أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٤
أخبرنا أبو بكر بن أبي عبد الرّحمن ، أنا أحمد بن الحسن بن محمّد ، أنا محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أحمد بن محمّد بن الحسن ، نا محمّد بن يحيى ، نا أبو صالح ، حدّثني الليث ، حدّثني عبد الرّحمن بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير بهذه (١) القصة ، ولم يذكر عائشة.
أخبرنا أبو عبد الله بن أبي مسعود الفقيه ، أنا أحمد بن الحسين الحافظ (٢) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو الحسين رضوان بن أحمد.
قالا : نا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق (٣) ، حدّثني أبو جعفر محمّد بن علي بن حسين قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي فزوّجه (٤) أم حبيبة بنت أبي سفيان وساق عنه أربعمائة دينار.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا ابن النقور ، أنا المخلص ، أنا رضوان بن أحمد ، نا أحمد ، نا يونس ، عن ابن إسحاق ، قال : وكانت أم حبيبة خرجت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى أرض الحبشة ، فمات بها ، وقد كان دخل في النصرانية ، وترك الإسلام ، فمات بها مشركا.
[أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو بكر البيهقي (٥)](٦).
وأخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن اللالكائي.
قالوا : أنا أبو الحسين (٧) بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن
__________________
(١) بالأصل : هذه ، والمثبت عن «ز».
(٢) رواه البيهقي في دلائل النبوة ٣ / ٤٦١.
(٣) رواه ابن هشام في السيرة ٤ / ٢٥٣.
(٤) مكانها بياض بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، ودلائل النبوة.
(٥) رواه البيهقي في دلائل النبوة ٣ / ٤٦٠ ـ ٤٦١.
(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز».
(٧) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : الحسن ، والتصويب عن دلائل النبوة.
سفيان ، نا عبد الله بن عثمان ، عن عيسى بن يونس ، عن محمّد بن إسحاق ، قال : بلغني أن الذي ولي نكاحها ابن عمّها خالد بن سعيد بن العاص.
قال : ونا يعقوب بن سفيان ، حدّثني عمرو بن خالد ، وحسان ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، قال : أنكحه إيّاها عثمان بن عفّان بأرض الحبشة (١).
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن بشران ، أنا أبو علي بن الصواف ، نا محمّد بن عثمان ، نا أبو بلال الأشعري ، نا عيسى بن يونس ، عن محمّد بن إسحاق ، عن محمّد بن علي بن الحسين قال :
كانت أم حبيبة بالحبشة مع زوجها ، فمات زوجها مرتدا ، فزوّج النجاشي رسول الله صلىاللهعليهوسلم على أربعمائة دينار ، ونقد الدنانير عنه ودفعها إليه ، وكان الذي ولي عقدة النكاح خالد بن سعيد بن العاص ، وكان أقرب من هنالك منها ثم بعث بها إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم مع أبي عامر الأشعري ، وكان شيخ من هناك من المهاجرين.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالوا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير ، حدّثني محمّد بن الحسن ، عن أبي ضمرة أنس بن عياض ، عن أبي بكر بن عثمان :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، واسمها رملة ، واسم أبي سفيان صخر ، زوّجه إياها عثمان بن عفان [وهي](٢) بنت عمته ، أمها ابنة أبي العاص ، زوّجه إياها النجاشي وجهزها إليه وأصدق أربعمائة دينار (٣) ، وأولم عليها عثمان بن عفان لحما وزبدا (٤) وبعث إليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم شرحبيل بن حسنة فجاء بها.
قرأت (٥) على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمّد الجوهري.
وحدّثنا عمي رحمهالله ، أنا عبد القادر بن محمّد ، أنا أبو محمّد قراءة.
__________________
(١) دلائل النبوة للبيهقي ٣ / ٤٦٠.
(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز».
(٣) اللفظة ممحوة بالأصل ، والمثبت عن «ز».
(٤) كذا بالأصل ، والذي في «ز» : وثريدا.
(٥) بالأصل : أخبرنا ، والمثبت عن «ز».
أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا محمّد بن عمر ، أنا عبد الله بن عمرو بن زهير ، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد ابن العاص ، قال : قالت أم حبيبة رأيت في النوم كأن عبيد الله بن جحش زوجي (٢) بأسوإ صورة وأشوهه ففزعت ، فقلت : تغيرت والله حاله ، فإذا هو يقول حيث أصبح : يا أم حبيبة ، إنني نظرت في الدين فلم أر دينا خيرا من النصرانية ، وكنت قد دنت بها ، ثم دخلت في دين محمّد ، ثم قد رجعت إلى النصرانية ، فقلت : والله ما خير لك ، وأخبرته بالرؤيا التي رأيت (٣) له فلم يحفل بها ، وأكبّ على الخمر حتى مات فأري في النوم كأن آتيا (٤) يقول يا أم المؤمنين ففزعت فأوّلتها أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتزوجني قالت : فما هو إلّا أن انقضت عدتي ، فما شعرت إلّا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت عليّ فقالت : إن الملك يقول لك : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كتب إليّ أن أزوجكه. فقالت : بشّرك الله بخير ، قالت : يقول لك [الملك](٥) وكّلي من يزوجك ، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكّلته وأعطت أبرهة سوارين من فضة ، وخدمتين كانتا في رجليها وخواتم (٦) فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشّرتها ، فلما كان العشي أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال : الحمد لله الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز (٧) الجبار ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمّدا عبده ورسوله ، وأنّه الذي بشّر به عيسى ابن مريم صلىاللهعليهوسلم ، أما بعد ، فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان فأجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد أصدقتها أربعمائة دينار ، ثم سكب الدنانير بين [يدي](٨) القوم فتكلم خالد بن سعيد فقال : الحمد لله أحمده وأستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّدا عبده ورسوله ، أرسله
__________________
(١) الخبر رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٨ / ٩٧ ـ ٩٨.
(٢) تحرفت بالأصل إلى زوجني ، والتصويب عن «ز» ، وابن سعد.
(٣) بالأصل و «ز» : رأت ، والمثبت عن ابن سعد.
(٤) كذا بالأصل و «ز» ، وابن سعد ، وفي المطبوعة : قائلا.
