تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٦٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٨٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

وظلمة المشيمة ، يدرّ الله عليه رزقه في جوف ظلمة البطن ، فإذا خرج من البطن وقع في اللبن لا يسعى إليه بقدم ، ولا يتناوله بيد ، ولا ينهض إليه بقوة ، بل يكره عليه حتى يرتفع عن اللبن وينظم ويقع في المنزلة الثالثة بين أبويه ، يكسيان عليه ، فإذا ماتا تركاه يتيما ، فعطف عليه الناس ، يطعمه هذا ويكسوه هذا رحمة لله ، وكذلك الله تعالى لا يناوله الله العباد شيئا من يده إلى أيديهم ، ولكن يرزقهم وينزل عليهم من خزائن ما عنده ، على يدي عباده بقدر ما يشاء ، حتى إذا بلغ منزلته الرابعة واستوى خلقه واجتمع وكان رجلا خشي أن لا يرزقه الله اجترأ على الحرام ، وعدا على الناس فقتلهم على الدنيا ، فسبحان الله ما أبعد هذين الأمرين (١) بعضهما من بعض يحسن ظنه بالله وهو صغير وإذا كبر ساء ظنه فأوثق نفسه في طلب ما كفل له به.

يا معشر الحواريين ، اعتبروا بالطير يطير في جو السماء ، هل رأيتم طيرا قط يدخر بالأمس رزق غد؟ ألم تروه (٢) يأوي إلى وكره بغير شيء ادّخره ثم يصبح غاديا (٣) مستبشرا فيعرض له رزقه ، ثم يرجع كذلك إلى وكره ، وكذلك البهائم والسباع والحيتان والوحوش ، وابن آدم يدّخر رزق الأبد في يوم لو قدر عليه ، ولو فارق الدنيا وعاين الآخرة لندم ندامة لا تغني عنه شيئا.

يا معشر الحواريين ، إن أبغض العلماء والقرّاء إلى الله الذين يحبون أن يسودوا في المجالس ، ويذكروا عند الطعام ، ويشار إليهم بالأصابع الذين يفرغون جرايب (٤) الأرامل أولئك يضاعف الله لهم العذاب ، يا معشر الحواريين ، بحقّ أقول لكم ما الدنيا تحبون ولا الآخرة ترجون ، ولو كنتم تحبون الدنيا عملتم العمل الذي تدركون به الدنيا ، ولو كنتم ترجون الآخرة لعملتم العمل الذي تدركون به الآخرة ، بحق أقول لكم أمسيتم في زمان كلامهم كلام الأنبياء ، وفضلهم فضل السفهاء ، كلامكم دواء يبرئ الداء وقلوبكم داء لا تقبل الدواء ، فقد قتلتم أنفسكم على حب الدنيا ، قلوبكم تتلقى من أعمالكم وأعمالكم لا تتلقى من ذنوبكم ، اعلموا أن هذه الأرض تحمل الجبال ، وهذه الجبال تمسك الأرض ، وأجسادكم تحمل قلوبكم ، وقلوبكم لا تمسك أجسادكم ، بحب الدنيا زاغت فمالت بكم ، سحرت الدنيا

__________________

(١) بالأصل : الأمر.

(٢) غير واضحة بالأصل.

(٣) بالأصل : عاديا.

(٤) كذا بالأصل ، ولعله تصحيف جرب جمع جراب أو أجربة ، والجراب المزود أو الوعاء ، (القاموس).

٦١

أعينكم ، أصبحت الدنيا عندكم بمنزلة العروس المجلية (١) ، يعشقها كل من رآها وهي بمنزلة الحية ليّن مسها تقتل بسمّها.

يا معشر الحواريين ، ليكن همّكم من الدنيا أنفسكم تفوزوا بها ، ولا تكن (٢) همتكم بطونكم وفروجكم ، تضمروا من الطعام وتملّوا من الحكمة.

يا معشر الحواريين لو توكّلتم على الله حقّ توكّله لأتاكم بالرزق كما يأتي الطير رزقه في جو السماء تغدو خماصا (٣) وتروح بطانا.

يا معشر الحواريين ، هل تستطيعون أن تعبدوا زين يعني الدنيا والآخرة ، من طلب الدنيا ترك الآخرة ، ومن طلب الآخرة ترك الدنيا ، ... (٤) الشعير وملح الجريش (٥) ، واخرجوا من الدنيا سالمين.

يا معشر الحواريين ، قد تنطحت لكم الدنيا فجعلتكم فوقها ، فليس بنار علم فيها إلّا اثنان الملوك والنساء ، أما الملوك فإن لم تنازعوهم (٦) في دنياهم لم ينازعوكم في دينكم ، وأما النساء فاستعينوا عليهن بالصيام ، واعلموا أن النظر إلى النساء سهم من سهام إبليس مسموم ، وهو يزرع الشهوة في القلب ، وكفى بصاحبها خطيئة. إنما قتلت الملوك الأخيار لأنهم دعوهم إلى دنياهم فلم يجيبوهم ، وأظهروا الناس على عيوبهم ، فقالوا : نقتلهم فنستريح منهم.

يا معشر الحواريين ، لا تنازعوا أهل الدنيا في دنياهم فينازعوكم دينكم ، فلا دنياهم أصبتم ولا على دينكم استبقيتم. يا معشر الحواريين تنطقوا ، بالحكمة التي جعل الله لكم في قلوبكم ، ولا تدنسوا أبدانكم بعرض الدنيا ... (٧) الدنيا لا تسروا ، واعلموا أن هذه الحكمة تنوّر القلوب إذا ما مسّها العمل ، فلا تفسدوا فتفسدوا الناس ، وإن مثل الحكيم الذي يعمل بحكمته كمثل الشمس تضيء (٨) للخلائق ولا تحرق نفسها ، وإن مثل الحكيم الذي لا يعمل

__________________

(١) العروس المجلية : جلا العروس على بعلها جلوة وكذلك اجتلاها أي عرضها عليه مجلوة ، وقد جليت على زوجها (تاج العروس).

(٢) بالأصل : يكن.

(٣) خمص البطن : خلا ، والمخمصة : المجاعة ، وقد خمصه الجوع خمصا ومخمصة (القاموس).

(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل.

(٥) الجريش من الملح ما لم يطيّب ، وهو المتفتت كأنه قد حك بعضه بعضا (تاج العروس : جرش).

