تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

فماتت (١) سلمى بعد ما دخل بها الوليد بأربعين يوما فبكاها الوليد فقال (٢) :

ألمّا تعلما سلمى أقامت

مضمنة من الصحراء لحدا

لعمرك بالسفاء لقد أجنّوا

ثنا (٣) حسنا ومكرمة ومجدا

ووجها كان يعظم أن تراه (٤)

شعاع الشمس يكثر أن يفدّى

فلم أر ميتا أبكى لعين

وأكثر جازعا وأجلّ فقدا

وأجدر أن ترى ملكا لديه (٥)

يريك (٦) جلادة ويسرّ وجدا

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا سليمان ابن إسحاق ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد قال : فولد سعيد بن خالد : عبد الله ، وخالدا لأم ولد ، ومحمّدا لأم ولد ، وعبد الملك ، والوليد لأم ولد ، وأم عبد الملك تزوجها الوليد بن يزيد بن عبد الملك فولدت له سعيدا ، وأم سلمة بنت سعيد بن خالد تزوجها هشام بن عبد الملك فولدت له ، وأمّهم أم عمر (٧) بنت مروان بن الحكم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله ، نا يعقوب قال : وكان الوليد بن يزيد قال : يوم أتزوج (٨) سلمى بنت سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان فهي طالق.

حدّثني سلمة ، نا عبد الرزّاق ، عن معمر قال : كتب الوليد بن يزيد إلى أمراء الأمصار أن يكتبوا إليه بالطلاق قبل النكاح ، وكان قد ابتلي بذلك ، فكتب إلى عامله باليمن ، فدعا ابن طاوس وإسماعيل بن شروس (٩) وسماك بن الفضل ، فأخبرهم ابن طاوس عن أبيه ، وإسماعيل بن شروس عن عطاء بن أبي رباح ، وسماك عن وهب بن منبه أنّهم قالوا : لا طلاق قبل النكاح ،

__________________

(١) بالأصل : فقالت ، والمثبت عن «ز» ، وفيها : قال : فماتت.

(٢) الأبيات في الأغاني ٧ / ٣١ ـ ٣٢.

(٣) في الأغاني : بها حسبا.

(٤) الأغاني :

ووجها كان يقصر عن مداه

(٥) في الأغاني :

وأجدر أن تكون لديه ملكا

(٦) بالأصل : يريد ، والمثبت عن «ز» ، والأغاني.

(٧) بالأصل و «ز» : «أم عمرو» والصواب ما أثبت ، انظر ما لاحظناه قريبا بشأنها.

(٨) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المطبوعة : تزوج.

(٩) بالأصل و «ز» : «سروس» والصواب ما أثبت ، راجع ترجمته في ميزان الاعتدال ١ / ٢٣٤ وانظر المعرفة والتاريخ ٣ / ٣٠ و ٧٤.

٢٢١

ثم قال سماك من عنده : إنّما النكاح عقدة تعقد ، والطلاق يحلّها فكيف تحل عقدة قبل أن تعقد ، فأعجب الوليد من قوله ، وأخذ به ، وكتب إلى عامله على اليمن أن يستعمله على القضاء.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان ابن أحمد ، نا أحمد بن يحيى ثعلب ، نا الزبير بن بكار قال :

كانت سلمى ابنة سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان تحت الوليد بن يزيد بن عبد الملك فطلّقها ، ثم تزوج أختها ، فتتبعتها نفسه فقال فيها أشعار كثيرة من ذلك (١) :

خبروني أن سلمى

خرجت يوم المصلى

فإذا طير مليح

فوق غصن يتفلّى

قلت : من يعرف سلمى؟

قال : ها ، ثم تعلّى

قلت : هل أبصرت سلمى؟

قال : لا ، ثم تولّى

فنكا في القلب كلما

باطنا ثم تعلّى (٢)

قال الزبير : وقال الوليد (٣) :

ألا ليت الإله يجيء بسلمى

كذاك الله (٤) يفعل ما يشاء

فيخرجها فيطرحها بأرض

فيرقدها وقد سقط الرداء

ويأتي بي فيطرحني عليها

فيوقظها (٥) وقد قضي الشتاء

ويرسل ديمة سحا علينا

فتغسلنا ولا يبقى غثاء (٦)

قال الزبير : وقال الوليد بن يزيد (٧) :

__________________

(١) الأبيات في الأغاني ٧ / ٣٦.

(٢) روايته بالأصل و «ز» :

فبكت في القلب كلما

بالمنى ثم تحلى

كذا ، وأثبتنا رواية الأغاني.

(٣) الأبيات في العقد الفريد ٤ / ٤٢٠.

(٤) في العقد الفريد :

لعل الله يجمعني بسلمى

أليس الله

(٥) في العقد الفريد : فيوقظني.

(٦) روايته في العقد الفريد :

ويرسل ديمة من بعد هذا

فتغسلنا وليس بنا عناء

(٧) الأبيات في الأغاني ٧ / ٣٩.

٢٢٢

ويح سلمى لو تراني

لعناها ما عناني

متلفا في اللهو ما لي

عاشقا حور الغواني (١)

ولقد كنت زمانا

خالي الروع لثاني

قال الزبير : وقال الوليد بن يزيد (٢) :

شاع شعري بسليمى (٣) وظهر

ورواه كل بدو وحضر

وتهادته العذارى (٤) بينها

وتعنين به حتى انتشر

قلت قولا لسليمى معجبا

مثلما قال جميل وعمر

لو رأينا لسليمى أثرا

لسجدنا ألف ألف للأثر

واتخذناها إماما مرتضى

ولكانت حجنا والمعتمر

إنما بنت سعيد قمر

هل حرجنا إن سجدنا للقمر؟

وقال عبد الله بن سعيد القطربلي : وقال الوليد (٥) :

أنا في يمنى يديها

وهي في يسرى يديه

إن هذا لقضاء

غير عدل يا أخيه

ليت من لام محبّا

في الهوى لاقى البليه

فاستراح الناس منه

ميتة غير سويه

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو منصور ، أنا أبو العباس النهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا البخاري ، حدّثني الأويسي ، نا سليمان ، عن يحيى بن سعيد قال :

كتب الوليد بن يزيد حين استخلف إلى محمّد بن هشام أو إلى يوسف بن محمّد : أن ادع الفقهاء فسلهم ، قال يحيى : فأرسل إلى جميع فقهاء المدينة منهم عبد الرّحمن بن القاسم وربيعة بن أبي عبد الرّحمن وعبد الله بن يزيد بن هرمز ، وأبو بكر [بن](٦) محمّد بن عمرو بن حزم ، وأبو الزناد ، ومحمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، ومصعب بن محمّد بن شرحبيل

__________________

(١) في الأغاني : القيان.