(٥) زيادة عن «ز» ، وابن سعد.
(٦) بالأصل وابن سعد : وخواتيم ، والمثبت عن «ز».
(٧) كذا بالأصل و «ز» : العزيز ، وفي ابن سعد : العز.
(٨) استدركت عن هامش الأصل.
بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ، أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم وزوّجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ودفع الدنانير إلى خالد بن سعيد بن العاص فقبضها ثم أرادوا أن يقوموا فقال : اجلسوا ، فإن سنة الأنبياء إذا تزوجوا أن يؤكل طعام على التزويج ، فدعا بطعام ، فأكلوا ثم تفرقوا.
قالت أم حبيبة : فلما وصل إليّ المال (١) أرسلت إلى أبرهة التي بشّرتني فقلت لها : إني كنت أعطيتك ما أعطيتك يومئذ ولا مال بيدي فهذه الخمسون مثقالا فخذيها فاستعيني (٢) بها ، فأبت وأخرجت حقّا فيه كل ما (٣) كنت أعطيتها فردته عليّ وقالت : عزم علي الملك ألّا أرزأك شيئا ، وأنا التي أقوم على ثيابه ودهنه ، وقد اتبعت دين محمّد وأسلمت لله ، وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر ، قالت : فلما كان من الغد جاءتني بعود وورس وعنبر وزباد (٤) كثير فقدمت بذلك كله على النبي صلىاللهعليهوسلم ، فكان يراه عليّ وعندي فلا ينكره ، ثم قالت أبرهة : فحاجتي إليك أن تقرئي رسول الله صلىاللهعليهوسلم مني السّلام وتعلميه أني قد اتّبعت دينه ، قالت : ثم لطفت بي وكانت هي التي جهزتني وكانت كلما دخلت عليّ تقول : لا تنسي حاجتي إليك ، قالت : فلمّا قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخبرته كيف كانت الخطبة وما فعلت بي أبرهة ، فتبسّم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأقرأته منها السّلام فقال (٥) : وعليهاالسلام ورحمة الله وبركاته.
أخبرنا (٦) أبو سعد المطرز ، وأبو علي الحداد ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا عبد الله ابن محمّد ، نا أبو بكر بن أبي عاصم ، نا محمّد بن مصفى ، نا بقية ، عن أبي بكر بن أبي مريم ، عن عطية بن قيس أن أم حبيبة كانت في أرض الحبشة مع جعفر بن أبي طالب ، وأن النبي صلىاللهعليهوسلم تزوجها وأصدق عنه النجاشي أربعمائة دينار.
أخبرنا أبو الحسين (٧) بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير ، حدّثني محمّد بن
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : الملك ، والمثبت عن «ز» ، وابن سعد.
(٢) بالأصل : فاستغني ، والمثبت عن «ز» ، وابن سعد.
(٣) بالأصل و «ز» : «كلما» والمثبت «كل ما» عن ابن سعد.
(٤) الأصل و «ز» والمطبوعة : وزبد ، والمثبت عن ابن سعد.
(٥) بالأصل : فقالت ، والمثبت عن «ز» ، وابن سعد.
(٦) في «ز» : أنبأنا.
(٧) تحرفت بالأصل إلى : الحسن ، والمثبت عن «ز».
الحسن ، عن أبي ضمرة أنس بن عياض ، عن أبي بكر بن عثمان أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي [واسمها](١) رملة واسم أبي سفيان صخر زوّجه إياها عثمان بن عفان وهي بنت عمته أمها ابنة أبي العاص ، زوّجه إياها النجاشي ، وجهزها إليه ، وأصدق أربعمائة دينار ، وأولم عليها عثمان بن عفان لحما وزبدا (٢) ، وبعث إليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم شرحبيل بن حسنة ، فجاء بها.
قال : ونا الزبير ، حدّثني محمّد بن الحسن ، عن عبد الله بن وهب ، عن ابن لهيعة ، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن نوفل ، قال : خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم على أم حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة زوّجه إياها عثمان بن عفان بأرض الحبشة ، وأمّها صفية بنت أبي العاص عمة عثمان.
قال : ونا الزبير ، حدّثني محمّد بن حسن ، عن سفيان بن عيينة ، عن سعيد بن بشير ، عن قتادة أن النجاشي زوّج النبي صلىاللهعليهوسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان بأرض الحبشة وأصدق عنه مائتي (٣) دينار.
قال : نا الزبير ، حدّثني محمّد بن حسن ، حدّثني إسحاق بن عيسى ، عن يحيى بن عمر ، عن أبيه قال : ولي عقدة نكاح أم حبيبة رجل من قريش ، وساق عنه النجاشي أربعمائة دينار وقلادة.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل ، نا أبي ، نا أحمد بن حنبل ، نا حجاج ، نا ليث ، حدّثني عقيل ، عن الزهري ، قال : ثم خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم مهاجرا من مكة إلى المدينة فتزوج بالمدينة أم حبيبة بنت أبي سفيان من بني أمية ، وكانت قبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند عبيد الله بن جحش أخي بني أسد ، فمات عنها وهي بأرض الحبشة ، خرج بها من مكة مهاجرا في المهاجرين فافتتن وتنصّر ، فمات نصرانيا ، وثبت (٤) الله لأم حبيبة الإسلام والهجرة.
قال : ونا أبي ، حدّثني الواقدي ، عن أصحابه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث عمرو بن أمية إلى النجاشي فزوّجه أم حبيبة بنت أبي سفيان.
__________________
(١) سقطت من الأصل واستدركت عن «ز».
(٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» : وثريدا.
(٣) بالأصل و «ز» : مائتين.
(٤) في «ز» : وبت.
قال الواقدي : وحدّثني محمّد بن أبي ميسرة (١) ، عن يحيى بن شبل ، عن أبي جعفر.
قال : ونا إسحاق بن محمّد ، عن جعفر (٢) بن محمّد ، عن أبيه (٣) :
أن النجاشي زوّج النبي صلىاللهعليهوسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان ، وأصدق من عنده أربعمائة دينار قال أبو جعفر : فما رأى عبد الملك بن مروان جعل المهر أربع مائة دينار إلّا لهذا الحديث.