(٦) بالأصل : ينازعوهم.

(٧) غير مقروءة بالأصل.

(٨) بالأصل : يضيء.

٦٢

بحكمته كمثل السراج يضيء من حوله ويحرق نفسه ، ومثل الحكيم الذي يعمل بحكمته كمثل الأترجة (١) ريحها طيّب وطعمها طيّب ، وإن مثل الحكيم الذي لا يعمل بحكمته كمثل شجرة الدفلى (٢) ورقها حسن وطعمها مرّ ، وإن مجالسة المؤمن الحكيم كمجالسة المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك ريحه ، وإنّ مجالسة الرجل السوء بمنزلة مجالسة القبر إن لم يصبك شذاذه أصابك دخانه ، فإياكم ومجالسة أهل المعاصي.

يا معشر الحواريين ، لا تصفوا البعوض عن شرابكم وتشترطوا القيلة ، تنزعون القذى من أعين الناس وتدعون العوارض في أعينكم ، تنظرون في ذنوب الناس كأنكم أرباب ، لا تنظروا في ذنوب الناس فالأرباب ما نظروا في ذنوبكم كالعبيد ؛ ما الناس إلا كالرجلين مبتلى ومعافى ، فارحموا صاحب البلاء واحمدوا الله على العافية.

يا معشر الحواريين إنّ الله قال لموسى : يا موسى لا تحلف باسمي كاذبا ، وأمر موسى بني إسرائيل : لا تحلفوا بالله إلّا وأنتم صادقون ، وأنا آمركم أن لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين ، ولكن قولوا : نعم ، ولا يكفي بالكذب إثما وبالحلف غدرا. يا بني إسرائيل كونوا حكماء ، علماء ، لا تضعوا الحكمة إلّا عند أهلها ، ولا تكتموها أهلها ، فإنكم إن تكلمتم بالحكمة عند غير أهلها جهلتم ، وإن منعتموها أهلها فقد ظلمتموها ، فكونوا كالطبيب العالم الذي يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع ، فقولوا الحكمة واعلموا بها ، واقبلوها ممن يقولها ، وإن أبغضتم قائلها ، واجتنبوا قول السوء وإن أحببتم قائله ، حبّوا من أبغضكم وصلوا من قطعكم ، وأعطوا من حرمكم ، وصلّوا على من لعنكم ، فإنكم إن كنتم تحبون من أحبكم وتعطون من أعطاكم كانت تلك مكافأة ، فليس لكم فضل على أحد ، ولكن أعطوا من منعكم وبرّوا بآبائكم وأمهاتكم ، ليصرف الله عنكم العسر وييسّر لكم اليسر. اعفوا عن الناس يعف الله عنكم ، ألا ترون إلى ربكم كيف تشرق الشمس على أعدائه ، ويقسم رزقه لهم ، لا يحرمهم أرزاقهم لمعصيتهم إياه ، ويدعوهم إلى التوبة على أن يدخلهم الجنة ، واعلموا أنّ لكلّ كلمة حسنة أو سيئة جوابا تعطون جوابها يوم القيامة ، وإذا قرّب أحدكم قربانه ليذبحه ، فيذكر أن أخاه

__________________

(١) الأترجة : واحدة الأترج ، معروف ، حامضه مسكن غلمة النساء ، ويجلو اللون والكلف وقشره في الثياب يمنع ضرر السوس (تاج العروس).

(٢) الدفلى : شجر مرّ الطعم جدا منه نهري ومنه بري ورقه كورق الحمقاء وقضبانه طوال منبسطة على الأرض (تاج العروس).

٦٣

... (١) عليه في نفسه فليترك قربانه وليذهب إلى أخيه فيرضيه ، ثم ليذبح قربانه. يا بني إسرائيل كافئوا بالإحسان ، وادرءوا بالحسنة السيئة عند (٢) الله ، حسب كل امرئ إذا أخذ قميص أحدكم فليبسط إزاره أيضا. من لطم خدّه فليملكن (٣) خده الآخر فيلطمه ، وإن سخّرك رجل ميلا فاذهب معه ميلا آخر ، وأيما رجل منكم أصاب الخطيئة بعينه ، فإن كان لله رضا أن ينزعها فلينزعها ، وإن أصاب بعينيه جميعا فإن كان لله (٤) رضا أن ينتزعهما جميعا فلينتزعهما ، فإنه أريك في الدنيا أعمى وفي الآخرة بصير .... (٥) له وإن أصاب الخطيئة بيديه ورجليه كان لله رضا أن يقطعهما فليقطعهما جميعا ، فإنه لا يكون له في الدنيا يدان ولا رجلان خير له من أن يكون له يدان ورجلان في النار. يا بني إسرائيل لا تجالسوا الملوك على موائدهم ، ولا تأكلوا ما يأكلون ، ولا تلبسوا ما يلبسون ، ولا تركبوا ما يركبون ؛ فإن ذلك منعة لكم عند الله ، ونقص في الدرجات ، يا بني إسرائيل ما يغني عن البيت المظلم السراج على ظهره وباطنه مظلم ، فابدوا بيوتكم فأسرجوا فيها قبل أن ينتهب ما فيها فتخرب ، ولا تعطوا الناس سرجكم ، ابتدوا بأنفسكم فأدّبوها وعظوها ، واعملوا بالحكمة ثم علّموها الناس ، ما يغني عن الجسد إذا كان ظاهره صحيحا وباطنه فاسدا ، ما تغني عنكم أجسادكم إذا عجبتم وقد فسدت قلوبكم ، وما ذا يغني عنكم أن تبقوا جلودكم وقلوبكم دنسة تخرجون الحكمة إلى الناس ، وتمسكون الغلّ في صدوركم ، لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيّب ويمسك النخالة ، فذلك الحكمة تخرج من أفواهكم ويبقى الغلّ في صدوركم. دعوا الشرّ ثم اطلبوا الخير ينفعكم ، فإنكم إذا جمعتم الخير والشرّ فكيف ينفعكم الخير. إن الذي يخوض الماء لا بدّ أن يصيب ثوبه نضح الماء وإن جهد ، فكذلك من يحبّ الدنيا لا ينجو من الخطايا ؛ يا عبيد الدنيا طوبى للمجتهدين بالليل ، أولئك يؤتون النور الدائم ، قاموا في ظلماء الليل فمشوا على أرجلهم ، فالتمسوا مساجدهم بأيديهم يتضرّعون إلى ربهم في حسن النفقة ، فأجابهم ربهم في الرّخاء فسعدوا في الشدة ، صبروا وبالصبر ...... (٦) من ظلمة خطاياهم ، ورعوا في

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل.

