إنها اشتهت عليّ حديثك ، فحادثها ، فخرج وتركها قال : فجعلت أنشدها وتنشدني ، وأحدّثها وتحدّثني ، يعني حتى أنشدتها قول قيس بن ذريح (٤) :

ألا يا غراب البين قد طرت بالذي

أحاذر من لبنى ، فهل أنت واقع؟

تبكي على لبنى ، وأنت قتلتها؟

فقد هلكت لبنى فما أنت صانع؟

قال : فلقد رأيتها وفي يدها غراب تنتف ريشه ، وتضربه بقضيب وتقول له : يا مشئوم؟!

قرأت بخط رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم ، وأبو الوحش عنه ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمّد ، بمصر ، نا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرع ، نا أبو مسلم عبد الله ابن مسلم ، حدّثني أبي ، حدّثني مشايخ من مشايخ الحي ، قالوا (٥) :

وجّه مصعب بن الزبير إلى عزة المدينية مولاه بهز وكانت من أعقل النساء ، فأتته فقال لها : يا عزة قد اعتزمت على تزويج عائشة ، يعني ابنة طلحة ، وأنا أحبّ أن تصيري إليها متأملة لخلقها ، مؤدية لخبرها إليّ ، فقالت : يا جارية عليّ بمنقليّ (٦) ، فلبسته ، ثم صارت إلى منزل عائشة ، فلما دخلت عليها قالت عائشة : مرحبا بالحبيبة ، كيف نشطت لنا؟ قالت : جئت في

__________________

(١) الخبر في مصارع العشاق ٢ / ١٦٤ من طريق المعافى بن زكريا الجريري.

(٢) بالأصل : عبد الله ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، ومصارع العشاق.

(٣) بالأصل و «ز» : أهذه.

(٤) البيتان في الأغاني ٩ / ٢١٧ وأمالي القالي ٢ / ٣١٧ باختلاف الرواية.

(٥) بالأصل : قال ، والمثبت عن «ز».

(٦) المنقل : الخف (الأغاني ١١ / ١٧٨).

٢٥٦

حاجة ، قالت : إذا نقضي ، قالت : ارمي عنك جلبابك ، قالت : إذا أفعل ، ففعلت ، ثم قالت لها : أعوذك بالسميع العليم من الشيطان الرجيم ، الله جارك ، ثم رجعت إلى مصعب ، فقال : ما الخبر يا عزّة؟ قالت : رأيت وجها أحسن من العافية ، ولها عينان نجلاوان هما مسكن هاروت وماروت ، من تحت ذلك أنف أقنى ، وخدّان أسيلان ، وفم كفم الرمانة ، وعنق كإبريق فضة ، تحت ذلك صدر فيه حقّا عاج ، تحت ذلك بطن أقب ، ولها عجز كدعص الرمل ، وفخذان لفاوان ، وساقان ريّاوان ، غير أنّي رأيت في رجليها كبرا (١) ، وهي تغيب (٢) عنك في وقت الحاجة.

فلما تزوّجها مصعب ودخل بها ، دعت عائشة عزّة ونسوانا من قريش ، فلمّا أصبن من طعامها غنتهن ومصعب قائم في دهليز الدار (٣) :

وثغر أغرّ شتيت النبات

لذيذ المقبل والمبتسم

وما ذقته غير ظنّي (٤) به

وبالظنّ يحكم فينا الحكم

فقال مصعب وهو في الدهليز : بارك الله عليك يا عزّة ، لكنا والله قد ذقناه فوجدناه كما ذكرت.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلّاف ، وأخبرني أبو المعمر الأنصاري عنه ، وأخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلاف ، قالا : أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، نا محمّد بن جعفر ، نا علي بن داود ، نا أحمد بن مرزوق ، نا عبد الله بن أبي بكر الزبيري ، نا سليمان بن أيوب قال : كان مصعب بن الزبير وهو إذ ذاك على العراق كثيرا ما يولع بقصيدة (٥) جميل بن معمر العذري ، وبهذا البيت خاصة (٦) :

ما أنس لا أنس منها نظرة سلفت

بالحجر ، يوم جلتها أمّ منظور

__________________

(١) بالأصل و «ز» : «كبر».