قرأت (٤) على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمّد الجوهري.
وحدّثنا عمي رحمهالله ، أنا أبو طالب بن يوسف ، أنا الجوهري ، قراءة.
أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن فهم ، نا ابن سعد (٥) ، نا عبد الرّحمن بن عبد العزيز ، عن الزهري قال : وجهّزها إليه النجاشي ، وبعث بها مع شرحبيل ابن حسنة.
قال (٦) : وحدّثنا ابن سعد ، حدّثني عبد الله بن جعفر ، عن عبد الواحد بن أبي عون ، قال : لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي صلىاللهعليهوسلم ابنته قال : ذلك الفحل لا يقرع أنفه.
أخبرنا أبو الحسين ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالوا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أحمد ، نا الزبير ، حدّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن طلحة ، قال : قدم خالد بن الوليد وعمرو بن العاص بأم حبيبة من أرض الحبشة عام الهدنة.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء محمّد بن علي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل ، نا أبي ، نا يحيى بن معين ، نا أبو مسهر ، عن محمّد بن شعيب بن شابور ، عن من سمع يونس بن حلبس قال :
لما قدمت أم حبيبة أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بلالا فأخذ بخطام بعيرها فأنزلها المنزل الذي أمره النبي صلىاللهعليهوسلم ، فإذا فيه كناسة ، فقالت لمولاة لها أو مولاة أبيها : إن شئت كفيتني السقي وكنست ، وإن شئت استقيت وكنست. قال : فكنست البيت ثم بسطت فيه بساط شعر ، ثم
__________________
(١) في «ز» : مسرة.
(٢) بالأصل و «ز» : عن أبي جعفر.
(٣) تحرفت بالأصل إلى : أسيد ، والتصويب عن «ز».
(٤) بالأصل : أخبرنا ، والمثبت عن «ز».
(٥) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٨ / ٩٩.
(٦) القائل الحسين بن الفهم ، والخبر في طبقات ابن سعد ٨ / ٩٩.
بسطت عليه شيئا ، ثم أسرت ، ثم أذن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالدخول على أهله ، فلما دخل عليها فوجد ريح الطيب ، قال : «إنهن قرشيات ، بطاحيات ، قرويات ، ليس (١) بأعرابيات ولا بدويات» [١٣٧٢٩].
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد ، إجازة ، أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، قال : قال أبو عبيدة : ثم تزوج صلىاللهعليهوسلم في سنة ست من التاريخ من قريش أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية ، وأم حبيبة اسمها رملة.
أخبرنا (٢) أبو محمّد بن الآبنوسي ، ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، أنا أبو علي المدائني ، أنا أبو بكر بن البرقي قال : يقال : إن النبي صلىاللهعليهوسلم تزوّجها سنة ست ، ويقال : سنة سبع ، ويقال : إنها توفيت سنة أربع وأربعين.
فأما ما أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصفار ، نا أحمد بن محمّد البرتي ، نا موسى بن مسعود ، نا عكرمة بن عمار.
[ح](٣) قال : وأنا أبو عبد الله ، أنا أبو عبد الله بن يعقوب ، وأبو عمرو الفقيه ، قالا : نا عبد الله بن محمّد ، نا العباس بن عبد العظيم العنبري ، وأحمد بن يوسف ، قالا : نا النضر بن محمّد ، نا عكرمة بن عمار.
نا أبو زميل ، حدّثني ابن عباس قال :
كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه ، فقال للنبي صلىاللهعليهوسلم : يا نبي الله ، ثلاث اعطيتهن (٤) قال : «نعم» قال : هذين (٥) أحسن العرب وأجملهن أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها ، قال : «نعم» ، قال : ومعاوية كاتبا بين يديك ، قال : «نعم» ، قال : وتأمرني حتى
__________________
(١) كذا بالأصل و «ز» ، وفي المطبوعة : لسن.
(٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» : أنبأنا.
(٣) زيادة عن «ز».
(٤) كذا بالأصل و «ز» ، والمطبوعة ، وفي المختصر وصحيح مسلم : أعطنين.
(٥) كذا بالأصل ، وفي «ز» : هذي ، والمختصر وصحيح مسلم : عندي.
أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين قال : «نعم» ، قال أبو زميل : ولو لا أنه طلب ذلك من النبي صلىاللهعليهوسلم ما أعطاه ذلك ، لأنه لم يكن يسأل شيئا إلّا قال نعم [١٣٧٣٠].
قال أبو بكر (١) : رواه مسلم (٢) في الصحيح عن عباس بن عبد العظيم ، وأحمد بن جعفر ، فهذا أحد ما اختلف فيه البخاري ومسلم بن الحجاج ، فأخرجه مسلم وتركه البخاري وكان لا يحتج في كتابه الصحيح بعكرمة بن عمار ، وقال : لم يكن عنده كتاب فاضطرب حديثه.
قال أبو بكر : وهذا الحديث في قصة أم حبيبة قد أجمع أهل المغازي على خلافه ، فإنهم لن يختلفوا في أن تزويج أم حبيبة كان قبل رجوع جعفر بن أبي طالب وأصحابه من أرض الحبشة ، وإنّما رجعوا زمن خيبر ، فتزويج أم حبيبة كان قبله ، وإسلام أبي سفيان بن حرب كان زمن الفتح ، فتح مكة ، بعد نكاحها بسنتين أو ثلاث ، فكيف يصح أن يكون تزويجها بمسألته؟ وإن كانت مسألته الأولى إياه وقعت في بعض حركاته (٣) إلى المدينة وهو كافر حين سمع نعي زوج أم حبيبة بأرض الحبشة ، والمسألة (٤) الثانية والثالثة وقعتا بعد إسلامه لا يحتمل إن كان الحديث محفوظا إلّا ذلك ، والله أعلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد (٥) ، نا محمّد بن خلف بن المرزبان ، نا أحمد بن منصور الرمادي ، نا شبابة ، نا خارجة بن مصعب ، عن ابن السائب وهو الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في هذه الآية (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً)(٦) قال : فكانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج النبي صلىاللهعليهوسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان فصارت أم المؤمنين ، وصار معاوية خال المؤمنين.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، إذنا ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو
__________________
(١) يعني أحمد بن الحسين البيهقي ، صاحب دلائل النبوة ، والسنن ، والحديث في سننه الكبرى ٧ / ١٤٠.