(٢) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٣) كذا.

(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٥) غير مقروءة بالأصل.

(٦) غير مقروءة بالأصل.

٦٤

مساجدهم العمل ، وسقوا زرعهم من دموع أعينهم حتى نبت زرعهم ، وأدرك الحصاد ليوم فقدهم فوجدوا عاقبة ذلك عند ربهم في يوم يحشر فيه ، المبطلون قلوبهم معلقة عند ربهم وأجسادهم في الدنيا منتصبة ، قد غلبهم اليوم فخرّوا على وجوههم لما رجوا من رحمته ورهبوا من عذابه ، فمن يكون زرعه المرّ لا يحصد حلوا ومن يكن الحلو زرعه لا ينبت له المرّ ، ومن كان زرعه مرّا حصد في آخر زمانه مرّا مثل ما زرعه ، ومن كان زرعه حلوا فحصد (١) في آخر زمانه مثل زرعه ، كما لا يجتنى من الشوك التمر ، كذلك لا يجزى السيئ إحسان ، بحقّ أقول لكم : إنّ الدنيا خلقت وجعلت مزرعة توزع فيها العباد الخير والشرّ ، فمنفعة الخير يوم حصاده ومزرعة الشرّ شقاء وبلاء وعذاب في يوم حصاده ، ضرب الله لكم مثل الآخرة خلقت للحصاد ، والدنيا جعلت للزرع ، فمن زرع وبذر اليوم فإنه يحصد يوم القيامة ، فليتفكّر المتفكّر فيما يضره وما ينفعه ، فإن الخير ينفعه والشرّ يضره. فأحسن ابن آدم إلى طبيبك يقوم عليك في السقم غدا ، فسقمك لا يزال يعتريك (٢) .... (٣) الطبيب لم تفعل فكيف تفعل بك الكرامة ، وأنت إياه لم تكرم فصابعوا (٤) ربكم اليوم ليوم الأكبر وتجهزوا للعرض عليه ، فإنه قد دنا من الله إليكم فراغ ، فكان منكم كطرفة عين الناظر ، لا تمشوا مع الأشرار فتشبّهون بهم ، فإن للحكماء فيهم عبرة ، وعبرة الحكماء لهو السفهاء ، ولهو السفهاء عبرة الحكماء ، فالحكيم يعتبر بالجاهل ، والجاهل ..... (٥) بهواه عليكم ما كسبتم فاجتمعوا عليها وأطيلوا حبسها ، لا يخرج من أفواهكم ما لا يحلّ لكم ، قد جعل الله لألسنتكم أطباقا فأطبقوها. فأعرض للمؤمن الكلام ما لا يحلّ وقد جعل الله لأعينكم أطباقا فأطبقوا عند ما لا يحلّ لكم. يا عبيد الدنيا إنه من لا يستعين على حمله لا يستطيع أن يحمله ، ومن لا يتوب إلى ربه كيف يغفر له ، ومن لا يغسل (٦) فكيف يغنيه ، ومن لا يتب من الخطايا كيف يقبل منه؟ ومن يركب البحر بغير سفينة كيف ينجو من الغرق؟ ومن لا يترك المعاصي كيف يتخلص من الذنوب؟ ومن لا يتناول الطعام بيده كيف يأكله؟ ومن لا يتواضع لربه كيف

__________________

(١) كذا بالأصل.

(٢) بدون إعجام بالأصل.

(٣) كلمة غير مقروءة بالأصل.

(٤) كذا رسمها بالأصل.

(٥) مطموسة بالأصل.

(٦) كذا رسمها بالأصل.

٦٥

يعبده؟ ومن لا يضر مسسعه (١) كيف (٢) يقطع به؟ ومن لا يعمل عملا صالحا كيف ينفعه؟ ومن لا يخشى العقوبات كيف يترك المحارم؟ ومن لا يهمه عيب وجهه كيف ينظر في المرآة؟ ومن لا تهمه الخطايا كيف يترك الذنوب؟ ومن لا يبذل ماله لحليله كيف يحبه؟ ومن لا يطيع ربه كيف يذهبه؟ يا عبيد الدنيا ما ذا ينقص من نور الشمس من هو قائم فيها ، بل ينتفع من مشى فيها ، وكذلك الله لا ينقص ما أعطى بل يزيد من شكر. يا عبيد الدنيا إنّ العسل ليس في الزق كلّ ساعة ، كذلك الحكمة ليس قلوبكم كل ساعة ، إنّ الزقّ ما لم ينخرق سوف يساد فيه العسل ، كذلك أنتم ما لم تخرق (٣) شهوات الدنيا قلوبكم فسوف يعاد فيها الحكمة فلا تفسدوها بالخطايا ، ولا يطولن بكم الأمد ، إن ابتليتم بشيء من ذلك ، ولكن اصبروا على ترك الخطايا ، فإن ترك الخطايا أهون من طلب التوبة. يا عبيد الدنيا ما أكثر الشجر وليس كله يثمر ، وما أكثر العلماء وليس كلكم يعمل. إن الدابة ما لم ترضّ تستصعب ، وإنّ قلوبكم ما لم تلق تتركوا (٤) العلم. يا عبيد الدنيا إنكم لا تدركون ما تأملون إلّا بالصبر على ما تكرهون ، ولا تبلغون ما تريدون إلّا بترك ما تشتهون ، ولا ينتظر امرؤ بتوبته لغد فإن من دون غد يوما وليلة ، وأمر الله غاد ورائح ، إذا كنت في عشرين أعمى كلهم يقولون : لم تطلع الشمس ، وأنت تنظر إليها فلا تصدقهم ، وإن جاءك أعمى وأنت على الطريق فقال : إن هذا ليس بطريق فعلي كيف تدعوني إلى الطريق وأنت أعمى لا تبصر. يا عبيد الدنيا كيف يكون من أهل الآخرة من لا تنقضي شهوته من الدنيا؟ ومن لا تنقطع فيها رغبته؟ يا عبيد الدنيا لو أن الله لم يعذب على الخطايا لكنتم متحققين أن تدعوها شكرا لما أنعم عليه بحق أقول لكم. يا عبيد الدنيا إذا أفسدتم آخرتكم وجعلتم العلم تحت ألسنتكم ، والعمل تحت أقدامكم ، فلا أنتم تستعتبون ، لكن على الناس تطعنون ، فأي الناس أخسر منكم لو تعلمون. يا عبيد الدنيا خفتم ربكم على الناس وأمنتموه على أنفسكم ، فكيف يبغض أحدكم صاحبه على الظن ويدع نفسه على اليقين؟ أم كيف يغضب أحدكم إذا ذكر بعض ذنوبه وهي حقّ ويفرح إذا مدح بما ليس فيه بحق أقول لكم ما عمرت أرواح إبليس في شيء ما عمرت فيكم ، إنما أعطاكم الله الدنيا لتعملوا فيها ، ولم تعطلوها لتشتغلوا عن الآخرة ، إنما بسطها لكم لتعلموا ولم يبسطها لكم لتضلوا ، إنما أعانكم بها على العبادة ، ولم يعنكم بها