(٢) الأبيات في العقد الفريد ٤ / ٤٢٠.

(٣) بالأصل : بسلمى ، والمثبت عن «ز».

(٤) في العقد الفريد ، الغواني.

(٥) الأبيات في العقد الفريد ٤ / ٤٢٠ ـ ٤٢١.

(٦) سقطت من الأصل ، وزيدت عن «ز».

٢٢٣

العبدري (١) ، ومحمّد بن المنكدر ، وعبيد الله بن عمر بن حفص ، وعمر بن حسين ، وسعد ابن إبراهيم ، وعباس بن عبد الله بن معبد ، وزيد بن أسلم ، وعثمان بن عروة ، وعبد الرّحمن ابن حرملة الأسلمي.

ويقال : استخلف الوليد سنة خمس وعشرين.

٩٣٦٣ ـ سودة بنت عمارة بن الأسك (٢) الهمدانية (٣) اليمانية (٤)

امرأة شاعرة ، وفدت على معاوية وجرت له معها محاورة.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن نصر بن محمّد بن خميس في كتابه ، أنا القاضي أبو نصر محمّد بن علي بن ودعان ، أنا عمي أبو الفتح أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن ودعان ، أنا أبو القاسم هارون بن أحمد بن محمّد بن روح البصري ، نا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن عبد الله بن منصور الصائغ ، نا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى ، نا محمّد ابن زكريا (٥) الغلابي وأنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن جلين الدوري ، أنا أبو جعفر محمّد بن حمزة بن أحمد بن جعفر بن سليمان الهاشمي ، نا العباس بن بكار الضبي.

وحدّثني أبو بكر محمّد بن علي بن رزق الله بن عبد الواحد الخلال ، نا أبو العباس أحمد بن موسى الجوهري ، نا العباس بن عبد الله بن عبد الرّحمن الحنفي ، نا العباس بن بكار.

ثم اتفقوا ، قالا : نا محمّد بن عبيد الله الخزاعي ، عن الشعبي قال :

استأذنت سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية على معاوية بن أبي سفيان فأذن لها فسلمت فردّ عليها‌السلام ثم قال : هيه يا بنت الأسك ألست القائلة لأخيك يوم صفّين :

شمر كفعل أبيك (٦) يا بن عماره

يوم الطعان وملتقى الأقران

وانصر عليا والحسين ورهطه (٧)

واقصد لهند وابنها بهوان

__________________

(١) بالأصل و «ز» : العدوي ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ١٣٠.

(٢) في الفتوح لابن الأعثم : «لاسك» وفي العقد الفريد : «الأشتر».

(٣) ابن الأعثم : الهمدانية.

(٤) خبر وفودها في فتوح ابن الأعثم ٣ / ٥٨ وما بعدها ، والعقد الفريد ١ / ٣٣٤ وما بعدها.

(٥) من هنا إلى قوله : الدوري ليس في الأصل والسند مضطرب فيها ، صوبنا السند عن «ز».

(٦) في فتوح ابن الأعثم : شمر لقتل أخيك.

(٧) عن ابن الأعثم : وصنوه.

٢٢٤

إن الإمام أخا (١) النبي محمّد

علم الهدى ، ومنارة الإيمان

فقه الحمام ، وسر أمام لوائه

قدما بأبيض صارم وسنان

قالت : يا أمير المؤمنين ما مثلي رغب عن الحق ، ولا اعتذر إليك بالكذب.

قال : فما حملك على ذلك؟ قالت : حب علي واتباع الحق ، قال : والله ما أرى عليك من علي أثرا ، قالت : أنشدك الله يا أمير المؤمنين ، وإعادة ما مضى ، وتذكار ما نسي قال : هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى ، ولا لقيت من أحد (٢) ما لقيت من قومك ، قالت : صدق قولك ، لم يكن والله أخي ذميم المقام ، ولا خفي المكان ، كان والله كقول الخنساء (٣) :

وإن صخرا ليأتم الهداة به

كأنه علم في رأسه نار

وبالله أسأل أمير المؤمنين إعفائي مما استعفيت منه ، قال : قد فعلت فما حاجتك؟ قالت : يا أمير المؤمنين إنك أصبحت للناس سيدا ولأمورهم متقلدا ، والله سائلك عن أمرنا وعما افترض عليك من حقنا ، ولا يزال يقدم علينا من ينوء بعزك ، ويبطش بسلطانك ، فيحصدنا حصاد السنبل ، ويدوسنا (٤) دياس البقر ، يسومنا الخسيسة ، ويسألنا الجليل ، هذا ابن أبي أرطأة قدم بلادي فقتل رجالي وأخذ مالي. يقول : فوهى بما استعصم الله منه ، والجأ إليه فيه ، ولو لا الطاعة لكان فينا عزّ ومنعة ، فإما عزلته فعرفناك ، ويروى فشكرناك (٥) ، فقال معاوية : أتهدديني (٦) بقومك؟ لقد هممت أن أردك إليه على قتب أشرس ـ وهو المائل المعرج ـ وأحملك إليه فينفذ فيك حكمه ، فأطرقت ثم بكت ورفعت رأسا تقول :

صلى الإله على روح تضمنها

قبر فأصبح فيه العدل مدفونا

قد حالف الحق لا يبغي به بدلا (٧)

فصار بالحق والإيمان مقرونا

قال : من ذلك؟ قالت : علي بن أبي طالب ، قال : وما علمك بذلك؟ قالت : أتيته في رجل ولاه على صدقاتنا ، لم يكن بيننا وبينه إلّا كما بين الغثّ إلى السمين ، فوجدته قائما

__________________

(١) في ابن الأعثم : أخو.

(٢) بالأصل : «أحدا» والمثبت عن «ز».

(٣) ديوان الخنساء.

(٤) في ابن الأعثم : ويدرسنا درس الحرمل ، ويسومنا الخسف ويذيقنا الحتف.