(٢) صحيح مسلم (٤٤) كتاب فضائل الصحابة ، (٤٠) باب ، رقم ٢٥٠١ (ج ٤ / ١٩٤٥).
(٣) كذا بالأصل ، والذي في السنن الكبرى : خرجاته.
(٤) من قوله : وإنما ... إلى هنا سقط من «ز».
(٥) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ١١٦ في ترجمة محمد ابن السائب الكلبي ، وذكره بإسناد آخر في ترجمة خارجة بن مصعب ٣ / ٥٤.
(٦) سورة الممتحنة ، الآية : ٧.
بكر عبد الله بن أحمد بن عثمان بن خلف بن سلمان العكبري بها ، نا محمّد بن محمّد الخطيب ، نا أحمد بن علي ، نا محمّد بن سليمان ، نا عثمان بن محمّد العبسي ، نا عبد الله بن إدريس ، عن الأعمش (١) ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس في قوله (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً) قال : إن المودة أن النبي صلىاللهعليهوسلم تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا حمزة ، أنا أبو أحمد (٢) ، نا روح بن عبد المجيب البلدي ، نا محمّد بن يحيى بن رزين ، نا إسماعيل بن يحيى ، عن مسعر ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما تزوجت شيئا من نسائي ، ولا زوّجت شيئا من بناتي إلّا بإذن جاءني به جبريل عن الله عزوجل» [١٣٧٣١].
قال ابن عدي : وهذا الحديث باطل بهذا الإسناد.
أخبرنا أبو القاسم عبد الجبار بن محمّد بن أبي القاسم القايني ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن الحسن (٣) الصوفيان ، قالا : أنا أبو المظفر موسى بن عمران بن محمّد بن أحمد الأنصاري ، أنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن داود العلوي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن سعد بن حمويه النسوي ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا عثمان بن زفر ، نا سيف بن عمر ، عن عبد الله بن محرز ، عن هند بن هند بن أبي هالة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله أبى لي أن أتزوج أو أزوّج إلّا أهل الجنّة» [١٣٧٣٢].
أخبرنا (٤) أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو بكر العكبري ، نا أبو العباس محمّد بن قحطبة بن محمّد البغدادي ، بالبصرة ، نا الحسن بن محمّد بن بهرام ، نا روح بن الفرج ، نا إسماعيل بن إبراهيم ، نا الحسن بن أبي جعفر ، عن رجل ، عن الحسن قال :
دخل معاوية على النبي صلىاللهعليهوسلم وعنده أم حبيبة وكانت إلى جانب النبي صلىاللهعليهوسلم فلما رآها (٥)
__________________
(١) في «ز» : الأعمى.
(٢) رواه أبو أحمد بن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ١ / ٣٠٤ في أخبار إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي.
(٣) كذا بالأصل والمطبوعة ، وفي «ز» : الحسين.
(٤) في «ز» : أنبأنا.
(٥) في «ز» : رآهما.
رجع فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «يا معاوية ارجع» فرجع فقعد معهم ، فقال لهم النبي صلىاللهعليهوسلم : «والله إني لأرجو أن أكون أنا وهذه في الجنة ندير الكأس بيننا» [١٣٧٣٣].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبد الله بن محمّد بن زياد ، نا علي بن حرب ، نا زيد بن الحباب ، حدّثني حسين (١) بن وواقد ، عن زيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)(٢) قال : نزلت في أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم خاصة ، قال عكرمة : ومن شاء باهلته أنها نزلت في نساء النبي صلىاللهعليهوسلم (٣).
أخبرنا أبو غالب بن البنّا بقراءتي عليه ، عن أبي محمّد بن علي الجوهري.
وحدّثنا عمي رحمهالله ، أنا عبد القادر ، أنا أبو محمّد بن علي ، قراءة.
أنا أبو عمر الخزاز ، أنا أحمد بن معروف ، أنا أبو علي الفقيه ، نا محمّد بن سعد (٤) ، أنا محمّد بن عمر ، نا محمّد بن عبد الله ، عن الزهري قال :
لما قدم أبو سفيان بن حرب المدينة جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يريد غزو مكة فكلمه أن يزيد في هدنة الحديبية فلم يقبل عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقام فدخل على ابنته أم حبيبة ، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلىاللهعليهوسلم طوته دونه ، فقال : يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ قالت : بل هو فراش رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنت امرؤ نجس مشرك ، فقال : يا بنية لقد أصابك بعدي شرّ (٥).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حية ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر (٦) ، حدّثني حزام (٧) بن هشام الكعبي ، عن أبيه قال :
أقبل أبو سفيان حتى قدم المدينة ، فدخل على النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا محمّد ، إنّي كنت
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : «حسن» والمثبت عن «ز».
(٢) سورة الأحزاب ، الآية : ٣٣.
(٣) رواه الذهبي من طريق حسين بن واقد في سير الأعلام (٣ / ١٥٢) وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٤١ ـ ٦٠) ص ١٣٣.
(٤) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٨ / ٩٩ وعن الواقدي رواه الذهبي في سير الأعلام (٣ / ١٥٣) ط دار الفكر
(٥) بالأصل : شيء ، والمثبت عن «ز» ، وابن سعد وسير الأعلام.
(٦) رواه الواقدي في مغازيه ٢ / ٧٩٢.
(٧) بالأصل و «ز» : حرام ، والمثبت عن مغازي الواقدي.