__________________

(١) كذا رسمها.

(٢) كتبت فوق الكلام بين السطرين.

(٣) بالأصل : يخرق.

(٤) كذا بالأصل.

٦٦

على الخطايا ، وإنما أمركم فيها بطاعته ولم يأمركم فيها بمعصية ، وإنما أعانكم فيها على الحلال ، ولم يبخل (١) لكم بها الحرام ، وإنما وسعها لتواصلوا بها ، ولم يوسعها لكم لتعاطوا فيها ، إذ كنتم مساكين جياعا عراة ، تركتم الإثم والحرام حين كنتم أغنياء شباعا ، بخير وقعتم في الحرام ، بئس ما (٢) صنعتم بأنفسكم ، ونعم ما صنع بكم ربكم حين كنتم هزالى ضعفى ، حملتم الأوساق (٣) الثقيلة وحين سمنتم عجزتم عنها ، وحين كنتم عميان (٤) بصركم ، وحين أبصرتم عميتم ، وحين كنتم صمّا أسمعكم ، وحين سمعتم صممتم ، وحين كنتم جهالا علّمكم ، وحين صرتم معلّمين كلكم جهلتم ، وحين كنتم أمواتا أحياكم ، وحين أحياكم متم ، وحين كنتم ضلالا هداكم ، وحين اهتديتم ضللتم ، وحين كنتم أذلة مستضعفين سألتم العز والسلطان ، وحين أعطيتم كفرتم ، وحين كفر الناس استقبحتم ، وحين فتح لم ضيعتم ، وحين صرفت عنكم الدنيا أخلصتم أعمالكم ، وحين فتحها عليكم ... (٥) يا صاحب العلم إن الأجر محروص عليه ولا يدركه إلّا من عمل ولا يفتح إلا لمن يسأله ، ولا يجده إلّا من طلبه. يا صاحب العلم إن الشجر يتفاضل في الثمار وكذلك تتفاضل الرجال بالقول والأعمال. يا صاحب العلم إن الشجر لا يكمل إلّا بالثمر وطيبه ، فكذلك لا يكمل الدين إلّا بتحرج عن المحارم ، يا صاحب العلم إن الماء يطفئ النار ، وكذلك ينبغي للعلم أن يطفئ الغضب ، يا صاحب العلم إن الزرع لا يصلح إلّا بالماء والتراب وكذلك الإيمان والعمل.

يا صاحب العلم كل شيء إنما ينبت بالزرع وكذلك الله يجزى كل عامل بما عمل.

يا صاحب العلم إنه لا يجتنى الماء والنار في إناء واحد ، كذلك لا يجتمع الفقه والغناء في قلب واحد.

يا صاحب العلم إذا زال القلب عن حب النصر لله فإنه كالحجر الثقيل يجر من الهبوط إلى الصعود. يا صاحب العلم إنه لا يكون مطر بغير سحاب كذلك لا تكون (٦) مرضاة الله إلّا بقلب نقي.

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل ، ولعل الصواب ما ارتأيناه.

(٢) بالأصل : بيسما.

(٣) الأوساق واحدها وسق ، والوسق : ستون صاعا أو حمل بعير ، ويجمع أيضا على : وسوق ، وأوسق (انظر تاج العروس : وسق).

(٤) كذا بالأصل.

(٥) غير مقروءة بالأصل.

(٦) بالأصل : يكون.

٦٧

يا صاحب العلم إن السارق إذا اطلع على شيء من عمله ووجدت عنده السرقة يكذب ذلك معذرته وتستبين للناس معرفته كذلك القارئ إذا عمل معصية الله استبان للناس أنه لا يريد بقراءته وجه الله ، يا صاحب العلم إن الزانية إذا حملت يفضحها حملها ، وكذلك يفتضح بالعمل من كان يغرّ الناس بالقول الحسن ويقول ما لا يفعل. يا صاحب العلم إن النفس نور كل حي ، وإن الحكمة نور كل قلب ، وإن النفوس رأس كل حكمة والحق بابه كل خير ورحمة ، الله باب كل حق ، ومفتاح ذلك الدعاء والتضرع إلى الله. وكيف يفتح باب بغير مفتاح.

يا صاحب العلم إن الرجل الحكيم لا يغرس في شجرة إلّا شجرة يرضاها ، ولا يحمل على خيله إلّا فرسا يرضاه ، ولا يحرث إلّا ببذر يرضاه ، فكذلك المؤمن العالم لا يعمل الأعمال إلّا برضا ربه.

يا صاحب العلم إن الصقالة تصلح السيف وتجلوه ، وكذلك الحكمة في قلب الحكيم مثل الماء في الأرض الميتة ، وهي في قلب الحكيم مثل النور في الظلمة يضيء به الناس.

يا صاحب العلم إذا عرض لك الشيطان فقال كيف رفع الله السماوات بغير عمد؟ فقل : إن لم تكن شهدت السماوات كيف رفعت وبنيت ، فقد رأيت سماء مثلها سحابا ينشطها الله ثم يؤلف بينه في ساعة فيكون سماء دون هذه ، فبعث الله عليه شمسها وقمرها ثم يكشطها عن وجه السماء وكذلك يكشط الله عن وجه الأرض يوم القيامة.