(٢) بدون إعجام بالأصل و «ز».

(٣) البيتان في الأغاني ١١ / ١٨٣ ونسبهما إلى امرئ القيس ، وليسا في ديوانه ط بيروت. صادر.

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الأغاني : ظنّ به.

(٥) بالأصل : بقصة ، تحريف ، والمثبت عن «ز».

(٦) البيت في ديوان جميل ص ٧٠ (ط. بيروت ـ صادر) والأغاني ٨ / ١١٢.

٢٥٧

فذكر قصة إرساله إلى أم منظور ، وسؤاله عن ذلك ، وقد ذكرت ذلك في ترجمة بثينة (١) ، فقال مصعب : أفلا تجلين عائشة بنت طلحة عليّ كما جليتها؟ قالت (٢) : هيهات هي بين يديك في كلّ ساعة ، وفي كلّ وقت ، قال : فإنها من أشكر خلق الله خلقا فتصلحين بيني وبينها ، لقد بلغ من شكايتها أنّي بعثت إليها أترضّاها ، وبعثت إليها بأربعمائة ألف درهم فردّتها عليّ ، وشتمت الرسول ، قال : فدخلت عليها أم منظور ، ثم قالت : مثلك في شرفك (٣) وقدرك في نفسك ينسب إليك هذا الخلق ، وهذا الفعال (٤) الذي لا يشبهك ، تحوجين زوجك إلى هذا؟ قال : فسكتت عائشة فلم ترد عليها ، وخرجت أم منظور ، فقالت لمصعب : قد كلّمتها لك ، فسكتت ، ورضاها صمتها. قال : ودخل مصعب ، فلما رأته أمرت بالباب فأغلق في وجهه ، فكسر الباب ، ودخل ، فتنازعا فضربها ، وضربته فأصلحت بينهما أم منظور ، فقال مصعب لعائشة : هذه أربعمائة ألف درهم ، قد حضرت ، وإلى أيام يأتينا مثلها ، نأمر بدفعها إليك ، قال : فأمرت عائشة بدفع الأربع مائة المعجلة إلى أم منظور.

أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا أبي أبو البركات أحمد بن عبد الله بن طاوس ، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ببغداد ، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن ابن شاذان ، نا أبو بكر محمّد بن أبي الأزهر قال : وأخبرني ابن وادع (٥) الوراق قال : مرّ بي بلبل المجنون يوما ، فجلس إلي ، وأقبل ينظر في بعض الكتب التي كانت بين يديه (٦) ، فمرّت به أبيات فيها :

ونهتجر الأيام ثم يردّنا (٧)

إلى الوصل أنّا لم يكن بيننا ذحل (٨)

فقال لي : أتعرف من تمثّل بهذا البيت في بعض الأمر؟ قلت : لا ، قال : كانت عائشة بنت طلحة تحت مصعب بن الزبير ، فعتبت عليه بسبب بعض جواريه ، فهجرته فبلغ ذلك منه

__________________

(١) تقدمت ترجمتها في هذا الجزء.

(٢) بالأصل و «ز» : قال.

(٣) بالأصل : شريك ، والمثبت عن «ز».

(٤) كذا بالأصل ، و «ز» : الفعل.

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، والمطبوعة ، وفي المختصر لابن منظور : ابن وداع.

(٦) كذا بالأصل و، وفي المطبوعة : يدي.

(٧) بالأصل : «ردنا» وفي «ز» : «تردنا» والمثبت عن المختصر.

(٨) تحرفت في «ز» إلى : دخل.