غائبا في صلح الحديبية ، فاشدد العهد وزدنا في المدة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ولذلك قدمت يا أبا سفيان؟» قال : نعم (١) فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فنحن على مدتنا وصلحنا يوم الحديبية لا نغير ولا نبدل» ثم قام من عنده ، فدخل على ابنته [أم حبيبة](٢) ، فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلىاللهعليهوسلم طوته دونه ، فقال : أرغبت بهذا الفراش عني أو بي عنه؟ قالت : بل هو فراش رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنت امرؤ نجس مشرك ، قال : يا بنية أقد أصابك بعدي شيء (٣)؟ قالت : هداني الله للإسلام ، وأنت يا أبة سيد قريش وكبيرها ، كيف يسقط عنك الدخول (٤) في الإسلام؟ وأنت تعبد حجرا لا يسمع ولا يبصر؟ قال : يا عجباه وهذا منك أيضا؟ أأترك ما كان يعبد آبائي وأتبع دين محمّد؟ ثم قام من عندها ، وذكر الحديث [١٣٧٣٤].
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا طراد بن محمّد ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني أبي ، عن الأسود بن عامر ، عن أبي هلال ، عن حميد بن هلال ، قال :
لما حضر عثمان أتته أم المؤمنين ، فجاء رجل فاطّلع في خدرها فجعل ينعتها للناس ، فقالت : ما له قطع الله يده ، وأبدى عورته ، قال : فدخل عليه داخل فضربه بالسيف ، فاتقى بيمينه فقطعها ، وانطلق هاربا آخذا إزاره بفيه أو بشماله باديا عورته.
[قال ابن عساكر :](٥) أم المؤمنين هذه هي أم حبيبة لأنها كانت معنية بأمر عثمان.
قرأت (٦) على أبي غالب أحمد بن علي ، أنا الحسن (٧).
وحدّثنا عمي ، أنا أبو طالب (٨) ، أنا الحسن قراءة.
أنا محمّد بن العباس ، أنا أبو الحسن الساجي ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن
__________________
(١) من قوله : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى هنا ليس في مغازي الواقدي ، ومكان الجملة فيها : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هل كان قبلكم حدث؟ قال : معاذ الله وهذه الجملة مثبتة في «ز» ، وقد سقطت أيضا من المطبوعة.
(٢) الزيادة عن «ز» ، ومغازي الواقدي.
(٣) كذا ، وفي «ز» : شر ، وفي مغازي الواقدي ، لقد أصابك بعلمك شر!.
(٤) بالأصل و «ز» : دخول ، والمثبت عن المغازي.
(٥) زيادة منا للإيضاح.
(٦) بالأصل : أخبرنا ، والمثبت عن «ز».
(٧) في «ز» : أبي محمد غالب أحمد بن الحسن عن أبي محمد الحسن بن علي ح أنا الحسن.
(٨) بالأصل و «ز» : «أبو غالب».
سعد (١) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن عبد المجيد بن سهيل ، عن عوف بن الحارث قال : سمعت عائشة تقول : دعتني أم حبيبة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم عند موتها ، فقالت : قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر فغفر الله لي ولك ، ما كان من ذلك ، فقلت : غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحلّلك من ذلك ، فقالت : سررتني (٢) سرّك الله ، وأرسلت إلى أم سلمة ، فقالت لها مثل ذلك ، وتوفيت سنة أربع وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل ، نا أبي قال : وأم حبيبة سنة اثنتين وأربعين يعني ماتت.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا علي بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو طاهر المخلّص إجازة ، نا عبيد الله (٣) بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد القاسم بن سلام قال : سنة أربع وأربعين فيها توفيت أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو محمّد بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله.
قالا : أنا محمّد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، وقد قيل في هذه السنة يعني سنة أربع وأربعين : توفيت أم حبيبة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : قالوا فيها : ماتت أم حبيبة رملة ابنة أبي سفيان زوج النبي صلىاللهعليهوسلم وهي سنة أربع وأربعين.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد ، قراءة ، أنا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، قال : وتوفيت أم حبيبة قبل موت معاوية بسنة (٤).
__________________
(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٨ / ١٠٠.
(٢) بالأصل : «سررتيني» والمثبت عن «ز» ، وابن سعد.
(٣) بالأصل : عبد الله ، والمثبت عن «ز» ، والمطبوعة.
(٤) سير الأعلام ٢ / ٢٢٢.
قال : وأنا محمّد بن بكار ، قال : توفي معاوية في رجب سنة ستين (١).
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال : وحدّثني محمّد بن حسن ، عن حسن بن علي ، قال : قدمت (٢) منزلي في دار علي بن أبي طالب فحفرنا في ناحية منه ، فأخرجنا حجرا فإذا فيه مكتوب : هذا قبر رملة بنت صخر ، فأعدناه في مكانه.
٩٣٤٠ ـ رملة الصغرى بنت صخر أبي (٣) سفيان
ابن حرب بن أمية بن عبد شمس (٤)
كانت تحت سعيد بن عثمان ، ثم تزوجها (٥) عمرو بن سعيد الأشدق (٦) ، وقتل عنها بدمشق.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر ابن المسلمة ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال (٧) :
فولد أبي سفيان ـ فذكرهم ثم قال : ورملة بنت أبي سفيان تزوجها سعيد بن عثمان بن عفان ، فولدت له محمّدا ، وأمّها من بني الحارث بن عبد مناة ، وأخوها (٨) لأمّها سليمان بن أزهر بن عبد مناة الزهري.
[قال ابن عساكر :](٩) كذا في روايتنا وفي الرواية العتيقة : أزهر بن عبد عوف ، وهو الصواب (١٠).
__________________
(١) تهذيب الكمال ٢١ / ٣٣٢.
(٢) كذا بالأصل ، وفي المطبوعة : «هدمت» ولم يظهر من الكلمة في «ز» إلا جزء منها والباقي بياض وفيها : «... مت».
(٣) تحرفت بالأصل إلى : بن.
(٤) ترجمتها في نسب قريش ص ١٢٦.
(٥) بالأصل و «ز» : زوجها ، والمثبت عن المطبوعة ، باعتبار السياق بعد.
(٦) تحرفت بالأصل إلى : الأشرف والمثبت عن «ز».
(٧) نسب قريش للمصعب ص ١٢٣ و ١٢٦.
(٨) بالأصل : «وأخواها» خطأ ، والتصويب عن «ز» ، ونسب قريش.
(٩) زيادة منا.
(١٠) والذي في نسب قريش : عبد عوف.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (١) قال : في تسمية ولد أبي سفيان : ورملة تزوجها سعيد بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، فولدت له محمّدا ، ثم خلف عليها عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ، فقتل عنها ، وأمّها أمامة بنت سفيان بن وهب بن الأشيم من بني عبد مناة.