يا صاحب العلم إن نقل الحجارة عن رءوس الجبال أهون من أن تحدث من لا يقبل حديثك فيكون مثلك في ذلك كمثل الذي ينقع الحجارة في الماء لتلين. وكمثل الذي يصنع المائدة لأهل القبور ، وكمثل المغني عند الميت. وكمثل الذي يريد أن يجتني العنب من الشوك.

يا صاحب العلم احبس الفضل من قولك ، الذي يخاف عليك المقت من ربك. يا صاحب العلم لا تحدث حديثا إلا بحكمة تفهمه ، ولا تغبط أمرا في قوله حتى يستبين لك عمله. يا صاحب العلم تعلم من العلماء ما جهلت ، وعلم الجاهل ما علمت ، يا صاحب العلم عظم العلماء بعلمهم ودع منازعتهم ، ولا تصغر الجهال بجهلهم ولا تطروهم ، ولكن علمهم وقربهم.

يا صاحب العلم ، اعلم أن كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ بها. يا

٦٨

صاحب العلم ، إن كل معصية عجزت عن نوبتها بمنزلة عقوبة تعاقبها. يا صاحب العلم كرب الموت لا تدرى شيء يغشاك ، فاستعد له قبل أن يغشاك.

أخبرنا أبو المظفر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد ابن أبي عمرو قالا : أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد ابن حنبل ، حدّثني أبي ، نا عبد الرّحمن بن مهدي ، نا سفيان ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أبي ثمامة الواقدي قال قال الحواريون لعيسى بن مريم : من المخلص لله؟ قال : الذي يعمل العمل لله لا يحب أن يحمده الناس عليه.

قال سفيان : حدّثني به منصور عنه يعني عبد العزيز ، فلقيته فسألته.

أخبرنا أبو القاسم النسيب ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمّد بن أحمد ، نا عبد المنعم ، عن أبيه ، عن وهب قال : قرأت في الإنجيل أن المسيح صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال للحواريّين من أجلد .... (١) الح؟؟؟؟ اسه (٢) و؟؟؟؟ سسها؟؟؟ (٣) كالحمام. قد يروى بعضه مرفوعا ، ولا يصح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا ابن مسعدة ، أنا حمزة ، أنا ابن عدي (٤) ، نا قاسم ابن علي الجوهري ، نا محمّد بن ميمون بن كامل الحمراوي ، ثنا محمّد بن إسحاق يعني العكاشي ، حدّثني الأوزاعي ، حدّثني مكحول والقاسم أنّهما سمعا أبا أمامة يقول : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن أخي عيسى ابن مريم قال للحواريين [يوما](٥) يا معشر الحواريين كونوا في الشرّ بلها كالحمام ، وكونوا في الحذر والاجتهاد كالوحش إذا طلبها القناص» [١٣٦٥١].

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا ابن النقور ، وأبو القاسم البسري ، وعبد الباقي بن محمّد ابن غالب ، قالوا : أنا أبو طاهر المخلص ، حدّثني أبو العباس بن المارستاني ، نا مهنى بن يحيى الشامي ، نا بقية بن الوليد ، عن الزبيدي ، عن عبد الله بن عاصم ، عن وهب بن منبه قال :

__________________

(١) كذا قسم من اللفظة مكانه بياض.

(٢) كذا بدون إعجام بالأصل.

(٣) كذا بالأصل وفوقها ضبة.

(٤) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ١٦٨ في ترجمة محمد بن إسحاق بن إبراهيم العكاشي.

(٥) زيادة عن الكامل لابن عدي.

٦٩

وجدت في بعض الكتب أنّ الحواريين أتوا عيسى فقالوا : يا روح الله ، إن معنا رجلا به شيء من اللمم فإن (١) رأيت أن تدعو له ليذهب عنه قال : وما هو؟ قالوا : أحمق. فقال : إن جبريل عهد إليّ عن الله عزوجل بكلّ شيء ، ولم يعهد إليّ في الحمق بشيء ، وما كنت بالذي أعترض على الله فيما لم يعهد فيه إليّ بشيء.

أخبرنا أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو سعيد المفضل بن محمّد بن إبراهيم الخندمي ، نا إبراهيم بن محمّد الشافعي ، نا ابن عيينة ، عن محمّد بن سوقة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : حج الحواريّون فلما دخلوا الحرم مشوا تعظيما للحرم.

أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز ، وأبو محمّد بن حمزة ، قالا : نا أحمد بن علي بن ثابت ، أنا أبو الحسن بن رزقويه (٢) ، أنا أحمد بن سندي (٣) ، نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر قال : وأنبأ ابن سمعان ، أنبأ من له علم بالإنجيل :

أن الحواريين (٤) فرقهم شمعون بعد عيسى حيث أمره عيسى فوجّه من الحواريين الأتباع الذين كانوا بعد عيسى فوجه فرطوس (٥) الحواري ومعه يونس من الأتباع ولم يكن من الحواريين إلى الرومية ، ووجه أندرايس وميثا إلى الأرض التي يأكل (٦) أهلها الناس ، ووجهه مويوس (٧) إلى أرض بابل من أرض المشرق ، ووجه فيلبس (٨) إلى أرض القيروان وطنجة (٩) ، وهي إفريقية ووجه يحنس إلى أقسوس ، قرية الفتية أصحاب الكهف ، ووجه يعقوبس إلى أروشلم ، وهي إيليا قرية بيت المقدس ، ووجه يوفا بن سلقا (١٠) إلى أرض الحجاز ، ووجه يعقوب ومعه يهودا ولم يكن يهودا من الحواريين وكان من الأتباع إلى أرض بربر دون

__________________

(١) بالأصل : «قال» تحريف.

(٢) تحرفت بالأصل إلى : زرقويه.

(٣) تحرفت بالأصل إلى : «سرى».

(٤) تحرفت بالأصل إلى : الحواريون.

(٥) كذا بالأصل ، والذي في تاريخ الطبري ١ / ٣٥٤ (ط. بيروت) فطرس.

(٦) بالأصل : «تاهل» والمثبت عن الطبري.

(٧) في الطبري : توماس.

(٨) الطبري : قليس.

(٩) في الطبري : قرطاجنة.

(١٠) كذا بالأصل : «يوفا بن سلقا» وفي الطبري : «ابن تلما».