(٥) في ابن الأعثم : فإما إن عزلته عنا فكشرناك ، وإما لا فكفرناك.

(٦) بالأصل : «أتهددني» وفي «ز» : «أتهدديني» وفي العقد الفريد وابن الأعثم : إياي تهددين.

(٧) في العقد الفريد : ثمنا.

٢٢٥

يصلي ، فلمّا نظر إليّ انفتل من مصلاه ، ثم قال لي برقّة وتعطف : ألك حاجة؟ فأخبرته الخبر ، فبكا ثم قال : اللهم أنت الشاهد عليّ وعليهم ، أي لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك (١) ثم أخرج من جيبه قطعة جلد كهيئة طرف الجراب ، فكتب فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم ، قد جاءتكم بيّنة من ربكم ، فأوفوا الكيل (وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ ، وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ)(٢) إذا قرأت كتابي هذا فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتى يأتي من يقبضه منك ، والسلام.

فأخذته منه والله ما ختمه بطين ولا خزمه بخزام ، فعزلته به فقال معاوية : اكتبوا لها بإنصافها والعدل عليها ، فقالت : ألي خاص أم لقومي عام (٣)؟ قال : ما أنت وغيرك؟ قالت : هي إذا والله الفحشاء واللؤم ، فإن كان عدلا شاملا ، وإلّا أنا كسائر قومي ، فقال معاوية : هيهات هيهات. [لقد] لمظكم (٤) ابن أبي طالب الجرأة على السلطان ، فبطيئا ما تفطمون بغيره ، اكتبوا لها بحاجتها.

٩٣٦٤ ـ سلافة مرجّلة عبد الملك بن مروان

أنبأنا أبو بكر الحاسب ، عن أبي محمّد الحسن بن علي ، عن محمّد بن العباس ، أنا أبو أيوب الجلاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، أنا الواقدي ، حدّثني أفلح هو ابن حميد ، قال : سمعت القاسم يقول : لما حجّ سليمان [بن عبد الملك](٥) فكان بمنى بعد عرفة ، أرسل إليّ وإلى سالم وعبد الله بن عبيد الله بن عمر ، وخارجة بن زيد ، وأبي بكر ابن حزم ، فسألنا عن الطيب ، فأمره خارجة وأبو بكر بالطيب ، فقال له سالم وعبد الله [إن عبد الله](٦) بن عمر كان رجلا جادا مجدا ، فكان لا يقرب النساء حتى يطوف بالبيت ، قال القاسم : ثم سألني فقلت : حدثتني عائشة أنّها طيّبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لإحرامه ولحلّه قبل أن

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : «حفظ» والمثبت عن «ز» ، والعقد الفريد وابن الأعثم.

(٢) سورة هود ، الآيتان ٨٤ و ٨٥.

(٣) كذا بالأصل و «ز» ، وفي العقد الفريد وابن الأعثم : ألي خاصة أم لقومي عامة.

(٤) بالأصل : لظلم ، والمثبت عن «ز». والعقد الفريد.

(٥) سقطت من الأصل و «ز» ، واستدرك عن المطبوعة.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» للإيضاح.

٢٢٦

يفيض ، قال القاسم : فكنت أرى أنّه لا يريد بعد هذا شيئا ، فقال : ادعوا لي سلافة ، [فجاءت سلافة](١) فسألها ما كان أمير المؤمنين يصنع في هذا اليوم في هذا الموضع؟ فقالت (٢) : طيبت أمير المؤمنين هاهنا بيدي قبل أن يزور ، فكان يقول سليمان فما يطلب بعد خبر سلافة؟ قال القاسم : فعجبت أني أخبره عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويسأل سلافة.

قال : روى الزبيري (٣) هذه القصة وسمى المرجلة حسينة (٤) ، وروى عن معمر عن الزهري فسماها فيه حسنة (٥).

٩٣٦٥ ـ سلافة الحجازية جارية آل المعمر التيميين

لها ذكر.

قرأت في كتاب الفرج علي بن الحسين ، أخبرني محمّد بن عمران الصيرفي ، أنا الحسن ابن عليك (٦) العنزي (٧) ، حدّثني محمّد بن معاوية قال :

سمع عبد الملك بن مروان ليلة غناء في أقصى قصره ، وقد مضى شطر الليل ، فاتبع الصوت وطلبه حتى أفضى إليه ، فإذا هو عند ابنه يزيد ، فسمع ، فإذا هي جارية لأثيلة بنت المغيرة ، يقال لها : سلافة تغنيه من شعر الأقيشر الأسدي يمدح زكريا بن طلحة (٨) :

وقضى (٩) الله بالسلام وحيّا

زكريا بن طلحة الفيّاض

معدن الضيف إن أناخوا إليه

بعد أين الطلائح (١٠) الأنقاض

ساهمات العيون خوصا رذايا

قد براها الكلال بعد إباض

زاده خالد ابن عم أبيه

منصبا في الغلا ذا انتهاض

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز».

(٢) بالأصل : فقال ، والمثبت عن «ز».

(٣) في «ز» : الزهري.

(٤) رسمها في «ز» : حسسه فوقها ضبة.

(٥) رسمها في «ز» : «حنننه» وفوقها ضبة.

(٦) بالأصل : «عليك» وغير واضحة في «ز» لسوء التصوير ، والمثبت عن المطبوعة.

(٧) بالأصل : العنبري ، وفي الأغاني : الحسن بن علي عن العنزي.

(٨) الأبيات في الأغاني ١١ / ٢٥٥ في أخبار الأقيشر الأسدي.

(٩) في الأغاني : قرب.

(١٠) بالأصل و «ز» : الطلاح ، والمثبت عن الأغاني.

٢٢٧

فرع تيم من تيم مرة حقّا

قد قضى ذاك لابن طلحة قاض

فدخل عبد الملك عليهم فلما رأوه ، وثبوا فقال : على رسلكم ، ثم قال للجارية : أعيدي غناءك ، فأعادته ، فقال : ويحك من زكريا هذا؟ فأخبرته قال : ومن قائله؟ قالت : الأقيشر ، قال : هذا والله المدح على غير طمع ولا خوف ، أشعر الناس الأقيشر. ثم أمر بأن يكتب إلى صاحب العراق له بصلة ، وإلى صاحب الحجاز لزكريا بصلة تعينه على مروءته (١).