٩٣٤١ ـ رملة بنت معاوية بن أبي سفيان صخر
ابن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية (٢)
زوج عمرو بن عثمان بن عفّان ، وكانت دارها بدمشق في عقبة السمك في طرف زقاق الرمان وطاحونتها معروفة إلى اليوم ، وشهدت وفاة أبيها بدمشق.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنا محمّد بن أحمد بن محمّد [أنا محمّد](٣) بن عبد الرّحمن بن العباس ، أنا أحمد بن سليمان بن داود ، نا الزبير بن أبي بكر قال (٤) : في تسمية ولد معاوية : رملة بنت معاوية تزوجها عمرو بن عثمان فولدت له خالدا وعثمان ، أمها كنود بنت قرظة أخت فاختة بنت قرظة ، ولهند ورملة بنتي معاوية يقول عبد الرّحمن بن الحكم (٥) :
أؤمّل هندا أن يموت ابن عامر |
|
ورملة يوما أن يطلّقها عمرو |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال : فولد معاوية رملة زوجها عمرو بن عثمان بن عفان ، فولدت له خالدا ، وعثمان ، وأمّها كنود بنت قرظة بن عبد عمرو.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا ، أنا محمّد بن علي المقرئ (٦) ، أنا أحمد
__________________
(١) انظر الطبقات الكبرى لابن سعد ٥ / ١٥٣.
(٢) ترجمتها في نسب قريش ص ١٢٨ وجمهرة ابن حزم ص ١١٣.
(٣) الزيادة عن «ز» ، وقد اضطرب السند في المطبوعة ، راجع ترجمة محمد بن أحمد بن محمد ، أبي جعفر ابن المسلمة في سير الأعلام ١٨ / ٢١٣.
(٤) راجع الخبر في نسب قريش ص ١٢٧ و ١٢٨.
(٥) هو عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص الأموي ، والبيت في نسب قريش ص ١١٣ و ١٢٨.
(٦) في «ز» : المغربي.
بن عبد الله السوسنجردي ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمّد الكاتب ، أنا أبي ، أنا أبو عمرو محمّد بن مروان بن عمر السعيدي ، حدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد الخزاعي عن جده ، عن الحكم بن عوانة قال :
كتبت رملة بنت معاوية إلى أبيها وكانت عند عمرو بن عثمان بن عفان تشكو آل أبي العاص ، وأنهم يتكبّرون عليّ حتى وددت أنّ ابني كان منبوذا في البحر ، فكتب إليها : أنا أشقى من أن تكوني رجلا ، قال : وعزل مروان عن المدينة.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالوا : أنا أبو جعفر ، أنا المخلص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير ، حدّثني عمي مصعب بن عبد الله (١) ، عن عبد الله بن محمّد بن يحيى بن عروة بن الزبير ـ أو غير عبد الله ـ وحدثنيه محمّد بن الضحاك الحزامي ، عن أبيه :
أن عمرو بن عثمان اشتكى ، فكان العوّاد يدخلون عليه ، فيخرجون ، ويتخلف مروان ابن الحكم عنده ، فيطيل ، فأنكرت رملة بنت معاوية ذلك ، فخرقت كوة ، فاستمعت على مروان ، فإذا هو يقول لعمرو : ما أخذ هؤلاء (٢) الخلافة إلّا باسم أبيك ، فما يمنعك أن تنهض بحقك؟ فلنحن أكثر منهم رجالا. منا فلان ومنهم فلان ، ومنا فلان ومنهم فلان ، حتى عدد رجالا ، ثم قال : ومنا فلان وهو فضل ، وفلان فضل ، حتى عدد فضول رجال بني أبي العاص على [رجال](٣) بني حرب ، فلمّا برأ عمرو تجهّز للحج وتجهّز برملة (٤) في جهازه ، فلمّا خرج عمرو إلى الحج ، خرجت رملة إلى أبيها فقدمت عليه الشام.
قال محمّد بن الضحاك : فقال لها معاوية : وا سوأتاه. وما للحرة تطلّق ، أطلّقك عمرو؟ قال عمي ، ومحمّد بن الضحاك : فأخبرته الخبر ، وقالت : فما زال يعد فضل رجال بني أبي العاص على بني حرب ، حتى [عدّ](٥) ابني عثمان وخالدا ابني عمرو فتمنيت أنهما ماتا ، وكتب معاوية إلى مروان :
__________________
(١) راجع نسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٠٩.
(٢) يعني بني حرب بن أمية.
(٣) سقطت من الأصل و «ز» ، وزيدت عن نسب قريش.
(٤) كذا بالأصل و «ز» ، وفي نسب قريش : وتجهزت رملة.
(٥) سقطت من الأصل و «ز» ، وزيدت عن نسب قريش.
أواضع رجل فوق أخرى تعدنا |
|
عديد الحصى (١) ما إن تزال تكاثر (٢) |
وأمكم تزجي (٣) تؤاما لبعلها |
|
وأم أخيكم نزرة الولد عاقر |
أشهد يا مروان أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إذا بلغ ولد الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا ، ودين الله دخلا ، وعباد الله خولا» قال : فكتب إليه مروان : أما بعد يا معاوية ، فإنّي أبو عشرة ، وأخو عشرة وعمّ عشرة ، والسلام.
وقال عبد الرّحمن بن الحكم :
أؤمل هندا أن يموت ابن عامر |
|
ورملة يوما أن يطلّقها عمرو |
وكانت هند بنت معاوية عند عبد الله بن عامر بن كريز [١٣٧٣٥].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن (٤) بن علي ، أنا محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، أنا ابن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنا علي بن محمّد بن أبي طيبة الحمّاني ، عن شبة بن عقال قال :
أغمي على معاوية في مرضه الذي مات فيه ، فقالت ابنته رملة أو امرأة من أهله متمثلة شعرا للأشهب بن رميلة النهشلي يمدح القباع ، وهو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي :
إذا (٥) مات مات الجود وانقطع الندى |
|
من الناس إلّا من قليل مصرد |
وردت ألف السائلين وأمسكوا |
|
من الدين والدنيا بخلف (٦) محرد |
أخبرنا أبو السعود بن المجلي ، أنا محمّد بن محمّد بن أحمد العكبري ، أنا أبو الطيب محمّد بن أحمد بن خاقان البيع.