٧٠

إفريقية ، ووجه يحنا بن زبدا ويومان إلى أنطاكية ، وذلك أنهم لما رأوا الآية التي قال لهم عيسى : إنّ الملائكة تلقاكم بمغارف من نور ، فلمّا أمرهم شمعون فقاموا ليتفرقوا فلقيتهم الملائكة بمغارف ..... (١) النور ، يتكلّم كلّ رجل منهم بلغة القوم الذي وجّه إليهم ، ودفعتهم الملائكة ، فإذا كلّ رجل منهم على باب المدينة التي وجّه إليها من ساعته.

حرف الخاء فارغ

حرف الدال

٨٩٩٧ ـ الدميك السلمي (٢)

اسمه منصور بن السلم (٣) ، تقدم ذكره في حرف الميم.

٨٩٩٨ ـ الديباج

اسمه محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان (٤) بن عفان (٥)

حرف الذال

٨٩٩٩ ـ ذو ظليم

اسمه حوشب ، تقدم ذكره في حرف الحاء.

٩٠٠٠ ـ ذو الرمة

اسمه غيلان بن عقبة ، تقدم ذكره في حرف العين.

حرف الزاي

فارغ

__________________

(١) كلمة غير مقروءة بالأصل.

(٢) تقرأ بالأصل : الساوي.

(٣) بالأصل : «السا» راجع تراجم من اسمه «منصور».

(٤) بالأصل : «عثم» تصحيف.

(٥) بالأصل : «عبد» تصحيف ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٤٤٠.

٧١

حرف السين

٩٠٠١ ـ السابق المعري (١) الشاعر

اسمه محمّد بن الخضر ، تقدم ذكره في حرف الميم.

٩٠٠٢ ـ سجّادة

فقيه ، قدم دمشق مع المتوكل.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر ابن حيوية ، نا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة قال : سمعت سجّادة يقول : كنت قاضيا على المدائن فبعث إليّ المأمون بخادم له يوما نصف النهار ، فقال : المأمون يأمرك أن تهدم دار فلان وتستخرج منها قبر سلمان ، قال : فدعوت صاحبه فسألته عن الدار فقال : دار توارثناه. قال : فكتبت إلى المأمون : أن هذا حقّ في يد رجل لا يخرج إلّا ببينة قال : فلما كان بعد أيام إذا رسول المأمون قد جاء إلى صاحب العونة فأمره بهدمها ، فهدم الدار واستخرج منها قبرا فقالوا : هذا قبر سلمان.

قرأت بخط أبي محمّد عبد الله بن محمّد الخطابي الشاعر في أسماء من شخص مع المتوكل إلى دمشق من الفقهاء : سجّادة.

٩٠٠٣ ـ سطيح الكاهن

اسمه الربيع بن ربيعة ، تقدم ذكره في حرف الراء.

حرف الشين

فارغ

حرف الصاد

٩٠٠٤ ـ صريع الدّلّاء بصري (٢)

شاعر.

__________________

(١) بالأصل هنا : المقرى.

(٢) قال ابن خلكان : المعروف بصريع الدلاء قتيل الغواشي ، وصريع الدلاء اختلفوا في اسمه قالوا : اسمه محمد بن عبد الواحد القصار ، أبو الحسن ، وقالوا : اسمه علي ، وقالوا : اسم أبيه عبد الرحمن. واتفقوا على أنه شاعر بصري ، نزل بغداد راجع ترجمته في سير الأعلام (١٣ / ٢٠٥ ت ٣٨١٠) ط دار الفكر ووفيات الأعيان ٣ / ٣٨٤ وانظر بهامشهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له. تحول إلى مصر ومات بها سنة ٤١٢.

٧٢

له شعر عجيب ، يحكي فيه أصوات الطير والطبول وغير ذلك ، وكان سخيا ماجنا.

حكى عنه أبو نصر بن طلّاب.

أنبأنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، وأبو محمّد بن الأكفاني ، وأبو الفرج غيث ابن علي ، قالوا : أنا أبو نصر بن طلّاب ونقلته من خطه قال : حكى لي المعروف بصريع الدّلّاء البصري وقد اجتمع هو وعبد المحسن الصوري الشاعر بصيدا وجرى بينهما محاورات وحكايات مضحكات فكان مما حكاه ما روي : أن معلما كان بالشام رقيقا مشهورا بشتم الصبيان ، فعوتب على ذلك ، فقال لمن عاتبه وأنكر عليه : اقعدوا حتى تسمعوا فإن كنت معذورا ، وإلّا فلوموا ، فقرأ عليه ... (١)(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ)(٢) فقال له : كذبت يا عاض .... (٣) أتلزم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نفقة لا تجب عليه ، لعمري إنه أعجبك كثرة ماله ، قبّحك الله ، ثم قرأ أخرى : (عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا)(٤) (يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ)(٥)(ما يُؤْمَرُونَ)(٦) ، فقال له : يا ابن الخبيثة ما هؤلاء إلّا أكراد شهرزور وليس هؤلاء ملائكة قال : وقلنا له ما نلومك بعد هذا.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنشدني علي بن سلامة الأشعثي لصريع الدلاء :

خلقت رقيقا إذا ما رقع

ت بشيء من العقل لم أنتفع

ومن كان مستهزئا بالملا

ح وكان من الصغر صفرا صفع

ولم يدعوه إذا لم يدع

بأيديهم قطعا أن يدع

حرف الضاد وحرف الظاء فارغة

حرف العين

٩٠٠٥ ـ العجاج الراجز

اسمه عبد الله بن رؤبة ، تقدم ذكره في حرف العين.

__________________

(١) كلمة بدون إعجام وصورتها : «ص؟؟؟».

(٢) سورة المنافقون ، الآية : ٧.

(٣) كلمة غير واضحة بالأصل ورسمها : سلجه.

(٤) سقطت من الأصل.

(٥) بالأصل : ولا يفعلون.

(٦) سورة التحريم ، الآية : ٦.

٧٣

٩٠٠٦ ـ علوية المغني

اسمه علي بن عبد الله بن سيف ، تقدم ذكره في حرف العين.