قال أبو الفرج : سلافة جارية أثيلة بنت المغيرة بن عبد الله بن معمر ، حجازية صفراء مولده ، نشأت بالحجاز وأخذت عن ابن سريج ، وابن محرز.

٩٣٦٦ ـ سلّامة

جارية شاعرة ، كانت ليزيد بن معاوية ، وكان نسب (٢) بها الأحوص ، وهي من مولّدات المدينة ، ويقال إن اسم صاحبة هذه القصة حسن.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد الأصبهاني قال (٣) : نسخت (٤) من كتاب أحمد بن سعيد الدمشقي ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني أبو محمّد الجزري قال :

كانت بالمدينة جارية مغنية يقال لها سلّامة من أحسن النساء وجها ، وأتمهن عقلا ، وأحسنهن عقلا (٥) ، قد قرأت القرآن وروت الشعر وقالته ، وكان عبد الرّحمن [بن حسان](٦) والأحوص يجلسان إليها فيرويانها الشعر ويناشدانها إياه. فعلقت الأحوص وصدّت عن عبد الرّحمن [فقال لها عبد الرّحمن](٧) يعرّض لها بما ظنه من ذلك :

أرى الإقبال منك على جليسي (٨)

وما لي في حديثكما (٩) نصيب

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المطبوعة : صروفه.

(٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» : «تشبب» وكلاهما بمعنى ، نسب بالنساء : شبب بهن وتغزل.

(٣) الخبر بطوله في الأغاني ٩ / ١٣٣ وما بعدها وقال أبو الفرج : وهو موضوع لا أشك فيه لأن شعره المنسوب إلى الأحوص شعر ساقط سخيف لا يشبه نمط الأحوص ، والتوليد بيّن فيه يشهد على أنه محدث.

(٤) بالأصل : فسحت ، خطأ ، والمثبت عن «ز» ، والأغاني.

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الأغاني : حديثا.

(٦) زيادة للإيضاح عن «ز» ، والأغاني.

(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن «ز».

(٨) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الأغاني : خليلي.

(٩) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الأغاني : حديثكم.

٢٢٨

فأجابته :

لأن الله علقه فؤادي

فحاز الحب دونكم الحبيب

فقال الأحوص :

خليلي لا تلمها في هواها

ألذ العيش ما تهوى القلوب

قال : فأضرب عنها ابن حسان وخرج ممتدحا ليزيد بن معاوية ، فأكرمه وأعطاه ، فلمّا أراد الانصراف قال له : يا أمير المؤمنين عندي نصيحة قال : وما هي؟ قال : جارية خلّفتها بالمدينة لامرأة من قريش من أجمل الناس وأكملهم ولا تصلح إلّا أن تكون لأمير المؤمنين وفي سمّاره ، فأرسل إليها يزيد ، فاشتريت له وحملت إليه فوقعت منه موقعا عظيما وفضّلها على جميع من عنده ، وقدم عبد الرّحمن المدينة فمرّ بالأحوص وهو قاعد على باب داره وهو مهموم ، فأراد أن يزيده على ما به فقال :

يا مبتلى بالحب مفدوحا

لاقى من الحب تباريحا

أفحمه (١) الحب فما ينثني

إلّا بكأس الحب (٢) مصبوحا

وصار ما يعجبه مغلقا

عنه وما يكره مفتوحا

قد حازها من أصبحت عنده

ينال منها الشم والريحا

خليفة الله ، فسل الهوى

وعز قلبا منك مجروحا

فأمسك الأحوص عن جوابه ، ثم إن شابين من بني أمية أرادا (٣) الوفادة إلى يزيد فأتاهما الأحوص فسألهما أن يحملا له كتابا ، ففعلا ، وكتب إليهما معهما :

سلام ذكرك ملصق بلساني

وعلى هواك تعودني أحزاني

ما لي رأيتك في المنام مطيعة

وإذا انتبهت لججت في العصيان

أبدا محبك ممسك بفؤاده

يخشى اللجاجة منك في الهجران

إن كنت عاتبة فإني معتب

بعد الإساءة فاقبلي إحساني

لا تقتلي رجلا يراك (٤) لما به

مثل الشراب لغلة الظمآن

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الأغاني : ألجمه.

(٢) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الأغاني : الشوق.

(٣) بالأصل «ز» : أراد ، والمثبت عن الأغاني.

(٤) بالأصل و «ز» : رآك ، والمثبت عن الأغاني.

٢٢٩

ولقد أقول لقاطنين من أهلها (١)

كانا على خلقي من الاخوان

يا صاحبي على فؤادي جمرة

وبرى الهوى جسمي كما تريان

أمرقّيان إلى سلامة أنتما

ما قد لقيت بها وتحتسبان

لا أستطيع الصبر عنها إنها

من مهجتي نزلت أجل مكان (٢)

قال : ثم غلبه الجزع فخرج إلى يزيد ممتدحا له فلما قدم عليه قرّبه وأكرمه ، وبلغ لديه كل مبلغ ، فدست إليه سلافة خادما ، وأعطته مالا على أن يدخله إليها ، فأخبر الخادم يزيد بذلك ، فقال : امض لرسالتها ، ففعل ما أمره وأدخل الأحوص ، وجلس يزيد بحيث يراهما ، فلما أبصرت الجارية بالأحوص بكت إليه وبكى إليها ، وأمرت فألقي له كرسي فقعد عليه ، وجعل كل واحد منهما يشكو إلى صاحبه شدة الشوق ؛ فلم يزالا يتحدثان إلى السحر ، ويزيد يسمع كلامهما من غير أن يكون بينهما ريبة ، حتى هم بالخروج قال :

أمسى فؤادي في همّ وبلبال

من حب من لم أزل منه على بال

فقالت :

صحا المحبون بعد النأي إذ يئسوا

وقد يئست وما أصحو على حال

فقال :

من كان يسلو بيأس عن أخي ثقة

فعنك سلام (٣) ما أمسيت بالسالي

فقالت :

والله والله لا أنساك يا شجني (٤)

حتى تفارق مني الروح أوصالي

فقال :

والله ما خاب من أمسى وأنت له

يا قرة العين في أهل ولا (٥) مال

ثم ودّعها وخرج ، فأخذه يزيد ودعا بها فقال : أخبراني عما كان في ليلتكما وأصدقاني ، فأخبراه وأنشداه ما قالا ، فلم يخرما حرفا ولا غيّرا شيئا مما سمعه. فقال له يزيد أتحبها يا أحوص؟ قال : أي والله يا أمير المؤمنين :

__________________

(١) الأغاني : أهلنا.