٢٥٨

وانفتق عليه فتق بالبصرة ، فثار إليه ، فرتقه ورجع ، فقالت لها أم حبيبة امرأة أبي فروة : لو صرت إلى الأمير فأهديت إليه التهنية بظفره لسرّه ذلك. فقامت نحوه ، فلما رآها مصعب قال : مرحبا بالغضبان الغائب (١) ، ثم أنشأ يقول :

ونهتجر الأيام ثم يردنا (٢)

إلى الوصل أنّا لم يكن بيننا ذحل

فقالت : والله لو لا التهنية لطال الإعراض ، ثم أهوت إليه فعانقته ، فقال : معذرة من سهك الحديد فقال : أو ذنب ذاك؟ لهو أطيب من ريح المسك ، ثم قالت : أفلح الوجه ، وعلا العقب ، وليهنك الظفر ، يا جوار أرخين الستور وانصرفن ، فخلّوا لشأنهما. قال ابن وادع : فكتبت هذا ، ثم لم ألبث أن مرّ بنا غلام الطاهري ، فأقبل عليّ فقال :

بحقّ الهوى إن كنت ممن يحبه

بحبّ غلام الطاهري المقرطقا (٣)

فإن قلت لي : لا كنت كالشاة خبثة (٤)

وإن قلت : أيهما كنت عندي الموفقا

وقام يسرع الشعبي خلفه ، ثم نادى الشاه بن ميكال ، الشاه بن ميكال ، فأثبت البيتين ، ولم أعرف آخر خبره.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي ابن الدجاجي ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل ، نا أبو علي الحسين بن القاسم ابن جعفر ، نا أبو بكر أحمد بن زهير ، نا سليمان بن أبي شيخ ، أنا محمّد بن الحكم ، عن عوانة قال (٥) :

كتب أبان بن سعيد إلى أخيه يحيى بن سعيد يخطب عليه عائشة بنت طلحة ، ففعل ، فقالت ليحيى : ما أنزل أبان أيلة؟ قال : أراد رخص سعرها ، وأراد العزلة ، فقالت : اكتب إليه عني :

حللت محل الضب لا أنت ضائر

عدوّا ولا مستنفع بك نافع

وردته.

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المختصر : العاتب.

(٢) بالأصل : ردنا ، وفي «ز» : تردنا.

(٣) المقرطق : القرطق : ثوب معروف ، والقرطق : القباء وهو تعريب كرته.

(٤) كذا رسمها بالأصل ، وفي «ز» : «خببه» وفي المختصر : «خيبة» وفي المطبوعة : خسّة.

(٥) الخبر في الأغاني ١١ / ١٩٢.

٢٥٩

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أخبرني أبو بكر الخطيب ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن يحيى ثعلب ، نا الزّبير بن بكار قال : قال عمر بن أبي ربيعة في عائشة بنت طلحة (١) :

لقد عرضت لي بالمحصب من منى

مع الحج شمس سترت بثمان (٢)

فلما التقينا بالثنية سلمت

ونازعها (٣) البغل اللعين عناني

بدا لي منها معصم حيث جمرت

وكفّ لها مخضوبة ببنان (٤)

فو الله ما أدري وإني لحاسب

بسبع رميت الجمر أم بثمان

فقلت لها : عوجي فقد كان منزل

خصيب ، لكم ناء من الحدثان

فعجنا ، فعاجت ساعة فتكلمت

فظلّت لها العينان تبتدران

٩٣٨٠ ـ عائشة بنت عبد الملك بن مروان بن الحكم

وأمّها ولّادة أم الوليد وسليمان ، تزوجها خالد بن يزيد بن معاوية ، لها ذكر.

٩٣٨١ ـ عائشة بنت علي بن الخضر بن عبد الله

أم عبد الله السّلمية المعروف والدها بأبي الحسن بن المحل البزار (٥) المعدل ، ابنة خالتي الكبرى ، وأم أولادي.

أسمعتها الحديث من فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدّا (٦) العكبرية في دارنا ، وسمع منها أولادها في دارها.

أخبرنا (٧) أبواي رضي‌الله‌عنهما ، قالا : أخبرتنا فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدّا ، قالت (٨) : أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد بن

__________________

(١) الأبيات في ديوان عمر بن أبي ربيعة ص ٤٢٣ (ط. بيروت. صادر).

(٢) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الديوان : بيمان.

(٣) في الديوان : ونازعني.

(٤) في الديوان :

يوم جمرت

وكف خصيب زينت ببنان

(٥) كذا بالأصل ، وفي «ز» : البزاز.

(٦) بالأصل و «ز» : حدا.

(٧) الخبر من زيادات القاسم ابن المصنف.

(٨) من قوله : العكبرية ... إلى هنا سقط من «ز».

٢٦٠