قال : ونا القاضي أبو محمّد عبد الله بن علي بن أيوب الشافعي ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن الجراح ، قالا : أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن دريد ، نا أبو حاتم عن العتبي قال :
أغمي على معاوية في مرضه الذي مات فيه ، فقالت له رملة ابنته : أو امرأة من أهله متمثلة :
__________________
(١) بالأصل : الخط ، وفي «ز» : الخطا ، والمثبت : «الحصى» عن نسب قريش.
(٢) بالأصل : «يكاثر» ، والمثبت عن «ز» ، ونسب قريش.
(٣) بالأصل : «ترجى» وفي «ز» : «بن حبى» والمثبت عن نسب قريش.
(٤) تحرفت بالأصل إلى : الحسين ، والمثبت عن «ز».
(٥) بالأصل : «إن» والبيت فيه خرم على هذه الرواية ، والمثبت «إذا» عن «ز» ، وعلى هذه الرواية يرتفع الخرم.
(٦) بالأصل و «ز» : «حلف» والمثبت عن المطبوعة ، والخلف : ضرع الناقة.
إذا مات ماد الجود وانقطع الندى |
|
من الناس إلّا من قليل مصرد |
وردت أكف السائلين وأمسكت |
|
عن الدين والدنيا بخلف مجدد (١) |
فأفاق فقال :
لو فات شيء إذا لفات أبو |
|
حسان لا عاجز ولا وكل |
الحول القلب الأريب وهل |
|
يدفع دون المنية الحيل |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن ، عن الوليد بن هشام القحذمي (٢) قال :
لما حضرت معاوية الوفاة جعلوا يديرونه في القصر ، فقال : هل بلغنا الخضراء؟ فصرخت ابنته رملة ، فقال : ما أصرخك؟ قالت : نحن ندور بك في الخضراء ، تقول : هل بلغت الخضراء بعد. فقال : إن عزب عقل أبيك فطال ما وقر.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن صالح القرشي ، أخبرني أبو القيظان عامر بن حفص ، حدّثني جويرية بن أسماء قال :
لما حضرت معاوية الوفاة احتوشته بناته فضرب بيده فسقطت يده على حجر رملة ابنته ، فقال : من هذا؟ قالت : رملة أنا يا أبتاه ، قال : حولي أباك فإنك تحوّلينه حوّلا قلّبا ثم قال (٣) :
لا يبعدن ربيعة بن مكدم |
|
وسقى الغوادي قبره بذنوب (٤) |
فكانت آخر كلامه.
٩٣٤٢ ـ رواحة بنت أبي عمرو عبد الرّحمن
ابن عمرو بن يحمد (٥) الأوزاعي البيروتية
حدّثت عن أبيها.
__________________
(١) بالأصل و «ز» : «بجلف محرد» والمثبت عن المطبوعة.
(٢) تحرفت بالأصل والمطبوعة إلى : القحزمي ، والمثبت «القحذمي» عن «ز» والأنساب ، وهذه النسبة إلى قحذم ، جد ، ذكره السمعاني أبو عبد الرحمن الوليد بن هشام بن قحذم القحذمي ، من أهل البصرة.
(٣) اختلفوا في نسبة هذا البيت ، تقدم البيت في ترجمة أميمة بنت رقيقة ، انظر ما لاحظناه هناك.
(٤) الذنوب : الدلو بما فيه من الماء.
(٥) تحرفت بالأصل و «ز» ، والمطبوعة إلى : «محمد» والصواب ما أثبت ، وقد تقدمت ترجمة أبيها ونسبة ، وضبطت اللفظة عن الاكمال ٧ / ٣٢٦.
روى عنها عبد الرّحمن بن عبد الغفار بن عثمان البيروتي.
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد ، إذنا ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد (١) ، نا الحسن بن جرير (٢) الصوري ، نا عبد الرّحمن ابن عبد الغفار البيروتي ، حدّثتني رواحة بنت عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي ، حدّثني أبي قال (٣) : سمعت سليمان بن حبيب المحاربي يقول : حدّثني أبو أمامة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لرجل : «قل (٤) اللهمّ إنّي أسألك نفسا بك مطمئنة تؤمن بلقائك ، وترضى بقضائك ، وتقنع بعطائك» [١٣٧٣٦].
رواه أبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة البغدادي عن عبد الرّحمن بن عبد الغفار.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسين (٥) بن سكينة ، أنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان ، أنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عبد الله (٦) ، نا أبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة ، حدّثني عبد الرّحمن بن عفان البيروتي ، حدّثتني رواحة ابنة عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي قالت : سمعت أبي يقول : سمعت سليمان بن خبيب المحاربي يقول : عن أبي أمامة (٧) قال : علم النبي صلىاللهعليهوسلم رجلا فقال : «قل : اللهمّ إني أسألك نفسا بك مطمئنة ، تؤمن بلقائك ، وترضى بقضائك ، وتقنع بعطائك» [١٣٧٣٧].
أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وابن السمرقندي ، قالا : نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن موسى بن السمسار قال : قال أبو سليمان بن زبر : حديث رواحة هذا واحد أمه.
٩٣٤٣ ـ ريّا حاضنة زيد بن معاوية
امرأة شاعرة ، عاشت إلى أن أدركت دولة بني العباس ، وحكت أن أمّها أدركت النبي صلىاللهعليهوسلم ، وسمعت من عمر بن الخطاب.
__________________
(١) رواه الطبراني في المعجم الكبير ٨ / ٩٩ رقم ٧٤٩٠.
(٢) بالأصل : «حرر» وفي «ز» : «حرز» كلاهما تصحيف ، والمثبت عن المعجم الكبير.
(٣) بالأصل : قالت.
(٤) سقطت من المعجم الكبير.
(٥) بالأصل : الحسن ، تصحيف ، والمثبت عن «ز».