(٢) كذا بالأصل و «ز» ، وفي الأغاني : بكل مكان.

(٣) في الأغاني : فعن سلامة.

(٤) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، وفي الأغاني : سكني.

(٥) في الأغاني : وفي مال.

٢٣٠

حبا شديدا ، تليدا غير مطرف

بين الجوانح مثل النار تضطرم

فقال لها : أتحبيه؟ قالت : نعم يا أمير المؤمنين :

حبّا شديدا جرى كالروح في جسدي

فهل يفرّق بين الروح والجسد

فقال لهما يزيد : إنكما لتصفان حبا شديدا ، خذها يا أحوص ، فهي لك ، ووصله صلة سنية ، فانصرف بها وبالجائزة إلى الحجاز ، وهو من أقرّ الناس عينا.

٩٣٦٧ ـ سلامة أمّ المنصور

حكت مناما رأته ، وكانت تسكن مع سيدها محمّد بن علي بالحميمة (١) من أرض البلقاء.

حكى عنها طيفور.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : نا ـ وأبو منصور ابن خيرون ، أنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، حدّثني الحسن بن محمّد الخلال ، نا عمر بن محمّد بن الزيات إملاء ، نا عبد الله بن محمّد بن [عبد](٣) العزيز.

ح قال : وأنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد البزار ، واللفظ له ، أنا محمّد بن المظفر الحافظ ، نا محمّد بن إبراهيم ، نا الحارث بن محمّد ، قالا : نا منصور بن أبي مزاحم ، حدّثني أبو سهل الحاسب ، حدّثني طيفور مولى أمير المؤمنين قال : حدّثتني سلّامة أم أمير المؤمنين قالت : لما حملت بأبي جعفر ، رأيت كأنّه خرج من فرجي أسد فزأر ثم أقعى فاجتمعت حوله الأسد ، فكلّ ما انتهى إليه منها (٤) أسد (٥) سجد له.

٩٣٦٨ ـ سلّامة (٦) أم سلّام المعروفة بسلّامة القسّ

إحدى جاريتي يزيد بن عبد الملك اللتين اشتهر ذكرهما وانتشر (٧) حبه لهما.

__________________

(١) تقدم قريبا التعريف بها.

(٢) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١ / ٦٥ في أخبار أبي جعفر المنصور.

(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٤) سقطت من تاريخ بغداد.

(٥) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : «أمر» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٦) انظر أخبارها في الأغاني ٨ / ٣٣٤.

(٧) كذا بالأصل ، و «ز» ، وفي المطبوعة : اشتهر.

٢٣١

وكانت قبل يزيد لسهيل بن عبد الرّحمن بن عوف ، وكانت من مولدات المدينة ، بها نشأت ، وأخذت الغناء عن معبد ، وابن عائشة ، ومالك بن أبي السمح ، وابن سريج (١) ، وجميلة ، وعزّة الميلاء ، وكانت أحسن القيان غناء في زمانها.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني قال : وأما سلّامة فهي مولاة يزيد بن عبد الملك بن مروان تعرف بسلّامة القسّ كانت مغنية ؛ لها خبر مشهور ، والقسّ هو عبد الرّحمن بن [عبد الله بن](٢) أبي عمار ، يروي عن جابر بن عبد الله وغيره.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٣) : أما سلّامة بتشديد اللّام فهي سلّامة مغنية مشهورة تعرف بسلامة القسّ وهو عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي عمار ، يروي عن جابر وغيره ، واشتراها يزيد بن عبد الملك ، ولها أخبار.

قرأت في كتاب عتيق أظنه من جمع الصولي : أنّ سلامة كانت جارية لسهيل بن عبد الرّحمن بن عوف التي تعرف بسلامة القسّ ، فاشتراها يزيد بثلاثة آلاف دينار ، فأعجب بها ، وفيها قال ابن قيس الرقيات (٤) :

لقد فتنت (٥) ريا وسلّامة القسّا

فلم يتركا للقسّ (٦) عقلا ولا نفسا

أنبأنا أبو علي بن نبهان ، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن.

ح (٧) وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر ، وأبو الحسن محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، وأبو علي بن نبهان.

قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا محمّد بن الحسن بن مقسم ، نا أحمد بن يحيى

__________________

(١) بالأصل و «ز» : شريح ، تصحيف.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك للإيضاح عن «ز».

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٤٤.

(٤) البيت في ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات ص ٣٣ (ط. صادر. بيروت) ، وانظر تخريجه فيه.

(٥) تقرأ بالأصل : فشت ، والمثبت عن «ز» ، والديوان.

(٦) بالأصل : لنفس ، والمثبت عن «ز» ، والديوان.

(٧) سقط «ح» حرف التحويل من الأصل ، وزيد عن «ز».

٢٣٢

ثعلب ، نا ابن شبة ، نا خلّاد بن يزيد الأرقط الباهلي قال (١) :

سمعت أهل مكة يقولون : كان القسّ بمكة يقدّم على عطاء في النّسك ، فمرّ يوما بسلّامة وهي تغني ، فأصغى إلى غنائها ، وفعل ذلك غير مرة ، حتى رآه مولاها فقال له : ألا أدخلك عليها ، فتقعد مقعدا لا تراك فيه منه؟ وتسمع؟ فأبى عليه ، فلم يزل به المولى حتى أجاب ، وقعد ، فوقعت في نفسه ، ووقع في نفسها ، فخلت به ذات يوم ، فقالت : والله إني لأحبك ، قال : وأنا (٢) والله أحبك ، قالت : وأشتهي أن أضع فمي على فمك ، قال : وأنا والله أشتهي ذلك ، قالت : وصدري على صدرك ، وبطني على بطنك ، قال : وأنا والله أحب ذاك ، قالت : فما يمنعك ، فو الله ما معنا أحد ، قال : ويحك إنّي سمعت الله يقول : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)(٣) فأكره أن تكون (٤) خلّة بيني وبينك في الدنيا عداوة (٥) يوم القيامة ، قال : وقال فيها (٦) :

أهابك أن أقول بذات نفسي

ولو أنّي أطيع القلب قالا

حياء منك حتى سلّ جسمي

وشقّ عليّ كتماني وطالا

[وقال](٧) :

قد كنت أعذل في الصبابة أهلها

فأعجب لما تأتي به الأيام

فاليوم أعذرهم وأعلم إنما

سبل الضلالة والهدى أقسام

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد في كتابه ، وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلّاف.

قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد ، أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم ، نا أبو بكر

__________________

(١) الخبر في الأغاني ٨ / ٣٣٥ باختلاف الرواية.

(٢) بالأصل : «والله أفا» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.

(٣) سورة الزخرف ، الآية : ٦٧.

(٤) بالأصل : يكون ، والمثبت عن «ز» ، والأغاني.

(٥) بالأصل : عدوة ، والمثبت عن «ز» ، والأغاني.

(٦) البيتان في الأغاني ٨ / ٣٣٥.

(٧) سقطت من الأصل وزيدت عن «ز». والبيتان في الأغاني ٨ / ٣٣٦.

٢٣٣

الخرائطي ، نا أبو يوسف الزهري ، نا الزبير بن بكار قال :

كان عبد الرّحمن بن أبي عمار من بني جشم (١) بن معاوية ينزل مكة ، وكان من عبّاد أهلها ، يسمى القسّ من عبادته ، فمرّ ذات يوم بسلّامة وهي تغني ، فوقف يسمع غناءها ، فرآه مولاها ، فدعا إلى أن يدخله عليها ، فأبى عليه ، فقال له : فاقعد في مكان تسمع غناءها ولا تراها (٢) ، ففعل ، فغنت فأعجبته فقال له مولاها : هل لك أن أحوّلها إليك ، فامتنع بعض الامتناع ثم أجابه إلى ذلك ، فنظر (٣) إليها فأعجبته ، فشغف بها ، وشغفت به وكان ظريفا فقال فيها :

أم سلّام لو وجدت من الوج

د عشير الذي بكم أنا لاقي

أم سلام أنت همي وشغلي

والعزيز المهيمن الخلاق

أم سلام ما ذكرتك إلّا

شرقت بالدموع مني المآقي

قال : وعلم بذلك منه أهل مكة فسموها سلّامة القسّ ، فقالت له يوما : أنا والله أحبك ، فقال : وأنا والله أحبك ، فقالت : أنا والله أحبّ أن أضع فمي على فمك ، قال : وأنا والله أحب ذلك ، قالت : فما يمنعك ، فو الله إنّ الموضع لخال؟ فقال لها : ويحك إنّي سمعت الله جل وعزّ يقول (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) أنا والله أكره أن تكون (٤) خلة ما بيني وبينك في الدنيا عداوة يوم القيامة ، ثم نهض وعيناه تذرفان من حبّها ، وعاد إلى الطريقة التي كانت عليها من النسك والعبادة ، فكان يقف بين الأيام ببابها فيرسل بالسّلام إليها ، فيقال له : ادخل ، فيأبى ، ومما قال فيها :

إن سلامة التي

افقدتني تجلدي

لو تراها والعود في

حجرها حين تبتدي

للريجي والغريض

وللقرم معبد

خلتهم تحت عودها

حين تدعوه بالسيد

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن

__________________

(١) بالأصل و «ز» : حسن ، تحريف ، والمثبت عن الأغاني ٨ / ٣٣٥.

(٢) بالأصل و «ز» : «فأقعدني في مكان نسمع غناءها ولا نراها» والمثبت عن المطبوعة.

(٣) بالأصل : فبطن ، تحريف ، والمثبت عن «ز».

(٤) بالأصل : يكون ، والمثبت عن «ز».

٢٣٤

موسى ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو زيد النميري ، حدّثني خلاد بن يزيد ، قال : سمعت شيوخنا من أهل مكة منهم سليم يذكرون :

أن القسّ كان عند أهل مكة من أحسنهم عبادة ، وأطهرهم تبتلا ، وأنه مرّ يوما بسلّامة ، جارية كانت لرجل من قريش وهي التي اشتراها يزيد بن عبد الملك ، فسمع غناءها فتوقف يستمع ، فرآه مولاها ، فدنا منه فقال : هل لك أن تدخل فتسمع ، فأبى (١) عليه ، فلم يزل [به حتى تسمح ، وقال : أقعدني في لا أراها ولا تراني. قال : أفعل. فدخل ، فتغنت ، فأعجبته ، فقال مولاها : هل لك أن أحولها إليك؟ فأبى ، ثم تسمح ، فلم يزل](٢) يسمع غناءها حتى شغف بها ، وشغفت به ، وعلم ذلك أهل مكة ، فقالت له يوما : أنا والله أحبك ، قال : وأنا والله أحبك. قالت : وأحب أن أضع فمي على فمك ، قال : وأنا والله ، قالت : وأحب أن ألصق صدري بصدرك ، وبطني ببطنك ، قال : وأنا والله ، قالت : فما يمنعك فو الله إنّ الموضع لخال ، قال : إنّي سمعت الله يقول (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) وأنا أكره أن تكون (٣) خلة ما بيني وبينك تؤول بنا إلى عداوة يوم القيامة ، قالت : يا هذا تحسب أنّ ربي وربك لا يقبلنا إن نحن تبنا إليه؟ قال : بلى ، ولكن لا آمن أن أفاجأ ، ثم نهض وعيناه تذرفان ، فلم يرجع وعاد إلى ما كان إليه من النسك.

أنبأنا أبو القاسم غانم بن محمّد بن عبيد الله ، عن أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثني أبي أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، نا أبو عبد الله أحمد بن سليمان ابن داود بن محمّد الطوسي ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني هارون بن موسى ، نا عبد الله بن عمرو الفهري ، عن عمّه الحارث بن محمّد ، عن عيسى بن عبد الأعلى ، قال (٤) :

كانت بالمدينة جارية لآل أبي رمّانة (٥) ، أو لآل تفاحة ، يقال لها سلّامة ، قال : فكتب فيها يزيد بن عبد الملك لتشترى له ، فاشتريت بعشرين ألف دينار ، فقال أهلها : ليس تخرج حتى تصلح من شأنها ، فقالت الرسل : لا حاجة لكم بذلك معنا ما يصلحها ، قال : فخرج بها

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز».