حرف الغين

فارغ

حرف الفاء

٩٠٠٧ ـ الفرخ

رجل من موالي بني أمية ، له قصة مع المتوكل.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني أبو علي الحسن بن القاسم بن دحيم بن إبراهيم الدمشقي (١) ، حدّثني محمّد بن سعيد الربعي قال :

لما أراد جعفر المتوكل الخروج من الشام إلى العراق أحب أن يجعل طريقه على البرية ، لينظر إلى آثار بني أمية ومصايفهم ، وكان في طريقه دير يعرف بدير حنينا (٢) ، فلما ... (٣) على ذلك اتصل خبره ببعض موالي بني أمية فقال : والله لا نغصن عليه ... (٤) بأبيات أخبرها ، ثمّ تقدّمه إلى الدير فجعل لصاحب الدير جعلا على أن يدعه يكتب في صدر الهيكل أبياتا ، فأذن له ، فكتب (٥) :

أيا منزلا بالدير أصبح خاويا (٦)

تلاعب فيه شمأل ودبور

كأنك لم تقطنك بيض نواعم (٧)

ولم تتبختر في فنائك حور

وأبناء أملاك غياشم سادة

صغيرهم عند الأنام كبير

إذا نزعوا تيجانهم فضراغم (٨)

وإن لبسوا تيجانهم فبدور

__________________

(١) هو حفيد دحيم ، أبو علي الدمشقي ، راجع ترجمته في سير الأعلام (١٢ / ١٠ ت ٢٩٩٦) ط دار الفكر.

(٢) دير حنينا من أديرة الغوطة (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص ١٩٣).

(٣) غير مقروءة بالأصل ورسمها : «ارفنع».

(٤) غير مقروءة بالأصل.

(٥) الأبيات في معجم البلدان (دير الرصافة) ٢ / ٥١٠ وفيها أن المتوكل على الله في اجتيازه إلى دمشق قد وجد في حائط من حيطان الدير رقعة ملصقة مكتوب فيها هذه الأبيات.

(٦) بالأصل : «تاويا» ، والمثبت عن معجم البلدان.

(٧) صدره في معجم البلدان :

كأنك لم تسكنك بيض أوانس

(٨) صدره في معجم البلدان :

إذا لبسوا أدراعهم فعنابس

٧٤

على أنهم يوم اللقاء قساور (١)

ولكنهم يوم عيد النوال بحور

ولم يصبح الصهريج والناس حوله (٢)

عليه فساطيط لهم وخدور

وحولك رايات لهم وعساكر

خيل لها بعد الصهيل شخير

ليالي هشام بالرصافة قاطن (٣)

وفيك ابنه يا دير ، وهو أمير

إذ الملك غضّ والخلافة لدنة

وأنت خصيب والزمان طرير (٤)

وروضك مرتاض وبيعك بائع

ورجو بني مروان فيك نضير

بمسلمة الميمون وهو الذي له

تكاد قلوب المشركين تطير (٥)

بلى ، فسقيت الغيث صوب مناكير

إليك يصعد الرواح بكور (٦)

تذكرت قومي فيكم فبكيتهم

وان شجيا بالبكاء لجدير

تغربت نفسي وهي نفس لها

إذا جرى ذكر قومي أنة وزفير

رويدك إن اليوم يعقبه غد

وإن صروف الدائرات تدور

لعل زمانا جار يوما عليهم

لهم بالذي تهوى النفوس يحور

فيفرح مرتاد ويأمن خائف

ويطلق من كل الوثاق أسير

فلما قرأه المتوكل قال : والله ما كتب هذا إلّا رجل من بني أمية يريد أن ينغص علي ما أنا فيه ، فمن أتاني به فله ديته ، فطلب ، فأتي به ، وإذا هو رجل من بني أمية من أهل دمشق يعرف بالفرخ (٧) ، فأمر المتوكل بقتله ، وقال : بما قدمت يداك ، وما الله بظلام للعبيد.

قال أبو الحسين وراوي هذه الحكاية : يقرأ هذا الكلام : أن المتوكل لما قرأها بكى بكاء شديدا ، وأمر بهدم الموضع ، فهدم الحائط.

__________________

(١) معجم البلدان : ضراغم.

(٢) صدره في معجم البلدان :

ولم يشهد الصهريج والخيل حوله

(٣) بالأصل : قاطنا.

(٤) معجم البلدان :

إذ العيش ...

وأنت طرير والزمان غرير

(٥) ليس البيت في معجم البلدان.

(٦) البيت في معجم البلدان :

بلى فسقاك الله صوب سحائب

عليك بها بعد الرواح بكور

(٧) في معجم البلدان : إن الأبيات من شعر رجل من ولد روح بن زنباع الجذامي من أخوال ولد هشام بن عبد الملك.

٧٥

٩٠٠٨ ـ فرزدق الشاعر

اسمه همام بن غالب ، تقدم ذكره في حرف الهاء.

حرف القاف

٩٠٠٩ ـ القطامي الشاعر

اسمه عمرو بن شهر ، تقدم ذكره في حرف العين.

حرف الكاف

٩٠١٠ ـ كشاجم الشاعر

اسمه محمود بن الحسين ، تقدم ذكره في حرف الميم.

حرف الميم

٩٠١١ ـ المتلمس الشاعر

اسمه جرير بن عبد المسيح ، تقدم ذكره في حرف الجيم.

٩٠١٢ ـ المتنبي الشاعر

اسمه أحمد بن [حسين بن](١) الحسن ، تقدم ذكره في حرف الألف.

٩٠١٣ ـ مكحول البيروتي

اسمه محمّد بن [عبد السّلام ، أبو](٢) عبد الرّحمن ، تقدم ذكره في حرف الميم.

حرف النون

٩٠١٤ ـ النابغة الذبياني

اسمه زياد بن ميمون ، تقدم ذكره في حرف الزاي.

__________________

(١) زيادة لازمة للإيضاح.

(٢) زيادة لازمة للإيضاح.

٧٦

٩٠١٥ ـ نابغة بني شيبان

اسمه عبد الملك بن المخارق ، تقدم ذكره في حرف العين.

٩٠١٦ ـ الناظر المعرّي الشاعر

اسمه مهنى بن علي ، تقدم ذكره في حرف الميم.

٩٠١٧ ـ النجاشي الشاعر

اسمه قيس بن عمرو ، تقدم ذكره في حرف القاف.

حرف الواو

٩٠١٨ ـ وضاح اليمن

اسمه عبد الله بن إسماعيل ، تقدم ذكره في حرف العين.

حرف الهاء وحرف اللام ألف وحرف الياء فارغة

٧٧

ذكر من عرف بالقرابات

ولم يذكروا بالتسميات

٩٠١٩ ـ والد بحدل

حكى عن عمر بن عبد العزيز.