(٦) بالأصل و «ز» : «محمد بن الحسن بن إبراهيم بن فيل» وفي الأصل : «تبل» وفيهما تصحيف ، والتصويب عن المطبوعة.
(٧) تحرفت بالأصل إلى : أسامة ، والتصويب عن «ز».
يحكي عنها حمزة بن يزيد الحضرمي والد يحيى بن حمزة.
أنبأنا أبو القاسم النسيب ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني.
وحدّثني أبو القاسم بن السّمرقندي قال : وجدت في كتاب جدي لأمّي (١) أبي القاسم عبد الرّحمن بن بكران المقرئ الدربندي (٢).
قالا : أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة بن أحمد ابن أبي الخطاب ، أنا أحمد بن محمّد بن يحيى بن حمزة ، حدّثني أبي ، عن أبيه يحيى بن حمزة بن يزيد (٣) ، أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال :
رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال لها ريّا كان بنو أمية يكرمونها ، وكان هشام يكرمها ، وكانت إذا جاءت إلى هشام تجيء راكبة ، فكلّ من رآها من بني أمية أكرمها ويقولون : ريّا حاضنة يزيد بن معاوية ، فكانوا يقولون : قد بلغت من السن مائة سنة ، وحسن وجهها وجمالها باق بنضارته ، فلمّا كان من الأمر الذي كان استترت في بعض منازل أهلنا فسمعتها وهي تقول : وتعيب بني أمية مداراة لنا.
قالت : دخل بعض بني أمية على يزيد فقال : أبشر يا أمير المؤمنين ، فقد أمكنك الله من عدو الله وعدوك ، يعني الحسين بن علي ، قد قتل ، ووجّه برأسه إليك ، فلم يلبث إلّا أياما حتى جيء برأس الحسين ، فوضع بين يدي يزيد في طشت (٤) فأمر الغلام فرفع الثوب الذي كان عليه فحين رآه خمر وجهه بكمه كأنه يشم منه رائحة ، وقال : الحمد لله الذي كفانا المئونة بغير مئونة ، (كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ)(٥) ، قالت ريّا : فدنوت منه ، فنظرت إليه ، وبه ردع (٦) من حناء. قال حمزة : فقلت لها : اقرع ثناياه بالقضيب كما يقولون؟ قالت : أي
__________________
(١) بالأصل : لأبي ، والمثبت عن «ز».
(٢) بالأصل : بندي ، وقبلها بياض ، وفي «ز» : «الزرنيدي» والصواب ما أثبت تقدمت ترجمته في تاريخ دمشق طبعة دار الفكر ٣٤ / ٢٤٣ رقم ٣٧٧١ والدربندي نسبة إلى دربند ، وهو باب الأبواب ، مدينة على بحر الخزر كما في معجم البلدان. وفي ترجمته يذكر أن أبا القاسم بن السمرقندي هو ابن ابنته.
(٣) بالأصل : «بن زيد ، أخبرني أبي حمزة بن زيد ، أخبرني ابن الحضرمي» وفي «ز» : «عن أبيه يحيى بن حمزة بن يزيد الحضرمي».
(٤) كذا بالأصل و «ز» : «طشت» وفي المطبوعة : «طست» يحكى بالسين المهملة وبالشين المعجمة (القاموس).
(٥) سورة المائدة ، الآية : ٦٤.
(٦) رد من حناء أي شيء يسير منه.
والذي ذهب بنفسه ، وهو قادر على أن يغفر له ، لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب في يده ، ويقول أبياتا من شعر ابن الزبعرى ، ولقد جاء رجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال له : قد أمكنك الله من عدو الله ، وابن عدو أبيك ، فاقتل هذا الغلام (١) ينقطع هذا النسل ، فإنك لا ترى ما تحبّ وهم أحياء (٢). آخر من ينازع فيه يعني علي بن حسين بن علي ، لقد رأيت ما لقي أبوك من أبيه ، وما لقيت أنت منه ، وقد رأيت ما صنع مسلم بن عقيل (٣) ، فاقطع أصل هذا البيت ، فإنك إن قتلت هذا الغلام انقطع نسل الحسين خاصة ، وإلّا فالقوم ما بقي منهم أحد طالبك بهم ، وهم قوم ذوو (٤) مكر ، والناس إليهم مائلون وخاصة غوغاء أهل العراق ، يقولون : ابن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابن علي وفاطمة. اقتله ، فليس هو بأكرم من صاحب هذا الرأس ، فقال : لا قمت ولا قعدت فإنك ضعيف مهين ، بل أدعهم كلما طلع منهم طالع أخذته سيوف آل أبي سفيان.
قال : إنّي قد سميت الرجل الذي من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولكن لا أسميه أبدا ، ولا أذكره.
قال حمزة : فسألتها : من هي؟ فقالت : كانت أمي امرأة من كلب ، وكان أبي رجلا من موالي بني أمية ، وقالت لي : ماتت أمي يوم ماتت ولها مائة سنة وعشر سنين ، وذكرت أن أمّها عجيبة عاشت تسعين سنة ، وأنّها أدركت زمن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسمعت وهي امرأة أم أولاد ، وأنها رأت عمر بن الخطاب حين قدم الشام وهي مسلمة.
قال أحمد : قال أبي : قال لي يحيى بن حمزة : قال أبي : يعني حمزة بن يزيد (٥) : قد رأيت ريّا بعد ذلك مقتولة مطروحة على درج جيرون (٦) مكشوفة الفرج في فرجها قصبة مغروزة.
قال حمزة : وقد كان حدّثني بعض أهلنا : أنه رأى رأس الحسين مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام.
__________________
(١) يعني علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، زين العابدين.
(٢) بالأصل : أجياد ، والمثبت عن «ز».
(٣) مسلم بن عقيل بن أبي طالب ، ابن عم الحسين بن علي ، ورسوله إلى أهل الكوفة ، وأمره بتقوى الله وكتمان أمره واللطف ، وأمره إن رأى الناس مجتمعين له عجل بذلك إليه.
(٤) بالأصل و «ز» : ذو مكر.
(٥) بالأصل : زيد ، والمثبت عن «ز».
(٦) درج جيرون : الدرج المقابل لباب جيرون باب الجامع الأموي الشرقي (انظر معجم البلدان).