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز».

(٣) بالأصل : يكون ، والمثبت عن «ز».

(٤) الخبر في الأغاني ٨ / ٣٤٣ باختلاف الرواية.

(٥) بالأصل و «ز» : زمانة ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».

٢٣٥

حتى أتي بها سقاية سليمان. قال : فأنزلها رسله ، فقالت : لا والله لا أخرج حتى يأتيني قوم كانوا يدخلون عليّ فأسلم عليهم ، قال : فامتلأت (١) رحبة ذلك الموضع قال : ثم خرجت فوقفت بين البابين وهي تقول (٢) :

فارقوني وقد علمت يقينا

ما لمن ذاق ميتة من إياب

إن أهل الحصاب (٣) قد تركوني

موزعا مولعا بأهل الحصاب

سكنوا الجزع وهو جزع أبي موسى

إلى النّخل من صفي السّباب (٤)

أهل بيت تتابعوا (٥) للمنا يا

ما على الدهر بعدهم من عتاب

قال : فما زالت على ذلك تبكي ويبكون حتى راحت ، ثم أرسلت إليهم ثلاثة آلاف درهم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، وأبو القاسم بن البسري ، وأبو محمّد بن أبي عثمان ، قالوا ، أنا أحمد بن محمّد بن موسى بن القاسم بن الصلت المجبّر ، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار ، إملاء ، أنشدني محمّد بن المرزبان لابن أبي عمار المكي (٦) :

من لقلب يجول بين التراقي

مستهام (٧) يتوق كل متاق

حذرا أن تبين دار سليمى

أو يصيح الصّدى (٨) لها بفراق

__________________

(١) بالأصل و «ز» : «فامتلأ».

(٢) الأبيات في الأغاني ٨ / ٣٤٣.

(٣) بالأصل و «ز» : الخضاب ، تحريف ، والصواب ما أثبت ، والحصاب : بالكسر ، موضع رمي الجمار بمنى ، وهذا البيت مع بيت آخر في معجم البلدان ، ونسبهما إلى كثير بن كثير بن الصلت.

(٤) السباب : بكسر أوله ، موضع بمكة ، والبيت في معجم البلدان (السباب) وصفي السباب : ماء بين دار سعيد الحرشي التي تناوح بيوت القاسم بن عبد الرحمن.

(٥) في الأغاني : تتايعوا.

(٦) الأبيات في مصارع العشاق ٢ / ١٨٢ ونسبها لابن أبي عمار المكي ، وفي ٢ / ٢٠٤ نسبها لابن الأعرابي المكي.

والأغاني ٧ / ٨٣ ـ ٨٤ ونسبها للوليد بن يزيد بن عبد الملك. وعقب أبو الفرج بعد ما ذكر الأبيات قال : ومن الناس من يروي هذه الأبيات لعبد الرحمن بن أبي عمار الجشمي في سلامة القس ، وليس ذلك له ، هو للوليد صحيح.

(٧) في الأغاني : «ما لقلبي ... مستخفا».

(٨) الأغاني : الداعي.

٢٣٦

أم سلّام ما ذكرتك إلّا

شرقت بالدموع مني المآق

كيف ينسى المحب ذكر حبيب

طيب الخيم طاهر الأخلاق

حسن الصوت بالغناء على المز

هر يسلي الغريب ذا الأشواق

وحديث يشفي السقيم من السق

م دواء السقيم كالترياق

حبذا أنت من جليس إلينا

أم سلام لو يدوم التلاقي

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى ، نا الزبير ، أخبرني محمّد بن الضحاك الحزامي ، عن أبيه. وأخبره سعيد بن عمرو الزبيدي قال :

بينما الناس ينتظرون أن يخرج يزيد بن عبد الملك حيث مات إذ خرج بسريره بين يدي عوديه سلّامة تقول (١) :

لا تلمنا إن جزعنا

أو هممنا بجزوع (٢)

كلما أبصرت ربعا

خاليا فاضت دموعي

خاليا من سيد كا

ن لنا غير مضيع

قال الزبير : وجدتها بخط الضحاك بن عثمان ، وقد زاد فيها (٣) :

وهو كالليث إذا ما

خام (٤) أصحاب الدروع

يعني : جبن.

قرأت في كتاب عتيق أظنه من جمع الصولي قال : ومما رثت به سلّامة يزيد بن عبد الملك :

لا تلمنا إن خشعنا

أو هممنا بخشوع

قد لعمري بت ليلي

كأخ الداء الوجيع

ثم بات (٥) الهم مني

دون من لي بضجيع

__________________

(١) الأبيات في الأغاني ٨ / ٣٣٢.

(٢) في الأغاني : خشعنا ... بخشوع.

(٣) البيت في الأغاني ٨ / ٣٤٧.

(٤) في الأغاني : عدّ.

(٥) بالأصل : مات ، وفي الأغاني : «ونجي الهم مني» والمثبت عن المطبوعة.

٢٣٧

للذي حل بنا اليو

م من الأمر الفظيع

كلما أبصرت ربعا

خاليا فاضت دموعي

ومما قالت فيه أيضا :

بين التراقي واللهاة حرارة

ما تطمئن وما تسوغ فتبرد

وبلغني أن سلّامة كانت حية إلى بعد قتل الوليد ابن سيدها يزيد بن عبد الملك ، فقالت ترثي الوليد بن يزيد بن عبد الملك :

أيا سيّد الفتيان ما لك ناصر

فقد نيل منك اليوم ما لا يقادر (١)

لقد ركب القسري (٢) منا عظيمة

فما في قريش ، لا أبا لك ثائر

فقل لبني مروان : عيشوا بذلة

فقد جدّعت آنافكم والمناخر

٩٣٦٩ ـ سيباء بنت النجم الهلالية

امرأة شاعرة قالت تجيب امرأة من عنس قتل لها ابن بداريا ، فيما قرأت بخط أبي الحسين الرازي مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده وأهل بيته من المؤمنين :

أعلينا تحرضين وفينا

خير خلق وسادة الفتيان

أول الناس قلد (٣) الله سيفا

قيس عيلان (٤) فارس الفرسان

وله حيكت الدروع وصيغت

قبل داود فاعلمي بزمان

وعلى قدر رأسه صنع البيض

وحيكت جواشن الأبدان

فلو أن الحديد (٥) ينطق يوما

قال : إني خلقت من عيلان

وبكى عولة إذا لبسته

أنكس الناس من بني قحطان

أعلى عامر تنادين قوما

قد رماهم بذلّة وهوان

لو به يسمعون بالوا من الخو

ف وطاروا من آبد البلدان

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل ، والمثبت عن «ز».