روى عنه ابنه بحدل.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (١) ، أنا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي قال : قرأت على زيد بن الحباب ، حدّثني عياش بن عقبة الحضرمي وهو عمّ ابن لهيعة ، حدّثني بحدل الشامي ، عن أبيه ، وكان صاحبا لعمر بن عبد العزيز ، أخبره قال : رأيت عمر بن عبد العزيز على المنبر يتلو هذه الآية (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ)(٢) حتى ختمها ، فمال على أحد شقيه يريد أن يقع.

٩٠٢٠ ـ جد المطعم (٣) بن المقدام بن غنيم الصنعاني الدمشقي

روى عن حذيفة.

روى عنه المطعم.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن هارون بن الجندي ، أنا الفضل بن جعفر بن محمّد التميمي المؤذن ، نا محمّد بن العباس بن الوليد بن الدرفس ، نا بحر بن نصر قال : قرئ على أسد بن موسى ، نا إسماعيل بن عياش الحمصي ، عن مطعم بن المقدام ، عن جده ، عن حذيفة قال : لتأمرنّ

__________________

(١) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٥ / ٢٩٦ ـ ٢٩٧ في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

(٢) سورة الأنبياء ، الآية : ٤٧.

(٣) تقدمت ترجمة المطعم قريبا ، وانظر تهذيب الكمال ١٨ / ١٤٧.

٧٨

بالمعروف ولتنهين عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم يسومونكم سوء العذاب ، حتى يجعل أبرار القبيلة يخرجون منها رجالا وركبان حتى أن الرجل ليقول : أي ربّ أي ربّ لا يمنعه أن يستجاب له إلّا ما ظهر من المنكر لا ينهى عنه.

٩٠٢١ ـ جد البطريق بن يزيد الكلبي ويقال عمه

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ، قراءة ، عن أبي الحسين الصيرفي ، أنا عبد الله بن عتاب ، أنا ابن عمير ، إجازة.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الربعي ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أحمد بن عمير ، قراءة قال : سمعت ابن سميع يقول جد البطريق بن يزيد الكلبي ـ وقال ابن عتاب : ابن يزيد (١) ـ قال : وسمعت ابن سميع يقول في الطبقة الرابعة.

ح وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن الفضل بن طاهر. أخبرنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا ابن جوصا قال : سمعت ابن سميع يقول : عمّ البطريق بن يزيد الكلبي ، لم يسمّ وقد روى عن عمومته.

٩٠٢٢ ـ ابن أخي شهر بن حوشب

من أهل دمشق ، كان يغزو مع عمه شهر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأ أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن إبراهيم الخزاعي ، نا أبو بكر بن غزوان بن عاصم ، حدّثني أبي ، عن شهر بن حوشب قال :

أردت غزاة لي وكان لي ابن أخ مرهق ، فكرهت أن أخلفه ، فغزوت به معي ، فلما قفلنا مرض مرضا شديدا قال : فدخلت بعض تلك الصوامع ، فقمت أصلي ، فانشقت الصومعة ، فدخل ملكان أبيضان وملكان أسودان فقعد الأبيضان عن يمينه والأسودان عن يساره ، فلمسه الأبيضان بأيديهم فقال الأسودان : نحن أحق به وقال الأبيضان : كلا ، فأخذ أحد الأبيضين إصبعيه فأدخلهما في فيه ، فقلب لسانه فقال : الله أكبر ، نحن أحق به قوما ، كبّر تكبيره يوم فتح أنطاكية ، فخرج شهر بن حوشب ، فنادى في الناس : من أراد أن يحضر جنازة رجل من أهل

__________________

(١) كذا بالأصل.

٧٩

الجنّة فليحضر جنازة ابن أخي ، فقال الناس : جنّ شهر بالأمس يقول ما يقول ، واليوم يقول : رجل من أهل الجنّة ، فبلغ ذلك الأمير فبعث إليه ، فأخبره بما رأى ، فصلّى عليه والناس.

٩٠٢٣ ـ ابن أخي رجل من قيس

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين (١) بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، ثنا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن عبد العزيز المروزي ، نا علي بن الحسن بن شقيق ، أنا الحسين بن واقد (٢) ، عن أبي غالب (٣) قال :

كنت اختلف إلى الشام في تجارة ، وعظم ما كنت أختلف من أجل أبي أمامة ، فإذا فيها رجل من قيس من خيار الناس ، فكنت أنزل عليه ، ومعنا ابن أخ له مخالف لأمره ، ينهاه ، ويضربه فلا يطيعه ، فمرض الفتى ، فبعث إلى عمه فأبى أن يأتيه حتى أدخلته عليه فأقبل عليه يشتمه ويقول : أي (٤) عدو الله الخبيث ألم تفعل كذا؟ قال : أفرغت أي عمّ؟ قال : نعم ، قال : أرأيت لو أن أحدا (٥) دفعني إلى والدتي ما كانت صانعة بي؟ قال إذا كانت والله تدخل الجنة ، قال : فو الله لله أرحم لي من والدتي ، فقبض الفتى ، فخرج عليه عبد الملك بن مروان ، فدخلت القبة مع عمه فخطّوا له خطا ولم يلحدوه ، قال : نقلنا باللبن فشويناه ، قال : فسقط منه لبنة فوثب عمّه فتأخر. قلت : ما شأنك قال : ملئ قبره نورا وفسح له مد البصر.

٩٠٢٤ ـ عم يعلى بن عطاء العامري (٦)

حكى عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وخرج معه من دمشق حين وجهه يزيد بن معاوية إلى ابن (٧) الزبير.

حكى عنه ابن أخيه يعلى (٨) بن عطاء.

__________________

(١) تحرفت بالأصل إلى : الحسن.

(٢) تحرفت إلى : واهد.

(٣) أبو غالب المذكور ، هو صاحب أبي أمامة ، اختلف في اسمه ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٦ / ٤٢٩ وتهذيب الكمال ٢١ / ٤٤٦.

(٤) بالأصل : ان.

(٥) بالأصل : أحد ، خطأ.

(٦) تقرأ بالأصل : «الصامري» ولعل الصواب ما أثبت ، راجع ترجمة يعلى بن عطاء العامري القرشي في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٦٥.

(٧) بالأصل : دير الزبير.

(٨) تحرفت بالأصل إلى : علي.

٨٠