(٢) تريد أبا محجن مولى خالد القسري ، وكان قد أدخل سيفه في است الوليد بن يزيد وهو مقتول.

(٣) بالأصل و «ز» : ذاك ، والمثبت عن المطبوعة.

(٤) بالأصل و «ز» : غيلان.

(٥) بالأصل و «ز» : الحد ، والمثبت عن المطبوعة.

٢٣٨

٩٣٧٠ ـ سيدة بنت عبد الله بن مرحوم

أم الحسين الطرسوسية الماجدية

حكت عن أبي بكر الدّقّي الصوفي.

حكى عنها تمام بن محمّد ، وعلي الحنّائي ، والحسن بن إبراهيم الأهوازي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو علي الأهوازي قراءة عليه قال : أخبرتنا أم الحسين سيدة بنت عبد الله الطرسوسية قالت : نا أبو بكر محمّد بن داود الدّينوري قال : سمعت مباركا القاضي يقول (١) : سمعت أبا بكر الخراز يقول : أكبر ذنبي إليه معرفتي به.

قال : وحدّثتني أم الحسين قالت : سمعت أبا بكر الدّقّي (٢) يقول : سمعت الزقاق (٣) يقول لي (٤) : سبعون سنة أربّ هذا الفقر ، من لم يصحبه فيه التقية أكل الحرام النص (٥).

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن محمّد الأكفاني ، قراءة ، نا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن موسى الحداد ، إجازة ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن إبراهيم الحنائي ، نا عبدان بن عمر المنبجي. وصدقة بن المظفر الأنصاري ، وسيدة بنت عبد الله بن مرحوم الماجدية الطرسوسية قالوا : نا أبو بكر محمّد بن داود الدينوري المعروف بالدقي قال : وسمعت ابن حسان يقول : قال سهل : لا يبلغ الإنسان إلى السماء حتى يدفن نفسه في الأرض ، فإذا دفنها في الأرض الاولى ، بلغ سماء الدنيا وكذا الأرضين السبع ، فإذا بلغ الثرى بلغ العرش ، وقال أبو بكر الدقي : سمعت الزّقاق (٦) يقول : سمعت من الجنيد (٧) كلمة في الفناء هيمتني أربعين سنة وبقاياها في رأسي.

قال أبو بكر الدقي : وحكى لنا الزقاق (٨) أنه قيل لذي النون : لمن أصحب؟ قال : لمن

__________________

(١) أقحم بعدها بالأصل : «سمعت يقول».

(٢) أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي أقام بالشام وعاش أكثر من مائة سنة توفي بعد سنة ٣٥٠ ه‍ أخباره في الرسالة القشيرية ص ٤١٢.

(٣) هو أبو بكر أحمد بن نصر الزقاق الكبير ، من أقران الجنيد ، ومن أكابر مصر أخباره في الرسالة القشيرية ص ٤١٧.

(٤) الرسالة القشيرية ص ٢٧٧.

(٥) في الرسالة القشيرية : الحرام المحض.

(٦) تقرأ بالأصل و «ز» : الدقاق ، تصحيف.

(٧) هو أبو القاسم الجنيد بن محمد توفي سنة ٢٩٧ ، أخباره في الرسالة القشيرية ص ٤٣٠.

(٨) تقرأ في «ز» : الذقاق ، تصحيف.

٢٣٩

يسقط بينك وبينه مئونة التحفظ ، ثم سألته ثانية لمن أصحب من الناس؟ قال : لمن إذا أذنبت أنت تاب هو ، وإذا مرضت (١) عادك ؛ وسئل مرة أخرى : لمن أصحب من الناس؟ قال : لمن يعلم منك ما يعلمه الله منك ، فتأمنه على ذلك.

٩٣٧١ ـ سيدة بنت عبد الله امرأة أبي الحسين البلّوطي

حكت عن أستاذ زوجها أبي إسحاق إبراهيم بن حاتم بن مهدي البلوطي (٢).

حكى عنها علي الحنائي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنائي ، سمعت سيدة (٣) ابنة عبد الله امرأة أبي الحسين البلوطي تقول : سمعت أبا إسحاق البلوطي يحرص على قراءة سورة القدر.

حرف الشين

٩٣٧٢ ـ شارزما بنت جعفر أمة العزيز الديلمية

قدمت دمشق ، وحدّثت عن أبي عبد الله بن مندة.

روى عنها عبد العزيز بن أحمد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أخبرتنا أمة العزيز شارزما ابنة جعفر الديلمية قدمت علينا قراءة عليها قالت : نا أبو عبد الله محمّد بن إسحاق ، أنا يحيى بن مندة (٤) ، نا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق ، نا محمّد بن أبي يعقوب الكرماني ، نا حسان بن إبراهيم ، عن سعيد بن مسروق ، عن سعيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم قال : دخلنا عليه ، فقلنا له : لقد رأيت خيرا ، صاحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصلّيت خلفه ، قال : لقد رأيته ولقد خشيت انما أخرت لشرّ ما حدثتكم فاقبلوا (٥) ، وما سكتّ عنه فدعوه ، قال : قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بواد بين مكة والمدينة يدعى خمّ (٦) وقال : «إنّما أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب ألا وإنّي تارك

__________________

(١) في «ز» : مرض.

(٢) تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق ٦ / ٣٧٧ رقم ٣٨٧ طبعة دار الفكر.

(٣) وجاء ذكرها في خبر في هذه الترجمة ، ومما جاء في سند الخبر : وقرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الحنائي سمعت فاطمة بنت عبد الله زوجة أبي الحسين البلوطي تقول سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن حاتم البلوطي ٦ / ٣٨٠.

(٤) أقحم بعدها بالأصل : «نا عبد الله بن يعقوب ، أنا يحيى بن منده» والمثبت يوافق رواية «ز».

(٥) كذا بالأصل و «ز».

(٦) خم : واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير ، يسمى : غدير خم ، راجع معجم البلدان.

٢٤٠